30‏/04‏/2006

ثلاثة أيام في بيت أمي"


الرواية الجديدة لفرنسوا فيارغانز الحائز على جائزة غونوكور
"ثلاثة أيام في بيت أمي"

ردا عن من يتهمونه بقلة النشر والكتابة عادة باغث فرنسوا فيارغانز الأوساط الأدبية بإصدار روايتين في نفس الوقت: أول رواية كتبها وآخر عمل له. أمر لا يقدم عليه سوى كاتب "مجنون" مثله. فعن سن يناهز 64 سنة يصدر فيارغانر أول عمل له من الجانب الكرونولوجي، وهو ما يقوم به الناشرون تجاه أدباء متوفين لكن فيارغانز أصر على القيام بذلك في حياته وإعادة صياغة ما قدمه تحت عنوان "سالومي" التي كتبها بين غشت 1968 ويونيو 1969. أي أربع سنوات قبل روايته التي اعتبرت من قبل أول أعماله والتي تحمل اسم "Le pitre". "سالومي" اعتبرتها جريدة ليبراسيون الفرنسية عصارة علاقة "فيارغانز" بالنساء وقاموسا يجمع تجاربه واستيهاماته وارتباطاته بالجنس الآخر. والتي يقول عنها بكل وضوح في رواياته "ثلاثة أيام في بيت أمي" كل ما أطلبه من النساء اللائي ألتقي بهن هو منحي الرغبة في الكتابة".
وكما النساء حاضرات في رواية "سالومي" فهي أيضا نور العمل الآخر" ثلاثة أيام في بيت أمي" إنه ليست كتابا عن أمه تحديدا، بل هو احتفاء بكل النساء. رواية تنسج خيوطها أم الكاتب الحاضرة الغائبة دوما، ويغذي تناغمها حس الكاتب الأدبي وطرافة طريقته في التعبير. إنه سفر في السينما والموسيقى واللغة اللاتينية والديانة البودية... وغيرها من المواضيع التي ربما لا تهم القارئ في شيء، لكن الكاتب بلباقته يجعلك تنجذب نحوها لننصت لصوته وحكيه المتميز الذي يجعل من الحدث التافه رائعة أدبية.
فحينا يسخر الكاتب من الموت: "لماذا تتوقف الحياة، قبل الجنازة، الدفن الذي يعتبر من لحظات المجد القليلة التي يمكن أن يعيشها الإنسان". وثارة أخرى من الزواج: "إن العلاقة بين الرجل والمرأة بعد سنوات الزواج تصبح كالزربية البالية المهترئة ويصبح الشريكان كالضيوف الثقال الظل كل منهما ينتظر رحيل الآخر".
ولد فرانسوا فيارغانز في إيتريك ببلجيكا سنة 1941 ، ثم ذهب إلى باريس في سن السابعة عشر، حيث درس السينما والأدب. وأصدر كتابه الأول "Le pitre" عن دار غاليمار سنة 1973 ،وبعد 32 سنة من بدايته يحصل على جائزة غونكور أكبر الجوائز الأدبية الفرنسية عن عمله "ثلاثة أيام في بيت أمي". الرواية المهووسة بحضور الأم. أم يتمنى الكاتب قضاء ثلاثة أيام بصحبتها بعد أن فشلت علاقته مع النساء اللواتي كان له معهن روابط مهزوزة. وعندما "يرغم" على زيارة أمه بعد أن أمضت ليلتين في العراء بحديقة بيتها وانهيارها المفاجئ يقول: "وأخيرا سأعيش الثلاثة أيام تلك، في بيتها وبدونها". وبالرغم من العنف الذي يصور به سقوط أمه وانكسار عظامها فإنه يجعل الأيام التي أمضتها في الهواء الطلق والتي تعتبر طريقها نحو الخلاص الأبدي ونهايتها المحتومة، لحظات للسعادة "الليلتان اللتان أمضيتهما في الحديقة لا أعرف كيف أصفهما لك.. في تعاستي كان ذلك مثيرا لقد عاينت مرتيين شروق الشمس و سمعت جميع الأحاديث ودقات النواقيس. ناديت طالبة النجدة بيد أن الحيوانات هي وحدها من كانت تسمعني ... عندما رن الهاتف أدركت أنهم أبنائي لكني كنت عاجزة على النهوض و السعي لأخذ السماعة".
وحول فكرة الرواية يصرح فيارغانز لصحيفة الاكسبريس الفرنسية أنها انطلقت منذ سنة 1974 عندما سافر صحبة أمه إلى روما، . وبعد ظهور كتابه "فرانز وفرانسوا" سنة 1997 الذي يحكي فيه عن أبيه، لاحقته الصحافة حول المشروع الذي يشتغل عليه في ذلك الوقت، فأخرج أوراقه القديمة والتي عمل من خلالها على صياغة رواية تدور حول رجل في الخمسين من عمره يزور أمه من أجل تمضية العطلة بصحبتها. وببحثه في الأغراض القديمة سيسافر في نوع من الفلاش باك بين الماضي والحاضر والمستقبل. "القراء كانوا ينتظرون كتابا حول أمى وأنا في ذهني كتاب من نوع آخر".

وفي الأخير تقول الأم لابنها بأنها وإن لم تقدم له الكثير في الحياة فبسقوطها المفجع تكون قد قدمت له نهاية لروايته هدية بالغة الأهمية وباهضة الثمن. إنه تحفيز على الكتابة والرغبة فيها، وهي هدية لا يمكن أن تقدمها إلا أم بكل ما تحمله الكلمة من معنى لابنها "المتمرد" بالرغم من تلك الأيام التي سيمضيها إلى جانبها بعد غياب طويل وبدونها!
إن كل ما يسعى له الكاتب طوال حياته هو تلك الرغبة المتمنعة في الكتابة، ومالم تقدمه له كل النساء منحته إياه أمه وبكل سخاء.
جمال خنوسي

