30‏/12‏/2007

سنة السينما

انقضت سنة أخرى وثقافتنا ليست على ما يرام، سنة تشبه في جوهرها السنة الماضية. لم يتغير شيء أو هكذا شعر المتتبعون، كما المواطن العادي المستهلك للمنتوج الثقافي في هذا البلد. مازال الكتاب في أسوأ حال ومستوى القراءة لا يشرف والكتب قابعة في الرفوف تتراكم عليها طبقات الأتربة وخيوط العناكب، ولم نعد نسمع بالسجالات التي كانت تجمع مفكري المغرب بكتاب المشرق، ونادرا ما يكون صدور كتاب حدثا في حد ذاته.
المسرح هو الآخر مازال يدفع ضريبة سنوات التهميش والإقصاء وخطيئة التجريب والتجريد التي نفرت المتفرج من أب الفنون ولم تعد هناك مسرحية تتمكن من ملء الصفوف الأمامية الأولى إلا نادرا.
في ميدان الطرب والغناء فجع المغاربة برحيل زهرة الأغنية رجاء بلمليح وفارس الكلمة علي الحداني لتعمق من الأزمة، إذ لم يعد احد يقوى على إصدار ألبوم أو "سي دي" لان القرصنة "ستلهف" ماله ومجهوده، ولم تعد تجربة الهجرة إلى الشرق مميزة في شيء مع انتشار مغنيات غرف النوم ومطربات "الكيلنيكس".
في المجال السمعي البصري تبقى تجربة الإذاعات الجديدة وتحرير المجال السمعي البصري أجرأ خطوة، وأجمل "مغامرة" قام بها المغرب، تجربة أثبتت أن المتعهدين "قد المسؤولية" كما أن المستمع المغربي يستحق خدمة مختلفة عما تقدمه الإذاعات الوطنية والخطاب الرسمي. في الوقت الذي يبقى فيه التلفزيون خارج التاريخ بقنواته جمعاء. صحيح هناك تطور على مستوى الشكل والتقنيات والتغطية لكن أين المضمون من كل هذا؟ مازالت قنواتنا فارغة من أي رسالة وليس لها أي تصور واضح أو استراتيجية معينة للحسم في التوجهات الكبرى لهذا الجهاز العجيب.
تبقى هذه السنة إذن سنة السينما بلا منازع باعتبارها الوجه المشرق للثقافة المغربية ورسولها الوحيد حول العالم الذي "يحمر الوجه". وصلنا إلى إنتاج 15 فيلما سنويا ومشاركتنا في المهرجانات الدولية يحسب لها ألف حساب، وحصلت أفلامنا في مهرجانات عالمية على جوائز قيمة. أصبح لنا مهرجان دولي كبير في حجم مهرجان مراكش له ما له وعليه ما عليه. وضاق المهرجان الوطني الذي كان ينظم كل سنتين بالأفلام المغربية، فأجبر على التحول إلى مهرجان سنوي ابتداء من الخريف المقبل. كما فجرت الأفلام نقاشات هادئة ورصينة حينا، و"بيزنطية" صاخبة في الكثير من الأحيان، فغدا نزول فيلم من الأفلام إلى الصالات الوطنية حدثا فنيا وثقافيا وطنيا، يشغل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب.
لم تعد سينمانا تحتاج إلى اعتراف بل غدت مجبرة على إثبات الذات وتقديم الأفضل وترسيخ ميكانزمات تضمن الاستمرار في هذا التوجه، كي لا تكون موجة عابرة مرتبطة بمجهودات رجل واحد، بل دينامية عامة تغذي سيرورة إيجابية تحفظ بالتالي ماء وجهنا الثقافي.
جمال الخنوسي

التوجهات الملكية في واد ونشرة الأخبار تهيم في واد


مديرية الأخبار في دوزيم تسيء إلى المغرب وتقدم عنه صورة "جمهوريات الموز" بدل بلد الحداثة والديمقراطية

من المستحيل القيام بأي تحول كيفما كان نوعه دون أن تواكبه صورة تعكس إشعاعه وتقدم خطوطه العريضة وتوجهاته وأبعاده. ولسنا هنا في حاجة إلى تأكيد أهمية الصورة وقوة تأثيرها، وكيف تحولت إلى سلاح ذي حدين خصوصا مع ظهور الجهاز العجيب الذي يسمى التلفزيون.
ومن يتابع نشرة الأخبار في القناة الثانية يخرج باستنتاج رئيسي واحد هو أن هذه النشرة لم تتغير ولم تتبدل، وبقيت صامدة أمام الزمن ورياح التغيير رغم مرور ثماني سنوات على اعتلاء ملك شاب، ديمقراطي وحداثي، العرش في بلد علق على هذا التحول آمالا كبيرة فلم يخذله. إلا أن مديرية الأخبار بقيت في حالة شرود، وحافظت على عباءتها البالية وأسمالها الرثة التي ورثتها عن أيام غير المأسوف عليه إدريس البصري، ولم تواكب في شيء الانتقال المغربي إلى الألفية الثالثة الذي حمل الأمل في معايير الحداثة وقيم الديمقراطية التي تكفلها أعلى سلطة في البلد.
لقد حافظت مديرة الأخبار على قيم هوت، تعكس للعالم صورة مغلوطة عن المغرب مثلها مثل "جمهوريات الموز" و"كولو العام زين" و"اللي دوا يرعف" وغيرها من قيم "نيو-سطايل" أو (الشكل الجديد) الذي يشكله مهندسو الفشل في إمارة "مديرية الأخبار بالقناة الثانية.
ويكفي هنا أن نورد مثالين من شريط طويل أبطاله "أعداء المرحلة" لرصد الحوَل والشيزوفرينيا الإعلامية، ففي الوقت الذي تعرضت فيه مدينة الدار البيضاء الضربات الإرهابية الجبانة، وسالت دماء المغاربة الأبرياء في الشارع، كان وراءها فلول التخلف والفاشية، بقيت مديرية الأخبار "دايرة عين ميكة وودن فورميكة"، وخرج في ما بعد توفيق الدباب في برنامج "مباشرة معكم" على القناة الثانية، الذي يقدمه الزميل جامع كولحسن، و"فبرك" حلقة خاصة (لم لا وهو نائب مديرة مديرية الأخبار التي تسهر على البرنامج ذاته.. "من لحيتو لقم ليه")، في حملة لتلميع "كاشوشه"، وقال إنه ومديرية الأخبار "يحمون المغاربة من الصدمة"! وكأن المغاربة شعب قاصر ينتظر من الدباب وأمثاله أن يسقوه جرعات الدواء المر من أخبار وطنهم، ولم لا "يدير ليهم بامبرز حتى هو"! كل هذا في الوقت الذي كان فيه المغاربة "محنزين" وأيديهم على قلوبهم، أمام محطات أخرى مثل "الجزيرة" و"العربية" وغيرها يشاهدون نشرات أخبار غيرهم ليعرفوا أخبارهم. إنها عقلية الوصاية ذاتها التي أرساها عملاق الداخلية والإعلام.
القضية الثانية مرتبطة بالفضيحة الكبرى التي انفجرت عندما فبركت مديرية الأخبار في القناة الثانية "وقفة احتجاجية وهمية" أمام مقر مجلة "لوجورنال"، واكتشف المغاربة فيما بعد أن ما شاهدوه في نشرة الأخبار ليس إلا حادثا وهميا من إخراج خيال واسع وذمة ضيقة، يدخل في إطار تصفية حسابات استعملت فيه براباغاندا الصورة وتلفيق الوهم، مثلها مثل "صور أسلحة الذمار الشامل" التي عصفت بصدام حسين وقادته إلى المشنقة، أو الأخبار التي روجت لها محطة "سي إن إن" الأمريكية عن أطفال رضع رمت بهم قوات صدام في الشارع أثناء اجتياح الكويت، ليتبين في ما بعد أن الفتاة التي أعلنت الخبر باكية في بلاتو المحطة ما هي سوى ابنة سفير الكويت في الولايات المتحدة، وأن المسألة مختلقة من الألف إلى الياء.
بعد كل هذا نعود لنتساءل أية صورة نريد أن نقدم عن المغرب في زمن الأقمار الاصطناعية؟ وهل زمرة توفيق الدباب قادرة على إعطاء صورة للمغرب الحداثي والديمقراطي؟ وهل لمديرية الأخبار في القناة الثانية استراتيجية واضحة للتسويق السياسي لمرحلة حاسمة في تاريخه؟
سلسلة إمارة مديرية الأخبار في "دويلة دوزيم" طويلة، فإلى اللقاء في نشرة الأشرار المقبلة.
جمال الخنوسي

"اسمع اسمع بهلول كايركع"


أحمد عزام اختار برنامجا مباشرا على محطة "شدى إف إم" لتصفية الحسابات

لم يكن ظهور القنوات الإذاعية الخاصة بعد تحرير المجال السمعي البصري كله إيجابيات، وعسل في عسل على طول الخط، فقد شوش على هذا النصر المبين ظهور كائنات هلامية عجيبة على الأثير استغلت فراغ المغامرة الجديدة، وحاجة المحطات المستحدثة إلى إذاعيين وصحافيين أو من يملأ صمت ساعات البث ضجيجا. وهكذا استغل البعض هذه الحاجة في فرض أنفسهم "بزز" على المستمعين. والتشويش على أثير الإذاعة بالصوت الهجين والكلمة "غير الطيبة" والمفردات الجارحة يرمون بها يمينا وشمالا. ولنا في المدعو "بهلول" على محطة "شدى إف إم" أبلغ مثال. إذ وجد ضالته في برنامج يحمل اسم "كولها وارتاح" لكنه لم يكن يقول شيئا يذكر أو يريح أحدا من المستمعين. فقد استغل صاحبنا مدة البرنامج المباشر ليصفي حساباته التلفزيونية ويقع خبط عشواء في كل من يزعج قريحة بهلول العالية، ويقلق حسه الفني وأفكاره المتنورة! وحتى بعض المواضيع الجادة والهادفة يفرغها من محتواها بجميع أشكال الوقاحة والنزق والخفة.
وبهلول الذي يقدم وصلة من "الهضرة" يبدؤها ب"اسمع اسمع بهلول كايبدع" كل صباح، هو في الأساس خريج لمدرسة الفشل المسماة "15 سنة و15 موهبة" برنامج المسابقات الذي قدمته القناة الثانية بمناسبة 15 سنة على ميلادها، إلا أن بهلول الذي لم يكلف احد من المشاهدين نفسه إرسال "إس إم إس" للتصويت عليه خرج من نافذة التلفزيون ليدخل من باب الإذاعة، وهناك من يقول إن "مبدع كورال السلسلات التلفزيونية" و"نجم الكومبارس" فيها دخل عالم الإنتاج أيضا وأسس شركة تحمل اسم "عزام عار" أو عزام آر".
ولم يقف طموحه الشجاع عند هذا الحد بل دخل دروبا جديدة وسلك دهاليز بعيدة. فإذا كنت تريد أن تخسر قضية فضعها بين يدي أحمد عزام، وإذا أردت أن تفقد ملفا فكلف به أحمد عزام، وإذا فكرت يوما في محاربة الشغب في الملاعب الرياضية فآخر ما يمكن التفكير فيه هو أن يغني نجم النجوم وقدوة الجيل الصاعد أحمد عزام أغنية في الموضوع. فإذاك لن يقتصر الشغب على الملاعب فحسب بل سيمتد إلى البيوت بتكسير المشاهدين لأجهزة التلفاز والأواني والأثاث. وسيسقط مرور بهلول كما هو الحال في الحلقة الأخيرة من برنامج "مسار" الذي يقدمه الإعلامي عتيق بن شيكر، ضحايا من مرضى السكر وضغط الدم، وذوي القلوب "الهشيشة"، دون أن ننسى الأعراض الجانبية للتقزز والغثيان.
لقد عرفنا على مدى سنوات أسماء إذاعية وازنة صنعت دفء الأثير وخلقت روابط حميمة مع المستمع، مثل محمد البحيري والمرحوم أليفي حفيظ وغيرهما، لكننا لم نسمع قط بمثل ما يجري اليوم من خزعبلات وترهات ما أنزل الله بها من سلطان. فأصبحنا ضحايا مراهقة إذاعية يومية واستعمال المايكروفون ضد الجار والجزار والصحافي والمعلم والبقال وكل من أراد صاحب سلطة المذياع.
جمال الخنوسي

