30‏/09‏/2007

مسؤولون أمريكيون يدعون إلى وضع حد لقرعة الهجرة السنوية

مسؤولون أمريكيون يدعون إلى وضع حد لقرعة الهجرة السنوية
اعتبروها طريقا سهلا للإرهابيين والمتطرفين لدخول البلاد وإلغاؤها سيقطع الطريق أمام "المجرمين"


لم يكن لأحداث الحادي عشر من شتنبر الإرهابية تأثير مادي على الاقتصاد الأمريكي فحسب، مع سقوط أحد الرموز الاقتصادية الكبرى في بلاد العم سام، وأيقونة عظمته وشموخه، ويتعلق الأمر بتهاوي برجي التجارة العالمية في نيويورك، بل خلفت العمليات آثارا نفسية بليغة وأصابت الإدارة الأمريكية بفوبيا أو خوف مرضي اسمه العرب والمسلمون والمهاجرون على العموم.
آخر أعراض هذا المرض العضال يتجلى في الأصوات النشاز التي بدأت تتعالى بين الفينة والأخرى، تدعو إلى إلغاء برنامج الهجرة السنوي الذي تقوم من خلاله الإدارة الأمريكية بإجراء قرعة عشوائية تتم عن طريق الكمبيوتر، وتتيح 55 ألف فرصة للهجرة والإقامة والعمل سنويا، ويكون من حق الفائزين الذين يشترط فيهم الحصول على مؤهل دراسي أو خبرة لمدة سنتين في العمل، بعد سنوات معدودة الحصول على الجنسية الأمريكية والانتماء إلى "الدولة العظمى" ودخول "الفردوس المفقود" من بابه الواسع.
لقد اختارت الإدارة الأمريكية هذه الوسيلة "العشوائية" لتسيير سياسة الهجرة وخولت للكمبيوتر مسؤولية انتقاء المحظوظين الذين ستفتح أمامهم أبواب "سيدنا قدر" خلافا لسياسات بلدان أخرى مثل الهجرة الانتقائية في فرنسا و الهجرة النخبوية في كندا.
وسائل الإعلام الأمريكية المساندة للمحافظين الجدد في البيت الأبيض، أطلقت عنان لسانها للحديث عن تقرير حكومي خلص إلى كون برنامج القرعة السنوي أو "اليانصيب الأمريكي"، أصبح ضحية للإرهابيين والمزورين الذين جعلوا منه بابا لدخول الولايات المتحدة، ونشر الرعب فيها. وحسب التقرير ذاته فإن المسألة أصبحت ملحة، وتكتسي طابعا حيويا مع الوقت عصيب، الذي جعل يد الارهاب تضرب في كل مكان بشكل أعمى يفتح الباب لكل الاحتمالات، ويجعل من الضروري "تنظيف" البرنامج أو إلغاءه.
ولتأكيد هذه الأطروحة يلح التقرير الذي نشر في 21 شتنبر الماضي تحت عنوان "أمن الحدود: التزوير يحد من فاعلية الدولة في ضبط برنامج الهجرة"، على أن 9800 فرد حول العالم، ينتمون إلى دول تنعتها أمريكا ب"داعمة للإرهاب"، استغلوا قرعة الهجرة من أجل الدخول إلى "جنات عدن" قادمين من "محور الشر"، والحصول على البطاقة الخضراء، "معبودة الجماهير" التي تخول لهم الإقامة الدائمة في البلاد. ويتكون الرقم المذكور من إيرانيين يمثلون 3000 فرد، والسودانيين بالعدد نفسه، والسوريين ب160 فردا والكوبيين ب2700 فرد.
وطالب التقرير نفسه بضرورة تتبع هؤلاء المهاجرين بعد التحاقهم ب"الوطن الجديد" والتأكد من خططهم، ومحاكمة نواياهم. "فالولايات المتحدة ستستقبل المهاجرين الذين يحترمون قوانينها، ويساهمون في بناء المجتمع، مع وضع الأمن كأولى الأولويات".
أصوات أخرى من بينها الجمهوري "توم تانكريدو" دعت، وبكل بساطة، إلى وضع حد لهذا البرنامج وقطع الطريق بشكل جذري على هؤلاء "المشوشين" وإنهاء "صداع الراس". "إن الإرهابيين المفترضين والمجرمين الخطرين يستغلون برنامج الهجرة لدخول البلاد، وحان الوقت للكف عن اللعب بأمن البلاد وسلامتها وبالتالي إيقاف هذا البرنامج فورا، لأنه يحمل ثغرات وعيوبا يستغلها منتمون لبلدان تشجع الإرهاب وتحميه لاختراق أمننا وتهديد سلامة بلدنا ".
ويعتبر هذا التقرير الثاني من نوعه بعد تقرير مشابه صدر سنة 2003 وخلص إلى النتائج نفسها، وغذى الفوبيا ذاتها التي جعلت من العرب والمسلمين متهمين إلى أن تتبث براءتهم.
جمال الخنوسي
http://jamalelkhanoussi.blogspot.com/

27‏/09‏/2007

مغربي متهم بالإرهاب تسقطه الانترنيت في كندا



مغربي متهم بالإرهاب تسقطه الانترنيت في كندا
سعيد ناموح اتهم بالمشاركة في منتديات للقاعدة وبالإعداد لتفجيرات في ألمانيا والنمسا


سعيد ناموح مهاجر مغربي يعيش في كندا، يبلغ من العمر 34 عاما، ألقى عليه القبض الدرك الملكي الكندي "جي إع


سي" و وجهت له تهمة التحضير لتفجير سيارة مفخخة بمساعدة شركاء.مدعي العرش قال إنه كان على صلة مع مجموعة نمساوية ذات صلة بالقاعدة، "الدليل المتوفر لدينا يؤيد الاتهام، والتحقيق مستمر".
سعيد ناموح، مغربي آخر ينضاف إلى لائحة المتهمين بالإرهاب، سيثبت القضاء صحة الادعاءات أو بطلانها، ابن مدينة القنيطرة أصبح الآن إرهابيا مفترضا، هذه قصته:

ناموح في قبضة العدالة

يأتي سقوط المغربي سعيد ناموح في يد العدالة في إطار التحقيق الجاري حول بث شريط فيديو على شبكة الانترنيت، يهدد كلا من النمسا وألمانيا بعملية تفجير إرهابية. كما يأتي نتيجة إلقاء رجال الأمن في النمسا القبض على ثلاثة مشتبه بهم تحوم حولهم شبهات الارتباط بتنظيم القاعدة.
وفي الوقت الذي تم فيه إطلاق سراح عنصر من المجموعة يبلغ من العمر 26 عاما ألقي عليه القبض في "ماسكينونجي" قبل عشرة أيام، ارتأى القاضي أنه لا تتوفر أدلة كافية ضده، تم الإبقاء رهن الاعتقال أسبوعين، على شاب يبلغ من العمر 22 سنة وزوجته البالغة من العمر 20 سنة، وتم التحفظ عليهما ورفض طلب تمتيعهما بالسراح المؤقت. ويتهدد الزوج ذا الأصول العربية عشر سنوات سجنا إذا ما ثبتت عليهما تهمة الانضمام إلى خلية إرهابية.
وذكرت تقارير الأمن النمساوي أن مقطع الفيديو يهدد كلا من ألمانيا والنمسا بعمليات إرهابية إذا ما رفض البلدان سحب قواتهما من أفغانستان. وتشارك ألمانيا في قوات الحلف الأطلسي المرابطة في أفغانستان ب3000 جندي بينما لا تشارك النمسا سوى بأربع ضباط للربط والاتصال.
تعاون نمساوي كندي
حسب مجموعة أمريكية للبحث في موضوع الإرهاب تعكف على مراقبة وتحليل خطابات القاعدة على شبكة الانترنيت، فإن المشتبه فيه البالغ من العمر 22 سنة كان أحد رؤساء الجبهة الإعلامية للإسلام العالمي وهي مجموعة متخصصة في البروباغندا لصالح القاعدة ومرتبطة بعلميات إرهابية.
وقال وزير الداخلية النمساوي غونتر بلاتير في حديث للتلفزيون النمساوي إنه بفضل التعاون بين أجهزة الأمن الكندية والنمساوية تم إلقاء القبض على المسلمين الأربعة بعد مراقبة اتصالاتهم عبر شبكة الانترنت.وذكر انه لم يتم التوصل حتى الآن إلى أدلة تفيد بتورط هؤلاء في أعمال إرهابية باستثناء شريط فيديو يهدد النمسا وألمانيا بأعمال انتقامية بسبب تدخلهما في أفغانستان ويشتبه بصلتهم بهذا العمل.وأكد أنه في حالة ثبوت قيام المعتقلين الثلاثة في النمسا بإعداد هذا الفيلم فإنهم سيعاقبون وفقا للقانون الجنائي المحلي بتهمة التحريض على الإرهاب.
وكان الدرك الملكي الكندي أطلق تحقيقاته بعد اتصالات مع السلطات النمساوية قبل شهرين واتفق الطرفان للقيام بعمليات الاعتقال في الوقت نفسه.
وحسب تصريحات الكابورال سيلفان لورو من الدرك الملكي الكندي، ليس هناك داع للاعتقاد أن المشتبه فيهم كانوا ينوون القيام بعمليات إرهابية في التراب الكندي، وأن كندا كانت طرفا في المخطط دون أن تكون هدفا. وأضاف أنه لحدود الآن تبقى مسألة تسليم سعيد ناموح للسلطات النمساوية غير مطروح.
من جهة أخرى طالب محامي ناموح مهلة من أجل التقدم بطلب جديد لتمتيعه بالسراح المؤقت مقابل كفالة.

المخطط الفاشل

حسب أوراق الدعوى فإن ناموح كان يخطط لعمل إرهابي بين أبريل وشتنبر 2007 بمشاركة محمد محمود وأشخاص آخرين من خلال تفجير سيارة مفخخة في مكان غير محدد وإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا. وأكد الدرك الملكي الكندي انه لم يعثر على أية متفجرات عندما تم إلقاء القبض على المهاجر المغربي. إلا أنهم حجزوا وثائق ومستندات وأجهزة كمبيوتر، رفضوا الإفصاح عن محتواها.
وتبرز أوراق الدعوى أن ناموح معروف لدى السلطات الكندية وفرق محاربة الإرهاب منذ زمن بعيد، واتهم في بداية الصيف باقتحام ملك خاص، وكان من المقرر أن يمثل أمام العدالة في 24 شتنبر الجاري بشاوينيغات.
وجاء في أوراق الدعوى أن ناموح كان يشارك في المنتديات الجهادية على شبكة الانترنيت، تحت اسم مستعار هو "أشرف"، وكانت مشاركاته لافتة يوزع فيها عناوين مواقع جهادية ومقاطع فيديو للظواهري وبن لادن. وقالت بعض المصادر الكندية إن ناموح كان من المقربين للجبهة الإعلامية للإسلام العالمي التي تتكفل بنشر أفكار وخطابات القاعدة "لذلك تتبعت الشرطة خطاباته ومشاركاته لمعرفة الدور الذي يقوم به ومنذ متى. فالتهديد الإرهابي يبقى دائما محدقا في الأماكن غير المنتظرة".

