30‏/10‏/2007

الجزائر تنتقد إقامة أول مصنع لـ "رونو" في المغرب

الجزائر تنتقد إقامة أول مصنع لـ "رونو" في المغرب
أعرب وزير الصناعة وترقية الاستثمار الجزائري حميد تمار، يوم الجمعة الماضي بمقر حركة المؤسسات الفرنسية "ميداف" بباريس، عن امتعاض الحكومة من إقامة صانع السيارات الفرنسي "رونو" أول مركب له لصناعة السيارات في منطقة المغرب العربي بمدينة طنجة، وتساءل عن المعايير التي تمت على أساسها إقامة هذا المركب على التراب المغربي دون غيره من دول المنطقة.
ويعتبر تصريح الوزير أول رد فعل رسمي للحكومة الجزائرية، يأتي بمناسبة لقاء عبد الحميد تمار، بعدد من رجال الأعمال الفرنسيين غاب عنه ممثلا اثنين من أشهر صناع السيارات الفرنسيين، وهما مجمعا "رونو" و"بوجو".
ونقلا عن جريدة "الشروق" الجزائرية، فقد اعترف تمار أن الجزائر يهمها كثيرا أن يقوم مجمع "رونو" بإنشاء مركب لصناعة السيارات على ترابها، غير أنه رغم التسهيلات التي قدمتها الجزائر في هذا الإطار للصانع الفرنسي، إلا أن الأخير اختار الجارة (المغرب) لإقامة هذا المركب.وفي السياق ذاته انتقد ممثل الحكومة الجزائرية، صانعا فرنسيا آخر للسيارات ويتعلق الأمر بشركة "بوجو" الشهيرة.
وتأتي الانتقادات الجزائرية تعبيرا عن خيبة أمل لما تعتبره حكومتها "حظوة كبيرة" لكل من شركتي "بوجو" و"رونو" في البلاد، تجلت من خلال حجم المبيعات التي تبقى مرتفعة مقارنة ببقية المنافسين، نظرا للاعتبارات التاريخية، التي جعلت منهما الأقدم حضورا في السوق المحلي الجزائري، فضلا عن حصتهما الدائمة في الطلبات الحكومية ومختلف الهيآت الرسمية، والتي كان آخر هذه الطلبات، تلك التي قدمتها الأسبوع الماضي المديرية العامة للحماية المدنية بالجزائر، بقيمة 12.5 مليون دلاور إلى مؤسسة "رونو" الفرنسية بهدف تزويدها بـ 290 سيارة إسعاف أرضية وطبية. وتضيف "الشروق" أنه رغم هذه الحظوة، التي كان ينبغي أن يقابلها على الأقل، إقامة مصنع للسيارات بالجزائر، يخلق مناصب شغل جديدة للجزائريين، ويذر على الخزينة العمومية القليل من العملة الصعبة، تلجأ شركة "رونو" لإقامة مركب بمدينة طنجة، وتعمد شركة "بوجو" إلى فتح مركز ببئر توتة بالعاصمة لاستيراد قطع الغيار من فرنسا، ليتكرس ليس فقط استيراد السيارات الجاهزة، بل حتى استيراد قطع الغيار، "وبالتالي بقاء السوق الجزائرية مجرد وعاء لامتصاص ما هو آت من الخارج، وفي ذلك إضرار كبير بالمصالح العليا للبلاد".
ووصفت "الشروق" موقف عملاقي صناعة السيارات في فرنسا، ب"المنطق البراغماتي الذي تفوح منه رائحة الكثير من الأنانية، وخاصة إذا علمنا أن المجمعين يقومان بتسويق منتوجاتهما مباشرة في السوق الجزائرية، دون أن يمنحا حق الامتياز لممثل رسمي جزائري على عكس بقية الماركات العالمية الموجودة بالسوق المحلي".
ويأتي تصريح عبد الحميد تمار رسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أنهى زيارته للمغرب، ويحضر لزيارته الثانية للجزائر شهر دجنبر المقبل.
جمال الخنوسي

29‏/10‏/2007

المعنوني يفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان

المعنوني يفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان
مكافأة لبولان ومفاجأة للحلو و"سميرة في الضيعة" أكبر الرابحين

تمكن فيلم أحمد المعنوني "القلوب المحترقة" من الفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم الذي أسدل الستار على دورته التاسعة مساء أول أمس (السبت) بمدينة طنجة. إذ تسلم الجائزة فريق الفيلم بقاعة سينما روكسي من يد وزيرة الثقافة ثريا جبران. ويحكي فيلم "القلوب المحترقة" قصة أمين المهندس المعماري الشاب الذي يعيش في باريس ويعود إلى مدينة فاس على وجه السرعة فترة قليلة قبل رحيل عمه. فيجد في مسقط رأسه ذكريات الطفولة الصعبة ويضطر لمواجهة الماضي.
كما تمكن فيلم "ملائكة الشيطان" من الظفر بجائزة أحسن موسيقى من خلال عمل جويل بيليكريني، وهو ما اعتبر تتويجا للجهد الكبير الذي قام به أحمد بولان في فيلمه الذي يتناول قصة موسيقيين شباب. كما كانت مفاجأة كبيرة استقبلتها القاعة بالصفير، فوز نبيل لحلو بجائزة أحسن سيناريو عن فيلمه "ثابت أم غير ثابت". في الوقت الذي حصد فيه فيلم لطيف لحلو "سميرة في الضيعة" أكبر قدر من الجوائز بفوزه بجائزة أحسن دور رجالي ثاني للممثل الشاب يوسف بريطل وأحسن دور رجالي للنجم محمد خيي وجائزة لجنة التحكيم. ويحكي قصة سميرة (قامت بأداء الدور الممثلة سناء موزيان) التي كانت تعتبر البحث عن زوج هو الهدف الرئيسي في حياتها وتبذل كافة الجهد من أجل الوصول إلى رجل يدخلها القفص الذهبي، إلى غاية عثور والدها على عريس مناسب يشتغل في الفلاحة يمتلك ضيعة يستقر فيها مع والده المريض وابن أخته فاروق بعد أن فقد زوجته. لكن سرعان ما تكتشف الفتاة أن زوجها الجديد عاجز جنسيا، وأقدم على الارتباط بها فقط ليتبع الأعراف، ويحافظ على تقاليد المجتمع، وكذلك استغلال سميرة ممرضة تساعد فاروق في العناية بالأب المعلول. وأمام هذا المأزق ستحاول سميرة تعويض الفراغ العاطفي والحرمان بالاستيهامات الجنسية وممارسة العادة السرية. ومع مرور الوقت ستصب اهتمامها نحو فاروق الذي أزعجه تحرشها في البداية قبل أن ينطلقا معا في قصة حب عنيفة وجنونية. لكن لسوء الحظ، عندما يكتشف الزوج طبيعة العلاقة بين زوجته وفاروق، يعمد إلى طرد هذا الأخير من البيت رغم استعطاف سميرة، التي تجد نفسها مرة أخرى في براثن الوحدة والعزلة، منقسمة بين رغباتها العاطفية وتجاهل زوجها.
وكانت جائزة العمل الأول من نصيب فيلم "أبواب الجنة" للإخوة سهيل وعماد نوري، وجائزة أحسن دور نسائي ثاني لحنان زهدي في فيلم "عود الورد" للمخرج لحسن زينون، وتمكنت سناء العلوي من انتزاع جائزة أحسن دور نسائي عن دورها في الفيلم نفسه.
وفاز بجائزة الصورة كمال الدرقاوي عن فيلم "فين ماشي ياموشي؟" لحسن بنجلون، وبجائزة الصوت فوزي ثابت عن ست أفلام مشاركة. وكانت جائزة المونطاج من نصيب نجود جداد عن فيلم "حديث اليد والكتان" للمخرج عمر الشرايبي.
أما في ما يخص جوائز مسابقة الفيلم القصير فقد فاز بالجائزة الكبرى محمد مفتكر عن فيلم "آخر الشهر"، وجائزة أحسن سيناريو من نصيب حميد باسكيط. كما ارتأت لجنة التحكيم لهذه السنة تقديم تنويه خاص لفيلم "شعرك الأسود إحسان" لمخرجته طالة حديد. وتعتبر هذه المرة الثانية على التوالي التي يفوز بها مفتكر بالجائزة الكبرى في هذا الصنف إذ سبق له الظفر بالجائزة نفسها في الدورة الثامنة للمهرجان سنة 2005 عن فيلمه "رقصة الجنين". وقال مفتكر غنه سعيد بهذا التتويج الذي اعتبره حافزا قويا للاستمرار وبدل جهد أكبر.
وكانت جمعية نقاد السينما بالمغرب منحت بعد زوال اليوم نفسه جائزة أحسن فيلم طويل لأحمد المعنوني "القلوب المحترقة"، وجائزة أحسن فيلم قصير لعمر مولدويرة "شوفني".
وبذلك يغيب عن منصة التتويج أفلام مثل "وداعا أمهات" للمخرج محمد اسماعيل، و"طريق لعيالات" لفريدة بورقية، و"في انتظار بازوليني" لداوود اولاد سيد، و"الاسلام يا سلام" لسعد الشرايبي، و"لعبة الحب" لمحمد شويكة، و"ياله من عالم رائع" لفوزي بنسعيدي.
تتكون لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل التي ترأسها الفنان التشكيلي محمد لمليحي، من أمينة بنشيخ مديرة جريدة العالم الأمازيغي، وعضوة المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، وسعاد باهيشار كاتبة ومقيمة في طنجة ومختصة في مجال المتاحف وتاريخ الفنون، والمذيعة المعروفة صباح بن داود، و"غي بروكور" باحث وناقد سينمائي، وعضو سابق في لجنة اختيار أفلام مهرجان كان، وحسن دلدول المنتج والمخرج التونسي الذي سبق له أن ساهم في إنتاج العديد من الأفلام المغربية، و"كاريت جونس" سيناريست ومنتج ومخرج سينمائي.
أما بخصوص لجنة تحكيم الأفلام القصيرة التي ترأسها المخرج المغربي كمال كمال "، تكونت من الممثلة المغربية حنان الفاضيلي، وماري بيير غيتمان المنتجة الفرنسية التي سبق لها أن شغلت منصب المسؤولة عن القسم السمعي البصري بالسفارة الفرنسية بالرباط، وساعدت على تشجيع السينما المغربية والتعريف بها في الكثير من المحافل، وكلارونس ديل غادو سينمائي وسيناريست من السينغال، والصحافي أحمد بوغابة.
وهكذا يسدل الستار عن الدورة التاسعة للفيلم الوطني التي كانت فيها السينما المغربية الفائز الأكبر في انتظار الدورة العاشرة التي ستعقد في خريف السنة المقبلة ليتحول المهرجان بذلك إلى حدث سنوي إذعانا للكم المتزايد من الأفلام

المنتجة.


