26‏/12‏/2008

مرحبا بكم في "كازا نيغرا"


فيلم الخماري نقل واقع الشباب بمشاكله وتخبطاته بحساسية متفردة ولغة سينمائية تتماشى مع محيط الموضوع المختار

"هادي ماشي الدار البيضاء هادي الدار الكحلة .. مرحبا بكم في كازا نيغرا"
تعتبر هذه الجملة خلاصة مركزة لفيلم المخرج المغربي نور الدين الخماري الذي بدأ عرضه أمس (الأربعاء) في كل القاعات السينمائية الوطنية، كما توج عن استحقاق في كل من مهرجاني دبي وطنجة في دورتيهما الأخيرتين. فيلم "كازانيغرا" يعتبر بالتأكيد الحدث السينمائي لهذه السنة.
عندما شارك الخماري في المهرجان الوطني سنة 1995 بفيلم قصير يحمل عنوان "نوتة قصيرة"، تنبأ الجميع لهذا الشاب المسفيوي القادم من أرض الصقيع بمستقبل واعد، فكان فيلمه الطويل الأول، بعد تجارب عديدة مع الفيلم القصير بين المغرب والنرويج، يحمل عنوان "نظرة"، روى فيه برؤية إنسانية وشاعرية قصة جندي فرنسي يعود إلى المغرب، ليتذكر أيام الاستعمار والمعاملة السيئة للجنود الفرنسيين للمغاربة.
فكانت الانتظارات كبيرة لفيلم جديد مختلف وصادم وعد به الخماري منذ سنوات. ويظهر المخرج الذي ترك التكوين العلمي بباريس (الصيدلة) لدراسة السينما في أوسلو، بفيلم جديد يتضمن فكرة مختلفة ولغة سينمائية متجددة. فالفيلم إشارة قوية وإعلان واضح عن ميلاد سينما تحاور الحياة وتنقل الواقع إلى الصالات، واقع الشباب بمشاكله وتخبطاته بحساسية متفردة ومميزة وبلغة سينمائية تتماشى مع محيط الموضوع المختار.
وتتمحور قصة الفيلم حول صداقة تجمع بين شابين بيضاويين، عادل وكريم، يحاولان التعايش مع واقع العاصمة الاقتصادية القاسي، إذ يشغل كريم (أنس الباز) أطفالا صغارا من أجل بيع سجائر مهربة بالتقسيط، فيما يجد عادل (عمر لطفي) الحل السحري في شراء تأشيرة إلى السويد. ومع توالي الأحداث تتقاطع صداقة الشابين والحب الذي يجمع كريم مع فتاة تنتمي إلى عائلة ميسورة، مع مصلحة كل منهما. كل هذا وسط مدينة غول تعج بالمتناقضات تضم شوارعها وأزقتها القبح والجمال معا.
وقد نجح الخماري كثيرا في التوفيق بين كل المكونات الفيلمية، لنقل المشاهد إلى عوالم الدار البيضاء المظلمة وأزقتها التي تخبئ الكثير من الأسرار نهارا، تقذفها في وجه الكائنات الليلية التي تجعل العنف المادي والمعنوي لغة تواصلها الأولى.
ورغم كل العناصر التي ميزت "كازانيغرا"، إلا أنه لا يمكننا الحديث عن قطيعة داخل صيرورة السينما المغربية، بل إعلان ميلاد سينما جديدة ومتجددة. فمجموعة من المشاهد تميزت بحمولة فكرية ضعيفة، وبوهن في الكتابة السيناريستيكية التي تحتاج إلى كثير من الحزم خصوصا مع طول الفيلم (126 دقيقة). كما أن الفيلم تميز بإحالات واضحة على أفلام كبرى ومخرجين معروفين مثل "كاونتين تارونتينو" و"مارتن سكورسيزي" و"تيرانس مالك" و"إمير كوستريتسا" و"غي ريتشي".
وتمكن فيلم "كازانيكرا" الذي تطلب جهدا كبيرا من الخماري، خلال الإعداد له وأثناء التصوير والتوضيب، من الظفر بجائزتي أحسن تصوير (لوكا كواسين)، وجائزة أحسن تمثيل لبطلي الفيلم اللذين أديا أول دور لهما في الشاشة الكبرى، بمهرجان دبي الدولي، كما انتزع "كازانيغرا" ثلاث جوائز أحسن صوت، وأحسن دور ثان (محمد بنبراهيم) وأحسن دور رجالي (عمر لطفي) في المهرجان الوطني للفيلم الذي احتضنته مدينة طنجة بين 13 و20 دجنبر الجاري.
لقد حول سحر السينما وتمكن المخرج من أدواته التعبيرية، النظرة السوداوية إلى مدينة تعج بالعنف والفقر والبطالة إلى عمل إبداعي يضع السينما المغربية على سكة جديدة، ويجعلها تتخذ مسارا مختلفا يدعو إلى كثير من التفاؤل والأمل.
جمال الخنوسي

خلية مليكة المغربية كانت تستهدف فرنسا

تأجيل النظر في ملفات الخلية إلى يناير المقبل

طالب محامو خلية مليكة العرود، المتهمة المغربية بالإعداد لأعمال إرهابية، بتأجيل النظر في ملف موكليهم إلى السابع من يناير المقبل.
وأوردت جريدة "لوجورنال دي ديمونش" عن مصادر قضائية، أن المتهمين الستة الذين ألقي عليهم القبض قبل عشرة أيام، سيمكثون رهن الاعتقال إلى غاية التاريخ المذكور لإعطاء الفرصة للدفاع من أجل الاطلاع وفحص الملفات.
وبلغ حجم المتابعات 32 ملفا ضخما تضم عشرات الآلاف من الصفحات والوثائق (30 ألف صفحة)، المتعلقة ب14 متهما الذين اعتقلوا في بداية المداهمات في 11 دجنبر الجاري، والذين تربطهم علاقة بخلايا "جهادية"، ثمانية منهم يتابعون في حالة سراح.
من جهته، ذكر المركز الأوربي للدراسات حول الإرهاب، وجود علاقات بين الخلية البلجيكية والاعتقالات التي باشرتها الشرطة الفرنسية في كل من مدينتي "أميان" و"غرونوبل".
واعتبرت مجموعة من الملاحظين أن عمليات الاعتقال كانت متسرعة، إذ لم يكشف لحد الآن عن أهداف الخلية البلجيكية التي تقودها مليكة العرود، وتساءلت جريدة "لوموند" الفرنسية حول ما إذا كانت فرنسا هي المستهدف الأول وليس بلجيكا، مشيرة إلى أن الاعتقالات الأخيرة في صفوف بعض المجموعات الإسلامية تؤكد مثل هذا الطرح، كما أن التهديدات التي تتوصل بها مصالح الأمن تدعو إلى انسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان وتجعل من هذا الحضور العسكري ذريعة للقيام بأعمال انتحارية.
كما أن السبيل الذي نهجته المجموعة وخصوصا مسار الثلاثي هشام بيايو، وي. حريزي، وعلي غنوتي الذين وصلوا إلى بلجيكا قادمين من تدريب في أفغانستان مرورا بباكستان وإيران وتركيا بين شهري أكتوبر وبداية دجنبر الجاري، يزيد صدق هذه الفرضية.وترى "لوموند" أن خلية مليكة المغربية تتميز بانتماء أحد أعضائها (هشام بيايو) إلى الأحياء المهمشة، وله سجل سوابق مليء بجرائم السرقة، كما أن أعضاء آخرين ليسوا من أصل مسلم، بل اعتنقوا الإسلام لاحقا ولهم نشاط سياسي، إذ رشح أحدهم نفسه في الانتخابات البلدية الأخيرة باسم "حزب المسلمين الشباب". وفي الأخير تنبه "لوموند" إلى الدور الذي أصبحت تلعبه النساء داخل مثل هذه التنظيمات، مشيرة إلى التأثير الذي تمارسه مليكة العرود على الشباب خصوصا من خلال تصريحاتها وكتاباتها على مواقع ومنتديات على شبكة الانترنيت تحت اسم مستعار هو "أم عبيدة".كما أن مليكة العرود التي ترتدي النقاب القريب من البوركة الأفغانية، نشرت كتابا يحمل عنوان "جنود النور" وقدمت نفسها على أنها "الابنة الصغيرة والزوجة وأخت كل المجاهدين".
جمال الخنوسي

الضرب بالنعال من انتصارات الصغار

نحن والله خير أمة في الكلام الفارغ والثرثة البالية والعنتريات الخاوية

كثر اللغط والبلبلة هذه الأيام حول قصة بطل مغوار، تشبه قصته كثيرا حكاية "الدون كيشوت دي لامنشا" الذي يحارب طواحين الهواء، ويحقق انتصاراته الخيالية في زمن ولت فيه أخلاق الفروسية.
حكاية اليوم بطلها الصحافي العراقي الذي انتزع حذاءه ليسدد بفردتيه على وجه أفشل رئيس للولايات المتحدة على مدى تاريخها القصير. فغدا بين ليلة وضحاها بطل الأبطال، وفارسا مغوارا، وجنديا هماما، تروي حكايته "العكايز للصبيان ..قبل ما تنام" على رأي الفنان عبد الوهاب الدكالي.
وتناقلت وسائل الإعلام أخبار خضوع مراسل فضائية "البغدادية" في بغداد، للتحقيق من طرف حرس رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي.
وتساءلت عن مصير منتظر الزيدي، معتمدة على حنكة محامين وخبراء قانون، الذين توصلوا إلى أن الزيدي ربما يواجه عقوبة السجن لمدة تتراوح بين عام وسبع سنوات، بتهمة الشروع في الاعتداء على رئيس دولة أجنبية.
فيما ذهبت أخرى إلى القول إلى أن "هذا ال"بوش" ذاق على يد البطل العراقي من الإهانة والإذلال، ما لم يذقه طاغية في المنطقة العربية على مر التاريخ. فالمتعارف عليه أن أقصى الإهانات التي يمكن أن توجه للفرد في المجتمعات العربية هو قذفه بالأحذية، وهذا على ما يبدو أن البطل العراقي قد عناه حين قذف بوش ب"فردتي" حذائه، وهو ما يعد أقصى إهانة في الثقافة العربية".
وإمعانا في الخزعبلات والترهات، ركزت إحدى المقالات على "أن التصويب كان غاية في الدقة تماما مثلما كان بوش غاية في المهارة حين تفادى الإصابة بالفردتين، ما يؤكد أنه تدرب جيدا على مواجهة مواقف يتعرض فيها للقذف بأي شيء حتى لو كان بالأحذية".

ونظمت مواقع الكترونية عربية استطلاعات للرأي أيد فيها 99.99 في المائة من المتصفحين ضرب بوش ب"الجزمة"، وهي نسبة تذكرنا بتلك التي يفوز بها الحكام العرب في انتخاباتهم الرئاسية الديمقراطية والنزيهة.
اسمحوا لي أن أسرق فرحتكم، وأقول لكم إننا فعلا أمة الانتصارات الصغيرة، والانجازات الواهية التي تحتفل بالعنتريات والدرجة الصفر من النجاح.
لقد قلنا جميعا "يستاهل"، لكن في آخر المطاف وجدنا الأمر بلا قيمة تذكر، بل سلوكا غير حضاري يسيء إلى بلاد الرافدين مهد الحضارة. فلن يقدمنا ما حدث إلى الأمام قيد أنملة، بل سيؤثث فقط فقرات "الزابينغ" الخاصة بنهاية السنة على مئات القنوات التلفزيونية، ويضيف مشاهد جديدة إلى الملايين من مقاطع الفيديو على موقع "يوتوب" بالشبكة العنكبوتية.
إن الانتصارات الحقيقية ميدانها العلم والمعرفة والاقتصاد والتكنولوجيا، وليس الضرب بالنعال والسباق بالإبل والصيد بالصقور.
فنحن والله خير أمة في الكلام الفارغ والثرثة البالية، والعنتريات الخاوية. نحن أفضل أمة تصرخ بجدارة، وتحتج بامتياز، وتخرج بمظاهرات مضحكة تؤجج المشاعر وتخفف الضيم وتلهب حماس "القلب المضيوم" .. انتصار؟ بئس والله منه انتصار.
جمال الخنوسي

من تكون فعلا مليكة العرود؟



وضعت طفلا غير شرعي في 18 من عمرها ودعت إلى"الجهاد المقدس" واعتنقت الإسلام الراديكالي
إعداد: جمال الخنوسي
تقديم
لم يكن اسم "مليكة العرود" جديدا على الساحة الإعلامية، بل شخصية معروفة تعتبرها وسائل الإعلام "زبونا جيدا". فعندما تناقلت وكالات الأنباء خبر اعتقالها في 11 دجنبر الجاري رفقة خلية غدت تحمل اسمها، كان اسمها متداولا لمدة طويلة ومعروفة لدى الجميع بنشاطاتها الداعمة للإسلام الراديكالي، كما أنها تورطت في قضايا وواجهت مشاكل عديدة مع العدالة في سويسرا وبلجيكا.
من تكون إذن مليكة العرود؟ وما الذي جعل امرأة تلبس قمصانا تحمل عبارة "سيكسي"، إلى تبني "البوركة" وتقديس بن لادن والترويج للإرهاب؟
بداية متعثرة
تبلغ مليكة العرود 49 سنة، عاطلة عن العمل، ولدت في مدينة طنجة، ووصلت إلى بلجيكا سنة 1964، أبوها كان عاملا، ولها أربعة إخوة وأخوات.ربيت منذ سن صغيرة في بلجيكا. وعندما كبرت، تمردت على تربيتها الإسلامية، وكان زواجها الأول في سن الثامنة عشرة قصيرا وتعيسا. وقد حملت بطفلة بعد ذلك خارج نطاق الزواج. لم تكن مليكة قادرة على قراءة اللغة العربية، ولكن اكتشافها للقرآن المترجم إلى الفرنسية دفعها إلى اعتناق الإسلام المتشدد، وبالتالي الزواج من عبد الستار دحمان، وهو تونسي موال لأسامة بن لادن.
في عام 2001، تبعت زوجها إلى أفغانستان، وبينما كان يتدرب في معسكر ل"القاعدة"، وضعت في معسكر للنساء الأجنبيات في جلال أباد. وكأجنبية سمح لها بأن ترتدي نقابا أسود بدلا من البوركة.
وبعد اغتيال زوجها للقائد الأفغاني لتحالف الشمال أحمد شاه مسعود عشية الهجمات الإرهابية في نيويورك (11 شتنبر)، ومقتله على يد حرس مسعود، احتجزت العرود لفترة قصيرة لدى أتباعه، فاتصلت وهي مذعورة بالسلطات البلجيكية التي رتبت لعودتها الآمنة إلى وطنها. وقال مسؤول رفيع في المخابرات البلجيكية ل"أنترناشونال هارلد ترابيون"، "أخرجناها من هناك، واعتقدنا أنها ستتعاون معنا. وقد كنا مخدوعين". وقال القاضي جان لوي بروغريير الذي كان القاضي المتخصص في قضايا مكافحة الإرهاب في فرنسا في ذلك الحين إنه أجرى مقابلة مع العرود لان المحققين اشتبهوا في أنها شحنت إلى زوجها معدات إلكترونية استخدمت في القتل. وقال: "إنها راديكالية جداً، وخبيثة جداً وخطيرة جداً".
وحوكمت العرود مع 22 آخرين في بلجيكا بتهمة التواطؤ في قضية مقتل شاه مسعود. ولكونها أرملة في حالة حداد ومرتدية قناعا أسود، تمكنت من إقناع المحكمة بأنها لم تكن تعلم شيئا عن خطط زوجها. وقد برئت لعدم توافر أدلة ضدها. غير أن موت زوجها دفعها إلى حياة جديدة. وقالت إن "أرملة شهيد تعتبر مهمة جدا في نظر المسلمين".

