31‏/10‏/2006

وداعا "لافناك"


وداعا "لافناك"
تناقلت وسائل الإعلام خبر الهجوم الذي نفذته عناصر من الشرطة من أجل إقفال المحل المختص في بيع «الديفيديات» المقرصنة لمدينة الرباط والمعروفة بـ «لافناك»، في تشبيه للمحلات الفرنسية الشهيرة. ذكرني الخبر بكلمة وزير الاتصال «نبيل بن عبدالله» خلال الندوة الصحفية التي عقدت في السنة الماضية بمناسبة تفويت إنتاج ثلاثين فيلماً تنجز في ظرف 18 شهراً للمخرج «نبيل عيوش» صاحب شركة "عليان فيلم" للإنتاج وسليل عائلة عيوش إمبراطور الإشهار.
قال «بنعبد الله»، حينها، في معرض حديثه عن آفة القرصنة، إنه يشعر بكثير من الحرج عندما يتعلق الأمر باعتقال مجموعة من الشبان ضاقت في وجههم سبل العيش ولم يجدوا غير هذا السبيل لكسب لقمتهم، ولابد لنا من التفكير للبحث لهم عن سبيل آخر للعيش قبل تدخل القانون لردعهم.
هذا المنطق الكوميدي، وإن كان برهاناً على أن الوزير رجل «حنين»، هو دليل على عجز الدولة لأن مثل هذا التساهل مرفوض قطعاً وإلا كان علينا التعامل بنفس المنطق والبحث عن المبررات لكل السارقين والشفارة والشلاهبية.
صحيح أنه بصفتنا مستهلكين عاديين يمكننا أن نتعاطف مع عصابة القراصنة الذين يمتعوننا بآخر المستجدات الفنية من أفلام وعروض مسرحية وفكاهة، وربما سنبحث لهم عن ألف عذر لكوننا لا نملك القدرة على مشاهدة آخر الأفلام الهوليودية. ففي مدينة الدار البيضاء، كمثال لا يمكن تعميمه، لم نجد سوى مركب «ميغاراما» لمشاهدة فيلم سينمائي في ظروف إنسانية، الأمر الذي يمثل بالنسبة للمغربي المتوسط "بذخا" لا يمكن تحقيقه بالمقارنة مع ثمن قرص الديفيدي الذي يكلف أقل من 10 دراهم.
مع ذلك لا يمكن أن تعمينا كل هذه المبررات العاطفية عن مأساة القرصنة التي تمس إنتاجنا الوطني أيضاً، وقضت على الأغنية وسوق الكاسيط للأبد.
على الدولة أن تكون أكثر حزماً وأن لا تكون الهجمة التي شهدتها مدينة البيضاء مجرد غارة لذر الرماد على العيون. فيكفي أن نفكر في حسرة المخرجين المغاربة عندما يضبطون أعمالهم التي لم تعرض في قاعات السينما بعد، تباع على الأرصفة وفي الجوطيات.
جمال الخنوسي
Jamal2sn@yahoo.fr

جسد الفن

جسد الفن

قبل أشهر معدودة ظهرت على صفحات أرقى المجلات العالمية وعلى رأسها مجلة «فانيتي أفير» صور للمغنية الشهيرة «بريتني سيرز».
ظهرت الفنانة الفاتنة على الغلاف تحمل طفلها الصغير العاري، تضعه، فوق بطنها المنتفخة كإعلان عن حملها الثاني، وبالتالي كرست المراهقة العذبة موضة حمل الفنانات، وأصبحت البطن المنتفخة آخر صيحة هوليودية بعد أن كانت مظهرا من مظاهر نهاية الشباب وأفول بريق نجمة من النجوم.
كانت «بريتني سيرز» في الصور التي التقطها لها أحد عباقرة التصوير الفوتوغرافي في سمنة الحمل وبدت كأنها تنتمي لصنف تلك اللوحات التي تفتن كبار الرسامين أمثال رودان ومايكل أنجلو في نقل تقاسيم أجساد أنثوية سمينة تفيض بالحياة. هذه اللوحات التي تزدان بها جدران اللوفر المتحف الباريسي الشهير لم يعد يرى فيها أحد عملاً ساقطاً، وبرونوغرافياً بل تحفة فنية ونشيداً للجمال.
نفس الشعور انتابني وأنا أنظر إلى صور بريتني سيرز التي تجمع بين اللوليتا والأم، ملابسها الخفيفة تبدي كل تقاسيم جسدها المكتنز.
لما طلبت من بعض الزملاء رأيهم في مثل هذه التحفة الفنية لم يروا فيها سوى فريسة تغذي هلوساتهم الجنسية واستيهاماتهم البليدة.
إنها في حقيقة الأمر مشكلة مجتمعية عامة حيث لا نرى في المرأة مهما بلغ مستواها أو ارتفعت قيمتها سوى «جيكو» من اللحم ومن المغنية أو الراقصة أو الرياضية غير اللحم المكتنز وتغيب عنها كل الوجوه الأخرى لامرأة أفسدت صورها في أذهاننا تربية عمرها من عمر فصيلتنا.