جمال الخنوسي

محمد اشويكة "الدورة تمثل الرعيل الأول من السينمائيين المغاربة"

محمد اشويكة "الدورة تمثل الرعيل الأول من السينمائيين المغاربة"
أكد استمرار بعض المخرجين في الأسلوب "المثير" دون بوصلة فنية

اعتبر الناقد السينمائي محمد اشويكة أن فعاليات هذه الدورة من المهرجان، تأكيد على بلوغ السينما المغربية حدا من التراكم يلزم معه التفكير في خلق لجنة للفرز قصد المشاركة في المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل، وما تبقى يمكن عرضه على شكل بانوراما. "فهناك الكثير من "الفطرية" في التعامل مع المكون السينمائي في الكثير من الأفلام". وأشار أيضا إلى ضرورة تشديد الانتباه إلى المشاركين في اللجان سواء من حيث الأهلية أو الموضوعية، "باعتبار أحد أعضاء لجنة تحكيم الفيلم القصير، يوجد ضمن طاقم فيلم مشارك، حتى وإن كان الفيلم غير قادر على المنافسة، فالمسألة تقوض مصداقية اللجان".
وأضاف شويكة في تصريح "للصباح"، "نسجل أيضا عودة بعض المخرجين المخضرمين الذي استمر الكثير منهم في السير على نفس المنهاج: منهم من لم يستطع أن يخرج من أسلوب فيلمه الأول أو ظل سجين طريقة كتابته، ومنهم من لم يستطع أن يفرق بين التلفزيون والسينما، ومنهم من يخاطبنا بنفس الأساليب الإيديولوجية المهترئة، ومنهم من أصبح بطلا في التقشف الإنتاجي (يلزمنا إضافة جائزة التقشف الإنتاجي إلى لائحة الجوائز)، ومنهم من يستمر في أسلوبه "المثير" دون بوصلة فنية. أظن أن المهرجان أيضا، جعل الكثير من هؤلاء يحسون بالمنافسة مع ظهور تطور في سينما المخرجين الجدد رغم قلتهم (يمكن اعتبار هذه الدورة دورة الرعيل الأول من المخرجين بامتياز). أظن أنه من ضرورات الصناعة السينمائية، خلق هذه التباينات من أجل فرز الجودة. لقد عمقت هذه الدورة أزمة الكتابة السينمائية بالمغرب، وتقرح قريحة التخييل، وفشل الكثير في الحكي عبر الصورة".
وفي السياق ذاته أشار شويكة إلى أزمة التنشيط السينمائي التي اعتبرها "الناتجة عن عدم الانفتاح على كل الحساسيات (أن تكون ناقدا متميزا لا يعني القدرة على التنشيط)".
من جهة أخرى سجل بروز مشكل عويص أبانت عنه هذه الدورة، ويتجلى الأمر في "ضعف مستوى النقاشات وظهور فئة غريبة من "طارحي الأسئلة" تعاني من فقر شديد في الذاكرة والمرجعية السينمائيتين، مع طغيان "النقد المنافق": يتكلم عن الفيلم بطريقة معينة (غالبا ما تكون سلبية)، ويعلن عن موقف آخر أمام الملأ (غالبا ما تكون منبطحة ومتحاملة)". في المقابل يقول اشويكة أظهرت هذه الدورة حنكة التقنيين المغاربة، وكفاءة الممثل المغربي.
وخلص الناقد السينمائي إلى القول إن التطور الفعلي يخلقه الصراع، "فما دمنا أمام سياسة سينمائية حركت ركود السينما المغربية، فإننا نؤمن بأهمية النقد وباستقلاليته وتعدده من أجل بناء نموذج مشرف".

المختار ايت عمر " التنوع يعكس حيوية الإنتاج السينمائي "

المختار ايت عمر " التنوع يعكس حيوية الإنتاج السينمائي "

يرى الناقد السينمائي المختار ايت عمر أن الدورة التاسعة للمهرجان الوطني، دورة متميزة على مستويات مختلفة. فهناك حضور كمي يتجلى في 25 فيلما طويلا و28 فيلما قصيرا، يعكس استمرارية الإنتاج السينمائي من جهة، كما يعكس أيضا نوعا من التعدد في الرؤى والتصورات، وأيضا أشكال التعبير المختلفة والمتباينة في معالجة قضايا ومشاكل المجتمع المغربي بطريقة سينمائية من جهة أخرى. فهناك حضور للفيلم الكوميدي من خلال البشير سكيرج وفيلمه "كان واحد المرة حتى كان زوج المرات"، وسعيد الناصري بفيلمه "عبدو عند الموحدين"، مما يدفعنا للتساؤل هل بهذه الطريقة يمكن السخرية سينمائيا من قضايا اجتماعية. وهناك حضور للفيلم الناطق بالأمازيغية "تيليلا" لمحمد مرنيش الذي يطرح على هذا النوع من الأفلام ضرورة العمل على تطوير أدوات التعبير السينمائي لملامسة غنى الثقافة الأمازيغية. كما أن هناك أعمالا سينمائية مختلفة عبرت عن قضايا الإنسان المغربي الذاتية وصراعاته الخاصة كما هو الشأن في فيلم أحمد المعنوني "القلوب المحترقة"، وفيلم لطيف لحلو "سميرة في الضيعة"، وسعد الشرايبي بفيلم "الاسلام يا سلام" وآخرون. هذا الغنى والتنوع هو الذي يعكس حيوية الإنتاج السينمائي ويعكس الرغبة في خلق لغة سينمائية ذات خصوصية.
جمال الخنوسي

محمد الخيتر "الوفرة لا تنتج الجودة الفنية"

محمد الخيتر "الوفرة لا تنتج الجودة الفنية"

أكد الناقد السينمائي محمد الخيتر في تقييمه للدورة التاسعة لمهرجان الفيلم الوطني المقامة بطنجة، على أن القاعدة العلمية الشهيرة " الوفرة والتراكم السينمائي العددي ينتج الجودة الفنية" صعبة التحقق ضمن الشرط السينمائي المغربي، "على الأقل في هذه الدورة. ولعل وجاهة هذه الملاحظة تجعل الحكم لا ينحصر فقط على دورة المهرجان التاسعة للفيلم الوطني، وإنما يمكن سحبها على مجموع أفلام ودورات المهرجان السابقة، إذ أن 108 من مجموع أفلام مشاركة في كل دورات المهرجان السابقة في صنف الفيلم الروائي الطويل و 152 أفلام مشاركة بصنف الفيلم القصير تتقلص و تنحصر ضمنها نسبة الجودة السينمائية إلى أقل نسب مائوية ممكنة. على أن التجارب السينمائية الوطنية المشرقة التي تركت ضياء في سجل تاريخ السينما المغربية وسط عتمات محيط التراجعات، واستنهضت في الجميع حب الفن السابع رغم طوق الرداءة الشديد تبقى معروفة لدى الجميع بدءا بفيلم "وشمة" لحميد بناني، ومرورا ب " الحال" لأحمد المعنوني، و"حلاق درب الفقراء" لمحمد الركاب، وحديثا يمكن التوقف عند فيلم "الراكد" لياسمين قصاري.
ذلك بعض من شعاع جادت به ذاكرة السينما المغربية من مجموع حوالي 360 فيلما بسجل تاريخ السينما المغربية. وفي ارتباط بأهم الأشرطة السينمائية المشاركة بدورة طنجة التاسعة للمهرجان الفيلم الوطني،.يمكن تقديم قراءة أولية تمكن من حصر أفلام لقيت تجاوبا جماهيريا و نقديا واسعا وإيجابيا. وفي هذا السياق يمكن أن نذكر فيلم لطيف لحلو " حدائق سميرة"، وفيلم أحمد المعنوني"القلوب المحترقة"، وفيلم "عود الورد" لحسن زينون، وفيلم " لعبة الحب"لإدريس اشويكة، و فيلم "إسلام يا سلام" لسعد اشرايبي و"طريق لعيالات"لفريدة بورقية. ولعل أهم دواعي الاهتمام اعتماد تلك الأفلام على مستوى تعبيرية الصورة، وقوة السيناريو والحوار، ومدى انسجام الهيكل الحكائي ، وحجم نفاذية البناء الدرامي، فضلا عن مستوى التوفق في إعداد المونتاج والرؤية الإخراجية للفيلم"، رغم بعض الهفوات الفنية المتسللة هنا وهناك.
من جهة اخرى اعتبر الناقد السينمائي السمة الغالبة فيما يخص الفيلم القصير هي انتشار الرداءة، إذ لا تتمظهر الجودة إلا كاستثناء.
بناء على ما سبق يخلص الخيتر إلى القول إنه يمكن حصر الأفلام التي لفتت انتباهه، في فيلم " موعد في وليلي" لعز العرب العلوي، و"قطرة قطرة" لرشيد زكي، و"غمزة" لإدريس الإدريسي، و"بوطو" لإيمان اضوايو، و"شيفت+ حدف "لجيهان البحار، و" آخر شهر" لمحمد مفتكر، و" مانكان" لبوسلهام الضعيف. "ولا بد من الإشارة إلى أن دورة مهرجان الفيلم الوطني التاسعة شهدت أفلاما حرصت على بذل مجهودات كحد أدنى من الجودة واحترام ذكاء المتلقي، وهي أفلام إن لم نستحضرها بالذكر، هي رغم ذلك تملك إمكانيات مهمة تجعلها تحمل فعليا بذرة الإبداع الجيد لسينما مغربية قادمة".
جمال الخنوسي

اليومان الأخيران الأغنى سينمائيا

اليومان الأخيران الأغنى سينمائيا
التركيز على موضوع هجرة اليهود والعرض الأول للعديد من الأفلام المنتظرة