20‏/04‏/2006

نبيل عيوش ينتج 30فيلما لفائدة التلفزيون المغربي

في ظرف قياسي
نبيل عيوش ينتج 30فيلما لفائدة التلفزيون المغربي

خطوة جديدة يقطعها المغرب الحديث، من خلال الإعلان أول أمس، عما أطلق عليه مشروع "صناعة الفيلم" والذي سيعرف انطلاقته بإنتاج 30 فيلما مغربيا بلغات مختلفة (عربية، أمازيغية، تاريفيت، تاشلحيت) في ظرف قياسي هو 18 شهر.
وقد أعلن عن هذه المبادرة وزير الاتصال نبيل بن عبد الله في الندوة الصحفية التي نظمت بالمناسبة في العاصمة. حيث اعتبر هذا المشروع الهام مندرجا في إطار صيرورة تتسم بحوية هائلة، حيث يتم التأسيس الآن لوجه جديد لهذاالفضاء، ويضيف الوزير بأن مشروع التحديث وإعادة صياغة المشهد السمعي البصري يسيران في نفس السياق الذي تتبعه الدولة ، برفع احتكارها في هذا الفضاء واعتماد قانون جديد منظم ، وإحداث الهيئة العليا للسمعي البصري (الهاكا) التي ينتظر المتتبعون والمهتمون إعلانها عن أسماء الشركات التي سيصرح لها بإحداث قنوات إذاعية وتلفزيونية خاصة.
ويقول بنعبد الله إن هذه الخطوات تدخل في إطار إعادة صياغة المشهد السمعي البصري و إحداث القطب العمومي الموحد، الذي جعل القناتين العموميتين تلتزمان بدفتر للتحملات ، يجبرهما على القيام بوظيفتهما كقناتين عموميتين والالتزام بتشجيع السينما ودعم الإنتاج الأمازيغي على العموم. وتسير المبادرة التي تقبل عليها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة عليان للإنتاج بمساهمة وزارة الاتصال في هذا النهج، وذلك بإنتاجها لـ30 شريطا مطولا في ظرف 18 شهرا، باعتماد تقنية الجودة العالية "Haut definision"، والتفكير في إعطاء بعد لهذه المبادرة في إطار منح فضاءات جديدة للعرض.
والمشروع يقول بنعبد الله هو بمثابة دفعة جديدة للفورة التي يعرفها المجال السمعي البصري كما يسمح في نفس الوقت بإبراز طاقات وكفاءات جديدة وخلاقة وإيجاد فرص للشغل وإحداث صناعة سمعية بصرية حقيقية في المغرب.
أما فيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة فقد اعتبر المشروع قفزة نوعية في المجال السمعي البصري بالمغرب، فبعد أن كان الإنتاج تقليديا، حيث يتم أخذ السيناريو من التلفزة المغربية من طرف شركات للإنتاج لتتبناه، فقد أصبحت العملية الآن أكثر تطورا وإنفتاحا حيث يتم التعاقد مع شركة للإنتاج للقيام بالمهمة بأكملها في إطار التزام التلفزة المغربية بدفتر تحملاتها من جهة، ودعم التلفزيون للسينما التي تعرف أزمة حقيقية، على حد قول العرايشي، من خلال إقفال قاعات السينما.
وأضاف العرايشي بأن إنتاج هذه الأفلام سيتبع سلسلة معينة في الاستغلال، حيث سيتم بيعها في بداية الأمر على شكل أقراص VCD و DVD بأثمان معقولة. لسد الطريق أمام القرصنة وتحديد ثمن القرص في 13 درهم فقط، ثم سيتم عرض الأفلام في القاعات السينمائية بعد تحويلها إلى أشرطة 35 مم وفي النهاية بعد مرور12 شهر من الاستغلال من طرف عليان للإنتاج سيصبح للتلفزة المغربية الحق في بثها للعموم.
أما نبيل عيوش مدير شركة عليان للإنتاج فقد اعتبر بأن المشروع ليس اقتصاديا فحسب بل هو مرتبط بالهوية المغربية أيضا، حيث يقدم أفلاما متنوعة (رعب، فكاهة، حركة...) وبلهجات مختلفة وهو في الحقيقة انعكاس للتنوع والبنية الفسيفسائية للمغرب، وقال عيوش بأنه حتى الآن تم الانتهاء من إنتاج 11 فيلم، وسيبدأ تصوير الفيلم 12 يوم الإثنين القادم. كما قدم عيوش لقطات من بعض الإنتاجات كفيلم "واش" و"تيهال" و"تيوركا" و"القاضي" و"سيدي محمد أوعلي". و أضاف بأن الأفلام ستكون في الأسواق الوطنية ابتداء من الشهر القادم و في الخارج (فرنسا، إيطاليا، إسبانيا...) قبل نهاية السنة الجارية.
وفي معرض جواب وزير الاتصال عن سؤال حول ظاهرة القرصنة وتهديدها لهذا المشروع، قال بنعبد الله إن مقاربة القرصنة يجب أن تمر عبر 3 خطوات تبدأ من تحسيس المعنيين بالأمر و الجمهور بخطورة القرصنة وتجنب التعامل معها. ثم قمع الظاهرة و جزرها مع إيجاد حلول للمستفيدين منها. و أخيرا تقديم البديل بإنتاج أفلام بثمن مناسب لا يقبل المنافسة. و أعلن الوزير عن تنظيم مناظرة وطنية نهاية هذا الشهر يكون موضوعها المنتوج الفني الوطني وإيجاد برنامج عمل للنهوض بالقطاع.
ومع الإقفال السريع لباب الأسئلة و النقاش لموضوع بهذا الحجم ،لازالت العديد من التساؤلات و الملاحظات تطرح نفسها بحدة . فالمشروع تم الإعلان عنه بعد انطلاق التصوير و إنجاز 11 فيلم، وليس عند توقيع العقود و كأن الأمر تحصيل حاصل، وفرض لسياسة الأمر الواقع. فالعملية برمتها لم تخضع لمناقصة و لا لطلب عروض، كما هو الحال في كل الصفقات في كل بلاد العالم، بينما الأمر هنا هو تفويت لمشروع لم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي، بل اعتمدت فيه مقاييس أخرى.. دون أدنى استشارة أو انفتاح على المهنيين و المشتغلين في الميدان. ولم تخضع الأعمال لأية مراقبة لا في الكتابة و لا التقنية و لا الجمال ولامعايير الجودة.
كما أنه تم الحديث و بشكل متكرر عن السينما و دعم السينما دون معرفة أين يتجلى هذا الدعم.. إلا إذا كان اعتبار عرض فيلم تلفزيوني على شاشة كبيرة هو دعم للسينما . لأن السينما ـ و نبيل عيوش صاحب فيلم "علي زاوا" أدرى منا بها ـ لها مقوماتها و تقنياتها و لغتها، من ضوء و إنارة و تأثيث للصورة و سرد معين و أداء و تصوير... تختلف عما هو تلفزيوني والذي لا يتطلب الكثير خلافا للعمل السينمائي الملزم. كما أن الجمهور السينمائي له خصوصيته أيضا. والإنكباب على إنجاز 30 فيلما في ظرف 12 شهرا خير دليل على استسهال و "إسهال إبداعي" . وباعتراف عيوش الذي قال إنه ينجز الأفلام بمعدل فيلم كل 12 يوما. فأين السينما كفن سامي و راقي من كل هذا؟ و كيف يمكن الحديث عن عرض الأفلام في القاعات مادامت ستباع في البداية بثمن بخس في الأسواق؟ وكيف يسمح "الثلاثي" لنفسه بالحديث عن السينما و تغييب الناطقين الحقيقيين باسمها و المؤسسة الممثلة لها؟
كما أن أفلام "الكوكوت مينيت" كانت بمثابة حل سريع و متسرع لما تم الحديث عنه من قبل في إطار تشجيع السينما الأمازيغية. ليتم الإعلان المفاجئ عن هذا المشروع بدل الانكباب على إنتاج أفلام سينمائية (بمعنى الكلمة) وأمازيغية (بمعنى الكلمة) أي أنها تحترم الخصوصية الأمازيغية من حوار و سرد و زمان و موسيقى و ديكور و مخيال ثقافي معين وليس تقديم الأمازيغية بشكل كاريكاتوري و تبخيسي، فالإنتاج الأمازيغي لايعني فيلما ناطقا بالأمازيغية!ذو إخراج "كليبي" قريب من الإشهار وشريط صوتي مثير يروم إغراء المشاهد و ليس إقناعه. إنهاعملية ذر الرماد في العيون و تخلص من مشكل عالق!

الكاتبة ميليسا باناريللو المراهقة التي قسمت إيطاليا


أفكار رجال الدين عن الجنس خاطئة
ميليسا باناريللو و يسمونها أيضا "لوليتا صقلية" ظاهرة أدبية حقيقية نشرت في يوليوز 2003 مذكراتها الشخصية و لم تتعد بعد ربيعها 16 . الكتاب الذي تروي فييه مغامراتها الجنسية المبكرة و الذي بيع منه زكثر من 700ألف نسخة و تم ترجمته إلى أكثر من 18 لغة حول العالم. الكتاب يحتوي على كل شيء : اغتصاب و سادية و مازوشية و مثلية ... كل اللوحات الجنسية و الميولات الغريبة. الكتاب أثار زوبعة قوية في بلد الفاتيكان لكنه في نفس الوقت أعطى انطلاقة الحوار بين الآباء و الأبناء حول طابو شائك اسمه الجنس.
بعد «100 coups de brosse avant d'aller dormir» هو عنوان الكتاب الأول لميليسا الذي تحكي فيه المغامرات الجنسية لمراهقة وتفاصيلها الخاصة و التي حققت قصصها المصورة عن الجنس لدى المراهقين أفضل المبيعات في أنحاء العالم . الأمر الذي دفع النيويورك تايمز وقتها أن تقول عن الكتاب إنه قسم إيطاليا إلى قسمين بين مناهض و مساند. أصدرت ميليسا كتابها الجديد في يوم الجمعة الحزينة وهو يوم مهم في التقويم المسيحي.
وقالت الكاتبة الإطالية ميليسا باناريللو لرويترز الإن قواعد الأخلاق التي تتبناها الكنيسة الكاثوليكية كلها خاطئة وذلك في كتاب جديد لها نشر الجمعة الماضي.
وكتابها الجديد الذي يحمل اسم "باسم الحب" تحليل ضد تعاليم الكنيسة بشان الجنس وكتب في شكل رسالة مفتوحة على لسان فتاة من صقلية في العشرين من العمر توجهها الى أرفع كردينال في إيطاليا وهو كاميللو رويني وتدافع فيها عن الإجهاض والطلاق والمثلية الجنسية.
وقالت هذا الكتاب تمخض عن الغضب وهو غضب ولد قبل نحو عام عند وفاة "البابا الراحل" يوحنا بولس الثاني وانتخاب بنديكت السادس عشر حيث برزت نزعة أصولية دينية كنت أعتقد بوجودها فقط في كتب التاريخ
وباناريللو التي رفضت الانتقادات التي وجهها لها سياسيون بأنه لا يحق لها نصح الكنيسة اتهمت الفاتيكان بنظرته الضيقة للجنس.
وقالت باناريللو التي بيعت أكثر من 3 ملايين نسخة من كتبها في 24 دولة في أنحاء العالم للصحفيين : الأساقفة يتحدثون كثيرا عن الحياة لكن لا يبدو لي أنهم يعرفون الكثير عن عناصرها الأساسية مثل الجنس علي سبيل المثال .
وقدمت بارنيللو كتابها الجديد في مقر الحزب الايطالي الراديكالي الذي عمل على مدى عقود ضد ما يراه بأنه تدخل من الكنيسة في الحياة السياسية وكان وراء حملات خلال السبعينات من القرن الماضي لاضفاء الشرعية على الطلاق والاجهاض.
وقد صرحت ميليسا من قبل لجريدة لوماتان السويسرية حول الدوافع التي جعلتها تتوجه للكتابة أنها بدأتها كنشاط بإيعاز من أستاذها و عشيقها بعد ما عرفته و عانته من تبعات الاغتصاب. و اعتبرت الكتابة نوعا من العلاج النفسي للتخلص مماعاشت من تجارب. و قالت : أنا أعرف أنى أصدم القارئ بما أحكي و لكنها كانت الطريقة الوحيدة لإيصال الحقيقة".
و في حديثها عن الرجال تقول أنه بالرغم مما عانته إلا أنها لا تكرههم و تعتبرهم علي الأقل صرحاء باتبارهم للجنس هدفهم الأول و هو ما لا تستطيع النساد الاعتراف به . و تضيف أنها لا تعتبر نفسها قدوة للشباب لكنها تعبر عن رأي البعض منهم
.
و تأتي كتابات ميليسا باناريللو كامتداد لموجة غليان من الكاتبات الفضائحيات أطلقتهن، في تسعينات القرن الماضي وبداية القرن الحالي، مجموعة من كبريات دور النشر الاوروبية. ضمنهن مثلا كاترين روب غرييه، زوجة الكاتب الفرنسي المعروف ألن روب غرييه، في كتابها "مذكرات زوجة شابة 1962 - 1957" (عن دار فايار) الذي تكشف فيه عن علاقاتها الداعرة مع زوجها، ثم إعادة نشر كتاب "كل خيول الملك" (عن دار أليا) الصادر عام 1962 ونفد من المكتبات، لصاحبته ميشيل برنشتاين، زوجة المفكر الراحل غي دوبور. ويحكي الكتاب في قالب روائي الطموحات التحررية لجيل كامل. إنها موجة في الأدب العالمي تجعل من الجنس و المغامرات الشخصية و العاطفية الساخنة موضوعا لها. و في إطار نقاش لرسم "حدود جديدة" لما هو أدب و ما هو إيروتيقا و ما هو بورنوغرافيا.