25‏/12‏/2007

اختطاف الأطفال باسم "القيم الإنسانية"

بدأ مع نجمة هوليوود "أنجلينا جولي" ومغنية الإثارة "مادونا" قبل أن تتورط فيه فرنسا بلد الأنوار وحقوق الإنسان


كما يغير المشاهير تسريحات الشعر وأحدث الأزياء والتقليعات، تسابق النجوم في الآونة الأخيرة على موضة هوليوودية جديدة تقتضي تبني أطفال العالم الجياع والتباهي باحتضانهم أمام فلاشات المصورين وعدسات البابارازي، من أجل إظهار "الروح الإنسانية العالية والشعور النبيل بالقيم الكونية". بدأت هذه الظاهرة الغريبة مع النجمة الساحرة "أنجيلينا جولي" وزوجها الوسيم "براد بيت" باعتبارهما أشهر زوج في هوليوود إذ أقدموا على تبني أطفال من هنا وهناك وجدت الصحافة الأمريكية صعوبة في حفظ أسمائهم "الغريبة". ثم وصلت العدوى إلى نجمة الإثارة و"الحنان الفياض" مادونا التي ذهبت إلى بلد إفريقي لم تسمع عنه من قبل ولا تعلم أمريكا كلها موقعه في الخارطة للاستفادة من هذا "الفولكلور" وممارسة "السياحة الإنسانية". فتبنت طفلا وأغدقت على أبيه المال الوفير ووزعت الإكراميات على المسؤولين بسخاء لتسهيل مهمتها.
لكن في المقابل،هل يحق للكائن البشري أن يقوم بأي شيء باسم "الإنسانية" وقيم الحضارة والتحضر؟ هل يمكن اختراق القانون من أجل "النوايا الحسنة"؟ هل يمكن التعامل في الألفية الثالثة بالمنطق الاستعماري المتعالي نفسه؟ كلها أسئلة قفزت في الآونة الأخيرة إلى الواجهة مع ظاهرة تبني النجوم من جهة، وانفجار القنبلة الفضيحة لما يسمى ب "أرش دو زووي" في فرنسا.
بدأت القصة بعملية إنسانية قرر القيام بها أعضاء من منظمة غير حكومية فرنسية من أجل إنقاذ مجموعة من اليتامى النازحين من جحيم دارفور إلى تشاد. المنظمة التي تطلق على نفسها اسم "أرش دو زووي" رأت النور سنة 2004 بعد فاجعة تسونامي الذي هز آسيا. ومنذ شهور اعتبرت "التصفية العرقية في إقليم دارفور" أولويتها القصوى. لكن الحقيقة كانت غير ذلك بالمرة، وتبين أن "كوماندو" النوايا الحسنة المكون من ستة مناضلين في منظمة "أرش دو زووي" الذين ألقي عليهم القبض في مطار "أبيشي" في تشاد، البلد المجاور لإقليم دارفور، كانوا في طائرة بوينغ 757 رفقة 103 صبية جلهم من تشاد ذاته، وأغلبهم ليسوا يتامى بل آباؤهم وأمهاتهم مازالوا على قيد الحياة. فغدت العملية الإنسانية النبيلة عملية اختطاف شنيعة. وجهت على إثرها السلطات التشادية تهمة "اختطاف قاصرين" و"النصب" إلى "سفراء السلم والسلام"، وأصبحت تتهددهم عقوبة حبسية يمكن أن تصل إلى 20 سنة سجنا إضافة إلى الأعمال الشاقة.
السلطات التشادية رأت في العملية "جوكيرا" تحقق به مجموعة من المطالب وتساوم به للحصول على امتيازات، فطالب المدعي العام في آخر جلسة من المحاكمة تعويضا يقدر بمليون أورو لكل طفل!
هذا القضية طرحت سؤالا آخر أكثر إحراجا للسلطات الفرنسية خصوصا لكاتبة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان المتحدرة من أصول إفريقية "راما ياد" و"بيرنار كوشنير" وزير الشؤون الخارجية المعروف بدفاعه المستميت عن "المبادئ الإنسانية الكونية"، هل كانت فرنسا على علم بما يحدث وغضت الطرف عن هذه الجريمة اللاإنسانية التي لا تشرف بلد الأنوار وحقوق الإنسان؟ أم أن العملية تمت خفية وفاجأت مع انفضاحها الجميع؟
إن الجوع والفقر لا يتناقض البتة مع عطف الأبوة أو حنان الأمومة، ولا يعني وهن الجوع أو "الزلط" التفريط في فلذات الأكباد. كما أن الإيمان بالأفكار المطلقة الصالحة لكل زمان ومكان نوع من العجرفة الاستعمارية المتجاوزة، ونوع من التعصب العرقي الذي يدعي امتلاك الحقيقة، وتصدير قيم الاستهلاك إلى بلدان العالم و"لي زانديجان" لا يعني أن الرجل الأبيض المتحضر يحب أطفاله أكثر من الرجل الأسود المنهوك بلقمة العيش.
جمال الخنوسي

مارك أوليفيي فوجييل: "شرير" التلفزيون الفرنسي


هو صحافي ومنشط ومنتج للبرامج التلفزيونية والإذاعية، ونجم من نجوم فرنسا، إذ اشتهر بطريقته الخاصة والمميزة في الحوار والشراسة في طرح الأسئلة المحرجة والإصرار على الحصول على أجوبة مقنعة وواضحة. الأمر الذي خلق له أعداء في جميع الميادين وكذا معجبين في كل فرنسا وخارجها.
ولد مارك أوليفييه فوجييل في 5 يوليوز سنة 1969، واشتهر بالأساس من خلال برنامجين الأول يحمل اسم "لا يمكن أن ننال إعجاب الجميع" على شاشة القناة الثالثة الفرنسية "فرانس 3"، التي قررت إيقاف بثه في يونيو 2006، فانتقل إلى القناة الشبابية "إم 6" ليقدم برنامج "تمنع الجميع من النوم".
ولم يقتصر نشاط "فوجييل" على الاذاعة والتلفزيون فحسب بل أصدر سنة 2005 كتابا تحت عنوان "تو دوني" وهو عبارة عن حوار مع الممثل الشاب المثير للجدل "كيوم ديبارديو" ابن النجم الفرنسي "جيرار ديبارديو".وفي السنة نفسها ظهر اسم "مارك أوليفيه فوجييل" ضمن لائحة أعدتها المجلة الفرنسية الشهيرة "لو فيغارو ماغازين" تضم 50 شخصية الأكثر تأثيرا في فرنسا.وقدم فوجييل أول حلقة من برنامجه "تمنع الجميع من النوم" على محطة "إم 6" في 12 شتنبر 2006 وهو عبارة عن "تولك شو" يجمع فيه شخصيات من عالم الفن والرياضة والسياسة وصانعي الحدث.
وقد بدأ المشاهدون في التعرف على "الطريقة الخاصة" لفوجييل في التقديم والحوار سنة 1992، على شاشة المحطة الفرنسية الخاصة "كنال بلوس" في برنامج "تيلي ديمونش" رفقة الإعلامي المخضرم "ميشيل دونيزو"، الذي سيحل محله ويضع عنوانا جديدا للبرنامج سنة 1996 ليصبح "تي في بلوس".
وفي سنة 1998 سيقدم برنامج "عام إضافي" رفقة الأب الروحي لدمى الأخبار "برينو غاسيو" ثم رفقة "لوران روكيي".
وفي سنة 1999 سينشئ شركته الخاصة للإنتاج تحت اسم "باف بروديكسيون".هذا وكانت أحسن الحلقات التي حقق فيها فوجييل نسبة مشاهدة عالية في "لا يمكن أن ننال إعجاب الجميع" رفقة "أريان ماسني" تلك التي استقبل فيها النجم "ألان دولان" و"بريجيت باردو" والمغني" شارل أزنافور" وكذا الرئيس الفرنسي الحالي "نيكولا ساركوزي"، وزوجة الرئيس الفرنسي آنذاك "بيرناديت شيراك" التي تحدثت عن مرض ابنتها. إلا أن قناة "فرانس 3" أوقفت البرنامج في يونيو 2006 مع انخفاض نسب المشاهدة. وفي شتنبر 2006 أطلق برنامجه الجديد على شاشة "إم 6" تحت عنوان "تمنع الجميع من النوم" الذي يعتبر نسخة طبق الأصل من البرنامج السابق، رغم أنه وجد صعوبة كبيرة في لم نسبة كبيرة من المشاهدين إذ وصل عددهم في حلقة الثلاثاء 7 نونبر الماضي 700 ألف فقط أي بنسبة 10 في المائة من المشاهدين.
وقد صنع "فوجييل" شهرته كذلك من خلال قضاياه أمام المحاكم، كانت أولاها تلك التي جمعته مع النجمة "بريجيت باردو" التي نعتته ب"الوغد الصغير"، بعد أن لاحقها بالأسئلة المحرجة، واتهم كتابها بالعنصرية في حلقة خاصة استضافها "فوجييل" في برنامج "لا يمكن أن ننال إعجاب الجميع" كانت بمثابة "تكريم للنجمة الفرنسية". كما وصلت القضية التي جمعته مع الكوميدي "ديودوني" إلى المحاكم حين قدم هذا الأخير "سكيتشا" في حلقة الأول من شهر دجنبر من سنة 2003 عرض فيه يهوديا متطرفا يقوم بالتحية النازية، تم بعده مباشرة عرض رسالة "إس إم إس" مفبركة موجهة هذه المرة ل"ديودوني" تقول، "ماذا لو قدمنا سكيتشا عن الرائحة الكريهة للسود". وهو ما اعتبر رسالة عنصرية أدين فيها "فوجييل" وإدارة محطة "فرانس 3" برمتها.