جمال الخنوسي
Jamal2sn@yahoo.fr

30‏/10‏/2006

السينما تجبر فرنسا على التصالح مع ماضيها

"الأصليون" يعودون للوطن الأم
السينما تجبر فرنسا على التصالح مع ماضيها
بفضل فيلم "الأصليون" الذي يقوم ببطولته الممثل المغربي الفرنسي جمال دبوز سوف يتم قريبا تحسين بل تغيير الحالة الاجتماعية ل 34 ألف جندي مغربي متقاعد ممن ساهموا في تحرير فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية. هذا الرقم يضم 20 ألف جندي متقاعد و8 آلاف معطوب و6 آلاف أرملة حيث سيستفيدون من الزيادة في المعاشات التي سيبدأ تطبيقها انطلاقا من فاتح يناير المقبل.
كيف استطاع فيلم سينمائي القيام بذلك ولعب كل هذا الدور المؤثر؟
ما هو الفن؟ ما هو دور الذي يمكن أن يلعبه؟ هل يجب تبني فن يحمل هموما وقضايا أم فنا من أجل الفن؟
اشكالات تحمل العديد من التساؤلات الفرعية والمتشعبة وحتما لن يصل المرء إلى جواب شافي وكافي.
المسألة معقدة إذن لكن ما حدث مع فيلم "الأصليون" ( les indigenies) أعطى جوابا واضحا لما يمكن أن يكون الفن والدور الذي يلعبه.
حكت وسائل الإعلام الفرنسية قصة إلحاح الرئيس الفرنسي على مشاهدة العرض الأول لفيلم "الأصليون" رفقة زوجته بيرناديت وبطل الفيلم جمال دبوز. تحدثت الجرائد الفرنسية عن نوع من التوافق والألفة بين شيراك ودبوز بل إن الرئيس الفرنسي كان بين الفينة والأخرى ينطلق في ضحكات طويلة وابتسامات معبرة تدل على أن ما يجمع الرجلين هو صداقة قوية ومثينة.
وردت وسائل الإعلام تلك المودة إلى الموقف الذي أخذه دبوز اتجاه غريم شيراك وابنه الضال "نيكولا ساركوزي" حيث لا يفوت فرصة أو ظهورا تلفزيونيا إلا جعل ساركوزي ضحية نكته وسكيتشاته الهزلية التي تلقى صدى واسعا في فرنسا.
حسب المؤرخين كان الجيش الفرنسي سنة 1944 يتكون من 550 ألف جندي من بينهم 134 ألف جزائري و73 ألف مغربي و26 ألف تونسي و92 ألف ينتمون لإفريقيا السوداء. أي ما يقارب نصف مجموع الجيش الفرنسي.
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وصل عدد الضحايا "الأصليين" إلى 60 ألف جندي سنة 1945. أي ما يمثل ربع الخسائر الفرنسية طوال الحرب العالمية الثانية.
سنة 1934 هب 233 ألف جندي إفريقي لتحرير فرنسا من الاحتلال النازي. هكذا يبدأ فيلم "الأصليون" حكاية أبطال من شمال إفريقيا ضحوا بكل غالي ونفيس من أجل فرنسا. "لتحيا فرنسا" كان يصيح سعيد الذي يلعب دوره جمال دبوز "لتحيا فرنسا".
لكن مع نهاية الحرب ستلفض فرنسا هؤلاء المحاربين وتتركهم عرضة للفقر والفاقة والمرض. يحصل الجندي المغربي المتقاعد الآن ما قدره 600 درهم شهريا. أما الجندي الفرنسي المتقاعد فيحصل على 8000 درهم شهريا. كانت تلك هي الطريقة الوحيدة التي وجدتها فرنسا لمكافأة أبطال لعبوا دورا كبيرا في تحريرها. الأمر الذي دفع الوزير الفرنسي المنتدب في النهوض بتكافئ الفرص عزوز بيغاغ للقول "إن هؤلاء الجنود كانوا سواسية في مواجهة الموت، لكنهم بعد أن وضعت الحرب أوزارها، أصبحوا غير متساوين في الحياة". وأضاف بيغاغ، وهو أيضا مخرج يدرك جيدا قوة الصورة والسيناريو في تغيير مجتمع ما ، "إنكم تنجزون فيلما سينمائيا يشاهده ملايين الأشخاص، الذين تحركون مشاعرهم بقوة إن رجال السينما أقوة بكثير من السياسيين".

لكن فيلم المخرج الفرنسي ذي الأصول الجزائرية رشيد بوشارب جاء لتغيير حيف دام أكثر من 40 سنة وتحقيق لامساواة لجنود تقاسموا نفس "حمام الدم" ونشوة الانتصار وطعم الحرية. لقد غنوا جميع : سلام لامبراطوريتنا .. من أجلها نتحدى كل الصعاب .. الجوع والموت يجعلنا نبتسم" لكن منذ ذاك الحين توقفت ابتسامتهم وانتهت بهجتهم.
في أحد مشاهد الفيلم يقول عبد القادر الذي يلعب دور الممثل سامي بوعجيلة "إننا نغير مصير فرنسا وحان الوقت لتغيير أمورنا نحن" ونظن أن "الأصليون" غير الكثير من الأمور، وسرع انطلاق عرضه يوم الأربعاء الماضي ب500 قاعة سينما بفرنسا، من وتيرة تنفيذ قرار الرئيس الفرنسي جاك شيراك بمعادلة معاشات قدماء المحاربين المنحدرين من المستعمرات مع تلك التي يستفيد منها قدماء المحاربين الفرنسيين ،وتلك قوة السينما.
لقد اعتبر المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا الفيلم "تذكير للدور الكبير للجنود المغاربيين". أما جمال الدبوز فقد قبل الحصول على أقل راتب يحصل عليه ممثل في فرنسا بحسب القوانين النقابية هناك، وحمل هم الفيلم من بدايته لنهايته وقال عنه إنه فيلم لإيقاض الضمائر وفتح جرح لم يندمل بعد.
مسيرة الفيلم مازالت طويلة ومعاركه مازالت في بدايتها. والآن يتم الحديث عن "ملف" آخر وطابو فرنسي جديد. إنه رفض تمتيع أيتام الجنود غير الفرنسيين الذين ماتوا من أجل فرنسا بالجنسية الفرنسية، لتحيا السينما.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

فرنسا تعيد الاعتبار لقدماء جيش التحرير ذوي الأصول المغاربية

على خلفية فيلم «الأصليون» لرشيد بوشارب

فرنسا تعيد الاعتبار لقدماء جيش التحرير ذوي الأصول المغاربية

ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن قدماء جيش التحرير الفرنسي ذوي الأصول المغاربية والإفريقية (Les indigenes) سيتم في أقرب الآجال الرفع من تعويضاتهم كي تتساوى مع تعويضات قدماء جيش التحرير الحاملين للجنسية الفرنسية.
وتأتي هذه الخطوة بعد تخصيص المخرج الفرنسي ذي الأصل الجزائري «رشيد بوشارب» لموضوع فيلمه الأخير «الأصليون» لهؤلاء المحاربين الذين قدموا تضحيات جسام من أجل فرنسا وفي المقابل يحصلون على تعويض يقدر بـ 30٪ من التعويض الذي يتقاضاه الجندي الفرنسي المتقاعد.
وبمناسبة صدور الفيلم يوم غد الأربعاء قال الوزير المنتدب لشؤون قدماء المحاربين «حملاوي ميكاشرا» في تصريح لجريدة «لوجورنال دي ديمونش» «إن هذا الحيف سوف ينتهي قريباً» وأضاف أن الرئيس شيراك سيصدر وبشكل رسمي قرار «رفع الظلم».
وقالت مصادر من داخل "الإليزيه" إن القرار الذي سيعلنه شيراك هذا الأسبوع أو في أبعد تقدير الأسبوع القادم، مازالت تنكب على دراسته جميع أقسام الوزارات من أجل تحديد كلفته الإجمالية، التي يمكن أن تصل إلى مئات الملايين أورو ستتحملها الخزينة الفرنسية كاملة.
والجدير بالذكر أن تعويض قدماء المحاربين ذوي الأصول المغاربية والإفريقية تم تجميده مع انجلاء الاستعمار الفرنسي عن هذه المناطق.ومن المنتظر أن يشمل هذا القرار مئة ألف متقاعد ينتسبون لـ23 بلداً من بينها المغرب.
وفي مقال بجريدة «فيغارو» تحت عنوان: «عندما يضحك شيراك مع الدبوز » أكدت الجريدة على الدور الذي لعبه الفيلم في إصدار القرار وإصرار شيراك على حضور العرض ما قبل الأول في سينما «شون زيليزي» بالعاصمة باريس. وتثمين فوز أبطال الفيلم بجائزة جماعية في مهرجان "كان" الأخير. كما تروج أخبار حول زيارة سيقوم بها أبطال الفيلم ، جمال الدبوز وسامي بوعجيلة وسامي الناصري ورشدي زم للمغرب وذلك لتقديم العرض التجاري للفيلم. وكان المغرب قد قدم مساعدات كبيرة لهذا العمل السينمائي، وفي هذا السياق أوضح رشيد بوشارب، أن ميزانية «ليزانديجان» كانت ستفوق 25 مليون أورو، لولا تدخلات جمال الدبوز منتج الفيلم وبطله. وأوضح، في حوار مع المجلة السينمائية الفرنسية «بروميير»، أن «الميزانية الأخيرة لم تتجاوز 14,5 مليون أورو»، وذلك بفضل الدبوز، الذي تدخل كي يضع «المغرب رهن إشارتنا جيشه وخطوطه الجوية».
ينير الفيلم جانبا مظلما من تاريخ فرنسا الحديث، من خلال قصة مغاربة وجزائريين شاركوا في حرب التحرير الفرنسية وناضلوا لاستقلال «الوطن الأم» فرنسا. كانوا في مقدمة معركة التحرير من الاحتلال النازي الألماني، لكن هذا الوطن خذلهم كثيرا.
جمال الخنوسي