جمال الخنوسي

هل كان عبد الحليم حافظ نبيا؟




من بين آلاف الشباب الموهوبين من جميع الأقطار، وقع الاختيار على 8 شباب فقط للمشاركة في برنامج المسابقات «العندليب من يكون» ليدخلوا المنافسة على اختيار الأفضل الذي يشبه العندليب شكلاً وصوتاً، ويمنح الفائز فرصة الظهور في بطولة مسلسل درامي تنتجه قناة MBC، يتم عرضه في رمضان المقبل يدور حول حياة الفنان الراحل، حيث يقوم بدور عبد الحليم حافظ. أما لجنة التحكيم فمكونة من 3 أعضاء دائمين كل أسبوع وعضو رابع يتغير أسبوعياً مع كل حلقة جديدة، ويكون من الفنانين أو الفنانات المشاهير. الأعضاء الدائمين هم مدحت العدل، الموسيقار هاني مهنا والفنانة هبة قواس، والفنانة داليا، ويعتمد التصويت على الصوت، التمثيل، الشكل والأداء مثل عبد الحليم حافظ، ويمكن لجمهور المشاهدين المشاركة في اختيار المتسابق الأفضل عن طريق المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية

SMS
إلا أن البرنامج أثار زوبعة كان بطلها الفنان علي شبانة أبن عم العندليب عبدالحليم حافظ عندما صرح أن مسابقة البحث عن حليم التى تنظمها "قناة عربية" مع شركة أنتاج ماهي إلا عملية نصب واحتيال على المواطنين لابتزاز أموالهم من خلال الاتصالات التليفونية ورسائل المحمول التى يقومون بإرسالها لترشيح أحد المتسابقين الذين بعيدون كل البعد عن أوجه الشبة والملامح مع العندليب والذين على حسب قول لجنة التحكيم أنهم الأقرب الى شكل العندليب.
وقال الفنان شبانة لجريدة دنيا الوطن: إننى أقول لهم المسألة ليست بالشكل ولكن المطلوب البحث عن من لديه روح وملامح العندليب الداخلية وليست الخارجية الملامح الخارجية مسألة نسبية يتطلب أن يكون نفس البنية الجسمانية والملامح وليس شرطا أن يكون صورة طبق الأصل من العندليب وأن يكون صوتة عذبا ونفس مساحة صوت العندليب فإننى أقول لهم إذاكانت البداية نصب فى نصب فهذا المسلسل محكوم علية بالفشل لأن أموال انتاجه ستكون من دم الغلابة.

و أثار رد الفعل هذا هجوما مضادا وانتقادا لاذعا حيث قال الصحفي اللبنانيي رامي خوري في رده على مزاعم شبانة : لا أخفيكم أني استغربت العنوان (مسابقة البحث عن حليم ماهي الا عملية نصب وأحتيال).. وزاد استغرابي عندما قرأت التفاصيل من وراء ذلك العنوان .. لذلك قررت كتابة هذا المقال ردا على كلام علي شبانة الفنان .. و أتمنى أن يتقبله بصدر واسع و بروح الفنان .. أولا حجة الرائع شبانة في أن المسابقة هي وسيلة ابتزاز لمال الناس عن طريق الاتصال.. ليست في مقياس الحياة التي نعيشها نصب أو احتيال .. لأن كل المسابقات بكل أشكالها تتبع نفس الموال .. فلو كان حقا ما يزعج روحك الشفافة و يؤلم إنسانيتك هو عملية الابتزاز للناس .. فلما لم تعارض هذا النصب و الاحتيال إلا الآن و هي ليست حالة خاصة بمسابقة البحث عن العندليب .. بل تقليد متفق عليه في كل المسابقات .. و إن كان ما يزعجك هو استخدام اسم العندليب .. فيا سيدي أنت أعلم الناس بأن مشروع مسلسل " حليم " لم يكن ليتم إلا بموافقة كل قريب للعندليب .. مدحت العدل منتج المسلسل –بشراكة الـmbc - حصل على موافقة أسرة حليم و المفترض أنك واحد من هذه الأسرة .. والمسابقة الخطوة الأولى لتنفيذ المشروع .. فإن كان لا بد لك من أن تتبنى قضية تناقشها حول مسلسل " حليم " .. فيجب عليك أن تسأل هل سيظهر المسلسل عبد الحليم حافظ إنسانا عاديا .. أم نبيا أو رجلا صالحا حلت عليه بركات الرب .. أو بمعنى آخر هل سنشاهد عبد الحليم حافظ بإيجابياته و سلبياته الشخصية .. أم أن سلبياته و عيوبه سوف تطير مع المعالجة الدرامية .. ليكون حليم في نظر المشاهد نبيا لا تصيبه الخطيئة ؟!!
الجدير بالذكر أن عبد الحليم ولد في التاسع من فبراير 1929 بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية ، والتحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين 1948عام ، وحصل على بكالوريوس المعهد ، وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة ، ثم قدم استقالته من التدريس عام 1959 ، والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عام 1950 .
تحدي العندليب ظروفه ولم يستسلم للفشل الذي لحق به في بداية مشواره بل جذب الجمهور العربي بما لا يقل عن ثلاثمائة أغنية و 16 فيلما ، تنوعت اغنيه ما بين الأغاني العاطفية والوطنية والأناشيد الدينية أيضا، تعد أغنية "لقاء" أول أغنيه غناها للاذاعه ، وكان فيلم "لحن الوفاء" أول فيلم قدمه على الشاشة الفضية ، كما كان بطل أول فيلم مصري "سكوب ألوان" وهو فيلم "دليله".


فيلم ماروك في قاعات العرض الوطنية


بالرغم من الحملة التى شنت ضده
فيلم ماروك في القاعات الوطنية .. كاملا

علمت "صوت الناس" أن فيلم ماروك للمخرجة المغربية الشابة ليلى المراكشي سيعرض في القاعات السينمائية المغربية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، بعد أن حصل أول أمس الأربعاء على رخصة استغلال الفيلم في القاعات التجارية الوطنية من المركز السينمائي المغربي. ويأتي قرار المركز بعد مصادقة لجنة المراقبة المكلفة بمشاهدة الأفلام ، دون أن يخضع لأي حذف أو تحفظ من أي نوع.
وكان فيلم " ماروك " قد أحدث ضجة كبيرة في مهرجان طنجة إبان عرضه في دجنبر الماضي ضمن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بعد مطالبة المخرج محمد عسلي بمنع الفيلم و اعتبره "فيلما صهيونيا استعملت فيه شابة مغربية لم تفهم و لم تفقه حيثيات اللعبة" واعتبر المراكشي "بيدقا" استعمله "من أرادوا التطبيع مع توجه صهيوني يريد إلغاء الهوية المغربية ، العربية و الإسلامية بشكل فج يدخل في سيرورة تركيع الإنسان العربي". وقد تلت تصريحات العسلي ردود فعل قوية من مختلف الفنانين و المثقفين و المهتمين تشجب ما ذهب له المخرج المغربي من مطالبة للمنع و القمع و التجريح في مخرجة مغربية شابة. حيث سجلوا استغرابهم لكون فنان يقف ضد حرية الفن في حين وهب العديد من المبدعين أرواحهم من أجل هامش و لو صغير للحرية.
وكان ماروك قد حصل على جائزة النقاد بمهرجان طنجة وسبق عرضه في مهرجانات عالمية مختلفة وعرف عرضه في القاعات الفرنسية إقبالا جماهيريا كبيرا.
وتدور أحداث الفيلم بمدينة الدار البيضاء في حي راق حيث تعيش غيثة البطلة البالغة من العمر 17 سنة و التلميذة في الباكلوريا أول قصة حب في حياتها بعد مغامرات خاطفة لتجد نفسها في مواجهة التقاليد و الأعراف في صورة الأخ و الوالدين . شأنها في ذلك شأن باقي المراهقين و المراهقات من جيلها ، تعاني غيثة من عدم القدرة على التأقلم مع محيطها و قيمه لتخلق لنا بطلة مهزوزة تتأرجح بين نموذجين : نموذج القيم البالية المهترئة التي تعتمد على مظاهر التقوى و الورع و نموذج الغرب الذي يتسم بالانحلال الخلقي و السفاهة . ولن يخلص البطلة من هذا التأرجح سوى قصة حب عنيفة تنتهي نهاية مأساوية.
وقد كان سبب انطلاق الهجمة الشرسة هو كون بطل الفيلم الذي ستحبه غيثة "يهودي". كما تم التحفظ على بعض المشاهد و الحوارات التي اعتبرت "ساقطة و مستفزة".
جمال الخنوسي

