29‏/06‏/2006

مجموعة من القراصنة المغاربة يهاجمون 750 موقعا |إلكترونيا إسرائيليا

ردا على اكتساح الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة
مجموعة من القراصنة المغاربة يهاجمون 750 موقعا |إلكترونيا إسرائيليا
تمكن مجموعة من قراصنة المعلوميات أو الهاكرز المغاربة يطلقون على أنفسهم اسم «فريق الشيطان» من الهجوم يوم الأربعاء الماضي على 750 موقع إلكتروني إسرائيلي كخطوة انتقامية واحتجاج على الهجوم العسكري الإسرائيلي واكتساحه لقطاع غزة.
وذكرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه بدل صفحة الترحيب الأولى بالمواقع يمكن للمتصفح قراءة «أنتم تقتلون الفلسطينيين ونحن نقتل مواقعكم» حيث ذهب ضحية هذا الهجوم المعلوماتي الخطير موقع «هابواليم» أكبر مجموعة بنكية في إسرائيل ومستشفي «رامبام» في حيفا (شمال إسرائيل) إضافة إلى موقع كل من بنك «أوتزال هايال» و موقع شركة السيارات الشهيرة «BMW» إسرائيل و«سيتروين» وماركة الملابس «جامب» وشركة البناء «تاربيت هاديور» و«غايسن إسرائيل نيوز» وغيرها. حيث انقطعت خدمات هذه المواقع وتم تعطيلها نهائيا.
وكان الاكتساح الإسرائيلي لقطاع غزة الذي أطلقت عليه قيادة الجيش الإسرائيلي "تسال" إسم "أمطار الصيف" ، جاء كرد انتقامي على اختطاف الجندي الإسرائيلي «غلاد شاليت» يوم الأربعاء ماقبل الماضي من طرف مجموعة مسلحة فلسطينية.
ويقول القيمون على موقع «غايسن إسرائيل نيوز» إنه كان من الممكن أن يلحق الاختراق أضرارا جسيمة لولا أنهم استطاعوا تتبع الفيروس والقضاء عليه في الوقت المناسب.
و«فريق الشيطان» هو مجموعة من الهاركز معروفة لدى مصالح الشرطة الإسرائيلية والأمريكية بمحاولاتها المتتالية لاختراق المواقع الإلكترونية على شبكة الأنترنيت لكل ما يمثل قوة الاقتصاد الأمريكي ورمزية دولة إسرائيل.
وقد نجح «فريق الشيطان» في الوصول لمبتغاه باختراقه لموقع المؤسسة الإسرائيلية للبحث البيولوجي وموقع ماك دونالدز إسرائيل في وقت سابق.
وقد ظهرت المجموعة سنة 2004 بعرضها على مواقع أمريكية لشعارات مناهضة لما تسميه "بالهيمنة الأمريكية والغطرسة الصهيونية" حيث وضعت شعارات على الصفحات الأولى للمواقع مثل «لتحيا فلسطين» و«الولايات المتحدة وإسرائيل إرهابيتان».
ويتكون «فريق الشيطان» من ستة أعضاء لا يتعدى سنهم العشرون من جنسية مغربية ، ويرفقون مع هجوماتهم المعلوماتية عناوينهم الإلكترونية وشفرات وأسماء افتراضية.
وحسب الشرطة الإسرائيلية فإن المجموعة قد استعدت للهجوم وهيأت الفيروس منذ مدة ، لكنها انتظرت الفرصة السانحة لتسريبه. فكان الهجوم الإسرائيلي على غزة نقطة بداية الانتقام المعلوماتي.
وكان الناطق باسم المجموعة قد صرح لوكالة أنباء إسرائيلية: «نحن مجموعة من الهاكرز المغاربة نقرصن المواقع الإسرائيلية كخطوة إنتقامية ومساندة منا لكفاح الشعب الفلسطيني وصموده في وجه إسرائيل. سنهاجم مواقع إسرائيلية كل يوم، فهذا واجبنا. فاختراق المواقع ليس جريمة. كفوا عن قتل الأطفال وسنكف عن قرصنة مواقعكم».
جمال الخنوسي

