25‏/01‏/2008

أربعة أفلام قصيرة لسامي لياني


مواضيع مختلفة في شكل لقطات معبرة ترصد التحولات التي يشهدها المغرب

بعد عشرين سنة من العمل في الحقل السينمائي منتجا، قرر أخيرا المغربي سامي لياني الوقوف خلف الكاميرا وخوض مغامرة الإخراج من خلال تصوير أربعة أفلام قصيرة من إنتاج "شركة صحراء للإنتاج"، بمشاركة طاقم تقني مميز ونخبة من الممثلين المغاربة على رأسهم النجمة منى فتو، وإدريس الروخ، وسعاد صابر، وزكريا لحويسي، ومحمد مشموم، وحسن فلان، وحميد نيك وآخرون.
وكان أول فيلم أنتجه لياني هو "آخر صيف في طنجة" سنة 1986، "أنتجت العديد من الأفلام الفرنسية، وعدت إلى المغرب واشتغلت مع الممثل الفرنسي "روجي أنان" في "الشمس"، كما اشتغلت على فيلمين أمريكيين هما "للتل عيون" و"عيد الميلاد". ليس هذا فحسب، بل قام لياني بإنتاج العديد من الأفلام السينمائية المغربية من بينها "الحلم المغربي" الذي أخرجه جمال بلمجدوب.
وحول أعماله الجديدة قال لياني لـ"الصباح"، "أردت أن أتطرق إلى مواضيع مختلفة في شكل لقطات معبرة من المغرب من أجل رصد التحولات التي يشهدها المجتمع". ثم يضيف، "أنا أشتغل في الفيلم القصير بمنطق الانتاجات السينمائية الكبرى، لأن الإبداع لا يقاس بطول مدة العمل السينمائي، وأنا شاكر كثيرا لكل الفنانين الكبار والتقنيين الذين قبلوا المشاركة في أفلامي القصيرة، وأعطوا الكثير من الجهد والوقت لتقديم عمل متكامل يحترم الجمهور والمهتمين بالمجال السينمائي. وأشكر على وجه الخصوص عبد الفتاح لحويسي الذي شجعني وسهل مأموريتي".
وقال لحويسي، مدير الإنتاج والمنتج المنفذ الذي عمل في العديد من الانتاجات الأمريكية والكندية والمغربية أيضا على رأسها الفيلم المثير للجدل "ماروك"، إن العمل مر في ظروف جيدة وساد نوع من الانسجام بين الطاقم التقني للعمل والممثلين، "وهو ما سينعكس بشكل إيجابي لا محالة على الشاشة الكبرى".
وعبر لياني عن نيته تصوير فيلم طويل فور الانتهاء من كتابة السيناريو "الذي سيتكفل بإعادة كتابته صديقي ومستشاري الفني حسن لكزولي الذي له خبرة كبيرة في الميدان"، ويضيف لياني مازحا، "أنا أشبه مهمتي برئيس الجوقة الموسيقية الذي ينظم العمل ويفرز سمفونية متناسقة ومتناغمة دون أن يتقن العزف على أي من الآلات".
جمال الخنوسي
الصورة
المخرج سامي لياني يوجه منى فتو وإدريس الروخ

