26‏/09‏/2006

مغاربة في الواجهة

نشرت «يومية الناس» أول أمس خبرا عن ليلى رواس وهي ممثلة مغربية «غزت» بريطانيا وأصبحت نجمتها الأولى. وأخبارها تملأ «الطابلويدات»، بالمملكة المتحدة.
وفي بريطانيا أيضا يحتل المغني المغربي «شيكو» قائمة الأغاني الأكثر مبيعا. شيكو واسمه الحقيقي يوسف السليماني حضي باستقبال الأمير شارز، وصورهذا الوجدي تتسابق عليها المراهقات الأنجليزيات. وعرف انطلاقته الأولى من خلال برنامج إكس فاكتور في نسخته البريطانية.
في بريطانيا دائما اختيرت المغربية كريمة أدبيب من بين مئات العارضات لتقمص دور الشخصية الشهيرة "لارا كرافت" في مغامراتها الشهيرة "تومب رايدر"، وتحل محل النجمة الهوليودية "أنجلينا جولي".
والنجمة المغربية تبلغ من العمر 20 سنة عاشت في بلدها الأصلي المغرب حتى سن السابعة لترحل بعد ذلك لإنجلترا وتعيش بمنطقة "تانزل غرين" بلندن.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فنجد المخرجة ذات الأصول المغربية سناء حمري التي اشتغلت مع أكبر فناني أمريكا كماريا كاري وبرانس وغيرهما. والفتاة الطنجاوية ماهي إلا ابنة الفنان التشكيلي محمد حمري.
وحتى في تركيا نجد الخنساء باطما نجمة قناة تلفزية وتقدم برنامجا شهيرا تعكف كل تركيا على مشاهدته. و الخنساء هي ابنة المشاهبي الشهير محمد باطما، أخ الغيواني العربي باطما.
لم يعد المغاربة مقتصرين كما هو الحال سابقا على فرنسا. ولم يعد الاحتكارللفرونكفونية فقط بل أصبحت المواهب المغربية تطوف جميع أنحاء العالم.
ودائما ذلك الحنين ونوستالجيات الوطن الأم، يقدمون صورة إيجابية وبورتريه لمغرب الانفتاح بعيدا عن خدوش العمليات الإرهابية التي تورط فيها أبناء جلدتنا هنا وهناك.
لقد امتدت عدة أصوات إقصائية ومنابر متطرفة معروف تنادي بالانغلاق وإنكار مغربية أبناء هذا الوطن الذين يعيشون في الضفة الأخرى. آخر الضحايا كان الفنان المغربي البشير السكيرج الذي جعلت منه تلك المنابر مارقا وابن مدينة شيكاغو ... لقد أصبح «الحاج الصولدي» ما يسوى حتى «صولدي» حسب قولها.
جميل أن يفوز في المهرجان الأخير للفيلم القصير المتوسطي فيلم مغربي مخرجته والدها عراقي وأمها مغربية، ولدت في بريطانيا وتدرس في أمريكا. اسمها طالا حديد...
وجميل أيضا أن يعيد الرئيس الفرنسي جاك شيراك الاعتبار لـ100 ألف جندي من قدماء جيش التحرير ذوي الأصول المغاربية والإفريقية بفعل فيلم أنجزه الجزائري "رشيد بوشارب" ومن بطولة "ليزانديجان": المغربي جمال الدبوز ورشدي زم وسامي بوعجيلة، وسامي النصري. تلك قوة الفن ومن يحرم الفن يجهل قيمته بالأساس.
جمال الخنوسي


25‏/09‏/2006

نهاية شهر العسل بين الفن الصحافة

ثمة أحداث شهدتها الساحة الفنية هذا الأسبوع تعكس الحالة المتشنجة التي أصبحت عليها العلاقة بين أهل الفن وأهل الصحافة.
الحدث الأول وقع خلال العرض الأول للمسلسل التلفزيوني "وجع التراب" . في إطار مناقشة العمل الفني انطلق مخرجه شفيق السحيمي في تقديم دروس للصحافة في الصحافة وعرض عضلاته المعرفية. الأمر الذي لم يرق للحاضرين فانتقموا "لشرفهم المهدور" على صفحات منابرهم الإعلامية في اليوم الموالي.
الحدث الثاني هو تقديم العرض الأول للسلسلة التي سيمتد عرضها ما بعد شهر رمضان وهي "رمانة وبرطال". حيث استغرب أحد الصحفيين تعامل المخرجة فاطمة علي بوبكدي مع مجموعة محددة من الفنانين دون غيرهم . وتضم المجموعة كلا من أخو المخرجة ابراهيم بوبكدي في كتابة السيناريو والممثلة سناء عكرود و الممثل الشاب ياسين أحجام. ووصفهم الصحفي ب "الرباعي" . وإن كان تدخل الصحفي تميز بنوع من الإلحاح للتوصل بجواب شافي، فإن الرد الديبلوماسي لفاطمة بوبكدي تميز بالكثير من اللياقة وحسن التعامل الذي يحسب لها. لكن الأمر الذي لم يستسغه أحد هو التدخل العنيف للممثل الشاب ياسين أحجام الذي احتج على كلمة "رباعي" واعتبرها"سبة : "واش احنا ناس الغيوان ولا جيل جيلالة" وكأن ناس الغيوان أو جيل جيلالة "ما يسواو حتى بصلة" وسي ياسين أحجام هو أل باتشينو المغرب.
الحدث الثالث هو استدعاء "صاحب السوابق" في حرب الفن والصحافة سعيد الناصري لمجموعة من الصحافيين في بيان صحافي للحضور يوم الجمعة ما قبل الماضي على الساعة الرابعة عصرا بفضاء اللقاءات في مصحة تابعة لجمعية "الأعمال الاجتماعية للقلب" ، وذلك (حسب ما أوردت الزميلة "الأحداث المغربية")، من أجل الإعلان عن تخصيص نسبة من المداخيل المفترضة لفيلمه الجديد "عبدو في بلاد الموحدين" الذي لم يخرج بعد إلى القاعات السينمائية لفائدة "الأعمال الاجتماعية للقلب". لكن الزملاء الصحفيين لم يجدوا إلا "يدهم والتراب" ولم يكلف العوني نفسه حتى عناء الاعتذار.
حالة "العوني" استثنائية لأنه في لغة أهل القانون له "ظروف التشديد" فقد سبق له أن وصف الصحفيين فيما قبل بأنهم "تيشدو لفلوس". وهو الآن يصب الزيت على النار. ويضرب الناس بالحجارة مع أن بيته من زجاج.
المسلسل مازال مستمرا.. ويتطلب القليل من التفهم من الصحفيين و الكثير من الدبلوماسية من جهة الفنانين.