عرف اليومان الأخيران من عمر المهرجان عرض أفلام تتميز إلى جانب قيمتها الفنية بجدتها والاطلاع الجمهور عليها لأول مرة. وهكذا تم عرض فيلمين يتناولان تيمة واحدة برؤية مختلفة، إذ حاول كل من حسن بنجلون ومحمد اسماعيل مقاربة قضية هجرة اليهود كل بأسلوبه وطريقته. ويحكي فيلم الأول الذي يحمل عنوان "فين ماشي يا موشي؟" قصة مصطفى مسير الحانة الوحيدة بمدينة أبي الجعد أن اليهود سيرحلون الى اسرائيل ودول أخرى، فبدأ يخشى الإغلاق الإجباري لمحله، ففكر في إيجاد مخرج لمشكلته من خلال اقناع أحد اليهود بالعدول عن فكرة الهجرة. وإذا كان الفيلم الذي قام بأداء أدواره الرئيسة بروعة كل من ربيع قاطي، وسيمون الباز، وعبد القادر لطفي، وريم شماعو، والهام لوليدي، وحسن الصقلي ومحمد التسولي، متميزا من الناحية التقنية وامتلك صورة جميلة، إلا انه في المقابل تميز بنوع من الضبابية والسطحية في مقاربته الموضوعاتية، وضعف في الكتابة.
أما فيلم محمد اسماعيل الذي يحمل عنوان "وداعا أمهات" فيعكس وضع اليهود المغاربة في الفترة المعروفة بـ "السنوات السوداء للهجرة" حيث الإحساس بالحيرة تجاه رغبتان متنازعتان: البقاء في الوطن الأم أو الرحيل الذي يأخذ صفة الاجتثاث. وقال محمد اسماعيل في تصريح سابق إن ما تكتسيه مرحلة الستينيات من أهمية ومن غنى على مستوى الأحداث هو الذي حفزه لإنجاز هذا العمل، وقال إن فيلم "وداعا أمهات" يصور الحب النموذجي للآخر دون أي تمييز في مواجهة تقلبات الحياة. "فهذا ما نروم إيصاله والدعوة إلى أن يؤمن به كل واحد في دواخله، أي الأمل في أن يأتي يوم نعاين فيه تساكنا وتعايشا في فضاء واحد". وأضاف "قمنا باختيار دقيق للديكورات التي ستجري فيها أحداث الشريط عبر مختلف المدن التي شهدت في الماضي كثافة سكانية يهودية مهمة وهذا عامل يزيد من واقعية الفيلم، حيث صورنا في بعض الأماكن التي تركها اليهود الذين هاجروا، ديكورات تنبض بالحياة وكأن سكانها لم يغادروها إلا في الأمس."
قام بأداء الأدوار الرئيسية في فيلم محمد اسماعيل كل من النجم رشيد الوالي ومارك صامويل وسعاد حميدو وحفيظة قسوي ونزهة الركراكي واحمد العلوي.
وتمكن اسماعيل من ربط خيوط قوية بين المشاهد وشخصياته القوية خصوصا قصة الحب التي تربط شابا مسلما بفتاة يهودية وكذا قصة صداقة وطيدة بين شريكين ستفرق بينهما تلك الهجرة.
من جهة أخرى، عرضت تحفة فوزي بنسعيدي "ياله من عالم جميل" الذي سبق أن شارك في المسابقة الرسمية للدورة السابقة من مهرجان مراكش الدولي وخلف صدى كبيرا وإجماعا واسعا على تميزه.
وأكد فوزي بن سعيدي أن فوز فيلمه "ياله من عالم رائع" بجوائز في مهرجانات متعددة، يكتسي أهمية خاصة بالنسبة لمسيرته السينمائية وبالنسبة لهذا الفيلم على الخصوص، لكونه فيلما يخرج عن المألوف سواء من حيث الموضوع أو من حيث شكله وأسلوبه السينمائي.وقال إن فوز فيلمه يفتح مجالا أكبر أمام السينما المغربية، ويجعلها تحظى باهتمام أوسع من قبل المهرجانات الدولية، مؤكدا أن تراكم الجوائز أمر مهم بالنسبة لهذه السينما. وأكد بخصوص رواج الفيلم المغربي في مصر والمشرق العربي في ضوء ما يقال من أن اللهجة المغربية تشكل عائقا أمام هذا الفيلم لدى الجمهور المشرقي، أنه يعتمد في جل أعماله على اللغة السينمائية وهي الصورة والصوت في مختلف تجلياتهما وليس على اللغة الناطقة، معتبرا أن هناك أفلاما يمكن أن يشاهدها الجمهور دون أن يفهم لغتها.وقال إن "الإشكال" في السينما المغربية والسينما العربية بصفة عامة هو اعتمادها على المنطوق وعلى الحوار أكثر من اعتمادها على الصورة والصوت اللذين يشكلان أساس اللغة السينمائية.وأوضح بن سعيدي أن الفيلم يعتمد طريقة في الحكي تختلف عن أسلوب القصة التقليدية، ويجمع بين أشياء ليس من المعتاد الجمع بينها كالكوميديا الصامتة وأسلوب الفيلم البوليسي والصورة الجديدة، وقصة حب عبر الهاتف المحمول والانترنيت.
وكان فيلم "ياله من عالم رائع" الذي قام بأداء أدواره الرئيسية كل من فوزي بنسعيدي، ونزهة رحيل، وفاطمة عاطف، والمهدي العروبي، وهاجر المصدوقي، قد فاز خلال السنة الجارية بالجائزة الكبرى لمهرجان مونريال السينمائي، وبجائزة لجنة التحكيم في مهرجان طريفة الإسبانية. وهو ثاني فيلم روائي طويل للمخرج بعد فيلم "ألف شهر" الذي أنجز ثلاثة أفلام قصيرة هي "الحافة"، و"الحائط"، و"خيط الشتاء".
فريدة بورقية التي هجرت السينما منذ 26 سنة، عادت بفيلم "طريق العيالات" راهنت فيه بشكل كبير على نجومية منى فتو. إلا أن المخرجة التي كان آخر عمل لها هو فيلم "الجمرة" سنة 1981، توفقت كثيرا في تقديم فيلم من صنف "رود موفي" ممتع وسلس وتميز بجودة تقنية عالية وتحكم في أدواتها رغم التأثير الواضح لتجربتها التلفزيونية الطويلة. كما قدمت كلا من المتألقة عائشة ماه ماه والنجم محمد خيي في شكل جديد ومختلف.
ويحكي "طريق العيالات" قصة أمينة التي قررت التوجه إلى شمال المغرب حيث يسجن زوجها من أجل قضية لها علاقة بالاتجار بالمخدرات، لكن عطبا يصيب السيارة التي تقلها بعطب سيمكنها من لقاء لالة رحمة وهي امرأة مسنة تتوجه هي الأخرى للشمال للتأكد من عدم وفاة ابنها عند عبوره إلى أوربا.
جمال الخنوسي

15‏/10‏/2007

سكيرج: شكوت التلفزيون المغربي إلى صاحب الجلالة


سكيرج: شكوت التلفزيون المغربي إلى صاحب الجلالة
--------------------
الفنان المغربي قال في حواره مع "الصباح" إنه ممنوع من الظهور على الشاشة منذ 20 سنة
---------------------
أجرى الحوار جمال الخنوسي
------------------
هو فنان شامل مارس التمثيل والإخراج وكتب السيناريو معروف بخفة دمه وبصراحة في القول ينعتها البعض ب"الشجاعة" ويرى فيها آخرون "طول اللسان". بمناسبة تقديم العرض ما قبل الأول لفيلمه "كان حتى كان واحد المرة حتى كان زوج د المرات" يوم 16 أكتوبر الجاري بمدينة الدار البيضاء، بحضور 400 "شخصية مرموقة"، ونزوله إلى القاعات الوطنية ابتداء من 17 منه. أجرت معه "الصباح" هذا الحوار للحديث عن العمل الجديد، وقصة منعه من الظهور في التلفزيون، وحرمانه من الدعم السينمائي.
-----------------------------------------------
- في البداية ما هو موضوع فيلمك الجديد "كان حتى كان واحد المرة حتى كان زوج د المرات"؟
- - الفيلم يحكي قصة معروف الاسكافي الذي يعيش في مدينة فاس، وكان رجلا حكيما جدا وتتحدث المدينة كلها بلسانه وتتداول أمثاله، إنه شخصية شبيهة بعبد الرحمان المجذوب، إلا أنه لسوء حظه فقد كان متزوجا بامرأة من أقبح خلق الله تسمى عائشة الداهية، نغصت عليه حياته وجعلته من أتعس العباد. ومن خلال أحداث شيقة وممتعة يجد البطل الذي ينتمي إلى القرن السابع الميلادي في الوقت الحاضر وبالضبط في مدينة أورلندو بالولايات المتحدة الأمريكية. الفيلم يستمد طابعه الهزلي من هذه المفارقة بين حكمة الأمس وعالم اليوم بكل ما يزخر به من تكنولوجيا وقيم جديدة ومستحدثة. إنه عمل مكتوب بطريقة جديدة لأن جمهور اليوم أصبح من الصعب إضحاكه إذا لم نستعمل كوميديا متطورة تتميز بنوع من الكاريكاتورية المدفوعة إلى أقصى مدى. انه فيلم موجه الى جمهور من 3 الى 103 سنة. لقد قال لي احد النقاد الأمريكيين إن شارلو كان يمثل إنسانا تائها في المدينة وأنت تمثل شخصية تائهة في الزمان والمكان. الفيلم مكتوب بصيغة جدية ومتميزة تجعله موجها إلى كل أفراد العائلة.

- هل يمكن أن ننتظر أجزاء أخرى من مغامرات معروف الاسكافي؟
- - هذا أمر وارد جدا إلا أنني ضحية مؤامرة كبيرة تحاول عرقلة مسيرتي...
- قضية المؤامرة نتحدث فيها في ما بعد...
- - عند الحديث عن أجزاء أخرى من هذا الفيلم يقفز إلى ذهني مباشرة أن عمري الآن 68 سنة، وهذا الفيلم من إنتاجي الشخصي وصرفت عليه من جيبي. فهل ستسنح لي الفرصة من بعد لأقوم بجزء ثان وثالث؟ لست ادري.. ما يشجعني هو جمهوري، (مازحا) وعندما سيحقق "كان حتى كان واحد المرة حتى كان زوج د المرات" نجاحا سيكون القراصنة في انتظاره بدرب غلف وغيرها.

- نعود الآن للحظر المضروب على البشير سكيرج ...
- - إنه أمر لا أفهمه ..

- من الذي يمارس عليك المنع
- - كلهم
- من تعني؟
- - سأبدأ بلجنة الدعم التابعة للمركز السينمائي وهي لجنة لم تصادق على أي مشروع سيناريو تقدمت به في حين توافق على مشاريع أفلام غاية في التفاهة والقبح. كفاءتي في كتابة السيناريوهات جعلتني مع سيناريست مصري آخر العربيان الوحيدان المعترف بهما لدى مكتب حقوق التأليف بهوليود على الصعيد العالمي. أنا كاتب سيناريو دو وزن ولست أدري لماذا ارفض بهذا الشكل من طرف لجنة يمكن أن أقول عنها الكثير تعطي الدعم لأفلام لا تعمر في القاعات أياما معدودة. من جهة ثانية لابد أن يعلم الكل بأنني عاطل بالمغرب مايقارب 20 سنة(!!)