"فيكام" يحتفي بالسينما الإفريقية


مدينة مكناس تحتضن الدورة الثامنة من مهرجان سينما التحريك في ماي المقبل


ينظم المعهد الفرنسي بمدينة مكناس الدورة الثامنة من المهرجان الدولي لسينما التحريك (فيكام) التي ستحتفي هذه السنة بسينما التحريك الإفريقية، بين 8 و16 ماي المقبل.
وتطمح هذه الدورة إلى لم شمل المبدعين الأفارقة من جميع أنحاء القارة السمراء من أجل تسهيل اللقاء بين الفنانين الذين يجمعهم حب سينما التحريك وتربطهم علاقات صداقة وثيقة توطدت مع توالي السنوات والتراكم الذي حققته الدورات.
العديد من البلدان الإفريقية ستكون ممثلة خلال هذه الدورة من خلال عروض أولى في المغرب، وكذا دروس حول السينما، وورشات تكوينية وموائد مستديرة. وسيستقبل "فيكام" إضافة على المبدعين المغاربة فنانين من الجزائر وتونس ومصر والسنغال وغانا وزيمبابوي.
ومن بين المخرجين الحاضرين في هذه الدورة من "فيكام 2008"، المخرجة "سيليا ساوادوغو" من بوركينافاسو التي أنجزت العديد من الأفلام القصيرة وفيلمين طويلين هما "المرأة التي تزوجت ثلاثة رجال" و"شجرة أرواح". والمخرج التونسي زهير محجوب الذي سيكرمه "فيكام" هذه السنة، والمخرج روجيه هاوكينس من زيمبابوي الذي أنجز فيلم "أسطورة مملكة السماء" الذي يعتبر أول فيلم تحريك في تاريخ السينما الإفريقية.
كما تضم دورة هذه السنة تحقيق حلم راود القيمين على "فيكام" منذ بدايته، ويتعلق الأمر بالمسابقة الإفريقية الأولى لفيلم التحريك الذي ينضاف إلى جائزة عائشة الكبرى للتحريك.
وستلي أيام الدورة الثامنة من "فيكام" جولة وطنية تشتمل على برمجة تضم ستة أفلام قصيرة وأخرى طويلة. ستعرض في اثنتي عشرة مدينة على طول التراب الوطني بمساعدة شبكة المعاهد الفرنسية في المغرب في إطار عملية يطلق عليها اسم "فيكام المغرب".
ويمكن الاطلاع على برنامج الدورة ومعلومات أخرى على الموقع الخاص بالمهرجان http://www.ficam.ma/.
جمال الخنوسي

الكومبارس: صانعو بريق النجوم يعيشون في الظل


ممثلون لا تتعدى شهرتهم "الحومة" التي يسكنونها يؤدون على الشاشة أدوار "عمر الشريف" و"بين كينغسلي" و"راسل كرو"

هم ملح السينما وتوابلها التي تزيد الفيلم متعة. ولا يمكن أن ينجح عمل بدونهم أو يجد طريقه إلى القاعات السينمائية. ماذا سيكون فيلم "غلادياتور" أو "المصارع" من دون الجماهير المشجعة أو عبيد الحلبة الناقمين؟ وماذا سيكون فيلم "مملكة الجنة" للمبدع ريدلي سكوت من دون "جموع المحاربين" الهاتفين باسم البطل؟
وماذا سيكون فيلم "أستسرسكس واوبيليكس" الذي شارك فيه جمال دبوز والنجمة الايطالية مونيكا بيلوتشي من دون "الحرفيين المصريين الذين بنوا الأهرامات في وقت قياسي"؟
الملف التالي يسلط الضوء على هؤلاء النجوم المجهولين الذين ينيرون عالم الفن السابع بنورهم الخافت في انتظار تكريم أو مجد يأتي أو لا يأتي.

بويتنين: الكومبارس المتمرد


"تنبيع الخاوي ديال القراعي والديطاي في انتظار فيلم جديد"