الهاكا تدعو لخلق آليات للمراقبة القبلية للإنتاج

الهاكا تدعو لخلق آليات للمراقبة القبلية للإنتاج
مع نهاية شهر رمضان أصدرت الهيئة العليا للسمعي البصري تقريراً مفصلاً قامت من خلاله الهيئة بمراقبة البرامج المقدمة من طرف المتعهدين السمعيين البصريين خلال شهر رمضان الذي يعرف زخماً إنتاجياً ونسباً عالية للمشاهدة، بالإضافة إلى تحديد مدى مطابقة المنتوج التلفزي والإذاعي مع دفاتر التحملات. وأسفرت هذه المراقبة عن مجموعة من المعاينات تخص الإشهار والإنتاج الوطني بالتحديد.
وقد ركز التقرير على ثلاث نقط أساسية: تتعلق الأولى بالإشهار والالتباس الذي قد يتولد لدى المشاهد بين بعض البرامج والإعلانات الإشهارية. والنقطة الثانية ترتبط بعدم احترام المتعهدين للقيم الأخلاقية وكرامة الإنسان. في حين تتعلق النقطة الثالثة باستعمال بعض البرامج الترفيهية بأساليب لغوية لا تتلاءم من المهام المنوطة بالشركتين الوطنيتين.
وقد عرفت المصادقة على التقرير نقاشات حادة حول مضامينه والنقط التي شملها خصوصاً فيما يتعلق باستعمال الألفاظ واللغة.
...........
جمال الخنوسي

عرفت صياغة التقرير المفصل الذي أنجزته الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري نقاشاً ساخناً حول العديد من القضايا والنقط التي شملها تقرير الهاكا، والذي حاولت من خلاله تقديم تقييم عام وشامل عن مراقبة البرامج المقدمة من طرف المتعهدين السمعيين البصريين خلال شهر رمضان، الذي عرف تنافساً شديداً وإنتاجات متنوعة ومخلتفة بالإضافة إلى إقبال كبير من طرف المتلقي أو المشاهد. خصوصاً وأن هذه السنة تميزت بإنتاج غير مرضي بالمرة وتطور وعي المشاهد ومطالبته باحترام حقوقه التي تضمنها الهاكا وتسعى للحفاظ عليها خصوصاً فيما يتعلق بالإشهار والإنتاج الوطني.
وقال مصدر رفيع المستوى من داخل الهاكا إن النقاشات ارتكزت بالأساس حول النقطة التي تتعلق «باستعمال بعض البرامج الترفيهية لألفاظ وأساليب لغوية لا تتلائم مع المهام المنوطة بالشركتين الوطنيتين بالاستجابة لحاجيات أوسع فئات الجمهور خصوصاً الحاجيات الثقافية والتربوية للجمهور الناشيء الأمر الذي أثار رد فعل عناصر داخل الهاكا باعتبارها تجاوزت اختصاصاتها وتطاولت على مهام لم تكن أساسًا داخلة في مجال اشتغالها الأمر الذي سيبعدها عن مهمتها الأساسية. كما وصفت هذه العناصر "المتمردة" هذا التطاول بقيام الهاكا بدور "شرطي اللغة" ووصفت موقف الهاكا بالمتزمت والمتطرف. في حين ترى مجموعة أخرى أن اللغة أداة تثقيفية وتربوية واستعمالها الخاطئ يدخل في صلب اهتمامات الهيئة.
ومن جهة أخرى أثارت الهيئة العليا في انتباه الشركتين الوطنيتين إلى الإلتباس الذي قد يتولد لدى المشاهدين لبعض البرامج والإعلانات التي تبث قبلها أو وسطها أو عقبها من جراء تشابه اختيارات الشخصيات والعملية الإخراجية والمثال الصارخ عن هذا التجاوز يتجلى بشكل واضح ودقيق من خلال سلسلة مول الطاكسي حيث كان الخلط متعمداً بين الوصلة الإشهارية التي يقدمها الفكاهي عبد الخالق فهيد لماركة الشاي المعروفة وتقديمه للشخصية الرئيسية في نفس السلسلة. كما يستفحل الأمر بتعمد الشركة الراعية لمول الطاكسي الخلط بين عناصر الوصلة الإشهارية وخصائص الرعاية التي يحددها دفتر التحملات الذي أعدته الهاكا وصادقت عليه الشركتان الوطنيتان.
كما أشار التقرير إلى عدم احترام المتعهدين السمعيين البصريين في معالجة بعض الموضوعات لالتزاماتهم القانونية المتعلقة بمناهضة جميع أشكال تقدير واحترام القيم الأخلاقية وكرامة الإنسان ولاسيما ما يخص المرأة والجمهور الناشيء ويعد محمد الخياري بطل هذه التجاوزات بلا منازع وخصوصا فيما يخص التمييز العرقي والعنصرية في سلسلة "خالي عمارة" التي تبثها القناة الثانية طيلة الشهر الكريم، حيث جعل من لون البشرة أو الإنتماء العرقي موضوعاً للهزل والتنكيت.
وفي نهاية التقرير أكدت الهيئة العليا أن المهام المنوطة بالشركتين الوطنيتين للاتصال السمعي البصري العمومي في مجال دعم وتشجيع الإنتاج الوطني تتطلب إيلاء اهتمام خاص لمتطلبات الجودة والإبداع خدمة لحاجيات المشاهدين في التثقيف والتربية والترفيه. وهو ما اعتبره بعض المراقبين إشارة واضحة وصريحة للفضيحة والمستوى الرديء الذي وصل إليه الإنتاج الوطني خلال رمضان هذه السنة بالرغم من اعتماده على فنانين كبار من أمثال عبد الوهاب الدكالي وثريا جبران وغيرهما. ويرى نفس المراقبين أن إفصاح الهيئة العليا عن نيتها في إحداث آليات عملية قادرة على الارتقاء بالإنتاج الوطني بشراكة مع المتعهدين السمعيين البصريين "خصوصاً أن هؤلاء المتعهدين دشنوا خلال السنوات الأخيرة حركية واضحة في هذا المجال" هو في حقيقة الأمر تنديد بالتبذير غير المعقلن لأموال وميزانيات يتم استسهال صرفها في أعمال لا تتوفر فيها أدنى مواصفات العمل التلفزيوني، دون الحديث عن بعدها الفني والجمالي والرسالة أو الخطاب الذي يمكن أن تحمله للمشاهد.
وتجدر الإشارة إلى تأكيد الهيئة في تقريرها على ضرورة مراعاة المعايير الجاري بها العمل والتي تمت المصادقة عليها في دفتر التحملات على اعتبار القطب العمومي يجب أن يشكل مثالاً نموذجاً بالتقيد بالمقتضيات القانونية وكذا في تشجيع إنتاج وطني تتوفر فيه شروط الجودة.
جمال الخنوسي