مهاجر "عادي"
عاش ناموح أكبر جزء من حياته في المغرب حيث التقى بامرأة كندية من إقليم الكيبيك تدعى "كارول ليسارد" إذ تزوجها سنة 2002 وافترقا منذ سنة تقريبا. لكن الدرك الملكي ألقى عليه القبض في مسكنها، حيث كان يقطن منذ أيام بعد أن ترك بيته في "تروا ريفيار" لسبب مجهول. ومن خلال المعلومات المتوفرة لم يتم الاطلاع على الوضعية القانونية لناموح وما إذا كان حصل على الجنسية الكندية.
وتعتقد السيدة ليسارد أن زوجها السابق لا يمكن انه تكون له علاقة بأي تهديدات إرهابية.
كما عبر جيران ناموح عن دهشتهم أمام أسباب اعتقاله. ويقول ميشال كليمون عمدة ماسكينونجي إن العديد من السكان جاؤوا يستفسرون حول سيارة كبيرة سوداء كانت ترابط في حيهم للمراقبة و"كنت أعتقد أنهم جاؤوا من اجل مراقبة زراعة القنب الهندي على أراض فلاحية".
وقالت الزوجة السابقة التي لم تصدق ما حدث في حوار مع راديو كندا إن زوجها السابق الذي تزوجته سنة 2003 لم يكن قط عنيفا أو عدوانيا.
وفي لقاء مع فرانس بريس قال محمد ناموح ابن عم سعيد إنه لا يصدق أن يكون ابن العائلة متورط في عمل إرهابي، "لقد كان مهذبا جدا ودائم الابتسام". وقال الشاب البالغ من العمر 30 سنة، إن آخر مرة رأى فيها سعيد كانت قبل 5 سنوات أي قبل هجرته إلى كندا. ويضيف محمد أن لابن عمه العديد من الإخوة والأخوات وابن يعيش في المغرب.
ويحكي محمد أن سعيد ترعرع بمدينة القنيطرة وحاول في العديد من المرات الهجرة إلى كندا لكن بلا جدوى حيث كانت السفارة الكندية ترفض دائما طلب التأشيرة. إلى أن التقى ب"كارول ليسارد" البالغة من العمر آنذاك 18 سنة والتي جاءت في سفر إلى المغرب بعد شهور من المحادثات على الانترنيت، فتزوجها في 2002 والتحقا معا بكندا. إلا أن كارول طلبت الطلاق سنة 2006 بسبب خيانة زوجها. فرحل للعيش في منطقة "تروا ريفيار" حيث قضى هناك بعض الوقت وعندما لم يتمكن من سداد ثمن كراء البيت تركه وعاد للعيش مرة أخرى عند طليقته حيث ألقى عليه الدرك الملكي القبض.
وقالت إحدى صديقات سعيد إنه كان كثير الصلاة ويستعمل الانترنيت باستمرار وربما التقى محمد محمود على الشبكة العنكبوتية حيث كان يقوم بتجنيد الأتباع عبر البريد أيضا، حسبما ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية.
وقال أحد مشغليه القدامى إنه كان مواظبا على الصلاة ويصوم رمضان ودائم البحث عن عمل أفضل لأنه كان يريد إرسال إعانات لجمعيات تهتم بالمعاقين كما كان يدعي.
ويتتبع سكان مدينة ماسكينونجي عن كثب قضية المهاجر المتهم بعلاقته مع منظمة بن لادن الإرهابية وهو ما اعتبره الجميع مفاجأة وصدمة كبيرة.

أمام القاضي

قالت مصادر قضائية إن ناموح سيقضي المدة الحبسية في كندا، إذا ما ثبتت عليه التهمة ولن يتم ترحيله إلى المغرب. في حين رفضت "ماري ايلين لوبلون بورك"محامية المهاجر المغربي التعليق. في الوقت الذي تم فيه عرض ناموح وللمرة الثانية خلال يومين في قصر العدالة لمونتريال، حيث بدا المهاجر المغربي هادئا يرتدي سروال جينز وقميصا أبيض اللون. ولزم قفص المتهمين قرابة دقيقة واحدة الوقت اللازم ليعرف فيه أنه ملزم بالبقاء رهن الاعتقال إلى غاية الموعد المقبل للجلسة.

جمال الخنوسي

"البرتقالة المرة" فيلم تلفزيوني بلا طعم


من إنتاج القناة الثانية
"البرتقالة المرة" فيلم تلفزيوني بلا طعم

قدمت القناة الثانية ليلة الجمعة الماضي ضمن برمجة اليوم الأول من شهر رمضان المبارك فيلما تلفزيونيا من إنتاج القناة يحمل اسم "البرتقالة المرة". ويحكي الفيلم قصة السعدية التي خرجت رفقة صديقتها عواطف لقطف البرتقال المر، وستقودها مغامرتها إلى التعرف على شاب وسيم يعمل شرطيا ويدعى أمين، ستقع في حبه بشكل جنوني. ومع مرور الأيام ازداد تعلق السعدية بأمين، وفكرت في وسيلة تخبره من خلالها بحبها له، فاستعانت بصديقتها عواطف وابنة خالتها ليلى لكتابة رسالة ضمنتها مشاعرها تجاهه ورغبتها في الزواج منه.
ورغم الأداء المميز لمجموع الممثلين انطلاقا من هدى الريحاني ويوسف الجندي وصولا إلى فضيلة بنموسى وعبد الله العمراني وريم شماعو، إلا أن شخصيات الفيلم بدت منفصلة عن الواقع، وظهرت بلهاء تتصرف بشكل أخرق ولا تمتلك أية مصداقية. ونجد الحوار والأحداث "لا معقولة" وغير مقنعة في الكثير من الأحيان، كما هو حال المراهق الذي يفتح الباب للبطلة ويقول لها بلا مناسبة "أنا تنموت عليك". وبصمت مخرجة الفيلم بوشرى إيجورك الشخصيات الرئيسية بالكثير من "البراءة" الطفولية، وحاولت تقريب البطلة، دون جدوى، الى شخصية الصبية "لوليتا" الشهيرة وتضفي عليها ملامحها، لكنها أخفقت في محاولتها وصنعت شخصية متصابية وسلبية.
لقد حاولت إيجورك أن تروي لنا قصة حب كلاسيكية في زمن كلاسيكي لم تقنعنا به، قصة حب من زمن آخر استغلت فيها مناظر وفضاءات مدينة أصيلة بشكل جيد، لكنها في الوقت ذاته قدمت نماذج سيئة للمرأة المغربية: فالبطلة الأمية العاشقة توجهت مع أول عقبة واجهتها إلى السحر والشعوذة، وقصدت الفقيه للحصول على "القبول" من أجل حبيب القلب، ونموذج الأم الخنوعة التي تعاني سلطة نوع من "سي السيد" المغربي المتعجرف. إضافة إلى الصديقة التي تدخل حياتها في باب العبيد والاقنان والخضوع الأعمى. وفي الختام فإن النهاية المأساوية للبطلة التي ارتكبت "ذنب الحب والعشق" تنم عن عقلية محافظة، وشعور دفين بالذنب، وعقاب لاشعوري يكرس نظرة المجتمع السلبية التي فرضت نفسها بشكل متعمد أو عفوي على مخرجة شابة. فقد انتهى حال البطلة التي كسرت القواعد وتحدت الأعراف من "بنت الناس" الى "سعاية" تشرب الماء من طاولات زبناء المقاهي. كما طبعت النظرة المحافظة والمتخلفة نفسها مؤسسة الزواج بالنظرة الذكورية التي لا ترى في الزوجة سوى "خدامة او طيابة" مجانية.
كما ملأت الفيلم مجموعة من الكليشيهات التي تعاقبت في مجموعة من المسلسلات وتعطي الشعور بأن المشاهد سبق له رؤية المشهد في وقت سابق. مثل قضية ام البطل التي تتظاهر بالمرض كلما أرادت أن تفاتح ابنها في موضوع الزواج ! إضافة إلى أن مشهد الأم التي تخرج للبحث عن ابنتها التائهة ينتهى بشكل مفاجئ وهو ما بعتبر خطأ فادحا غير مفهوم لان المشهد بدا مبتورا ودون أي مبرر.
لقد حاولت ايجوررك أن تبتكر قصة حب لذيذة كالبرتقالة الناضجة وبدل ذلك قدمت برتقالة بلا طعم وتحولت المرارة التي نظيف عليها بعض السكر لتحلو الى برتقالة "باسلة" لم ينفع معها المجهود الذي بذل.
جمال الخنوسي

اليازغي يمنع الكحص من التلفزيون


اليازغي يمنع الكحص من التلفزيون

في خطوة مفاجئة، قررت القناة الثانية تأجيل عرض حلقة اليوم (الأربعاء) من البرنامج الحواري غير المباشر "مي أنكور" الذي تبثه القناة الثانية مرة كل شهر، وهي الحلقة الخاصة بمحمد الكحص، كاتب الدولة المكلف بالشباب، والعضو المستقيل من المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي. والتي سبق للقناة أن أعلنت عن محاورها الأساسية ونبذة عن الضيف في عدد من الوصلات الإشهارية.
وقالت مصادر مقربة من الكحص إن حميد برادة، الصحافي المخضرم الذي يشرف على إعداد وتقديم البرنامج، أجرى، أول أمس (الاثنين) اتصالا هاتفيا بالكحص، وأخبره بمضمون قرار صادر عن الإدارة العامة للقناة يقضي بعدم بث الحلقة لأسباب لم يذكرها، مكتفيا بالقول إن العقد الموقع بينه وبين الأخيرة يقضي أن يقترح ضيوف البرنامج ويسجل ويعد الحلقات ويسهر على إخراجها، في حين يبقى قرار البث في يد الإدارة التي لها الحق، حسب العقد، في الحسم فيه.
ورجحت المصادر نفسها أن يكون "لموضوع المنع" علاقة بضغوطات قوية مارسها محمد اليازغي، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، على كل من نبيل بنعبد الله، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة وفيصل العرايشي، مدير الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية ومصطفى بنعلي، مدير القناة الثانية، لمنع مرور محمد الكحص، وهو ما حصل بالفعل، إذ اتصلت إدارة دوزيم بمعد البرنامج لتوقيف البث.
وأكدت المصادر ذاتها، في تصريح لـ"الصباح" أن أكثر ما أغاظ محمد اليازغي هو مضمون الوصلة الإشهارية الخاصة بالبرنامج التي قدمت محمد الكحص باعتباره أحد الأطر الوازنة التي تمثل مستقبل حزب القوات الشعبية، وقالت أيضا، إن اليازغي عبر عن انزعاجه من تزامن بث الحلقة مع عشية الدورة العادية للمجلس الوطني التي من المقرر انعقادها يوم غد (الخميس) بالرباط للحسم بين خيار المشاركة في الحكومة المقبلة والانحياز إلى صف المعارضة، مؤكدة أن الكاتب الأول تخوف من أن تتحول تصريحات الكحص في البرنامج المذكور إلى رسائل مشفرة، وأخرى واضحة إلى بعض أعضاء المجلس الوطني والتأثير على توجهاته الــعامة.
وذكر مصدر من داخل القناة الثانية أن الحلقة تم تأجيلها إلى الأسبوع المقبل نظرا لحساسية الظرف السياسي وعدم استعداد دوزيم للدخول طرفا في صراعات وخلافات حزبية. كما أكد المصدر ذاته أن تصريحات الكحص لن يجرى عليها أي تغيير وسيتم الاحتفاظ بالحلقة التي تحدث فيها الضيف عن مساره السياسي ومستقبل اليسار عامة، كما هي دون إدخال تعديلات أو روتوشات، مشددا في الوقت ذاته على أن قرار التأجيل "شأن داخلي" اتخذ داخل مديرية الأخبار.
وليس هذه المرة الأولى التي يتدخل فيها اليازغي بثقله لدى مراكز القرار الإعلامي العمومي لمنع محاورين، أو طرد محللين، أو فرض برامج حوارية من نوع خاص، فقد سبق للكاتب الأول أن تدخل للاحتجاج بقوة على مشاركة حسن طارق، عضو المجلس الوطني والكاتب العام السابق للشبيبة الاتحادية وأحد الوجوه البارزة في تيار "الاشتراكيون الجدد"، ومروره في القناة الثانية ضمن برنامج "مباشرة معكم" مع العلم أنه شارك بصفته "فاعلا سياسيا"، وهو القرار الذي دافع عنه اليازغي في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الاستثنائي الأخير، إذ قال إنه لا يمكن أن يسمح الإعلام العمومي بمرور من هب ودب. إضافة إلى واقعة منع جمال براوي من الاستمرار في المشاركة في النشرات الإخبارية محللا سياسيا بالطريقة نفسها. في المقابل فرض محمد الأشعري، وزير الثقافة، وأحد المقربين لليازغي، نفسه في برنامج خاص (ضيف خاص) للرد على الاتهامات التي وجهها إليه المسرحي عبد الكريم برشيد خلال حلقة من برنامج "مباشرة معكم" تناولت موضوع حرية التعبير والإبداع.
والجدير بالذكر أن برنامج "مي أنكور" يسعى إلى مناقشة شخصيات وازنة في السياسة والثقافة والفن في لقاء مفتوح تكون فيه الإجابات وتصريحات الضيف أهم من الأسئلة، حيث يحاول برادة "انتزاع" الحقيقة والمعلومات الخفية من الضيوف المغاربة والأجانب الذين يتميزون بالمستوى العالي والقيمة المعرفية دون اشتراط الشهرة أوالانتشار.وكان أحد المقربين من البرنامج صرح من قبل "أن البرنامج لا يعترف بالخطوط الحمراء ويتمتع بهامش واسع من الحرية، التي غدت أحد مظاهر التحولات التي يشهدها المغرب. لكن مع ذلك، يميز القيمون على البرنامج بين الحرية والمسؤولية، التي لا تتنافى مع المهنية والحس الصحافي".
وتجدر الإشارة إلى أن حميد برادة، الصحافي بمجلة "جون أفريك"، كان أحد أبرز معارضي الملك الراحل الحسن الثاني في بداية الستينات من القرن الماضي، وحكم عليه بالإعدام على خلفية محاولة اغتياله (الملك) فيما سمي آنذاك مؤامرة 1963. كما كان رئيسا سابقا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وصديقا مقربا للمهدي بن بركة وعبد الرحمان اليوسفي والفقيه البصري، وعمل طويلا في القناة الفرونكفونية "تي في 5".
جمال الخنوسي