16‏/04‏/2006

كابوس داروين


"كابوس داروين" فيلم وثائقي يرصد مظاهر من
"النظام الدولي الجديد" : السمك مقابل الموت

شهدت تنزاليا في بداية الستينات دخول سمك جديد إلى أكبر بحيرة في العالم وهي بحيرة فيكتوريابفعل تجربة علمية. السمكة اللاحمة تجعل من الأسماك الأخرى طعامها المفضل ، تسببت و بشكل مباشر في انقراض المئات من الفصائل المختلفة من السمك.
هذه الكارثة البيئية أنجبت صناعة تذر أموالا طائلة حيث أن اللحم الأبيض لسمك "الفرخ" أو la perche du nil يلقى رواجا لا مثيل له في أوربا.

الصيادون ورجال السياسة والربابنة الروس، والعاهرات والمبعوثين الأوربيين هم ممثلوا هذه الدراما الإفريقية.
وفي سماء البحيرة تمزق الطائرات الروسية الضخمة صمت "فكتوريا" لتحمل أطنان السمك وتفتح الأبواب على مصراعيها أمام تجارة من نوع آخر هي تجارة السلاح.
أختتمت فعاليات المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي في نسخته الثانية و الذي نظم بمدينة الرباط بين 6 و 9 من هذا الشهر. تحت شعار "خلق الواقع" بمساهمة المركز السينمائي المغربي و معهد غوته في الرباط و الدار البيضاء بالإضافة للمعهد الفرنسي بالعاصمة.
و قد عرفت الأمسية الختامية التي احتضنتها قاعة الفن السابع اقبالا كبيرا نظرا لحجم و قيمة الفيلم المعروض تلك الليلة و يتعلق الأمر بفيلم "كابوس داروين" لإيبرت زوبر.
انطلقت فكرة الفيلم حينما كان زوبر يعد فيلما وثائقيا آخر تحت عنوان" كسانفاني - بعيدا عن روندا" والذي كان موضوعه الأساسي هو تتبع آلاف اللاجئين الهاربين من الانتفاضة الكنغولية. وفي سنة 1977 سيكون "زوبر" شاهدا عن تلك التجارة الغير متكافئة والظالمة . سيرقب الطائرات التي ترحل عن تنزانيا محملة بأطنان من الغذاء، بينما تحل أخرى تحمل على ظهرها 45 طنا من الحمص القادم من أمريكا على شكل مساعدات غذائية للاجئين في مخيمات الأمم المتحدة. ترحل الطائرات إلى بلدان أوربا الغنية تحمل 50 طنا من السمك الطري إلى موائدها.
وبعد ربط المخرج لعلاقات صداقة مع الربابنة الروس في المطار سيكشف تجارة أحقر وأكثر تدميرا. حيث أن الطائرات القادمة من العالم الآخر لا تحمل فقط مساعدات عذائية ولكنها تشرك حمولة الحمص بحمولة أكثر مردودية وتدميرا.. أطنان أخرى من الأسلحة.
الطائرات تحمل لإفريقيا الحمص لإطعام الشعوب نهارا والأسلحة لقتلهم ليلا. وكما تغذي بطونهم الجائعة تغذي أيضا الحروب والصراعات الإثنية.
وهكذا سيصبح نقل صور الموت والدمار في غابات تنزانيا وأدغالها هو هم المخرج الوحيد ليجعل من تصوير "كابوس داروين" همه الوحيد. ويرصد واقعا أبعد من الخيال بكثير. فجاب إبيرت زوبر رفقة صديقة سندور وكاميرته الصغيرة الأدغال بحثا عن حقيقة ما يجري يقول زوبر: "لقد كان من السهل تصوير مشاهد أخاذة لأن الواقع أخاذا ويمنح نفسه لك دون عناء".
لكن وفي نفس الوقت كان من السهل الوقوع في المشاكل و تتحول حياة طاقم الفيلم كابوسا. ففي تنزانيا كان عليهم إخفاء هويتهم الحقيقية . فللصعود للطائرات الروسية كانوا يتقمصون شخصية ربابنة بأوراق مزورة. وفي القبائل كان السكان يتعاملون معهم على أساس أنهم بعثة إنسانية. أما مدراء المصانع فكانوا يحسبونهم مفتشي الصحة القادمين من الاتحاد الأروبي. وفي الفنادق والمطاعم كانوا رجال أعمال أستراليين. وقد أمضى المخرج ورفيقه أيام عديدة في الاستنطاق والسجون المحلية. وضاع الكثير من ميزانية الفيلم في تقديم رشاوى للشرطة.

إن السؤال الأبدي والكبير حول ماهية النظام السياسي والاجتماعي المثالي لتسيير العالم قد وجدت إجابة لها في النظام الرأسمالي لقد انتصرت الرأسمالية باندثار الأنظمة الأخرى. ومجتمعات المستقبل ستكون "استهلاكية" و"متحضرة" و"الأرقى والأحسن" وحسب فكرة داروين فالنظام الأحسن هو من ينتصر بإقناع الأعداء وتصفيتهم. و "منطقة الواحات الكبرى" باعتبارها قلب إفريقيا الأخضر ومهد الإنسانية وانطلاق الإنسان الأول. معروفة بحياتها المتوحشة المميزة وبراكينها ومحمياتها. في المقابل فهي جحيم أيضا تمزق شعوبه الحروب الأهلية وسط صمت عالمي لا أخلاقي. إنها الحروب الأكثر دمارا بعد الحرب العالمية الثانية. ففي الكونغو مثلا يموت كل يوم أكثر ممن قضوا في أحداث 11 شتنبر في نيويورك كلها. وسط صمت رهيب ونسيان يكون دائما مبررا باعتبار هذه الحروب مجرد "صراعات قبلية" كتلك التي عرفتها رواندا وبورندي. أما الأسباب الخفية والحقيقية لنشوبها تكون في غالب الأمر ذات أبعاد امبريالية للسطو على المخزونات الطبيعية.
إن انتصار هذه السمكة حسب "إيبرت زوبر" هو في الحقيقة انتصار لعولمة طاغية ستحصد الأخضر واليابس. والمسألة ستكون نفسها في أي مكان آخر في العالم و بنفس السيناريو. ففي سيراليون سيصبح السمك أحجارا كريمة وفي الهندوراس ستصبح موزا وفي العراق ونيجريا وأنغولا سيصبح السمك بترولا.
والسينما يقول "إبرت روبير" هي الوحيدة القادرة على نقل هذه الحقيقة المرة وأبعادها. فالكل يعرف سلبيات النظام العالمي الجديد. "كلما اكتشفت مصادر طبيعية مهمة في مكان ما من العالم إلا وجاع السكان وأصبح أبناؤهم جنودا وبناتهم خادمات وعاهرات".
جمال الخنوسي


10‏/04‏/2006

إصدار "النسخة الإسلامية" لمجلة "بلاي بوي" الإباحية


نقاش صاخب في أندونيسيا يصل لحد التهديد
إصدار "النسخة الإسلامية" لمجلة "بلاي بوي" الإباحية

عرفنا الضجة التي أثارها حفيد فان غوخ بتصوير أجساد النساء و قد كتب عليها آيات قرآنية دفع ثمنها غاليا. ثم بعد ذلك جاء دور الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية لجريدة لا يعرفها أحد. وبعدها فضيحة مغنية آسيوية تنزع الحجاب في كليب غنائي. و الآن جاء الدور على مجلة "بلاي بوي" المعروفة.
المجلة الجنسية صدرت يوم الجمعة الماضي في أندونيسيا . البعض اعتبر صدورها في أكبر دولة مسلمة من حيث السكان استفزازا، والبعض الآخر جزءا من حرية الكلمة والتعبير عن الرأي. النسخة الأندونيسية الأولى تضمنت مقابلة جادة ومقالات متعمقة وصورا ملونة للنساء وابتعدت عن نشر صور عارية وصارخة جنسيا. جماعات إسلامية متشددة تهدد باستخدام القوة ضد المجلة، والمسؤولون عنها لا يعتبرونها مخالفة للعادات والتقاليد الأندونيسية.
ذريعة جديدة لنهوض زوبعة في فنجان و صناعة أبطال من ورق.