اعتقال الشاب مامي بتهمة إجهاض صديقته السابقة

اعتقال الشاب مامي بتهمة إجهاض صديقته السابقة

ألقت الشرطة الفرنسية القبض على الشاب مامي مغني الراي المعروف ووضعته في الاعتقال الاحتياطي مساء يوم السبت الماضي على خلفية اتهامه ب "العنف المتعمد والاحتجاز والتهديد" اتجاه خليلته السابقة.
كما تم اعتقال شخص آخر عند وصوله يوم الخميس الماضي إلى مطار أورلي بباريس وتم وضعه أيضاً في الاعتقال الاحتياطي ووجهت له نفس التهم.
وقد نقلت جريدة «لوباريسيان» الفرنسية عن مصادر مقربة من التحقيق أن الضحية تعرضت للاعتداء في المغرب أو الجزائر حيث تم إرغامها على إجهاض حملها من المغني المعروف، وقد تم التحقيق مع مامي بسبب شكاية تقدمت بها الضحية معززة بشهادة طبية تثبت العجز في 30 يوماً. والجدير بالذكر أن الشاب مامي تزوج منذ 4 أشهر ويعيش الآن بالجزائر ويقوم بزيارات خاطفة إلى فرنسا، حيث يحيي العديد من السهرات ويستعد لإطلاق ألبومه الجديد يومه الإثنين، والذي يحمل عنوان «ليالي».

ويرى العديد من المراقبين والنقاد في "ليالي" أحسن ألبومات الشاب مامي على الإطلاق حيث يضم أغنيات ساهم فيها فنانون كبار أمثال كاظم الساهر ومروان خوري. ويتوخى من خلاله مامي الانفتاح على الموسيقى العربية و العالمية والخروج من "خندق" الراي الضيق.
وأصبح شبه مؤكد أن جميع الحفلات التي كان من المفترض أن يحييها الشاب مامي تم إلغاؤها بما في ذلك حضوره إلى مدينة أكادير يوم السبت 4 نونبرفي إطار إحياء "حفل التسامح" الذي يضم فنانين كبار من أمثال زوكيرو و إيلين سيغارا و باسكال أوبيسبو.
محمد الخليفاتي أو الشاب مامي هو من مواليد 1966، اكتسب شهرة عالمية من خلال أغنية «desert rose»، التي أداها رفقة المغني الإنجليزي الشهير «string»، ويمثل مع الشاب خالد أكبر وجوه فن الراي في العالم.
جمال الخنوسي

27‏/10‏/2006

محمد الحياني: قاوم الموت حيا وصارع الجحود والنسيان ميتا


10 سنوات بعد رحيل عندليب المغرب

محمد الحياني: قاوم الموت حيا وصارع الجحود والنسيان ميتا

عندما سألنا غزلان الشابة البالغة من العمر 29 سنة عن الأغنية المغربية المفضلة لديها، أجابت بدون تفكير "راحلة " لمحمد الحياني. ثم استطردت قائلة " لما حصلت على شهادة الباكلوريا منذ سنوات بادرت إحدى صديقاتي في إهداء أغنية محمد الحياني كمحاولة منها لإرضائي لأنها تعرف جيدا القيمة التي يمثلها هذا الفنان المبدع في قلبي وقلوب جميع المغاربة.
واليوم ( 23 أكتوبر) وبحلول الذكرى العاشرة على رحيل العندليب المغربي، تقدم القناة الأولى في إطار البرنامج المميز "في البال أغنية" رائعته "بارد وسخون ياهوى" التي قدمها الراحل سنة 1972 والتي كتب كلماتها بعد أن احترق بلوعة الحب الشاعر علي الحداني وكنها لحن القدميري .
فرصة لنا لكي نعود لعميد الأغنية المغربية ونتسائل: ماذا يمكن أن يقال بعد 10 سنوات من رحيله؟.

محمد الحياني هو الفنان المغربي الوحيد الذي اجتمعت فيه جميع شروط النجومية: الصوت العذب، الأداء المميز بالإضافة للمظهر الحسن والوسامة. كل الشروط كانت متوفرة ليكون للحياني مقام كبير وحضوة لاتظاهى. لكن لسوء الحظ تفاصيل حياته مليئة بالمصاعب والمآسي جعلته يهدر سنوات طويلة من عمره يصارع المرض والموت بدل منازعة شياطين الالهام والإبداع. ومع ذلك قدم المرحوم أغان خالدة كراحلة ومن ضي بهاك وقصة الأشواق ووقتاش تغني يا قلبي وبارد وسخون ياهوى وغيرها من الأغاني التي ماتزال حاضرة بيننا..

عندما طلبتها للحديث كان يبدو على الحاجة " فاطنة" أخت الفنان محمد الحياني الكثير من التأثر. باغثتني بالاعتذار لأنها جد حزينة لقرب ذكرى رحيل أخيها. قالت وهي تغالب دموعها "بعد سي محمد فقدت كل شيء، كان المرحوم أبا وأخا تجمعني معه الكثير من الذكريات الحلوة والمرة. ويحز في نفسي كثيرا هذا الجحود الذي ألاحظه في المسؤولين على الإعلام المغربي. فلم يعد أحد يذكر المرحوم ولم يحاولوا حتى تكريمه بالشكل الذي يناسب هرما فنيا شرف المغرب والمغاربة".
بعد رحيل الحياني وجدت عائلته الصغيرة والكبيرة نفسها دون سند، وتأثرت وضعية الجميع برحيه: ترك ابنته في سن صغيرة (عمرها الآن 21 سنة) وأمه ساءت صحتها بعد وفاة ابنها. لقد عانى الحياني في حياته بمقاومته للمرض وعانى من الجحود والنسيان بعد موته ، إذا استثنينا بعض المحاولات التي التفتت للمرحوم وأعادت له الإعتبار. "لقد تكفل الملك الراحل الحسن الثاني بحالته وهو مريض وأقام له جائزة تليق به. إني ألوم الإذاعة الوطنية التي تنكرت للحياني وماقام به وكأنه لم يفن عمره فيها. لقد مللنا الوعود الفارغة وأظن أنه حان الوقت لإعطاء هذا المبدع المكانة التي يستحقها.