الفن حلال... الفن حرام...


أخفت قضية "إباحة القروض الربوية" التي أشعلت فتيل الفتاوى الدينية بين القرضاوي ورجال دين مغاربة، قضية أخرى ربما لم ينتبه لها أحد بالرغم من أهميتها. باستثناء الزميلة "نيشان" وجريدة "القاهرة" المصرية.
تقول القصة أن يوسف القرضاوي أجاز للمغنية الفلسطينية شلش الغناء أمام جمهور من الرجال وخلال شرائط الكاسيت. وكانت المطربة قد حضرت حفل استقبال للشيخ القرضاوي نظمه شباب حزب العدالة و التنمية بعد مشاركته في الملتقى الوطني الخامس للحزب حيث ألقى محاضرة بعنوان "رسالة إلى الشباب المسلم". وسألته عن مدى مشروعية غنائها.
وتقول الشابة شلش، وهي من مواليد 1989، أن القرضاوي أبلغها أن صوت المرأة ليس عورة، وأن غناءها أمام جمهور الناس من الرجال والنساء ليس حراما. ولم يقتصر اللقاء بين شلش والقرضاوي على الفتوى، بل تعداه إلى تطبيق عملي، أنشدت فيه شلش في زي شرعي محتشم أمام الشيخ والحاضرين.
وتضيف جريدة "القاهرة" أن الشابة الفلسطينية بدأت مشوارها الفني طفلة صغيرة، إلا أن وصولها سن البلوغ طرح مشكلة فقهية حول تعاطيها الغناء، مما جعلها تطلب الفتوى من الشيخ القرضاوي. ودائما حسب "القاهرة" فإن الأستاذ الأمين بوخبزة العضو البارز في "حركة التوحيد والإصلاح" قد قال في لقاء مع الشباب أثناء إلقائه محاضرة في الملتقي الخامس لشبيبة العدالة والتنمية أن غناء ميس شلش أمام جمهور الرجال و النساء ـ لا يجوز شرعا وإن غنت لقضايا الأمة ، معتبرا أن الذي يجوز هو غناؤها أمام جمهور النساء فقط.
ومثل هذا القول قدمته جريدة التجديد لقرائها على لسان بوخبزة في إطار ملف حول "الفن والإسلام" نشر في غفلة من الجميع وعرف خرجته في فصل الصيف حتى يمر كما تمر زيادات الأسعار "حسي مسي".
قال الأمين بوخبزة في الحوار الذي أجرته معه "التجديد" بأن سماعه لأم كلثوم أو فيروز فيه مخالفة شرعية واضحة "ولكني لا أقصده" ويضيف أنه لو وصل حزب العدالة والتنمية إلى مواقع التدبير فسيجرم "إنفاق المال العام لاستقدام كل ماجن وماجنة وساقط وساقطة من لبنان ومصر أو الجزائر وإسبانيا أو فرنسا لتهييج الغرائر الجنسية وتخدير الشباب المغربي والمتآمر عليه بتمييعه وتفسيقه وتخنيثه. كما أن حزب العدالة والتنمية سيجرم استغلال القنوات الوطنية العمومية التي يمولها الشعب المغربي على حساب قوت عياله لتكريس العبث والشذوذ والخنوثة باسم الغش". انتهى كلام الأمين بوخبزة.
في الوقت الذي يبيح فيه القرضاوي شراء سكن ب "القروض الربوية" ويحلل الغناء، يحرم أبناء جلدتنا من "المعتدلين" مثل هذه القروض ويعتبرون الغناء تخنثا وشذوذا، وأم كلثوم مخالفة شرعية غير مستقصدة!!
حاول أن تفهم..
جمال الخنوسي