أصبح بمقدور كل الأندونسيين الاستمتاع بنسخة خاصة جدا للمجلة العالمية المعروفة "بلاي بوي". المجلة المتخصصة في نشر صور الإثارة الفتيات وتصدر في 20 نسخة عالمية مختلفة. حيث تسابق الآلاف من الشبان إلى الأكشاك ابتداء من الجمعة الماضي لاقتناء آخر النسخ المتوفرة من المجلة. وعرفت إقبالا لا مثيل له طعمته الضجة والصراع الذي نشأ بين الأطراف الداعية للتحرر والعناصر المعروفة بالتشدد الديني.
يبلغ ثمن المجلة 3,50 أورو أي ما يقارب 35 درهما. وهو ما يمثل مقابل ضعف يوم عمل في العاصمة جاكرتا. الأمر الذي يجعل المجلة في متناول الطبقة الوسطى والميسورة.
ومثل مجلة بلاي بوي التقليدية تضمنت النسخة الاندونيسية مقابلة جادة ومقالات متعمقة وصورا ملونة لنساء . ولكن لم تعرض المجلة صدورا عارية أو أي شيء يقترب من العري الكامل.
وعلى الرغم من أن الصور الموجودة داخل المجلة تعرض كما من العري أقل من الأعداد الأمريكية التي صدرت قبل 50 عاما فقد جرى تناقل نسخ المجلة من مكتب الى مكتب في مكاتب جاكرتا وزفادت التقارير تزايد الاقبال عليها وتحدثت الصحف ومحطات التلفزيون بشكل مطول عن الطبعة الاندونيسية لمجلة بلاي بوي.
وفي الوقت الذي يتسابق فيه القراء على آخر النسخ المتوفرة من المجلة أعلنت مجموعات متطرفة عن شجبها وتنديدها لهذا "الإرهاب
الأخلاقي" وأعطت للناشر مهلة أسبوع حتى يكف على نشر المجلة المذكورة. وهدد زعيم جماعة إسلامية متشددة باستخدام القوة إذا دعت الحاجة لسحب المجلة.

وقال "توباجوس صديق" وهو أحد كبار زعماء جماعة إسلامية متشددة تطلق على نفسها اسم جبهة المدافعين الاسلاميين لرويترز إن الجبهة "تعارض(بلاي بوي) في أي شكل كانت .
ويقول محمد رزق شهاب الذي ينتمي لنفس الجماعة إن اسم بلاي بوي مرادف للبورنوغرافيا. واسم المجلة أكبر دليل على ذلك حيث يعبر مباشرة عن رجل يهوى اللعب مع النساء. "فماذا يمنعهم مستقبلا من نشر صور نساء عاريات؟"
ويقول أمين معروف عضو مجلس الأئمة المسلمين في أندونسيا "إننا نرفض بلاي بوي لأنها أيقونة البورنوغرافيا العالمية فبإصرارها على الظهور فإنما تعرض نفسها لسخط المجتمع".
وصرح وزير الشباب والرياضة الأندونسي أدياكسا دول "يجب أن تمنع المجلة من الصدور بشكل قاطع لأن مجرد اسمها يشكل نوعا من التحريض والإثارة.
ويقول يوسف حاتم وهو مسؤول في الحكومة إن بلاي بوي تمثل تهديدا أخطر من تهديد "القاعدة" مع العلم أن القاعدة قتلت أكثر من 240 شخصا داخل البلاد.
ولم توافق ربة منزل تبلغ من العمر 40 عاما على ذلك وقالت "بالتأكيد إنها ضد القانون الجديد المناهض للإباحية ."
ونددت أيضا تشاماما سويرانتو رئيسة الجناح النسائي في جماعة المحمدية الإسلامية الكبيرة المعتدلة بالمجلة.
وقالت لرويترز"الجميع يعرفون أنها مجلة إباحية. ربما لم يتضمن العدد الاول أي عري. وهذه خطوة ذكية جدا من قبل الناشرين."
ويناقش البرلمان الأندونيسي حاليا قانونا لتشديد الرقابة بشكل كبير على أجهزة الإعلام بالاضافة الى السلوك العام في محاولة للحد مما يراه مقترحو القانون بأنها إباحية. "ووفقا لالتزامنا فإذا لم يقوموا بسحبها فإننا سنتصرف بأسلوبنا..أسلوب القوة. فرقنا ستلاحق بشكل واضح المحررين..إننا حتى نعارض اسم بلاي بوي."
وعكس ما كان منتظرا فقد قدمت بلاي بوي مواضيع جدية كحوار مع أكبر مفكر أندونسي "براميديا أنتاتور" ومواضيع حول المصالحة مع تيمور الشرقية. الأمر الذي أصاب القراء بخية أمل كبيرة حين وجدوا أن العدد لا يحتوي على الصور الفاضحة التي انتظروها. ووجدوا في المقابل صور نساء "كاسيات" أكثرهن جرأة تلبس المايوه (!)
وقد صرح أحد الشبان لوكالة الأنباء الفرنسية " هذا عار! كيف يعقل أن نحصل على نسخة لمجلة بلاي بوي دون أن تجد صور نساء عاريات! إنها خدعة حقيقية".

ويحتج إندرا وهو شاب أندونيسي لوسائل الإعلام التي غطت الحدث بكثافة معبرا عن خيبة أمله " لقد أخفوا عنا الكثير وهذا أمر لا يصح كنت أظن أن النسخة الأندونيسية ستكون كمثيلاتها في أوربا وأمريكا!"
وقال أليكس وهو موظف لم يذكر اسمه بالكامل "لاأرى أي شيء يبعث على الدهشة في هذه المجلة.إنها تعتمد على كيفية تفسير الناس لها. وبالنسبة لي لا توجد مشكلة."
أما أفياتونو كرهو فقد صرح بصفته مسؤولا عن مبيعات بلاي بوي "دعوا القارئ يطلع على مجلتنا ويكون رأيه الخاص".
ويباع في أندونيسيا مجلات كثيرة تذهب الى مدى أبعد من بلاي بوي الاندونيسية في المضمون الجنسي لمقالاتها وعلى الأقل الى حد بعيد في صورها. حيث تصدر في البلاد منذ سنوات مجلات ك "F H M" و "Maxim" إضافة إلى جرائد ومجلات فضائحية محلية تعكف على نشر صور أكثر إباحية مما تقدمه بلاي بوي.
جمال الخنوسي

سامية أقريو


سامية أقريو تتحدث ل"صوت الناس" عن تجربتها التلفزيونية الجديدة
المواطن المغربي يجد صعوبة كبيرة في الحديث بوجه مكشوف عن المشاكل والقضايا التي تمسه بشكل مباشر