جمال الخنوسي

24‏/12‏/2007

صفقة طائرات "إف 16" مع المغرب أمام الكنغرس

مجهزة بنظام للطيران يستعمل الأقمار الاصطناعية ومعدات إلكترونية للقتال وآخر مستحدثات التكنولوجيا الحربية

أبلغت الحكومة الأمريكية بشكل رسمي الكونغرس نيتها إتمام الصفقة التي عقدتها مع المغرب، والتي تتكون من 24 طائرة حربية من نوع "إف 16 سي دي" مرفقة بأحدث التجهيزات بكلفة قدرها 2.4 مليار دولار. وبالتالي تكون الشركة الفرنسية "داسو أفياسيون" قد خسرت بشكل نهائي أي أمل في صفقة طائرات "الرافال" التي كانت ستعقدها مع المغرب.
ومع إتمام الصفقة سيصبح المغرب المالك رقم 25 لطائرات إف 16 حول العالم التي تصنعها شركة "لوك هيد مارتن" الممول الأول للبانتاغون الأمريكي. وإذا ما قبل المغرب بجميع الخيارات المقترحة، فإن الصفقة ستبلغ تكلفتها 2.4 مليار دولار.
وقال البانتاغون إن "إف 16" تمثل الطائرة الحربية الأكثر مبيعا في العالم. وحسب القوانين الجاري بها العمل في الولايات المتحدة، فإن للكونغرس الحق في إلغاء أية صفقة تجارية خلال 30 يوما من تاريخ عقدها، لكنه أمر مستبعد ونادر الوقوع.
وفي تصريح للمدير العام لشركة "داسو" الفرنسية "شارل إدلستاين"، أكد أنه بعد 15 سنة من التسويق الفاشل، لم يعد أمام الشركة سوى المراهنة على صفقة تجارية مع ليبيا التي "تنوي" اقتناء 14 طائرة من نوع "رافال". وقال داسو "لم توقع الصفقة بعد (..) سنتفاوض وآمل في توقيع العقد في مهلة شهرين إلى ثلاثة أشهر وحتى قبل ذلك". وبدأت ليبيا مفاوضات مع فرنسا بهدف شراء معدات عسكرية بقيمة إجمالية قد تصل إلى 54 مليار أورو.
وفي وثيقة نشرتها وكالة التعاون للدفاع والأمن التابعة للبانتاغون يوم الثلاثاء الماضي فإن هذه الصفقة ستعزز مكانة المغرب من أجل مساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب والدفاع عن النفس.
ويعتزم البانتاغون بيع المغرب صنف "بلوك 50/52 الأكثر تطورا في طائرات "إف 16" التي لا تمتلك صنفا أكثر تطورا منها سوى الإمارات العربية المتحدة التي اقتنت في وقت سابق صنف "بلوك 60".
وستكون الطائرات التي تصنعها شركة "لوك هيد مارتن" مجهزة بنظام للطيران يستعمل الأقمار الاصطناعية، ومعدات إلكترونية للقتال، وغيرها من آخر مستحدثات التكنولوجيا الحربية.
وكان وزير الدفاع الفرنسي "هيرفي موران" أرجع في تصريح سابق سبب فشل صفقة الأسلحة بين المغرب وفرنسا الخاصة بطائرات من نوع "رافال" إلى التحول الذي شهده الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية. وأكد موران أن الطرف المغربي كانت له نية صادقة من أجل اقتناء طائرات من نوع "رافال" التي تصنعها مؤسسة "داسو" الفرنسية. وتعد هذه أول مرة، يقول موران، يعبر فيها بلد ما لفرنسا عن نيته عقد صفقة من هذا الحجم، واختياره لهذا الصنف بالذات من الطائرات المتطورة. ويعود تاريخ هذا الاتفاق الفرنسي المغربي إلى عهد الرئيس السابق جاك شيراك. إلا أنه على مدى 14 شهرا الأخيرة لم تتمكن فرنسا من إقناع المغرب بالصفقة المقدمة، في الوقت الذي تمكن فيه الأمريكيون من خلال عرض معقول من جهة، وتحول في موقفهم بشكل إيجابي وواضح في ما يتعلق بصراع إقليمي له أهمية كبرى بالنسبة إلى المغرب، في ترجيح كفة صفقة طائرات "إف 16" الأمريكية الصنع على حساب "رافال" الفرنسية.
ومن ناحيته حمل "سيرج داسو" مسؤولية فشل صفقة الرافال إلى المديرية العامة للتسليح في فرنسا التي ما أن توصلت بقبول المغرب المبدئي للصفقة حتى عمدت إلى تضخيمها والنفخ في بنودها.
جمال الخنوسي.

19‏/12‏/2007


قبل أن تشاهد فيلم "ميونخ" لمخرجه "ستيفن سبيلبرغ" عليك أن تدع كل أفكارك واعتقاداتك على باب السينما، أزل عنك كل الشوائب والأفكار المسبقة التي ربما كونتها بقراءات هنا أوهناك حول الفيلم. عليك أن تدخل القاعة تملؤك رغبة واحدة و بلا خلفيات: "مشاهدة عمل فني".
لابد أن الأمر سيكون صعبا لأننا نحمل جميعا قضية (القضية الفلسطينية) في عقولنا وقلوبنا ونؤمن جميعا بمشروعيتها وعدالتها. كيف نوفق إذن بين هذه الازدواجية المزعجة أساسا لتقييم أي عمل فني. لنحاول.الفيلم عرض عند صدوره في فرنسا في أكثر من 400 قاعة دفعة واحدة. و يحكي قصة واقعية تتمحور حول العملية التي قام بها كومندو فلسطيني في الدورة الأولمبية بميونخ في 5 شتنبر 1972. الكوموندو الذي أطلق على نفسه اسم "شتنبر الأسود"، استطاع أسر 9 رياضيين إسرائيليين مشاركين في الألعاب. سيأخذ الكومندو 9 رهائن بعد قتل اثنين في محل إقامتهم بالقرية الأولمبية وبعد 23 ساعة سيقتل جميع الرهائن . لكن العالم ـ يقول صاحب الفيلم ـ سيكشف وجها جديدا للإرهاب، إذ سيتابع العملية قرابة 900 مليون مشاهد مباشرة على شاشات التلفزيون.بعد أن رفضت حكومة "غولدا مايير" إبرام أي صفقة مع الكومندو الفلسطيني قررت القيام بعملية مضادة وانتقامية لما حدث في ميونخ سمتها "غضب الله" يترأسها عميل الموساد الشاب "أفنار" رفقة 4 رجال آخرين يتكفلون بملاحقة 11 عنصرا من منظمة "شتنبر الأسود"، والذين اعتبرتهم إسرائيل المسؤولين عن أحداث "ميونيخ".
العملية كلها ما زال يلفها نوع من الغموض لأن ملفاتها في إسرائيل مازالت مصنفة ضمن بند "سري للغاية" في بلد في حالة حرب دائمة.الفيلم يتميز بتقنية عالية ويبرهن مرة أخرى على تمكن سبيلبورغ من أدواته السينمائية وقدرته الفائقة في التعبير. فشخصية البطل تجمع بين صفتين متناقضتين القوة والضعف، الثقة والشك. هذا ما سيجعل إحدى شخصيات الفيلم تقول ، بعد فحص يدي البطل ، "بالرغم من رقتك فلك يدا جزار".الفيلم مدته ساعتان و40 دقيقة، ورغم تكرار عمليات القتل لا يمكن اعتباره في أي حال من الأحوال فيلم "حركة" ولا يطمح المخرج لذلك. رغم أن تلك المشاهد محبوكة بشكل احترافي إلا أن "سبيلبورغ" تعمد أن يجعل المشاهد يتقزز من مشاهد الموت والعنف ويجعلنا نرغب ونتمنى التعجيل بنهاية تلك المشاهد كما يتمنى الجميع نهاية صراع كتب له أن يدوم طويلا. مشاهد القتل كانت تدمر الضحية والقاتل أيضا إذ يخرج البطل كل مرة أكثر وحشية وأقل إنسانية.
الفيلم يتجاوز التحديد الكلاسيكي للأفلام والصراع بين "الخير" و"الشر" إذ نصل في مستوى معين من الفيلم إلى فقدان بوصلة الخير والشر، ونصبح في حيرة من أمرنا حول التصنيف الذي يمكن أن نحدد به انتماء كل فرد للخندق المناسب. يحس البطل أنه يخسر قيما كان يؤمن بها. وتنجلي أمامه غيوم الاعتقاد الزائف. يكشف البطل في الأخير أن الضحايا الذين نفذ فيهم حكم الموت لا علاقة لهم بحادث ميونخ. سينقلب السحر على الساحر وسيحس البطل أنه مستهدف من الأعداء والأصدقاء معا. ليأخذ قرارا صعبا وعنيفا ومهينا للوطن حين يرفض العيش في إسرائيل وهي ضربة قوية لدولة هدفها الأسمى هو لم الشتات.

أفلام خالدة 5 : آلام المسيح


وضعت مجلة "فارييتي" الأمريكية فيلم "آلام المسيح" للمخرج والممثل "ميل غبسون" في المرتبة الأولى للأفلام الأكثر إثارة للجدل في تاريخ السينما على الإطلاق. وقالت المجلة إن تصوير "غيبسون" المروع لصلب المسيح والخيانة التي تعرض لها أشعلت حربا ثقافية غير مسبوقة في تاريخ هوليود. وأضافت المجلة إنه رغم الصخب الديني فقد تمكن فيلم "آلام المسيح" من حصد ما يزيد عن 370 مليون دولار أمريكي في سوق الولايات المتحدة الأمريكية عام 2004.
ميل جيبسون المولود في نيويورك في 3 يناير 1956. دخل كلية التمثيل في أستراليا وتخرج منها، ومباشرة دخل مجال التمثيل في التلفزيون المحلي في أستراليا وقام بتمثيل بعض الأدوار في بعض المسلسلات التلفزيونية هناك.
بدايته السنيمائية كانت سنة 1979، مع فيلم صغير في أستراليا هو "ماكس المجنون" ورغم أنه إنتاج استراليا إلا أن الفيلم نجح وكانت هذه بداية ظهور نجم جديد هو "ميل غبسون".
في البداية كان يقدم أفلام الحركة والعنف، لكنه في ما بعد ظهر في الكثير من الأفلام الرومانسية والدرامية، من أشهرها الفيلم الذي مثل فيه دور المناضل الأسكتلندي الذي ساعد على تحرير بلاده في فيلم "بريف هارت" الذي حقق نجاحا كبيرا.أما في فيلم " آلام المسيح" فيحاول رسم معالم معاناة "بونتيوس بيليت" في إيجاد جواب عن سؤال زوجته الذي طرحته عليه مستفسرة عن قراره في مسألة صلب السيد المسيح ودور اليهود في ذلك، لما شاب هذه المسألة من إحراج كاد أن يؤدي إلى وأد هذا العمل السينمائي الكبير. ولم تكن محاولة "غيبسون" هي الأولى في هذا الإطار، بل سبقتها محاولات سابقة حاولت سرد قصة الاثنتي عشرة ساعة التي سبقت صلب المسيح، كان آخرها فيلم "الإغراء الأخير" لمارتن اسكورسيزي سنة 1988، مما ترتب عنه توجه آلاف من المسيحيين المتعصبين صوب استديوهات شركة "يونيفيرسال" للإنتاج الفني، التي حاولت تهدئة الوضع وامتصاص الغضب، إضافة إلى وضع العديد من رجال حفظ الأمن في كثير من دور العرض، حتى أن مارتن نفسه استخدم حرسا خاصا يلازمه طول الوقت. بدأ النقاش حول فيلم "آلام المسيح" يدور في إطار خارج المفهوم الجوهري للفيلم، وعلى النقيض صار التركيز سطحيا، حول من الذي سيستفيد من عرض الفيلم (المسيحيون)، ومن الذي سيتضرر من عرضه (اليهود)، مرورا بكيفية تسويق الفيلم (أعداد كبيرة من التذاكر حجزتها المنظمات الكنسية لرعاياها)، وصولا إلى والد "غبسون" الذي صرح بأن معظم مذابح "الهولوكوست" لم تكن سوى من نسج الخيال، أما أكبر جلبة خلقها هذا الفيلم فهي الادعاء الذي يقول إن الفيلم يضع الملامة في مسألة صلب السيد المسيح المزعومة على اليهود بزعامة كبير الكهنة وجماعته، إذ يشير بشكل غير مباشر إلى مسؤولية اليهود ممثلة في زعيمهم. ويدعي "غبسون" أن روايته في الفيلم ببساطة لم تتعرض إلى إنقاص أو حذف، فهناك العديد من الفقرات الموجودة في الإنجيل حيث تشير إلى مسؤولية بعض كهنة اليهود في الوشاية بالسيد المسيح وتسليمه للرومان، كما أن هناك فقرات تؤكد على أن بعض اليهود قد اختاروا إطلاق سراح السارق "براباس" بدلا من السيد المسيح.
ساعتان وعشر دقائق من مأساة آلام السيد المسيح جسدتها رؤية "ميل غيبسون" الخاصة والجدية والواقعية والقاسية جدا. ساعتان وعشر دقائق من العذاب غير المحتمل في مشاهدة ما يجري، تقابله ثوان قليلة للقيامة كانت كافية لمنح الشريط الخاتمة الرائعة.