- تقول إنك ممنوع أيضا في التلفزيون المغربي..
لقد التقيت في السنة الماضية وزير الاتصال نبيل بنعبد الله واتصل بدوره بمدير القناة الثانية مصطفى بنعلي وكان كلاهما مرحبا ومشجعا. أعددت عملا جديدا كان عنوانه " لي يتسحر مع الدراري يصبح فاطر" وذلك ماجرى لي بالفعل مع مسؤولي القناة الثانية لقد جعلوني أتسحر مع الدراري بعد ما صرفت ما يناهز 18 ملايون سنتيم على الملابس والديكور من أجل عمل جيد كان من الممكن وبلا شك أن يشاهده الجميع لان له إيقاعا ومغزى. أثناء كل حلقة كان هناك تجديد حتى لا يمل الجمهور ويصاب بالقرف، كما هو الحال الآن وتصبح الرداءة منتصرة والمشاهد يسب ويلعن. وبغض النظر عن كوني ممثلا مقتدرا فأنا أيضا ٲكتب السيناريوهات بالعربية، والفرنسية، والاسبانية، والانجليزية، ولا أخفيك أن الهزل يجري في دمي، وتصميم الملابس والديكور طبيعي لدي، و أظنني بارع في الإخراج أكثر منه في التمثيل، وكما يقول المثل: سبع صنايع والرزق ضايع!
لقد قدمت مشاريع كان من الممكن أن تعكس صورة ذكية وأنيقة عن بلد مثقف له تراث، وله تاريخ، وله أمجاد وكرامة. لكن لسوء الحظ المسؤولون "ماعندهم كبدة" والمشاهد المغربي "يحرك للقنوات" الفضائية، إن مدير القناة الثانية استقبلني بحفاوة لا تضاهى وفي الوقت نفسه قتل عزيمتي ب"كاتم صوت".
- من أين لسكيرج بهذه "الشجاعة"؟
- - هي ليست شجاعة هي نوع من الدسارة والدسارة عندما تكون في قضايا الحق تصبح شجاعة ينظر لها الناس بإعجاب. هناك ممنوعون آخرون في التلفزيون مثل أحمد الطيب لعلج والطيب الصديقي، لكنهم لا يمتلكون الشجاعة للجهر بمعاناتهم لأسباب ذاتية.
- لقد قررت رفع شكاية إلى الملك ..
-- إنها ليست رسالة واحدة بل رسائل متعددة سأحاول أن أشرح فيها لملك البلاد ما يجري داخل التلفزيون لأنه الوحيد القادر على تغيير الأمور إلى الأفضل وأملي في سيدنا كبير.
---------------------------------------------------
هوامش:
- قراصنة درب غلف ينتظرون فيلمي بفارغ الصبر
- جمهور التلفزيون أصيب بالقرف، وأصبحت الرداءة منتصرة والمشاهد يسب ويلعن.
- أحمد الطيب لعلج والطيب الصديقي ممنوعان أيضا من التلفزيون لكنهما لا يمتلكان الشجاعة للجهر بمعاناتهم
- مدير القناة الثانية استقبلني بحفاوة لا تضاهى وفي الوقت نفسه قتل عزيمتي ب"كاتم صوت"
------------------------------
بوكس:
بشير سكيرج
- ممثل ومخرج وسيناريست مغربي
- مقيم في أمريكا
- من الوجوه المعروفة مع بداية التلفزيون المغربي
- له عدة تمثيليات تلفزيونية
- أعطاه "باديس" للمخرج عبد الرحمان التازي دورا في فيلم ميز مسار السينما المغربية.
- أعاده إلى الساحة السينمائية بقوة شريط عبد الرحمان التازي "البحث عن زوج امرأتي".
- قام ببطولة فيلم "مغامرات الحاج الصولدي" للمخرج مصطفى الدرقاوي وهو عمل عرف إقبالا جماهيريا واسعا.

باكريم: الأفلام المغربية ستسائل نفسها وتطرح إشكالات بشكل تلقائي


باكريم: الأفلام المغربية ستسائل نفسها وتطرح إشكالات بشكل تلقائي
-------------------------------------------------------------------
المدير الفني للمهرجان الوطني للفيلم اعتبر في حواره مع "الصباح" ان الخطاب الأساسي في هذه الدورة هو خطاب الأفلام
--------------------------------------------------------------------
يمثل المهرجان الوطني للفيلم، فرصة أمام السينمائيين والنقاد والمهتمين بهذا الحقل الفني من أجل طرح عدة قضايا وتساؤلات تهم بالأساس السينما المغربية وتناقش ماضيها وحاضرها وتستشرف رهاناتها المستقبلية.
في الحوار التالي مع محمد باكريم المدير الفني للمهرجان الوطني للفيلم والناقد السينمائي المعروف، سنحاول مقاربة مجموعة من القضايا والأسئلة التي يمكن أن تطرح بحدة تارة وبإلحاح تارة أخرى على طاولات النقاش في مدينة طنجة.
--------------------------------------------------------------------
أجرى الحوار: جمال الخنوسي
-----------------------------------------------------------------
- في نظركم ما هي الأسئلة التي ستطرح على طاولة النقاش بشكل ملح، والقضايا السينمائية التي ستكون مثار مساءلة بمناسبة الدورة التاسعة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة؟
- - المهرجان يبقى عادة فرصة للمهنة للتوقف عند الإشكالات الكبرى التي تطرح أمام السينما، وقد ارتبط المهرجان منذ بدايته بهذا التقليد، فبالإضافة إلى عرض الأفلام يتم التطرق إلى مجموعة من الإشكالات التي تطرح على طاولة النقاش. ويمكن القول اليوم إن العديد من القضايا تم استنفادها وأصبح من اللازم الآن تفعيل بعض التوصيات والخلاصات التي وصلت اليها المهنة. لقد كان المغرب يعرف سابقا مفارقة عجيبة تتجلى في طغيان الخطاب حول السينما مع غياب الخطاب السينمائي، ومنذ الدورات الأخيرة كان هناك تصحيح لهذه المفارقة، وأصبح هناك خطاب سينمائي يستوجب إثارة أطروحات جديدة ومساءلة قضايا نابعة من هذا الخطاب السينمائي نفسه. لقد غدت العديد من الإشكالات التي كانت بالأمس نظرية، عملية مع وتيرة إنتاج مرتفعة: فمثلا إشكالية كتابة السيناريو التي طرحت منذ مدة حاولت الكليات والمؤسسات إيجاد حل لها إلا أن الأمر لم يتقدم قيد أنملة، إلا انه مع ارتفاع وتيرة الإنتاج طرحت إذاك قضية السيناريو بشكل عملي وتم إيجاد حلول عملية لها، وأصبحنا اليوم نسمع عن بعض الأسماء التي برزت في الميدان. هذا لا يعني أننا لسنا مجبرين على الاهتمام بالجانب النظري، لكنه مؤشر فقط على ضرورة إيجاد سبل وصيغ جديدة للتعامل مع القضايا السينمائية في المغرب.

- ما هي الاسئلة والقضايا التي طغت على أجواء الدورة السابقة؟
- - لقد تم تحديد قضية بشكل رسمي كموضوع ندوة "علاقة السينما بالتلفزيون"، إلا أننا نفاجأ دائما بأسئلة تنبعث بشكل غير رسمي، وتلزمنا بالتفكير فيها ومناقشتها. والدورة الثامنة عرفت جدلا واسعا حول ماهية الفيلم المغربي، وهل ترتبط هوية الفيلم بجنسية المنتج أم المخرج، وهذا نقاش وإن عرف انزلاقات سلبية وغير محبذة، فإنه يصب عموما في جو الحريات العامة والنقاش في المغرب عموما. مع ذلك جاءت خلاصاته ايجابية، وتصب في فكرة جوهرية مفادها ان المغرب يشتغل في منظومة سينمائية مفتوحة. فمن ناحية تؤمن بان المخرج هو من يمنح الهوية للفيلم: فإن كان مغربيا يشتغل في فرنسا وكان الفيلم بتمويل فرنسي ك "ماروك" مثلا، يبقى مع ذلك مغربيا، ومن ناحية أخرى فإن الهوية الأساسية التي يمكن أن تطرح أمام الفيلم تتعلق بمدى ارتباطه وانتمائه إلى قارة السينما، وقدرته على إيجاد لغة سينمائية تعبر عن نفسها من خلال انتماء ثقافي معين.

- ماذا إذن عن القضية الرسمية التي سيتم طرحها للنقاش في هذه الدورة؟
- - لقد ارتأينا في هذه الدورة أن تسائل الأفلام المشاركة نفسها وتطرح قضاياها بشكل تلقائي. لسبب بسيط راجع إلى الكم الهائل من الأفلام المشاركة الذي جعل من الخطاب الأساسي في هذه الدورة هو خطاب الأفلام نفسها. ولم تعد هناك مسافة زمنية تسمح بتنظيم ندوات أو غيرها، واكتفينا بمناقشات الأفلام المعروضة التي ستطرح حتما قضايا وإشكالات ستكون موضع جدل واسع، سيكون فرصة للمتتبعين لإجراء مقارنات ومقاربات خصوصا مع المستوى المتميز الذي برهنت عليه الدورة السابقة.

- من بين القضايا التي من المنتظر طرحها إشكالية علاقة الكم بالكيف..
- - فعلا هذا سؤال ذو صبغة إستراتيجية وقد سبق طرحه من قبل بخصوص الفيلم القصير من خلال طرح السؤال: هل هذه الوتيرة في الإنتاج تبشر بقيمة مضافة على مستوى الإبداع السينمائي. تتفق معي أن الجواب عن هذا السؤال لن يكون قطعيا في أي حال من الأحوال، ويبقى الجواب مرتبطا بالزمن والتاريخ، لكن الدلائل والبراهين تشير إلى استحالة وجود نوع بدون كم. وأظن أن هذه الدورة ستؤكد ما راج في الدورة السابقة، لقد بزغت بوادر في الدورة الثامنة من خلال أفلام قصيرة ستثبت جدارتها لا محالة من خلال أعمال طويلة أو قصيرة في هذه الدورة أيضا. وتحضرني مقولة للمخرج العالمي "فيم فانديرز" الذي قال إن المخرج الذي لا ينتج فيلما على الأقل في سنتين يصبح أميا، والسينما المغربية حينما تمنح للعاملين فيها الفرصة "للقضاء على الأمية" فإنها بذلك تعطيهم الفرصة ليحافظوا على حرفيتهم وأسس الانطلاق، وكل سينمات العالم التي لها صيت ووزن تعتمد وتتميز بقاعدة إنتاجية ضخمة مثل الولايات المتحدة والهند وفرنسا وروسيا. والمغرب الذي كان غائبا عن الساحة أصبحت له اليوم مشاركات في مهرجانات عالمية وهي مشاركات ليست تأثيثية فحسب بل مشاركات تتميز بحضور قوي وانتزاع جوائز قيمة.

- هناك أيضا أسئلة قديمة جديدة تتعلق بأزمة القاعات السينمائية التي تندثر، وبآفة القرصنة، وهي إشكالات رغم أنها مطروحة على الساحة منذ مدة، إلا أنها حافظت دائما على راهنيتها..
- - صحيح أنها أسئلة قديمة لكنها تطرح دائما بصيغ جديدة. وتاريخ السينما هو دائما مرتبط بأسئلة قديمة محينة. فعندما ظهر التلفزيون انطلق الحديث عن نهاية حتمية للسينما، لكن في الحقيقة الأمر ساهم التلفزيون في تغيير موقع السينما كممارسة اجتماعية. وأسئلة القرصنة وعزوف الجمهور مرتبط أيضا بظهور التلفزيون، ورغم أن السينما تكيفت واستمرت، لم يكن هذا التكيف دليل نهاية أو موت بقدر ما كان مؤشرا عن بداية مرحلة جديدة.

- هل يمكن الحديث أيضا عن موجة شبابية جديدة مقابل سينما للرواد تتجلى مثلا في مشاركة قيدوم السينمائيين لطيف لحلو بجانب فوزي بنسعيدي الذي ينتمي إلى الجيل الجديد؟
- - فعلا هذه من الظواهر الصحية للسينما المغربية، ويتجلى هذا التنوع على المستوى الجمالي والفني والموضوعاتي وكذلك على مستوى اختلاف الأجيال. فعندما يحضر المخرج لطيف لحلو مع سهيل وعماد نوري أو فوزي بنسعيدي، فنحن هنا مع قطبين على المستوى العمري، وهو أمر مشرف للسينما المغربية إلا أن فيلم لحلو مثلا يمكن أن يكون أكثر شبابا وجرأة في الطرح، وهو ما يميز عمله "سميرة في الضيعة".