عندما يذكر اسم سامية أقريو يتبادر إلى الذهن بشكل بديهي اسم المسرح. التصقت صورة الفن الراقي بفتاة صغيرة تتسم بالظرف و الخفة و سرعة الكلام و لكنة شمالية محبوبة .وينسى الكثيرون أن لسامية حياة سينمائية وتلفزيونية أيضا. انطلقت مع برنامج، للطبخ وتوجت مؤخرا ببرنامج يناقش قضايا الأسرة المغربية بشكل جديد ومبتكر، خلف ردود فعل قوية ترجمها المشاهد باتصالاته الهاتفية المكثفة و نسب مشاهدة عالية. خصوصا مع الحلقات المخصصة للأمهات العازبات و الأطفال المعاقين ذهنيا
في الحوار التالي تحدثنا سامية عن المشاكل التي تصادف التجربة ونقط القوة فيها و الضعف. والجرأة في اختيار المواضيع وطرحها وتتحدث كذلك عن تجربتها الإشهارية الجديدة
في البداية كيف انطلقت فكرة برنامج "أسر وحلول"؟
مع انطلاقة البرنامج كانت تقدمه صديقتي الإعلامية "فاطمة لوكيلي" . وهنا لن أعود إلى أسباب تخليها عن تقديم البرنامج ولا أريد الغوص في مثل هذه التفاصيل
لما رأيت البرنامج أول مرة لم يثرني بشكل كبير. لكن لما عرض علي وجدت هدفه ساميا ونبيلا ، ويتوجه لشريحة كبيرة من المواطنين من أجل إيضاح العديد من الأمور ومناقشة مختلف القضايا. إن البرنامج عمل اجتماعي محض لأن الأسرة المغربية تفتقد لبرنامج خاص بها يكون موضوعه مناقشة همومها الخاصة
هدفنا بالأساس مناقشة قضايا الأسرة التي هي في حقيقة الأمر نواة المجتمع ومكونها الأساسي. وما شجعني أكثر هو طبيعة المواضيع المقترحة كقضية أطفال الشوارع أو الأطفال في وضعية صعبة أو المعاقين ذهنيا والأمهات العازبات. إنها مواضيع أثارتني ونالت إعجابي لا من ناحية جدتها أو من ناحية انتشارها كظواهر مجتمعية يجب التطرق إليها، ونقلها من الإطار الضيق التي تخندقت داخله إلى النور ومناقشتها علنا، من أجل إيجاد حلول كفيلة بالقضاء على الظاهرة. لقد كان قبولي للبرنامج بمثابة تلبية لنداء المواطنة. والقيام بواجبي كمغربية وفنانة. أرى من واجبي تقديم يد المساعدة لبلدي ومجتمعي، لأني كمبدعة مرتبطة بهموم وطني وقضاياه. والبرنامج الذي أقدم، له بعد تثقيفي يعنى بشريحة لا تجد لها متنفسا أو برنامجا يعبر عنها في التلفزيون المغربي لأنه بالأساس يقدم بالدارجة. ونحاول ما أمكن أن يكون كلامنا والتعابير المستعملة بسيطة ومفهومة. أنا لا أقول أننا نجحنا مئة بالمئة، ولكننا على الأقل نثير مشاكل وهموم وقضايا كانت مسكوت عنها من قبل. وتوصلنا بردود جيدة جيدا ومشجعة
أنت راضية إذن عن النتيجة ؟
يكفيني فخرا أن البرنامج استطاع لم شمل عائلة بأكملها ، وأعاد بنتا كانت ضيفة في البرنامج في إطار مناقشة موضوع الأمهات العازبات إلى عائلتها وذويها. وكان البرنامج واسطة خير وسببا لإعادة إيصال رباط الود. احتضنت العائلة ابنتها وابنة ابنتها من جديد. لقد كنت على وشك التخلي عن تقديم البرنامج لكن ما حدث مع هذه الفتاة ملأني بالأمل، وجعلني أتشبث برسالتي أكثر
أنا لا يهمني الظهور في التلفزيون بقدر ما يهمني القيام بواجبي تجاه هذا الوطن الذي منحني الكثير. أما الحضور فيمكن أن يتحقق من خلال مسرحية أو فيلم أو حتى إشهار. أنا أريد أن أوظف صورتي وأدواتي من أجل معالجة مشاكل مزمنة، أقول معالجة لأن مجرد طرح الأمور للنقاش فتلك خطوة مهمة إلى الأمام
كيف يتم اختيار المواضيع؟
هناك لجنة خاصة بذلك تتولى اقتراح المواضيع والاتفاق حولها. والغريب في برنامجنا هو أن جل أعضاء هذه اللجنة نساء. وكأنها صورة للدور الجبار الذي تلعبه المرأة داخل الأسرة المغربية. المرأة تمثل عنصرا مهما داخل برنامجنا كالمنتجة ياسمين الشامي و الأخصائية النفسية أمينة بوستة والمسؤولة عن الكاستينغ نور الهدى أبو الدهاش و المسؤولة عن اليومية رفيقة بن ميمون و الصحفية مريم وغيرهن من العناصر واللبنات الأساسية في البرنامج. إننا نجتمع ونناقش ونتفق حول المحاور، فهو عمل جماعي ونتمنى أن تعكس النتيجة المجهود الذي نبذله فيه
أين تكمن الصعوبات التي تواجهونها في إعداد البرنامج ؟
إنها تتجلى بالأساس في الكاستينغ واختيار الضيوف ، فالمغربي ما زال يجد صعوبة كبيرة في الحديث بوجه مكشوف عن مشاكله والقضايا التي تمسه بشكل مباشر. خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بموضوع يعتبره المجتمع "طابو" أو ينعته بكونه "حشومة" أو عار. وفي بعض الأحيان يعتذر الضيوف عن الحضور ليلة التصوير ونضطر للبحث عن البديل في أسرع وقت ممكن
إن البرنامج يعتمد كثيرا على قدرة الضيوف على التعبير و البوح. إنهم أكثر أهمية من مقدمة البرنامج ونحن نجد مشاكل كبيرة في هذاالإطار. إن المواطن المغربي يمكن أن يجد لذة في الحديث عن جاره أوزميله في العمل أو صديقه ، لكن سيرفض رفضا باثا الحديث عن نفسه. وأنا أقدم تحية خاصة لكل من استطاع الحديث في برنامجنا وتحدى كل العراقيل الذاتية منها والموضوعية.
في حقيقة الأمر ليس بهين، لا بالنسبة لهم ولا بالنسبة لنا
.
الملاحظ أن المواضيع التي يطرحها البرنامج حتى الآن تتسم بنوع من الجرأة؟
لم لا ، الجرأة محمودة في مثل هذه القضايا. أعني الجرأة الإيجابية التي تتوخى بلوغ الأهداف السامية، بعيدا عن الجرأة المجانية التي تنشد الإثارة فقط. تجربتي القديمة في التلفزيون جعلتني أفكر طويلا قبل أن أقبل على تجربة تلفزيونية جديدة، إن الحضور اليومي على الشاشة سيف ذو حدين ، فيمكنه أن يمنحك حضورا و شهرة كما أنه من الممكن للمشاهد أن يرفضك بسرعة ويمل منك. لهذا يجب التعامل مع التلفزيون بكثير من الحيطة والحذر . و الجرأة في التعامل مع القضايا تجعلنا نحبس أنفاس المشاهد و نثير فضوله
كما أن إحساسي بالأمومة ساعدني في التعامل مع هذه المواضيع. أصبحت استخدم إحساسي كأم وأتعاطف كثيرا مع الآخر، مع الأمهات الآخريات.. مع أطفال الغير. هذا هو المهم.. الإحساس، أما التقنيات فإني أكتسبها مع الممارسة ، وأعرف أنه مازال أمامي الكثير لتعلمه
وماذا أضاف التلفزيون لمسيرتك الفنية؟
التلفزيون منحني الانتشار والشهرة ويبقى المسرح هو حبي الكبير الذي يمنحني الحرية والانطلاق
وماذا منحك الإشهار؟
منحني صورة كونتها ومازلت أبنيها من خلال مسيرة فنية طويلة
أليس هذا استغلال صورتك ومسيرتك؟
لا أظن ذلك أنا أمنح صورتي والقيم التي أمثل، وفي نفس الوقت يمكنني الإشهار من القيام بما أحسن القيام به دون إكراهات. فالكل يعرف جيدا أن حبي الكبير هو المسرح وهو يحتاج لمصاريف كثيرة و إمكانات مادية مقابل دخل هزيل في ظل الوضع المسرحي المغربي المأزوم
حاورها : جمال الخنوسي