23‏/06‏/2006

مراكش تستعد لاحتضان مهرجان الفنون الشعبية


* مراكش تستعد لاحتضان مهرجان الفنون الشعبية
* المهرجان فرصة لتوثيق ثرات مهدد بالانقزاض و الزوال
* بين سحر جامع الفنا و جمال الكتبية تستعد مدينة مراكش لاستضافة حدث مميز سيزيد من جاذبية مدينة اكتسبت شهرة عالمية . حيث ستعرف انطلاق مهرجان الفنون الشعبية الذي ستمتد فعالياته من 10 إلى 15 يوليوز في دورته ال 41 . تحت شعار "أسرار التعبير الرمزي والحركات" بمشاركة أكثر من عشرين فرقة فلكلورية مغربية وسبع * فرق للفنون الشعبية من الصين وبولندا وبيرو والهند وفرنسا وإسبانيا وأوكرانيا.

في حوار مع "صوت الناس" صرح محمد كنيدري مدير المهرجان ورئيس جمعية الأطلس الكبير التي تنظمه بتعاون مع مجموعة من الشركاء من أبرزهم وزارة الثقافة والمكتب الوطني المغربي للسياحة وولاية مراكش تانسيفت الحوز، ومجلسي الجهة والمدينة وغيرهما، أن أهدافه متعددة حيث يروم المحافظة على الثراث المغربي والتعريف به لدى المغاربة والأجانب على السواء. كما أن المهرجان هو الوسيلة المثلى لتوثيق الفنون الشعبية المغربية المهددة بالاندثار والزوال لأنها شفوية بالأساس ولا تنتقل إلا عبر التوارث. ومهرجان مراكش فرصة لتوثيق هذا الكنز المتميز بوسائل سمعية بصرية مهمة ومتطورة تساير مستجدات العصر التقنية. ويضيف الكنيدري بأن المهرجان هو أيضا مناسبة لتحفيز الفنانين الشعبيين على العطاء، حيث أصبح لهم ملتقى وموسما سنويا يجمعهم ومناسبة كبيرة تظهر لهم اهتمام المواطن المغربي والمسؤولين من مستويات رفيعة بثراتهم وفنانيهم الشعبيين. كما أن هذا العرس هو تحسيس بأهميتهم داخل النسيج الاجتماعي المغربي وتشجيع لهم لتقديم المزيد وإعطاء الاستمرارية لفنون مهددة بالاندثار.
وفي هذا الإطار، يقول كنيدري، تم خلق جائزة «الغلالة الذهبية» التي تمنح كل سنة لأحد رموز الفن الشعبي. وقد حصل على هذه الجائزة سنة 2005 المايسترو المعروف موحا أو لحسين أشيبان ومن المنتظر أن تمنح هذه السنة للمايسترو محمد القرطاوي رئيس فرقة «الركبة» لزاكورة، تكريما له على 30 سنة من العطاء والإبداع. كما قرر المنظمون تكريم امرأة في السنة القادمة هي فاطمة الشلحة التي تقدم الفن الهواري بتارودانت وأعطت رونقا خاصا لـ«هوارة».
وأكد كنيدري على أن الخطوة التي أقدمت عليها جمعية الأطلس الكبير والمركز الجهوي للسياحة بجعل كل دورة للمهرجان تحمل موضوعا خاصا، تحمي المهرجان من التكرار والملل، كما حدث من قبل بين 1995 و1999 حيث توقف 4 سنوات كانت فرصة لإعادة التفكير في صيغة جديدة تضمن له الاستمرار والتجدد والتجديد. وبعد أن كانت موضوعات الدورات السابقة تتمحور حول «الصوت والغناء» و«الإيقاعات» و«الرقص» تتمحور دورة هذه السنة حول «الرمزية والحركات»