23‏/09‏/2007

هاكا

هاكا
لابد أن الأشهر الأخيرة كانت متعبة جدا للهيأة العليا للسمعي البصري وحكمائها، ولم يذوقوا فيها طعم الراحة. فمباشرة بعد مراقبتها لوسائل الإعلام والحصص المخصصة لكل حزب، انخرطت في مراقبة القناتين الأولى والثانية تفاديا للأخطاء والتجاوزات التي تعرفها عادة كل شهر رمضان. ولعل التقرير الذي أصدرته الهيأة عند نهاية الشهر المبارك من السنة الماضية جعل الأنظار تتمركز حول برامج القناتين وتعاملها مع المشاهدين وتقسيم الحصص الإشهارية، خصوصا أن التقرير المذكور كان قويا وأثار العديد من القضايا الحساسة.
لقد وجهت الهاكا إنذارات بخصوص احترام مدة الإشهار خلال ساعات الذروة،
والتي يدعو دفتر تحملات القناة الأولى بالفصل بينها بفترة لا تقل عن عشرين دقيقة ، قابلة للتقليص إلى خمس عشرة دقيقة خلال شهر رمضان بين وصلتين إشهاريتين متواليتين داخل البرنامج نفسه. ولا يجوز قطع الأعمال السينمائية بالوصلات الإشهارية حفاظا على نسقها. باستثناء إذا تجاوز العمل السينمائي 90 دقيقة، يمكن قطعه مرة واحدة لمدة لا تتجاوز دقيقتين.
وبالنسبة إلى القناة الثانية فإن مدة الوصلات يجب أن لا تتعدى 6 دقائق ولا يمكن أن تتجاوز المدة الإجمالية للوصلات الإشهارية 8 دقائق في الساعة كمعدل سنوي. وارتأت الهاكا ان تقلل مدة الإشهار المسموح به بمعدل دقيقة في السنة، إذ فرضت أن لا تتجاوز المدة الإجمالية للوصلات الإشهارية 16 دقيقة في سنة 2006، و15 دقيقة في 2007، و14 دقيقة في 2008. إلا أنها سمحت بتجاوز هذا السقف خلال شهر رمضان في حدود 20 دقيقة، و18 دقيقة، و16 دقيقة على التوالي.

وأشارت التقارير أيضا إلى العديد من التجاوزات التي طالت "كرامة الإنسان" من خلال تلميحات عنصرية لأحد "المهرجين"، كما أثيرت قضايا كبرى داخل وخارج الهاكا حول استعمال اللغة وضوابطها، وقسمت حكماءها إلى محافظين يرفضون الاستخفاف باللغة واستعمال الألفاظ "الزنقاوية"، وآخرين يرون ضرورة بقاء الهاكا في منأى عن مثل هذا الجدال لأنه ليس من اختصاصها أساسا.
إن تخلي الهاكا عن دور الشرطي الذي يحرس كل شيء ويرعى أي شيء يبقى هو الأقرب إلى الصواب في ظل تعاملها مع فاعلين واعين برهانات الحاضر ومتطلبات المستقبل. إلا أن التجاوزات المسجلة في السنة الماضية قابلة للتكرار خلال هذه السنة. ويكفي هنا ان نطرح مثال الخلط الذي يمكن أن يتعرض له المشاهد بين المادة المعروضة سواء كانت سكيتش أو سيتكوم والوصلة الإشهارية، خصوصا إذا كان بطل المادة التلفزيونية هو نفسه بطل الوصلة الإشهارية، كما هو الحال مع "تيت سويت" حسن الفد وإشهار ميديتل و"جوا من جم" وإشهار اتصالات المغرب. وهي كلها تجاوزات تم التنبيه إليها في السنة الماضية ومواد دفاتر التحملات واضحة في هذا الباب وتم تجاهلها لم يتم الامتثال لها.
كل هذه الأمور ستعيد حتما النقاش حول شرطي الإعلام المغربي والسلط المخول إليه والدور الذي يلعبه أو يجب أن يلعبه.
جمال الخنوسي

الكوميديا الرمضانية وفكاهيو "البورتابلات" أفسدوا فرجة المغاربة

الكوميديا الرمضانية وفكاهيو "البورتابلات" أفسدوا فرجة المغاربة
الفد "مشا ليه الريزو" وفهيد منتوج "بيريمي" والعوني يكرر نفسه

حل الشهر الكريم وحلت معه طقوسه وعاداته وتقاليده، وفي الوقت ذاته جر وراءه البرمجة التلفزيونية الدسمة التي تعدها القنوات للشهر الفضيل. القناة الأولى ودوزيم، اللهم لا تقطع لهما عادة، استعدتا هما كذلك بترسانة من السكيتشات والسيتكومات الكوميدية لعل وعسى تنتزعان الابتسامة من الوجوه الشاحبة والمضيومة. ومع كل آذان مغرب يبدأ القصف الفكاهي الباسل من فكاهيي البورتابلات الذين صنعوا مجدهم مع شركات الاتصالات التي تدفع مقابل الإشهارات بسخاء.
لست أدري لماذا فشل "خبراء" الفكاهة في انتزاع الابتسامة من المغاربة، ولست أدري لماذا تصر قناتانا على فرض الوجوه نفسها وتكرار الأخطاء ذاتها:
فحسن الفد الذي يقدم هذه السنة خلطة اسمها "تيت سويت" أنهكته الوصلات الإشهارية التي يعرضها طيلة السنة. وأصبح يقدم نكتة "بايخة" وسكيتشات "مسخرة" من قبيل "كنت أعتقد أن الأرز ما هو إلا أزرار قوامج بابا!" ... قمة الإبداع. ومحمد الجم الذي رقصته شركة البورتابلات في السنة الماضية على كل الحبال من الهيب وحتى البريك دانس، وشقلبت كيانه وقلبت عالمه رأسا على عقب عاد هذه السنة بمسخ اسمه "جوا من جم" يظهر فيه جيدا مدى التعب الذي لحق بالفنان الكوميدي من كثرة القفز والتنطيط في الإشهار الذي يجمعه مع كوميدي آخر من الصنف نفسه، أمتع المغاربة في رمضان 2007 براحة بيولوجية "الله يكتر خيرو". لم يعد "تخراج العينين واللسان مدلي والسروال معلي" ينفع، ولم يعد الابتزاز الكوميدي يأتي بنتيجة، وأثبت الجم برقصه المائع أن مجده بقي وراءه وتذكر المغاربة في حسرة قفشاته وحركاته على المسرح.
ومن كوميديا البورطابلات الى كوميديا البرارد وما ركات الشاي نجد عبد الخالق فهيد بسلسلة تعتمد على الحركات والكلمات ذاتها التي لا تضحك حتى "شمكار ضارب سمطة ديال القرقوبي".
سعيد الناصيري الذي استنجدت به القناة الثانية في آخر لحظة كرر نفسه ولم يأت بجديد. فالعوني هو العوني، وأخطأ كثيرا عندما قبل أن يكون قارب نجاة وضيف آخر دقيقة، بعد أن حقق سنة مميزة بتجربة "وان مان شو" ناجحة "100 في المائة مغربي".
فطور الأولى مقزز يثير الغثيان، فنزار ليس وجها تلفزيونيا بالمرة ولا يمكن المراهنة على "نجاحه" على أمواج كازا إف إم في مسابقة "نعم لا" و"أطول تزغريتة" كي يكون نجما على الشاشة. أما نهاد فقفاطينها سرقت منها النجومية، واصبحت النساء من هواة الموديلات تنتظر برمجة القفطان الجديد أكثر من أي برمجة أخرى.
لقد افسد الإشهار والمستشهرون فرحتنا، وشوشت الماركات الكبرى على برمجتنا الرمضانية، وفرضت علينا فرضا بسلطتها المالية وجوها كرهناها إلى درجة الغثيان، لتسخر من ذكائنا وتهزأ بعقولنا بل أكثر من هذا صنعت مجد أبطال من ورق، واشترت شركات البورطابلات عروضا بأكملها وملأت القاعات بموظفيها وعملائها وشركائها، وأدخلت نجوم الوهم إلى موائدنا كالضيف الثقيل يحتقر ذكاءنا، ويهدد صحتنا بالشلل النصفي.
سيطل علينا بعد حين أنصاف المهرجين يرددون إن الصحافة جائرة وغير منصفة، وينعتها بالسطحية لأنها لم تفهم ترهاتهم وتستوعب مهازل ليس لها تصنيف والمؤدبون منهم يقولون إن ما يكتب على صفحات الجرائد ليس نقدا بل هو انطباع لا يفهم في فن الفهلوة. وأظن أن ما يمر في تلفزتنا لا يحتاج لا إلى نباهة ولا إلى دراسة ولا إلى قواعد النقد، لأنه لا تتوفر فيه حتى أقل شروط العمل التلفزيوني.
جمال الخنوسي

18‏/09‏/2007

نانسي عجرم

http://www.elmadad.com/modules/newbb/viewtopic.php?forum=1&post_id=1613

هيفاء وهبي

http://www.terra.net.lb/wp/Articles/DesktopArticle.aspx?ArticleID=356551&ChannelId=3


http://www.tayyar.org/tayyar/wap.php?article_id=32309&type=press_news

ستار اكاديمي

http://www.kuwaitup.com/vb/showthread.php?t=79743

هيفاء وهبي

http://www.syria-life.com/news/hiefa.html

إلغاء حفل هيفا وهبي احتل عناوين الصحف المغربية

http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=722&ChannelId=16075&ArticleId=2421&Author=

أمريكا تحاول عرقلة صفقة طائرات فرنسية للمغرب


أمريكا تحاول عرقلة صفقة طائرات فرنسية للمغرب
تعرض مقابل مقاتلات رافال الفرنسية طائرات من نوع إف 16 مستعملة