06‏/04‏/2006


بعد محمد الماغوط جاء دور عبد السلام العجيلي للرحيل
"طالما أنكرت على نفسي الصفة الأدبية، بغرض الاحتفاظ بصفتي كهاو"
هناك مبدعون ترتبط أسماؤهم بمدنهم و لا تفارقها للأبد . و التي تكون في غالب الأحيان مكان ولادتهم. فنجد نجيب محفوظ ارتبط ذكره بالقاهرة و محمد شكري بطنجة و محمد زفزاف بالدار البيضاء. أما الكاتب الذي رحل عنا فهو ابن مدينة الرقة السورية التي تقع في الشمال الشرقي للبلاد علي شاطئ الفرات.
في أقل من أسبوع نودع أديبان سوريان و عربيان من العيار الثقيل . بعد محمد الماغوط جاء دور عبد السلام العجيلي .. و يستمر النزيف .. نزيف مبدعي هذا الوطن الكبير و لسوء الحظ يلا خلف أو وريث يذكر
كانت أول قصة ينشرها عبد السلام العجيلي يعود تاريخها الى عام 1936 أي قبل سبعين سنة. قصة تنطق بالرقة ينطلق من الرقة و تدل على أن الشاب اليافع سيكون له باع كبير في الأدب . عشق السفر مبكرا وجاب الدنيا وأنجز عددا هاما من كتب الرحلات التي تشكل مرجعا مهما كما أن هذه الرحلات شكلت موضوعات لأهم قصصه ورواياته لاحقا. تخرج العجيلي من كلية الطب في دمشق عام 1945 وعاد الي مدينته ليفتتح فيها عيادته ولم ينقلها الى أي مدينة أخرى. اعترافا بجميل هذه المدينة عليه وردا لجميلها. و حتى القصص التي ينشرها في المجلات الأدبية المعروفة مثل (الآداب) اللبنانية يذيلها باسم مدينته. ومن الرقة أيضا رشح للنيابة ففاز بها أكثر من مرة كما شغل لاحقا منصبين وزاريين هما الخارجية والثقافة. كانت الرقة المحطة والمرفأ له، رغم بعدها عن العاصمة التي جلب نداؤها جل مبدعي الأطراف والقوى البعيدة إلا العجيلي فكان استثناء.
يذكر العجيلي في الأحاديث التي تجري معه أن الادب بالنسبة له هواية ولكنه مع هذا أنجز فيه أكثر من خمسة وأربعين كتابا جمع فيها حصيلة ما عاشه وما رآه ولخص في هذه الكتب تجربته في الحياة والسياسة والطب.
وفي بداية حياته السياسية التي سارت بموازاة ممارسته للطب وفوزه بالبرلمان مرشحا عن مدينة الرقة استقال من عضوية البرلمان ليلتحق بجيش الانقاذ طبيبا جراحا وذلك في عام 1948 دفاعا عن فلسطين.
أصدر العجيلي أول مجموعة قصصية كانت بعنوان بنت الساحرة في عام 1948 وله ديوان شعري وحيد عنوانه الليالي والنجوم وصدر عام 1951 والكتابان صدرا في بيروت التي ستبقي مستحوذة على إصدار أبرز مؤلفاته وبعدها دمشق.
ومن بين مجموعاته القصصية التي يذكرها القراء والمتابعون بقوة: قناديل اشبيلية 1956، الخيل والنساء 1965.
أما من رواياته فنذكر: باسمة بين الدموع 1959، المغمورون 1979، و قلوب على الاسلاك 1974.
العجيلي لم يهمل الدور السياسي الذي قام به ولذا أصدر كتابا في جزءين وعلى درجة بالغة من الأهمية هو ذكريات أيام السياسة والكتاب هذا هو من آخر إصداراته في بداية الألفية الثالثة
.
يقول العجيلي في أخر حواراته حول علاقته بالأدب : " أفهم الهواية على أنها نشاط ثانوي في حياة الإنسان، جانب المتعة فيه أكثر من جانب الفائدة، يأتي بعد النشاط الرئيسي الذي ينفق فيه الإنسان أكثر وقته والذي يستمد منه قوام معيشته ويوليه أكثر اهتمامه. نشاطي الرئيسي في حياتي ليس للأدب. يتقدم عليه عملي كطبيب الذي يستهلك كل ساعات نهاري وبعضاً من ساعات الليل والذي أعتمد عليه كمورد رزق أساسي لي. واهتمامي بعملي الطبي يفوق بكثير اهتمامي بالأدب، كما أن تقديري الشخصي للطب كفن يعتمد على علوم حقيقية يفوق تقديري للأدب. ليس الطب وحده الذي يتقدم على الأدب في مقاربتي إياه. هناك واجبات اجتماعية أجد أن تأديتها تأخذ الأولوية على الإنصراف إلى الإنتاج الأدبي في حياتي. وهناك الأسفار التي إذا أتيحت لي مناسباتها فإني أعطيها الأولوية أيضاً في الإنصراف إليها. ومثلها أيضاً ما تضطرني الظروف إليه من العمل في مجال السياسة أحياناً، فأبتعد في زمن هذا العمل عن الأدب ابتعاداً شبه تام.
كل هذا الذي ذكرته يبين أن تأكيدي على أن علاقتي بالأدب هي علاقة هواية يرتكز على واقع محقق. ما تشير إليه من اسمي كأديب، أو أن إنتاجي كأديب، قد ترجم إلى لغات متعددة، لا ينفي صفة الهواية عني. ذلك لأني لست أنا الذي سعى إلى جعل اسمي وإنتاجي معروفين في الأوساط الأدبية، العربية منها والأجنبية، لأكون مسؤولاً عن حشر نفسي في عداد محترفي الأدب. بل إني طالما كتبت بأسماء مستعارة، وطالما تهربت من الانضمام إلى التجمعات الأدبية، وطالما أنكرت على نفسي الصفة الأدبية، بغرض الاحتفاظ بصفتي كهاو. ولكن الآخرين هم الذين تكلفوا التعريف بي وسعوا إلى ترجمة أعمالي، وهم الذين قدموا الصفة الأدبية على كل صفاتي الأخرى بدون استشارتي، بل إني أقول لك إنهم فعلوا ذلك بدون رضاي.
أما غزارة إنتاجي الأدبي، وهي الموحية لمن لا يعرف طباعي وصفاتي الشخصية بأني كاتب محترف، أما هذه الغزارة فإنها تعود إلى سهولة الكتابة في الأدب عندي. لدي، على الدوام كثير مما يستحق أن يقال وما أريد القول فيه، وأداة الإبداع الفني، من خيال وأفكار وقدرة على التعبير، متوفرة عندي. فلا يلزمني إلا القليل من الوقت لإنجاز ما يحتاج كثيرون سواي إلى وقت طويل لإنجازه. بل إن اهتماماتي الرئيسية الأخرى التي قلت إن لها الأولوية على الأدب تزودني، بما أكتسبه في الوقت الطويل الذي أنفقه في ممارستها، بمادة للأدب الذي أنتجه في ما أبقته لي تلك الممارسة من وقت قليل.
إذن، وعلى الرغم من كل ما يظن بي من احتراف للأدب، أظل على تأكيدي بأني كنت ولا أزال فيه مجرد هاو، هواية سامية ولا شك أقد قيمتها وأسعى إلى أن أحسن الإبداع فيها. غير أن الهواية تبقى عندي نشاطاً ثانوياً، أنصرف إليه حين أفرغ من نشاطاتي الأخرى وبعد أن أنجز ما يترتب علي من واجبات في تلك النشاطات الأخرى."

رحلة طويلة لاكتشاف الذات والآخر


فيلم "طينجا" لحسن لكزولي في القاعات الوطنية
رحلة طويلة لاكتشاف الذات والآخر.
تحكي أسطورة مغربية أن النبي نوح وصل إلى نواحي ما يعرف الآن بمدينة طنجة، هائما في سفينته التي تمخر عباب البحر بعد أن غمر الطوفان كل المعمور، فحطت حمامة على سفينته ، فرأى الطين على ساقيها فصاح فرحا "طين جا" كدليل على أن اليابسة قريبة. ومن هنا تأتي تسمية عروس البحر طنجة. هذه الحكاية التي يحلوا لطنجاوة سردها للزائرين الغرباء في المدينة لتفسير ما يعنيه اسم مدينتهم، تعطي لفيلم حسن لغزولي عنوانا مميزا و مثيرا للفضول.
يعرض في القاعات الوطنية انطلاقا من الأسبوع الماضي، فيلم "طينجا" الذي أخرجه حسن لغزولي سنة 2004، وهو من بطولة رشدي زيم وأور عتيقة.الفيلم هو رحلة استكشافية للذات والوطن، فنور الدين ابن عامل المناجم المغربي ، المهاجر إلى فرنسا والذي ولد وترعرع في سالومني في الشمال الفرنسي، سيعود مرغما إلى المغرب من أجل تحقيق رغبة والده في الدفن بوطنه. ومن خلال هذا السفر يكتشف نور الدين الوطن الذي سمع عنه ولم يره من قبل . يكتشف ثقافة وحضارة وتقاليد جديدة وقديمة. سيفهم أكثر فأكثر جذوره ويفهم واقع الأمور بعيدا عن الأفكار المسبقة التي كونها في فرنسا.
تقول إحدى شخصيات الفليم، أنا أعرف جيدا الطريق الذي سلكه نوح للوصول إلى هنا (طنجة) وأنا أقطعها في الاتجاه المعاكس لأن الطوفان تحول الآن للضفة الآخرى".
إن طنجة هي المغرب، هذا المكان الذي سيعيد فيه البطل إعادة اكتشاف ذاته، مادامت هي أول محطة له في بعده الذي يعرف عنه شيئا ويأتي لاكتشافه من خلال إعادة جثمان والده إلى متواه الآخر وموطنها الأبدي.
حسن لغزولي من مواليد سنة 1963 بنواحي مدينة صفرو، سافر إلى فرنسا لإنهاء دراسته العليا في الرياضيات، ثم التحاق بجامعة ليل لدراسة السينما والتحق فيما بعد بمعهد السينما ببروكسيل، ليحصل سنة 1994 على دبلوم في الإخراج

صور أول فيلم قصير له سنة 1990 تحت عنوان "لهيه وهنا" ثم أخراج عدة أفلام قصيرة قبل أن يقدم فيلما تحت عنوان
Quand le soleil fait tomber les moineaux
وفي سنة 2004 فاز لغزولي بعدة جوائز في مهرجات عالمية من خلال فيلمه الطويل الأول "طين جا" كان أهمها الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم في الدورة 24 للمهرجان الدولي للفيلم بأميان في شمال فرنسا، الدورة التي شارك فيها أكثر من 300 فيلم طويل وقصير.
وطوال مدة السفر إلى ثخوم الأطلس ، حيث فضل الأب الرقود الأخير، تأخذ علاقة نور الدين بأبيه أبعادا أخرى وستصبح علاقته بالآخر أكثر غنى . خصوصا مع علاقة الصداقة التي ستربطه بفتاة مغربية اسمها نورا التي تبحث عن أفق آخر و ملاذ لها لتغيير واقع ترفضه و لقائه مع ميمون الشاب الطانجاوي الذي يتأرجح بين المعقول و اللامعقول.
الفيلم الأول لحسن لغزولي يدخل فيما يسمي ب "Road movie" . وصور بشكل رائع خصوصا مع المناظر الخلابة للأطلس الكبير والأداء المميز لكل من أور عتيقة ورشدي زيم. "طينجا" فيلم متميز يرسم العودة للجدور واكتشاف الذات و الآخر.
جمال الخنوسي

03‏/04‏/2006


في لقاء مع الفنان عزيز موهوب على إثر تكريمه
التكريم بادرة منحتني نفسا جديدا للحياة