- هل يمكن أن نتساءل حول ظاهرة الممثلين المخرجين التي بدت جلية من خلال تجربة رشيد الوالي ومحمد نظيف وحميد باسكيط وإدريس الروخ؟
- - هذه الظاهرة تبدو جلية في الأفلام القصيرة المبرمجة في هذه الدورة ولم يصل مدها بعد إلى الأفلام الطويلة، وقد افتتح هذه التجربة الممثل محمد مفتاح، وهي على كل حال تقليد عالمي (جودي فوستير وكلينت ايستوود) ومؤشر هام على انفتاح المنظومة السينمائية المغربية التي تستقبل الكثير من الفئات بما فيها غير المشتغلين في المجال. من ناحية أخرى يمكن طرح سؤال للنقاش والبحث حول القيمة المعيارية للممثل في المجتمع المغربي، وهو سؤال جوهري يجب طرحه أمام "المد الثقافي المحافظ" داخل هذا المجتمع، مع العلم أننا نعيش مفارقة كبيرة: ففي الوقت الذي تسير فيه الدولة في اتجاه العصرنة والتحديث، تخترق المجتمع "اتجاهات ثقافية محافظة"، ويمكن لبعض المهن أن تتأثر بهذا المد بشكل خاص، ومنها على الخصوص مهنة الممثل الذي يمثل دورا تنويريا خصوصا للشباب من خلال التماهي وتقديم عناصر النجومية والإبداع والفرجة والحلم وسيكون من البؤس افتقاد المغرب هذه القيمة الاجتماعية.
-----------------------------
بوكس:
محمد باكريم
- المدير الفني للمهرجان الوطني للفيلم
- يشغل منصب مندوب المركز السينمائي المغربي بمدينة الدار البيضاء
- مكلف بمهمة التواصل والعلاقات مع الصحافة.
- ناقد سينمائي
- نائب رئيس الفدرالية الإفريقية للنقاد السينمائيين.
- صدر له سنة 2006 كتاب "الرغبة المتواصلة: أوراق سينمائية"

"سميرة في الضيعة" فيلم مغربي يخترق الطابوهات ويفجر المحرمات

"سميرة في الضيعة" فيلم مغربي يخترق الطابوهات ويفجر المحرمات
مشاهد جريئة من "الحدائق السرية" لزوجة تعاني الحرمان الجنسي بسبب رجل عاجز

إن الاشتغال على الجنس كموضوع للبحث والتأمل والمساءلة يعتبر مخاطرة كبيرة في المغرب والعالم العربي على العموم، نظرا لما يحيط به من قداسة وتعتيم خلق حوله هالة من الجهل والأفكار المغلوطة. أما جعل الجنس تيمة سينمائية فتلك مغامرة كبرى واقتحام "لعش الدبابير"، سقط ضحيته مبدعون من قبل وأصبحوا هدفا لحملات شرسة من قوى ظلامية شنت هجمات ممنهجة، تريد إخراس كل من سولت له نفسه الخروج عن خطى القطيع.
ويمكن الاعتراف منذ البداية أن المخرج لطيف لحلو لم يختر السهولة، ولا قصد المهادنة بل تعمد اقتحام موضوع حساس جدا داخل طابو مغلف بالصمت والتعتيم من خلال سيناريو كتب نسخته الأصلية إبراهيم هاني وأعاد كتابته المخرج نفسه، ويحكي قصة سميرة (قامت بأداء الدور الممثلة سناء موزيان) التي كانت تعتبر البحث عن زوج هو الهدف الرئيسي في حياتها وتبذل كافة الجهد من أجل الوصول إلى رجل يدخلها القفص الذهبي، إلى غاية عثور والدها على عريس مناسب يشتغل في الفلاحة يمتلك ضيعة يستقر فيها مع والده المريض وابن أخته فاروق بعد أن فقد زوجته. لكن سرعان ما تكتشف الفتاة أن زوجها الجديد عاجز جنسيا، وأقدم على الارتباط بها فقط ليتبع الأعراف، ويحافظ على تقاليد المجتمع، وكذلك استغلال سميرة ممرضة تساعد فاروق في العناية بالأب المعلول. وأمام هذا المأزق ستحاول سميرة تعويض الفراغ العاطفي والحرمان بالاستيهامات الجنسية وممارسة العادة السرية. ومع مرور الوقت ستصب اهتمامها نحو فاروق الذي أزعجه تحرشها في البداية قبل أن ينطلقا معا في قصة حب عنيفة وجنونية. لكن لسوء الحظ، عندما يكتشف الزوج طبيعة العلاقة بين زوجته وفاروق، يعمد إلى طرد هذا الأخير من البيت رغم استعطاف سميرة، التي تجد نفسها مرة أخرى في براثن الوحدة والعزلة، منقسمة بين رغباتها العاطفية وتجاهل زوجها.
إن فيلم "سميرة في الضيعة" ليس أول محاولة سينمائية مغربية تتطرق لموضوع الجنس والحرمان الجنسي النسائي على الخصوص، فقد سبق فيلم "الراكد" للمخرجة ياسمين قصاري أن تطرق إلى هذا المشكل من خلال هجرة رجال قرية شرق المغرب للعمل في إسبانيا وترك نسائها يعيشون عزلتهن ووحدتهن القاتلة. إلا أن قصاري تعاملت مع الموضوع بنوع من الحشمة والتحفظ واعتمدت على رموز ووظفت أسطورة "الراكد" للتعبير عن الرغبة الجنسية الراقدة. في الوقت الذي كان تعامل لحلو يتأرجح بين عنف الرغبة والجسد من جهة وشاعرية الحنين والخيال. وهو تعامل تم الاحتفاء به أخيرا في مهرجان أفلام العالم بمونريال، إذ فاز بجائزة أحسن سيناريو والجائزة الدولية للنقاد تلقتهما سناء موزيان نيابة عن المخرج الراقد في احد المستشفيات بعد أن ألمت به وعكة صحية. وكان الفيلم الفائز بحق إحدى مفاجآت المهرجان وأحد أهم أفلامه بمستواه العالي فنيا، وموضوعه الإنساني المؤثر. وحتى أداء الممثلين كان مميزا وراقيا، فقد قام محمد خيي بمغامرة كبيرة وأبان عن مهنية عالية وتمكن من تقديم دور مشوش وحساس خصوصا في مجتمعنا المغربي الذي تسكنه الترهات والأفكار المسبقة. وأدت سناء موزيان المعروفة بجرأتها خصوصا من خلال مشاركتها في فيلم "الباحثات عن الحرية" مع المخرجة المصرية المثيرة للجدل إيناس الدغيدي دورا مختلفا تستحق عليه التنويه. كما برز الممثل الشاب يوسف بريطل في دور خاص قدمه بإتقان ، إضافة إلى المتألق دائما محمد مجد.
ويبقى عنوان الفيلم في نسخته الفرنسية "حدائق سميرة" أكثر تعبيرا وأعمق معنى ويحمل رمزية "الحدائق السرية" للمرأة المحرومة التي تهيم بخيالها واستيهاماتها الجنسية أو بكل بساطة حديقة سميرة السرية التي تجمعها بفاروق الذي "يلبي رغباتها ويجعلها تحس بأنوثتها". وإذا كانت قصة الفيلم متداولة ومعروفة فإن التعامل السينمائي معها يبقى متميزا وفريدا طبعه لحلو بكثير من رهافة الحس والإثارة والشاعرية.
ومن المنتظر أن يشكل فيلم "سميرة في الضيعة" الذي سيشارك في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في أكتوبر المقبل، كما سيعرض في القاعات الوطنية قريبا، حدثا سينمائيا خاصا لا بد أنه سيسيل الكثير من المداد ويثير زوبعات راكدة لحدود الآن.
جمال الخنوسي

14‏/10‏/2007

هيأة إنصاف ومصالحة تلفزيونية

هيأة إنصاف ومصالحة تلفزيونية
من حسنات هذا الزمن الأغبر أن مراكز التعذيب لم تعد سرية، كما كان الحال في تمارة، أو تقام في الفيافي كما هو الحال في أكدز أو تازمامرت، بل غدت عناوينها معروفة، وأسماؤها لا تخفى على أحد، وتتبجح ليلا ونهارا بممارساتها اللاإنسانية المنافية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والضاربة بعرض الحائط كل المواثيق التلفزيونية.
إن ما عشناه في الشهر الفضيل يا إخوان هو انتهاك جسيم لحقوق الإنسان، وأيام تنتمي إلى سنوات رصاص تلفزيونية مريرة، انتقل فيها التعذيب من دار المقري إلى دار البريهي، وترك الجلادون درب مولاي الشريف، لينشئوا شركات إنتاج خاصة بالتعذيب والاستنطاق، تخضع يوميا المشاهدين للفلقة مع المسلسلات الهزيلة، والطيارة مع السيتكومات المقرفة، وتمرر "الضو" على رؤوس حلمات صدورنا كي نطلب العفو والتسليم، ونتوب عن رؤية القنوات الوطنية، ونحلف ونزاوك "عمر داوود ما يعاود"، ويرغمونا بالتالي على "الحريك" إلى قنوات الخارج والمتعة القادمة من الشرق والغرب.
إننا نطالب بجلسات علنية ليس من أجل الاستماع إلى الضحايا الذين يقدر عددهم بالملايين، بل بجلسات يعترف فيها البهلوانات ومحترفو التعذيب الممنهج واختصاصيو "الكوت أ كوت" من ذوي السوابق الشنيعة. ونرى أن الهيأة العليا للسمعي البصري التي تسمى اختصارا "هاكا" مقصرة جدا، بل هي لا تقوم بواجبها بالمرة، ولابد من تنظيم مظاهرات احتجاجية أمام مقرها بالرباط، ولم لا القيام بإضراب عن الطعام "ما دمنا صايمين". فكيف يعقل أنه بعد مرور كل هذه الأيام من شهر رمضان، لم تطلب من القناة الأولى ولا الثانية، عرض تحذيرات قبل البدء في بث برامج وقت الذروة أو وقت "الهراوة"، الذي يتزامن مع جلوس العائلات المغربية لتناول الفطور. لقد كان مفروضا على الهاكا، وبشراكة مع وزارة الصحة أن تعوض تلك الشارات الملونة التي تحذر الأطفال الذين يبلغ سنهم أقل من 10 سنوات أو 12 سنة أو 16 سنة من مشاهدة فيلم من الأفلام أو برنامج من البرامج، بتحذير من نوع آخر يمنع ما يسمى "الفكاهة الرمضانية" على المعلولين و"قلال الصحة". ويطلب من المشاهدين المرضى بالقلب عدم مشاهدة "جوا من جم" لأنه يسكت القلب، والمصابين بالضغط يمنع عنهم "شريكتي مشكيلتي" لأنها تزيد الضغط لدرجة الانفجار، ويحذر مرضى السكري من مشاهدة العوني لأنه "كيطلع" السكر والملح وما جاورهما.
إن المغاربة اليوم ينتظرون من فيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أن يضع جبة المرحوم ادريس بنزكري، وينشئ هيأة للإنصاف ومصالحة المشاهدين مع قنواة يمولونها من جيوبهم، ويدخل الأولى ودوزيم إلى "العهد الجديد"، ليضع حدا لسنوات الرصاص التلفزيوني، وغارات القمع وزوار "البرايم التايم". ويعوض المناضلين البسطاء عن فيضان الرداءة وتسونامي القبح بتلفزيون يحترمهم ويحترم ذكاءهم.
وبعد كل هذا، يطلع علينا بين الفينة والأخرى شرذمة من المأجورين الذين يشتغلون في فن الفهلوة و"تعمار الشوارج"، وتتفتق قريحتهم بمقولة إن ما يكتب هذه الأيام في الجرائد والمجلات ليس نقدا تلفزيونيا ولا يمت إلى النقد بصلة. وهو كلام مقبول ومعقول، أبصم عليه بالعشرة، بل أبصم عليه بكل جسدي لو أحبوا، لأن النقد يتوجه بالأساس إلى المنتوج التلفزيوني، وليس إلى القاذورات والنفايات المعروفة مطارحها، التي تتميز بمصطلحات الصرف الصحي، ولغة المراحيض والواد الحار، وليس نظريات النقد المعقدة ولا المصطلحات العالمة.
جمال الخنوسي