ذكرت جريدة "لا تريبين" الفرنسية في عددها ليوم أمس (الاثنين) أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول "الضغط" من أجل منع صفقة بيع طائرات من نوع "رافال" إلى المغرب. وأضافت اليومية أن الولايات المتحدة تعرض مقابل صفقة الطائرات التي تصنعها شركة "داسو أفياسيون"، صفقة أخرى "مغرية"، ويتعلق الأمر بتسليح الجيش الملكي بطائرات "إف 16" مستعملة تخلى الجيش الأمريكي عنها.
والجدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يستعد للقيام بزيارة خاصة إلى المغرب منتصف أكتوبر المقبل لتمكين شركة "داسو افياسيون" من صفقة تقدر ب2.3 مليار أورو تشمل 18 طائرة مقاتلة.
من جهة اخرى، تستعد الشركة الفرنسية لدخول مناقصة جديدة في سويسرا تشمل 22 طائرة من النوع نفسه.
وكانت جريدة لوفيغارو الفرنسية التي تمتلكها شركة "داسو" نشرت قبل أشهر تفاصيل هذه الصفقة وذكرت أن عملية الشراء ستمولها السعودية في إطار قرض لصالح المغرب الذي يسعى إلى تحديث أسطوله الجوي. في حين أوردت مصادر أخرى أن المغرب تقدم بطلب رسمي من أجل الحصول على قرض من الابناك الفرنسية مثل "بي إن بي باري با" و "الشركة العامة".ويقول خبراء الأسلحة إن "رافال" طائرة "متطورة جدا" و"هائلة" وتصلح بالخصوص للمناورات الصعبة والمعارك القوية لذلك فإن ثمنها باهظ، وتجد فرنسا صعوبات في تسويقها منذ تاريخ بداية تصنيعها سنة 1990. إلا أنه إلى حدود اليوم تم عقد صفقة مع الجيش الفرنسي أساسها 294 طائرة، إضافة الى مشاورات مع ليبيا "أحد أكبر وأقدم الزبناء"، والسعودية، والهند في إطار طلب عروض بلغ 126 طائرة مقاتلة متعددة الأغراض ذات مدى متوسط تبلغ قيمتها 10 ملايير دولار يتنافس عليها ستة منتجين (الطائرة الروسية ميغ-35، والأمريكيتان F-16 "فالكون" وF/A-18 "سوبر هورنت"، والسويدية JAS-39 "غريبين"، والأوربية "يوروفايتر- تايفون"، والفرنسية "رافال").
وكان شارل إدلستان صرح في وقت سابق أن الصفقة مع المغرب في الطريق الصحيح و"الكرة الآن في مرمى الاليزيه، لقد أنهينا المشاورات التقنية والتجارية، وننتظر الضوء الأخضر من السياسيين" في إشارة إلى القاء الذي سيجمع الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكذا معرض لصناعة الطيران (أيرو إيكسبو 2007) ستحتضنه مدينة مراكش بين 24 و27 أكتوبر المقبل بمشاركة 25 دولة.
وكانت شركة "داسو افياسيون" أعلنت في نهاية شهر غشت الماضي عن رقم معاملات برسم النصف الأول من السنة الجارية يفوق 1.79 مليار أورو أي بأرباح قدرت ب231 مليون أورو. واستطاعت أن تحصل على 87 صفقة مقابل 52 في السنة الماضية.
وتعد "رافال" برنامجا رائدا في الصناعة الدفاعية الفرنسية، وهي طائرة قتالية متعددة الوظائف صممت في بداية الثمانينات وقادرة على القيام بمهمات اعتراضية وهجومية على الأرض والاستطلاع وحتى القصف النووي.
وتحتل فرنسا المرتبة الثالثة بين الدول المصدرة للأسلحة بعد الولايات المتحدة وبريطانيا بـ12 في المائة من السوق العالمية لمبيعات الأسلحة.
جمال الخنوسي

16‏/09‏/2007

فرقة "أش كاين" تعلن إسلامها في جريدة "لوموند" الفرنسية !


فرقة "أش كاين" تعلن إسلامها في جريدة "لوموند" الفرنسية !
قدمت دروسا للوعظ والإرشاد ووزعت صكوك الأخلاق الحميدة والحداثة الحقة

انزعج الكثيرون مما كتبناه في وقت سابق حول ظاهرة فرق "الراب" ومغنيي "الهيب" الذين نبتوا على رأس كل حومة ودرب. وقلنا في حينه إن تعاطي الشباب للفن بكل ألوانه أمر محمود لا جدال فيه، إلا أن هؤلاء الشباب اعتنقوا "الراب" وغيره من الألوان الموسيقية، دون أن يستلهموا فلسفتها أو يعوا مقوماتها. وبدل أن تكون موسيقى للتنديد والاحتجاج، تحولت بين يدي هؤلاء المراهقين إلى كلمات فجة، ونوع من "التخربيق" والكلام السطحي من قبيل "خوك أنا في الديوانة". ووقع هؤلاء "الرابورات" ضحية الإعلام والصحافة التي نقلت العديد منهم من صفوف "النكرات" الى مصاف النجوم، فدوختهم عدسات المصورين والفلاشات والأضواء الملونة "فتلفات ليهم الشطحة"، ولم يفقهوا لا في "تخنتر" الحمامة ولا في مشية الغراب.
آخر مثال على هذا "الانفلات واللخبطة" ما صرحت به أخيرا فرقة تنتمي إلى هذا التيار، واشتغلت لسنوات على مزج ألوان موسيقية مغربية بالراب والهيب والتيارات الغربية، دون أية خلفيات أخرى. إلا أنها ضربت عرض الحائط بكل "مبادئ الأمس" من اجل عسل اليوم والعيش في جلباب "المرضيين" والمنعمين. ولا يمكن أن ننعتهم ب"قلبان الفيستة" لأنهم لا يرتدون هذا النوع من الملابس، بل هم من طينة "الرابورات" ذوي السراويل المهلهلة وتسريحات الشعر الغريبة و"الجيل والتكسويل" والهندام الرياضي لأكبر الماركات العالمية التي أنتجتها شركات "الشيطان الأكبر". ومع ذلك قلبوا مواقفهم ب 360 درجة ودخلوا في متاهات انتخابوية، والترويج لحزب الرجعية والتخلف والخطابات الدعوية.
ففي النسخة الالكترونية لجريدة "لوموند" الفرنسية كتبت "فلورونس بوجي" المبعوثة الخاصة للجريدة في العاصمة الإسماعيلية عن بوبكر بلكورة رئيس المجلس البلدي المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية وناقشت معه مواضيع مختلفة أنهتها بالحديث عن أحد أعضاء فريق "الراب" المدعو "أش كاين" عثمان بنحمي البالغ من العمر 27 سنة: "هذا النجم الوسيم يحب مسقط رأسه ولا يحلم بالاستقرار في مكان آخر، لكن كل شيء يقلقه في السنوات الأخيرة انطلاقا من هذا "التحديث" الذي يهدد المغرب وبفقده هويته وقيمه. وأثناء حديثه تمر فتاة أمامه بسروال الجينز لصيق بجسمها وظهر عار. فيتساءل: "إنها تتغنج كالق... وبعد ذلك تستغرب لأن لا أحد يحترمها! مشيرا إلى الفتاة بتقزز. الفتيات في المغرب "تلفوا". إنهن يأخذن، حسب اعتقاده، "الوجه السيئ" للحداثة".
وبعد ذلك تشرح لنا الجريدة سبب هذا الورع الذي نزل فجأة على "النجم الوسيم" فقد كان عثمان يتحرش بالفتيات في الشوارع ويتعدى حدود اللياقة إلا انه اليوم "يصلي ويحترم جميع الشرائع الإسلامية وأصدقاؤه في (أش كاين) أيضا".
في حقيقة الأمر لم تزعجنا هداية عثمان ورفاقه (الله يهدي الجميع) فكلنا مسلمون ونحترم ديننا الى أبعد حد، ولا نحتاج في كل مرة أن نعبر عن نوايانا ونفصح عما في قلوبنا. لكن المزعج حقا هو هذا الاستعراض المرضي الذي يقوم به رواد "الطريقة العيساوية" لدرجة التعري "l’exhibitionnisme" والإعلان المفضوح عن أشياء وسلوكات لا تستدعي ذلك، في نوع من المزايدة المجانية، يضيف عثمان الوسيم: "لقد أصبح الأمر نوعا من المنافسة وكل منا يريد ان يثبت أنه مسلم أكثر من الآخر ... إنها ليست لعبة بيننا، لكنها طريقتنا للبرهنة على أننا فخورون كوننا مسلمين. وكلما نعتنونا بالتطرف كلما أصررنا على ذلك". وفي الأخير تأخذه الحماسة إلى أبعد حد ويقول مهددا: "الأمريكان والغرب يرفضوننا وسينتهي بهم الأمر إلى أخذ صفعة في الوجه".
هكذا إذن تحول صاحبنا من مغني موسيقى "راب" ونجم وسيم تردد المراهقات اسمه في الحفلات الصاخبة إلى داعية "إيكسترا لايت" يوزع "كاتالوغات" السيرة الحسنة وصكوك "الحداثة" الحقة، وبدل الترديد "راها نايضة نوضوا" أصبح يلزم أصدقاءه قبل إجراء أي حوار مع مجلة أو جريدة بنطق الشهادتين للتعبير عن دخولهم الإسلام ثم في خطوة ثانية التصريح بعدد الركعات التي يؤديها كل يوم، لكسب الود والرضى .
إن ما قام به عثمان هو خطوة يائسة، ورد فعل طبيعي لأناس شكك الجميع في مصداقيتهم منذ البداية، وفي أن موسيقاهم نوع من التهريب الثقافي والسلعة الفاسدة، وهم بتصريحاتهم هذه وتمسحهم ليل نهار بالعلم الوطني ورموز البلد وقيم الدين الإسلامي التي هي قيمنا جميعا ولا نحتاج للجهر بها في كل المنابر وفي كل المناسبات،هو فقط نوع من تأكيد الانتماء والقول إنهم من فصيلة "الطير الحر" البلدي وليس الدجاج الرومي، وبالتالي كسب التعاطف والهرولة وراء شرعية مفقودة.
جمال الخنوسي

14‏/09‏/2007

الخيار الثالث

الخيار الثالث
حلت من جديد ذكرى أحداث الحادي عشر من شتنبر الأليمة، ومرة أخرى ستملأ صور الطائرتين اللتين تصطدمان ببرج التجارة العالمية شاشات التلفزيون لتجعل منها حطاما ودخانا، وستظهر أجساد بعض الضحايا الذين أسرتهم النيران في الطوابق العليا للمبنى وهي تتهاوى في محاولة يائسة للنجاة ورغبة في الاستمرار والحياة.
حلت مرة أخرى ذكرى أحداث هزت العالم ورسمت خريطة جديدة وقلبت جميع الموازين وأعطت ميلاد مفاهيم مختلفة وحديثة. وككل سنة نحاول أن نفسر ونتكهن ونبحث عن تفسير منطقي لما حدث أو يحدث، لكن في جميع الحالات يبقى أي تقييم لتبعات هذا الحدث التاريخي صادما وحصيلته مهولة خسر فيها العرب والمسلمون كل شيء وعلى طول الخط. كما اختلطت كل الحسابات ووجدنا
أنفسنا أمام خيارين لا ثالث لهما: خيار "القاعدة" التي تمثل الوجه الأسود للإرهاب والخوف وقتل الأبرياء. خيار لا يدع مجالا للتفكير وإعمال العقل، ويقدم للبشرية نموذجا ينتمي إلى العصور السحيقة من خلال فهم مشوه للدين الاسلامي والدعوة الى خوض حرب مفتوحة مع فسطاط الكفر الذي يمثله الشيطان الاكبر. والخيار الثاني هو أن تكون في صف الغطرسة الأمريكية وتصبح عنصرا من عناصر الحظيرة الكبيرة التي يرعاها "الكاوبوي" الأكبر، وتعلن ولاءك ليل نهار لسيد العالم وامبراطوره الجديد، وتخنع لكل مطالب ادارة بوش والمحافظين الجدد الذين يستغلون مفاهيم الدين والدنيا لقضاء مآرب في دنيا الاقتصاد والمال وصفقات الاسلحة السرية والعلنية. هو خيار الحرب الصليبية الجديدة التى ينادي بها بوش وأتباعه ويحركون بها ومن خلالها ترسانة من وسائل الاعلام التي تربت في حضنهم.
لقد دفع المسلمون حول العالم فاتورة كبيرة مقابل هذه العملية غير المحسوبة، ودائرة الرعب تتوسع يوما بعد آخر. وتجد العديد من الدول نفسها في دوامة الخيارين المتطرفين، خيار بين الموت والموت، خيار بين الطاعون والكوليرا، دون أن يكون هناك مسلك ثالث لأن الطرفين الآخرين يفكران بمنطق " إما معنا أو ضدنا". لقد أصبح عدد القتلى في العراق لا يعد ولا يحصى، ولا يمضي يوم واحد دون أن يسقط عشرات الضحايا، وامتد الهلع إلى المغرب العربي وضربت يد الارهاب في الجزائر وكف الحديث عما كان يسمى من قبل "الخصوصية المغربية"، وعدنا اليوم نتوقع ورود أسماء مغاربة أو متحدرين من المغرب كلما حدث عمل تخريبي في مكان ما أو ألقي القبض على خلية نائمة أو مستيقظة.
إن حالنا لم يكن قط أسوأ حالا مما هو عليه اليوم، ولم تكن صورة العربي أكثر شبهة مما هي عليه اليوم، ولم تكن قط كلمة اسلام أو مسلم مفزعة وسلبية مما هي عليه اليوم. لقد أساء شرذمة من المسلمين الى الاسلام باسم الاسلام، كما لم يسئ إليه أي عدو آخر. وجعلوا اسمه الذي يضم كل معاني السلم والسلام والاخاء والتسامح شبهة تقترن بأفظع معاني القتل والتقتيل والرعب، والارهاب والترهيب. ويكفي المرور بإجراءات اي مطار، لاي عاصمة في العالم للتأكد من هذه النتيجة المفزعة والمزعجة على السواء.
جمال الخنوسي