أكد الفنان عزيز موهوب في لقاء مع "صوت الناس" على إثر التكريم الذي أقيم له مؤخرا من طرف مبادرات الشباب المغربي بالمركب الدولي مولاي رشيد ببوزنيقة يوم السبت 18 مارس المنصرم. أن تلك اللحظة شكلت له نقطة إبتهاج و نافذة أمل أعادت إليه حيوية الحياة بكل ما تحمله من معنى.
وحول الشيء الذي ميز هذا التكريم ، قال عزيز موهوب إن نقطة التميز الأساسية تجلت في كون هذا التكريم جاء من شباب ، وهو ما يؤكد حبه لنا نحن جيل الرواد كما يؤكد التقدير و الإمتنان الذي يختزنه لنا و التواصل الكبير بين الأجيال في وطننا. وفي جوابه ما إذا كان ينتظر مثل هذه الإلتفاتة، قال موهوب أنها كانت مفاجأة عندما تم الإتصال به من طرف مبادرات الشباب المغربي لتخبره أنه تقرر تكريمه في سهرة خاصة ضمن أشغال مؤتمرها الوطني الثاني. وأضاف عزيز موهوب أن كل الأحاسيس إختلطت لديه ، خاصة أحاسيس الفرحة و الإمتنان، كما أن شريط مسيرته الفنية برمته مر أمامه في لحظة واحدة ، حيث تراكمت كل الصور لتخرج بهذا العرس الذي زفت فيه أعماله الفنية إلى فضاء الحب. وفي تأثر واضح أضاف عزيز موهوب أن الفنان المغربي ما أحوجه إلى مثل هذه البادرات التي تتوج أعماله و تنصفه و تخرجه من الظل . وما أحوج الفنان المغربي إلى إلتفاف الناس حوله و حبهم له و إعترافهم بعطائه و تتويجهم لمسيرته بمثل هذه اللحظات الحاسمة ، لحظات لا مثيل لها تترك بصمتها في القلب و العقل.
وختم عزيز موهوب كلامه قائلا:" كل فنان في هذا الوطن العزيز علينا يحتاج إلى إشارات معنوية و إلى عاطفة حقيقية و إلى صدق التعبير من طرف المسؤولين و الجمهور على حد سواء. وكل فنان يجب أن ينال نصيبه من التكريم و الإحتفاء . ولم يفت الفنان عزيز موهوب أن يتقدم بشكره الخالص لمن كرموه من شباب وأساتذة وفنانين و كل من ساهم في حفل تكريمه بالكلمة و الأغنية والحب .
و عزيز موهوب يذكره الجميع بوجه المحبوب البارع في تأدية أدوار الأب الودود و الزوج الحنون. ترعرع في المسرح منذ بداية الستينات لينطلق بعد ذلك في التلفزيون و السينما.
وكان عزيز موهوب قد قدم للتلفزة المغربية أعمالا كثيرة لا تحصر أبرزها مسلسلات "بيت بلا مشاكل" في (8 حلقات) من سنة 1968·· العروسة طايرة (4 حلقات)، "أوراق على الرصيف" (8 حلقات)، "أولاد مرزوق" (8حلقات)، "عينك ميزانك" (8 حلقات)، "حلقات الساس" (8 حلقات)، "شحرة الزاوية" (30 حلقة)، و"خط الرجعة" (15حلقة)·
أما على مستوى الأفلام فقد قدم الفنان عزيز موهوب أزيد من 35 فيلما تلفزيونيا بدون أن ننسى الأفلام الأجنبية، حيث كان عزيز موهوب حاضرا، خاصة في الأفلام الفرنسية والرومانية، ثم مع بعض المخرجين الأجانب والمغاربة·
وهو واحد من الأسماء التي أسست النقابة الوطنية لمحترفي المسرح، وغرفة الممثلين ، وواحد من الأسماء التي ظلت تدافع عن وضعية الفنان الإجتماعية.

02‏/04‏/2006


القناة الثانية تخلف وعدها مرة ثانية
فيلم "خيال الذيب" أو كارنفال الرداءة

تبادر إلى ذهني وأنا أشاهد الفيلم الجديد الذي أنتجته القناة الثانية "خيال الذيب" سؤال جوهري ما زلت أبحث له عن جواب حتى الآن.
أليست السياسية القاضية بتقديم عملين شهريا من إنتاج القناة يكون على حساب الجودة؟
في سؤال لعبة الكم والكيف يتيه المشاهد والمتتبع المغربي.
هل نسير على هذا المنوال لتحقيق نوع من الكم و نحقق تراكما سيتحول إلى الجودة و التميز مع مرور الوقت؟ أم أن ما يحدث هو فقط تعلم "الحسانة في رؤوس اليتامى"؟
أو ان الخطوة المثلى هي الاكتفاء بإنتاج أفلام محدودة مع تمكينها من كل آليات الإنتاج التلفزي وتوفير جميع الظروف الصحية المادية منها على الخصوص والمعنوية؟

قدمت القناة الثانية أول أمس بأحد فنادق الدار البيضاء. العرض الأول للفيلم التلفزيوني الجديد "خيال الذيب" الذي أخرجه محمد عهد بنسودة وكتب السيناريو محمد اليوسفي. ويحكي قضية بعض السكان الذين يعملون في ضيعة كبيرة ولم يستطيعوا الحفاظ عليها. بعد أن غادرها صاحبها السي تاجر قصد العلاج ولم يعد. كثر الظنون حول غيابه، مما جعل الخدم يدخلون بيته فرادى وجماعات متربصين من كل المنافذ، لينهبوا ما فيه من أثاث. ويتلفوا من فرط جهلهم لوحاته الزيتية ومكتبته التي كانت تحتوي نفائس الكتب والتحف النادرة . كما لم تفلت معالم المنزل الهندسية من الضياع، هكذا أمسى البيت والبستان الجميل خرابا فالجميع تناسى عطف السي تاجر وكرمه الواسع.
فجأة وتحت تيار الظلام رحل السي عيسى وزوجته زهرة من الدوار، يحملان معهما ثروة وأسرارا لم تكن في الحسبان. لكن شيئا فشيئا بدأت تطارد الجميع لعنة البيت الذي كان مسرحا لأطماعهم . كما فقدوا الثقة فيما بينهم وظهرت الخيانة في أسرهم وتفشت البطالة في منطقتهم...
أدى الأدوار الرئيسية في الفيلم كل من محمد بسطاوي محمد عاطفي وإدريس الروخ وسعيدة بعدي و نفيسة الدكالي. وقد كان أداء الجميع جد متوسط إن لم نقل هزيلا مقارنة مع مستواهم المعهود، و تألقهم في أعمال سابقة و خصوصا سعيدة بعدي المعروفة بأدائها المسرحي المتقن و محمد بسطاوي الذي أساء له ظهوره في هذا الفيلم (مشهد صراخه الليلي "أنا راجل" الذي يدوم أكثر من 5 من أبشع ما يكون).
في الحقيقة لم نجد أي بصيص أمل أو بريق نور يمكن أن يشجع على متابعة هذا الفيلم لأنه ممل لدرجة كبيرة. فالمدة الحقيقية للفيلم لا تتجاوز 30 دقيقة . إما الساعة و 20 دقيقة التي هي عمر الفيلم فليست إلا إعادات وإعادة الإعاءات. حيث تكررت العديد من المشاهد اللقطات و عانينا من مشاهدة أخرى ثلاث مرات. لقدأخذت جل المشاهد وقتاً أكبر مما تستحق فجاءت لتلبي رغبة المخرج في إطالة الوقت بمشاهد غير مؤثرة في العمل الدرامي، فلو حذفت لبقيت القصة واضحة و ساذجة ولا تحتمل الحكي ولا تستحقه.
لقد أخطأ المخرج محمد عهد بنسودة في اعتماده على تقنية "الفلاس الباك" أو العودة إلى الوراء بشكل متكرر ، فقد أفقدنا التركيز على القصة وأبعادها. فتقنية الفلاش باك يلجأ لها المخرجون كمنفذ آخير لا مناص منه لأنهم يعرفون مدى خطورتها و تأثيرها السلبي على المشاهد وفقدانه السريع للخيط الرابط. لقد جعلنا نحس أننا نرى نتفا متفرقة و مشاهد بلا مغزى أو معنى. فيما حاول كاتب السيناريو محمد اليوسفي أن يعطي للقصة بعدا و ترميزا لكنها افتقدت الجاذبية والمتعة التي هي أساس أي عمل تلفزيوني. و فشل في رسم الشخصيات التي ظهرت باهتة و مهزوزة بلا ملامح.
كما كرس إحساس الملل عند المشاهد بطئ القصة وتكرار الأحداث والتمطيط الذي كان الهدف منه ملء حيز زمني لا غير. فالأحداث مع قلتها كانت متوقعة و معروفة من البداية و لم يكن هناك أدنى تشويق.
لابد للقناة الثانية إذن أن تساءل نفسها وتعيد النظر في معايير اختيارها للأعمال ولمن يعملون على إنجازها. لأن "خيال فيلم" الذي شاهدناه يعمق الهوة فقط بين المشاهد المغربي وإنتاجه المحلي ويزكي أطروحة التوجه للإنتاج القادم من الضفة الأخرى وبالتالي كساد الأعمال الفنية وانهيارها.
جمال الخنوسي