التحريض على الإرهاب
بعد أن أصبحت مليكة "أرملة الشهيد"، استخدمت مكانتها الجديدة للتعرف الى "إخوانها وأخواتها الجدد" على الشبكة العنكبوتية. وكان أحدهم معز الكرسلاوي، وهو تونسي يصغرها ببضع سنوات، كان لاجئا سياسيا في سويسرا. فتزوجا وانتقلا الى قرية سويسرية صغيرة. وهناك أخذا يشغلان مواقع عدة على الشبكة العنكبوتية ومنتديات الدردشة الالكترونية ورصدتهما السلطات السويسرية بصفتهما أول حالة إجرامية متصلة بالانترنت في البلاد.
فمن مقر إقامتها بسويسرا أدارت مليكة أربعة مواقع على الإنترنت، استـعملت من طرف مجموعات راديكالية، بهدف تبادل المعلومات والترويج لأفكارها، كما بـثت من خلالها مشاهد عنيفة لإعدامات وعمليات تعذيب.
وأدارت مليكة رفقة زوجها الكرسلاوي، منتديات حوار استعملت من طرف مجموعات أصولية راديكالية، لتبادل المعلومات وبهدف الترويج لأفكارها، واتـضح أن شبكة القاعدة كانت من بين الجهات التي استفادت من المنتديات المذكورة.
أفكار مقلقة
كانت وسائل الاعلام منذ البداية تعتبر مليكة "زبونا جيدا" وكانت قائدة "الحرب المقدسة" ضد "الغرب الفاسد"، تطلب من كل من يريد محاورتها من وسائل الإعلام، دفع 10 آلاف أورو أي أكثر من 12 مليون سنتيم من أجل ترديد "خطابات الحقد" التي تنشرها على شبكة الانترنيت تحت اسم مستعار هو "أم عبيدة". وتقول في تصريح ل"أنترناشونال هارلد ترابيون": "الرجال في الإسلام عادة أقوى من النساء، لكنني اثبت أن خوف الله هو المهم ولا أحد سواه. والمهم أيضا أنني امرأة وهناك رجال لا يريدون التحدث حتى لا يتورطوا في المتاعب. وحتى عندما أتورط شخصيا في المتاعب فانا أتحدث (...) أنا اكتب بطريقة قانونية وأعرف ماذا أفعل. أنا بلجيكية، وأعرف النظام".
بالنسبة إلى مليكة تبقى حكومة "طالبان" إسلامية نموذجية، والتقارير عن سوء معاملتهم للنساء كاذبة، وتقول مؤكدة: "لم تواجه النساء مشكلات تحت حركة "طالبان" فقد كانت توفر لهن الأمن". فيما كان تمردها الوحيد ضد البرقع، الرداء المقيد الذي فرضته الحركة على النساء، والذي وصفته ب"حقيبة بلاستيكية".
وكتبت عن الحربين في العراق وأفغانستان أن "فيتنام ليست شيئا مقارنة بما ينتظركم في بلادنا. أطلبوا من أمهاتكم وزوجاتكم أن يوصين بتحضير نعوشكم"، وأضافت موجهة الكلام إلى أتباعها: "النصر يلوح في الأفق، يا إخوتي وأخواتي. دعونا نكثف دعاءنا".
وظهرت مليكة في لقاء مع شبكة "سي إن إن" قبل عامين، وصفت خلاله "الحب" الذي كانت تشعر به هي وزوجها الراحل تجاه زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.وقالت العرود آنذاك: "يشعر معظم المسلمين بحب لابن لادن. لقد كان هو الرجل الذي وقف في وجه العدو الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن نحبه لأجل ذلك".ووصفت العرود ما تشعر به بعد موت زوجها بالقول: "أن تكون المرأة زوجة شهيد، فهذا بالفعل ذروة الإسلام".
كما قامت بنشر كتاب يحمل عنوان "جنود النور" وقدمت نفسها على أنها "الابنة الصغيرة والزوجة وأخت كل المجاهدين".
المحاكمة في سويسرا
انتبهت السلطات السويسرية إلى مليكة، وقدمتها إلى محاكمة كانت الأولى من نوعها، وأدانت المحكمة الجنائية الفدرالية في بلـينزونا، الزوجين بتهمة تقديم الدعم للإرهاب عبر مواقع ومنتديات أشرفا على إدارتها في شبكة الإنترنت، وحكمت على الزوج المتهم الرئيسي بالسجن عامين (ستة أشهر منها نافذة( وعلى مليكة بستة أشهر مع وقف التنفيذ.واستجاب قضاة المحكمة لأغلب طلبات المدعي العام، الذي طالب بعامين ونصف سجنا (من بينها 12 شهرا نافذة للمتهم الرئيسي مـعز الكرسلاوي)، وقد أدِيـن من طرف المحكمة بتقديم الدعم لمنظمة إرهابية وبعرض أعمال عنف وبتقديم معلومات لصناعة أسلحة، وكان قرار الاتهام قد اعتبر أن الكرسلاوي، "دعـم بشكل نشط خطـة للإرهاب الجهادي من خلال وضعه على ذمة مجرمين وسيلة اتصال حديثة وناجعة".وإثر الإعلان عن الحكم، عبـر المدعي العام المناوب للكنفدرالية كلود نيكاتي عن ارتياحه، وفي تصريحات لوسائل الإعلام، قال نيكاتي "إن مبررات الحـكم، ستنجـم عنها سلسلة من النتائج"، في إشارة حسبما يبدو، إلى الهزيمة القاسية التي مُـني بها الادعاء العام في شهر فبراير الماضي، عندما برأت المحكمة نفسها سبعة من المتهمين، يشتبه في تقديمهم الدعم لمنظمة إجرامية تدور في فلك القاعدة.واعترفت مليكة وزوجها أمام المحكمة، بقيامهما بالإشراف على إدارة هذه المواقع، لكنهما رفضا تحمل أي مسؤولية عن مضمونها وصرحا بأن عدد المستعملين للمواقع كان يفوق الألف شخص، وبأنه كان يتم إدخال بعض المعلومات دون معرفتهما، لكن القاضي برنار بيرتوسا، رئيس المحكمة الجنائية الفدرالية استبعد هذا الاعتراض واعتبر أن المتهمين لم يكونا مجرد متعاطفين مع ما وصفها بالقضية الإرهابية، بل سانداها بشكل نشط من خلال منتديات الحوار التي أسـساها على شبكة الإنترنت، وقال القاضي "إن الإنترنت تحول إلى سلاح أضحت أهميته الإستراتيجية اليوم، أساسية".واقتصرت التهمة الموجهة إلى مليكة، على تقديم الدعم لمنظمة إرهابية والتواطؤ في تجسيم العنف، وحكمت عليها بستة أشهر مع تأجيل النفاذ (لفترة تستمر 3 أعوام)، فيما كان المدعي العام طالب ب12 شهرا غير نافذة.
العودة إلى بلجيكا

بعد انتهاء قضيتها في سويسرا عادت مليكة إلى بلجيكا حيث كان النظام مرارا متساهلا معها، إذ احتجزت مع 13 آخرين في إطار مؤامرة يشتبه في تدبيرها لتحرير إرهابي مدان من السجن ولتنفيذ هجوم في بروكسيل، لكن القانون البلجيكي اقتضى إطلاق سراحهم خلال 24 ساعة ولم توجه إليهم تهم، كما ان التحريات لم تسفر عن ظهور أسلحة أو متفجرات أو وثائق تدينهم. فعادت الى بيتها لحشد الناشطين على موقعها الالكتروني، كما كانت تتلقى أكثر من 1100 دولار شهريا (حوالي مليون سنتيم) كمخصصات بطالة.
وقال غلين اودينارت مدير الشرطة الاتحادية البلجيكية للصحافة إن "جهادها ليس قيادة عملية، ولكن إلهام الآخرين لشن الجهاد. وتتمتع بالحماية التي توفرها بلجيكا. وفي الوقت نفسه فهي خطر محتمل".
وتدعي مليكة أنها لا تقوم بنشر أي إرشادات حول صنع القنابل، وليست لديها نية كي تستخدم السلاح بنفسها، ولكنها تحث الرجال المسلمين على الذهاب للقتال وتدعو النساء إلى تبني القضية. وقالت "أم عبيدة" في إحدى المقابلات، "ليس دوري أن أقوم بالتفجيرات، هذا شيء يدعو إلى السخرية. أنا لدي سلاح وهو الكتابة والكلام. هذا هو جهادي، إذ يمكنك القيام بالكثير عن طريق الكلام. وتعد الكتابة قنبلة هي الأخرى".
ليلة القبض على مليكة
في 11 دجنبر الجاري اعتقلت الشرطة الفيدرالية في بلجيكا مليكة العرود رفقة 13 آخرين للاشتباه في صلتهم بتنظيم القاعدة، وتخطيطهم لهجمات انتحارية تستهدف زعماء الاتحاد الأوربي المشاركين في قمة الاتحاد. وشملت المداهمات مدينتي "لييج" و"بروكسيل". وصرحت مصادر حكومية أن الشرطة اعتقلت المشتبهين بشكل وقائي للشك في قيامهم بالتخطيط لهجمات إرهابية خلال قمة الاتحاد الأوربي، وذكرت مصادر قضائية بلجيكية أن السلطات تشتبه في أن المعتقلين هم أعضاء خلية إسلامية على صلة بتنظيم القاعدة ويضمون 3 أشخاص وصلوا لتوهم من أفغانستان، حيث تلقوا تدريبات للقيام بهجمات انتحارية وأحدهم قام بتوديع أسرته وأصدقائه، وكان يبدو مستعدا لارتكاب هجوم، إذ حصل على الضوء الأخضر لتطبيق المخطط وودع أقرباءه، "لأنه يريد الذهاب إلى الجنة بضمير مرتاح".وبعد مثول المتهمين أمام قاضي التحقيق تم الاحتفاظ بخمسة شباب تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة إضافة إلى مليكة الأكبر منهم سنا.
وأكد المتحدث باسم النيابة العامة أن المرأة التي وجه إليها الاتهام رسميا تلعب "دورا مهما" في القضية. ووصفتها مصادر أمنية بأنها "أسطورة حية" بالنسبة إلى القاعدة، كاشفة أن العملية هدفت إلى ضرب تهديدات محتملة تتزامن مع انعقاد قمة للاتحاد الأوربي في بروكسيل، مع الإشارة إلى أن أجهزة الأمن كان لديها 24 ساعة فقط للتحرك.ونفذ عملية الاعتقال 242 رجل شرطة شاركوا في 16 عملية مداهمة شملت مدينتي "لييج" و"بروكسيل".ووصفت مصادر قضائية هذه العملية ب"الأكثر أهمية" على التراب البلجيكي، تورط فيها أشخاص شاركوا في تدريبات في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.وأكدت المصادر على الدور الذي تلعبه مليكة العرود في التنسيق والتخطيط للعملية، وكذا ضلوعها في مخططات نزار طرابلسي والمجموعة التي سافرت للتدريب في أفغانستان.ومن المنتظر أن تنظر المحكمة في قضية مليكة في 7 من يناير المقبل بطلب من محاميي الخلية، وأوردت جريدة "لوجورنال دي ديمونش" عن مصادر قضائية، أن المتهمين الستة الذين ألقي عليهم القبض قبل عشرة أيام، سيمكثون رهن الاعتقال إلى غاية التاريخ المذكور لإعطاء الفرصة للدفاع من أجل الاطلاع وفحص الملفات.
وبلغ حجم المتابعات 32 ملفا ضخما تضم عشرات الآلاف من الصفحات والوثائق (30 ألف صفحة)، المتعلقة ب14 متهما الذين اعتقلوا في بداية المداهمات في 11 دجنبر الجاري، والذين تربطهم علاقة بخلايا "جهادية"، ثمانية منهم يتابعون في حالة سراح.

16‏/12‏/2008

لماذا يكرهون رشيدة داتي؟

الوزيرة الفرنسية ذات الأصول المغربية ضحية حرب قذرة تحرك خيوطها أطراف عنصرية ومتزمتة

إن حالة رشيدة داتي وزيرة العدل الفرنسية، وابنة حي سباتة الشعبي بالدار البيضاء، لا يتمناه المرء لا للعدو ولا للحبيب، أو كما يقول المثل المغربي فإن وضعها مثل وضع الكافر "المزلوط" .. لا دنيا ولا آخرة! فحارسة أختام الجمهورية لا تجد لها سندا في بلد الأنوار حيث تضع يدها على "إحدى وزارات السيادة"، ولا في بلدها الأصلي المغرب الذي تعامل فيه البعض مع وضعها بشكل أخلاقوي ضيق، ورأى في بطنها المنتفخة حملا سفاحا من رجل نكرة.
مشوار رشيدة داتي وزيرة العدل لم يكن قط سهلا منذ دخولها حكومة فرانسوا فيون في أبريل 2007، مسيرة مليئة بالأحقاد والأسرار والضربات تحت الحزام وفوقه، ومع ذلك بقيت تلك السيدة واقفة إلى أبعد مدى، تتلقى اللكمات والضربات تلو الأخرى، تحاك حولها الدسائس، وتنشر بخصوصها الأقاويل بغية النيل منها، ومع كل صدمة كان الجميع يظن أن هذه الضربة أو تلك ستكون الأخيرة، أو القاضية على آمالها والتي ستطيح بها، وتهشم رأسها "القاسحة".
لقد غدت رشيدة ضحية حملة إعلامية ممنهجة، والملف الأخير الذي خصصته مجلة "لوبوان" كان قاسيا ومتحاملا إلى درجة تدفع للاعتقاد أنها "صفقة" مدفوعة الأجر من أعدائها. وتساءلت وسائل إعلام أخرى عن هوية من يحرك خيوط المؤامرة، وذهبت وزيرة التعليم العالي فاليري بيكريس مدافعة عن زميلتها، إلى القول إن الكثيرين ممن يفتحون أفواههم القذرة بالحقد، لم يقوموا حتى بربع الإصلاحات التي حققتها داتي. فجوبهت بحركة استقالات، واتهمت بالمزاج التسلطي والإفراط في استخدام السلطة، كما دخلت في مواجهة مفتوحة مع سلك القضاء بسبب تلك الإصلاحات معتبرين إياها نكسة في تاريخ القضاء الفرنسي.
ولم يشارك الفرنسيون وحدهم في هذه الحملة الشعواء، فانضم إليهم الانجليز أيضا، وتحدثت "التايمز" عن التخبط والارتباك الذي يسيطر على ساركوزي بشأن من أسمتهما الثنائي الناعم" رشيدة داتي و "راما ياد" وزيرة حقوق الإنسان الملقبة ب "كوندوليزا رايس فرنسا".
وأورد تقرير لجريدة "دايلي تيليغراف"، غضب ساركوزي من داتي، التي طالما اتهم دائما بأنه يقربها منه أكثر من اللازم، مشيرا إلى "فقدانها الحس والبراعة السياسيين وعشقها وولعها بالثراء، الأمر الذي أرهق موظفيها ورئيسها على حد سواء"، كما أصرت في أعقاب انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة في رابع نونبر الماضي على الحصول على رقم الهاتف المحمول للرئيس المنتخب.
لقد وضع ساركوزي شديد الذكاء "صغيرته العربية" في "فم المدفع"، واختارها ذرعا في الواجهة، كي تتلقى الضربات نيابة عنه. ووسط كل هذا اللغط والأحداث المثيرة التي تليق بمسلسل "صابون" أمريكي، حددت المرأة لنفسها تاريخا محددا للرحيل وترك الجمل بما حمل، وغدت سيدة قرارها عندما فأجات الكل ببطنها المنتفخة، وكأنها تمهلهم بتسعة أشهر للرحيل.
وإذا كان الفرنسيون يتابعون حكاية طفل داتي من باب التشويق والدعابة السياسة، فقد اتخذ الأمر عندنا بعدا أخلاقويا فجا، وأصبحت تقذف ضمنيا تارة، وصراحة في الكثير من الأحيان، بأقبح النعوت خاصة في التعامل مع حملها وأب طفلها "اللقيط".
رشيدة وصولية، رشيدة متملقة، رشيد انبطاحية .. من الممكن أن تكون داتي كل هذا على السواء، لكنها تبقى امرأة قوية وقفت في وجه الجميع، وفرضت قواعد اللعبة على طريقتها، وحققت ما لم تتمكن امرأة ذات أصول عربية أخرى من تحقيقه.
إن المشكل الحقيقي لرشيدة داتي يكمن في انتمائها إلى ضفتين يتجاذبانها كل بخصوصيته وإكراهاته، ويضع مؤخرتها حسب التعبير الفرنسي بين كرسيين. فما كانت تعتقده غنى لها ولتجربتها، ورمزا لاندماج الأقليات، أصبح اليوم سياطا تجلد بها بلا هوادة وعائقا تدفع ضريبته الغالية كل يوم.
جمال الخنوسي

خلية مليكة المغربية تمتد إلى فرنسا وإيطاليا


التعاون الأمني بين البلدان الأوربية يطيح برؤوس جديدة

أوردت جريدة "لوجورنال دي ديمانش" الفرنسية نقلا عن مصادر أمنية أن شخصين اعتقلا يوم الخميس الماضي بمدينتي "أميان" و"غرونوبل"، مثلا أمام قاضي التحقيق أمس (الاثنين).
وذكرت الجريدة أن المشتبه فيهما لهما علاقة بخلية القاعدة التي تتزعمها المغربية مليكة العرود في بلجيكا، والتي اعتقل ستة من أفرادها يوم الخميس الماضي الذي تزامن مع انطلاق القمة الأوربية ببروكسيل.
وأكد المصدر ذاته أن عملية الاعتقالات المتوازية التي تمت في كل من بلجيكا وفرنسا، جاءت ثمرة للتعاون الأمني بين البلدين: خلية محاربة الإرهاب والمديرية المركزية للاستعلامات الداخلية من الجانب الفرنسي، والفرقة الجنائية من الجانب البلجيكي.
ووصفت مصادر أمنية عملية الاعتقال ب"المهمة جدا"، والكفيلة بتقديم معلومات جديدة حول الوجه الجديد للإرهاب الذي بدأ يتفشى في أوربا بقيادة أفراد من جيل المهاجرين، وبالتالي فهم طرق عملها وإعدادها للتفجيرات والمخططات الإرهابية.
وارتباطا بالخلية ذاتها لم يستبعد وزير الداخلية الايطالي، في تصريح لوكالة فرانس بريس، وجود علاقة بين خلية مليكة العرود، واعتقال الإمام المتطرف عياشي بسام في مدينة باري الايطالية في 11 نونبر الماضي، بتهمة مساعدة خمسة مهاجرين غير شرعيين، مؤكدا في الآن ذاته أن تبادلا للمعلومات تم بين المصالح الأمنية للبلدين.
وكانت النيابة العامة البلجيكية احتفظت بستة من المعتقلين الذين وجهت إليهم تهمة "الانتماء إلى مجموعة إرهابية"، أربعة منهم من أصول مسلمة، ويتعلق الأمر بالمغربية مليكة العرود (49 سنة)، والمغربي هشام بيايو (23 سنة)، وي. حريزي، وعلي غنوتي البالغ 23 سنة، واثنين من معتنقي الإسلام، هما ، وج. تروفوا، وعبد العزيز ابن عبد الله باستين البالغ 25 سنة، وهو ابن "جون فرانسوا باستين" الشخصية المعروفة باعتناقها الإسلام الراديكالي ودفاعه المستميت عن توجهاته. وأصبح اسمه عبد الله أبو عبد العزيز باستين بعد اعتناقه الإسلام سنة 1973.
جمال الخنوسي
الصورة
عبد الله أبو عبد العزيز باستين (خاص)