أفلام خالدة 4 : قائمة شيندلر


قائمة شيندلر أو "شيندلرز ليست" فيلم أمريكي أنتج عام 1993 من إخراج ستيفن سبيلبرغ، بالاستناد إلى كتاب "قائمة شندلر" لتوماس كينلي، الذي يحكي قصة "أوسكار شيندلر" وهو صناعي ألماني مسيحي أنقذ 1100 يهودي بولندي من القتل في المحرقة أو ما يصطلح عليه ب"الهولوكوست" إبان الحرب العالمية الثانية.
حاز الفيلم على سبع جوائز أوسكار من أصل اثني عشر ترشيحا، واحتل المرتبة التاسعة ضمن قائمة المعهد السينمائي الأمريكي لأفضل مائة فيلم في تاريخ السينما.
عرض الفيلم في البداية على رومان بولانسكي ليقوم بإخراجه لكنه رفض الفيلم لأسباب شخصية كونه أحد الناجين من المحرقة. و اعتبر أن الفيلم يعيد إليه ذكريات لا يرغب في استرجاعها. الجدير بالذكر أن بولانسكي أخرج لاحقا فيلم "عازف البيانو" عام 2002، و قد نال عنه أوسكار أفضل مخرج.
كما عرض الفيلم على المخرج العبقري "مارتن سكورسيزي" لكن لشعوره بأنه ينبغي أن يخرج هذا الفيلم مخرج يهودي، منح الفيلم لستيفن سبيلبرغ مقابل حقوق إعادة إنتاج فيلم "رأس الخوف" الذي أخرجه سكورسيزي عام 1991. ثم عندما وقع "سبيلبرغ" الاتفاق لإخراج الفيلم رفض الحصول على مقابل مادي، واصفا قبول ذلك ب"قبول الدية".
لاحقاً قال سبيلبرغ بأنه تأثر بهذا الفيلم كثيراً، وقرر تصويره بالأبيض والأسود باستثناء مشهدين ظهر فيهما معطف أحمر وآخر ظهرت فيه شعلة الشموع بالألوان. وقد جسد الأدوار الرئيسية كل من "ليام نيسون" في دور أوسكار شندلر، و"بن كنغسلي" في دور إتزاك شترن، و"راف فاينز" في دور آمون جوث. في حين استخدم لتسويق الفيلم عبارة "من أنقذ روحا فقد أنقذ العالم بأسره" وهي مقتبسة من التلمود ليظهرها في آخر الفيلم.
يعد ستيفن ألان سبيلبرغ، الذي ولد في 18 دجنبر 1946، من أهم المخرجين السينمائيين الأمريكيين من أصول يهودية، حصل على أهم الجوائز السينمائية العالمية. يتحدر جده من مدينة نمساوية تدعى سبيلبرغ، عاش بها في القرن السابع عشر. يمتلك سبيلبرغ شركة "دريمزوورك" للإنتاج، حيث أنتج العديد من أفلام الرسوم المتحركة مثل "شريك".
ويرى النقاد أن فيلم " قائمة شيندلر" يترك في جمهوره مشاعر إيجابية ملحوظة بدلا من الإحباط والاشمئزاز، فمن أجل إثارة التعاطف القوي مع ضحايا البغض الديني والعرقي فانه يثير آمال الفداء والخلاص في المتلقي. ويقول للجميع إنه في مقدورهم، كأناس عاديين، فعل ما فعله أوسكار شيندلر بسلك مسلك بطولي وشجاع من أجل إنقاذ أرواح آلاف الناس الأبرياء.

"ميكي ماوس" يعلن للفرنسيين اسم سيدة الإليزيه الجديدة

"ميكي ماوس" يعلن للفرنسيين اسم سيدة الإليزيه الجديدة
ظهور "شبه رسمي" للمغنية وعارضة الازياء "كارلا بروني" إلى جانب نيكولا ساركوزي في مدينة للملاهي

منذ انفصال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن زوجته، قبل شهرين لم تكف الصحافة الفرنسية عن البحث له عن عشيقة جديدة ولعبت دور "الخاطبة"، وفي كل مرة ترشح له اسما جديدا إما من داخل حكومته الملونة سياسيا وعرقيا مثل ما وقع مع رشيدة داتي وزيرة العدل ذات الأصول المغاربية، أو الإعلامية لورانس فيراري التي تعمل في قناة "كنال بلوس"، ولم تتمكن من وقف إشاعات علاقتها مع الرئيس الأعزب سوى رفع دعاوى قضائية ضد مجلات متخصصة في الفضائح. لكن الاسم الذي بدا أن العلاقة التي تربطه بساركوزي "شبه رسمية"، لم يخطر على ذهن أحد أو يرد على بال. إنها المغنية وعارضة الأزياء الفرنسية ذات الأصول الإيطالية "كارلا بروني" البالغة من العمر 39 سنة.
وتظهر الصور التي نشرت على صفحات المجلات والجرائد وكذا تناقلتها وسائل الإعلام الدولية والمواقع على شبكة الانترنيت، الزوج الشهير في لقاء حميمي، وهما يشاهدان استعراض الشخصيات الكارتونية في مدينة الملاهي الشهيرة "أورو ديزني" بمناسبة احتفالات "الكريسمس" ونهاية السنة، في الضاحية الباريسية. ويبدو من خلال الصور أن الزوج تعمد السماح للصحافة التقاط الصور في إعلان شبه رسمي يضع اسم كارلا بروني سيدة قصر الاليزيه الجديدة، دون أن يتدخل رجال الأمن الخاص بالرئيس لمنع المصورين.
وكان أول لقاء بين الرئيس الفرنسي والمغنية الجميلة تم يوم 23 نونبر الماضي في قصر الاليزيه بمناسبة تقديم تقرير حول القرصنة في الانترنيت ثم جمعهما عشاء في الليلة ذاتها عند عملاق الإشهار "جاك سيغالا".
وفي الوقت الذي رأت أغلبية الفرنسيين أن ارتباط الرئيس بامرأة أخرى خطوة إيجابية لا بالنسبة لحياته الخاصة كرجل، أو كرئيس دولة تلزمه سيدة إلى جانبه تشارك في زياراته الرسمية إلى الخارج وتؤدي إلى جانبه طقوس البروتوكول وتلتقي نساء الرؤساء والملوك الآخرين، ذهبت"مارين لوبان" ابنة اليميني المتطرف "جون ماري لوبان" إلى القول على شاشة القناة الفرنسية الثانية في خبث، إن علاقة ساركو والمغنية الجميلة يدخل في خانة "أساطير الكريسمس وحكايات بابا نويل". قبل أن تضيف بجدية أن إخراج هذه العلاقة إلى النور في هذا التوقيت بالذات هو نوع من المراوغة الساركوزية وخبطة من خبطات خبراء التواصل في الاليزيه الذين ارتأوا الإفصاح عن مالكة قلب الرئيس في هذا الوقت بالذات لإخفاء المشاكل الحقيقية لفرنسا مثل تقهقر القدرة الشرائية وزيارة معمر القدافي لفرنسا.
كما ذهب آخرون إلى أن ساركوزي أراد أن يمنح "كثيرا من الحلم" إلى الفرنسيين من خلال قصة حب بين "الرجل القوي" والحسناء عارضة الأزياء والمغنية ذات الشهرة العالمية"، "لن يجد ساركوزي مبتغاه إلا في شخصية مثل كارلا بوني ذات الجمال الايطالي المبهر".
وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ فرنسا يطلق فيها رئيس زوجته أثناء فترته الرئاسية. وهو الطلاق الذي أعلن عنه في 18 أكتوبر الماضي بشكل توافقي بين ساركوزي البالغ من العمر 52 سنة وسيسيليا البالغة من العمر 50 سنة.