إن هذه الموضوعاية ، يقول كنيدري، أعطت تنوعا وأضافت انفتاحا على الفرق الأجنبية. وأرست ركائز حوار بين الثقافة المغربية وباقي الثقافات. وجعلت من المهرجان ملتقى للحضارات وانصهارا لمختلف الفنون والثقافات وترسيخ رؤية مختلفة اتجاه الفنون الشعبية.
ويضيف الكنيدري أنه سيرا على نفس الفلسفة تم خلق جائزة «الرباب الذهبي» في ليلة النجوم التي تقام في قصر المؤتمرات بمراكش ، يتم فيها تكريم أحد أعلام الموسيقى عامة رغبة في إظهار التناغم والتناسق بين جميع أنواع الموسيقى وتحديا لجميع التصنيفات. وهكذا تم منح الرباب الذهبي في السنة الفارطة للمغني المغربي «عبدو الشريف» ومن المنتظر أن تقدم هذه السنة للفنان التونسي لطفي بوشناق. وتفكر إدارة المهرجان لمنحها لفنان من الشرق أوالغرب في السنة القادمة لإضفاء نوع من العالمية عليها. هذه العالمية التي أعطت رونقا خاصا للعرس الفني وجعلت الفنانين يغامرون في تقديم لوحات وألوان متميزة ومتجددة . فنجد مثلا ، ومن خلال أمسية «انصهارات» ، مزيجا من أهازيج الهند ورقصة الكدرة الصحراوية. أو خليطا من صامبا البرازيل وكناوة مراكش، حيث ينتج عن هذا الخليط أنغام ولوحات غاية في الجمال، الأمر الذي جذب عيون العالم لحدث فني مميز تغطيه وسائل إعلام عالمية فرنسية ك TV5 و France3 وبلجيكية وهولندية وألمانية. تعرف بثراتنا من جهة وتدعو للانفتاح على الآخر وزيارة المغرب وتحث على تنشيط الحركة السياحية.
وحول ما يميز هذه الدورة عن سابقاتها يقول كنديري إنها ستنفتح على ألوان جديدة من الموسيقى بإحداث أمسية الراي ولأول مرة. حيث سيتم إعادة الاعتبار لهذا الفن المغاربي باستخدام فرق من مدينة وجدة ترقص «العلاوي» على أنغام موسيقى يهواها الشباب المغربي. بالإضافة إلى أمسية «مزيج»، وتنظيم ندوة حول فك رموز الحركة في الرقصات الشعبية وتحديد دلالاتها باعتبارها تعبيرا على أحاسيس مختلفة كالحب و الفرح و الحزن .. للشعوب التي أنتجتها.

وبخصوص الأهداف التي تسعى لها هذه الدورة يطمح كنيدري في تغطية أوسع للحدث ، وتتبع جماهيري أكبر. فبعد أن وصل الجمهور المتتبع لفعاليات الدورة الفارطة 320 ألف متفرج يتوقع المنظمون أن تتجاوز هذه الدورة 400 ألف متفرج.
وأشاد كنيدري بالحركة الفنية التي يشهدها المغرب من خلال مهرجانات مختلفة ومتعددة كمهرجان الموسيقى الروحية بفاس، ومهرجان كناوة بالصويرة وتيمتيار بأكادير. واعتبرها مكسبا وغنى للمغرب إلا أنه في نفس الوقت دعى القيمين على هذه المهرجانات للتشاور والتنسيق من أجل وضع أجندة تحمي إقامة المهرجانات في حيز زمني موحد، الأمر الذي يضيع الفرصة على العديد من المتتبعين ويحرمهم من هذه المناسبة أو تلك.
جمال الخنوسي