15‏/12‏/2008

أمريكا عجلت باعتقال خلية مليكة العرود


الاستخبارات التقطت مكالمة هاتفية بين المغربي هشام بيايو وسيدة في بلجيكا تتحدث عن عملية وشيكة

ذكرت مصادر أمنية بلجيكية أن اقتناص الأمريكيين لمكالمة هاتفية، وتحويل مضمونها مباشرة إلى السلطات في بروكسيل، بين المشتبه فيه هشام بيايو وسيدة في بلجيكا، عجل بعملية الاعتقال التي نفذتها الشرطة الفيدرالية في كل من مدينتي "لييج" و"بروكسيل"، يوم الخميس الماضي وشملت 14 شخصا للاشتباه في صلتهم بتنظيم القاعدة، وتخطيطهم لهجمات انتحارية تستهدف زعماء الاتحاد الأوربي المشاركين في قمة الاتحاد.
وكشفت المصادر ذاتها أن النيابة العامة البلجيكية احتفظت بستة من المعتقلين الذين وجهت إليهم تهمة "الانتماء إلى مجموعة إرهابية"، أربعة منهم من أصول مسلمة ويتعلق الأمر بالمغربية مليكة العرود 49 سنة، والمغربي هشام بيايو 23 سنة، وي. حريزي، وعلي غنوتي البالغ 23 سنة، واثنين من معتنقي الإسلام، هما عبد العزيز ابن عبد الله باستين البالغ 25 سنة، وج. تروفوا.
وتعد مليكة العرود شخصية معروفة جدا في المواقع الالكترونية الإسلامية التي ملأتها كتابات تشيد بالدور البطولي الذي قام به زوجها الراحل عبد الستار دهمان باغتياله أحمد شاه مسعود الزعيم الأفغاني المناهض لحركة طالبان في التاسع من شتنبر 2001.
وكانت العرود قالت في مقابلة مع صحيفة "هيرالد تريبون" في ماي الماضي إن "دوري ليس تفجير القنابل، هذا سخيف. لدي سلاح، انه سلاح الكتابة. هذا هو جهادي. يمكنكم تحقيق الكثير بواسطة الكلمات. الكتابة هي أيضا قنبلة".
وعاد الثلاثي هشام بيايو، وي. حريزي، وعلي غنوتي إلى بلجيكا قادمين من تدريب في أفغانستان مرورا بباكستان وإيران وتركيا بين شهري أكتوبر وبداية دجنبر الجاري.
أما عبد العزيز ابن عبد الله باستين من مواليد سنة 1983، فهو ابن "جون فرانسوا باستين" الشخصية معروفة باعتناقها الإسلام الراديكالي ودفاعه المستميت عن توجهاته. وأصبح اسمه عبد الله أبو عبد العزيز باستين بعد اعتناقه الإسلام سنة 1973.
كما أن أخاه الأكبر محمد الأمين باستين، وضعته السلطات التركية في يونيو 2004 في خانة المشتبه فيهم بعد التفجيرات الإرهابية التي راح ضحيتها 63 قتيلا و750 جريحا في نونبر 2003.
من جهته، يبقى علي غنوتي وجها معروفا لدى الشرطة البلجيكية بتنفيذه لعمليات السرقة والعنف، ومسجل لديها على أنه "عنصر خطر". والأمر ذاته يمكن أن يقال عن هشام بيايو المتحدر من أصول مغربية إذ وصل والداه إلى بلجيكا في 1966. ومن بين سبعة إخوة لبيايو، أربعة منهم يقضون مددا مختلفة في السجن تتراوح التهم الموجهة إليهم بين الضرب والجرح والسرقة الموصوفة والتهديد وتكوين عصابة.
وتؤكد السلطات القضائية والأمنية في بلجيكا أن سياستها الوقائية ساهمت في تجنب وقوع اعتداء في بروكسيل في 2007، وهي تنوي المضي على هذا الطريق لتجنيب البلاد اعتداءات إرهابية، ما تزال حتى الساعة في منأى عنها.
جمال الخنوسي

مغربية تتزعم أكبر خلية إرهابية في بلجيكا


ابنة مدينة طنجة كانت تريد تحويل حفلات أعياد السنة في بلجيكا إلى حمام دم

اعتقلت الشرطة الفيدرالية في بلجيكا 14 شخصا للاشتباه في صلتهم بتنظيم القاعدة وتخطيطهم لهجمات انتحارية تستهدف زعماء الاتحاد الأوربي المشاركين في قمة الاتحاد التي انطلقت أول أمس (الخميس) حسبما أوردت وكالة الأنباء البلجيكية والتلفزيون الرسمي.
ومن بين المعتقلين في كل من مدينتي "لييج" و"بريكسل" ورد اسم مليكة العرود ذات الأصول المغربية وأرملة الانتحاري المتورط في اغتيال شاه مسعود في التاسع من شتنبر 2001 في أفغانستان يومين فقط قبل أحداث ال11 من شتنبر.
وصرحت مصادر حكومية أن الشرطة اعتقلت المشتبهين بشكل وقائي للشك في قيامهم بالتخطيط لهجمات إرهابية خلال قمة الاتحاد الأوربي التي استمرت يومي الخميس والجمعة.
وذكرت مصادر قضائية بلجيكية أن السلطات تشتبه في أن المعتقلين هم أعضاء خلية إسلامية على صلة بتنظيم القاعدة ويضمون 3 أشخاص وصلوا لتوهم من أفغانستان حيث تلقوا تدريبات للقيام بهجمات انتحارية وأحدهم قام بتوديع أسرته وأصدقائه وكان يبدو مستعدا لارتكاب هجوم، إذ حصل على الضوء الأخضر لتطبيق المخطط وودع أقرباءه، "لأنه يريد الذهاب إلى الجنة بضمير مرتاح".
وبعد مثول المتهمين أمام قاضي التحقيق تم الاحتفاظ بخمسة شبان تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة إضافة إلى امرأة أكبر منهم سنا وتدعى مليكة العرود من أصول مغربية، وهي طليقة عبد الستار دحمان، قاتل القائد الأفغاني لتحالف الشمال أحمد شاه مسعود الذي لقي مصرعه على يد عناصر من تنظيم القاعدة عشية الهجمات الإرهابية في نيويورك.
وتبلغ مليكة العرود 49 سنة، عاطلة عن العمل، ولدت في مدينة طنجة، ووصلت إلى بلجيكا سنة 1964، أبوها كان عاملا، ولها أربعة إخوة وأخوات.
وكانت مليكة، العقل المدبر لهذه الخلية الجهادية التي تقود "الحرب المقدسة" ضد "الغرب الفاسد"، تطلب في الشهور الأخيرة لكل من يريد محاورتها من وسائل الإعلام، دفع 10 آلاف أورو أي أكثر من 12 مليون سنتيم من أجل ترديد "خطابات الحقد" التي تنشرها على شبكة الانترنيت تحت اسم مستعار هو "أم عبيدة".
كما أن مليكة العرود التي ترتدي النقاب القريب من البوركة الأفغانية، قامت بنشر كتاب يحمل عنوان "جنود النور" وقدمت نفسها على أنها "الابنة الصغيرة والزوجة وأخت كل المجاهدين".
والتفتت إليها وسائل الإعلام العالمية بعد روبورتاجات اهتمت بحالتها، نشرت، خلال السنة الجارية، في كل من جريدة "لوموند" و"نيويورك تايمز" و"هيرالد تريبيون".
وتزوجت في نهاية الثمانينات بعبد الستار دحمان الذي قتل في شتنبر 2001 على يد حراس شاه مسعود.
وفي سنة 2001 استفادت البلجيكية مليكة العرود من دعم السفارة في "كاراتشي" للعودة إلى بلدها.
وفي سنة 2003 قدمت للمحاكمة رفقة نزار طرابلسي و22 معتقلا آخر وتم إطلاق سراحها لعدم كفاية الأدلة ضدها.
ورحلت مليكة إلى سويسرا رفقة زوجها الثاني التونسي معز كرسلاوي حيث حكم عليها بستة أشهر حبسا بتهمة إعداد موقع الكتروني ينشر بروباغندا تنظيم القاعدة، ويحوي مقاطع فيديو تظهر عمليات الذبح والتقتيل.
وفي سنة 2006 عادت لتستقر في بروكسل من أجل استقطاب انتحاريين جدد مستعدين للقيام بأعمال ارهابية في قلب أوربا.
وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي "ايف لوتيرم" للصحافة أمس (الجمعة) أن إلغاء القمة بسبب المخاطر الإرهابية كان "أحد الاحتمالات المطروحة" لكن "ذلك لم يكن ضروريا في أي من الأوقات".
وتابع "لو وقع في نهاية المطاف اعتداء بالقنبلة أو كارثة ما بدون أن نكون اتخذنا هذه الإجراءات الوقائية لكان الجميع قالوا انه لم يتم بذل كل الجهود لتجنبه".
وكان أربعة بلجيكيين انضموا مع مواطنين من بلدان أخرى في نهاية 2007 إلى رجل يعمل كعنصر ربط في باكستان وأفغانستان وتم التعريف به بالحرفين "م. ج.
وعاد اثنان من هؤلاء الأشخاص قبل بضعة أشهر إلى بلجيكا حيث خضعا للمراقبة. أما الثالث الذي يشتبه بأنه تطوع لعملية انتحارية فعاد في الرابع من دجنبر.
والثلاثة بين الأشخاص الذين اعتقلوا الخميس فيما يشتبه في أن الموقوفين الآخرين "قدموا دعما لوجستيا وماديا".
وأكد المتحدث باسم النيابة العامة أن "المرأة التي وجه إليها الاتهام رسميا هي مليكة العرود" التي أعلن المدعي العام الفدرالي يوهان ديلمول الخميس أنها تلعب "دورا مهما" في القضية.
ووصفتها مصادر أمنية بأنها "أسطورة حية" بالنسبة إلى القاعدة، كاشفة أن العملية هدفت لضرب تهديدات محتملة تتزامن مع انعقاد قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسيل، مع الإشارة إلى أن أجهزة الأمن كان لديها 24 ساعة فقط للتحرك.
ونفذ عملية الاعتقال 242 رجل شرطة شاركوا في 16 عملية مداهمة شملت مدينتي "لييج" و"بروكسيل".
ووصفت مصادر قضائية هذه العملية ب"الأكثر أهمية" على التراب البلجيكي، تورط فيها أشخاص شاركوا في تدريبات في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
وترجع المصادر ذاتها بداية التحقيق إلى نهاية سنة 2007 عندما حصلت الشرطة على معلومات حول مخطط هروب من السجن بواسطة المتفجرات والقنابل يقوده التونسي نزار طرابلسي الذي حكم عليه في بلجيكا ب10 سنوات سجنا بعد اتهامه بإعداد عمل إرهابي في شتنبر 2001، وتفخيخ شاحنة من أجل تفجير قاعدة عسكرية تضم جنودا أمريكيين.
وأكدت المصادر على الدور الذي تلعبه مليكة العرود في التنسيق والتخطيط للعملية، وكذا ضلوعها في مخططات نزار طرابلسي والمجموعة التي سافرت للتدريب في أفغانستان.
وبعد موت زوجها الأول في عملية الاغتيال في أفغانستان ارتبطت مليكة بزوجها الثاني المتورط بدوره في الخلية المعتقلة.
وكانت مليكة العرود ظهرت في لقاء مع شبكة "سي إن إن" قبل عامين، وصفت خلاله "الحب" الذي كانت تشعر به هي وزوجها الراحل تجاه زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
وقالت العرود آنذاك: "يشعر معظم المسلمين بحب لابن لادن. لقد كان هو الرجل الذي وقف في وجه العدو الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن نحبه لأجل ذلك".
ووصفت العرود ما تشعر به بعد موت زوجها بالقول: "أن تكون المرأة زوجة شهيد، فهذا بالفعل ذروة الإسلام".
وقالت الشرطة إنها كانت تحول دون سفر العرود إلى أفغانستان للقيام بأنشطة ضد قوات التحالف الدولي، علماً أن البعض كان ينظر إليها على أنها ناشطة في مجال التجنيد، وخاصة على شبكة الانترنت، وليس القتال المباشر.
جمال الخنوسي

المغرب فكك 30 شبكة إرهابية والخطر في تزايد

المسؤول الفرنسي السابق في دي إس تي يشير إلى تزايد بؤر الإرهاب وشكيب بنموسى يدعو إلى الحذر

أكد لويس كابريولي المسؤول السابق في مديرية الأمن الترابي (دي إس تي) الفرنسية، أن المغرب فكك 30 شبكة إرهابية خلال السنة الجارية، وتمكنت فرنسا من الكشف عن ثلاث شبكات أو أربع، منبها إلى ظهور بؤر جديدة لعدم الاستقرار، في كل من سوريا والنيجر وشمال مالي وموريتانيا.
وتأتي تصريحات المسؤول الفرنسي السابق والخبير في قضايا الإرهاب في حوار أجرته معه جريدة "لوجورنال دو ديمونش" الفرنسية بعد الأعمال الإرهابية التي هزت مدينة بومباي الهندية.
وقال كابريولي إن الدقة التي تمت بها العمليات الإرهابية تشبه احترافية جيش حقيقي. ومن الوارد جدا تورط تنظيم القاعدة إما من خلال توصيات اليد اليمنى لأسامة بن لادن، أيمن الظواهري، أو من خلال استلهام الموديل التطبيقي والإيديولوجي، "يتعلق الأمر هنا بضرب الدول الغربية والمصالح الاقتصادية للدول المارقة (...) بالإضافة إلى استهداف اليهود، ودولة إسرائيل الموالية للولايات المتحدة الأمريكية، والبلد المضطهد (بكسر الهاء) للفلسطينيين".
واعتبر المسؤول الفرنسي السابق، أنه مع عملية بومباي في الهند ارتفع سلم الخطر والتهديد درجات، "إننا لسنا أمام انتحاريين عاديين، ففي العملية التي شهدتها مدينة بالي (أندونيسيا) ارتمى الجناة المفخخون بالمتفجرات على أهدافهم داخل سيارات بسرعات جنونية في علب ليلية مليئة بالأبرياء، أما في حالة بومباي، فيتعلق الأمر بقوة خاصة انتقلت إلى المدينة عبر البحر، وهي دليل على الإتقان والدقة. صحيح أن الإرهابيين كانوا يعرفون أنهم سيموتون، لكنهن استولوا على المكان لمدة أربعة أيام مثلهم مثل أي وحدة عسكرية".
واعتبر الخبير في قضايا الإرهاب الهجوم على المستشفى أمرا يستحق التأمل لان الهدف منه هو نشر الذعر داخل السكان، ومخطط الهجوم يدل على أن العملية تم التخطيط لها على مدى شهور، والمخططون استفادوا من مساعدة لوجستيكية مهمة في مكان التنفيذ من أجل المعاينة التقنية، كما خضعوا لغرس أفكار دينية، وتكوين في أحد معسكرات التدريب.
وقال كابريولي إن الإرهابيين نجحوا في حبس أنفاس العالم على مدى أربعة أيام، وحققوا نجاحا كبيرا لدى الموالين لهم والمتعاطفين حول العالم وأبرزوا بؤرة جديدة للعمل الإرهابي، "حتى المتطرفون الشباب في أوربا سيجذبهم هذا القطب الإرهابي الجديد، الذي برز بين الهند وباكستان، لقد زاد حجم الخطر مع تعدد بؤر الإرهاب، رغم أن بلدان المغرب العربي والمملكة العربية السعودية وأوربا تقود ضدها حربا شعواء، كما بدأت تتعاون في ما بينها بشكل فعال".
وفي السياق ذاته جاءت التحذيرات التي أطلقها وزير الداخلية شكيب بنموسى والتي دعا فيها إلى ضرورة التحلي باليقظة، بعد اعتداءات مومباي التي تم التحضير لها لأشهر. وأوضح بنموسى مساء الاثنين الماضي أمام إحدى لجان مجلس المستشارين أن "المعطيات المتوفرة لدينا تحثنا على اعتماد الحذر واليقظة لأننا من الدول المستهدفة" بالإرهاب.
وأضاف وزير الداخلية "هناك في المغرب كما في الخارج أحزاب وجماعات لديها أهداف لا تندرج في إطار الممارسة الديمقراطية"، دون أن يذكر هذه الجماعات.
وتابع في إشارة إلى اعتداءات مومباي "المجموعة (المهاجمة) دخلت إلى الهند قبل أربعة أشهر وحضرت الدعم اللوجستي والتقت مجموعات أخرى ونفذت اعتداءات أوقعت للأسف قتلى"، مؤكدا "وبالتالي يصبح الحذر واجبا".
وكان المغرب شهد أول اعتداءات دامية نفذها إسلاميون متطرفون في 16 ماي 2003 حين أوقعت خمس هجمات متزامنة 45 قتيلا بينهم 12 انتحاريا في الدار البيضاء.
كما شهد اعتداءات أخرى أقل حدة في مارس وأبريل 2007 بالدار البيضاء ومحاولة اعتداء في غشت من العام ذاته في مكناس لم يصب فيها إلا الانتحاري الذي كان يستهدف حافلة للسياح.
وقتل 188 شخصا في اعتداءات مومباي بين مساء الأربعاء والسبت الماضيين، بحسب آخر حصيلة رسمية هندية. وأصيب أكثر من 300 شخص بجروح في هذه الاعتداءات.
جمال الخنوسي