12‏/10‏/2007

الإنتاج التلفزيوني بين حمى "البيزنس" وخدمة الأمازيغية

الإنتاج التلفزيوني بين حمى "البيزنس" وخدمة الأمازيغية
--------------
شركات الإنتاج استغلت الاهتمام المتزايد بالثقافة الأمازيغية لطرح منتوج متسرع وفلكلور عجائبي
----------------------------------
عرف الإنتاج التلفزيوني الأمازيغي تراكما مهما، وحركة واسعة ودؤوبة، مقارنة مع سنوات سابقة، كترجمة لاهتمام الدولة بالثقافة الامازيغية باعتبارها أحد مكونات الهوية المغربية، كما ساعد إلزام القناتين المغربيتين الأولى والثانية على احترام "كوطا" حددتها دفاتر التحملات على فتح سوق جديدة تقبل بغزارة على منتوج مطلوب من جهة، وسوق فارغة جراء سنوات التهميش التي استمرت طويلا.
من ناحية أخرى فتح الإعلان عن إنشاء قناة أمازيغية أطلق عليها اسم السابعة شهية العديد من شركات الإنتاج التي رأت في العملية فرصة لعقد صفقات ورفع أرقام المعاملات.
من خلال هذا الخاص سنحاول الوقوف عند قيمة هذا التراكم ومدى احترامه لقيم هذه الثقافة، كما سنحاول رصد سلبيات هذا "البيزنس" الجديد الذي شوه الكثيرون أهدافه الأساسية وصنعوا من الثقافة الأمازيغية نوعا من الفرجة الهامشية المكملة أو عرضا فلكلوريا غرائبيا. كما سنطرح سبل تجاوز هذه الانزلاقات مع المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون وعميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وفاعلين في هذا المجال.
جمال الخنوسي

معقول:علينا التعامل مع الأمازيغية كقيمة


معقول:علينا التعامل مع الأمازيغية كقيمة
دعا إلى احترام خصوصياتها والتزام المنتجين بمعايير الجودة والتخلي عن الحلول الترقيعية

أكد خالد معقول المدير العام لشركة أغلال للإنتاج السمعي البصري، على ضرورة تحديد مجموعة من المعايير تلتزم بمراعاتها الشركات المنتجة للبرامج الامازيغية وكل المشتغلين في الميدان، تفرض عليهم التعامل مع هذه الثقافة كقيمة متكاملة تحترم خصوصياتها دون السقوط في شرك الفولكلور، وفخ الاستعراض الذي يفقدها كنهها وهويتها، ويجعل منها "حدثا غرائبيا" فقط. كما شدد معقول على ضرورة رصد ميزانيات كافية لتقديم منتوج محترم ومتكامل يرقى إلى تطلعات الجمهور المتعطش. ودعا إلى إحداث لجنة خاصة للإشراف على هذه النوعية من الانتاجات، وتتبع جميع مراحلها وأشواطها. وقال معقول "للصباح" إنه من الضروري التزام المنتجين بقواعد صارمة للإنتاج، والتعامل مع ممثلين، وتقنيين، وفنيين أكفاء بعيدا عن أية سياسات ترقيعية، وحلول ارتجالية يلجأ إليها البعض من أجل إنتاج أفلام بأقل تكلفة ممكنة، وفي آخر المطاف تكون النتائج كارثية، تسقط مصداقيتهم، وتسيء إلينا جميعا ".
واعتبر معقول إقدام القناتين على دبلجة بعض الأفلام الدارجة وجعلها ناطقة بالأمازيغية، حلا متسرعا، "لقد قمنا بإنتاج العديد من الأفلام الأمازيغية التي طرحت في السوق على صيغة "في سي دي" وعرفت إقبالا واهتماما كبيرين، لأنها نابعة من الثقافة الأمازيغية وتعبر عنها، وكان رد فعل الجمهور مشجعا جدا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وجود طلب واسع وجمهور متعطش وتواق للجيد من الأعمال، لذا علينا التعامل مع الثقافة الأمازيغية كقيمة وليس فراغا يجب ملؤه".
وفي السياق ذاته اعترف المدير التنفيذي للمهرجان الدولي الاحترافي للمسرح الأمازيغي بوجود إرادة قوية للتغيير وحسن نية عند جهات مختلفة كالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، والهيأة العليا للسمعي البصري، تماشيا مع الإرادة الملكية والتوجيهات السامية. "صحيح أن ضغط البرمجة على القناتين يصعب معه تلبية ما نصبو إليه، وما يطمح إليه الجمهور، وتحقيق تمثيلية مشرفة للثقافة الأمازيغية. لقد لامسنا تجاوبا إيجابيا من خلال الشراكة التي تجمع بيننا وبين القناة الثانية، ونتنبأ بنتائج مستقبلية أحسن لأن طموحنا لا حدود له".
من ناحية أخرى دعا معقول كافة المنتجين والمشتغلين في هذا الحقل إلى تحسين مستوى إنتاجاتهم، ورفع جودتها لضمان إقبال متزايد، كما طالب القناتين الأولى والثانية بتخصيص الرعاية اللازمة، والإقدام على المزيد من المبادرات، وتخصيص وقت ملائم للبث بديل عن "الوقت الميت" الذي تبث فيه البرامج اليوم، وكذا القيام بحملات إشهارية وتعريفية بالبرمجة الامازيغية.
وبخصوص مشروع القناة الأمازيغية الجديد التي أطلق عليها اسم "السابعة"، أكد معقول على ضرورة رفع سقف معايير الجودة في المنتوج الذي ستقدمه، "فلابد أن نتعلم من دروس الماضي، ولا نكرر تجارب فاشلة سابقة. ويمكن أن تقتصر القناة في البداية على ساعات قليلة من البث لكن في المقابل تراعى فيها الجودة والمصداقية في العمل". وفي السياق نفسه أعلن معقول عن قيام أغلال وجمعية تافوكت للإبداع بتنظيم دورات تكوينية خاصة بالتنشيط والإعداد وغيرها، والاستعدادات جارية من أجل القيام ب"كاستينغ" شامل للبحث عن الطاقات الخلاقة، والمواهب الفذة، وذوي المؤهلات في ميادين فنية مختلفة مرتبطة دائما بالامازيغية، فيما يعتبر استمرارية للمجهودات التي بذلت من قبل في المهرجان الاحترافي الدولي للمسرح الأمازيغي الذي حاز على الرعاية الملكية السامية.

العرايشي: لا بد من الانفتاح على شركات إنتاج تتميز بالمهنية


العرايشي: لا بد من الانفتاح على شركات إنتاج تتميز بالمهنية

المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون قال لـ"الصباح" إن إطلاق القناة الامازيغية رهين بتغيير عقد البرنامج الذي وقعته الشركة والحكومة

أكد فيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون أن هذه الأخيرة ستعمل على الوفاء بجميع التزاماتها بخصوص القناة الأمازيغية التي ستتعهد بها في إطار دفتر تحملاتها بعد المصادقة عليه من طرف الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري. وتهم التزامات الشركة الوطنية على وجه الخصوص توسيع مجال التغطية، وضمان تعميم بث الخدمات المجانية، وتحديث وسائل الإنتاج والبث وفق أحدث المعايير التكنولوجية وتنويع مضمون الخدمات التي تقدمها الشركة في مجال الإعلام والتربية والثقافة لكي تستجيب للمتطلبات التي تفرضها الأمازيغية كمكون أساسي في الهوية المغربية. وستمكن مواكبة الدولة لمجهودات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من تحويلها إلى قطب مرجعي عمومي يلعب دورا رياديا في عصرنة القطاع السمعي البصري في بلادنا.
وقال العرايشي في تصريح لـ"الصباح" إن التفكير في إنشاء قناة أمازيغية لم يكن نابعا من أي صعوبات، فالقناتان (الأولى والثانية) ملتزمتان ببنود دفتر التحملات.
وأضاف المدير العام أنه من الناحية القانونية تم تقديم دفتر التحملات إلى الوزير الأول، الأخير راسل بدوره الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري قصد الدراسة، وبالتالي الموافقة على دفتر التحملات، أما من حيث الإمكانيات فلا بد من توفر ميزانية قارة ومضبوطة مخصصة للقناة، وهذا لن يتأتى إلا بعد تغيير عقد البرنامج الذي وقعته الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والحكومة بتاريخ 8 فبراير 2006، ويغطي الفترة الممتدة ما بين 2006 و2008 تفعيلا لمقتضيات القانون 03/77 المتعلق بالاتصال السمعي البصري.
وعقد البرنامج هو الذي يتم بموجبه تحديد الأهداف المزمع بلوغها والوسائل المرصودة لإنجازها، فضلا عن تعزيز القناة بالموارد البشرية والظهور ببرامج ذات جودة على المستوى الكم والكيف، وكذا الإمكانيات التقنية.
وفي السياق ذاته ألح العرايشي على أن مشروع قناة جديدة يتطلب عناية تامة لنجاحها ولا يمكن التلاعب بها، كما يتطلب طاقما متمرسا، ولا بد من الانفتاح على شركات لتنفيذ الإنتاج، والتي نشترط للتعامل معها أن تتوفر فيها عدة مواصفات مهنية كأن يكون للشركة مقر قار وليس وهميا، وملتزمة بأداء الضرائب الواجبة عليها، أي في وضعية قانونية سليمة.
جمال الخنوسي

بوكوس: البرامج الناطقة بالأمازيغية تبث في أوقات غير ملائمة


بوكوس: البرامج الناطقة بالأمازيغية تبث في أوقات غير ملائمة
عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ثمن المنجزات التي حققت بعد 2004 ويطالب ببذل مجهود أكبر


لعب المعهد الملكي للثقافة الامازيغية منذ إنشائه دورا مهما في الدفع بالثقافة الأمازيغية إلى الواجهة، كما ساهم بمشاركة مجموعة من الفعاليات في فرض كوطا محددة من الإنتاج الأمازيغي على القنوات العمومية. في الحوار التالي الذي سيجمعنا مع أحمد بوكوس سيتحدث عميد المعهد عن ما اعتبره تقدما ملموسا يقتضي بذل مجهودات أكبر. كما يطالب الشركات المنتجة للبرامج الامازيغية بتقديم منتوج في مستوى يعكس الوجه المشرف للثقافة الأمازيغية باعتبارها من مكونات الهوية والثقافة الوطنيتين وباعتبارها ثقافة غنية ومتجددة.