22‏/06‏/2006

اعتماد المغرب على نظام جديد لقياس نسب مشاهدة القنوات التلفزية

* مع بداية سنة 2007
* اعتماد المغرب على نظام جديد لقياس نسب مشاهدة القنوات التلفزية
* سيرا على الخطوات التي ينهجها المغرب من أجل تطوير المجال السمعي البصري وتحريره، تم الإعداد ومنذ 5 سنوات لتبني نظام لقياس نسب المشاهدة فازت به شركة «ماروك ميتري» التي تدمج كلا من Metricline و CSA و LMS CSA والتي تبنت نظاما جديدا ابتكرته شركة «ميدياميتري» الفرنسية التي طورت ووظفت منذ سنة 2000 أول الأجهزة التي تمكن من قياس نسب المشاهدة للتلفزة الرقمية.
في الندوة التي عقدتها "ماروك ميتري" مساء الثلاثاء بمدينة الدار البيضاء قال رولان كيرول من "ميديا ميتري" ، إن الخطوة التي أقدم عليها المغرب مرتبطة بمسيرته الديمقراطية، وفتح السوق لبناء مغرب جديد وفتح المجال السمعي البصري، وأضاف أن "ماروك ميتري" التي ستستثمر 50 مليون درهم ستأخذ بعين الاعتبار الخصوصية المغربية ، وتتوخى رسم آفاق جديدة تمتد إلى قياس النسب المتعلقة بالإذاعة والأنترنيت واللوحات الإشهارية والصحافة المكوتبة.
وبخصوص البوليميك التي كانت ميديا ميتري محورا لها في فرنسا قال كيرول إن مصدرها هي الشركات المنافسة. وأن المغرب اختار ماروك ميتري لأنها قدمت أحسن العروض وسيكون (المغرب) بمثابة مختبر تجريبي لتكنولوجيا جديدة لم تعرفها حتى فرنسا. وكل العيون متجهة الآن لهذه الخطوة الرائدة.
وقال هينري فولس من الشركة ذاتها بأن الهدف من تبني نظام إلكتروني لقياس نسب المشاهدة هو تحسين برمجة القنواة التلفزية، ومراعاة ذوق المشاهد، وتكريس المنافسة، خصوصا مع ظهور أشكال جديدة للبث كالبث الرقمي عن طريق الأنترنيت والبث الرقمي الأرضي والتلفزة من عبر الهواتف النقالة.
و أضاف فولس أن ماروك ميتري ستتبنى مايسمى ب "watermarking audio و القائم على إخفاء منتج داخل مضمون صوتي يمكن العثور عليه عند التقاط قناة كيفما كانت وسيلة البث : أرضية، فضائية، عبر الكابل، عبر الإنترنت، تناظرية أو رقمية٠وكيفما كانت تجهيزات التقاط القناة. وبالنسبة لجهاز قياس حجم المشاهدين، فإن التوقيع يحمل هوية القناة. الأمر الذي يسمح بالتعرف على القناة التي يتابعها المشاهدون وتمنح إمكانية التعرف على شبكات توزيع القناة الواحدة أكانت أرضية أو فضائية أو تناظرية أو رقمية. والتعرف وبشكل دقيق على القناة التي تتابعها الأسرة
وقياس حجم كل القنوات المغربية سواء التي تبث على الشبكات الحالية الأرضية منها والفضائية أو على الشبكات التي يجري تطويرها حاليا ك"تي إن تي" أو خدمة التلفزيون عبر الأنترينت . بالإضافة إلى إمكانية قياس حجم المشاهدين للبرامج التلفزية المعادة والتي ستعرف تطورا مهما مع بروز اللاقطات ذات القرص الصلب التي تستطيع تخزين ساعات طويلة من البرامج المفضلة لدى المشاهدين.
وسيتم تزويد عينة الأسر على الصعيد الوطني بأجهزة قياس حجم المشاهدين. ويتعلق الأمر بعلب إلكترونية مزدوجة الوظيفة: فمن جهة فإن العلبة، التي ترتبط بالتلفاز، تسجل في كل لحظة إذا ما كان التلفاز مشغلا وأية قناة تتم مشاهدتها من بين القنوات التي تحمل توقيعا خاصا لقياس حجم المشاهدين. و من جهة أخرى وبفضل جهاز التحكم عن بعد فإن كل مشاهد بالبيت يصرح بحضوره عند تواجده بالغرفة التي يتواجد بها التلفاز.
وبالنسبة للمنازل التي تتوفر على عدة أجهزة تلفاز فإن كل تلفاز يتوفر على جهاز قياس حجم المشاهدين و جهاز تحكم عن بعد.
وبفضل موديم، تبعث المعلومات التي جمعها جهاز قياس حجم المشاهدين كل ليلة إلى مركز حساب لحصر عدد المشاهدين في اليوم الموالي.
وسيتم استجواب أكثر من 3500 شخص يوميا لحصر عدد المشاهدين حسب الأهداف انطلاقا من فريق من المتطوعين يتكون من 750 أسرة مغربية تتوفر على أجهزة قياس حجم المشاهدين وسيتم اختيار المتطوعين حسب رغبتهم. وبعد تقديم شرح مستفيض لالتزامات المتطوعين لجميع أفراد الأسرة، سيتم توقيع عقد مكتوب بين "ماروك متري" ورب الأسرة. كما ستقدم منحة رمزية لتشجيع الأسر. وتضمن التمثيلية أولا من خلال اختيار العينة حسب الحصص الموضوعة على أساس معطيات الإدارة المغربية للإحصائيات.
وسيتم من خلال جمع و تحليل هذه المعطيات تحديد مواصفات الاستهلاك التلفزيوني في المغرب واستغلالها من طرف القنوات لتحسين برمجتها و من طرف المعلنين و الشركات الإشهارية لأجل تحديد العينات المستهدفة لمنتوج معين.
جمال الخنوسي