23‏/09‏/2006

طنجة : مهرجان الفيلم توج مخرجة مغربية

تم الإعلان يوم السبت الماضي عن فوز المخرجة المغربية طالا حديد بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمها "شعرك الأسود إحسان" وفوز الممثلة نعيمة بوزيد بجائزة أحسن دور نسائي . الفيلم يحكي عودة شاب عاش طويلا في أوربا ويعود إلى مسقط رأسه في المغرب حيث يتذكر طفولته ووالدته التي فقدها منذ صغر سنه. وقد أدى دور الطفل أحمد اخريبش بالإضافة إلى عقبة ريان ومصطفى بنعمر.
كما منحت الجائزة الكبرى للفيلم المالطي "الجناح 66 " لأنجليك مولر وكاتلين طانتي. وجائزة أحسن ممثل للألباني إدموند بودينا عن دوره في فيلم "قطرات من الثلج". أما جائزة أحسن سيناريو فكانت من نصيب ستيفانو ماركوتشي ودومينيكو طوماسيتي عن الفيلم الإيطالي "واجب في الفصل.
هذا وقد امتد المهرجان الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي كل سنة بمدينة طنجة في الفترة بين 11 و16 شتنبر الماضي. حيث تم عرض العديد من الأفلام القصيرة تنتمي لبلدان البحر الأبيض المتوسط كما أثيرت نقاشات حول قضايا السينما المغربية عامة ومستقبل الفيلم القصير وخصوصياته.
وقد شهد المهرجان عرض 40 فيلما ً ضمن المسابقة الرسمية تمثل 17 دولة شارك فيها المغرب بثلاثة أفلام هي «30 سنة» لمحمد شريف الطريبق و«شعرك الأسود إحسان» لطالا حديد و«كازا» لعلي بنكيران.
كما تم عرض 60 فيلماً قصيراً ضمن ما أطلق عليه ببانوراما السينما المغربية وكانت فرصة ليتعرف الجمهور والمتتبعون على آخر الإنتاجات المغربية التي عرفت غزارة وتنوعاً اختلفت الآراء في تقييمها خصوصاً أن المغرب سيصل إنتاجه في السنة القادمة ل 100 فيلم قصير. وهكذا يرى البعض أنه بالرغم من غزارة الإنتاج فإن المستوى متدني والكثير من الأفلام محبطة، ولا ترقى لتطلعات النقاد والجمهور. بينما يعتبر البعض الآخر أنه بالرغم من قلة الإنتاجات المتميزة إلا أن الغزارة في الإنتاج مطلوبة لإبراز الطاقات الخلاقة واكتشاف مخرجي الغد، وإحداث التراكمات الإبداعية الكفيلة بإعطاد الاستمرار للجيد والاندثار لغير المجدد والمبدع.
ترأس هذه الدورة المخرج المغربي مومن السميحي صاحب فيلم «العايل» الذي اعتبر في كلمة الافتتاح أن طنجة تجمع بهذا المهرجان فسيفساء الحضارات التي شهدها حوض البحر الأبيض المتوسط عبر التاريخ. وتضم اللجنة في عضويتها كلا من المخرج والممثل والمنتج الفرنسي بيرنار فيرلي والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ومديرة المهرجان الإفريقي مان سيستيرون وعالمة الاجتماع المغربية سمية نعمان جسوس.
كما عرف اليوم الأخير للمهرجان إلقاء محاضرة حول معنى الفيلم القصير ألقاها المخرج السويسي جون فرانسوا أميكي رئيس دورة السنة الماضية للمهرجان والذي تم افتتاح هذه الدورة بعرض فيلمه الأخير «لسعة الحامض».
والجدير بالذكر أن الدورة الماضية لم يتوج فيها أي فيلم مغربي حيث فاز بـالجائزة الكبرى للمهرجان الفيلم الإسباني «خبزنا اليومي» للمخرج مارتين روزيطي. وبالجائزة الخاصة بلجنة التحكيم كل من الفيلم المصري «يوم الإثنين» للمخرج تامر السعيد والفيلم اليوناني «بيلالا» للمخرج طيو بابادولاكيس. أما جائزة العمل الأول فكانت من نصيب الفيلم التونسي «كاسيتنغ» للمخرج فارس نعناع. وجائزة أحسن دور نسائي: إلينا لوينسون عن دورها في الفيلم الفرنسي «مطبخ». وجائزة أحسن دور رجالي: باسم سمرة عن دوره في الفيلم المصري «النهارده 30 نونبر» أما التنويه الخاص من لجنة التحكيم فكان من نصيب الفيلم الفلسطيني «هدوء» للمخرج سامح زوابي.
احتضنت طنجة السينما واعتادت السينما مدينة طنجة وأصبح لها في كل سنة أكثر من موعد معها. وحتى الطنجاويون غدوا مولعين بالسينما والأفلام المغربية على الخصوص حيث لاحظ المتتبعون حضوراً مكثفاً للجمهور الذي يحج كل ليلة لمشاهدة بانوراما الفيلم المغربي القصير. وأدهش الكل هذا النهم السينمائي بشكل تعبيري مازال ولحد الآن يعتبر نخبويا.
جمال الخنوسي

المغنية المغربية "عائشة الوعد" تدخل مجال السينما بـ"صمت الوتر"