جمال الخنوسي

18‏/12‏/2007

أفلام خالدة 3 : كيل بيل


"كيل بيل" فيلم حركة يستغل روح أفلام "المونغا" اليابانية والروح الشرقية وفلسفتها في حبك سيناريو مبني بالأساس على الانتقام. ويأتي هذا الفيلم من أجل التأكيد على عبقرية مخرج اسمه "كوينتن تارانتينو" الذي برع في التحكم في مشاهد القتال والحركة السريعة وزوايا التصوير مع التدقيق في المشاهد القريبة.
الفيلم يحكي عن شخصية عرفت قديما باسم "بياتريكس كيدو" والبعض يعرفها ب"بلاك مامبا"، كما أسمتها الصحف "مذبحة العرائس" في ولاية تكساس.إنها امرأة ترتدي فستان زفاف أبيض، يبدو عليها أنها في الشهور الأخيرة للحمل، لكنها مغطاة بالدماء ويبدو، كأن الشيطان قد انهال عليها بالضرب، لأنها خرجت عن طريقه وأرادت أن تسير في الطريق الصحيح .هذه "العروس" قريبا تستيقظ من اللاوعي لتبحث عن قاتليها وتجعلهم يتعرفون على مذاق الانتقام المفضل لديها وكم هو بارد كالثلج فلن يروا أي مشاعر على وجهها عندما يكون طرف سيفها يشق طريقه في جسدهم كمحاوله لتطهيرهم من الجريمة أو على الأقل كإشباع لرغبتها في الانتقام .ككل من يبحث عن الانتقام فأول ما يتوجب عليها فعله هو وضع "قائمة الموت":
"أورن أشى" ، و"فيرنيتا غرين"، و"باد"، و"إيلي درايفر"، وزعيمهم السادي "بـيل"، ربما بالنسبة إلى المشاهد هذه مجرد أسماء، و لكن بالنسبة إليها، الوصول إليهم هي غايتها في الحياة. و"بيل" ليس مجرد رئيس فرقة الموت التي تختص في اغتيال أهم الشخصيات في أنحاء العالم وليس مجرد واحد من أهم تلامذة معلم الساموراي "هاتوري هانزو" وليس بسبب ساديته التي لا تعرف الرحمة، ولكن لأنه أول من حفر قبره وجعل "العروس" تقطع رقبته.لقد تمكن "تارونتينو" من الحفاظ على قدرته المعتادة على الدهشة والإدهاش، وهو كخرج أمريكي يعتبره الكثيرون أبرز موهوبي جيله، خصوصا منذ تحفته الفنية "بالب فيكشن" الذي نال جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان قبل 13 عاما، ثم جائزة أوسكار أفضل سيناريو. والحق يقال إن موهبة تارانتينو برزت منذ فيلمه الروائي الأول "ريزيرفوار دوغز".
"كيل بيل" من بطولة النجمة "يوما تورمان" والممثل المخضرم "ديفيد كارادين".
يبدو أن النصيحة الوحيدة التي أعطاها تارانتينو لنسوته المقاتلات وممثليه هي "عليكم أن تكشفوا عن أفضل وجه لديكم". فأتقنت "تورمان" دورها بعد محاولتين سابقتين لها في أفلام الحركة لم تحققا نجاحا، ويتعلق الأمر ب"باتمان وروبين" و"المنتقمون"، كما تمكنت من تقديم حركة وأبانت عن مهارات تتجاوز قدراتها الجسدية.

أفلام خالدة 2 : فتاة المليون دولار


"فتاة المليون دولار" فيلم درامي حاصل على جوائز أكاديمية، أنتج في عام 2004، وهو من إخراج كلينت إيستوود وبطولته إلى جانب هيلاري سوانك، ومورغان فريمان. تدور القصة حول مدرب ملاكمة كبير السن عانى الكثير وتخرج على يده العديد من كبار النجوم الذين يجحدون وينسون فضله ما أن يلمعوا ويحققوا النجاح، ليسقط من جديد وينتقل إلى بداية المشوار مع ملاكم مبتدئ آخر، لكنه هذه المرة سيحاول مساعدة فتاة ملاكمة هاوية لتصبح محترفة.
ولد كلينت إيستوود في 31 مايو سنة 1930 وهو ممثل ومخرج ومنتج سينمائي أمريكي حائز على جائزة الأوسكار. يعتبر رمزا للسينما الأمريكية إن لم يكن رمزاً لأمريكا نفسها. في عام 2004 فاز بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج سينمائي عن فيلم "فتاة المليون دولار"، وتم ترشيحه للفوز بالجائزة نفسها في 2007 عن فيلم "رسائل من إيوو جيما". اشتهر كلينت بأدائه لدور الرجل الحازم، خشن الطباع وحاد الذكاء في عدة أفلام منها سلسلة "هاري القذر" التي قام فيها بدور المفتش "هاري كالاهان" ودور الرجل الذي لا يحمل اسما في سلسلة "ثلاثية الدولار" للمخرج سيرجيو ليون .
وبجانب ايستوود نجد النجم الكبير "مورغان فريمان" الذي يقوم بدور مساعد المدرب العاشق للرياضة التي ما زالت تسري في دمه، وقضى عمره وهو يتعلمها في قاعة التدريب الرياضية، بجانب ايستوود.أما البطلة "هيلاري سوانك" فقد قفزت من خلال هذا الفيلم إلى النجومية وأدت بإتقان دور الإنسانة البسيطة المتألمة والمكافحة. حلمها كان احتراف الملاكمة، فالغضب في داخلها يحتاج إلى الخروج ، لكن لا يوجد من ينير لها الدرب الطويل. لا أحد يقبل بالفتاة التي تعدت السن الطبيعي للملاكمة، وأصبحت في الواحدة والثلاثين تقريبا وهو سن يمثل مرحلة اليأس الرياضي، تقضي الليالي الطويلة، تلكم كيس الرمل المعلق في قاعة التدريب.
ربح الفيلم أربع جوائز أكاديمية، من بينها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وجائزة أفضل ممثلة لهيلاري سوانك وأفضل مخرج لكلينت إيستوود. القصة من تأليف الروائي جيري بويد الملقب بـ"إف إكس تولز"، والتي صدرت قبل الفيلم بعنوان "رورنز روب".
وقد اعتبر أحد النقاد الفيلم أنشودة و"حسا إنسانيا رقيقا، ناعما وأنيقا، وعزف هادئا مؤلما على وتر الوحشة، برع "إيستوود" في تقديمه. عزف بارع جعلنا ندرك قيمة الملاكمة "ماغي" بالنسبة إلى مدربها "فرانكي". والجميل في الأمر، أن الفيلم لم يعرض أية صورة للابنة الغائبة، بل اكتفى فقط بمجرد ذكرها عَرَضَا في بعض الأحاديث الجانبية، وذلك من أجل تسهيل مهمة احتلال "ماغي" لمكانها في الوجدان. إنها بصمات تكاد تكون خاصة بسينما "إيستوود" التي أضحت اليوم سينما خاصة وذاتية يحملها همومه ومشاعره وأفكاره الخاصة، وهي هموم توضح إلى أي مدى يشعر هذا العجوز المبدع بالوحشة، وإلى أي مدى هو يخشى الموت، هو الذي بلغ من العمر عتياً، وبات على شفا حفرة من العالم الآخر، عالم الخلود، الذي يخشاه هو الآخر، ويخشى مصيره فيه".

أفلام خالدة 1 : تصادم أو كراش


تصادم أو "كراش" فيلم درامي مؤثر ولا يمكن للمشاهد أن يترك قاعة السينما دون أن يشعر بالأثر البليغ الذي يتركه الفيلم في نفسه أو أسئلة مختلفة يبحث لها عن أجوبة. الفيلم حاصل على جوائز أكاديمية من إخراج "بول هاجيز". عرض أول مرة في تورونتو في شتنبر عام 2004، ثم عرض عالمياً في العام التالي. الفيلم من بطولة ساندرا بولوك التي قامت بدور "جين" وحصلت على جائزة أفضل دور من نقابة ممثلي الشاشة عام 2005 عن دورها في الفيلم، ودون تشيدل الذي أدى دور "غراهام"، ومات ديلون في دور الضابط رايان، وجينيفر إسبوسيتو قامت بأداء دور "ريا". حصل الفيلم على ثلاث جوائز أكاديمية في عام 2005، من بينها جائزة أوسكار لأفضل فيلم.
قصة الفيلم تدور حول أحداث تصادم بين سيارتين، وسرقة، وإطلاق نار على ضابط من مصدر مجهول في مدينة لوس أنجليس. فتتقاطع قصص مجموعة من الشخصيات في هذه المدينة الكبيرة، ويصف حالاتهم خلال 36 ساعة، إذ يجمعهم سوية من خلال حادث سيارة وإطلاق نار ومصالح مشتركة. يصور الفيلم معظم شخصياته على أنها تعاني من العنصرية والاضطهاد، لذلك فإنها تتورط بالمشاكل التي تدفعهم لاختبار انتماءات واضحة، من خلال ردود فعل هذه الشخصيات يحاول الفيلم أن يصور ويمتحن التوتر العنصري في الولايات المتحدة. وقد اعتبر الكثير من المتتبعين ونقاد السينما حول العالم أن فيلم "صدام" لم يكن أهلا للأوسكار لانه "فيلم عنصري"، وأن أكاديمية العلوم والفنون السينمائية سارعت بمنحه هذا العدد من الجوائز. وربما كان يكفيه جائزة أفضل سيناريو، لأنه كتب بتقنية عالية وحرفية متناهية، لكن مخرج الفيلم "بول هاجيز" حسب تلك الآراء ذاتها، يترك المجال مفتوحا لتحسينات عدة. فنظرته إلى الأجناس والأعراق توحي بأن زاده الأدبي والثقافي محدود. "فالشخصية التي يؤديها مات ديلون هي شخصية رجل شرطة يكره السود ويستغل عملية تفتيش يقوم بها لامرأة أمريكية من أصول أفريقية، لكي يهينها متحسسا جسدها كما يحلو له، لكنه وفي مقاطع أخرى، يمنحه تبريرات نفسية ومرجعيات ثقافية تجعله يبدو كما لو كان ضحية وليس جلادا ويدفع المشاهد للتعاطف معه".
الفيلم يصور بالأساس "تصادم الأعراق" والأجناس المختلفة في أمريكا، بإخراج بارع ينتقل من قضية إلى أخرى في سلاسة ممتعة. ويتحول سيناريو الفيلم من حال إلى آخر بذكاء. والمميز في الفيلم هو اجتماع ممثلين مميزين قاموا بتجسيد أدوارهم بكل براعة ليقدموا فيلما جميلا بكل المقاييس.

14‏/12‏/2007

"في انتظار بازوليني" يفوز بجائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة


"في انتظار بازوليني" يفوز بجائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة
داود أولاد السيد قال لـ"الصباح" إن تتويج فيلمه تتويج للسينما المغربية عامة