عبد الإله المردودي ضحية إرهاب من نوع خاص


عبد الإله المردودي ضحية إرهاب من نوع خاص
هاجر إلى الولايات المتحدة ليعيش "الحلم الأمريكي" فتحولت حياته إلى جحيم لا ينتهي
قصة عبد الإله المردودي وأصدقائه قصة لم تخطر على بال أمهر الحكاة، ولا جادت بها قريحة أكبر كتاب سيناريوهات الأفلام الهوليودية. وتجتمع فيها كل خيوط المؤامرات والأحداث المفاجئة التي تقلب مسار القصة وتغير مجراها إلى منحى لم يكن قط متوقعا.
في هذه القصة سيدفع المردودي وزملاؤه ثمن أحداث الحادي عشر من شنبر غاليا، حدث لم تكن لهم فيه يد أو تربطهم به علاقة، سوى كونهم النموذج الأمثل ل"بروتوتيب" ارهابي في نظر إدارة بوش الذي يمكن أن تعلق عليه فشلها أو انتصارها، وتجعل من هؤلاء الضحايا قتلة وإرهابيين يتربصون بأمريكا وشعبها. عرب ومسلمون سيكون القبض عليهم بمثابة البرهان والدليل على أن الإدارة الأمريكية تقوم بعملها على أحسن وجه، وبأن يد الإرهاب طويلة ويمكن أن تضرب في أي وقت وأي مكان، لذا يحق لها أن تطلب المزيد من الاعتمادات المالية، وتقتحم أكثر حريات الناس وتنتهك حقوقهم. هذه قصة عبد الإله المردودي ضحية لإرهاب من نوع خاص، قصة مغربي دفع حياته بسبب ما يسمى "ما بعد الحادي عشر من شتنبر".

البداية
بعد إتمام عبد الإله المردودي دراسته الجامعية بمدينة الرباط وحصوله على شهادتين للدراسات العليا في العلاقات الدولية. بدأ الشاب الطموح يفكر في الهجرة من اجل الحصول على شهادات من جامعات أجنبية معروفة فكانت بداية عدة مراسلات بينه وبين مجموعة من الجامعات الأمريكية انتهت بهجرته إلى ارض العم سام سنة 1995 . فباشر دراسته ب"مينيسوتا" وفي الآن ذاته، كان يقوم بأعمال مختلفة من أجل تأمين مصاريفه اليومية، واستمرت حياته عادية، إذ تزوج فتاة أمريكية وأنجب معها ولدا، إلى غاية شهر أكتوبر من سنة 2002 ألقي عليه القبض بتهمة "الإرهاب". وخلال هذه المدة عانى عبد الإله ويلات التعذيب النفسي والاستنطاق والعزلة في زنزانة ضيقة تحت الأرض لا يرى الشمس إلا نادرا. وكان يتصل بعائلته في الرباط من خلال محاميه ليطمئنهم على حاله بعد أن ملأت أخباره وصوره شاشات التلفزيون ويقول لهم إن لا علاقة له بالإرهاب وأن براءته ستظهر عما قريب.

المحاكمة
وجهت إلى المتهمين الأربعة المغربي عبد الإله المردودي وكريم كوبريتي وأحمد حنان والجزائري فاروق علي حمود، بعد اعتقالهم في شقة بديترويت يوم 17 شتنبر 2001 تهم الانتماء إلى "خلية قتالية كامنة"، والتآمر لارتكاب هجمات إرهابية في الأردن وتركيا والولايات المتحدة. اثر قيام عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) بتفتيش منزلهما أثناء بحثهم عن المستأجر السابق للشقة والذي ورد اسمه في لائحة المشتبهين بالإرهاب.
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي عثر على أوراق تعريف مزورة ومدونة تحتوي على رسم لقاعدة عسكرية أمريكية في تركيا وشريط فيديو فيه لقطات عن موقع ديزني لاند في كاليفورنيا وفندق "ام.جي.ام" في لاس فيغاس وأشرطة تسجيل لخطب تدعو الى الجهاد.وزعم المدعي الأمريكي ريتشارد كونفيرتينو في الجلسة الافتتاحية للمحاكمة أن المتهمين ينتمون إلى منظمة إسلامية تتبع فتاوى من الشيخ عمر عبد الرحمن، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في قضية تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993، وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي تتهمه الولايات المتحدة بأنه العقل المدبر لهجمات 11 شتنبر.
وقال كونفيرتينو "هذه ليست قضية شبان عرب أتوا إلى الولايات المتحدة ليعيشوا الحلم الأمريكي" وإنما هي قضية "خداع وتكريس للذات".
لكن المتهمين ، أكدوا براءتهم من التهم الموجهة إليهم ووصف محامو المتهمين موكليهم بأنهم ضحايا لاعتقالات عشوائية على ما يبدو استهدفت مئات المهاجرين العرب في الولايات المتحدة بعد هجمات 11 شتنبر.
وقال المحامون إن المدعو يوسف حميمصة وهو متهم محتمل في القضية، قدمه ممثل الادعاء كونفيرتينو على أنه أفضل شاهد لديه، لن يصمد أثناء استجوابه لأنه يواجه عددا من الاتهامات المنفصلة ويدلي بشهادته فقط ليبقى خارج السجن.
وتأتي الاتهامات التي وجهت إلى الأشخاص الأربعة وتشمل التآمر على تقديم مواد دعم الإرهابيين في إطار مناخ سياسي يحيط بالغزو الذي تقوده الولايات المتحدة ضد العراق.

صفقة حميمصة
من أجل توريط المتهمين أبرمت السلطات الأمريكية صفقة مع "المتورط الرابع" المغربي يوسف حميمصة الذي بدأت مشاكله مع القانون منذ سنوات إذ اعتقل في مدينة شيكاغو قبل أحداث الحادي عشر من شتنبر، وكان من المتوقع أن يُحكم عليه بما لا يقل عن ثمانين سنة في السجن بتهم انتهاك القوانين الفيدرالية التي تحظر تزوير الوثائق وبطاقات الائتمان• لكنه تمكن من مغادرة السجن بعد أسبوع من اعتقاله مقابل أداء مبلغ خمسة وعشرين ألف دولار ككفالة. ليختفي بعد ذلك عن الأنظار، لكن الحملات التي قادتها مختلف الوكالات الأمنية الأمريكية عقب هجمات واشنطن ونيويورك أدت إلى اعتقاله مجددا، لكن هذه المرة وجهت إليه تهمة الانتساب إلى خلية إرهابية نائمة تتكون من عبد الله المردودي، وكريم كوبريتي، وأحمد حنان، وفاروق علي حيمود. وأشارت التقارير الأمريكية إلى أن حميمصة هو المسؤول عن تزويد أعضاء خلية ديترويت بمجموعة من بطائق التعريف وجوازات السفر وبطائق الائتمان المزيفة. لكنه ظهر خلال محاكمة أعضاء تلك الخلية كشاهد أول ضدهم، وورط الآخرين أكثر في التهم المنسوبة اليهم في الوقت الذي تم تخفيض المدة التي كان متابعا من أجلها من 81 سنة سجنا الى 46 شهرا، إضافة الى وعود بعدم متابعته في قضية "الخلية النائمة"، وهي صفقة كان وراءها ريتشارد كونفيرتينو.
وكان حميمصة غادرالمغرب وهو لا يتجاوز ربيعه الثامن عشر، وقضى السنوات الأربع التالية في أوربا مستعينا بأوراق هوية مزورة باسم باتريك فويام• وفي 1994 حل بواشنطن بهوية أخرى مزيفة، حيث اشتغل كسائق سيارة أجرة• وحصل في 1999 على شهادة مساعد مهندس بعد أن تلقى تكوينا في مؤسسة ميكروسوفت• وحسب حميمصة، فإن ما دفعه إلى امتهان التزوير هو قيام أحد مشغليه بحرمانه من أجرته لشهرين مستغلا وضعه كمهاجر غير قانوني•


بداية الغيث
لكن حكم المحكمة كان مفاجأة كبيرة، واتخذ منحى لم يكن متوقعا، إذ رفضت إدانة المتهمين واعترفت بأخطاء في تناول القضية. ونفذ قاضي محكمة جزئية أمريكية في ميشيجان رغبة وزارة العدل الأمريكية التي قالت في وثائق قدمتها إلى المحكمة، إن المحققين "ارتكبوا مجموعة من الأخطاء والسهو" حالت دون مراجعة المتهمين للأدلة ضدهم.وكتب القاضي في المحكمة الأمريكية الجزئية لدائرة شرق ميشيجان جيرالد روسين في الحكم أن "حساسية مهمة الادعاء التي يمكن تفهمها وحماسته للفوز بإدانة، تغلب ليس فقط على رأيه المهني بل أيضا على التزاماته الأوسع إزاء النظام القضائي وحكم القانون".
تاريخ من الأخطاء
لقد وقعت السلطات الأمريكية في العديد من الأخطاء منذ هجمات الحادي عشر من شتنبر 2001، وتشهد على ذلك قضية أستاذ من أصل عربي اتهم خطأ بالتورط في أعمال إرهابية في فلوريدا. ولم تنجح الحكومة الأمريكية في إقناع هيأة محلفين في فلوريدا بالاتهامات الموجهة إلى الأستاذ الجامعي سامي العريان (47 عاما) حول التورط في الإرهاب واتخذت قرارا بتبرئته. وأوقف العريان في فبراير 2003 لاشتباه السلطات بأنه قدم مساعدة مادية لحركة الجهاد الإسلامي التي وصفتها السلطات ب"المنظمة الإرهابية" الفلسطينية لتنفيذها العديد من العمليات الانتحارية في إسرائيل. وقد أعدت الحكومة الأمريكية هذا الملف استنادا إلى تنصت على مكالمات هاتفية ووثائق تم احتجازها. وتعتبر هذه القضية امتحانا لقانون "باتريوت" الذي يمنح السلطات صلاحيات موسعة في مجال مكافحة الإرهاب منذ الاعتداءات. وقد يحاكم سامي العريان مجددا في حال لم يتوصل أعضاء هيأة المحلفين إلى اتفاق على باقي الاتهامات الموجهة إليه. وهذه ليست المرة الأولى التي تبدو فيها اتهامات الحكومة الأمريكية بشان الإرهاب غير مقنعة. فقد وجه القضاء الأمريكي الى خوسي بادييا وهو مواطن أمريكي معتقل منذ أكثر من ثلاث سنوات في سجن عسكري اتهاما بأنه تدرب للمشاركة في الجهاد. ولدى الإعلان عن هذه التهمة، اعترف وزير العدل البرتو غونزاليس أن لا علاقة له بالاتهامات التي وجهت إلى بادييا في يونيو 2002 بأنه "محارب عدو". وخوسي بادييا (35 عاما) متحدر من بورتو ريكو ومن مواليد بروكلين اعتنق الإسلام واتهم في البدء بأنه أراد تفجير "قنبلة إشعاعية" في الولايات المتحدة وانه تم تجنيده على يد تنظيم القاعدة في فبراير في المملكة العربية السعودية. أما الآن فهو ملاحق بسب انتمائه إلى خلية إرهابية ناشطة في الولايات المتحدة وكندا التي قد تكون جندته ليصبح مجاهدا. وبسبب تغير هذه المعطيات، قررت المحكمة الاستئنافية الفدرالية في ريتشموند (ولاية فيرجينا) تأخير نقل بادييا من سجن عسكري إلى سجن مدني. كما طلبت من الحكومة شرح أسباب هذا النقل إذ أن الوقائع التي بني عليها اعتقاله تختلف عن تلك التي استخدمت لتبرير احتجازه في سجن عسكري.