15‏/06‏/2006

فيلم «دوار النسا» للجزائري محمد شويخ


فيلم «دوار النسا» للجزائري محمد شويخ
حرية المرأة في مواجهة الإرهاب


اختتمت فعاليات الدورة السادسة لمهرجان روتردام السينمائي الذي شاركت فيه الأفلام العربية المنتجة داخل وخارج العالم العربي·
وفاز بالصقر الذهبي فيلم''دوار النسا'' بعدها بأيام قليلة يفوز نفس الفيلم وهذه المرة بمدينة خريبكة المغربية بجائزة أحسن سيناريو في الدورة العاشرة لمهرجان السينما الإفريقية.

يتبادر إلى الذهن عند مشاهدة فيلم «دوار النسا» للمخرج الجزائري محمد شويخ فيلمان آخران يتميزان بنوع من التشابه أو التقاطع مع تصور المخرج في فيلمه المذكور. الفيلم الأول هو للمخرجة المغربية ياسمين قصاري «الراقد» الذي يصور معاناة دوار من النساء بعد رحيل أزواجهن للعمل بالخارج ليعشن في فضاء نسائي مغلق يبقى فيه الرجل حاضرا كفكرة ورمز. والفيلم الثاني هو للمخرج الأمريكي نايتشايا ملان بعنوان «القرية»، حيث يعيش مجموعة من الناس منعزلين عن بقية العالم خارج التاريخ، مهددين بخوف ورهبة من شبح أو وحش يحيط بهم من كل مكان، حيث لا يجرؤ أحد على مغادرة القرية خوفا من بطشه.
وجه تشابه هذين الفيلمين مع «دوار النسا» يكمن في قصة الفيلم التي تروي حكاية قرية جبلية يضطر رجالها للرحيل بعيدا بحثا عن لقمة عيش، لتحل النساء مكانهم، حيث يحملن السلاح لحماية القرية من الإرهابيين. يبدأ الفيلم بمشهد استعداد الرجال لمغادرة القرية وبمشهد زوج عنيف برغم زوجته على حمل السلاح، في لقطة أخرى رجل يأبى إلا أن يترك سرواله معلقا على باب البيت كدلالة على حضوره الدائم في لعبة لخيالات رمزية ستستغلها النساء فيما بعد للتمويه على حضور رجالي مغيب.
عند رحيل الرجال الممثلين للقوة الحقيقية يتكفل شيوخ منهكون لم تعد لهم أية قوة لدرء المخاطر بإصدار الأوامر ومراقبة النساء حفاظا على شرف القرية. لتواجه النساء تسلط شيوخ يستمدون هيبتهم من جنسهم كجبهة داخلية وشبح جماعة من الذباحين والإرهابيين كجبهة خارجية.
يحضر الصراع الدرامي في الجزء الأول من الشريط كفكرة: الخوف من أي هجوم إرهابي محتمل، مما يزيد من شكوك نساء القرية تجاه كل غريب يقترب منها. وهو ما سيحدث مع تاجر شاب قدم للقرية لشراء الحمير ليقع في يد النساء ويسجن قبل أن يدركن أنه ليس إرهابيا، ويرفض شيوخ القرية بيعه الحمير تحت حجة أن حميرهم «عزاز عليهم بحال النسا».