عائشة الوعد، فنانة سطع نجمها في المغرب والمشرق. عرفت نجاحا كبيرا منذ أواخر التمانينيات بفضل أغانيها : "مطر"، قلبي ارتاح لك" وإحنا بقى نسينا" وتميزت بتقديم أغان رفقة شقيقها والملحن و المغني عبده المهدي. عشقت عائشة الأغاني الكلاسيكية وهي طفلة وحفظتها وتعلمت عن طريقها أصول الغناء إلى أن وصل الموسيقار بليغ حمدي إلى المغرب وعندها اكتشفها بعد مشاركتها عدة مرات في برنامج «مواهب» رفقة رجاء بلمليح.
في لقاء أجرته معها "يومية الناس"عبرت المغنية المغربية عائشة الوعد عن نيتها لتقديم فيلم استعراضي ضخم هو في طور الإعداد اختارت له كعنوان مؤقت "صمت الوتر".
ومن المنتظر أن تناط مهمة الإخراج لعادل الفاضلي وكتابة السيناريو لبنسالم حميش. وقالت عائشة أنها تعقد آمالا كبيرة على هذا العمل الضخم الذي تتوخى منه التعريف بالحضارة المغربية وجذورها الأصيلة وبالتماهي الذي يجمع عناصر مختلطة ومتجانسة من أصول عربية وأمازيغية وغيرها. وتضيف عائشة أنها تريد تقديم فيلم يذكر بإبداعات "الزمن الجميل" وكلاسيكيات السينما العربية.
ومن المنتظر أن يتضمن العمل استعراضات ورقصات من تصميم المغربية لطيفة بلحاج. وستؤدي الوعد أغان مرتبطة بقصة الفيلم وأحداثه المختلفة.
وحول مشاريعها الفنية الأخرى عبرت عن نيتها في تقديم أغنية بالأمازيغية للتعبير عن انفتاحها على وطنها الأم بكل مكوناته. كما اعتبرت عائشة انتقالها من الخليج والمغرب بمثابة غنى وإثراء لتجربتها الفنية. ولا يمنعها ذلك من المشاركة في أهم الأنشطة الفنية المغربية.
وكانت الوعد قد شاركت كضيفة شرف في الدورة الثانية لاستوديو 2M. وشاركت في مهرجان أصيلا وأحيت حفلة كبرى في باب الهديم ضمن فعاليات مهرجان مكناس. وقدمت أحدث أغانيها في مهرجان وليلي. والتي تعاملت فيها مع كبار الشعراء والملحنين في المشرق والمغرب, "ما بعتبوش" و"حبيبي سلمتك أمري" وواخذ قلبي" التي قدمتها لأول مرة قبل أن تختم هذه السهرة بعمل ثنائي مع شقيقها المهدي عبدو بعنوان "يعجبني القمر".
وحول مشاركتها في أوبريت في مصر بعنوان "الضمير العربي" التي تعتبر كتتمة لعمل آخر تحت عنوان "الحلم العربي" للتضامن مع الشعب اللبناني رفقة مجموعة من الفنانين العرب المرموقين أمثال ساموزين وشيرين ووديع الصافي.. قالت الوعد"رحبت بهذا العمل وتحمست له بشكل كبير. ففي حالة الحرب لا يملك الفنان إلا صوته ليقدمه كرسالة سلم وسلام".
وأظهرت عائشة قلقا كبيرا من ظاهرة القرصنة المتفشية في المغرب واعتبرتها آفة ربما ستقضي على الحياة الفنية في البلاد. وتأسفت كون التغييرات الإيجابية التي يشهدها المغرب لا يواكبها صرامة وحزم تجاه هذا الوباء الخطير... وأضافت أن الفيديو كليب أصبح يحقق للفنان الانتشار والشهرة أكثر من إصدار ألبومات غنائية تكلف المئات الآلاف من الدولارات ولا يجني منها الفنان إلا الخسارة والإفلاس.
جمال الخنوسي

محمد مفتكر "يرقص " مرة أخرى

أنهى المخرج المغربي محمد مفتكر الحائز على جائزة أحسن فيلم قصير في المهرجان الوطني الأخير بطنجة تصوير فيلمين جديدين اختار لهما عناوين مؤِقتة قبل أن تدخل مرحلة المونتاج. مفتكر حضر هذه السنة لطنجة أيضا للاطلاع على اخر الاعمال الوطنية والمتوسطية من خلال تتبعه لفعاليات مهرجان الفيلم المتوسي في دورته الرابعة.
وعن أعماله الجديدة يقول مفتكر أن "أوج الشمس" فيلم ليست له قصة محددة بل هو انطباع لا يعتمد على قصة بمفهومها الكلاسيكي بل هو حالة يريدها أن تخلق مجموعة تساؤلات وردود فعل عند المتفرج من خلال تكسيرها لسلطة مخرج الفيلم حيث يصبح العمل ملكا للجمهورو يتفاعل معه.و يضيف مفتكر أنه قصد الاعتماد على ممثلين غير معروفين حتى لا تؤثر حمولة أعمالهم السابقة في المتلقي. الفيلم لا تتعدى مدته 9 دقائق وهو من إنتاج فؤاد شالة.
أما "نهاية الشهر" فيعتبره مفتكر إنتاجا مختلفا فهو قصة لقاء ليلي بين رجل مسكون باستيهامات جنسية وامرأة(بائعة هوى) يعيشان مغامرة فريدة من نوعها.
وبخصوص جرأة الطرح يرى مفتكر أن فيلمه جريئ لكنه غير مبتذل. فالفيلم الجريئ يحترم عكس الفيلم المبتذل الذي يمكن أن يسقط من مستوى الفن الى حضيض البورنوغرافيا.
الفيلم الذي يقوم ببطولته أحمد الجعيدي وفاطمة بناصر ويوسف جندي أنتجه محمد قوتي بدعم من المركز السينمائي المغربي.
وحول فيلمه الطويل الأول اعترف مفتكر أنه مازال في طور المخاض . فهو مازال سجين أسئلة قاسية : ماذا أحكي؟ لماذا وكيف ولمن ؟ حيث يحاول أن يطرح في مشروعه مسألة الإبداع، ما هو الإبداع؟ ما معنى أن تكون فنانا؟ ما رأي المجتمع في المبدع؟ وكيف ينظر له؟
والجدير بالذكر أن مفتكر بدا مشواره في الميدان السينمائي كتقني وكمساعد مخرج في مجموعة من الأفلام المغربية . بعدها درس السينما في أوربا وشارك في ورشات عدة في كل من فرنسا وألمانيا وتونس . واشتغل أيضا كمساعد في كتابة السيناريو. ليقوم بعد ذلك بإخراج فيلمه الأول "ظل الموت" ثم "رقصة الجنين" الذي فاز بعدة جوائز. ويحكي قصة امرأة ذات مستوى ثقافي تريد أن تجهض نفسها وتتردد في الإقدام على هذه الخطوة. ترددها يجعلها تدخل في هستيريا، وتعيش عوالم داخلية تصفي فيها حساباتها مع نفسها ومع ثقافتها وفي آخر المطاف تعدل عن الإجهاض وتقرر أن تحافظ على الجنين.