سيدي قاسم تتحول إلى جرادة ثانية

النقابة الأكثر تمثيلا ترفض إغلاق مصفاة سيدي قاسم وتتهم الحكومة بالتواطؤ

اتهم المكتب النقابي الموحد للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بشركة سامير الحكومة والسلطات المعنية بمباركة قرار إدارة سامير وتشجيعها على إغلاق مصفاة سيدي قاسم، وبالتالي إعدام فرص الشغل بالمدينة التي تحولت إلى جرادة ثانية.
كما نبه المكتب النقابي إلى "القفز على المقتضيات القانونية الشغلية المتعلقة بإغلاق المقاولة وتسريح أو تنقيل العاملين بها".
وفي الاتجاه ذاته، أعلن المكتب النقابي الموحد للكونفدرالية الديمقراطية الذي اجتمع في 29 نونبر الماضي بمقر النقابة بمدينة المحمدية رفضه القاطع لقرار إغلاق مصفاة سيدي قاسم اعتبارا من نهاية السنة الجارية وتوقيف نشاط تكرير البترول، معتبرا القرار غير منسجم مع متطلبات تأمين الحاجيات النفطية والطاقية للبلاد وتأهيل الصناعات الوطنية سيما في ظل مستجدات الاقتصاد العالمي والتقلبات العنيفة لسعر البرميل وعدم الشروع في تشغيل الوحدات الإنتاجية الجديدة بالمحمدية.
كما طالب المكتب بضرورة دعم ومساندة الصناعة البترولية الوطنية من أجل توفير الحاجيات الكمية والتنوعية وتقنين اللجوء إلى الاستيراد بإعطاء الأسبقية للمنتوج الوطني محذرا في الآن ذاته من أن يكون التحرير المطلق للسوق الوطنية سببا في أزمة التموين خصوصا أمام احتدام تناقض مصالح الفاعلين في المجال.
واعتبر المكتب النقابي، في بلاغ توصلت "الصباح" بنسخة منه، أن الطبقة العاملة هي من سيدفع ثمن هذا الوضع وبالتالي سقوطها ضحية للسياسات المنتهجة داعيا إدارة شركة سامير إلى التفاوض الجماعي والمسؤول من أجل ضمان الاستقرار الوظيفي وحماية الحقوق المكتسبة والإبقاء على نشاط التكرير بمصفاة سيدي قاسم إلى حين استقرار تشغيل المجمع الصناعي الجديد بالمحمدية ووضوح الرؤية الكاملة لتدبير السوق الوطنية للمحروقات.
جمال الخنوسي

03‏/12‏/2008

رفع شعار معاد لمغربية الصحراء في مهرجان طنجة


ممثلان إسبانيان حملا لافتة ضد الوحدة الترابية وجهات تطالب بفتح تحقيق مع المتهاونين

رفع ممثلان إسبانيان لافتة معادية للوحدة الترابية خلال حفل اختتام الدورة الثانية من مهرجان السينما الاسبانية، الذي احتضنته مدينة طنجة ما بين 24 أكتوبر وفاتح نونبر الجاري.
وعمد أعداء الوحدة الترابية إلى وضع الشريط على موقع "يوتوب" ذائع الصيت، إذ يظهر الممثلان "ويلي توليدو" و"كارلوس بارديم" اللذان حلا ضيفين على المهرجان يحملان لافتة كتب عليها "free western sahara" (الحرية للصحراء الغربية).
ويبدي الشريط الضيفين يحملان اللافتة لمدة طويلة دون تحرك أي كان لوضع حد للحادث، إلى أن يهمس في أذنهما ضيف إسباني ثالث، ليلما اللافتة ويلتحقا بالأضواء والكاميرات الحاضرة أمام عجز الجميع في مسرحية محكمة التنظيم.
واعتبرت مجموعة من الفعاليات الحادث المؤسف "إهانة للشعب المغربي داخل التراب الوطني" منددة في الآن ذاته ب"تهاون المسؤولين" وتقاعسهم.
وفي الاتجاه ذاته ساءلت وزارة العدل حول الأسباب وراء عدم فتح تحقيق في الحادث المؤسف الذي تزعمه "هؤلاء المشوشون".
وذكرت مصادر "الصباح" أن المهرجان الذي ينظم ب"الخزانة السينمائية بمدينة طنجة" استفاد من منحة وزارة الاتصال. وتميزت دورته الثانية التي حضرها وزير الثقافة الإسباني سيزار أنطونيو مولينا، بتكريم الممثلة الاسبانية المعروفة إيما سواريس، وعرض مجموعة من أفلامها التي قامت فيها بدور البطولة في سن الخامسة عشرة قبل أن تقوم بأدوار مع مخرجين كبار من أمثال بيدرو ألمودوفار. كما ناقشت التظاهرة الفنية محاور تهم على الخصوص "الانتاج المشترك" و"الأدب والسينما" و"نساء السينما".
و"كارلوس بارديم" الذي يقف وراء تحريك خيوط هذه المسرحية، أخ الممثل الاسباني الأكثر شهرة "خافيير بارديم" الذي شارك في فيلم "نوكاتري فور أولد مان" (لا بلد للعجائز)، إلا أن كارلوس له مسيرة فنية خافتة طغت عليها نجومية أخيه.
وخيمت على الدورة الأولى من المهرجان التي نظمت بين ثاني وعاشر نونبر من السنة الماضية، اندلاع أزمة دبلوماسية بين المغرب وإسبانيا بسبب تزامن افتتاحها مع إعلان زيارة العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول وزوجته الملكة صوفيا، إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
ويذكر أن الهدف من تنظيم مهرجان السينما الاسبانية كان تأسيس تبادل الخبرات والتجارب السينمائية بين المغرب وجارته الشمالية، في إطار مشروع "بين الضفتين" ويروم تعزيز التعاون الفني والثقافي بين البلدين.
جمال الخنوسي

اعتقال عبد الرحيم بختي ضمن خلية بليرج

شارك مع أخيه عبد اللطيف بختي المعتقل بالمغرب في عملية السطو على بنك بلجيكي


قام الأمن البلجيكي بحملة اعتقالات بمدينة بروكسيل، ارتبطت بملف نشاط العصابات الكبرى، ويتعلق الأمر بعملية السطو المسلح على مقر شركة "برينكس" في أبريل سنة 2000، وذلك موازاة مع الحملة التي قامت بها الشرطة الفيدرالية البلجيكية، صباح يوم الخميس الماضي، بطلب من السلطات المغربية التي أصدرت 17 مذكرة بحث دولية في حق مطلوبين في قضايا الإرهاب،
وذكرت مصادر مطلعة أن العملية تمحورت بشكل خاص حول عبد الرحيم بختي أخي عبد اللطيف بختي المعتقل في المغرب في إطار خلية بليرج، وأدت إلى اعتقاله.
وتعتبر السلطات البلجيكية عبد اللطيف بختي المتهم الرئيسي في عملية السطو التي تمكن بمقتضاها المهاجمون من سرقة 17 مليون أورو، ولم تكشف لحد الآن لائحة الأسماء المتورطة في عملية السطو تلك .
وأسفرت المداهمات والاعتقالات على العثور على قاذفة صواريخ سهلة الاستعمال.
ومع اعتقال خلية بليرج في المغرب بداية هذه السنة تحدثت عدة مصادر عن ارتباط بليرج بتجارة السلاح. كما أفادت أن بيت بليرج في بلجيكا بمدينة مولونبيك سان جون خضع للتفتيش في سنة 1990 بعد اتهامه بالاتجار بالسلاح دون أن يثبت ضده أي اتهام. إلى أن تم تجنيده عميلا للمخابرات سنة 2000 وزرعه في الأوساط الإسلامية من أجل نقل الأخبار والمعلومات.وتساءلت المصادر ذاتها عن الأسباب الكامنة وراء تمكن بليرج من الإفلات من مراقبة السلطات البلجيكية. وهل كان ذلك خطأ جسيما أم نوعا من التراضي أو المقايضة بين معلومات يقدمها المخبر بليرج، والتستر على تجارة سلاح بغض الطرف على أعمال إجرامية مشبوهة.
ويعد هذا الاكتشاف الأخير تأكيدا للطرح المغربي في قضية بليرج وخيوطها المتشعبة مقابل نظريات التشكيك التي تبنتها مجموعة من الأطراف داخل بلجيكا. وهو ما سيحرج مجموعة من المسؤولين البلجيكيين في الأمن والعدل، لأن السلاح المضبوط يحمل "أختاما" بلجيكية وهو ما يعزز فكرة اختراق خلية بليرج للجيش البلجيكي.
من جهة أخرى كشفت المعطيات الجديدة في ملف بليرج، العلاقات المتزايدة التي تنسجها التنظيمات الإرهابية مع شبكات اللصوصية الكبرى.
وكانت عائلة عبد اللطيف بختي، الذي يعتبر الساعد الأيمن لعبد القادر بليرج، اتهمت هذا الأخير بالتبليغ عن ابنها والاستحواذ على نصيبه من عملية السطو على بنك "البرينكس"، الذي بلغ 3 ملايين أورو وخبأها داخل مرآب، لكن بعد فرار عبد اللطيف من السجن سنة 2003، أبان بليرج عن نيته في إعادة المبلغ المالي إلى بختي، "إلا أنه غدر به وبلغ عنه السلطات المغربية بصفته إرهابيا للتخلص منه".
جمال الخنوسي

سقوط رؤوس جديدة من شبكة بليرج


المغربي طارق المعروفي المتهم بتصفية شاه مسعود متورط في خلية بليرج

ذكرت مصادر بلجيكية أن العملية التي قامت بها الشرطة الفيدرالية البلجيكية، صبيحة يوم الخميس الماضي ليست لها علاقة بقضية قرص الديفيدي الذي توصلت به إذاعة فلامانية، والذي يتضمن تهديدات لبلجيكا بسبب وجود جنودها بأفغانستان.
وترى المصادر ذاتها أن هذه المداهمات لها علاقة بعملية السطو المسلح على مقر شركة "برينكس" في أبريل سنة 2000، إذ تمكن المهاجمون من سرقة 17 مليون أورو.
اعتقل على إثرها عبد اللطيف بختي، المعروف بعبد اللطيف سعد، ثم فر، بعد شهرين من صدور الحكم، بعد أن نفى أي علاقة له بعملية السطو، كما لم يعترف بأسماء ستة من مرافقيه المكونين للعصابة المنفذة للعملية. إلا أن عملية الاعتقال التي قام بها الأمن المغربي مكنت من الكشف عن مخبأ الفار من العدالة عبد اللطيف بختي، وبالتالي وضعت حدا لمطاردة السجين الهارب من سجن "شراسيغ"، بعد أن حكم عليه ب20 سنة في يناير 2003. والاعتقالات التي جرت يوم الخميس الماضي ببلجيكا جاءت من أجل التأكد من مدى ضلوع المشتبه فيهم في عملية السطو المسلح وكذا جرائم القتل التي شهدتها بلجيكا نهاية الثمانينات، ويتعلق الأمر بجريمتين نفذتا في 3 أكتوبر 1989 الأولى بموقف سيارات مستشفى "إيرازم" بمدينة أندرلخت وراح ضحيتها البروفيسور "جوزيف يبران" الممثل للجالية اليهودية ببلجيكا، والسائق الخاص للسفير البلجيكي في المملكة العربية السعودية ذو الجنسية المصرية، ومسلمان معارضان لفتوى هدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي التي صدرت بعد نشر كتابه "آيات شيطانية". وهما جريمتا قتل نفذتا في 29 مارس 1989، وذهب ضحيتها سالم البحير الموظف بخزانة المركز الثقافي الإسلامي ببروكسيل، وعبد الله الهادي إمام مسجد. وجريمة قتل جندي متقاعد اسمه "راوول شوب" سنة 1988 وجريمة قتل "شاذ جنسي" تمت تصفيته بين 1986 و1989.
وأكدت مصادر بلجيكية أن عملية يوم الخميس الماضي التي وصفتها ب"الكبيرة والمعقدة"، تشترك مع سابقاتها في الحملة التي يقودها الأمن ضد الإرهاب، إذ شملت 12 تدخلا وتفتيش منازل نفذها مائة شرطي في بروكسل وتونغرس شمال شرق بلجيكا، ونيفلس وسط البلاد، وارلون بجنوبها الشرقي.
ومن بين الأشخاص المعتقلين التي كشفت بعض المصادر عن هويتها، نجد "محمد بولعيون" المتحدر من أصل تونسي الذي يحاكم في حالة سراح حول قضية إرهاب أخرى في ملف يعرف باسم "خلية نزار الطرابلسي"، وطارق المعروفي أحد المشتبه فيهم في قضية مقتل "شاه مسعود" في أفغانستان.
وأضافت المصادر ذاتها أن عمليات التوقيف، تمت إثر تصريحات البلجيكي المغربي عبد القادر بليرج الذي تجري محاكمته بتهمة الإرهاب، والذي أعلن، خلال استجوابه بداية السنة عن "عدد من البلجيكيين المغاربة الذين كانوا يترددون عليه وما زالوا في بلجيكا"، كما تهدف العملية التي قام بها القضاء البلجيكي إلى "تأكيد أو نفي وجود مجموعة إرهابية ناشطة أو كانت ناشطة في بلجيكا".
وكانت النيابة الفدرالية البلجيكية أعلنت أن توقيف11 رجلا صباح الخميس الماضي يأتي في إطار مذكرات توقيف دولية صدرت عن القضاء المغربي بحق عناصر مجموعة إرهابية مفترضة. وتم ضبط وثائق وأجهزة كومبيوتر خلال عمليات التفتيش، لكن لم تضبط أسلحة ولا متفجرات.وكان المغرب أصدر، في وقت سابق، 17 مذكرة بحث دولية من بينها 14 مذكرة تخص مقيمين ببلجيكا. وأعلنت الناطقة باسم النيابة "ليف بيلنس" في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن من بين الأشخاص الأحد عشر الموقوفين سبعة (ستة مغاربة وجزائري) يمكن "تسليمهم مبدئيا لأنه لم تكن لديهم الجنسية البلجيكية عند حدوث الوقائع"، مؤكدة ان الإجراءات القضائية قد تأخذ عدة أسابيع. كما سيقرر قاضي التحقيق المكلف بالملف، خلال الساعات المقبلة، ما إذا كان سيودع قيد الاعتقال المؤقت الموقوفين الأربعة الآخرين الذين لا يجوز تسليمهم لأنهم كانوا يحملون الجنسية البلجيكية عند حدوث الوقائع.
جمال الخنوسي
في الصورة محمد بولعيون

18‏/11‏/2008

ساركوزي يلزم المهاجرين بالعودة إلى المدارس

الخضوع لامتحان حول الثقافة واللغة الفرنسيتين شرط أساسي للحصول على التأشيرة

انخرطت فرنسا بدورها في المسلسل الجديد الساعي إلى التضييق على المهاجرين، بعد أن أقدمت مجموعة من البلدان الأوربية على سن قوانين في الآونة الأخيرة الهدف منها خفض معدلات الهجرة.
وبعد أن قامت بلجيكا بحملة شرسة ضد ما يسمى ب"الزواج الأبيض"، وأوقفت المئات من ملفات الزواج مع أجانب من بينها عدد كبير من ملفات الزواج لمغاربة ومغربيات، رفعت فرنسا هذه المرة على لسان وزيرها في الهجرة والاندماج والهوية الوطنية بريس اورتفو ورقة اللغة والثقافة في وجه الراغبين في الهجرة، إذ من المنتظر أن ينشر نهاية هذا الأسبوع أو في بداية الأسبوع المقبل مرسوم يتضمن الخطوط العريضة للإجراءات الجديدة من أجل الهجرة إلى فرنسا.
وبداية من فاتح دجنبر المقبل سيكون كل من يريد الالتحاق بفرنسا، في إطار التجمع العائلي مثلا، ملزما بتعلم لغة موليير، والخضوع إلى امتحان في المغرب للتأكد من معرفته للغة الفرنسية وإلمامه بقيم الجمهورية وب"ثقافة الأنوار" عموما.
وذكرت بعض الجهات الرسمية الفرنسية أن هذا المرسوم يأتي تطبيقا لقانون 20 نونبر 2007 المنظم للهجرة والاندماج واللجوء. كما يروم إصلاح الاندماج داخل الجمهورية والمجتمع الفرنسي خصوصا بالنسبة إلى المستفيدين من التجمع العائلي، سيرا على خطى خيارات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الداعية إلى "هجرة منتقاة لا مفروضة على فرنسا".
واعتبر بريس أورتفو تعلم اللغة الفرنسية دعامة أساسية في تحقيق الاندماج المنشود لشرائح واسعة من المهاجرين تجنبا لأحداث عنف مثل التي وقعت في الضواحي أخيرا.
وسيعفى من مثل هذا الإجراءات المهاجرون الذين يتجاوز سنهم 65 سنة، أو يقل عمرهم عن 16 سنة. إضافة إلى كل من تابع دراسته في مؤسسة فرانكفونية، أو الذين تابعوا دراستهم العليا على الأقل مدة سنة في فرنسا. في حين غدا إلزاميا ما سواهم الخضوع إلى تكوين على مدى شهرين على الأقل قبل إجراء الامتحان.
ويقضي المرسوم الجديد على أي غياب عن دروس الدعم والتقوية في اللغة الفرنسية، يمكن أن يؤخر الحصول على التأشيرة بشكل كبير أو يمنعها بشكل قطعي، إذ أن الحصول عليها رهين بتقديم شهادة متابعة التكوين بكل جد واجتهاد ومثابرة.
ومع الإعلان عن الإجراءات الجديدة، ارتفعت مجموعة من الأصوات داخل فرنسا، معتبرة أن خطوة وزير الهجرة والاندماج والهوية الوطنية بريس أورتفو غير محسوبة، وأن فرنسا لا تتوفر على مؤسسات ومراكز ثقافية كافية يمكن أن تستوعب الكم الهائل من "تلاميذ الجمهورية الجدد".
وفي السياق ذاته أبرزت نتائج دراسة ميدانية أنجزت سنة 2007 ونشرت نتائجها يوم الجمعة الماضي أن معدل البطالة لدى المهاجرين بلغ ضعف معدل البطالة من غير المهاجرين مع تغيرات واختلافات حسب الجنس والمؤهلات والأصول. كما ارتفع عدد العاطلين عن العمل مجددا في فرنسا بنسبة 0.4 في المائة (ثمانية آلاف شخص( خلال شهر شتنبر مقارنة مع شهر غشت وبنسبة 0.8 في المائة في غضون سنة بعدما كان في انخفاض خلال عدة أشهر حسب ما أعلن بيان لوزارة الاقتصاد الفرنسية أول أمس (الخميس).
جمال الخنوسي