استمرار المأساة
وإلى حدود اليوم مازالت أسرة المردودي التي تسكن مدينة الرباط، وعانت الويلات مما عانى ابنها، وأشارت إليها الأصابع بتهم "الإرهاب"، بعد أن تناقلت جميع وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية أنباء وصور ابنها عبد الإله ابن "حي القامرة". وإلى حدود اليوم تجهل العائلة مصير ابنها الذي تتعقب أخباره فقط من خلال الجرائد والمجلات والمواقع الالكترونية على شبكة الانترنيت، كما توفيت والدته حرقة على فقد ابنها واختفاؤه في المجهول، بعد أن انقطع الاتصال به، ومازلت لحدود الآن تنتظر عائلته عودته في حرقة، والاطمئنان على حاله، ومعرفة أخباره. وكان المتهم الجزائري السابق فاروق علي حيمود، اتصل بالعائلة بعد عودته إلى بلده وأخبر شقيقتي عبد الإله زهرة وعائشة المردودي أن أخاهما أمضى أوقاتا عصيبة في السجن وعانى ويلات التعذيب والحبس الانفرادي والعزلة والظلم. وتنتظر العائلة من السلطات المغربية التحرك من أجل الكشف عن مصير ابنها الذي مازال معلقا ومبنيا للمجهول. وكان آخر اتصال بينهما يعود إلى شهر ماي 2006 . وكانت آخر الأخبار تحدثت عن الإفراج عن كل من عبد الإله المردودي و وكريم كوبريتي ورفعهما لدعوى قضائية ضد المدعي العام ريتشارد كونفيرتينو وطلبا

تعويضا قدره 9 ملايين دولار أمريكي.
جمال الخنوسي

مراكش مدينة عابرة للقارات

مراكش مدينة عابرة للقارات

من قال إن مراكش مدينة حمراء فقط! إنها مدينة حمراء وخضراء وصفراء وبكل ألوان الطيف. ولا تتطلب من الزائر نوعا خاصا من "العياقة" أو الذكاء الثاقب ليعطي لألوانها جميعا الدلالات السيميائية الممكنة.
إن جولة قصيرة بالمدينة تجعلك تحس وكأنك تمتطي صهوة جواد طائر قادم من حقب سحيقة إلى زمن ليس بزمانك، أو تركب آلة حديثة تسافر بك بين الحقب المختلفة، تبدأ من جامع الفنا حيث يختلط عبق التاريخ مع دخان الشواء الأبيض، وصياح الباعة، وطقطقات الراقصين، وأنغام العازفين، وحركات البهلوانات، وأنفة مروضي الحيوانات، ورشاقة النشالين الذين يتقاسمون دفء "الحلقات" مع "متحسسي المؤخرات"، فتخال المكان بلاطو فسيحا لتصوير فيلم هوليودي محكم مليء بالمؤثرات الخاصة، فيه جميع توابل المشهد الناجح.
تنتقل بك آلة الزمن العجيبة قرونا وقرونا، وتصل بك إلى علب الليل "الهاي" للناس "الهاي"، حيث تملأ أنغام موسيقى "التيكنو" جنبات "لوباشا" و"تياترو". يقضي "الدي جي" معظم الليل برأسه المائلة كأنه عيب خلقي، تصدح الأغنية الانجليزية على مكبرات الصوت: هذه ليست طوكيو. هذه ليست نيويورك.. هذه ليست باريس.. وينخفظ الصوت فجأة ويصيح الحاضرون هذه مراكش.
في ملهى آخر يملؤه عبق الزهور تجد "ستونا آخر" كما يقول أولاد اليوم، لأنك تنزل في ضيافة الإخوة الخليجيين والشاميين، الجوق اللبناني، يعزف أغاني محمد عبده وحسين الجاسمي، والزبائن من كل الأعمار، كلفوا أنفسهم، وجاؤوا إلينا من فيافي الخليج لصلة الرحم، يتبادلون التشجيعات والهدايا "والله ماكصروا"، وعلى أطرافهم فتيات في مقتبل العمر "لبسين من غير هدوم" يتمايلن بشعورهن المنسدلة، وحركاتهن الماجنة، وضحكاتهن الداعرة، "كصروا ركبينا والله".
في مكان آخر من مراكش تزور في "الم..." جميع أنحاء المغرب، "تشتف" مغنية الكاباريه الرعناء على ريبيرتوار عبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط، دون أن تنسى الأغاني الشعبية أو "توقر" الحاجة الحمداوية. ومع كل وصلة جديدة، تمطر الحاضرين بوابل من الإهداءات تحمل خصوصيات المغرب الكبير: في خاطر الناظوري، والصحراوي، والطنجاوي والكازاوي، واولاد احريز.
مراكش لم تكترث بالانتخابات طوال المدة التي قضيناها هناك، لأنها غارقة في "بهجتها"، ولم تستيقظ بعد من حلمها الصيفي الجميل، الذي جعل منها قبلة عالمية لكل الأجناس والألوان. فالحملة بين بائعي المأكولات بساحة جامع الفنا أكثر شراسة لجذب الزبناء من الحملة الانتخابية الباردة في المدينة، ربما لأنها "نايضة" في أماكن أخرى حيث تتصارع ألوان "سبات لايت" بدل صراع الرموز والألوان الحزبية.
كل هذا الخليط وكل هذا السحر وكل هذه الألوان هي التي تجعل من مراكش مدينة للسحر والسفر والحلم الجميل الذي نتمنى جميعا أن لا نستيقظ منه قط.
جمال الخنوسي

عيوش: المركز السينمائي لم يكن قط شريكا



عيوش: المركز السينمائي لم يكن قط شريكا
المخرج المغربي قال إن مشروع 30 فيلما قد اكتمل ولام المركز السينمائي لأنه لم يرخص له بعرض أفلامه في الصالات الوطنية

أغلبية المغاربة عرفوه من خلال فيلمه الذي حقق نجاحا واسعا، وكان مفاجأة كبيرة للجميع، ف"علي زاوا" الذي أخرجه نبيل عيوش صنع هو الآخر مجده وشهرته. فلم يدع المخرج الشاب الفرصة تفوت وأطل منذ سنة ونصف بفكرة مجنونة ومشروع انتاج 30 فيلما في ظرف سنة ونصف.
في الحوار التالي يتحدث المخرج نبيل عيوش عن الفيلم الجديد الذي تقوم ببطولته الممثلة الأمريكية نيكول رامسي و الفرنسية كارمين لوفوس، ومن الممثلين المغاربة سناء عكرود وبشرى أهريش وغيرهم. كما يتحدث عن العراقيل التي صادفت مشروعه وسبب خلافاته مع المركز السينمائي المغربي.

- في البداية نريد الحديث عن فيلمك السينمائي الجديد وموضوعه؟
-- إنها قصة صداقة بين امرأتين، الأولى مصرية والثانية أمريكية، ومن خلال هذه الصداقة التي تجمعهماهناك لقاء بين عالمين: الشرق و الغرب. وأظن أنه اليوم وأكثر من أي وقت آخر يحتاج العالم أولا إلى التعارف، وإلى اللقاء وفي الأخير إلى التحاور. فأغلبية المشاكل والصراعات سببها أننا لا نتعارف بما فيه الكفاية، ولا نقبل اختلافنا، وهذا الفيلم هو لقاء بين عالمين وثقافتين من خلال لقاء امرأتين.

- لماذا تعمدت إعطاء هذا البعد "العالمي" للفيلم؟
-- بكل بساطة لأنها مسألة شغلتني دائما، فانا ولدت من أب مغربي وأم فرنسية، ازددت في فرنسا وعشت فيها طويلا، لكن مرتبط دائما بالمغرب ويسكنني هاجس الشرق والغرب، الشمال والجنوب. لقد ترعرعت وسط هذا التناقض والتقاطع في الوقت ذاته وإشكالاته وصراعاته. أنا على يقين أن الحوار هو الحل الأمثل لكل الصراعات، فالابتسامة التي تتبادلها مع غريب في الشارع كافية لزرع الاطمئنان وخلق نوع من الألفة. إن شعور الريبة من الآخر غريزة بشرية وعلينا أن نقوم بجهد من أجل مساعدة الناس على اللقاء والحوار والتعارف، وهذا دورنا نحن أيضا كمخرجين ومبدعين. إن الشعب الأمريكي مثلا ليس انعكاسا لصورة الإدارة التي تسيره، فهناك فرق كبير بين الشعب وحكومته. حقيقة هناك أمريكيون منغلقون وفي المقابل هنا كثيرون متفتحون ومستعدون للحوار والتفاهم وهذا دور تلعبه السينما أيضا. ومن خلال هذا الفيلم أحاول أن أقرب لهم العالم العربي بايجابياته وسلبياته. أردت أن أنقل صورة حقيقية وصادقة ما أمكن واصدقك القول، إن العديد من الأمريكيين الذين كتب لهم مشاهدة فيلمي عبروا عن رغبتهم في زيارة المغرب أو أي بلد عربي آخر.

- كيف كان اختيار الممثلين؟
-- لقد كان اختيار الممثلين صورة للفيلم الذي أنجزت، ويدل على التعددية والاختلاف الذي أردت.، لأنه فيلم يمسني في العمق. لقد قمنا بمجموعة من حصص "الكاستينغ" في عدة مدن حول العالم مثل لندن في بريطانيا، ولوس أنجلس ونيويورك في الولايات المتحدة، وبيروت في لبنان والدار البيضاء وعمان بالاردن ودمشق في سوريا وتونس.

- ننتقل الآن إلى موضوع مختلف، أين وصل مشروع "فيلم أنديستري"؟
-- لقد تم تصوير 30 فيلما بأكملها في شهر يونيو الماضي، البعض منها أنتهى العمل فيه نهائيا بينما البعض الآخر مازال في طور المونتاج أو توضع له اللمسات الأخيرة، وسيوزعون في السوق الأسبوع المقبل.

- ما هي العراقيل التي واجهتكم من أجل إنتاج هذا المشروع؟
-- حقيقة واجهتنا الكثير من العقبات والعراقيل أمام ضخامة المشروع الذي كان في البداية فكرة "مجنونة" ومشروعا "خياليا وغير واقعي". لقد كان علينا أن نغير كلية طريقة عملنا وتفكيرنا وإنتاجنا، وعوض أن ننتج فيلما واحدا مع مخرج واحد وكاتب سيناريو واحد سننتج 30 فيلما دفعة واحدة. وبدل كاتب واحد أنشأنا خلية كتابة ضمت 20 كاتب سيناريو، وقس على ذلك. تصور أن المغرب ينتج 10 أفلام في السنة بينما مع مشروعنا أنتج 30 فيلما في سنة ونصف. لقد أحسسنا فعلا بحاجة المغرب إلى تقنيين في مهن السينما ووجدنا صعوبة في الوصول إليهم، ولذلك اعتمدنا سياسة تكوين داخلي، إذ لا يمكن أن تجد عملية تصوير دون وجود ثلاثة أو أربعة متدربين، لذا تجد مساعد مخرج في بداية المشروع ينتهي به المطاف مخرجا لعمل كامل. لقد كان هناك تطور شخصي كبير خلال السنة ونصف من عمر المشروع واستطعنا بذلك أن نوفر للمغرب مهنيين لهم تكوين وتجربة لا يستهان بها.