أما الملحن عبد العاطي أمنة فقد اعتبر الحياني من أحسن الأصوات في العالم العربي بشهادة مطربين كبار أمثال السعودي محمد عبده الذي أسر له في جلسة حميمية إعجابه بمحمد الحياني وأكد له على تميزه بإحساس "رهيب". كما اعتبر الحياني خسارة كبيرة للفن المغربي.
"كانت رحلتي معه طويلة ومتنوعة واشتغلنا على " الوسادة و"وقتاش تغني ياقلبي" لقد كانت تجمعنا صداقة ، إنه إنسان وديع جدا"
وعن الحياني يقول المسرحي الكبير أحمد الطيب لعلج الذي كانت تربطه بالراحل علاقة أبوية كما يقول لكن أبوية بمعنى الاحتضان والمؤازرة والمساندة والدفع إلى الأمام. فقد وهب الله للحياني صوتا جميلا ويتمتع بموهبة فدة بكل ماتحمله الكلمة من معنى. ومن المبدعين الذين آمنوا بموهبته واقتنعوا بحسه المرهف الملحن عبد القادر الراشدي. ويضيف الأستاذ لعلج في حسرة " كان ينبغي لنا أن نحتفي بالحياني وهو على قيد الحياة تقديرا له واعترافا بجميله لأنه كان ولايزال يمثل مظهرا من مظاهر هويتنا المغربية. فكل مبدع كيفما كان مجال اشتغاله يتقاسم معه كل المغاربة شرف إبداعه. وذكرى الحياني يجب أن تنبهنا لوعي نفتقده وهو ضرورة الاحتفاء بفنانينا على قيد الحياة، لأن الفنان محتاج دائما للإعتراف به وتكريمه وهو حي يرزق. ويضيف الأستاذ لعلج في حنين " لحنت للمرحوم الحياني أغنية " متايب الله" وكنت أعتبره صديقا أكثر منه فنانا تجمعني معه ظروف العمل والإشتغال. وربطتنا علاقة تملؤها المودة والاحترام إلى أن رحل في عز عطائه. الصوت الجميل في حقيقة الأمر لايكفي ولابد له من جمالية الأداء وفنان في حجم الحياني جمع بين الصوت العذب والأداء الراقي والأنيق وباقتران هذين العنصرين جاد علينا الزمن بفنان في حجم ومن طية محمد الحياني لن يعيد الزمان مثيلا له".
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

22‏/10‏/2006

ما أكبر القضية.. و ما أصغر "الباندية"!

ما أكبر القضية.. و ما أصغر "الباندية"!
يحكى والعهدة على من روى أن الممثل سعيد الناصري قد صنع لنفسه مساء يوم الأربعاء الماضي بمركب ميغاراما بمدينة الدار البيضاء ليلة "ولا كل الليالي" ، ليلة مقتبسة من ألف ليلة وليلة بمناسبة صدور فيلمه الجديد "عبدو عند الموحدين".
والطريف في الحكاية، يقول الراوي، إن سعيد الناصري أعد العدة والعتاد لهذه الليلة وصرف عليها كل غالي ونفيس ليصنع لنفسه نجومية وهمية وكاريزما مفتقدة لاتأتي من وهج الأضواء ولا من بريق الفلاشات. لقد كلف "الباندي" أفرادا من شركته المنتجة للفيلم "هاي كوم" لاستقطاب ثلة من المصورين وكثير من الوصوليين للتجمهر حوله على طريقة نجوم السينما العالميين وجهابذة هوليوود. وكأنه "آل كابون" في عز أيامه المافيوزية تلاحقه "عصابة" المصورين المدفوعي الثمن.
وصل زعيم "الباندية" على متن سيارة "ليموزين ماجيستك" التي يملكها السعودي باجبير رفقة طاقم فيلمه السينمائي الجديد وعرض "العوني" نفسه وأرخى "زينو" للعدسات المتعطشة لطلته البهية وحسنه الأخاذ وولج القاعة على "التابي روج" وأنغام "أمولاي السلطان هز عينيك تشوف الزين".
هذه ليست صورة من مهرجان "كان" ولا من حفلات الأوسكار بل هي فقط ليلة عرض أول لفيلم مغربي مفبركة و"منفوخ فيها " تجعلنا نحس بالشفقة تجاه مهندسها أولا ثم نقول بعد ذلك "كنا فين أولينا فين". وصور بذخ العوني لم تنسنا صور العوني وسلسلته و"الطنز" الذي كان يهرج علينا به في رمضان طوال السنوات الماضية بمقابل غاية في السخاء. وكما يقول المثل ففلوس اللبان تايديها زعطوط" ولن نستغرب إذا طلع علينا بعد حين فركوس أو عبد الخالق فهيد أو الخياري ب "جيت بريفي" أو طائرة خاصة في مناسبة من المناسبات.
من جهة أخرى لم نعد نقبل بعد الآن أي أعذار عن قبح المنتوج أو "قلة شي" وحجج الفنان المغربي المغبون والذي ليست له الإمكانيات للتعبير. ولن نتقبل بعد الآن سياسة "هزان الصينية" و التباكي و المسكنة كلما "شعلات" الكاميرا.
الأدهى من كل هذا هو أن المتفرجين "المجبدين" لما غادروا القاعة بعد مشاهدة الفيلم قالوا وبالفرنسية السليمة :
"Tout ça... pour ça !"
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr



"همسات ملاك عابر" و"5 دراهم"