17‏/11‏/2008

حرب الرمال بين الجزائر والمغرب تنتقل إلى الانترنيت


جريدة جزائرية تتهم "المصالح السرية المغربية" بالوقوف وراء قرصنة موقعها

اتهمت جريدة جزائرية "المخابرات المغربية" بالوقوف وراء عملية القرصنة التي عطلت، يوم الخميس الماضي، موقع اليومية ذائعة الصيت على الشبكة العنكبوتية.
وأشارت جريدة "Le Quotidien d’Oran" إلى أن العبارة التي تركها القرصان باللغة الانجليزية " Maroc—security, murder team" دليلا واضحا على تورط المخابرات المغربية في الحادث (!)، كما تضمن البيان الذي نشرته الجريدة في عدد نهاية الأسبوع اتهامات ضمنية بضلوع " المخابرات المغربية" في الحادث. في حين تحدثت مواقع إلكترونية مقربة من الجزائر عن "حادث إرهابي".
وتعود أطوار القضية إلى صباح يوم الخميس الماضي، إذ تفاجأ متصفحو موقع الجريدة الجزائرية "Le Quotidien d’Oran" (يومية وهران) باختفاء جزء كبير من مضمون صفحة الاستقبال بعد سقوطه في فخ قرصان مغربي.
وكتب القرصان الذي يطلق على نفسه اسم "كراك مان"، عبارة باللغة الانجليزية "Hacked by crack... man from Maroc" (قرصن من طرف كراك مان من المغرب) باللون الأحمر.
ولم يعرف لحد الآن إن كان الأمر يتعلق بقرصان واحد أو فريق من القراصنة تعمدوا الإيقاع بموقع الصحيفة الجزائرية.
وإذا كان القرصان أو القراصنة يدعون انتماءهم إلى المغرب، فليس هناك ما يثبت ذلك، وتتبع مصدر العملية أمر يتطلب خبرة كبيرة و"حصانة" معلومية دقيقة، وفي الاتجاه ذاته أكد الرئيس المدير العام للمؤسسسة الاعلامية التي تصدر الجريدة محمد عبدو بنعبو، في تصريح لفرانس بريس، أن المؤسسة الإعلامية لا تتوفر على أية معلومات حول مصدر الهجوم ولا أهدافه.
ومنذ صباح يوم أمس الأحد عاد موقعwww.lequotidien-oran.com للعمل بشكل طبيعي بعد أن توقف تحديثه منذ بداية الحادث.
وتعد يومية "Le Quotidien d’Oran" أكبر جريدة في الجزائر باللغة الفرنسية إذ توزع حوالي 190 ألف نسخة يوميا.
ويقوم عادة بمثل عمليات القرصنة هذه، شباب يريدون البرهنة على قدراتهم في ميدان المعلوميات وخصوصا قرصنة المواقع الالكترونية واختراقها.
وأجج الحادث جدلا واسعا، داخل الجزائر، حول الأمن المعلوماتي للمؤسسات الخاصة والعمومية على السواء، والذي وصفه أحد الخبراء ب"الضعيف" و"سهل الاختراق"، إذ سبق اختراق الموقع الالكتروني لليومية الالكترونية http://www.tsa-algerie.com/ وكذا موقع toutsurlalgerie.com، وهو ما يضع ضعف بنية الحصانة المعلوماتية للمؤسسات الجزائرية في قفص الاتهام، ويجعل منها السبب المباشر لتعدد عمليات الاختراق وتكرارها، وهو ما دفع مجلس الحكومة الجزائري إلى المصادقة على مشروع قانون جديد في رابع نونبر الماضي حول الجريمة الإلكترونية الذي من المنتظر أن يزود الجزائر، إضافة إلى ترسانة قانونية، بنظم وقائية ووسائل استشعار قبلية" لمثل هذه الهجمات المعلوماتية.

جمال الخنوسي

10‏/11‏/2008

أوباما .. الرئيس الأسود في البيت الأبيض




مدين بفوزه لجورج بوش ومعه قلبت أمريكا صفحة من تاريخها

تحقق حلم الملايين من السود داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية بعد الإعلان عن فوز باراك حسين أوباما بالانتخابات الرئاسية، ليصبح بذلك الرئيس الأمريكي رقم 44، وأول رئيس أسود للولايات المتحدة الأمريكية.
وشكل فوز الديمقراطي أوباما الساحق على غريمه الجمهوري ماكين درسا ديمقراطيا بليغا، وأملا لمجموع الأقليات حول العالم.
لكن يجب الاعتراف أن انتخاب باراك أوباما البالغ من العمر 47 سنة لم يكن قط بسبب حنكة الرجل أو لأن له مميزات خارقة أو برنامجا شكل حوله الإجماع، بل إن السبب الحقيقي لهذا الاختيار التاريخي يكمن في الرئيس الحالي جورج بوش الذي يعتبره المحللون أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد زج "دبليو" كما يحلو للأمريكان مناداته، بالبلد في حربين دمويتين مازال الشعب يدفع تكلفتهما الباهظة من جيبه وضرائبه، ومن دماء أبنائه في العراق (1400 جندي أمريكي) وأفغانستان، في الوقت الذي ما يزال فيه العدو رقم واحد أسامة بن لادن حرا طليقا رغم الملاحقات.
من جهة أخرى، لم يتقدم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في عهد بوش الابن، ولم يتمكن من تحقيق أي تطور يذكر. كما رفض التوقيع على العديد من الاتفاقيات الدولية مثل بروتوكول كيوطو عن البيئة، ومعارضة تطبيق مقتضيات اتفاقيات جنيف عن أسرى الحرب. وأغرق البلاد في أزمة مالية حقيقية، وأسقط أسواق المال، وهدم "وول ستريت" قبل أن تلحق بها البورصات في الشرق والغرب.

لقد خلف بوش تركة كارثية وراءه، لدرجة أن المرشح جون ماكاين الذي ينتمي إلى الحزب نفسه لم يطلب قط منه المساندة أو الظهور إلى جانبه، لأنه يعرف أنه "ورقة محروقة"، والرئيس الأمريكي الأقل شعبية في التاريخ.
كل هذا كان الدافع الرئيسي في انتخاب تاريخي لرئيس أسود، فنادرا ما ورث رئيس جديد وضعا اقتصاديا كارثيا مثل الذي تتخبط فيه أمريكا والعالم اليوم.



كان باراك، الذي يمثل اليوم الوجه الجديد لأمريكا العظمى، يعرف منذ البداية نقط ضعفه وأن الخبرة السياسية تنقصه بشكل كبير، وهو ما ألح على تكراره خصمه جون ماكين وسارا بارين الملقبة ب"البيتبول ذي أحمر الشفاه"، ولذلك وضع إلى جانبه "جو بايدن" العجوز صاحب الخبرة الواسعة. وعندما تمكن المرشح الأسود المتحدر من أب كيني وأم أمريكية من تحطيم منافسته هيلاري كلينتون الملقبة ب"آلة الحرب" تنبأ له الجميع بأن لا شيء سيوقفه.
إن أمام باراك أوباما الذي استقبلت أسواق المال وقيمة الدولار انتخابه بارتفاع ملحوظ، الكثير، والملايين من الأمريكيين ينتظرون "بركته"، بل أكثر من هذا وضعوا على عاتقه مسؤولية تغيير وجه العالم، وأسوأ شيء يمكن أن يقوم به أوباما هو عدم الوفاء بوعوده، وتحقيق التغيير المنتظر، وخلق التوازن بين طموحات الأمريكيين وضغط لوبيات الطاقة والسلاح بعد احتلاله للمكتب البيضاوي في 21 يناير المقبل. فهل سيتمكن أوباما، أول رئيس أمريكي من أصول إفريقية، من تغيير مسار التاريخ بعد أن غير جلده؟ وهل سيتمكن من إصلاح وجه أمريكا في العالم بعد أن شوهها سلفه؟
جمال الخنوسي

04‏/11‏/2008

إسبانيا سربت معلومات التسليح المغربي للجزائر


تحالف جزائري إسباني كان هدفه إجهاض المسيرة الخضراء ووقف المطالبة المغربية باسترجاع الثغور المستعمرة

كشفت جريدة إلباييس الإسبانية عن وجه خفي من التحالف الجزائري الاسباني لمنع مسلسل المطالبة المغربية باسترجاع الثغور المستعمرة وكافة حقوقه التاريخية (سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ...).
وأوردت الصحيفة، في عددها ليوم أمس الاثنين أن إسبانيا قامت بتسريب معلومات سرية وشديدة الخطورة عن التسليح الأمريكي للمغرب إلى جارتها الجزائر سنة 1975، معتبرة أن المعلومات التي تضمنت صفقات الأسلحة بين أمريكا والمغرب، كان لها الفضل في ترجيح كفة الجانب الإسباني خلال المفاوضات المكثفة بين مدريد والرباط حول الصحراء سنة 1975 أثناء حكم الديكتاتور فرانثيسكو فرانكو.
وتمكنت الحكومة الاسبانية من الحصول على المعلومات السرية وقائمة الأسلحة التي تضم 25 مركبة مقاتلة من طراز إم 48 وست طائرات نقل سي 130 وسي 47 وطائرات مقاتلة من طراز إف 5، من واشنطن من أجل مصالحها الخاصة، نظرا للعلاقة التي كانت تربط بينهما إلا أن الحكومة الإسبانية قررت استعمال تلك المعلومات في مهمات أخرى وتسريبها إلى الجزائر "عدو المغرب التاريخي" لترجيح كفة المفاوضات حول الصحراء لصالحها.
وكان الهدف من تسريب تلك المعلومات الضغط على واشنطن عن طريق الجزائر، ثقة في قدرة الجانب الأمريكي على إقناع المغرب بوقف المسيرة الخضراء التي نجح المغرب، من خلالها، في استرجاع أقاليمه الصحراوية المسلوبة بعد خروج القوات الاسبانية المستعمرة (بكسر الميم).
وتظهر البرقيات التي تم إرسالها في شهر نونبر من سنة 1975 أن حكومة الجنرال فرانكو وضعت السلطات الأمريكية في موقف حرج بعدما سربت للجزائر قائمة معدات عسكرية بقيمة 150 مليون دولار قامت واشنطن ببيعها إلى الملك الراحل الحسن الثاني.
وترتب عن الخطوة الاسبانية استدعاء الجزائر للسفير الأمريكي ريتشارد باركر، آنذاك وقام بعرضها عليها والإفصاح عن محتواها.
وتوضح إحدى برقيات السفير الأمريكي ريتشارد باركر إلى وزير الخارجية آنذاك هنري كيسنجر، وفقا للسجلات الأمريكية الرسمية أنه اجتمع مع محمد بريكان، مدير شؤون أوربا وأمريكا الشمالية بوزارة الخارجية الجزائرية وسأله عما تنتظره الجزائر من الولايات المتحدة بشأن الصلات مع الحسن الثاني وأجاب البريكان أن الجزائر تطالب بقطع إمدادات الأسلحة إلى الرباط.
وعندما حاول السفير الأمريكي تفادي الموقف موضحا أن حجم الأسلحة التي ترسلها واشنطن إلى الرباط "محدودة للغاية" وأنها تحصل على مساعدات أكبر من الفرنسيين والسوفييت، قام المسؤول الجزائري بإظهار القائمة.
وأشار باركر في البرقية إلى أنه تعرض إلى موقف حرج وكان من الصعب عليه إقناع الجانب الجزائري بأن الإسبان يحاولون خداعه خاصة أن واشنطن قامت فعلا بإمداد مدريد بتلك المعلومات بشكل استثنائي.
وأضاف السفير الأمريكي، في برقيته إلى وزير الخارجية هنري كيسنجر، أن إسبانيا ربما سربت تلك المعلومات للضغط على واشنطن عن طريق الجزائر، ثقة في قدرة الجانب الأمريكي على إقناع المغرب بوقف المسيرة الخضراء، مطالبا في الآن ذاته بإرسال تعليمات ليتمكن من تبرير صفقة الأسلحة بين المغرب وأمريكا للجزائر.
جمال الخنوسي

الهاكا تنفي منعها إسرائيل من المشاركة في اجتماع بإيطاليا


خالد السفياني فاجأ الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري برسالة "شكر واعتزاز"

نفت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري إقدامها على منع مشاركة الوفد الإسرائيلي في أشغال المؤتمر العاشر لشبكة هيآت الضبط المتوسطية، التي يرأسها المغرب، بإيطاليا، وتفاجأت برسالة "الشكر والاعتزاز" التي توصلت بها من خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين.
وعبرت الهيأة، "في الحقيقة تفاجأنا بالرسالة وبما تداولته بعض الصحف، لأنه في واقع الأمر لم يحضر الوفد الإسرائيلي إلى الاجتماع المذكور، وهنا تجدر الإشارة إلى أن خلال عشر اجتماعات للشبكة منذ تأسيسها سنة 1997 لم يحضر الوفد الإسرائيلي إلا مرتين المرة الأولى في سنة 2001 والحضور الثاني في سنة 2005، اللذين عرفا انضمام هيأتي الضبط الإسرائيليتين في الشبكة، كما تجدر الإشارة إلى أنه حتى في اجتماع نونبر 2007 الذي عقد بمدينة مراكش وجهت إليهم الدعوة عبر الطرق المؤسساتية كما هو الحال بالنسبة إلى باقي الهيآت الأعضاء فتخلفوا عن الحضور مرة أخرى".
وأضافت الهاكا في السياق ذاته: "لا بد من الفصل بين الملفات، لأن الشبكة هي تنظيم يجمع هيآت ضبط السمعي البصري (17 بلدا متوسطيا)، وهي هيآت إدارية مستقلة تمارس المهام المنوطة بها بحكم النصوص التنظيمية والقانونية خارج المعادلة السياسية. كما تناقش السمعي البصري، خصوصا الفضائي الذي لا يعترف بالحدود".
وكانت مجموعة من المنابر الصحافية تداولت خبر قيام خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، ببعث رسالة "شكر واعتزاز" إلى أحمد الغزلي، رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، على موقفها المتمثل في الاعتراض على حضور الوفد الإسرائيلي لأشغال المؤتمر العاشر لشبكة هيآت الضبط المتوسطية التي يرأسها المغرب في شخص أحمد الغزلي، والتي امتدت ولايته من نونبر 2007 إلى أكتوبر 2008، قبل أن تسلم إلى الهيأة الإيطالية.
ومن خلال الاطلاع على لائحة الدول المنخرطة في شبكة هيآت الضبط المتوسطية ، يلاحظ "تعايش" بلدان مختلفة، وذات مصالح سياسية متضاربة، ومع ذلك تتقارب في ما بينها حول القضايا والمواضيع والاهتمامات المشتركة في ما يتعلق بالاتصال السمعي البصري، مثل صربيا والبوسنة، أو تركيا وقبرص، أو لبنان وإسرائيل.
وكان آخر اجتماع عقدته شبكة هيآت الضبط المتوسطية التي تضم حاليا 20 هيأة ضبط تمثل 17 دولة ( 3 هيآت من إسبانيا و2 من إسرائيل)، انعقد يومي 2 و3 أكتوبر الجاري بمدينة ريدجيو كالابريا بإيطاليا، بصفته آخر لقاء برئاسة مغربية وتمت خلاله المصادقة على الإعلان الخاص بضبط المضامين السمعية البصرية المتوسطية الذي أعد وحرر خلال اللقاء التاسع بمراكش وصودق على صيغته النهائية في اجتماع ريدجيو بإيطاليا. وأكد مضمونه على الاتفاق حول المبادئ المشتركة للهيآت الأعضاء مثل احترام الشخص والآخر وعدم التحريض على الكراهية أو العنف أو التمييز لأسباب تتعلق بالعرق أو الجنس أو الثقافة أو الدين أو الجنسية أو أي قاعدة للتمييز، وعدم تشجيع تصرفات إقصائية أو عدوانية تجاه بعض المجموعات أو المتحدرين من بلدان أخرى، وحماية صورة وشرف وسمعة الأشخاص، وحماية دولة الحق والقانون أي عدم امتداح العنف والإرهاب، وحماية الأطفال والمراهقين، وتربية الأطفال على حقوق الإنسان، ونزاهة الأخبار وتعددية الآراء والعمل في الوقت المناسب على بث التصحيحات اللازمة في حالة إذا ما بثت القنوات أو الإذاعات أخبارا من شأنها المغالطة، والالتزام بتبادل المعلومات والتعاون في الحالة الخاصة المتعلقة بالمضامين السمعية البصرية العابرة للحدود.
ومنذ تولي الغزلي للرئاسة أحدثت أيضا لجنة تقنية خاصة بالشبكة كفضاء حوار ونقاش بين الأعضاء حول الرهانات الكبرى، وتمت مراجعة ميثاق الشبكة، وربطت علاقات التعاون مع شبكات ومنظمات أخرى كشبكة هيآت الضبط الإفريقية والأرضية الأوربية لهيآت الضبط. كما عرفت هذه الفترة التحاق الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بالسكرتارية الدائمة للشبكة إلى جانب كل من كطالونيا وقبرص وفرنسا، مما يشكل دعما لتمثيلية دول جنوب المتوسط المكونة من لبنان والأردن وموريتانيا والمغرب وتونس.
جمال الخنوسي