فاز فيلم "في انتظار بازوليني" للمخرج المغربي داود أولاد السيد بجائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الذي اختتم مساء الجمعة الماضي.وعبر داود أولاد السيد في اتصال مع "الصباح" عن سعادته وفخره بهذا التتويج الكبير من مهرجان له سمعة وتاريخ، كما أكد المخرج على أن هذا الفوز تتويج للسينما المغربية عامة.
وفي السياق ذاته شدد أولاد السيد على الدور الذي بذله الممثلون والتقنيون في هذا العمل، "إنه عمل جماعي وفوز الفيلم هو فوز فريق متماسك حقق عملا نفخر به كثيرا". وكان فيلم "في انتظار بازوليني" قد تنافس إلى جانب فيلم مغربي آخر هو "عود الورد" للمخرج لحسن زينون في مسابقة الأفلام العربية في مهرجان القاهرة من ضمن13 فيلما من خمس دول هي مصر وسوريا والجزائر ولبنان والمغرب.ويحكي فيلم "في انتظار بازوليني" قصة حقيقية لشخص يدعى التهامي يشتغل في إصلاح أجهزة الراديو والتلفزيون، ويقوم بين الحين والآخر بدور "الكومبارس" في الأفلام الأجنبية التي تصور في إحدى قرى ضواحي مدينة ورزازات التي حل بها في 1970 المخرج الإيطالي الراحل بازوليني لتصوير أحد أفلامه والذي عمل معه التهامي وارتبط معه بعلاقة صداقة قوية.وبعد أربعين سنة حل فريق سينمائي إيطالي بورزازات لتصوير فيلم، واعتقد التهامي أن صديقه بازوليني عاد وراح يبشر أهل قريته الذين كانوا يقومون هم كذلك بأدوار الكومبارس في الأفلام الأجنبية، بعودة بازوليني الذي كانوا هم كذلك يحبونه لمعاملته الطيبة لهم .لكن التهامي سيعلم في ما بعد أن بازوليني مات منذ مدة وأنه ليس من ضمن الفريق السينمائي الإيطالي الذي حل بالقرية، وسيصاب بصدمة كبيرة.وإذا كان بازوليني قد مات فعلا، فإنه لم يمت في وجدان التهامي الذي ظل يصر أمام أهل القرية على أن بازوليني هو العائد حتى لا يفقدوا الأمل في الحصول على شغل.وبذلك جاءت فكرة فيلم "في انتظار بازوليني" شبيهة بفكرة "في انتظار غودو"، المسرحية الشهيرة لصمويل بيكيت التي تشير إلى انتظار ما لا يجئ كما في الفيلم.وقد كتب قصة الفيلم السيناريست علي الصافي ولعب البطولة فيه محمد مجد في دور التهامي ومحمد بسطاوي في دور حلاق ومصطفى تهتاه في دور فقيه.وقد شارك كذلك فيلم "في انتظار بازوليني" وفيلم "عود الورد" في المسابقة الرسمية للمهرجان التي تنافس فيها 19 فيلما من 16 دولة من أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا والعالم العربي.
جمال الخنوسي و(و م ع)

الكوميدي "ميشال ليب" في الدار البيضاء


الكوميدي "ميشال ليب" في الدار البيضاء
النجم الفرنسي يجمع بين الغناء والإضحاك وعرضه الجديد عصارة 30 سنة من مسيرة فنية حافلة
يقدم الفنان الكوميدي الشهير "ميشال ليب" عرضا فكاهيا في مركب مغاراما بمدينة الدار البيضاء يوم الثلاثاء 18 دجنبر الحالي، هو عصارة مسيرته الفنية الطويلة التي تجاوزت 30 سنة من الفن والعطاء في مجالات مختلفة تتأرجح بين الوان مان شو والمسرح والسينما والتلفزيون والأغنية.
وحول عرضه الجديد يقول الفنان الفرنسي ذائع الصيت، "لقد جاء تتويجا لمسيرتي الفنية وتجربتي الطويلة، أريد أن أقدم لجمهوري أحسن ما أملك وخير ما قدمت منذ بدايتي الأولى، وفي الآن ذاته أحس أني وصلت إلى 50 في المائة مما يمكنني تقديمه".
كانت بداية "ليب" سنة 1976 عندما كان يقدم الجزء الأول من حفلات المغني العالمي "خوليو إغليسياس" في قاعة "أولامبيا" بباريس. وفي سنة 1984 أصبح نجما كبيرا عندما منحه مدير القاعة ذاتها أسبوعا كاملا من العروض على الخشبة الأسطورية. ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم أصبح ل"ليب" جمهور واسع يحج إلى حفلاته كيفها كان نوعها، وان مان شو أو عرضا مسرحيا أو حفلا لموسيقى جاز.
وحول هذا التنوع في المجالات التي يشتغل عليها وتعدد مواهبه يقول "ليب"، "الفنانون الفرنسيون متأخرون في ما اكتشفه زملاؤهم الأمريكيون منذ زمن بعيد في تنويع مجالات الاشتغال، وهذا ما صنع تميزي منذ البداية. الفنانون الذين كنت معجبا بهم هم من يملكون هذه القدرة على فعل كل شيء على الخشبة، ويستمتعون بالتمثيل والغناء وإضحاك الجمهور مثل ما فعل "جيري لويس" و"هنري سالفادور".
الجدير بالذكر أن العرض الذي تنظمه "توب ايفانتس للإنتاج" يوم الثلاثاء 18 دجنبر الحالي، يذهب ريعه إلى جمعية إنصاف التي تسعى إلى محاربة الفقر والتهميش واستغلال الأطفال.
جمال الخنوسي

فيلم "الليل لنا" يزاوج بين الإثارة والأداء المميز


فيلم "الليل لنا" يزاوج بين الإثارة والأداء المميز
المخرج راهن على ممثلين كبار برهنوا على كفاءتهم في أعمال سابقة

تدور أحداث الفيلم "الليل لنا" في مدينة نيويورك أواخر الثمانينات إذ يدير "بوبي" علبة ليلية هي في ملك روسيين. ومع رواج تجارة الكوكايين بسطت المافيا الروسية هيمنتها على عالم الليل في المدينة. وحتى يكمل "بوبي" مسيرته يبقى مرغما على إخفاء علاقاته العائلية إذ أن صديقته "أماندا" هي الوحيدة التي تعلم أن أخاه "يوسف" وأباه "بارت" ينتمون إلى رجال الشرطة النيويوركية. ويوميا يبقى "بوبي" مطالبا بالتوفيق بين الحالتين المتناقضتين خصوصا مع تصاعد المواجهة بين المافيا الروسية وشرطة مدينة نيويورك التي تسعى إلى الحد من سطوة الاجرام وتجارة الكوكايين.
الفيلم الذي تبلغ مدته ساعة و54 دقيقة من كتابة وإخراج "جيمس غراي" وبطولة كل من "جواكين فونيكس" في دور "بوبي غرين" وهو ممثل سطع نجمه كثيرا من خلال فيلم "وولك دا لاين"، و"مارك ويلبيرغ" في دور "يوسف غروزينسكي" والنجم المخضرم "روبير ديفال" في دور "بارت غروزينسكي" وفاتنة هوليوود "إيفا مانديس" في دور "أمادا خواريس"، ذات الأصول اللاتينية، التي تمكنت في يونيو المنصرم من احتلال المركز السابع في التصنيف الذي وضعته إحدى المجلات الأمريكية، بخصوص أكثر النجمات إثارة.
الفيلم ينتمي إلى صنف أفلام الجريمة والإثارة يرصد انتشار نوع جديد من المخدرات في نيويورك وقيام حرب جديدة على المخدرات في المدينة الأمر الذي يؤدي إلى سقوط الكثير من رجال الشرطة على يد العصابات .
والجدير بالذكر أن الممثل "مارك ويلبيرغ" الذي رشح العام الماضي للأوسكار عن دوره في أحد أقوى أفلام العام الماضي "المدسوسون" من إخراج "مارتن سكورسيزي"، ويتوقع أن يحصل فيلم "الليل لنا" على نجاح مماثل، وقد أشاد العديد من النقاد بهذا الفيلم منذ انطلاق عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية في 12 أكتوبر الماضي، وبأداء جميع الممثلين، من بينهم "إيفا مانديس" التي قد تحصل على أول ترشيح لها لجائزة عن دورها في هذا الفيلم.ويعتبر فيلم "الليل لنا" ثاني عمل يجمع بين المخرج "جيمس غراي و الممثل "جواكين فونيكس" و "مارك والبرج" بعد فيلم "وولك دا لاين".
ويمتلك المخرج الأمريكي "جيمس غراي" لمسة خاصة في صناعة الفيلم وبصمة فنية فائقة الجمال جعلت أفلامه القليلة جدا موضع اهتمام كبريات المهرجانات وعلى رأسها مهرجان "كان" السينمائي، ومهرجانات السينما المستقلة في أمريكا. فهو الذي لم يصنع منذ العام 1994وحتى الآن سوى ثلاثة أفلام، شارك في مهرجان "كان" مرتين، الأولى عام 2000 مع فيلم "دا ياردز" والثانية جاءت مطلع هذه السنة في الدورة الأخيرة للمهرجان مع فيلم "الليل لنا" الذي يسبح في نفس أجواء أفلامه السابقة ويشارك فيه نفس طاقم الممثلين والمكون من النجمين الحائزين على الأوسكار "جواكين فونيكس" و"مارك والبرج".

بولان يغزو الهند


بولان يغزو الهند
"ملائكة الشيطان" يحصد جائزتين في الدورة 38 من مهرجان "غويا"

فاز المخرج المغربي أحمد بولان بجائزتين خاصتين في المهرجان الدولي للهند بغويا في دورته 38 عن رائعته "ملائكة الشيطان". وتخص الجائزة الأولى الملابس والديكور، فيما حصد بولان جائزة ثانية عن سيناريو الفيلم ذاته
كما تمكن الفيلم في وقت سابق من الظفر بجائزة أحسن موسيقى من خلال عمل جويل بيليكريني، في المهرجان الوطني للفيلم، وكان بالتالي اعترافا بالجهد الكبير الذي قام به أحمد بولان في فيلمه الذي يتناول قصة حقيقية لموسيقيين شباب زج بهم في السجن ظلما بتهمة "عبادة الشيطان".
وكان الفيلم شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان السينما الدولي للقاهرة الذي نظم بين 28 نونبر و7 دجنبر الحالي، وفي المهرجان الوطني بهولندا بين 28 نونبر و2 دجنبر.
أحمد بولان من مواليد مدينة سلا سنة 1956، وبعد انضمامه إلى الفرقة الوطنية للتمثيل في التلفزة المغربية ثم فرقة المسرح الوطني محمد الخامس، انتقل إلى إيطاليا، ليعود بعدها لقضاء أكثر من 20 سنة متنقلا بين مختلف مهن السينما من تمثيل وكاستينغ وغيرها كما عمل مساعد مخرج مع فنانين كبار مثل جوليانا مونتادو و جون لانديس وفيليب دو بروكا وجون ألان باكولا وجون دولانوي وويليام فريدكير.
ويعتبر فيلم "ملائكة الشيطان" ثاني عمل لهذا المخرج المثير للجدل بعد فيلم "علي ربيعة والآخرون" الذي أنتج سنة 2000، وقفز ببولان إلى مصاف المخرجين المغاربة الكبار.
جمال الخنوسي