- لقد تعرض المشروع منذ الإعلان عنه لعدة انتقادات .. لماذا عيوش بالذات؟ ولماذا 30 فيلما كلها من نصيبه؟ ولماذا لم يتم الإعلان عن عروض أثمان؟
-- بكل بساطة لأن الفكرة فكرتي والمشروع مشروعي أنا، وأنا من عرض على وزارة الاتصال والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون. كما تعلم فإن المغاربة يحبون الصورة ويعشقون السينما ومحبون للأفلام الهندية والأمريكية والمصرية ونحن في المغرب نقدم لونا آخر من الأفلام، في حين لا نقدم أفلاما بوليسية أو غنائية أو التاريخية، لماذا كل هذا الفراغ ونحن بلد كبير وغني بثقافته وتاريخه . لقد انطلقت من هذه الفكرة وغامرت وطلبت من مجموعة من الكتاب صياغة 30 سيناريو تحترم القواعد المهنية وتستوفي جميع الشروط، وفي الوقت ذاته تكون شاملة لكل الألوان السينمائية لحسابي الخاص. وبعدها بحثت عن شركاء في القطاع الحر قبل أن يتم الاستقرار على الشركة والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، ووزارة الاتصال. لقد منحنا للمشاهدين خيارا واسعا الآن، فمن المستحب مشاهدة أفلام أمريكية أو غيرها فذلك يغني ثقافتنا جميعا، لكن من الضروري أيضا أن نشاهد أفلاما مغربية تشبهنا وتعبر عنا.

- حسب ما تم التصريح به من قبل فإن مجموعة من الأفلام سيتم عرضها في القاعات السينمائية قبل نزولها إلى الأسواق على شكل "دي في دي" ثم عرضها على شاشة القناة الأولى. وهو أمر لم يتم حتى الآن .. ما هي طبيعة الخلاف بينكم وبين المركز السينمائي المغربي حول هذا الموضوع؟
-- إنهم يطلبون منا التقدم بطلب ترخيص خاص باعتبار أفلامنا لم تصور كفيلم سينمائي مغربي "كلاسيكي"، ولم نمتثل للقواعد التي يحددها المركز من أجل التصوير كضرورة حصول كل التقنيين على بطائق مهنية. لقد تقدمنا بطلبنا منذ شهر نونبر من السنة الماضية ولم نحصل على شيء ومازلنا ننتظر الى حدود اليوم. أظن أنهم "قربوا ياخدوا قرارهم" !

- بماذا تفسر هذا؟
-- في الحقيقة لست أدري. ولا افهم كيف أن المركز "يتفرج" على القاعات تموت وتطلب قارب النجاة بواسطة الأفلام المغربية التي تحقق مداخيل ولا يشجع مبادرة تحمل 30 فيلما جديدا.

- ألا يمكن اعتبار تهميش المركز السينمائي منذ البداية سببا في هذا الخلاف؟
-- تهميش؟ أنا لا أرى تهميشا لأن المركز لم يكن قط طرفا في العملية. لقد استدعيناه يوم أعلنا عن المشروع وكلمت شخصيا نور الدين الصايل. وحضر محمد باكريم بدلا منه وانتهى الامر.
جمال الخنوسي

الانتخابات المصرية بين مبارك وروبي في موقع كفاية

11‏/09‏/2007

لعنة الاندثار تلاحق المجلات السينمائية في المغربية


لعنة الاندثار تلاحق المجلات السينمائية في المغربية
"سينماغ" تصمد وتقطع سنة من مواكبة السينما في المغرب

صدر قبل سنة العدد الأول من مجلة سينمائية متخصصة تدعى "سينماغ" تجعل من مواكبة الحركة السينمائية على المستوى النقدي والإخباري هدفها الأساسي، مواكبة تتجلى في تقديم قراءة للأفلام، وإجراء حوارات، وإنجاز ملفات مع المختصين والمهنيين، ·وبالتالي تدخل "سينماغ" غمار تجربة صعبة، وتضع سفينتها وسط أمواج كسرت مجاديف محاولات سابقة مثل مجلة "سينما" التي كانت تصدرها جمعية نقاد السينما بالمغرب، و"دراسات سينمائية" التي كانت تصدرها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية· تجارب انتهت بالسكتة القلبية وبشكل مباغت دون تقديم أية تفسيرات للقراء والمهتمين، تاركة مجالا حيويا كالسينما بلا منبر إعلامي يساير تطوره وفورته الأخيرة· منبر تتوفر فيه جميع شروط الجودة والمهنية والحرفية·
ولعل التساؤل حول سر هذه "اللعنة" و أسبابها يبقى أمرا يكتسب كل مشروعيته، إلا أن المهتم سيتيه حتما في حل طلاسم هذه النهاية المأساوية. ففي الوقت الذي يمكن أن يرى فيه البعض أن الإصدارات المرتبطة بمجال السينما تبقى محكومة بالأساس بمغامرة الطبع والنشر التي تعرف مشاكل وتعقيدات وعراقيل كثيرة في المغرب، وضيق سوق الإشهار الذي تعاني منه جميع المنشورات، وكذا قلة الاهتمام بالشأن السينمائي من طرف قارئ مفترض "نادرا" ما يقرأ، يرى آخرون أن سبب اختفاء هذه المنشورات مرتبط بصراعات داخلية، وأسباب متصلة ببنية التجارب ذاتها، قضت بالضرورة عليها وتركت الساحة فارغة.
وحول انطلاق مغامرة "سينماغ" قالت حفيظة لطفي مديرة نشر المجلة إن ضيوف المغرب في العديد من المهرجانات كانوا يلاحقونها ويلاحقون المسؤولين بالسؤال عن وجود مجلة متخصصة في السينما وعن أسباب هذا الفراغ غير المشرف· ومن هنا بدأت فكرة إحداث هذه المجلة تقول لطفي التي تعتبر ما أقدمت عليه، مغامرة حقيقية في ظل وجود ثقافة سينمائية مازالت في بداياتها، وسوق إشهارية ضيقة تتجاذبها بالأساس القنوات التلفزيونية ". ويتضمن العدد الأخير من المجلة خاصا عن المهرجان الخامس للفيلم القصير المتوسطي الذي شهدته مدينة طنجة من 25 إلى 30 يونيو الماضي، وملفا عن التكوين في مهن السينما بالمغرب، وحوارا مع وزير الاتصال نبيل بن عبد الله، ومراسلة عن الدورة 60 لمهرجان "كان" الدولي· وبمناسبة مرور سنة على ظهورها تستعد "سينماغ" لإصدار عدد خاص يتضمن النصوص الأساسية المنظمة للمجال السينمائي والسمعي البصري بالمغرب، ودفاتر تحملات القنوات التلفزيونية· وغيرها من الوثائق والنصوص المرتبطة بمجال تخصص المجلة·
جمال الخنوسي

07‏/09‏/2007

الاستعانة بالإس إم إس ووكالات الاتصال لترويج "السلع" الانتخابية

الاستعانة بالإس إم إس ووكالات الاتصال لترويج "السلع" الانتخابية
فتحت المقرات والمرائب خصيصا للمناسبة ومعها المواقع و"البلوغات" على الانترنيت

أسالت وكالة إشهارية في فرنسا الكثير من المداد إبان الحملة الرئاسية الفرنسية الأخيرة، إذ عرضت المرشحين إلى دخول قصر الاليزيه، كمنتوجات ياغورت يجب تسويقها كسلعة من السلع. وتمادت الوكالة أكثر في طرحها، ووضعت على كل علبة اسم مرشح محدد كان من بينها الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي ومنافسته سيغولين روايال.
أكثر من هذا فإن الوكالات الاشهارية نظمت نفسها وغدت تشكل "لوبيا" ضاغطا وقويا، تحت شعار "ديمقراطية وتواصل". يطالب بأخذ نصيبه من الكعكة التي تخصصها الدولة لإدارة العملية الانتخابية، وتمكنت من انتزاع الحق في القيام بحملات إشهارية وتوعوية من اجل حث المواطنين على التصويت، بدل وزير التشغيل الذي كانت توكل إليه هذه الوظيفة. وهو ما تم نقله عندنا من خلال ما يسمى ب"دابا 2007" التي تكلف بها نور الدين عيوش مالك "شمس" أكبر وكالة إشهارية في المغرب. فاصبحت الحملة بالراب والهيب هوب والإس إم إس أيضا. فقد اعتدنا جميعا أن نتلقى بين الفينة والأخرى على هواتفنا المحمولة رسالات إعلانية عن "بروموسيون" تقوم به شركة الاتصال، أو وصلة إشهارية عن تخفيضات في هذا المحل أو ذاك، ولم لا رسالة تحث على المشاركة للفوز بالسيارة التي ستنفلت بين أصابعك إذا لم تشغل أناملك للضرب على أرقام جهازك، والمشاركة في المسابقة المغرية. لكن ما لم نعتده هو أن يتلقى المرء رسالة من حزب سياسي للتعريف به والحث على التصويت لأجله. وهذا ما قام به مثلا حزب الحركة الشعبية الذي أمطر جموع منخرطي "جوال" برسالة تعرف به كحزب "من الشعب، ولأجل الشعب".
الأحزاب السياسية لم تدخر جهدا في حملة 2007، ولأول مرة استعانت أحزاب بوكالات خاصة لتسييرها وتحديد معالمها وتوجيهها. في حين لم تتمكن اخرى من ذلك اما "لعجز مادي" أو لعدم إيمانها بفاعلية السبل التي تسلكها تلك الوكالات. حزب التقدم والاشتراكية مثلا اعتبر أن التعامل مع وكالات التواصل ليس أمرا جديدا بل بدأ العمل به منذ 1995. فلابد أن يكون "لحزب حداثي طريقة محترفة وحداثية لإدارة الحملات". ويستعين الحزب بوكالة من أجل إدارة "الحملة الالكترونية" على شبكة الانترنيت من مواقع وبلوغات "هدفها التواصل مع المناضلين والناخبين". وهكذا دخلت الانترنيت إلى المعركة الانتخابية، وأصبحت هي الأخرى حلبة للحوار تارة، وللصراع تارة أخرى، بعد أن كانت مرتبطة أساسا بمقرات تفتح وتغلق بشكل غير منتظم، وبمرائب تكترى خصيصا لهذه الغاية.
في فرنسا يتولى الحملات الرئاسية على الخصوص اكبر الوكالات الاشهارية وأكثرها شهرة، إذ تتولى أدق تفاصيلها من البداية إلى النهاية، ويكون انتصار مرشحها انتصارا لها وهزيمته هو فشل للوكالة ونقطة سوداء في تاريخها. ومازال الفرنسيون إلى حدود الآن يذكرون سقطة فرانسوا ميتيران الذي لم يشفع له الشعار الذي ابتدعه وحش الإشهار "سيغيلا فيراكس" (القوة الهادئة) والتقطته في ما بعد سيغولين روايال. و"سيغيلا" هذا ضربت شهرته الآفاق ليس بتقلده منصب رئيس تحرير مجلة "باري ماتش" بل بإدارته لحملات إشهارية لعلامات مثل سيارات "سيتروين" أو قهوة "كارت نوار".
على أي حال تبقى للمغاربة نظرة خاصة أساسها أن مول "المليح" لا تبور سلعته قط.
جمال الخنوسي