السينما بصيغة المؤنث

المهرجان الدولي لفيلم المراة بمدينة سلا
* السينما بصيغة المؤنث

ألزمت المهرجانات و الانشطة السينمائية المختلفة التي تشهدها المدن المغربية المشرفين و المنظمين على البحث عن هوية تميز كل مهرجان او ملتقى على حدة وتكسبه خصوصية معينة ينفرد بها وتحدد ماهية وجوده.
و ان كانت بعض المدن اختارت التميز من خلال الشكل السينمائي التعبيري كمدينة طنجة مثلا التي تحتضن/ احتضنت الفيلم القصير المتوسطي (بين 11 و 16 شتنبر ) اختارت مدن اخرى تحديدا موضوعاتيا للابداع السينمائي الذي تقدم لجمهورها كمدينة اكادير التي اختارت تيمة الهجرة ومدينة سلا التي تبنت سينما المراة.
المهرجان الدولي لسينما المرأة الذي احتضنته مدينة سلا في دورته الثانية ما بين 5 و 9 شتنبر شارك فيه الى جانب المغرب ولبنان و سوريا و العراق ومصر وتونس و الولايات المتحدة بالاضافة الى 20 بلدا اجنبيا يمثلون اوربا وامريكا واسيا وضمت المسابقة الرسمية 12 فيلما انتجت خلال 24 شهرا الاخيرة. وتعكس الغنى الثقافي و السينمائي و الابداع النسائي.
وكانت السينما الالمانية طوال ايام المهرجان ضيفة شرف في اطار الاحتفال بالذكرى الخمسين للعلاقات المغربية الالمانية . كما تم تقديم عروض خاصة بجملة من الافلام المغربية و العالمية خارج المسابقة الرسمية انتجت بين 2004 و 2006.
كما احتفى المهرجان بمدينة سلا كفضاء سينمائي من خلال عرض مجموعة من الافلام الطويلة و القصيرة التي تم تصويرها كاملة او جزء منها بالمدينة.
الى جانب الاعمال السينمائية نظمت ورشات ولقاءات من ضمنها مائدة مستديرة حول موضوع المراة و معرض للفنون التشكيلية و آخر للابداعات النسائية الوطنية ولقاءات مع عدد من الممثلين و النقاد و المخرجين السينمائيين جلها يتمحور حول تيمة المرأة.
كما كرم المهرجان المخرجة المغربية فريدة بليزيد التي اغنت الخزانة السينمائية المغربية بأفلام ك "كيد النسا" و "خوانيتا" و الممثلة التونسية التي غابت عن المهرجان هند صبري . هند صنعت نجوميتها في مصر وقدمت افلام مثل "حالةحب" و"صمت القصور" و "موسم الرجال" .
و يرى المشرفون على المهرجان ان الهدف الاساسي هو تغيير صورة سلا وابراز مكانتها التاريخية و التعريف بمعالمها الحضارية و تنشيط مدينة تفتقر للمنشآت الثقافية.
والجدير بالذكر ان الدورة الاولى شجعت على بروز مهرجانات اخرى جديدة داخل المدينة بدءا بمهرجان المديح و السماع و مهرجان الطرب الاندلسي ومهرجان المسرح المغاربي.