سباع وضباع

سباع وضباع
علمتنا قصص الحيوانات وما كتبه ابن المقفع الذي أنطق السباع والضباع، الحكمة وأحوال بني البشر المثيرة للعجب أحيانا، والشفقة أحيانا أخرى، ومدعاة للضحك والتفكه في أغلب الأحيان.
المجال الإعلامي هو أيضا غابة موحشة بضباعها وأسودها وخفافيشها وحميرها أيضا. وكثيرا ما تهب القردة من مكانها لنصرة سيدها الذي أدميت جراحه، والدود على عرينه وخصلات شعره المشذبة، فتلعق قطرات الدم على جسده، وتقدم حياتها قربانا في سبيل كسب عطفه ورضاه، وتهب "أقلامها" سهاما ورماحا من أجل "الهدة" والحمية" للتشويش على الأعداء المفترضين.
وكان لنا في الأيام الأخيرة حزمة من الشخبطات خطتها مجموعة من النسانيس للدفاع عن سيدها أو من "صبي عالمة" يدافع على تموجات الراقصة الحذقة.
لقد أثارت فينا النوعية الأولى من روح التفكه والدعابة الكثير، لأن تلك الكتابات ذاتها، محتاجة أولا إلى بطاقة هوية رغم الإمضاءات الوهمية، وثانيا لأن دفاع النسناس عن رمز القوة في الغابة يضر بالأسد المستريح تحت الأشجار الوارفة وسمعته، أكثر من النسناس وما يقوم به، لأن "القرد ما يبقى غير قرد"، وضيع ينتمي إلى أسفل الهرم الحيواني، وكلامه فيه الكثير من رائحة الكحول، وطعم أحمر الشفاه، والكثير من "الفون دو تان" لتجميل القبح وإخفاء الندب.
أما ما قاله "الزميل" توفيق الدباب، فيبقى مدعاة للشفقة، فما أعرفه عن الرجل، وأنا أعرف عنه الكثير، أنه ينتمي إلى جنس العُقاب أو "طائر الموت" الذي لا يظهر إلا لينهش لحم الموتى وينخر الجثث يقوي بها رائحة الفم الكريهة، فينفثها سموما على صفحات جريدة زميلة، أو عنتريات من قلب الاستيهامات المشرقية.
وما لاحظه الجميع هو أن ضربات توفيق الدباب كانت "حنينة" وفيها ليونة وغنج، لا نعرف من أين حلت به هذه الطراوة والدلال، لقد فقد الرجل من فحولة قلمه الكثير، ولم يعد يقوى على اللكم، أو يتقن فن الضرب تحت الحزام. في تاريخ الدباب كله لم يكن له سوى خرجتان "كالمرأة الحاجبة"، خرجة ليعصف بزملائه في مديرية الأخبار مع أنه مسؤول في المديرية ذاتها، ويحتل منصب نائب مديرة قسم الأخبار سميرة سيطايل، فوقع فيهم خبط عشواء و"مرمد" بكرامتهم الأرض، وكأنه "صعصع زمانه". وفي المرة الثانية خرج على "الصباح" (بإيعاز من جهة ما) لكن مستواه هوى، وانحنى رأس قلمه من كثرة طأطأة الرأس والاستماع للأوامر. أو فقط لأن الكتابة مثلها مثل الرياضة، أو هي ضرب من ضروبها، يجب ممارستها والالتزام بقواعدها، لأنها لا تقبل الشريك أو الانشغال بضرب من أمور أخرى.
على أي الحال سلسلة إمارة مديرية الأخبار في "دويلة دوزيم" طويلة فإلى اللقاء في نشرة الأشرار القادمة.
جمال الخنوسي

13‏/12‏/2007

حمى "أي فون" تصيب المغاربة قبل حمى الأكباش


حمى "أي فون" تصيب المغاربة قبل حمى الأكباش
قراصنة درب غلف تمكنوا من فك طلاسم الهاتف العجيب وسوقوه في الجوطية قبل القارة الأوربية

هو رمز للشباب المساير لمتطلبات العصر، والمتتبع لآخر مستجدات التكنولوجيا. وهو أيضا دليل الانتماء إلى مجتمع الصفوة وعلية القوم، ونخية النخبة. إنه "أي فون" آخر مبتكرات شركة "أبل" العملاقة الذي يجمع بين ثلاث خاصيات: الهاتف والموسيقى والانترنيت. ولا يمكن لأي كان أن يسلم من الوصلات الإشهارية التي تملأ شاشات المحطات التلفزيونية العالمية، كما أن العديد من القنوات أعدت برامج وروبورتاجات لرصد أعراض هذه الحمى التي انتشرت في كل أرجاء المعمور من طوكيو إلى باريس، ومن نيويورك إلى الدار البيضاء. وفي كل مرة التهافت ذاته والسباق المحموم لاقتناء الجهاز العجيب.
وإذا كانت حمى المغاربة أقل وطأة من هيستيريا غيرهم في أمريكا وأوربا الذين قضوا ليالي بيضاء في العراء في انتظار فتح المحلات الخاصة بتسويق الـ"أي فون"، فإن الكثيرين منهم كسروا حصالاتهم، وفتحوا أرصدتهم ومدخراتهم، وذهبوا ب"تحويشة العمر" إلى أقرب محل لترويج الحلم الأمريكي.
لقد قامت شركة "أبل" صاحبة الابتكار بثلاث ثورات طيلة تاريخها الحافل، كانت أولها هو اختراع حواسيب "الماكينتوش" التي جاءت بإبداع جديد لا يمكن أن نتصور حاسوبا من الحواسيب من دونه وهو "الفأرة" التي غدت إحدى ركائز العمل المكتبي. ثم قلبت الشركة، التي ترمز إلى نفسها بتفاحة مقضومة، عالم الموسيقى بابتكار جهاز "أي بود" الذي يمكن من تخزين ساعات وساعات من المتعة الموسيقية والفيديو كليب. وآخر الابتكارات هو "أي فون" الذي يمكن من استعمال الهاتف وتلقي المكاملات، والاستماع إلى الموسيقى، والإبحار في عوامل الشبكة العنكبوتية. كل هذا في إطار سهل وجذاب وشاشة هي في حد ذاتها لؤلؤة وإبداع تكنولوجي ورمز من رموز العبقرية البشرية، تتفاعل فقط من خلال اللمس بالأصابع.
أكثر من هذا فإن صاحب شركة "أبل" قلب موازين العلاقة بين مصنعي الهواتف النقالة والفاعلين في مجال الاتصالات. إذ أنه لا يطلب منها فقد تسويق وبيع أجهزته فحسب، بل يحصل على نسبة 30 في المائة من المكالمات التي تجرى بهاتف من نوع "أي فون". وإذا كان أول مسوق في الولايات المتحدة لهذه الخدمة هو "أي تي أند تي" وفي فرنسا "أورانج" وفي إسبانيا "تيليفونيكا وفي انجلترا" أو 2" فقد امتنع جميع الفاعلين في ميدان الاتصالات التعامل مع شركة التفاحة المقضومة التي تحاول القضم من أرباحها. ومن أجل تطبيق سياستها وإرغام الفاعلين على الامتثال لشروطها، فإن "أبل" عمدت إلى بيع هواتف مشفرة ولا يمكنها أن تصبح صالحة للاستعمال إلى بالاشتراك مع الفاعل الذي تمكن بالظفر حصريا بصفقة "أي فون"، وقبل إعطاء حصة 30 في المائة من المكالمات إلى الشركة المصنعة. وبهذه المناسبة تحدى "ستيف جوبز" المدير العام لشركة "أبل" كل القراصنة وعباقرة التكنولوجيا على قدرتهم فك طلاسم الجهاز الذي يوظف أعلى ما وصلت إليه التكنولوجيا.
ورغم كل هذا فقد تمكن قراصنة درب غلف من الظفر بمفاتيح الجهاز العجيب وتم تسويقه في الجوطية البيضاوية قبل دخوله الرسمي إلى بلدان القارة الأوربية، وبالتالي تسابق العديد من المغاربة لاقتناء الجهاز بثمن لا يتعدى 6 آلاف درهم، هو ثمن الحصول على زمردة التكنولوجيا وانتصار العقل البشري وكذا هزيمة "نسبية" لعبقري اسمه "ستيف جوبز".
جمال الخنوسي
الصورة: "ستيف جوبز" يعرض "أي فون" آخر مبتكرات شركته

09‏/12‏/2007

مغربي وراء انفصال نيكولا ساركوزي عن زوجته


مغربي وراء انفصال نيكولا ساركوزي عن زوجته
رجل الأعمال من مواليد مدينة فاس وعلاقته الحميمة مع سيدة فرنسا الأولى انطلقت منذ سنة 2004
لقد خلف انفصال سيسيليا ساركوزي عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العديد من التساؤلات والأقاويل التي كان بعضها مصيبا، والكثير منها مجانبا للصواب، بل يدخل في إطار ثرثرة المقاهي والدردشة الخاوية. وغدت قصة انفصال الزوج الأكثر شهرة في فرنسا مادة دسمة لمجلات وجرائد الفضائح، ووجدت فيها برامج "بيبل" على شاشات التلفزيون ضالتها. لكن السؤال الحقيقي الذي حير جميع المتتبعين لهذه القصة الهوليودية يبقى، ما الذي يدفع بامرأة "مجهولة" إلى التخلي عن منصب سيدة فرنسا الأولى للدخول مجددا إلى عالم العوام، وتعود بالتالي نكرة لا تفتح لها أبواب ولا تنحني لها رقاب؟
الصحافة الفرنسية وجدت جوابها في رجل وسيم يعمل في ميدان الإشهار، يحمل الجنسية المغربية يدعى "ريشارد أتياس"، عمره 48 سنة، وصديق حميم للأمراء والأثرياء حول العالم إذ يمضي "أتياس" هذا حياته متنقلا بين باريس وسويسرا وموناكو والولايات المتحدة الأمريكية.
ظهر الرجل الذي يدير شركة للإشهار وتنظيم الملتقيات تدعى "بيبليسيس لايف" وتتخذ من جونيف مقرا لها، لأول مرة على غلاف المجلة الواسعة الانتشار "باري ماتش" في غشت 2005 ، إذ بدا بقميص أبيض يكمل صورة "الدون جوان" الوسيم والجذاب، إلى جانبه امرأة متفتحة تفيض أنوثة تدعى سيسيليا، التحقت ب"صديقها" في بيته الفخم بنيويورك من أجل قضاء بعض الشهور في أمريكا.
كل هذا حدث في زمن القطيعة بين ساركو وسيسيليا، أي قبل المصالحة التي عقدها الزوج خلال حملته الانتخابية التي قادته إلى رئاسة فرنسا. ومع ذلك لم تهدأ الإشاعات، ومازالت أخبار اللقاءات السرية بين "سيسيليا" و"أتياس" تتناسل هنا وهناك، إذ تحدثت بعض وسائل الإعلام عن لقاءات جمعت العشيقين في نيويورك وموناكو وجنيف قبل الإعلان الرسمي عن انفصال رئيس فرنسا عن زوجته. وجعلت من علاقتهما التي لم تنقطع قط السبب الرئيسي في الانفصال التاريخي.
المعلومات المتوفرة الآن عن هذا المغربي الغامض تؤكد أنه من مواليد مدينة فاس، ويصرح "أتياس" لإحدى المجلات "أنا فخور جدا بجنسيتي المغربية التي أحتفظ بها باعتزاز". تابع دراسته في مدينة تولوز الفرنسية، ودخل مضمار العمل سنة 1983 كمهندس في شركة "إي بي إم" المعروفة. وفي سنة 1994 حقق خبطة العمر من خلال الظفر بصفقة تنظيم "ملتقى دافوس" الاقتصادي في سويسرا، والذي يضم نخبة الشخصيات العالمية، ورؤساء أكبر البلدان، ومديري الشركات الضخمة. كما أن شركة "بيبليسيس" التي لها فروع في نيويورك وبيكين وطوكيو وفرانكفورت والدار البيضاء أيضا، هي من نظم في نونبر 2004 مؤتمرحزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الحاكم الذي أسفر عن تقلد ساركوزي قيادة "إي إم بي". وهي الفرصة ذاتها التي شهدت اللقاء الأول بين العاشق المغربي وسيسيليا.
كل فرنسا تترقب ومن الآن لقاء الرجلين في الدورة القادمة لملتقى "دافوس". أما الجواب عن السؤال حول الأسباب الكامنة وراء اختيار سيدة فرنسا الأولى للدخول مجددا إلى عالم العوام، فيبقى رومانسيا يليق بالفيلم الهوليودي الذي تحدثنا عن ملامحه من قبل، ويعطي له نكهة "الهابي أند" الأمريكية، إنه حب رجل وامرأة، حب لا يفرق بين "الغفير" أوالوزير ولا رئيس فرنسا نفسها.
جمال الخنوسي