"همسات ملاك عابر" و"5 دراهم"
سنوات الجمر كما يراها فؤاد سويبة
انتهي المخرج المغربي فؤاد سويبة من تصوير فيلمين جديدين دخلا مرحلة التوضيب ومن المنتظر عرضها في بداية شهر نونبر.
الفيلم الأول الذي يبلغ حوالي 26 دقيقة يرصد فيه سويبة العزلة والمعاناة لضحايا سنوات الجمر والاعتقال السياسي من خلال شهادات حقيقية لضحايا حقيقيين ومناجاتهم لملاك عابر ليسروا له عما يخالج صدورهم من معاناة وأنين وكل ما ذاقوه في سجون سرية وعلنية كقلعة مكونة ودرب مولاي شريف.
ويعتبر فيلم فؤاد سويبة "همسات ملاك عابر" أول فيلم مغربي يتعامل يتعامل مع تيمة سنوات الجمر بهذا الأسلوب التوثيقي السينمائي. وكانت الساحة الفنية قد عرفت فيما قبل أفلام عديدة تتطرق لنفس المرحلة كـ"درب مولاي الشريف" لحسن بنجلون و"جوهرة" لسعد الشرايبي و"ذاكرة معتقلة" لجيلالي فرحاتي.
ويعتبر سويبة عمله هذا فرصة للبوح ورصد المعاناة الداخلية للضحايا ولا يتوخى منه إعادة الأحداث التاريخية.
أما فيلمه الثاني "5 دراهم" فقد اختار له نفس التيمة الكبرى لكن بأسلوب آخر وذوية معالجة مختلفة ف"5 دراهم" يتناول الاعتقال الفكري الذي عاشه المثقف الفكري سنوات طويلة من خلال قصة مجموعة من المثقفين ينتمون لفئة اجتماعية متوسطة. يعيش بطل الفيلم العزلة والوحدة في غرفته التي امتلأت بجميع أنواع الأسلحة. ينسى عائلته وجميع المقربين إليه ويقضي أيامه في الاستماع لمارسيل خليفة وقراءة أشعار محمود درويش.
يحاول سويبة في هذا الفيلم رصد السجن والاعتقال الفكري الذي عاشه المثقف المغربي. إنها عزلة وسجن رمزي غير مرئي لكنه حاضر علي الدوام.
وحول اهتمامه بهذه النوعية من المواضيع يؤكد سويبة علي إيمانه بضرورة اعتناق السينما لقضايا وهموم الناس فالسينما بالنسبة له أداة تعبير كبيرة ملتزمة بما يمس المواطن العربي علي العموم والمغربي علي الخصوص. ويضيف سويبة "على السينما أن تحمل خطابا فمادامت الدولة تدعم الفيلم من جيوب المواطنين يجب علينا أن نبرهن علي قدرتنا الخلاقة وأن نتحمل مسؤولياتنا كاملة.

18‏/10‏/2006

هل هي بداية نهاية غير معلنة للسينما في المغرب؟

على خلفية برمجة أفلام سينمائية مغربية على القناة الثانية
هل هي بداية نهاية غير معلنة للسينما في المغرب؟

يقول المثل المغربي "محبة بلارج، بغا يبوس ولدو عماه" وما قامت به القناة الثانية مؤخرا من خلال برمجة أفلام لم تعرض بعد في القاعات السينمائية الوطنية داخل هو أيضا ضمن "محبة بلارج". فعرض فيلم "الرحلة الكبرى" و"الراقد" في الشاشة الصغيرة هو إعلان حقيقي لموت السينما المغربية.
قصة "جريمة قتل" لم تكتمل.
*******
أقدمت القناة الثانية مساء يوم الثلاثاء على "تأجيل" عرض الفيلم السينمائي المغربي الرحلة الكبرى، لمخرجه الشاب "إسماعيل فاروخي" وعوضته بفيلم آخر شاركت القناة الثانية في إنتاجه هو "أوديسا" للمخرج التونسي إبراهيم بابا. و"قررت القناة تأجيل بث "الرحلة الكبرى" إلى وقت لاحق، استجابة لطلب شركة الإنتاج المحتضنة للفيلم. وحسب بيان للقناة توصلت به الجريدة فقد "تنازلت القناة الثانية عن حقها في بث الفيلم حتى يعرض على الشاشات الكبرى وذلك ضمن استراتيجيتها المتمثلة في تشجيع الإنتاج الوطني ودعم السينما المغربية".
وكانت القناة الثانية قد برمجت أربعة أفلام مغربية تعرض كل ثلاثاء كتكريم خاص لسينما تعرف حركية ودينامية متميزة، وتم الاحتفاء بها في العديد من المهرجانات والمحافل الدولية.
وهكذا استمتع المشاهد المغربي في الأسبوع الأول بفيلم "هنا ولهيه" لمحمد إسماعيل وكان من المقرر عرض فيلم إسماعيل فاروخي "الرحلة الكبرى في الأسبوع الثاني ثم فيلم "الأجنحة المنكسرة" لعبد المجيد أرشيش لتنتهي هذه السلسلة المتميزة بفيلم كبير هو "الراقد" للمخرجة المغربية ياسمين قصاري.
كان من الممكن أن تمر هذه الخطوة المحمودة للقناة الثانية في سلام بل يمكن اعتبارها إنجازا للقناة ودعمها للسينما المغربية. لكن الأمر الغريب هو أن أحسن هاته الأفلام("الرحلة الكبرى" و"الراقد") لم يتم عرضها في القاعات الوطنية أي ما يعني حرمانها من دخل وإن كان متواضعا فهو على الأقل سيساهم في الرفع من مداخيل الفيلم و بالتالي التشجيع على القيام بمغامرات أخرى وإنتاج أفلام جديدة. خصوصا أن القاعات الوطنية تعرف إقبالا على الأفلام المغربية لا يعرفه حتى الانتاجات الهوليودية الكبرى، وبحكم لهفة المشاهد المغربي على المنتوج الوطني الذي يرى فيه صورته ويعبر عنه وعن همومه.
التأخير الذي عرفه توزيع فيلم إسماعيل فاروخي داخل المغرب مرتبط بالأساس بمشكل قانوني لم يبث فيه القضاء بعد، بين المخرج والمساهم في الإنتاج (كازابلانكا فيلم). وإن كان هذا المشكل يمكن أن يقدم العذر للرحلة الكبرى بالإضافة إلى الجوائز الكبرى التي حصل عليها. يبقى فيلم ياسمين قصارى "الراقد"، في انتظار من يقوم بتوزيعه في المغرب.
وفي لقاء مع ياسمين قصاري في مهرجان سلا لفيلم المرأة في دورته الأخيرة فقد حددت تاريخ دجنبر 2006 أو يناير 2007 كأقصى موعد لعرض الفيلم بالقاعات الوطنية.
وكان "الراقد" الذي فاز حتى الآن بأكثر من 35 جائزة قد لفت الانتباه للقدرات الخلاقة لمخرجة مغربية تبلغ من العمر 30 سنة. وفازت بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة في دورته الثامنة.
وسبق ل"الراقد" أن حددله تاريخ سابق للعرض في القاعات الوطنية لم يتم الالتزام به وهو مارس أو أبريل 2006 بعد عرضه في القاعات الفرنسية في 28 دجنبر 2005
والفيلم الذي تؤدي فيه دور البطولة رشيدة براكني(حليمة) و مونية عصفور (زينب) يحكي قصة زوجة ترى عريسها يرحل عنها متوجها لإسبانيا صبيحة ليلة الزواج قصد تحسين ظروف العيش وتجاوز قهر الطبيعة التي يعيشون فيها . بعد أسابيع تكتشف زينب أنها حامل . في انتظار رجوع الزوج "ستنيم" الجنين في بطنها.. لكن الزوج لم يظهر له أثر فبدأت تفقد الأمل في عودته.
إن القناة الثانية ببرمجتها لأفلام مغربية في شهر رمضان قامت بخطوة إيجابية لايمكن تجاهلها لكن في نفس الوقت كادت تعلن وفاة السينما المغربية التي كادت تعرف جريمة وأدها في عز شبابها.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