يظهر الإرهاب في صورته الثانية في شخص شاب منحدر من القرية يعود إليها بعد إدراكه حقيقة الجماعات الإرهابية التي ينتمي إليها. أما الصورة الثانية للإرهاب فتمثلت في ثلاثة إرهابيين يحاول أحدهم اغتصاب فتاة فيواجهه الشيوخ بالتعاويذ وقراءة القرآن، بينما النساء رفعن السلاح والحجر ضد المتسلطين، وخصوصا مع بروز المرأة المعتوهة التي تمثل صوت المجتمع النسائي المخنوق والمهمش، لتصبح النساء مستقبل القرية الحقيقي في وطن بلا رجال بعد أن أصبح رجاله يستبيحون النساء والأطفال أو كما قال أحدهم في الفيلم «حكار النسا».
إن المعركة الحقيقية هي معركة نساء لأنهن الضحية الأولى لمجتمع رجالي تلاحقه لعنة الجسد، فلا حرية ولا ديمقراطية بالنسبة لشويخ دون حرية نسائية حقيقية تبدأ بحرب السراويل، لأن الحرية تبدأ بحرية التمظهر بالشكل الذي تريده المرأة لنفسها وليس بما هو مفروض عليها من الخارج.
استثمر المخرج بعض المواقف التي يعرفها المجتمع الجزائري والعربي الإسلامي ككل. وأبدع شويخ في تصوير جندي من الجيش الجزائري فضل عوض أن يحمي القرية أن يوزع عليها لافتات وأعلام الجمهورية إيذانا بقدوم الانتخابات. تشبيه النساء بالحمير أكثر من مرة. لجوء النساء إلى خلق رجال وهميين من القش والخشب في الوقت الذي تحمل فيه النساء «الكلاشينكوف» ضد الإرهابيين ويأخذ الشيوخ مكانهن في نسج الزرابي. حتى الموت لم يسلم من السخرية اللاذعة للشويخ، فقد جعله موضوعا للتهكم في لحظة تدريب العجزة على حمل الميت لأن النساء ممنوعات من دخول المقبرة ليفتي في الأخير أحد الشيوخ بتكفل النساء بدفنه ليلا.
إن «نساء دوار» محمد شويخ محرومات من الحب والزواج. يحلمن ويحملن الكلاشينكوف. يدفن الأموات، يحاصرن في جغرافية القرية.
إن فيلم «دوار النسا» قصيدة في حب النساء تستثمر تفاهة الحياة وعمق المآسي والحب الذي يتحدى القلق الإنساني الذي يسكنه .

جمال الخنوسي / عمار عبد الرحمان

09‏/06‏/2006

«الدكتور غلالة» يطلق النار على الصحافة المكتوبة

* بعد إهانة «حسن الفذ» لإعلامية بالقناة الأولى
* «الدكتور غلالة» يطلق النار على الصحافة المكتوبة

الكثير من الأسئلة المهمة والشائكة تغيب قصدا أو عن غير قصد عن الساحة الفنية المغربية. إما للظروف غير المواتية أو لأن هذه الساحة لم تحقق أساسا النضج والتراكم المطلوب من أجل مساءلتها وطرح الإشكالات العامة التي تطرح في بلدان أخرى في الجهة الثانية من البحر.
سؤال قديم طفا على السطح في الآونة الأخيرة بفرنسا بسبب مجموعة من الأحداث حينته وجعلت منه موضوع الساعة في الساحة الفنية هناك :
أين يمكن أن تبدأ الفكاهة وأين تنتهي؟
هل كل المواضيع صالحة لتكون مادة خصبة للفكاهة والنكتة؟
السبب الذي صنع آنية هذه الأسئلة في فرنسا هو ما عرفته مؤخرا من منع طال الفكاهي الفرنسي «ديودوني».
والمحاكمات التي شهدتها قاعات المحاكم و«الديراباج» الذي عرضته بعض القنوات التلفزية وسهله البث المباشر. فقد قدم «ديودوني» اسكيتشا عن شخصية مواطن صهيوني متطرف في القناة الثالثة الفرنسية ضمن برنامج " لايمكن إرضاء جميع الأطراف" الذي ينشطه مارك أوليفيي فوجييل . ثارت على إثره ثائرة اللوبيات الصهيونية في فرنسا مطالبة بمنع الفنان . وقال حينها «ديودوني» إن له الحق في السخرية من المتطرف الصهيوني كما له الحق في السخرية من المتطرف المتأسلم أسامة بن لادن.
هذا النوع من «الديراباج» ليس جديدا في فرنسا فقد سبق ديودوني الفكاهي الكبير «كوليش» و بعده "غي بودوس" وغيره من الذين جعلوا من الجرأة و«الديراباج» مادة سهلة لطرح مواضيع للنقاش أو للشهرة فحسب.
لكن لماذا طرح هذا السؤال الآن على الساحة الفنية المغربية؟
السبب هو حكاية الفنان الساخر «حسن الفد» وتصرفاته تجاه الصحفية بالقناة الأولى سمية بلعياشي بمدينة مراكش. حيث الديراباج لا يتم عندنا كما هو الحال في كل بقاع الدنيا من أجل قضايا كبرى (يمكن أن نكون معها أو ضدها) لكنه ديراباج على رأي الفنانة أم كلثوم «شكل ثاني».