§ كيف تنظرون إلى الإنتاج التلفزيوني الأمازيغي، على الأولى والثانية؟
ما يمكن تأكيده بالملموس هو أن هناك عملاً لا يستهان به أنجز في هذا المضمار، بالمقارنة مع ما كانت عليه وضعية الإنتاج الأمازيغي في القناتين. وفي هذا السياق، لابد من التذكير بما تقوم به اللجنة المشتركة بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة الاتصال، في إطار الاتفاقية المبرمة بين المؤسستين؛ حيث تم وضع تصّور واضح حول إدماج الأمازيغية في الإعلام السمعي البصري الوطني، يقوم على اعتبار الأمازيغية مكونا أساسيا للثقافة الوطنية، ويتعين أن تحظى بمكانة مشرّفة في القطب العمومي للمشهد السمعي البصري. كما تم وضع دفتر تحملات موقّع من قِبل الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، محدّدة فيه جميع عناصر وشروط الإنتاج والبث وغيرها، مما يستلزمه إدماج الأمازيغية في القنوات الإذاعية والتلفزيونية الوطنية. وحسب مقتضيات هذا الدفتر، فيجب برمجة نشرات إخبارية وبرامج يومية وبرامج أسبوعية فضلا عن 12 شريطا ومسرحية، أما بخصوص الواقع الحالي للأمازيغية في التلفزة المغربية العمومية، فهناك، كما تعلمون، نشرة إخبارية بكل من القناتين، وبعض البرامج المدبلجة على الخصوص، وأحيانا بعض الأفلام وبعض البرامج الثقافية والتوثيقية. ويمكن القول إنه بالقياس مع ما كانت عليه الأمازيغية في التلفزة الوطنية قبل سنة 2004، لايسعنا إلا أن نثمن ما تمّ إنجازه، لكن بالنظر إلى محتويات دفتر التحملات الملزِم للقنوات العمومية الوطنية، وكذا من ناحية انتظارات العموم، فالأمر يقتضي بذل مجهودات أكبر.

كيف تقيمون هذه الأعمال، وما هي نظرتكم إلى هذه التجربة؟
من حيث اعتبارها خطوة أولى في مسلسل الإدماج الفعلي للأمازيغية في المشهد السمعي البصري، فالأعمال المقدمة في الوقت الراهن يمكن للمشاهد أن يثمّنها ويتقبلها، لكنه بالنظر عن قرب إلى البرامج المقدمة، يتبيّن أنها غير مُرضية، لا من الناحية الكمية ولا من الناحية النوعية. فمن حيث الكَمّ، فعدد البرامج لا يرقى إلى ما ينص عليه دفتر التحملات سالف الذكر. ومن حيث الجودة، فجّل الأعمال المقدّمة ذات طبيعة اثنوغرافية وغرائبية، ومن حيث التوقيت فالبرامج الناطقة بالأمازيغية تبث في أوقات غير ملائمة. والحال أن ما يطمح إليه المشاهد هو أن يرى على الشاشة برامج ثقافية وحوارات ومناظرات حول القضايا الوطنية الكبرى وحول مواضيع ذات ارتباط بانشغالات المواطن وهمومه. ولكن لا بد مع ذلك أن نسلم بأن التجربة ما زالت في بدايتها، وما نأمله هو أن تتطور نحو الأفضل وأن تُبذل الجهود الضرورية من كل الأطراف المعنية لكي تكون الأعمال المقدمة للمشاهد ذات جودة على مختلف المستويات.

· ما هي رهانات المعهد بخصوص القناة الأمازيغية السابعة؟
من المسَلّم به أن مشروع إنشاء القناة الأمازيغية يستجيب لانتظارات المشاهدين والمواطنين عامة. وهذا المشروع يندرج في إطار حق المواطن في الإعلام باللغات الوطنية في إعلام يعكس الثقافة المغربية الأمازيغية في مختلف تجلياتها. كما أنه مشروع يدخل في سياق الخدمة العمومية الرامية إلى تربية وتكوين المواطن واستدماجه في المنظومة الوطنية.

· هل تساندون فكرة وضع شروط تشديدية بخصوص شركات الإنتاج التي تعمل في الحقل الأمازيغي؟
من البديهي أن المسائل المتعلقة بالتسيير والإنتاج لا تدخل ضمن صلاحيات المعهد، بل هو من صميم اختصاصات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون. إلا أن ما نتمناه هو أن يكون إنتاج هذه الشركات في مستوى يعكس الوجه المشرف للثقافة الأمازيغية باعتبارها من مكونات الهوية والثقافة الوطنيتين وباعتبارها ثقافة غنية ومتجددة.
جمال الخنوسي

07‏/10‏/2007

في ضيافة مطبخ تلفزيون "البسالة"


في ضيافة مطبخ تلفزيون "البسالة"
يقدم برامج بطعم الزقوم وسيتكومات بمذاق العلقم

لا يجادل مجادلان وإن كنا لا نعدم من يجادل عن جهل وغباء، في أن البرمجة الرمضانية لهذه السنة، بالخصوص في فترة الذروة هي من أبشع البرامج التلفزيونية في العالم، بل إن تلفزيونات جمهوريات الموز والتفاح والأناناس وجزر الواق واق، أحسن بكثير من تلك الأطباق الباسلة التي تتكرم كل من القناة الأولى والثانية بتقديمها لنا يوميا. ولا نعرف من أين اقتنت مادتها الاولية ومن أية "داهية" استوردت توابلها. كل ما بوسعنا الآن هو أن ننصحكم بعد الانتهاء من هذه الجولة القصيرة في عالم التلفزيون، والرحلة الفاشلة داخل مطبخ دار البريهي وكيلوميتر 7 ، التي سنرغمكم أن تتذوقوا طبخاته المرتجلة، أن لا تكتفوا بالمضمضة وغسل الفم بل ننصحكم بإعادة الوضوء بشكل كامل، وبه وجب الإعلام.
لنبدأ مع سلسلة "شريكتي موشكيلتي" التي تدعى مجازا بالسيتكوم، وهي لا تمتلك أدنى مقومات عمل بهذا الاسم. إلا أن هذا العجب العجاب الذي لا يوجد مثيله في كتاب، هو في حقيقة الأمر مذبحة لممثلين نعزهم وفنانين نحبهم، من طينة محمد بسطاوي وسناء عكرود ونجاة الوافي، إلا أنهم سقطوا في هذا الفخ الذي لا مفر منه. فرغم محاولة القيمين على هذا العمل الدخول في إطار الوعظ والإرشاد تارة، والفكاهة تارة أخرى مستعينين بعبد الخالق فهيد، إلا أن المنتوج يبقى بلا طعم ولا معنى، ونحس بالجميع وكأنهم "كيكبوا الما في الرملة" ويقومون بجهد جهيد بلا جدوى.

يأتي دور كاميرا النجوم التي رغم أن فكرتها منقولة عن الكوميدي الفرنسي ذي الأصول التونسية رافاييل مزراحي وصنعت مجده منذ سنة 1990 واستطاع من خلال تمثيل دور الصحافي والمستجوب الفاشل في إسقاط 136 ضحية لمقلبه من المشاهير ينتمون إلى عالم الفن والسياسة، إلا أنها على أي حال تبقى فقرة ممتعة وسرقت منا في العديد من الأحيان الابتسامة، وكشفت عن الوجه الخفي لكوميديين مغمورين، ينتظران فرصة أوسع للتعبير عن موهبتهما.
بخصوص المسخ المسمى "جوا من جم" فهو كذلك فكرة منقولة عن برامج التولك شو التي انطلقت موضتها قبل سنوات، وكان أبرزها ما يقوم به المنشطان الأمريكيان ذائعا الصيت "جي لينو" و"دافيد لاترمان"، إلا أن الشخصيتين اللتين تحدثنا عنهما تقدمان تولك شو "على حقو وطريقو"، خلافا لهذا المنتوج العجيب الذي يمثل لونا تلفزيونيا لم نر له مثيلا من قبل ولا من بعد، إذ يتكفل الجم باستنطاق شخصيات مفتعلة، تمثل دور شخصية ما يطرح عليها اسئلة "بيخة" للوصول إلى أجوبة ساذجة. وفكرة الحلقات هذه، إن كان لها فكرة أو مضمون أصلا، هي في غالب الأحيان تتسم بالشعبوية والتخلف، وتعبر عن أفكار جلسات "القهاوي"، ونميمة رأس الدرب لا أكثر ولا أقل.
أما عوني 2007 فهو صورة طبق الأصل لعوني 2006 ، ونشعر وكأننا نشاهد إعادات لحلقات قديمة جديدة. وكان حريا بالعوني أن "يعطي الراحة لراسو" ويدع الكتابة لخلية كتابة حقيقية، وليس "تعمار" الجينيريك بخلية وهمية مكونة من الممثلين المشاركين في العمل نفسه، مرتجلين بذلك شخصياتهم في السلسلة. الاستعانة بكتاب آخرين كان سيمنحه لا محالة دما جديدا وأفكارا مختلفة عن نمطية العوني وشخصيته التي مللناها.
عبد الرؤوف كان أقوى من الجميع، وأطلق صرخة ديك مذبوح، وقال بصوت عال إن دوزيم قطعت رأسه من خلال برمجة عمله "عبد الرؤوف في لانتريت" في وقت قاتل، وزادت الطين بلة عندما حذفت ما حذفت، وأزالت ما أزالت، لتحافظ القناة على التوقيت المناسب لها، دون مراعاة خصوصيات العمل. على الأقل فقد بقي عبد الرحيم التونسي وفيا لطريقته وشخصيته، ولم يقفل فمه كي يظفر "بالغنائم" والفرص المكررة، ولم يهادن أحدا ليكسب رضاه على حساب فنه وعمله.
أما العمل الذي قدمه حسن الفد فكان محبطا ويبدو من أعماله القديمة إلى أي حد تراجع مستواه وجفت قريحته، ونفد ابتكاره وكان عمله "تيت سويت" متسرعا مثل اسمه. مشكلة الفد أننا كنا ننتظر منه الكثير وبدا لنا من خلال أعمال سابقة انه مازال في جعبته ما لذ وطاب من أطباق الفكاهة إلا أنه استكان للكسل والخمول فأحبطنا وخيب آمالنا.
جمال الخنوسي

برمجة رمضانية بطعم القبح التلفزيوني


برمجة رمضانية بطعم القبح التلفزيوني
إنتاجات وطنية تعكس فوضى في التسيير وشحا في الإبداع والابتكار