03‏/11‏/2008

ساعي بريد يوزع الرسائل والحشيش


أوقفته الشرطة وبحوزته 600 كيلوغرام ويستثمر أمواله في العقار بالمغرب

لم يشك أحد قط أن ساعي البريد ذي الأصول المغربية يوزع بضاعة أخرى إلى جانب الرسائل والحوالات والطرود البريدية، خصوصا أن "محمد" كرمته إدارة البريد في مدينته الفرنسية أخيرا باعتباره "الموظف المثالي".
لكن هذه الإشادة لم تكن السبب في اهتمام وسائل الإعلام به، بل لأن "الموظف المثالي" البالغ من العمر 34 سنة، كان، وعلى مدى خمس سنوات، يوزع إلى جانب الرسائل والحوالات والطرود البريدية، الحشيش على الزبناء، مستعملا وسيلة النقل التي توفرها له "لابوسط".
وكان محمد يقوم يوميا بجولة على سيارته الصفراء، يوزع بواسطتها بضاعته في كل من "سان سير ليكول" و"هو دوسين" و"نونتير" مقربا بذلك "الحشيش إلى الزبناء". وبعد انتهاء جولته يعود ساعي البريد أدراجه بكل حرية ودون أن يقلقه أحد أو يشك في بضاعته والعمل المشبوه الذي يقوم به.
وعرفت تجارة محمد إقبالا كبيرا خصوصا مع جودة سلعته، إذ كان بمقدوره بيع 200 كيلوغرام من الحشيش في ظرف عشرة أيام فقط. إلا أن ساعي البريد الشاب ألقي عليه القبض نهاية الشهر الماضي، حينما كان يهم باستقبال حمولة قدرها 600 كيلوغرام من القنب الهندي وصلت للتو من المغرب عبر شاحنة ضخمة.
وكان التاجر الشاب يقتني بضاعته ب1500 أورو للكيلوغرام ليبيعها ب2200 أورو.
وذكرت جريدة "لوباريزيان" نقلا عن مصادر أمنية، أن المتهم لم تكن تظهر عليه علامات الغنى أو الترف بل كان حذرا جدا، في الوقت الذي استثمر أمواله في مشاريع عقارية بالمغرب. وبما أن تجارته كانت مربحة جدا لجأ محمد في كثير من الأحيان إلى الاستفادة من عطل مرض من أجل التفرغ لجولات بيع الحشيش، وتلبية طلبات الزبائن المتزايدة.
وقالت مصادر من إدارة البريد إن محمد "الموظف المثالي"، كان مقبلا على ترقية وشيكة في السلم الوظيفي. وأكدت مصادر قريبة من الملف أن ساعي البريد هذا من صنف تجار المخدرات الذين من الصعب انكشاف أمرهم، إذ له عمل قار ومصالح الشرطة لم تشك في أمره قط.
جمال الخنوسي

المغرب يمنع "صدمة المسيح ومحمد"



مجلة "ليكسبريس" ربحت كثيرا من خبطتها الإعلامية بتوظيف لعبة المنع لكنها خسرت كثيرا من المصداقية
شهد الموقع الخاص بمجلة "ليكسبريس أنترناسيونال" على شبكة الأنترنيت نقاشا واسعا بين زائري الموقع، واشتدت حدة الجدل في كثير من الأحيان جراء حساسية الموضوع المطروح.
ويأتي الاهتمام المفاجئ بمجلة "ليكسبريس أنترناسيونال" بعد إعلان بلاغ لوزارة الاتصال، يوم الجمعة الماضي عن قرار منع توزيع العدد 2991 من الأسبوعية الفرنسية بالمغرب بسبب "ملف ينطوي على إساءة للإسلام".
واختارت المجلة عنوانا لغلافها "صدمة المسيح - محمد مسيرتهما ورسالتهما ورؤيتهما". ووضعت صورتين متقابلتين للرسول صلى الله عليه وسلم والنبي عيسى عليه السلام، إلا أن الصورة تبين الرسول الكريم يركب حصانا برأس آدمي وعلى خلفية الصورة لهيب النيران، في الوقت الذي أظهرت النبي عيسى تشع منه الأنوار وترافقه الملائكة بأجنحتها البيضاء، تأكيدا للخلاف والتضاد بين الديانتين: الإسلام كديانة للحديد والنار والمسيحية كديانة للنور والتسامح.
وحسب المجلة فإن هذا الملف جاء بمناسبة لقاء سيجمع حوالي 50 من رجال الدين المسلمين والمسيحيين في 4 نونبر الجاري بالعاصمة الايطالية روما الهدف منه تشجيع الحوار بين الديانتين. ورأت المجلة في هذا اللقاء فرصة وضع الديانتين وجها لوجه، والتساؤل حول مؤسسي هاتين الديانتين ونظرتهما المتعارضة إلى العالم.
ويأتي هذا الملف في سياق دولي غير مناسب، كي يحيي الفتنة التي لم تهدأ بعد، حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول الكريم. وفي الوقت الذي كان القارئ ينتظر ملفا متكاملا حول المسيحية والإسلام، أصيب بخيبة أمل كبيرة، إذ أن الملف مجرد أبجديات عامة حول الإسلام والمسيحية، وكأنها دروس في الدين للمبتدئين لا تحمل أية رؤية جديدة أو فكرة حديثة أو نظرية تيولوجية متطورة، بل أغلب المقالات ضرب من التكرار للمعلومات العامة والمعروفة. وكتب سليم باشي في مقال بعنوان "محمد رسول ومحارب" معلومات من السيرة النبوية تحاول إظهار وجهين مختلفين للرسول "صلعم": محمد الرسول ومحمد المقاتل. ووضعت "كلير شاتيي" نوعا من التقابل بين النبيين عيسى ومحمد، أي بين المسيحية والإسلام لمعرفة ما يفرقهما في مقال تحت عنوان "عيس ومحمد: ما الذي يفرقهما" وتحدثت عن الفرق بين القرآن ككتاب واحد وحيد وبين الإنجيل كمجموعة من الكتب متعددة الأوجه.
وحاولت إدارة المجلة إصدار غلاف خاص بالنسخة الدولية مخالف لغلاف النسخة الفرنسية، وقال كريستيان مكاريان مدير التحرير المنتدب ومؤلف كتاب "صدمة المسيح - محمد"، "مراعاة للحساسية الدينية في المغرب غيرنا غلاف الطبعة الدولية الذي يحمل صورة لوجه مخفي لمحمد احتراما للتقاليد الإسلامية. ورغم هذه العناية الخاصة تعرضنا للمصادرة، وهذا ما لا افهمه". وأضاف أن الملف يتحدث عن "العلاقة الخلافية" الممكنة للإسلام مع باقي الأديان، لكنه لا يتضمن على الإطلاق أي إساءة لهذا الدين".
ومن الممكن أن يطول المجلة المنع في كل من تونس والجزائر، وبالتالي ستكون "ليكسبريس" ربحت كثيرا من خلال خبطتها الإعلامية وتوظيف "صدمة" العنوان التجاري ولعبة المنع المربحة، لكنها خسرت كثيرا في المصداقية لدى الآلاف من القراء حول العالم.
جمال الخنوسي

23‏/10‏/2008

"سبت نابولي" .. مستعمرة مغربية في قلب إيطاليا

سوق شعبي تتعايش داخله فوضى تجارة السلع المزورة واللحم الآدمي المهرب

جمال الخنوسي (موفد الصباح إلى إيطاليا)

عندما تسأل عن موقع السوق الخاص بالمغاربة، يجيبك الإيطاليون بابتسامة خفيفة وينظرون إليك وكأنهم اكتشفوا فجأة أنك مغربي يبحث عن أبناء جلدته أو وافد جديد ينقب عن سلع بثمن زهيد. فينصحونك بأخذ الحافلة إلى ساحة "غاريبالدي" الشهيرة، وكي لا تتيه ينصحونك بالبقاء في الحافلة إلى غاية نهاية الرحلة "التيرمينيس": بيازا غاريبالدي.
-----------------------------------------------
قبل أن نستقل الحافلة اشترينا التذاكر من محل لبيع السجائر وقصدنا الساحة، "إنها آخر محطة في الخط "R2" فلا تغادروا الحافلة حتى نهاية الرحلة"، هكذا طمأنتنا إحدى السيدات في أدب.
يقف تمثال كبير في ساحة فسيحة عرفنا في ما بعد أنه مجسم ل"جوزيبي غاريبالدي" الذي يعتبره الإيطاليون بطلا قوميا، إذ قام هذا الجنرال الوطني شخصيا بالعديد من الحملات العسكرية التي حققت الوحدة الإيطالية، ويعد أحد أبرز رجال حرب العصابات في العصر الحديث. كما حرر صقلية ونابولي من حكم آل بوربون سنة 1860، ثم ضمها إلى الأراضي التي حررها "كاميلو بينسو" في الشمال، وبذلك نشأت مملكة إيطاليا سنة 1861.

هي فوضى!
الحركة دؤوبة داخل الساحة، ضوضاء وسيارات وحافلات وفوضى. بدأنا نرى وجوها مختلفة عن تلك المعتادة داخل الشوارع الكبرى في المدينة. عدد الأجانب هنا متزايد. في أزقة هامشية يتكدس الباعة في فوضى، "سبت نابولي" يشبه أي سوق في المغرب، سلع متراكمة وعويل الباعة بالإيطالية لكنهم يتواصلون في ما بينهم بالدارجة المغربية.
أغلب الباعة من خريبكة وبني ملال والفقيه بن صالح. تبرق عيونهم فجأة عندما تحدثهم بلهجتهم. "من إينا مدينة جيتو؟ خاصك شي بياسة ألخاوة؟".

سوق شعبي مفتوح
سوق نابولي غير مقتصر على يوم السبت فحسب، "تايعمر جميع أيام الأسبوع" يقول سمحمد ابن مدينة خريبكة، إلا أنه يشهد رواجا كبيرا في نهاية الأسبوع بسبب العطلة والإقبال المتزايد، إذ يكون هذا اليوم فرصة للتبضع وقضاء المآرب".
في "سبت نابولي" تجد جميع أنواع السلع، الرخيص منها وغالي الثمن، الحقيقي والمزور ذي التقليد المتقن. يعتمد السوق على الاختصاص، إذ هناك بائعون مختصون بالملابس العصرية وآخرون بالملابس الكلاسيكية. كما هناك باعة الأحذية الرياضية وباعة الأحذية الكلاسيكية.
جانب من السوق مخصص للأقراص المدمجة المقرصنة الخاصة بالأفلام المتنوعة وألعاب الفيديو مثل "بلاي ستايشن" و"نينتاندو دي إس".
الأثمان هنا تجذب المتسوقين من كل مكان. زبونان في الأربعين من العمر كلاهما من الدار البيضاء قالا إنهما يعملان في قرية على هامش "نابولي"، "جينا هنا باش نتقداو حويجات ونرجعو لخدمتنا".
عرفت في ما بعد أنهما في وضعية غير قانونية، "لذلك نأخذ حذرنا ولا نريد التردد وسط المدينة بكثرة". قبل أن يضيفا، "اشتقنا إلى عائلاتنا كثيرا لكن الغالب الله، يرسل كلانا ما قدره ألفي درهم كل شهر.. هي ولا بلاش".

الشرطة المالية
بين الفينة والأخرى وأمام استقرار السوق وتدافع مرتاديه تظهر فوضى عارمة وجري في كل الأنحاء ويختلط المارة والباعة الذين حملوا سلعتهم في لمح البصر ويجرون في كل جانب. يختفي الباعة وسط الزبناء وفي الدروب الضيقة المحيطة بالسوق. السبب دخول سيارة إلى الممرات. سيارة لا تحمل أية شارة مميزة. يقول أحد الباعة في محاولة لتفسير الأمر "هادو لحناش ديالهم، Guardia di Finanza" بوليس ديال الغش في السلعة والتقليد كاي قلبو على السلعة المدرحة بحال سبرديلات نايك وريبوك والصيكان ديال إيف سان لوران وشانيل".
الشرطة المالية في إيطاليا لها حظوة خاصة وسلطة مميزة، إنها شرطة الجمارك والمال، وتعتبر جزءا من القوات المسلحة الايطالية، لكنها تابعة إلى وزارة الاقتصاد والمالية، وتتمتع بعدة صلاحيات قانونية وعسكرية وتتكفل بعدة مهام، أهمها المراقبة الجمركية ومحاربة الغش والجريمة المالية وتهريب المخدرات والسلع المختلفة والهجرة غير القانونية وتبييض الأموال وتقليد المنتجات الفاخرة والماركات الكبرى. ويبلغ تعداد الشرطة المالية 68 ألف شرطي يحملون رتبا مختلفة.
ويضيف البائع المغربي "ولينا تنعرفوهم غير تايبانو كلشي تا يهرب، عياو ما يتخبعو بلا فايدة".
يظهر في السيارة شرطيان في الثلاثينات من العمر، تجد السيارة صعوبة كبيرة في التقدم وفتح الطريق وسط الزحام. بعد حين تتوقف السيارة ويخرج الشرطيان اللذان يرتديان الزي المدني يحملقان يمينا وشمالا ثم يركبان السيارة مجددا ويعودان أدراجهما ويختفيان في فوضى الحركة المرورية داخل ساحة كاريبالدي. "راهم ماشي بوحدهم، تايخليو صحابهم برا باش إلا كانت شي حاجة تايعيطو عليهم".
لم تدم الغارة سوى دقائق قليلة عادت بعدها الأمور إلى عهدها القديم، وعادت السلع المهربة والماركات المزورة إلى رفوف الباعة.

الأزمة عالمية والمافيا مغربية
لا أحد في هذا المكان يأبه بالأزمة العالمية أو له فكرة عن انهيار البورصة، "هذا أمر لا يعنينا ولا يهمنا في شيء، أحنا حاضيين غير سلعتنا أو باش نعيشوا أو مانسيفطوا للعائلة"، يقول أحد الباعة. الرواج في هذا السوق لم يتأثر بما يحدث خارجه، فالكل هنا خارج القانون: سلع مهربة وماركات مقرصنة ومهاجرون غير قانونيين. أحد التجار متحدر من مدينة بني ملال يقدم تفسيرا بسيطا للأمور، "هنا ماتديرش ما كاينش اللي يهضر معاك، كيفما كانت وضعيتك" في وقت يتحدث فيه آخرون عن مافيا مغربية تحمي الجميع هنا وتسهر على مصالحها ومصالحهم مقابل أتاوات دورية. المافيا المغربية نسجت بدورها علاقات مع مافيات أخرى مفتاحها: المصالح المتبادلة.
المهاجرون يفضلون القدوم في البداية إلى الجنوب الإيطالي حيث المافيات توفر لهم الحماية مقابل استغلالهم في أعمال قانونية ذات مقابل هزيل أو أنشطة غير قانونية بإغراءات مالية مهمة. كما أن الأقاليم الجنوبية تتميز ب"تفهم" الشرطة" وعدم لجوئها إلى ترحيل المهاجرين عكس المنطقة الشمالية التي تتميز سلطاتها الأمنية بالحزم. لذلك تستقطب مدينة "نابل" أكبر عدد من "الحراكة"، يدخلون عبرها إلى مناطق أخرى. وحتى في حالة قيام المهاجر غير القانوني بمخالفة لا تتعدى إجراءات الشرطة أخذ بصماته وإطلاق سراحه.
وبفعل قوة المافيا المغربية في "نابولي" أصبح الجميع في المدينة ينعتون الأجنبي كيفما كانت جنسيته ب"المغربي".