هجرة اليهود المغاربة والسينما .. اختيار موضوعي أم صفقة تجارية؟

باغت المخرج المغربي محمد إسماعيل صاحب فيلم "وبعد.." الجمهور والمتتبعين عند إعلانه انطلاق الاستعدادات لإنجاز فيلم سينمائي طويل حول هجرة اليهود المغاربة. وكان حسن بنجلون مخرج فيلم "الغرقة السوداء" قد أنهى منذ شهر تصوير فيلمه الأخير تحت عنوان "الحانة" يتطرق فيه لنفس الموضوع، الأمر الذي جعل مجموعة أسئلة تطرح نفسها بإلحاح، لماذا هجرة اليهود المغاربة؟ لماذا في هذه الظرفية بالذات؟ وما السر وراء هذا الاهتمام؟

استهجن العديد من السينمائيين والمتتبعين ما نعتوه ب"التسابق المحموم" الذي عرفه موضوع هجرة المغاربة نحو إسرائيل. والذي شهدته شواطئ البحر الأبيض المتوسط في الستينيات من القرن الماضي. في سرية تامة إذ لم يفضح خباياه سوى غرق الباخرة "ايكوز" التي ذهب ضحيتها 42 يهودي مهجر سرا من ضمنهم 16 طفلا في سنة 1961.
ويعتبر بعض المتتبعين أن جعل اليهود موضوعا سينمائيا كفيل بجذب دعم مادي من الخارج يضمن إنجاز الفيلم في ظروف حسنة. كما أنه سيلاقي حتما دعما في الداخل في إطار "تسويق صورة المغرب" كبلد للتسامح و اللتعدد و الاختلاف و التعايش. بالإضافة إلى أن طرح موضوع حساس للنقاش يكسب الفيلم شهرة على غرار ما حدث مع فيلم "ماروك" لليلى المراكشي. حيث استغل بشكل كبير الضجة الاعلامية التي أثارتها بعض الجهات.
ويرى المخرج المغربي حسن بنجلون أن الحالة السياسة عقدت أجواء صدور الفيلم خصوصا مع اندلاع الحرب في الشرق الأوسط. ويضيف بأن فيلمه مبرمج وتم الإعداد له منذ ما يزيد على 3 سنوات. حيث كانت الأجواء هادئة نوعا ما ولغة السلم علت على لغة البنادق والمدافع. ويعلل بنجلون اختياره لهذه التيمة لسببين الأول موضوعي والآخر ذاتي. ففيما يخص السبب الموضوعي قرر بنجلون أن يزور بكاميراه سنوات الستينات بعد أن زار من قبل سنوات السبعينيات من تاريخ المغرب من خلال سنوات الرصاص وقال بنجلون أنه كان سباقا للحديث عن حقبة مظلمة من تاريخنا في زمن كان فيه هامش الحرية جد ضيق من خلال فيلمه "درب مولاي الشريف". ليتطرق فيما بعد لهذه الحقبة أكثر من 4 أفلام لمخرجين آخرين.
ويرى بنجلون أن هجرة اليهود المغاربة تنتمي لتاريخ المغرب ولا يمكن تجاهلها بهذا الشكل ومحوها من الذاكرة بل يجب إعادة النظر في هذه الحقبة التي شهدت أكبر هجرة (256 ألف يهودي).
أما عن السبب الذاتي الذي جعله ينجز هذا الفيلم فقد اعتبر بنجلون هجرة اليهود جزءا من حياته الشخصية. حيث كان طفلا صغيرا في مدينة سطات يلاعب أطفال "الحومة" من مسلمين ويهود إلى أن فوجئ في صبيحة يوم ما ودون سابق إنذار بغياب الجيران وأبوابهم الموصدة. "يمكن اعتبار الفيلم نظرة طفل يتساءل عن حدث لم يفهمه"يقول بنجلون ، ثم يضيف بأنه لا يستبعد إمكانية استغلال فيلمه من طرف بعض "الجهات" المتعصبة والركوب عليه. وقال إنه حاول ما أمكن التزام الحياد والموضوعية مع مسألة تتميز بحساسية مفرطة.
كما عبر بنجلون عن انزعاجه لإقدام المخرج محمد إسماعيل على إنجاز فيلم حول نفس الموضوع "أنا لا أفهم السر في هذا الأمر ولم أستطع إيجاد سبب مقنع لذلك".
وفي رده يقول المخرج محمد إسماعيل إنه لا يمكن النظر للمسألة بهذا الشكل ولا يمكن الحديث عن الإزعاج وإلا سيكون بنجلون قد أزعج من قبل سعد الشرايبي وجيلالي فرحاتي حين قدموا أفلاما عن سنوات الرصاص على غرار "الغرقة السوداء". "لا يمكن التعامل مع السينما المغربية كموضا هناك بعض الدوافع تطفو على السطح وتعطي دفعة لقضية دون أخرى ونفس الأمر تعرفه جميع السينمات العالمية. ممكن أن تجعل الموضوع واحدا لكن المقاربات هي التي تختلف". ويتساءل إسماعيل "كم من فيلم قدمته السينما حول الحرب العالمية الثانية؟!" ويعزو أسباب اختياره لهذه التيمة إلى كون الفيلم يتناول شريحة اجتماعية ومواطنين مغاربة يقدرون بـ500 ألف مغربي. كما أن هؤلاء اليهود كانوا جيراننا جميعا ويمثلون مجموعة أطر وتجار وحرفيين تركوا أماكن ومناصب شاغرة الأمر الذي يدفع لطرح أسئلة موضوعية: كيف؟ ولماذا؟ وهنا يضيف إسماعيل أنه يمكن التطرق للدور الذي لعبته مكاتب الهجرة اليهودية من أجل التغرير بمواطنين مغاربة لم يعانوا قط من مشكل التمييز العرقي أو الديني. "فأينما حللت" يقول اسماعيل " تفاجئني النوستالجيا التي يشعر بها اليهود المغاربة حيال وطنهم الأم بالرغم من استقرارهم في بلدان أخرى في جميع أنحاء العالم".
ومحمد إسماعيل منهمك هذه الأيام في تحديد مواقع تصوير مشاهد فيلم اعتبره سابقة في تاريخ المغرب، لأنه إنتاج ضخم يتطلب إمكانات كبيرة. نظرا لحرص المخرج على الدقة والالتزام بالبعد التاريخي للفيلم من ملابس وأحياء وجو عام وسيارات.
ويضيف إسماعيل أن فيلمه سيمول من طرف صندوق الدعم للمركز السينمائي المغربي بالإضافة للقناة الثانية المغربية التي أعطت موافقتها المبدئية. وهو في انتظار بعض أصحاب "النيات الحسنة" كما أنه يأمل مشاركة دول أجنبية مثل فرنسا وإسبانيا.