التحق عبد العزيز بويتننين بالقوات المسلحة الملكية وعمره لا يتجاوز 25 سنة، إذ قضى 10 سنوات قبل أن يعود إلى ورزازات. "لم تتح لي فرص العمل سوى في البناء أو السياحة، فاخترت السياحة لأن الناس هنا يعرفونني ويثقون في أخلاقي. وكما تعرف فمثل هذه الأعمال تتطلب الصدق والأمانة".
"عملت مرشدا سياحيا إلى أن بدأت الانتاجات السينمائية تتوافد على المدينة. فتركت كل شيء لأتفرغ للفن السابع، واليوم أصبح اسمي معروفا لدى المهنيين، وحتى تقنيو المركز السينمائي يشركونني في الإنتاجات التي يشاركون فيها لأنهم يعرفون قدراتي. فأنا أعمل بنية وصدق لأني "مولا وليدات"، خلافا لشباب اليوم الذين يعملون بالوجهيات. أنا عندي عائلة يجب أن أطعمها لذلك أحرص على الحفاظ على عملي".
وحول بداياته قال بويتنين بحنين، "لقد تعلمت الكثير من الأفلام التي صورت بالمدينة، خصوصا الانتاجات الايطالية وأخذت عنهم "الصنعة"، إنهم قاسون ولكنهم منصفون ويدفعون بسخاء".
وحول مستقبل ورزازات وأفق العمل فيها يقول الكومبارس المتمرد، "أنظر إلى حالنا.. لا خيرات بحرية، ولا معامل، ولا معادن نفيسة: ليس لنا سوى السينما.
أنا أتساءل لم لا يستغل المخرجون المغاربة فضاء ورززات لتصوير أفلامهم، هنا كل شيء متوفر "احنا احرايفية". ثم عبث في لحيته قليلا قبل أن يضيف مبتسما "أنظر هذه اللحية هي لحية السينما تركتها خصيصا في انتظار فيلم جديد".
وبخصوص التجاوزات التي تصادف عمله ككومبارس، يقول بويتنين، "في وقت سابق كنا نعمل مباشر مع المخرج، أما اليوم فإن صورنا عند لوبيات وسماسرة يستغلوننا، وليس هناك من يحمينا مثل النقابة أو الجمعية. وحتى تلك الموجودة اليوم فهي جمعيات لا يعول عليها نضيع فيها 20 أو 50 درهما للانخراط فقط. "تنبيع الخاوي ديال القراعي وتنبيع الديطاي في انتظار فيلم جديد" أعيش من دخله وأحل به مشاكلي ومشاكل أولادي وأسدد ديوني. وأنا واع جدا أنه يتم استغلالي لأني ضعيف ولا يمكن أن أفرض وجودي، وضعفي يأتي من حاجتي إلى المال والعمل. "نريد فقط أن نعيش مستورين، ونأكل لقمة العيش الحلال".
هذه ليست أول مرة يتحدث فيها بويتنين إلى الصحافة، سبق له أن تحدث إلى قناة "الحرة"، وشارك في برنامج "عالم السينما" الذي يخرجه إدريس اشويكة لصالح القناة الأولى، ولم يتغير من حالهم شيء إلا أن مداخلته على القناة الفرونكفونية "تي في 5" أتت بأكلها عندما طالب بإزالة الأعمدة والحبال الخاصة بالربط الهاتفي من القصبة، لأنها تفسد ديكورات التصوير وتدفع المخرجين للبحث عن أماكن أخرى بعيدة للعمل.
"نحن ننتظر الملك كي تتحرك المدينة وتتغير سحنتها، وليس لنا أمل إلا في سيدنا لأن الخير يعم بقدومه والمشاريع تتحقق بمجيئه. عملت مع مغربي "الله يعمرها سلعة" ك"ريجيسور" وكان يدفع لي أجرا يقدر ب4500 درهم في الأسبوع، كيف لا أخدم الرجل بروحي وأتفانى في عملي وهو يضمن لي حياة كريمة؟ أما اليوم، هم يطمعون في أجر "العساس" يتقاسمون معه كي يوفروا له فرصة عمل. "يتخلص المعلم ويعطيها للعطاش"!
تعرف بويتنين على محمد عصفور أبي السينما المغربية وعمل معه سنة 1985 في فيلم "جوهرة النيل" الذي قام ببطولته مايكل دوغلاس، كما اشتغل مع الفاسي الفهري ومع عبد الرحمان التازي ولطيف لحلو وشارك في فيلم "شاي في الصحراء" لبيرناردو بيرتولوشي.
"لم نستفد من الفيلم الذي صوره ليوناردو ديكابريو في ورزازات لأنه لم يستعمل الكومبارس واعتمد على مشاهد شارك فيها الممثلون الامريكيون فقط. يقول الكومبارس في حزن قبل أن يضيف "المدينة ليست لها أية حركة ثقافية، لا مسرح ولا أي شيء ودار الشباب في سبات عميق لا من يوقظها، أملنا الوحيد هو السينما".

المستيوي: "شاركت مع عمر الشريف في ثلاثة أفلام"