06‏/09‏/2007

الشاب خالد ينجو من حادثة سير بوجدة


الشاب خالد ينجو من حادثة سير بوجدة
تعرض الشاب خالد إلى حادث مرور خطير جدا بالمغرب حيث حل بوجدة من أجل إحياء مجموعة حفلات ضمن مهرجان "السعيدية" لهذا الصيف. وقد وقع الحادث يوم الاثنين الماضي عندما كان المطرب يقود سيارة خاصة مغادرا الفندق الذي يقيم فيه باتجاه غير معروف. وحسب بعض المقربين من المطرب، فإن السيارة قد خرجت عن سيطرته لتنحرف عن مسارها.
وقالت مصادرنا إن خالد كان مقيما في فندق "أطلس أوريون" ومكث بمدينة وجدة من أجل قضاء عطلة قصيرة بعد انتهاء برنامج حفلاته في المغرب.
وفي السياق ذاته ذكرت جريدة "الشروق" الجزائرية أن سيارته أصيبت بتلف كبير، نقل بعدها ملك الراي على وجه السرعة الى المستشفى الذي غادره مبكرا ليلحق بموعد طائرته المتوجهة الى باريس. وتضيف الجريدة أنه في الوقت الذي ظن الجميع أن الأمر انتهى، وأن الفنان الجزائري قد تخطى هذه الأزمة بسلام، أصيب المطرب بمضاعفات تسببت في نقله إلى المستشفى مرة أخرى حيث اكتشف الأطباء وجود مناطق متضررة جراء الصدمة في ذراعه، الأمر الذي تطلب إجراء عملية جراحية مستعجلة.
وأكد أصدقاء المطرب في باريس أن الشاب خالد طلب نقله الى عيادة خاصة هي عيادة " ليلى " الواقعة بالضاحية الباريسية، حيث يعمل مجموعة من الأطباء هم أصدقاء لعائلة المطرب. هذا وأجريت للشاب خالد العملية أول أمس (الثلاثاء)، ومن المقرر أن يغادر المصحة صباح أمس الأربعاء.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الشاب خالد قد قام هذا العام بإحياء أكبر عدد من الحفلات في تاريخه الفني، بينما يستعد لإطلاق ألبومه الجديد قبل نهاية العام مع شركة "يونيفرسال" دائما.
جمال الخنوسي

04‏/09‏/2007

نزهة رحيل تتحول من شرطية قوية إلى امرأة خنوعة


نزهة رحيل تتحول من شرطية قوية إلى امرأة خنوعة
الممثلة تخوض تجربة جديدة في فيلم "نامبر وان" بعد أداء مميز في "ياله من عالم رائع"

نزعت الممثلة المغربية نزهة رحيل زي الشرطية الذي ارتدته في فيلمها الأخير "يا له من عالم رائع" الذي أخرجه فوزي بنسعيدي، لترتدي هندام المرأة الخاضعة والخنوعة في فيلم "نامبر وان"، الذي تخرجه زكية الطاهيري.
وحول اختيار تعاملها مع المخرجة المغربية المقيمة في فرنسا، قالت رحيل إنها تحمست كثيرا للعمل مع الطاهيري نظرا لكونها ممثلة قبل أن تكون مخرجة، وبالتالي فإن العمل معها يتميز بكثير من السلاسة والحرفية. هذا وسبق للطاهيري أن مثلت في أعمال سابقة للمخرجين فريدة بليزيد ومحمد عبد الرحمان التازي.
وتقوم رحيل بأداء دور "ثريا" المرأة الخاضعة بشكل أعمى إلى زوجها المتسلط (عزيز سعد الله) وأوامره التي لا تنتهي، ومع الخوف الذي ينتابها ليلا ونهارا تقرر المرأة المسكينة اللجوء إلى "شوافة" من أجل الوصول إلى حل لأزمتها الدائمة. وسرعان ما تتحول معاملة الزوج من "البعبع" المخيف إلى الحمل الوديع و"الجانتلمان". ومع مرور الوقت تجد "ثريا" نفسها مرة أخرى غير راضية على الحالة الجديدة لزوجها، فتعود مرة أخرى إلى "الشوافة".
وتمثل رحيل بهذا الدور شريحة واسعة من النساء في المغرب والعالم العربي عموما، كما يرصد الفيلم التحولات التي شهدها المجتمع مع المصادقة على المدونة الجديدة.
وحول أسباب اختيار هذا العمل السينمائي، أكدت رحيل أنها منفتحة على كل الأعمال الجادة، والتي يتم التطرق فيها لمواضيع مميزة بشكل ذكي وجذاب، "لقد رأت الطاهيري أدائي في فيلم "يا له من عالم رائع" وأعجبت به، ودعتني لأكون بطلة فيلمها الجديد، كما أني أحب التنويع في الأدوار، والانتقال من دور المرأة القوية الى المرأة الضعيفة والمستكينة، وهو ما يثري تجربتي ويغنيها، ويجعلني في مأمن من فخ النمطية في الأدوار، وسجن قريحتي في نوعية محددة سلفا".
وتجدر الإشارة إلى أن نزهة رحيل معروفة ب"شح" مشاركاتها الفنية، وخياراتها الصعبة، وندرة ظهورها على شاشة التلفزيون، خصوصا مع النجاح الكبير الذي حققه فيلم زوجها المخرج فوزي بنسعيدي "ياله من عالم رائع" والذي طاف كبريات المهرجانات العالمية.
جمال الخنوسي

أسماء تعود دوما


أسماء تعود دوما

تستعد الممثلة أسماء الخمليشي لدخول غمار تجربة جديدة بمشاركتها في الفيلم التلفزيوني الجديد الذي يخرجه حكيم النوري لفائدة القناة الثانية دوزيم. وينطلق التصوير مع بداية شهر شتنبر المقبل وينتهي في أواخر شهر أكتوبر.
كما من المنتظر أن تعرض القناة الثانية آخر أعمال الخمليشي خلال برمجتها الخاصة بشهر رمضان، ويتعلق الأمر بفيلم تلفزيوني في جزأين مدة كل واحد ساعة ونصف، يحمل عنوان "الطيور تعود دوما". ويتطرق الفيلم إلى مجموعة من المشاكل التي يعرفها المجتمع المغربي من خلال قصة فتاة (أسماء الخمليشي) تنتمي إلى عائلة ميسورة يرغمها والدها على الزواج من أحد المقربين من أجل الحفاظ على وجاهة الأسرة وثروتها، فتسقط الفتاة المسكينة ضحية مجموعة من التجاوزات والضغوط التي تحرمها من العيش والإقبال على الحياة بشكل طبيعي.
وعبرت الخمليشي عن سعادتها بهذا الدور وعملها مع المخرجة نرجس النجار، ومجموعة من خيرة الممثلين مثل يونس ميكري ومحمد عفيفي. واعترفت أنه تجمعها الكثير من المواصفات مع الشخصية، خصوصا في ما يتعلق بإقبالها على الحياة وحبها لركوب الخيول.
وتجدر الإشارة إلى أن الخمليشي سبق لها الفوز بجائزة أفضل دور نسائي ثان في الدورة السادسة لمهرجان السينما المغربية. كما تميزت في مجموعة من الأدوار السينمائية والتلفزيونية والمسرحية.
وكانت أسماء تعاملت مع خيرة المخرجين في المغرب من أمثال عبد المجيد رشيش وحسن بنجلون. وبدأت مسيرتها في المسرح مع فرقة زينون، وشاركت في أول عمل سينمائي مع المخرج سهيل بنبركة قبل أن تحقق نجاحا مدويا مع فيلم حكيم نوري "فيها الملح والسكر".
جمال الخنوسي

03‏/09‏/2007

من قال إن رجاء رحلت؟



من قال إن رجاء رحلت؟

في خزانة ملابسك شاهد على أنك قاومت إلى آخر نفس، وتحديت المرض إلى آخر شهقة. فقبل أيام على نهائيات برنامج المسابقات "استوديو دوزيم" الذي نظمته القناة الثانية هذا الصيف، تم الإعلان عن مشاركة زهرة الأغنية المغربية "رجاء بلمليح" في الحفل النهائي. كيف سيكون الحفل بدون حضور الفنانة التي تبنت موهبة شباب في مقتبل العمر، تتذكر بهم تجربتها الأولى مع "مواهب" والأستاذ عباس الجيراري. طلبت من أمك تحضير "قفطان مغربي" يليق بالمناسبة، فيه أصالة المغرب التي كنت أيقونته في الشرق، وروح رجاء المتطلعة للغد الجميل.
وحتى آخر لحظة انتظار، كنا نترقب قدومك ونحن نعلم جيدا أنك لا تخلفين الميعاد، ثم سقط الخبر كالصاعقة.. لن تحظر رجاء لأن حالتها الصحية لا تسمح.
عرفت حينها أن الزمن سيلعب، مرة أخرى، لعبته القذرة، وسيعاملنا مرة أخرى في خسة وندالة، لكن سرعان ما طردت الأفكار السوداء وحاولت الابتهاج.. ستعود كما عادت من قبل.. ستنتفض كما انتفضت من قبل.. ستقلب حسابات الطب والأطباء، وتقوم من سرير المرض إلى مسرح الغناء لتبهج الملايين من معجبيها، وتأخذ القفطان المعلق في خزانتها. ستعود من جديد وستبتسم في وجه الزمان الماكر، وقهر المرض الخبيث.
سيشهد التاريخ أن زهرة نحيلة وقفت في وجه وحش فتاك وتحدته، وكتبت اسمها كبيرا وعريضا كإحدى أكبر الفنانات في تاريخ المغرب والعالم العربي. سوف يشهد الزمان أن فراشة طارت من المغرب الأقصى لتنثر الجمال والبهجة والطرب والفرح والسعادة في قلوب الملايين في الوطن العربي الفسيح.
كانت هذه السنة، سنة رجاء بامتياز، وكأنها تقوم بوداعنا لآخر مرة. كانت تشعر بالمرض ينخر جسدها وتستثمر آخر جهدها لتقدم لنا أجمل ما فيها. تصارعه كل يوم وتقاوم كل يوم، لتنير لنا حياتنا بشعلة جسدها ووهج عزيمتها. كان آخر ظهور لها في اقصائيات استوديو دوزيم في أواخر شهر يونيو، بدت فخورة وزاهية كزهرة من زهور الربيع، وقبلها شاركت في "حفل خميسة" وبرنامج "أهل المغنى".
لقد كانت مغربية حتى النخاع، تعتز بالانتماء الى وطنها. كانت وما تزال نعم السفيرة للمغرب في المشرق وكل العالم. ونادرا ما حقق فنان ما حققته رجاء، بثقافتها ونبلها وحسن أخلاقها. لقد كانت صورة صادقة لفنان حقيقي، وحياتها تجربة فنية فريدة زاوجت فيها بين الانفتاح على العالم والتشبث بالخصوصية.
في كواليس القناة الثانية باغتتها إحدى الحاضرات في عتاب خفيف، بعد أن انتهت من الغناء للتو: لماذا لم تقدمي أغنية مغربية؟ فردت بابتسامتها المعتادة "خليت الأحسن للآخر"، كانت تعتزم تقديم مفاجأة هي عبارة عن أغنية مغربية جديدة ستؤديها لأول مرة في الحفل الختامي للمسابقة، مسك الختام الذي حرمنا منه المرض الجبان الذي لم يمهلها وخطفها من بيننا وحرمنا من أنشودة مغربية جميلة نادرا ما يجود بمثلها الزمان.
من تعاملوا مع رجاء يقولون إنها لا تساوم، ولم تساوم قط، ولا تعرف معنى للمساومة، لأنها لم تسع قط للمجد ولم تجر وراء شهرة، بل الشهرة والمجد هما من سعيا إليها واحتضناها.
من قال إذن إن رجاء رحلت؟ هي لم ترحل ولم تتركنا قط، هي قابعة هناك في مكان ما تنظر إلينا بابتسامتها الخجولة، وستفاجئنا بين الفينة والأخرى ب"زهرة الوادي" على أثير المذياع، أو"حبك قمر" على شاشة التلفزيون، أو ب"صبري عليك طال" يدندن بها مسافر في قطار أو شابة في حديقة.
هكذا هي الدنيا ! قالتها من قبل "أم عمر"، التي كانت رغم مرضها مقبلة على الحياة في نهم ودون شراهة. ونحن نقول "هكذا هي الدنيا"غادرة، متقلبة لدرجة الخسة، لقد غيبت عنا زهرتنا جميعا، بالأمس كانت جنازتها، جنازة سيدة عاشت محترمة وماتت محترمة، رحل جسدها النحيل الواهن لكن في الوقت نفسه شهدنا ميلاد أسطورة مغربية جميلة اسمها رجاء بلمليح.
جمال الخنوسي