الفن بالكريدي

قضية غريبة تنظر فيها محكمة القاهرة، وينكب عليها أكبر القضاة المصريين. فقد أقامت فنانة شابة تدعى هند عاكف ضد التلفزيون المصري دعوى تطالب فيها الحجز على مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري الذي يسمونه بماسبيرو.
وتريد هند عاكف من خلال الدعوى الحصول على حقها كاملا عن فوازير شهر رمضان التي قدمتها منذ ثلاث سنوات ولم تحصل على حقها حتى الآن!
وتناقلت وسائل الإعلام أن هند عاكف تطالب التلفزيون المصري بـ 70 ألف جنيه مصري لكن المسؤولين رفضوا أن يدفعوا لها مليما واحداَ!
الفنانة الشابة ترفض التنازل عن حقها وهي تنتظر النطق بالحكم في جلسة 7 أكتوبر القادم.
ربما يمكن استغراب وصول مثل هذه القضايا إلى المحاكم لأنه على حد علمنا لم تبث المحاكم المغربية قط في مثل هذه الخلافات. لكن مسألة التماطل في دفع مستحقات الفنانين والفنانات فحدث ولا حرج. ويكفي المرء أن يجالس أي فنان من فنانينا المغاربة، كان الله في عونهم، حتى ينطلق في الشكوى وحكاية الأزليات عن التهرب والتماطل وإقفال الهواتف النقالة والثابتة أيضا. حيث يمكن للممثل أن يقدم حلقات متتالية من سلسلة ما دون أن يقبض ولا فلسا واحدا. لا تسبيق ولا عربون ولا أي شيء. كما يضطر الفنان في الكثير من الأحيان لتقديم عمل جديد مع نفس الجهة من أجل الحصول على الكريدي القديم.
في مصر على الأقل هناك نقابة للفنانين تتمتع بالكثير من القوة والمصداقية أما عندنا فالأمر مختلف ولم تحقق هيئة النقابات للفنانين شيء يذكر وتكتفي فقط بالخرجات الإشهارية والفرقعات والعنتريات. ولا يكلف الفنانون أنفسهم حتى العناء لاستشارتها مادامت لا حول لها ولا قوة.
والأغرب في الأمر أن زمرة الفنانين الذين جالستهم استسلموا للقضاء والقدر مادامت مهنتهم ينقصها التنظيم والنظام واقتنعوا بإرجاء أمرهم إلى الله.
جمال الخنوسي