اللحم الأبيض في ليل نابولي الأسود

في "سبت نابولي" لا تجد الأحذية الرياضية والملابس المتنوعة والمعاطف الجلدية والبضائع المختلفة الجامدة فحسب، بل هناك جانب خاص باللحم الآدمي أيضا، الكل يتعايش في وئام، إذ اختارت مجموعة من النساء الأنيقات اللائي صممن على الإفصاح عن أماكن الفتنة في أجسادهن والوقوف في مكان قريب من فندق صغير اسمه "روبي". بعضهن يحملن ملامح مغربية، يترددهن على المكان وطريقتهن الداعرة في المشي وتتبع الزبناء تجعلهن مميزات عن غيرهن.
"رجاء" واحدة منهن، أصلها من الشمال المغربي. قضت في نابولي أكثر من أربع سنوات.
ليس لهن وقت محدد، "نعمل ليلا ونهارا، ونستعمل فندق روبي أو الفندق المقابل الذي يكتري فيه الزبون غرفة لساعة أو ساعتين أو ليلة كاملة كل حسب حاجته. كما من الممكن أيضا أن نذهب مع الزبون إلى مكان إقامته".
وعن الطريقة التي وصلت بها رجاء إلى هنا تقول في تأثر، "تلاقيت مع واحد في المغرب وتزوجنا، وجيت معاه لهنا لكنه أهملني بعد مدة. الحال هنا ليس مثل ما هو في فرنسا حيث المراقبة والمشرفات الاجتماعيات يتابعن الأسرة. وجدت نفسي في الشارع ولم أجد سوى هذا العمل الذي لا يتطلب دراسة أو شهادات وهو حال الكثيرات مثلي". وتحكي رجاء قصة إحدى زميلاتها التي تعرفت على "زماكري" في المغرب وأغراها بالسيارة و"التفركيس" و"الطاليان" فتزوجا بسرعة وعندما وصلت إلى الديار الإيطالية جاء لاستقبالها في مطار "نابولي" لم تتمكن من التعرف عليه لأن حالته كانت "مكرفسة" وكأنها تزوجت رجلا آخر، فذهبت معه على مضض، لكن زواجهما لم يدم طويلا، فوجدت نفسها هي الأخرى في الشارع يلتقطها فندق "روبي" أو أي فندق حقير آخر.

19‏/10‏/2008

عائلة بختي: بليرج لص وليس قاتلا أوإرهابيا


اتهموه بالسطو على نصيب ابنهم من عملية سرقة بلغت 17 مليون أورو

قالت عائلة عبد اللطيف بختي، الساعد الأيمن لعبد القادر بليرج، إن هذا الأخير ليس قاتلا أو إرهابيا، لكنه في المقابل لص عادي و"شكام".
وأوردت مجموعة من الصحف البلجيكية الصادرة أمس (الثلاثاء) عن عائلة بختي قولها، "إن عبد اللطيف لص ومحتال وشارك بالفعل في عملية السطو في مطار "ليكسمبورغ"، لكن البصمات افتعلتها الشرطة، والحقيقة أن عبد القادر بليرج هو من بلغ عنه".
وكانت عملية الاعتقال التي قام بها الأمن المغربي مكنت من الكشف عن مخبأ الفار من العدالة عبد اللطيف بختي، وبالتالي وضعت حدا لمطاردة السجين الهارب من سجن "شراسيغ". بعد أن حكم عليه ب20 سنة نافذة في يناير 2003 في قضية السطو المسلح على مقر شركة "برينكس". وفر عبد اللطيف بختي، المعروف بعبد اللطيف سعد، بعد شهرين من صدور الحكم. بعد أن نفى أي علاقة له بعملية السطو، كما لم يعترف بأسماء ستة من مرافقيه المكونين للعصابة المنفذة للعملية.واتهمت عائلة بختي السلطات المغربية، مشيرة إلى أن الاعتقال الذي تم الإعلان عنه بتاريخ 18 فبراير نفذ في حقيقة الأمر في شهر يناير. كما اتهمت مديرية حماية التراب الوطني باستنطاق المعتقل خارج المساطر القانونية لمدة ثلاثة أسابيع بمركز تمارة حيث مورست عليه أنواع التعذيب.
وأضافت عائلة بختي أن بليرج استحوذ على نصيب ابنها عبد اللطيف الذي بلغ 3 ملايين أورو وخبأها داخل مرآب، لكن بعد فرار عبد اللطيف من السجن سنة 2003، أبان بليرج عن نيته في إعادة المبلغ المالي إلى بختي، "إلا أنه غدر به وبلغ عنه السلطات المغربية بصفته إرهابيا للتخلص منه، إن بليرج الذي نعرف خواف وثرثار لكنه ليس قاتلا بالمرة".
ونسبت إلى شبكة بليرج في بلجيكا ملفات جرائم قتل بلغت ستة، راح ضحيتها ممثل للجالية اليهودية ببلجيكا، ومسلمان معارضان لفتوى هدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي التي صدرت بعد نشر كتابه "آيات شيطانية". ويتعلق الأمر بجريمتي قتل في 29 مارس 1989 ذهب ضحيتها سالم البحير الموظف بخزانة المركز الثقافي الإسلامي ببروكسيل، وعبد الله الهادي إمام مسجد، وجريمتين نفذتا في 3 أكتوبر 1989 الأولى بموقف سيارات مستشفى "إيرازم" بمدينة أندرلخت وراح ضحيتها البروفيسور "جوزيف يبران"، والسائق الخاص للسفير البلجيكي في المملكة العربية السعودية ذي الجنسية المصرية.
وذكرت القناة التلفزيونية البلجيكية (إر. تي. إل) في وقت سابق، أن قضية عبد القادر بليرج، زعيم الشبكة الإرهابية التي أعلن عن تفكيكها، تكشف العلاقات المتزايدة التي تنسجها التنظيمات الإرهابية مع شبكات اللصوصية الكبرى. وأوردت القناة في ربورتاج بثته في نشرتها الإخبارية المسائية، تصريحا لخبير من مركز التحليل والوقاية من الأخطار الدولية، جوزيف هينروتين، أكد فيه أن العمليات الإرهابية تتطلب كثيرا من الأموال والتي يسهل الحصول عليها عبر اللجوء إلى شبكات اللصوصية الكبرى. وأكد أنه "سواء تعلق الأمر بالقيام بانقلابات أو بعمليات إرهابية كبيرة، فإن الأمر يتطلب الكثير من الأموال، ومن البديهي أن أفضل طريقة لجمع تلك الأموال بسرعة وبكمية كبيرة تتمثل في المرور عبر شبكات اللصوصية"، موضحا أن الأخيرة "قد تحتاج إلى الحماية لدى عدد من الأشخاص المنتمين إلى الأوساط الإرهابية".
جمال الخنوسي

حمى "الكرين كارد" تصيب الحالمين بالهجرة


مدة التسجيل تستمر شهرين والنتائج النهائية في فصل الربيع
جمال الخنوسي
انطلقت القرعة الأمريكية السنوية للحصول على "الكرين كارد" في 2 أكتوبر الجاري وتنتهي في فاتح دجنبر المقبل. وتكفل البطاقة الخضراء للمحظوظين الإقامة غير المحدودة والتصريح بالعمل للوافدين الجدد.
وككل سنة يتجدد الحلم في الانتقال إلى أرض العم سام، وينطلق مسلسل من الإجراءات والخطوات المضبوطة والمحددة من طرف وزارة الخارجية. إجراءات يواكبها "بيزنس" من نوع خاص ينشأ بموازاة هذه الأحلام يتخذ رداء "المساعدة" بالنسبة إلى البعض و"الاستغلال" بالنسبة إلى البعض الآخر.

حمى
وعندما تطلب من محرك البحث "غوغل" التنقيب في موضوع "الهجرة إلى أمريكا" يقدم نتيجة تحتوي على 374 ألف موقع تعنى كلها بسبل الهجرة إلى أرض الأحلام. ويشجع كثيرا انفتاح هذه القرعة العشوائية على شرائح واسعة في تزايد عدد المقبلين والمشاركين، لأنها لا تستدعي شهادات عليا أو تتطلب مبالغ مالية، خلافا إلى بلدان أخرى سلكت سبلا مختلفة لتنظيم الهجرة، إذ اختارت الإدارة الأمريكية هذه الوسيلة "العشوائية" لتسيير سياسة الهجرة وخولت للكمبيوتر مسؤولية انتقاء المحظوظين الذين ستفتح أمامهم أبواب "الجنة" خلافا لسياسات بلدان أخرى مثل الهجرة الانتقائية في فرنسا والهجرة النخبوية في كندا.
ويقول سمحمد الذي يدير مقهى للأنترنيت إن حمى "الغرين كارد" تصيب الجميع، إذ يسأله المرشحون عنها وعن شروطها شهورا قبل انطلاقها.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن نجد مجموعة من المدونات اتخذت من الهجرة موضوعها الأساسي مثل مدونة "أنا أهاجر إذن أنا موجود" التي تعنى خاصة بأخبار وإعلانات وتطورات أمور الهجرة إلى أوربا وأمريكا الشمالية والخليج العربي.

بين الاستغلال والمساعدة
تقوم مجموعة من المواقع الزائفة باستغلال الإقبال الواسع على القرعة وجهل البعض بقوانينها كي تطلب مقابلا ماليا من أجل تعبئة الاستمارة. في الوقت الذي تبقى فيه المشاركة مجانية على الموقع الحكومي المشرف على العملية برمتها. ويتم اختيار الفائزين ببطاقة "الغرين كارد" بشكل عشوائي عن طريق نظام معلوماتي من بين جميع المتقدمين المؤهلين.
وتوهم بعض المكاتب الخاصة زبناءها بالسرعة وسهولة التعامل مع طلباتها من لدن السلطات لتبرير الرسوم التي تطلبها منهم والتي تصل في بعض الأحيان إلى 50 دولارا أي حوالي 500 درهم.
ويقول سمحمد إن الإعلانات التي تقوم بها تلك المواقع زائفة لأن جميع المتقدمين بطلبات للاشتراك في القرعة لديهم فرص متساوية للفوز.
تقوم السلطات الأمريكية بإجراء قرعة عشوائية تتم عن طريق الكمبيوتر، وتتيح 55 ألف فرصة للهجرة والإقامة والعمل سنويا، ويكون من حق الفائزين الذين يشترط فيهم الحصول على مؤهل دراسي أو خبرة لمدة سنتين في العمل، بعد سنوات معدودة الحصول على الجنسية الأمريكية.
ويضيف المشرف على مقهى الانترنيت أن العملية التي يقومون بها تتكلف ما بين 10 و20 درهما وتدخل في إطار مساعدة من لا يتقنون التعامل مع الحاسوب من أجل المشاركة، "نحن صرحاء مع زبنائنا والكل يعلم أن المشاركة مجانية على الموقع الرسمي عبر الانترنيت http://www.dvlottery.state.gov/ إلا أنه لابد لنا من أتعاب على ما نقوم به من أجلهم، والأمر لا يتعدى مبلغا أكثر من بسيط". ثم يؤكد سمحمد أن الرد على الطلبات لا يتوصل به سوى الفائزون في القرعة، إذ يتلقون رسائل رسمية تصل إلى عناوينهم المذكورة في طلباتهم. وبشكل عام يتم إشعار الفائزين في فصل الربيع الذي يتلو الموعد النهائي لتقديم الطلبات.
ولا تخفي جميلة إحدى زبونات سمحمد لهفتها للمشاركة في القرعة، "لا يزعجني أن يحصل على مقابل، إلا أنني أعرف أن له تجربة في ملء استمارات المشاركة وكذا إلمامه بشروط القرعة، لذلك أنا حريصة على الاستعانة بخدماته".
بوكس:
نهاية وشيكة لقرعة الهجرة السنوية
تحدثت مجموعة من وسائل الإعلام الأمريكية المساندة للمحافظين الجدد في البيت الأبيض، عن تقرير حكومي خلص إلى أن برنامج القرعة السنوي أو "اليانصيب الأمريكي"، أصبح ضحية للإرهابيين والمزورين الذين جعلوا منه بابا لدخول الولايات المتحدة، ونشر الرعب فيها. وحسب التقرير ذاته فإن المسألة أصبحت ملحة، وتكتسي طابعا حيويا. ولتأكيد هذه الأطروحة يلح التقرير الذي نشر في 21 شتنبر من السنة الماضية تحت عنوان "أمن الحدود: التزوير يحد من فاعلية الدولة في ضبط برنامج الهجرة"، على أن 9800 فرد حول العالم، ينتمون إلى دول تنعتها أمريكا ب"داعمة للإرهاب"، استغلوا قرعة الهجرة من أجل الدخول إلى أمريكا، والحصول على البطاقة الخضراء، التي تخول لهم الإقامة الدائمة في البلاد. ويتكون الرقم المذكور من إيرانيين يمثلون 3000 فرد، والسودانيين بالعدد نفسه، والسوريين ب160 فردا والكوبيين ب2700 فرد.وطالب التقرير نفسه بضرورة تتبع هؤلاء المهاجرين بعد التحاقهم ب"الوطن الجديد" والتأكد من خططهم، ومحاكمة نواياهم. "فالولايات المتحدة ستستقبل المهاجرين الذين يحترمون قوانينها، ويساهمون في بناء المجتمع، مع وضع الأمن كأولى الأولويات".الجمهوري "توم تانكريدو" دعا، وبكل بساطة، إلى وضع حد لهذا البرنامج وقطع الطريق بشكل جذري على هؤلاء "المشوشين، "إن الإرهابيين المفترضين والمجرمين الخطرين يستغلون برنامج الهجرة لدخول البلاد، وحان الوقت للكف عن اللعب بأمن البلاد وسلامتها وبالتالي إيقاف هذا البرنامج فورا، لأنه يحمل ثغرات وعيوبا يستغلها منتمون إلى بلدان تشجع الإرهاب وتحميه لاختراق أمننا وتهديد سلامة بلدنا ".ويعتبر هذا التقرير الثاني من نوعه بعد تقرير مشابه صدر سنة 2003 وخلص إلى النتائج نفسها، وغذى الفوبيا ذاتها التي جعلت من العرب والمسلمين متهمين إلى أن تثبت براءتهم.

07‏/10‏/2008

تحسن مداخيل الأفلام المغربية وتراجع القاعات السينمائية


315 ألف مغربي ذهبوا إلى السينما و"لولا" في المرتبة الأولى متبوعا ب"سميرة في الضيعة" و"وداعا أمهات"

أبرزت الأرقام الأولى لمداخيل الأفلام المغربية خلال الجزء الأول من السنة الجارية انتعاشا للفيلم المغربي، في الوقت الذي يتراجع فيه عدد القاعات السينمائية بشكل مهول.
وبعد بداية سنة متعثرة تمكنت مجموعة من الأفلام من تدارك الموقف وحققت أرقاما مشجعة، إذ يقف على قمة ترتيب "البوكس أوفيس" المغربي فيلم المخرج نبيل عيوش "كل ما تريده لولا" الذي تمكن من جذب 88 ألفا و422 متفرجا وحقق مداخيل قدرها مليونان و536 ألفا و251 درهما أي بتقدم طفيف عما حققه الفيلم المغربي "ملائكة الشيطان" للمخرج أحمد بولان في الحقبة نفسها من السنة الماضية، إذ تمكن من جذب 84 ألفا و981 متفرجا.
ويأتي في الصف الثاني فيلم المخرج لطيف لحلو "سميرة في الضيعة" ب41 ألفا و693 مشاهدا، ثم فيلم "وداعا أمهات" للمخرج محمد إسماعيل ب 20 ألفا و503 مشاهدين ففيلم أحمد المعنوني "قلوب محترقة" ب16 ألفا و212 متفرجا.
فيلم "فين ماشي يا موشي" للمخرج حسن بنجلون جذب 22 ألفا و677 متفرجا لكن بحضور أطول في القاعات السينمائية، ويأتي في المرتبة الموالية فيلم "عود الورد" للمخرج لحسن زينون الذي جذب 14 ألفا و741 مشاهدا، ففيلم "الاسلام يا سلام" للمخرج سعد الشرايبي الذي جدب 12 ألف و442 مشاهدا، وفيلم "أركانة" للمخرج حسن غنجة الذي جدب 9 آلاف و617 متفرجا، وفي الأخير فيلم "في انتظار بازوليني" للمخرج داوود ولاد السيد ب6 آلاف و495 مشاهدا.
وهكذا تكون القاعات السينمائية استقطبت حوالي 315 ألفا و994 متفرجا. وتؤكد الأرقام الأولى أن للمواضيع الحساسة، وتلك التي تخرق الطابوهات، جاذبية خاصة بالنسبة إلى المتفرج المغربي كما هو الحال بالنسبة إلى فيلم "سميرة في الضيعة" الذي يناقش فيه لطيف لحلو موضوع العجز الجنسي، أو فيلم "لولا" الذي يناقش علاقة الشرق والغرب من خلال قصة أمريكية مولعة بالرقص الشرقي، والأمر نفسه كان في السنة الماضية بالنسبة إلى فيلم أحمد بولان "ملائكة الشيطان" الذي تطرق إلى قصة مجموعة من الشباب الموسيقيين الذين اتهموا ب"عبادة الشيطان".
وتأتي هذه الأرقام المشجعة في الوقت الذي تعرف فيه القاعات السينمائية نزيفا حادا وتراجعا غير مسبوق لن يخدم وضع الفن السابع في المغرب، إذ أعلنت مجموعة من القاعات السينمائية إفلاسها خلال السنة الجارية وهو ما أدى إلى تراجع عدد القاعات إلى 70 قاعة تضم 94 شاشة. وكان من بين هاته القاعات دور سينما ذات قيمة وتاريخ مثل سينما "Empire" و"Rex" بمدينة فاس و"Le Grand Cinema" بمدينة الحسيمة و"شهرزاد" بمدينة الدار البيضاء.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإحصائيات غير النهائية تأتي في إطار تقليد يسير المركز السينمائي المغربي نحو ترسيخه من خلال إصدار أرقام "البوكس أوفيس" المغربي مرتين في السنة بعد أن كانت الأرقام تصدر بشكل سنوي. كما علمت "الصباح" أن للمركز النية في تطوير التجربة وجعل هذه الأرقام تصدر بشكل فصلي أي مرة كل ثلاثة أشهر.
جمال الخنوسي