01‏/12‏/2007

"إعلان عين السبع" يخلخل ميزانية القناة الثانية


"إعلان عين السبع" يخلخل ميزانية القناة الثانية
العرايشي يحرم القناة من منحة بقيمة 17 مليارا وإعفاء المواطنين من الضريبة على "السمعي البصري" أضحى مطلبا مشروعا

يبدو أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون مقبلة على مرحلة جديدة ستفتح بها صفحة بيضاء أو سوداء في تاريخ الإعلام المغربي، خصوصا داخل المشهد السمعي البصري. فما ترتب عن الاجتماع الاستثنائي الأخير الذي دعا إليه في عجالة الرئيس المدير العام ل"إس إن إر تي" فيصل العرايشي يوم الجمعة الماضي بمقر القناة الثانية هي قرارات مهمة وخطيرة في الآن ذاته. الاجتماع الذي دام خمس ساعات، حضره الرئيس المدير العام للشركة ومدير القناة الثانية مصطفى بنعلي، وممثلي وزارة الاتصال ووزارة المالية، والمساهمين في شركة صورياد دوزيم.
التسريبات الأولى وصفت الاجتماع بالانتكاسة، وقالت إن الاحتفاء انصب بالخصوص على ما حققته الشركة من نجاحات من خلال قنوات موضوعاتية ممتعة، جعلت المواطنين يتهافتون على ديكودورات البث الرقمي الأرضي "تي إن تي" كإقبال النمل على العسل! ثم انتقل العرايشي، تقول مصادرنا، إلى إعلان "حرمان" القناة الثانية من دعم الدولة الذي يبلغ 17 مليار سنتيم.
القرار التاريخي الذي يستحق أن نسميه "إعلان عين السبع"، سيقود أي متتبع بسيط إلى طرح بعض الأسئلة والاستنتاجات في محاولة تروم تلمس تبعات وعواقب القرار ومعانيه.
في البداية، "إعفاء" دوزيم من هذه المنحة يعني أنها لم تعد في حاجة إليها ولا داعي بالتالي إلى استخلاص الضريبة السنوية المستترة داخل فواتير الكهرباء، والتي لا تفرق بين من له تلفزيون ومن لم يشاهد القنوات الوطنية قط. وترهق كاهل المغاربة في هذا الوقت العصيب.
بالمقابل يصبح التساؤل مشروعا ومنطقيا حول مآل هذا المبلغ الضخم ، والمكان الذي سيوظف فيه والجهة التي ستستفيد منه.
ثانيا، حرمان القناة الثانية من هذا المبلغ يعني بالضرورة انعكاسات وخيمة على أوضاعها، بداية من التخلي عن أي مطلب في صرف الحوافز أو المنح للموظفين، أو التفكير في أية زيادة قريبة أو بعيدة في رواتب الصحافيين. كما أن الإخلال بميزانية قناة عين السبع سيضعها حتما في مواجهة "قسوة" دفاتر التحملات التي التزمت به في وقت سابق، بناء على ما تمنحها الدولة، باعتبار 17 مليارا ليس مبلغا هينا أو يسيرا. ويتعلق الأمر بالإنتاج الوطني من دراما وبرامج، وكذا حصة الانتاجات الأمازيغية على سبيل المثال وليس الحصر. وهو ما سيضع القناة في مهب الريح، ويخلق عجزا كبيرا في ميزانيتها. ما دامت المحطة استثمرت الكثير من أرباحها في أستوديو 1200 الضخم، والمعدات التقنية الجديدة.
كل هذا سيقودنا إلى نتيجة شاذة تقتضي معاقبة المؤسسات الناجحة والضرب على يدها في الوقت الذي "تحلب" فيه قنوات أخرى على وشك إعلان الإفلاس، تقتات من ضرائب المغاربة وعرقهم للاستمرار في الوجود.
وخلصت المصادر ذاتها إلى أن المشاهدين "حرقوا" إلى محطات أخرى أجنبية وعربية، في الوقت الذي تستنفد فيه قنوات الفشل الموارد والميزانيات الضخمة للتعويض عن إخفاقها، وبالتالي ألا يعني "التفكير" في إدماج مصلحتي الإشهار في القناة الأولى (ساب) التي يرأسها سليم بنشيخ، و(ريجي 3) في القناة الثانية التي يرأسها علي البقالي نوعا من إخفاء الشمس ب"الغربال". وتضيف مصادرنا إلى أن هذه المناورة هدفها استفادة "ساب" من نجاحات "ريجي 3" وإخفاء فشلها رغم أنها أقدمت في وقت سابق على منح المستشهرين تخفيضات بنسبة 70 في المائة.
تبقى الاستنتاجات الأولية والتعاليق معلقة بدورها إلى حين خروج قرارات "إعلان عين السبع" التي اتخذت في اجتماع مغلق و"سري" إلى النور في الأيام القليلة المقبلة في صيغتها الرسمية "المزيدة والمنقحة".

جمال الخنوسي

صانعو أمجاد فرنسا أصبحوا أعداء "المبادئ الجمهورية"!

صانعو أمجاد فرنسا أصبحوا أعداء "المبادئ الجمهورية"!
الإعلام الفرنسي الذي دفع ساركوزي إلى الرئاسة يتجاهلهم ويعاملهم كالأشباح والحثالة

إن المتتبع لنشرات الأخبار في المحطات الفرنسية لا بد أن يلحظ الطريقة الهوليودية التي تتعامل بها تلك القنوات مع الأحداث الاجتماعية، من اختطافات واختفاءات وجرائم اغتصاب وقتل. ويبدو للمشاهد المغربي، على وجه خاص، الذي لم يعتد مثل هذه السيناريوهات المعقدة، كيف يتم تصوير معاناة العائلة الفرنسية مثلا التي اختفت ابنتها أو ابنها عن الأنظار، وتنقل لك تصريح الأب أمام الكاميرا بأنفه الأحمر من شدة البكاء والنحيب، وهو يطلب من الخاطف المفترض أن يعيد ابنته إلى كنف العائلة، وقبل أن تظهر الشاشة أجمل مشهد وأكثرها تأثيرا، تلتقط الكاميرا بعض الصور للأرجوحة حيث كانت تلعب الطفلة. تظهر الأم مباشرة بعد ذلك بشعرها الأشقر المنسدل وعينيها الزرقاوين المغرورقتين بالدموع على خلفية حديقة البيت الخضراء والغناء، وهي تتوسل الخاطف طبعا، بإعادة طفلتها الجميلة والبريئة و"الظريفة" إلى حضنها لأنها "توحشاتها بزاف". ولا بأس أن تتجول الكاميرا لبعض اللحظات في غرفة الفتاة المفقودة وسريرها الفارغ إلا من دبها المخملي الذي يفتقدها، ولا بأس أيضا أن تأخذ المحطة بعض التصريحات من الجيران أمام المسبح، يؤكدون فيها أن العائلة فلان نموذجية "بلا مشاكل"، وابنتهم رائعة.
لا يمكن لأي كان مهما قسا قلبه أن لا يتعاطف مع هذه الفتاة الصغيرة وعائلتها المكلومة. صحيح أن القضية خطيرة والمسألة إنسانية وحساسة إلا أن الآلة الإعلامية تزيد في الحدث توابل الفرجة للتأثير على المشاهد وكسب تعاطفه.
لكن ما يلاحظ أيضا هو نوعية التعامل الذي خضع له حادث إنساني بالحدة نفسها، من طرف وسائل الإعلام ذاتها. فبعد مقتل الصبيين المغربي والسينغالي تجاهلت نشرات الأخبار في معظم القنوات الفرنسية عائلات الضحايا وعاملتها كالأشباح، لأنها ربما وجدتها لا تناسب خطها التحريري، أو بكل بساطة لأنها ليست "فوتوجينيك". وتعبر عن البؤس والتهميش والغضب أكثر منه عن "الحزن الإنساني الجميل" الذي يحقق "لوديمات" أو نسب المشاهدة العالية. والزبالة والقاذورات المنتشرة والمواسير المكسورة وصناديق السردين التي يعيش فيها "المهمشون" ستخدش صفاء ذهن المشاهد. في المقابل ركزت على معناة رجال الشرطة الأبطال والحماة البواسل لمبادئ الجمهورية السمحة والإنسانية ضد بربرية "ليزانديجان". ورسمت ملامح الشجاعة على محياهم بضماداتهم وكماداتهم.
إن هذه المفارقة في التعامل مع الأحداث داخل التلفزيون الفرنسي أمرا ليس بالغريب اليوم، فقد ظهرت إرهاصات هذا الحيف منذ زمن، وشككت العديد من الأقلام الحرة في حريته منذ سنوات، وعلى الخصوص غياب الحياد عن القناة الأكثر تأثيرا في فرنسا، ويتعلق الأمر بالقناة الأولى "تي إف 1". أو ليست هي المسؤولة عن إقصاء الاشتراكي ليونيل جوسبان من المرور إلى الدور الثاني في الانتخابات الرئاسية سنة 2002؟ فنتج عنها صدمة القرن للفرنسيين عندما أفرزت صناديق الاقتراع زعيم الحزب العنصري واليميني المتطرف "جون ماري لوبان" لمواجهة جاك شيراك في الدور الثاني. كل هذا لأن القناة المذكورة ركزت على مدى شهور على "انعدام الأمن" والفوضى ومشاكل المهاجرين. اللعبة ذاتها قامت بها "تي إف 1" مع نيكولا ساركوزي الذي لا أحد في بلد برج "إيفل" يجهل العلاقة الحميمة التي تجمع الرئيس بعمالقة المال ومالكي حصص " تي إف 1" وغيرها من المحطات من أمثال "مارتان بويغ" "أرنو لاغاردير". لقد دعمت المحطات المرشح ضد الاشتراكية سيغولين روايال، وطبقت الخطة ذاتها وأظهرت "الرئيس الصغير" عملاق التغيير في فرنسا، الذي سيحل كل مشاكلها، ويقضي على طفيلياتها. لم لا وهو من اقتحم في يوم من الأيام أحد الأحياء الهامشية في الوقت الذي كان يحتل منصب وزير الداخلية، وصاح في الساكنة "سأطهر الحي من الحثالة"!
لقد وعد ساركو ووفى، لأن في بلد حقوق الإنسان من يعد بقهر أبطال الأمس الذين خلقت فرنسا أمجادها بدمائهم يفي بذلك دون قيد أو شرط. ولأن آلام بني البشر في بلاد حقوق الإنسان تختلف حسب قيمتهم وقيمهم ولون بشرتهم وأصولهم و"أى دي إن" التي يحملون في خلاياهم.
جمال الخنوسي