تراهن جميع القنوات التلفزيونية حول العالم على الفترة الزمنية التي تحقق فيها أعلى نسبة مشاهدة على مدار 24 ساعة من وقت البث، إذ تعد لفترة "الذروة" هذه أو "البرايم تايم"، أهم البرامج وأحسن الانتاجات للحفاظ على المشاهدين الأوفياء والبحث عن متتبعين جدد وجذبهم والزيادة في أعدادهم لأنها في مقابل كل هذا تحقق عائدات إشهارية مهمة، مع تسابق المستشهرين والشركات الكبرى على هذه الفترة الزمنية بالذات.
والحق يقال إن البرمجة التلفزيونية، لا على القناة الأولى ولا الثانية، مستفزة ومنفرة وتدفع إلى التساؤل عن جدوى كل ما يكتب حولها، وتنصبنا جميع كعدائيين وباحثين عن "صداع الراس" في حين أن التلفزيون المغربي الذي لا يحترم المغاربة هو ملك لهم جميعا، ومن حقهم أن يروا فيه إنتاجا يشبههم، ويمنح لهم الفائدة والمتعة والترفيه. إلا أن جلسة بسيطة أمام شاشة التلفزيون وبالخصوص وقت الذروة الذي تحدثنا عنه من قبل، سنلاحظ أن العكس هو واقع الحال، وكأن هذا الجهاز يريد أن "يطفجنا" وينهرنا للبحث عن قنوات على الضفة الأخرى تحترم ذكاءنا وإنسانيتنا.
إن ما يقدم على القناتين هو مادة "تلفزيونية" موجهة إلى كائنات غير عاقلة بالأساس، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتحدث عن وجود ميكانزمات مراقبة ولجن مشاهدة ولجن قراءة ولجن متابعة لأن في ذلك الحين سنكون أمام مصائب وليس مصيبة واحدة.
إن من حقنا أمام هول "شريكتي موشكيلتي" وتسرع "تيت سويت" و"العوني" في بلاد الواق واق، والعلقم والزقوم الذي يسمى فطور الأولى، و"شخبط شخابيط" التي تنعت ب"جوا من جم"، أن نطرح ألف سؤال وسؤال:
من المسؤول عن كل هذه الترهات؟ ولماذا لا نضرب على يد المستهترين بأموال المغاربة وعقولهم؟ وما دور لجن القراءة التي توافق على إنتاج العبث؟ ولماذا تسلك إنتاجات معينة سبلا أخرى وقنوات خفية لا يعلم بها إلا الله والضالعون في فن "التشلهيب" والفهلوة وتنتج "حسي مسي" دون أن يطلع عليها أحد؟
كل هذه الأسئلة المشروعة تبقى أسئلتها معلقة إلى حين يتجرأ أحد المسؤولين على الإجابة عنها دون ديماغوجية "الدفاع عن الإنتاج الوطني" أو لغة الخشب التي تعتمد على أرقام استطلاعات رأي وهمية.
جمال الخنوسي

مباريات دوري أبطال أوربا مجانا على "الرياضية" !


مباريات دوري أبطال أوربا مجانا على "الرياضية" !
تمكن مجموعة من قراصنة أنظمة تشفير القنوات الفضائية، من فك شفرة قناة "الرياضية" التي أطلقوا عليها مجازا اسم "الرياضية 2" على القمر الاصطناعي "هوت بورد". وتتميز القناة المفترضة التي تبث على البيانات التالية (12673/27500 أفقي) بنقل مباريات دوري أبطال أوربا الذي يتهافت وراءه عشاق كرة القدم، ويكلف حق بثها القنوات التلفزيونية غاليا.
وقال يونس علمي مدير قناة "الرياضية" في اتصال مع الصباح إن هذا البث لا علاقة له بأية قناة جديدة أو نسخة ثانية من قناة الرياضية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، بل يتعلق الأمر فقط بتردد خاص بنسخة قناة "الرياضية" الخاصة بالبث الرقمي الأرضي (تي إن تي) التي تنقل مباريات دوري أبطال أوربا، بكلفة بلغت 3 ملايين درهم. وهي مباريات لا تمتلك القناة حق بثها على القناة الفضائية بل حدد (حق البث) في التراب الوطني فقط.
وفي السياق ذاته أكد علمي أن البث الرقمي الأرضي يتم عبر الأقمار الاصطناعية، وهي الطريقة الطبيعية لمثل هذا النوع من البث، إلا أن اختراق القراصنة لنظام التشفير هو أمر غير طبيعي بالمرة.
وتجدر الإشارة إلى أن التردد المذكور على القمر الاصطناعي "هوت بورد" يستعمل نظام تشفير يدعى "بيس"، وهو النظام نفسه الذي يستعمل أيضا لتشفير القناة الأولى والثانية على كل من "أسترا" و"هوت بورد"، وتم اختراقهما أيضا وتعرض مفاتيحهما العديد من المواقع على شبكة الانترنيت.
جمال الخنوسي

01‏/10‏/2007

لطيف لحلو: وجدت صعوبة في إيجاد ممثلة تقوم بدور سميرة






لطيف لحلو: وجدت صعوبة في إيجاد ممثلة تقوم بدور سميرة
مخرج فيلم "سميرة في الضيعة" قال إنه أراد اختراق المسكوت عنه وفتح قنوات للحوار حول الجنس

مع انتهاء الدورة الحادية والثلاثين لمهرجان أفلام العالم الذي نظم بمونتريال (كندا)، وفوز فيلم "سميرة في الضيعة" ضمن المسابقة الدولية للأفلام الطويلة بجائزتي أحسن سيناريو والجائزة الدولية للنقاد، قفز اسم المخرج المغربي لطيف لحلو إلى الواجهة، إذ كان الفيلم الفائز بحق إحدى مفاجآت المهرجان وأحد أهم أفلامه بمستواه العالي فنيا، وموضوعه الإنساني المؤثر.
في الحوار التالي يتحدث لحلو عن تجربته الأخيرة، والصعوبات التي واجهت إنجاز الفيلم، ومغامرة الاشتغال على فيلم يجعل من الجنس تيمته الرئيسية.

- ألا تعتقدون أن فيلم "سميرة في الضيعة" مغامرة كبيرة بالنسبة لأي مخرج مغربي؟

-- مع بداية كل فيلم تبدأ المغامرة، لكننا لا نعرف كيف ومتى ستكون النهاية مهما كانت طبيعتها سلبية كانت أم إيجابية. أما إذا تحدثنا بجدية فإن مشروع فيلم سميرة في الضيعة لم يكن مغامرة بالنسبة إلي رغم مواجهتي لصعوبتين أساسيتين، أولى هي البحث عن دعم مادي لإنتاج الفيلم، والثانية تتجلى في العثور على ممثلة مغربية لتلعب دور سميرة. فكما ترون الفيلم صور ووضب وعرض فور إنجازه بأحد أكبر المهرجانات الدولية الذي حصل فيه على جائزتين أذكر منها جائزة النقاد العالمية التي تمنح عادة لأعمال ذات جودة عالية.

- لماذا هذه التيمة بالذات؟
-- اخترت هذا الموضوع لعدة أسباب منها سبب ظرفي، إذ عرض علي إبراهيم هاني سيناريو تدور قصته حول أختين وصديقتهما، الثلاث يعانين مشكل العنوسة، ووالديهن الذين يريدون تزويجهن بأي ثمن. السيناريو يتطرق لحياتهن اليومية لمدة شهور لينتهي بقصة واحدة منهن التي ينجح والدها في تزويجها بعريس غني، فلاح يمتلك أراضي كثيرة وضيعة بعيدة عن الأنظار، بقية القصة ستجدونها في الفيلم. الشيء الذي أثار انتباهي بشدة هو وضعية هذه الفتاة ذات الثلاثين ربيعا، متحضرة، أنيقة، تهتم بشكلها الخارجي، وتحلم بالحياة كما تقرؤها في الروايات أو تراها في المسلسلات المصرية. تتزوج بهذه الطريقة وترتمي في أحضان رجل غليظ وتصبح سجينة عادات وطريقة عيش فيودالية متشابهة مع كل ما هو قديم ومتجاوز. الوضعية تزداد تأزما عندما تكتشف هذه الفتاة أن هذا الزوج عاجز جنسيا، ماذا ستعمل أي شابة في مثل هذه الظروف؟
كنت أشتغل على السيناريو، إذ أنجزت خمسة سيناريوهات مختلفة، وتأكد لي يوما بعد يوم أهمية الموضوع الرئيسي والمواضيع الفرعية وصعوبة معالجة ودمج كل هذا في الفيلم نفسه مع المحافظة على الوضوح وعدم الإطناب.
شيئا فشيئا أصبحت أرى الشخصيات من الخارج ومن الداخل وأحاول الوصول إلى أعماقها، وبسرعة صارت الأشياء أكثر وضوحا، بطبيعة الحال كانت هناك عدة خيارات لكنني لم أتوقف لأن كل هذا كان يدخل ضمن الصورة التي أرى بها العالم، يمكن أن تعتبر هذا غرورا لكن كما تعرف لكل نظرته الخاصة إلى الحياة، ولهذا فنحن نختلف عن الحيوانات ويمكننا التقدم إلى الأمام.



- ألا يخيفكم التطرق إلى الجنس في السينما؟
-- إطلاقا لا، كيف يمكننا تصور الحياة بدون جنس؟ الله تعالى خلقنا ذكورا وإناثا من أجل الإنجاب واستمرار الحياة على الأرض، إذن لماذا نتجاهل الجنس؟
السينما أحيانا هي مرآة تعكس جوانب عديدة من الحياة، والجنس هو جانب من هذه الجوانب التى يجب علينا أن نتحدث عنها، بالطبع هناك طرق متعددة لمعالجة الجنس في السنيما كما في الحياة اليومية، وهنا يظهر عمل المبدع لكي لا يقع خلط بين الجنس والبورنوغرافيا، وأعرف أن هناك أشخاصا عندهم إلتباس وسوء فهم لهذه النقطة بالذات ويحاولون الإيقاع بي في هذا الفخ لكنني سأظل يقظا ولن أسقط فيه.

- هل تتوقعون رد فعل صاخبا من لدن القوى المحافظة؟
-- أتمنى أن ينجح فيلم "سميرة في الضيعة، في استقطاب اهتمام المشاهدين وأن يخلق بينهم حوارات مثمرة، وأتمنى أن تمر هذه الحوارات وتبادل وجهات النظر في جو من الاحترام والصراحة. يجب أن تحترم جميع الآراء، المهم من هذا كله أن نتناقش حول هذا الموضوع بهدوء وعقلانية، لأنه جانب مهم من حياتنا الاجتماعية، ولا يمكن أن يظل ضمن الطابوهات، لهذا تطرقت له في فيلم "سميرة في الضيعة" لأن السكوت تترتب عنه عواقب وخيمة.
لقد تطرقت ّإلى هذا الموضوع وأردت أن أشاهد من الداخل ومن الخارج مأساة أربعة أشخاص مجبرين على العيش تحت سقف واحد، أنا لا أدعي الحكمة وليست لدي رسائل أو دروس أعطيها للآخرين، حاولت ببساطة التعبير عن العالم الذي أعيش فيه وأظن أنني نجحت وهذا يكفيني.

- لماذا بقيت نهاية الفيلم مفتوحة ؟ هل سننتظر "سميرة في الضيعة 2" أم أن المرأة المغربية محكوم عليها بالخضوع والصمت؟

-- للجواب عن هذا السؤال أقول إن المرأة المغربية ناضجة ومحصنة، وأثبتت هذا في السنوات الأخيرة. لقد أصبحت مثلا أعلى في دول العالم الثالث، أنظروا حولكم فالمرأة المغربية لا تخضع للعزلة والعنف إلا بمحض إرادتها. أظن أنها تبرهن كل يوم عن قدراتها على المطالبة والحصول على حقوقها، وفيلم "سميرة في الضيعة" يشارك نوعا ما في كفاح المرأة، ويدافع عن وضعيتها كامرأة بالغة ومتحررة من هيمنة و ضغط المجتمع الرجولي.
أجرى الحوار: جمال الخنوسي