جوطية درب غلف ... فردوس الممنوع والمباح


البضائع المختلفة تتعايش بشكل غريب ووسط الفوضى الظاهرة يرى المدمنون على زيارتها النظام والألفة


يقول أهل مدينة الدار البيضاء بكثير من المبالغة إن جوطية درب غلف هي المكان الوحيد الذي يمكن أن تشتري منه إبرة كما يمكن أن تقتني في ممراته دبابة. في إشارة إلى أن هذا المكين العجيب يعج بكل أنواع البضاعة ويمكن للمتسوق أن يجد ضالته التي لن يجدها في أي بقعة أخرى وبأثمان أكثر من تنافسية.
تعدت سمعة جوطية درب غلف مدينة الدار البيضاء وتجاوزت حدود الوطن. الكل يعرف هذه المجموعة من البراريك المتهالكة التي لا تمتلك مقومات المحلات التجارية العصرية، إذ تمكنت هذه الجوطية من جذب الملاين من الزبناء سنويا متحدية بذلك أحدث المركبات التجارية.
الحركة الدؤوبة تحيط بالجوطية، سيارات متراصة ودراجات، وحركة سير صعبة، فوضاوية في بعض الأحيان، تبرهن على الإقبال المكثف على المكان.
مع المدخل يبدأ الباعة من داخل محلاتهم وأشخاص آخرون يتبين في ما بعد أنهم سماسرة في عرض منتوجاتهم "شي بياسة أصاحبي؟" والسؤال عن أسباب الزيارة "باغي تبيع؟ باغي تشري؟"، والمساومة في ما تحمل.
بائعو الفواكه والعصير يسدون منافذ الدخول ب"الكراريس"، ويجعلون اقتحام هذه القلعة مغامرة صعبة.
البضائع تتعايش في هذا المكان بشكل غريب، تتراكم السلع وتختلف البضائع ووسط هذه الفوضى الظاهرة يرى المدمنون على زيارة الجوطية النظام: هناك مكان مخصص للأثاث المنزلي وجناح خاص ب"الدي في دي" المقرصن، وحيز خاص بإكسسوارات السيارات، ومكان خاص بالملابس الجديدة وآخر للخردة، وغيرها من البضائع والخدمات، فإصلاح الهواتف المحمولة في الجوطية يعرف إقبالا كبيرا، أضف إلى ذلك إصلاح الحواسيب وجميع الأجهزة الالكترونية، "هنا يمكنك أن تجد ما لن تعثر عليه في أي مكان آخر" يقول أحد الباعة في فخر.
في قلب "جوطية درب غلف"، تظن أنك أخطأت العنوان وحللت بمكان غير المكان الذي تبحث عنه. دكاكين قصديرية ضيقة ومتراكمة ازدحام وأوحال، ومياه متسخة تجري بين الممرات. الدكاكين لا تتوفر لا على ماء ولا كهرباء، بل بعضها يستخدم مولدات تعمل بالبنزين مع سقوط الظلام، أو في تشغيل الآلات الكهربائية.
الاختصاص من شيم الجوطية، فوسط محل ضيق تحيط به المئات من أجهزة التحكم عن بعد، يجلس سمحمد، شاب في 22 سنة من العمر، متخصص فقط في بيع وإصلاح "تيليكوموند" جميع الأجهزة وكل الماركات. معدل ثمن القطعة هو 30 درهما، إلا أن سمحمد لا يشتكي من تجارته ويقول بأسلوب مازح، "كل المغاربة عندهم موشكيل مع تيليكوموند اللي ما تلفها راها خاسرة ليه خصوصا هادوك اللي عندهو دراري". أقراص "دي في دي" لأفلام مقرصنة لم تعرض بعد حتى في قاعات السينما لكبريات العواصم العالمية، تملأ فضاء الجوطية، معروضة حسب الأصناف والفئات العمرية: أفلام الحركة وأفلام رومنسية وأفلام خاصة بالأطفال وأخرى لجيل الشباب. في هذا المكان، في قلب العاصمة الاقتصادية كل شيء مباح، والقانون لا يعرف إلى درب غلف طريقا. وقوانين القرصنة والملكية الفكرية، تبقى في الخارج مع بائعي الموز والفواكه اليابسة، "إننا نشهد بعض الحملات بين الفينة والأخرى لكنها حملات موسمية ونعرف حدوثها قبل وقوعها... لنا مصادرنا نحن أيضا" يقول أحد الباعة في ثقة.على بعد أمتار تجد "رواقا" خاصا بالألعاب الالكترونية المقرصنة، والأجهزة المختلفة التي يتم التلاعب بمكوناتها كي تقبل تشغيل هذه الأقراص الهجينة من "بلاي ستيشن" إلى "نينتاندو" مرورا ب"الإكس بوكس" و"سيغا".
قرصنة القنوات الفضائية لها حيز خاص داخل الجوطية ولهذه التجارة حظوة مميزة وإقبال وسمعة فاقتا الحدود. في فصل الصيف يتقاطر الآلاف من المهاجرين من أجل الحصول على آخر مستجدات وابتكارات عالم "القرصنة الفضائية" التي تفتح عالم القنوات الإسبانية والعربية والفرنسية على وجه خاص. "كاينة دابا تي بي إس" هكذا يقول حميد في ثقة، ويعني بذلك الباقة الفرنسية التي تمنح خيارا كبيرا من القنوات الموضوعاتية للأفلام ، والأطفال، وعشاق السيارات، والموسيقى ... إضافة إلى القنوات الفرنسية الرئيسية مثل "تي إف 1"، و"فرانس 2"، و"إم 6"، و"فرانس 3"، و"فرانس 5"...
حميد مراهق عمره لم يتعد 18 سنة يبدي حيوية كبيرة في التعامل مع الزبائن. محله ضاق عليه بكثرة أجهزة الاستقبال المتراكمة وجهاز كمبيوتر محمول يتردد عليه بين حين وآخر، لا يظهر له مخرج من هذا المحل إذ يعطيك الانطباع أنه ولد في هذا المكان وشب وترعرع هنا أيضا.
في المكان الخاص بالأثاث المنزلي يكثر العنصر النسوي، تقول زينب البالغة من العمر 38 سنة، "أفضل شراء حاجيات البيت من هنا لأنها أقل ثمنا من المحلات المعروفة، لقد أثقلت كاهلي لسنوات، وبعد اكتشافي لهذا المكان، أصبحت مدمنة عليه".
محلات بيع الملابس تغص بالشباب والمراهقات، وتعرض لآخر صيحات الموضة، "هنا تانلقا بياسات مزيانين بثمن معقول" يقول أحد الشباب، وتضيف مرافقته، "هنا أحسن من بوتيكات المعاريف .. ما عدنا جهد عليهم".
وتعرض بعض المحلات ملابس مصنوعة في المغرب إلا أنها موجهة فقط إلى السوق الخارجية، فتقدم هنا بثمن مغر نظرا لعيب طفيف فيها، "العيب يكون غالبا غير ظاهر على مستوى الأزرار مثلا، فيكون ثمنها مغريا جدا لأنها ملابس ذات جودة عالية"، يقول أحد الباعة.
لا يضع حدا لرواج جوطية درب غلف إلا سقوط الظلام، فتغلق البراريك أبوابها دفعة واحدة في انتظار إشراقة يوم جديد.

جمال الخنوسي

إدريس الروخ ينصب على أصدقائه


أوهمهم أنه تعرض للسرقة بهولندا وطالبهم بإرسال المساعدات المالية لإنقاذه

"شاركت أخيرا في ندوة بهولندا، وتعرضت لعملية سرقة، فقدت إثرها كل أغراضي التي وضعتها في الفندق، كما أضعت نقودي وتذكرة العودة وجواز سفري وبطاقاتي البنكية.
لذا أطلب منكم إرسال مبلغ مالي قدره 2700 دولار (27 ألف درهم) من أجل تسديد جميع ديوني واقتناء تذكرة العودة. هذا الأمر أحرجني كثيرا وليس سبيلا للتسول، لذلك أسعى إلى التكتم عليه. يمكنكم إرسال النقود عبر وكالات "ويسترن يونيون"، اتصلوا بي لتعرفوا متى وأين ترسلونها" الإمضاء: إدريس الروخ.
مثل هذه الرسالة الالكترونية توصل بها العشرات من أصدقاء الممثل إدريس الروخ والمتعاملين معه داخل المغرب وخارجه باللغتين الفرنسية والانجليزية، بعد أن تمكن أحد قراصنة الانترنيت من اختراق البريد الالكتروني الخاص بالممثل وتغيير كلمة السر، الأمر الذي حرم الروخ من تفحص رسائله الالكترونية والاطلاع على الوثائق التي كان يتبادلها مع مجموعة من المخرجين وشركات الإنتاج المغربية والدولية.
ويحاول القرصان (أو القراصنة) الذي لم يتم الكشف عن هويته، النصب والاحتيال باسم ادريس الروخ من أجل التوصل بأموال عن طريق وكالة لتحويل الأموال، من خلال إيهام أصدقائه وزملائه أنه محتاج إلى مساعدتهم بعد تعرضه إلى عملية سرقة في هولندا، فقد إثرها كل ما يملك من المال إضافة إلى جواز سفره وكل وثائقه.
وقال الروخ في اتصال مع "الصباح" إن الملامح الأولى لعملية القرصنة بدت عندما تعذر عليه الدخول إلى بريده الالكتروني وتصفح رسائله الشخصية والمهنية، إلا أنه فوجئ صباح أول أمس (الأربعاء) باتصالات هاتفية مكثفة من أصدقاء له داخل المغرب ومن إسبانيا وأمريكا وفرنسا يطلبون منه رقم حسابه البنكي كي يقوموا بتحويل المبلغ المالي المطلوب لحل أزمته، "إذاك عرفت أني ضحية عملية نصب واحتيال خطيرة ولابد من وضع حد لها وإلا أسقطت المزيد من الضحايا".
وأضاف الروخ، "إلى جانب الضرر الذي تعرضت له والمشاكل التي أحدثتها محاولة الاحتيال هذه، فإني أضعت عناوين ومواعد ودعوات ورسائل الكترونية تتضمن معاملاتي مع مخرجين أجانب وشركات إنتاج في فرنسا وأمريكا واسبانيا وغيرها، وسيكون الأمر صعبا جدا بالنسبة إلي كي أعيد الاتصال بكل هؤلاء".
وكان من المقرر أن يسافر الروخ إلى اسبانيا نهاية الأسبوع الجاري، كما سيشارك في ملتقى سينمائي بإيطاليا في 8 أكتوبر المقبل، إلا أن جميع مواعده ولقاءاته أصبحت الآن معلقة إلى حين.
جمال الخنوسي

03‏/10‏/2008

طائرات حربية مغربية بأجهزة إسرائيلية


طائراتF16 أمريكية تصل المغرب سنة 2011 تصنع إسرائيل أجزاء منها عن طريق المناولة

ذكرت مجموعة من المواقع الالكترونية نقلا عن الصحيفة الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل ستقوم بتركيب أجهزة في طائرات قتالية تنوي شركة "لوكهيد مارتن" العملاقة بيعها لعدد من الدول بينها المغرب.
وجاء في النشرة الاقتصادية للجريدة الإسرائيلية في عدد أمس (الخميس) أن الصناعات الجوية الإسرائيلية ستقوم بتركيب أجهزة بقيمة 100 مليون دولار في طائرات من طراز "F16" التي سيتم استخدامها من قبل الجيش في كل من المغرب وبولونيا ورومانيا.وسيحصل المغرب على هذا النوع من الطائرات القتالية في إطار صفقة تضم 24 طائرة حربية من نوع "إف 16 سي دي" مرفقة بأحدث التجهيزات بكلفة قدرها 2.4 مليار دولار.
ويعتزم البانتاغون بيع المغرب صنف "بلوك 50/52 الأكثر تطورا في طائرات "إف 16" التي لا تمتلك صنفا أكثر تطورا منها سوى الإمارات العربية المتحدة التي اقتنت في وقت سابق صنف "بلوك 60".وستكون الطائرات التي تصنعها شركة "لوك هيد مارتن" مجهزة بنظام للطيران يستعمل الأقمار الاصطناعية، ومعدات إلكترونية للقتال، وغيرها من آخر مستحدثات التكنولوجيا الحربية.
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن الصناعات الجوية الإسرائيلية ظفرت بثلاث صفقات ضخمة عن طريق المناولة، بعد أن فازت شركة الطيران الأمريكية "لوكهيد مارتن" بطلبات عروض تصل قيمتها إلى 6 ملايير دولار مقابل طائرات .F16كما ستقوم إسرائيل بنقل منتجاتها إلى مراكز الإنتاج التابعة لشركة "مارتن لوكهيد"، حيث سيتم تركيبها على الطائرات المشار إليها.
وحسب الجريدة ذاتها ستقوم إسرائيل بإنتاج عدة أجهزة لتركيبها على طائرات "F16"، بينها أجهزة تنصب في ذيل الطائرة وأجنحتها وقطع أخرى تدخل ضمن أنظمة الملاحة والتحكم، وخزانات وقود قابلة للفصل عن هيكل الطائرة، حيث يتم تركيبها تحت أجنحة الطائرة القتالية لإتاحة المجال أمام إمكانية التزود بالوقود في الجو لإطالة المدة الزمنية لتنفيذ المهمات.وحسب الاتفاق المغربي الأمريكي فإن المغرب سيتوصل بالطائرات القتالية الجديدة سنة 2011، وسيتلقـى الربابنة تكوينا في الولايات المتحدة، يمكّـنهم من قيادة الجيل الجديد من تلك الطائرات.من جهة أخرى، أوردت "يديعوت أحرونوت" أن التعاون بين إسرائيل والشركة الأمريكية بدأ في العام 2004 في إطار مشروع وصلت قيمته إلى 1.45 مليارد دولار، إذ قام سلاح الجو الإسرائيلي بشراء 102 طائرة "F16" من الشركة الأمريكية، مقابل منح الصناعات الأمنية الإسرائيلية، بما فيها الصناعات الجوية، عقود عمل ومناولة. كما تعاونت إسرائيل مع "لوكهيد مارتن" في إنتاج أجهزة لتطوير طائرات" F16" ، وقامت بتزويدها حتى الآن بمعدات لما يقارب 4000 طائرة. وتم توسيع نطاق التعاون بين الشركتين لتشمل صفقات طائرات مع دول أخرى، وذلك في إطار قرار من الشركة الأمريكية بالتعاون الاستراتيجي مع الصناعات الجوية الإسرائيلية.

جمال الخنوسي

الهاكا تصدر قرارين في "قضية بليرج" و"نيو ببلسيتي"


أصدر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري قرارين آخرين مرتبطين بقضية "خلية بليرج" وشركة "نيو ببلسيتي" لمالكها كمال لحلو بعد أن أصدر قرارين سابقين في حق كل من محطتي "هيت راديو" و"شذى إف إم".
ويأتي القرار المؤرخ ب24 شتنبر الماضي تبعا لطلب تقدم به الأستاذ عبد العزيز النويضي، محام بهيأة الرباط، نيابة عن موكليه الأستاذين المصطفى المعتصم ومحمد المرواني بتاريخ 03 يوليوز 2008 والمتابعين في قضية ما يسمى "خلية بليرج"، لإبداء جواب أو توضيح بشأن التغطية الإعلامية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة سورياد القناة الثانية المتعلقة بموكليه، وقضى القرار بأن "الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة" لم تحترم مبدأ التعددية في الأخبار في التغطية الإعلامية التي خصصتها لقضية "شبكة بليرج". كما أصدر إعذارا في حقها لإخلالها بالتزاماتها المتعلقة بضمان التعددية في الأخبار المفروضة عليها بمقتضى القانون ودفتر التحملات. وبرأ القرار شركة "سورياد- القناة الثانية" معتبرا إياها تقيدت بمبدأ التعددية في الأخبار في التغطية الإعلامية التي خصصتها للقضية.
من ناحية أخرى، تضمن القرار رفضا لطلب نشر جواب أو بيان حقيقة يعتبر أن التغطية الإعلامية التي خصصتها "الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة" وشركة "سورياد- القناة الثانية"، تشكل مسا بكرامة الإنسان وخرقا لمبدأ قرينة البراءة وضوابط تغطية المساطر القضائية.
وتضمن القرار الثاني إنذارا في حق شركة "نيو ببلسيتي" بعد أن عاينت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري أن الخدمات الإذاعية "إم إف إم سوس"، "إم إف إم سايس" و "إم إف إم أطلس" تبث يومياً برنامجين إخباريين منقولين عن خدمة إذاعية أجنبية مسماة "بي بي سي وورد BBC World"، يشكلان 15 في المائة من المدة الإجمالية اليومية للبرمجة خارج المنوعات الموسيقية، الخاصة بالإذاعات الثلاث كل واحدة على حدة، أي بزيادة 50 في المائة عن السقف المسموح به. كما تقوم هذه الخدمات الإذاعية بنقل برامج إخبارية ليست من إنتاج المتعهد وذات طبيعة وأهمية لا تتلاءم مع طبيعة خدمة إذاعية للقرب، ولا تراعي الحد الزمني الأدنى من البرامج الإخبارية المحلية الواجب بثها يوميا كما التزم بذلك المتعهد في دفتر تحملاته.
جمال الخنوسي