الكومبارس قال للصباح إن المخرجين يقولون إن ملامح وجهه مناسبة للمهنة

التقيت الحسين المستيوي صدفة، يسير قرب القصبة، كان رفقة صديقه لحسن لحبيب الذي يعمل أيضا كومبارس. أشار نحوه أحد الشباب قائلا "هذا هو الحسين المستيوي كومبارس معروف بزاف".
ما أن ارتخى على الكرسي في مقهى القصبة حتى انطلق في الحكي، وبدأت أساريره تتغير، "بدأت العمل في السينما سنة 1994، وجدت أصدقاء لي سبقوني في الميدان ويشتغلون ككومبارس، فالتحقت بهم وعملت إلى جانبهم".
صمت المستيوي قليلا ثم أضاف، "أستغربت في البداية أني كلما رشحت في فيلم إلا ويتم اختياري بسهولة فائقة ولم يعد هناك فيلم يصور في ورزازات إلا وشاركت فيه. قالوا لي في وقت لاحق إن وجهي مطلوب في "الفيكيراسيون".
بين جملة وأخرى يطلق المستيوي ابتسامة عريضة، لكنه عندما يتحدث عن هموم العمل تنقبض ملامحه فجأة، "نعمل في ظروف قاسية وكثيرا ما نتعامل مع سلاح ثقيل الوزن نحمله على أكتافنا طوال اليوم في أفلام الحرب او الحركة، ومع ذلك نحن راضون بما قسم لنا، لقد أصبحت السينما قوتنا و"بلية" في الوقت ذاته لأننا نحب السينما ونريد تشجيع الفن السابع في مدينة ورزازات، ومستعدون لفعل أي شيء مقابل ذلك".
يحكي المستيوي عن الأفلام والإنتاجات العالمية الكبرى التي شارك فيها بكثير من الحنين، "شاركت في العشرات من الأفلام والوصلات الاشهارية أيضا، مثل فيلم "أستسرسكس وأوبيليكس" مع جمال دبوز ومونيكا بيلوشي، وشاركت في فيلم "غلادياتور" للمخرج "ريدلي سكوت" رفقة النجم "راسل كرو"، واشتغلت مع عمر الشريف في ثلاثة أفلام كان أهمها فيلم "هيدالغو"، وكان صديقي لحسن لحبيب في كثير من الأوقات يقوم بالأدوار والمشاهد الصعبة التي كان يعجز النجم العالمي على أدائها لأن حالته الصحية لا تسمح بذلك، وشاركت أخيرا في فيلم عن الحرب الروسية الأفغانية تم استغلال المناظر المحيطة بالمدينة كأنها نواحي قندهار في أفغانستان، وكذلك ساهمت في فيلم "علي بابا" الذي صورته القناة الأولى الفرنسية "تي إف 1" هنا في المدينة".