رحيل "سفير الكوميديا المحترمة" فؤاد المهندس


كان يكفيه أن يظهر على خشبة المسرح لكي يسرق من الجمهور الضحك والابتسام. كانت حواراته سلسة مرحة وعفوية تملأ جنبات المسرح بالضحك و التصفيق. لكن مع رحيله يوم السبت الماضي عن سن يناهز 82 عاما زرع الحزن في ربوع الوطن العربي واعتصرت قلوب محبيه ومعجبيه بعد نصف قرن من العمل الفني في السينما والمسرح يرحل فؤاد المهندس.
عرفناه جميعا وحقق انتشارا واسعا من خلال مسرحيته الشهيرة "صك على بناتك" خصوصا حواراته مع الراحلة سناء يونس ومقالبهما معا. كان يلاحق ابنته التي عنفت خطيبها في الشارع بعد أن تجرأ على امساك يدها وينهرها قائلا : "متسيبيه يمسك إيدك" فتتعالى الضحكات. كان بنظاراته السميكة يبدو أبا قاسيا و حنونا في ذات الوقت، جديا ومرحا. كان المهندس يجمع التناقضات يعرف كيف يبكي الجمهور و يجني تعاطفه ويتقن فن الاضحاك و النكتة ورقة الدعابة. كما يذكر الجمهور مسرحيته "هاله حبيبتى" التى أوضح فيها سوء المعاملة التى يلقاها الأطفال فى الملاجئ. فأضحكت المسرحية الأطفال ونبهت الكبار لما يحدث فى الملاجئ من تجاوزات بحق الأطفال. وعبر عن ولعه بالطفولة من خلال مشوار فنى طويل مع فوازير عمو فؤاد التى تابعها كل الأطفال فى مصر و العالم العربى.
وقد تميز المهندس بكوميديا "محترمة" لا تستخف بعقل المشاهد بعيدا عن الاسفاف والإضحاك المرتبط ب"العاهات" والتكرار. وقد تكرر اسمه كثيرا صحبة رفيق دربه عبد المنعم مدبولي في السنوات الأخيرة باعتبارهما سفراء لكوميديا افتقدها الوطن بعد فشل الساحة المصرية في تقديم نجوم جدد والكبوات التي عرفتها آخر انتاجات ممثلين من أمثال محمد سعد ومحمد هنيدي.
كان "عمو فؤاد" كما يسميه الأطفال رمزا للأب المتشبث بالتقاليد وفي نفس الوقت المتفتح على متغيرات المجتمع والمنصت للاخر. واعتبر الفن رسالة سامية تخدم المجتمع الأمر الدي جعل منه أحد رواد فن الكوميديا بمصر حيث اقترن اسمه بنهضة الحياة المسرحية في الستينيات ، وتربع على عرش الكوميديا من خلال أعماله المسرحية المتميزة التي قدمها لسنوات طويلة مستخدما كوميديا الموقف.
وحتى مع تقدمه في السن شارك في أدوار ثانية مع ممثلين صنع منهم نجوما، ومنهن عادل امام في فيلمي "خلي بالك من جيرانك" و"خمسة باب" بالإضافة إلى سعيد صالح وغيرهما . وقد صرح مكتشف النجوم في اخر حواراته أن الدموع تغالبه حينما يشعر بالوحدة وعدم وجود أحد إلى جانبه خاصة ممن كان ينتظر منهم رد الجميل. كما تميز المهندس بارتباطه الوثيق بزوجته الممثلة شويكار وشكلا ثنائيا فنيا أثمر عددا من الافلام الكوميدية منها "مطاردة غرامية" و"شنبو في المصيدة" و"أرض النفاق" و"أخطر رجل في العالم". وكان المهندس هاويا للتمثيل منذ سن مبكرة ففي أثناء دراسته بالكلية شاهد بعض مسرحيات الممثل الكوميدي نجيب الريحاني وقرر أن يكون الفن حرفته حيث انضم الى فرقة "ساعة لقلبك" في بداياتها.
وكانت ستينيات القرن العشرين العصر الذهبي للمهندس مسرحيا ففيها قدم أعمالا منها "السكرتير الفني" و"سيدتي الجميلة" و"أنا وهو وهي" و"حواء الساعة 12" ً كان يوظف فيها أغاني داخل العمل الفنى لأنه لم يكن مطرباً بمعنى الكلمة.
ومع رحيل سناء يونس وعبد المنعم مدبولي و فؤاد المهندس لا بد أن الدراما التلفزيونية و السينما و المسرح ستصبح جميعها أكثر قتامة وتجهما، وتطرح إشكالية الخلافة وضمان الاستمرار في الوسط الفني في مصر وفي العالم العربي على العموم .
جمال الخنوسي

الحق في الفشل

الكم الهائل للأفلام المغربية القصيرة التي تم عرضها ضمن فعاليات المهرجان الرابع للفيلم القصير المتوسطي بطنجة نقاشاً ساخناً اتسم في بعض الأحيان بنوع من الحدة. حيث تساءل العديد من المتتبعيين عن جدوى هذه الغزارة مادامت الجودة «ليست في الموعد» ويرد البعض هذا الكم (60 فيلماً هذه السنة وما يقارب 100 السنة القادمة) إلى تفعيل القانون القاضي بإلزام المنتجين بتقديم ثلاث أعمال قصيرة من أجل الحصول على البطاقة المهنية والانتقال بالتالي إلى إنتاج الأعمال الطويلة والأفلام التلفزيونية فتصبح مرحلة الأفلام القصيرة قنطرة ملزمة من أجل المرور لمرحلة موالية. فيما يرد البعض الآخر أن هذا النقاش عقيم ولا محل له من الإعراب ونعته «محمد باكريم» بالبوليميك الخاطئة والمفتعلة فلا أحد مثلاً يطرح هذا النقاش في فرنسا التي تنتج المئات بل الآلاف من الأفلام القصيرة سنوياً تغيب عنها الجودة في كثير من الأحيان ولا يجد القيمون على الشأن السينمائي في فرنسا أي حرج من الجهر بذلك.
صحيح كانت هناك أفلام غاية في الابتذال والسطحية نعفي نفسنا من ذكرها كما كانت هناك أخرى خلاقة وممتعة كفيلم «بخط الزمان» لهشام العسري و«شعرك الأسود إحسان» لطالا حديد و«30 سنة» للشريف الطريبق.
إن مثل هذا النقاش يمس أساساً جوهر الفيلم القصير وخصوصيته كونه تمرين إبداعي تجريبي لا يخضع لقوانين السوق وإكراهات الربح التجاري أي أنه يفتح آفاقا واسعة للتجريب والإختبار بعيداً عن ثقل وعنف الفشل والنجاح.
بالإضافة إلى كوننا بلدا ليست له تقاليد عريقة في مجال السينما ولم نحقق بعد تراكماً كبيراً والكل يذكر إنتاجاتنا السنوية التي كانت في الأمس القريب تحسب على رؤوس الأصابع حيث يصبح خروج فيلم مغربي لصالات العرض حدثاً في حد ذاته. أظن أن للمخرجين ولكل الفاعلين السينمائيين الحق في الإختبار والتمرين والتجريب .. والفشل أيضاً لأن سينمانا مازالت شابة وتلك مواصفات الشباب.