17‏/10‏/2006

البرمجة التلفزيونية الرمضانية

البرمجة التلفزيونية الرمضانية
سرقة مفضوحة وضحك على الدقون
اعتاد المغاربة وكجميع الشعوب العربية في هذا الكوكب السعيد أن يشغلوا القناة الأولى أو الثانية مع اقتراب آذان المغرب، لتتبع ما سمي في جميع أنحاء العالم بالبرايم تايم أو ساعة الذروة، لأنه من المعتاد أن تقدم أحسن البرامج والمسلسلات لجلب المشاهد وإثارة انتباهه لوصلات إشهارية تكلف المعلنين أموال باهضة.
تلك هي العادة، والمغاربة بطبعهم "تيربيو الكبدة" ومع أن التلفزة المغربية "قرصاتهم" و"قرصاتهم" ثم "عضاتهم"، مع ذلك يتشبتون بمشاهدة مهزلة تاريخية اسمها برمجة شهر رمضان.
وكما يقال لا يلدغ المرء من الجحر مرتين، فإننا نلدغ مرة ومرتين وثلاث مرات " أوما بغيناش نتوبو" إلا أن هذه المرة " الصدمة كانت قوية" كما يقول صاحب الأغنية الشهيرة. وأصبح المرء يتقبل أن " تقلل حياءه" قنوات أجنبية على أن ينظر إلى مهزلة ليس لها تصنيف، ويرى السرقة "على عينيك أبنعدي". نعم إنها السرقة، فمن يبيع التلفزة الوطنية منتوجا "فاسدا" أو "بيريمي" انتهت مدة صلاحيته فهو لص حقيقي ولا ينفع معه أي مجاز أو لباقة.
هل يستحق من يتلاعب بأموال الناس ويسخر من ذكائهم ويهزأ بعقولهم ويأتيهم كل مغرب " بالتابهلة وسريق لعواد" غير اسم محتال وفهلوي؟ ولنا كل الحق في ذلك، لأننا لنا جميع الدلائل والحجج على أن ما نقوله حق، فاللهم اشهد. ويكفيكم فتح التلفزيون على القناتين الوطنيتين وسترون مخلوقات غرائبية تنتمي إلى ما قبل التاريخ وإلى ما قبل اكتشاف اللغة والكلام، لأن جميع قواميس الدنيا لا تملك مفردة تحدد من هم.
ومع ذلك يجب تسجيل أن القناة الأولى كانت أكثر خجلا وصدقا ولم تحدث بهرجة ففضحت الدنيا بالإشهارات وكأن لسان حالها يقول" الله يدوز هاد رمضان على خير". أما القناة الثانية فقد "هرست رؤوسنا" بالكاتالوغات والوصلات التي تطبل وتزمر لبرمجة فوق العادة، تروج لأكذوبة اسمها "الانتاج الوطني".
ألا يحق لنا أن نتحدث في القناة الثانية عن لجن للمراقبة ولجن للمتابعة ولجن لتحري الجودة ودفتر للتحملات أمام فضيحة بهذا الحجم؟
قال لي أحد الظرفاء لما لاحظت مواظبته على رؤية هذه الترهات،إن هذه الخزعبلات يراها بالرغم عنه لأنها " بحال شي واحد حاط ليك طارو ديال زبل" أمام باب البيت، ملزم أن تمر بجانبه صباح مساء : " مرغم أخاك لا بطل". أمن أجل المنتوج الوطني علينا أن نتحمل كل هذه السخافات وتزكم أنوفنا رائحة مطارح النفايات؟
اتخدت قبل أيام قرارا للامتناع عن الكتابة حول هذه المهزلة المفضوحة، فكثيرا ما سمعنا أنصاف المهرجين يرددون إن الصحافة جائرة وغير منصفة، بل ينعتون الصحافة في الكثير من الأحيان بالسطحية والمؤدبون منهم يقولون إن ما يكتب على صفحات الجرائد ليس نقدا بل هو انطباع. وأظن أن ما يمر في تلفزتنا لا يحتاج لا لنباهة ولا لدراسة ولا لقواعد النقد، لأنه لا تتوفر فيه حتى أقل شروط العمل التلفزيوني، بل شروط الأدب واللياقة. لقد أفحمني هول ما رأيت، وكان من الممكن أن يذهب بقريحتي ورغبتي في الكتابة، لكن إذا لم أكتب سأصاب حتما بشلل نصفي أمام برامج تحتقر ذكاءنا وتثير التقزز و الغثبان.
في الختام لابد من القول للخياري وعبد الخالق فهيد بأن سلسلتهما لا تضحك حتى "شمكار ضارب سمطة ديال القرقوبي". ولعبد الوهاب الدكالي وثريا جبران : وا أسفاه. ولمحمد ديدان وسامية أقريو : يا خسارة.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

" واش تا تصوم أ دبوز ؟"