قبل أيام معدودة توصلت الجريدة ببيان تضامني واستنكاري من النقابة الوطنية للصحافة المغربية (جهة مراكش تانسيفت الحوز) «على إثر الإهانة التي تعرض لها طاقم القناة الأولى من طرف الفكاهي «حسن الفذ» ومساعديه أثناء العرض الذي قدمه في إطار مهرجان الضحك بالمسرح الملكي بمراكش ليلة السبت 6 ماي والذي تميز بكلام ساقط تخجل له الأسماع. وبعد التعامل غير اللائق الذي صدر من الفنان المذكور في حق الإعلامية سمية بلعياشي ومصور التلفزة عبد الله الصديق وتقني الإذاعة رفيق وهم يؤدون مهمتهم المهنية". ويستنكر البيان بشدة هذه التصرفات «اللامسؤولة واللاأخلاقية» ويعبر عن تضامن الفرع المطلق مع الزملاء المهنيين ويطالب حسن الفذ باعتذار علني لهم ولكل الصحافيين بما يكفل كرامتهم. ويؤكد على أن الفنانين والإعلاميين المعنيون بالرقي بالذوق والدفاع عن القيم النبيلة وأن تصرف «حسن الفذ» غير مقبول ويسيء إلى الفنانين وإلى أخلاقيات مهنة الفن. ويختم البيان باحتفاظ الفرع بحقه في اتخاذ كافة الصيغ القانونية للرد على هذا التصرف... انتهى البيان.