في انتظار بازوليني" فيلم يكرم الكومبارس


شارك في مهرجانات عالمية وفاز بجائزة أحسن فيلم عربي في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة الدولي
يعد فيلم المخرج المغربي داود أولاد السيد "في انتظار بازوليني" أحد أهم الأفلام التي كرمت الكومبارس ولفتت الانتباه إليهم وإلى وضعهم الخاص داخل الحقل السينمائي.
ويحكي فيلم "في انتظار بازوليني" قصة حقيقية لشخص يدعى التهامي يشتغل في إصلاح أجهزة الراديو والتلفزيون، ويقوم بين الحين والآخر بدور "الكومبارس" في الأفلام الأجنبية التي تصور في إحدى قرى ضواحي مدينة ورزازات التي حل بها في 1970 المخرج الإيطالي الراحل بازوليني لتصوير أحد أفلامه والذي عمل معه التهامي وارتبط معه بعلاقة صداقة قوية. وبعد أربعين سنة حل فريق سينمائي إيطالي بورزازات لتصوير فيلم، واعتقد التهامي أن صديقه بازوليني عاد وراح يبشر أهل قريته الذين كانوا يقومون هم كذلك بأدوار الكومبارس في الأفلام الأجنبية، بعودة بازوليني الذي كانوا هم كذلك يحبونه لمعاملته الطيبة لهم .لكن التهامي سيعلم في ما بعد أن بازوليني مات منذ مدة وأنه ليس من ضمن الفريق السينمائي الإيطالي الذي حل بالقرية، وسيصاب بصدمة كبيرة. وإذا كان بازوليني قد مات فعلا، فإنه لم يمت في وجدان التهامي الذي ظل يصر أمام أهل القرية على أن بازوليني هو العائد حتى لا يفقدوا الأمل في الحصول على شغل. وبذلك جاءت فكرة فيلم "في انتظار بازوليني" شبيهة بفكرة "في انتظار غودو"، المسرحية الشهيرة لصمويل بيكيت التي تشير إلى انتظار ما لا يجيء كما في الفيلم. وقد كتب قصة الفيلم السيناريست علي الصافي ولعب البطولة فيه محمد مجد في دور التهامي ومحمد بسطاوي في دور حلاق ومصطفى تاه تاه في دور فقيه.
وكان فيلم "في انتظار بازوليني" فاز بجائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة وعبر داود أولاد السيد في اتصال مع "الصباح" عن سعادته وفخره بهذا التتويج الكبير من مهرجان له سمعة وتاريخ، كما أكد المخرج على أن هذا الفوز تتويج للسينما المغربية عامة.
ولقي الفيلم الذي اتخذ من قصة الكومبارس موضوعا له استحسان النقاد والصحافة المصرية، إذ كتبت جريدة "المصري اليوم" أن أطفال مدينة ورزازات يهللون"جاءت السينما.. جاءت السينما" وكلهم أمل في تحسين مستوى معيشتهم كلما زارهم وفد سينمائي أجنبي لتصوير فيلم بقريتهم، حيث تنتعش أحوال أسرهم ويقدرون على دفع رسومهم المدرسية، وشراء مستلزماتهم، كما يستطيع أهالي ورزازات التكفل بمصاريف الزواج لأبنائهم بل وبناء منازلهم وشراء جميع متع الحياة بالنسبة إليهم سواء كان جهاز تليفزيون أو غيره، وربما استكمال بناء مئذنة جامع القرية أيضاً. لكن سعادة أهل القرية تخبو، تقول الجريدة، مع توقف تصوير تلك الأعمال أو رحيل طاقمها، وتعود لتتجدد مع "الكاستينغ" لسكان القرية رجالاً ونساء عجائز وأطفالا، فالكل يتسابق ليحصل على دور كومبارس، والأفضل أن يكون غير ناطق لأنه سيظهر في عدة مشاهد ويحصل على أجر أكثر.. وبينما تعيش ورزازات على تصوير الأفلام الأجنبية بها، يتعلق سكانها بـ"التهامي" الذي له باع في العمل مع مسؤولي كاستينغ تلك الأفلام، ويضع سكان القرية أملهم فيه للتوسط لهم لدى مخرج الفيلم.
وبينما يشغف التهامي حباً بالسينما منذ أن تعرف في شبابه علي المخرج الإيطالي "روبرتو بازوليني" أثناء تصويره فيلم "أوديب ملكا" قبل 40 عاماً، يرصد المخرج المغربي داود أولاد سيد بأسلوب أقرب إلى التوثيق في فيلمه "في انتظار بازوليني" حياة الكومبارس ومعاناتهم.
وفي السياق ذاته شدد أولاد السيد للصباح على الدور الذي بذله الممثلون والتقنيون في هذا العمل، "إنه عمل جماعي وفوز الفيلم هو فوز فريق متماسك حقق عملا نفخر به كثيرا". وكان فيلم "في انتظار بازوليني" الذي استوحى المخرج فكرته من الفيلم الشهير "الليلة الأمريكية" تنافس إلى جانب فيلم مغربي آخر هو "عود الورد" للمخرج لحسن زينون في مسابقة الأفلام العربية في مهرجان القاهرة من ضمن 13 فيلما من خمس دول هي مصر وسوريا والجزائر ولبنان والمغرب. وقد شارك كذلك فيلم "في انتظار بازوليني" وفيلم "عود الورد" في المسابقة الرسمية للمهرجان التي تنافس فيها 19 فيلما من 16 دولة من أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا والعالم العربي.