شهدت الندوة الصحفية التي عقدها النجم المغربي الفرنسي جمال دبوز رفقة فريق فيلم " انديجان"، المخرج رشيد بوشارب والممثل السامي نصيري عدة "خروقات" وتجاوزات طبعها التنظيم السيء وصراع كاد يعصف باستمرار الندوة. خصوصا الخلافات التي شبت بين المسؤولين عن التنظيم والمصورين من مختلف المنابر الإعلامية الدولية ،الوطنية. لكن ماكاد يفسد الجو العام في حقيقة الأمر هو سؤال طرحه أحد الأغبياء على جمال دبوز لكن لحسن الحظ لم يعره أحد أي اهتمام.
واش تاتصوم أ دبوز ؟
هكذاقال صاحبنا، سؤال ينم على مرض عقلي ونفسي وتربية فاسدة، وعلى الغباء ودليل على أن " قلة الحياء ماخلات حتى ميدان ".
في حقيقة الأمر لم أرى أية أهمية لطرح سؤال كهذا سوى أنه يسيء لنا جميعا وينم تفكير يرسم " الأهداف " التي تصوم والتي لا تصوم !
فلو كان سي جمال لا يصوم ( فبينو أوبين مولاه ) ولو كان يصوم فذلك أمر يخصه وليس له آية أهمية، ولايحمل أية طرافه، اللهم تلك التي ابتدعتها نوعية خاصة من المنابر التي تتحدث كل يوم وليلة عن الفنان الفلاني الذي دخل الاسلام والفنانة العلانية ارتدت الحجاب وابتدعت أسماء كمايكل جاكسون فقد دخل المسكين إلى الإسلام عدد المرات التي قام بها بعمليات التجميل. فلا يفوت أسبوع إلا وتقرأ عن مايكل جاكسون ودخوله الاسلام وتسجيل أغاني دينية، وبناء مسجد في إقامته الراقية، وغيرها من الخزعبلات التي تسيئ للإسلام أكثر مما تحسن إليه. فصاحبنا "زير غلمان " مشهور واشترى صمت العديد من الأطفال بملايين الدولارات. كما ننسى أنه إذا دخلت هذه الزمرة إلى الإسلام فهي التي تتزين به وليس هو من سيكون فخورا بها.
لقد ذكرني ماحدث مع دبوز بما شاهدت من قبل على قناة الجزيرة ( ياحصرة ) ضمن برنامج زيارة خاصة حيث سألل الصحفي الشهير كليب (ياحصرة مرة أخرى) الشاعر فؤاد نجم قائلا: هل تصلي وتصوم ؟ وأجاب حينها نجم بكل عفوية بأنه مؤمن لكنه لايقيم الشعائر. وربما جواب نجم كاف لتصدر في حقه فتوى من الفتاوى إياها ليهدر دمه ويدبح كالخروف أو يرمى بالرصاص كما حدث مع فرج فودة أو نجيب محفوظ وغيرهما.
يجب التذكير دائما على أن الحصول على بطاقة الصحفي لاتعني أننا نملك "كارت بلونش" ولنا جميع الحقوق. فحريتنا تنتهي عند ماتبدأ حرية الآخر. وحتى وإن كان البعض ممن ينتمي لهذا الجمع الصحفي مثخم بجراحه قليلي الأدب أو "مايسواوش" فعلى الأقل "يسدو فمهم" حتى لايعرضوا حياة الناس للخطر .

من هالة صدقي إلى هشام الكروج

ناسبة انطلاق كل مهرجان من المهرجانات الفنية خصوصا تلك التي تتشرف بحضور ضيوف من بلدان أخرى إما فرنسيين أو إسبان أو مصريين، إلا وتتعالى أصوات الكثير من الفنانين المغاربة. للتنديد بتكريم هذا الفنان المصري أو ذاك. وتعتبر حفاوة الاستقبال الزائدة تبخيسا من قيمة الفنان المغربي.
من منطلق مبدئي فمثل هذا الموقف العدائي والانغلاقي أمر مرفوض بثاثا. فلا يمكننا أن ننسى أمرين مهمين. الأول هو أن مصر مثلا كانت دائما بلدا للانفتاح واستقبال الآخر بحضن واسع، وسبق أن احتضنت عزيزة جلال وسميرة بنسعيد وعائشة الوعد ورجاء بلمليح واللائحة طويلة. ولم يقل أحد في مصر وقتها إن المغربيات يزاحمن المصريات أو يسرقن منهن النجومية ويقاسمنهن "طرف الخبز". من جهة أخرى فللمصريين تاريخ طويل في المجال الفني والثقافي ولا بأس من الاعتراف بهذا الجميل والأخذ من احترافيتهم وتجربتهم الواسعة. مع ذلك يجب الاعتراف أن الاهتمام بالأجانب لا يعني الإنقاص من قيمة فنانينا واعتبارهم مبدعين من الدرجة الثانية أو الثالثة.
من جهة أخرى يجب التنبيه إلى أن قدوم الفنانين المصريين لا يجب أن يكون هدفه الأساسي هو "الراحة والسياحة" والتقاط الصور التذكارية مع رجال السلطة و"العراضات والزرود" وكوكتيلات منتصف الليل. فلا ترى الفنان منهم طوال المهرجان يشاهد فيلما مع "عباد الله" أو يشارك في مائدة مستديرة.
في مهرجان فيلم المرأة بسلا لم تختلط ضيفة الشرف هالة صدقي بزميلاتها الفنانات المغربيات، أو بالمخرجين المغاربة وأهل صناعة السينما، بل إنزوت في طاولات "خاصة" وأخذت صورا مع رجال "بشنبات غليظة" وهم يبتسمون للعدسات.
قيمة فنانة كهالة صدقي أو غيرها لا نضعها موضع مساءلة لكننا نرفض سلوك "الفوديتاريا" الذي يتعامل به الكثير من الضيوف.
ويبقى استضافة المركز السينمائي في حفل افتتاح المهرجان المتوسطي للفيلم القصير بطنجة للعداء هشام الكروج بـ"حشومته" وارتباك البطل الذي اعتاد الجلسات واللباس الرياضي والمسافات الطويلة ولم يعتد أضواد المنصات الرسمية والسموكينغ والأفلام القصيرة.
دليلا على وجود إمكانية "تحررية" أخرى... أحسن.

فن .. الإشهار

في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات كانت هناك نجمة تلفزيونية معروفة إسمها " آن سانكلير".
"آن" هاته كانت أكبر نجمة في فرنسا صورها تملؤ الجرائد والمجلات ويتسابق رجال السياسة من أجل الظهور في برنامجها الشهير (7/7) سبعة على سبعة.
والكل مازال يذكرها يوم اقتربت الانتخابات الرئاسية الفرنسية ورفضت استقبال " جون ماري لوبان " اليميني المتطرف ووصفته بالعنصرية. وقالت بصوت مرتفع أنها ترفض استقباله إنما لاتريد أن تقصيه من حقه في البرنامج فكلفت أحد زملائها لاستقباله ومجالسته ومحاورته. وانطلقت حينذاك بوليميك واسعة حول الحق في وجود " أحزاب عنصرية " أو الحق في رفض محاورة المتطرفين من الساسة.
لكن "آن سانكلير" لم تشتهر بهذه القصة فحسب بل عرفت خصوصا بدرس كبير لقنته للجميع في حرية الصحافة وقيمة الصحافي وحياده، فقد تركت هذه الصحافية الكبيرة مجال الإعلام والتلفزيون وطلقته بالثلاث يوم تزوجت رجل السياسة المعروف الاشتراكي دومينيك ستروسكان .
رحلت آن سانكلير عن التلفزيون وتركت برنامجها " سبعة على سبعة " حتى لاتخلط شعبان مع رمضان. وحتى لايتفتح أحد فاهه ويقول أن الصحفية الفلانية تخلط العائلي بالسياسي أومنحازة لهذا الحزب أو ذلك، واحترمت جمهورها وبادلها المشاهدون الاحترام.
هذه المقدمة الطويلة حول احترام المشاهد أوحت لي بها السلسلة الهزيلة "مول الطاكسي" التي يقدمها عبد الخالق فهيد. حيث لايعرف المشاهد أين يبدأ الإشهار وأين ينتهي وأين يبدأ العمل التلفزيوني وأين ينتهي.
" مول الطاكسي " عمل اختلطت فيه اللهطة على الفلوس مع العمل الفني المجهض.
فقليلا من الحياء يرحمكم الله .