كان من الطبيعي أن نتصل بالمعنية مباشرة لنتقصى حقيقة هذه التصرفات التي يتحدث عنها البيان. كان حديثها هادئا في بدايته لكن ما أن انطلقت في سرد الحكاية حتى أصبح كلامها أكثر قوة و حدة ينم على تأثرها البالغ بما حدث. قالت بلعياشي إنها لم تعرف قط حسن الفذ معرفة شخصية فقد كانت تراه كبقية «عباد الله» في التلفزيون، وكانت مناسبة لقائه عند ما طلبت منها القناة الأولى تغطية تظاهرة مهرجان الفكاهة الأول للضحك الذي استضافته مدينة مراكش في 6 ماي.
انتظرت بلعياشي حوالي 45 دقيقة وصول الفذ على حد قولها ، لتأخذ تصريحاته وارتساماته حول عرضه و ظروف المهرجان ككل. إلا أن تصريحاته كان فيها نبرة غريبة من التهكم والاستهزاء. فحسبت أن الأمر يدخل في إطار المزحة والتنكيت المعروفة لدى الفنان الساخر وقال لها إن الضحك «بحال اللحم والخضرة» وأن الجمهور المغربي لا يعرف إلا الضحك و«حاجة أخرى بلاما نقولها»!!
بعد انطلاق العرض أبلغ مصور القناة الأولى الإعلامية سمية بلعياشي بأن عليهم الانسحاب من قاعة العرض بدعوى أن المصورين الآخرين يغادرون القاعة. فردت عليه بأنهم في مراكش لتغطية حدث فني وعليهم أن يقوموا بمهمتهم كاملة.
لكن بعد دقائق قليلة تفاجأ بلعياشي بمشهد مصور القناة يدفع (بضم الياء) به خارج القاعة من طرف معاوني الفنان الساخر. وقال الفد معلقا أمام الجمهور من فوق الخشبة «مال هذا مغوبش حيد ليه البيرية باش إولي دكابوتابل» واستمر الدفع والعراك داخل الكواليس حيث ادعى معاونو الفد بعدم أحقيتنا في التصوير. بينما مصور القناة يرد بأنه ليس من حقهم معاملته بهذا الشكل المهين.
بعدها جلست سمية بلعياشي في مكان قريب من الكواليس لكي تتتبع عن كثب ما يجري .فالتحق بمكان قريب منها الممثل المراكشي فركوس فقال الفد معلقا «تبارك الله على السي فركوس مبرع مع راسك» وأضاف «محال واش متبع شي عرض باركا عليك العرض اللي قدامك» وبعدها تمادى في تصوير حركات العمليات الجنسية بشكل فج و مخل بالأخلاق. وتضيف بلعياشي أن الفذ قال حينها بأن «المراكشيين هما اللي يفهموا بحال هاد شي». وفي حديثه عن الشعر قال الفد «راكم عارفين فين كاينوض» وعندما لم يرق للكثير من الجمهور هذه التلميحات الجنسية الفجة آثروا مغادرة القاعة فكان الفذ يلاحقهم بوقاحة قائلا «التواليت من الجهة الأخرى!»
واستمرت العياشي طويلا في حكايتها تروي تفاصيل مخجلة عن عرض فكاهي بطعم «السفالة».
كان لا بد لنا بعدها أن نستمع إلى ما سيقوله الفنان الساخر حول عرضه المزدوج والارتجال الذي شهده. وفي اتصال هاتفي مع الفذ رفض هذا الأخير التعليق أو نفي أو حتى تأكيد ما وقع. و ذكرنا حينها بأن موقفه سيكون ضعيفا في حال استمراره في موقفه السلبي هذا. فقال بأن الأمر لا يهمه وبأن له سبلا وطرقا أخرى كفيلة بالرد على ما أتت به بلعياشي. وبأنه لن يلجأ للقضاء بل له «سيركويات» للنيل منها ومن الصحافة «العربية» المكتوبة لأن اللغة في نظر الفذ تتحكم في عقليات متحدثيها وبأن الصحافة المكتوبة باللغة العربية صحافة من الدرجة الثانية وبرهنت عن مستواها من خلال تعاملها مع قضية بلعياشي وسيرد عليها في الوقت المناسب و بطريقته الخاصة.
بعد انتهاء «الدكتور غلالة» من فحص أحوال الصحافة المكتوبة (و باللغة العربية من فضلكم) عرفنا حينها أن ما قام به الفنان الساخر تجاه إعلاميي القناة الأولى ليس «ديراباج» بمعناه «النبيل» الذي يسقط فيه الفنان بين الفينة والأخرى... فلتات تصنع ملح وتوابل الحياة الفنية كما هو الحال في جميع المجالات الأخرى. بل إن فعلته تدخل في إطار قلة «الحيا» والسفاهة، واعتبار إثارة الصحافة لهذا الموضوع يدخل في إطار تحالفات مع زميلة في المهنة هو منطق ضعيف يستعين بنظرية المؤامرة على «فنان» لا يطمح أحد في التآمر عليه بل هو استهتار واستسهال نقله الفنان الساخر للميدان الفني بعد أن نشر عدواه في ميدان اشتغاله السابق.
من المؤسف جدا أن يملأ شاشة تلفزتنا ولوحاتنا الإشهارية "فنان" بهذا التفكير الحلزوني الذي يليق بمشاجرات الحمامات ومناوشات أسلاك "النشير". فليعلم القيمون على التلفزيون زن الفذ لم يعد يضحكنا لأنه "هجرو لينا" وليضع أصحاب الشركات الكبرى و الصغرى في حسابهم أن الدكتور غلالة ليس النموذج الأمثل الذي يحتدى به بل أن صورته لن تسوق غير السطحية والابتذال.
جمال الخنوسي