الكومبارس والمهنيون يتبادلون الاتهامات


مخرج استغل وجبة بإحدى اللقطات لتحل محل وجبة الغذاء الأساسية

إن كومبارس كلمة مقتبسة عن الكلمة الايطالية "كومبارسا" التي تعني الشخص الأبكم أو الصمت الذي لا يتكلم. ونقول كومبارس بالنسبة إلى المذكر والمؤنث على السواء، وتعني في المسرح الشخصية التي "تؤثث" الخشبة وتقال مجازا على الشخص الذي يجد نفسه في قضية أو داخل مجتمع ما دون أن يكون له دور مهم.
وتبقى مدينة ورزازات المدينة المغربية الأكثر استقطابًا للأفلام السينمائية الغربية والوطنية، وبالتالي المدينة الأكثر توظيفا للكومبارس، وتشهد كل عام تصوير أفلام عالمية ضخمة، ويرجع فضل ذلك إلى فضائها الطبيعي الملائم للاستثمار في المجال السينمائي، حيث تحتضن أستوديوهات طبيعية، من مناظر خلابة ومتنوعة وفضاءات رحبة؛ كما تمتاز بإضاءة طبيعية قوية تساهم في تحسين جودة الأفلام.
إلى جانب كل ذلك، تمتلك ورزازات موارد بشرية متمرسة في عالم السينما من حرفيين وفنيين وتقنيين وكومبارس ممثلين يتقنون اللغات الحية ومع ذلك تبقى الممارسة في درجة الهواية، نظرا لضعف التأطير والتكوين للمرور إلى احترافية أكثر، مما دفع الى إنشاء معهدين للمهن السينمائية لتطوير الكفاءات وفتح مجالات التألق والإبداع؛ كما وجد المواطنون أنفسهم مجبرين على تعلم أبجديات السينما؛ لتحصيل قوت اليوم، وهو ما جعل عدد الكومبارس متوفرًا ليستخدمه منتجو الأفلام.
ويرى بعض "مهنيي" السينما أن الدور "التافه" الذي يلعبه الكومبارس وضعفه سبب كافي "لاستغلاله والتنكيل به".
وحول بعض مظاهر هذا الاستغلال يقول أحد الكومبارس رفض الإفصاح عن هويته أن هذه الشريحة الواهنة لم تسلم حتى من وطأة بعض المنتجين والمخرجين المغاربة الذين يمنونه ب"وعود ووساطات فارغة والتدخل" لهم لدى المركز السينمائي المغربي. ويحكي مصدرنا عن مخرج كان مديرا للمركز السينمائي المغربي في وقت سابق أنجز فيلمه على أكتاف هذه الفئة ممنيا أياهم بالحصول على بطاقات المركز السينمائي، في الوقت الذي كان مشرفا عليه، لكن سرعان ما تبخر المخرج المدير عندما أتم فيلمه وتبخرت معه البطاقات. ومن أطرف ما وقع أثناء تصوير هذا الفيلم، يحكي المصدر، انه تم استغلال وجبة متواجدة بإحدى اللقطات لتحل محل وجبة الغذاء الرسمية!
الشيء نفسه تكرر مع مخرج مغربي في الآونة الأخيرة إذ رحل للتصوير بمدينة زاكورة بعد 15 يوما من التدريب بمدينة ورزازات، ليفاجئ الجميع بأجر لا يتعدى 50 درهما في اليوم. ولم يكن الأمر مختلفا مع مخرج آخر أنجز شريطا وثائقيا عن الكومبارس بدعوى الوقوف على معاناتهم، ونسي أن استغلاله لهم في تصوير شريطه الوثائقي هو وجه من وجوه الاستغلال هذا أيضا.
وفي المقابل يقول بعض المهنيين إن الكومبارس بدأ يظهر عليهم نوع من "التراخي" وصل إلى حد "الفشوش". فالمجال السينمائي هو مجموعة من الحلقات المترابطة والمتماسكة، وعلى الجميع العمل والاستفادة بدوره من هذه الحركة الفنية التي تخلق حركة اقتصادية. لقد تغير الكومبارس يقول المهنيون، ولم يعودوا يقبلون العمل إلا في الانتاجات الضخمة وبأثمان مرتفعة "كبروا كرشهم بزاف".

مرزاقي: شركات تعهدت بإنشاء مدرسة لتكوين الكومبارس فأخلفت



حنكة الكومبارس في ورزازات تقلل من عناء فريق الفيلم ومن مدة التصوير

ذكر ابراهيم مرزاقي المهتم بالشأن السينمائي والمقيم بمدينة ورزازات أن الكومبارس يمثلون 90 في المائة من المشتغلين بالميدان السينمائي، ناهيك عن الحرفيين الذين يمثلون 10 في المائة. "ولو تفحصت السجل السينمائي لأحدهم لوجدت أنه استغل ككومبارس في أكثر من 30 عملا سينمائيا". ويصل عددهم أحيانا في بعض الانتاجات الضخمة إلى أكثر من 5000 شخص منضوين وغير منضوين في إطار جمعيات الكومبارس.
ويضيف مرزاقي أن الزائر أو الغريب عن مدينة ورزازات يلحظ أثناء الاستعدادات الأولى لاستقبال إنتاج سينمائي جديد، ويستوقفه مشهد تجمهر حشود كبيرة من الناس أمام قصبة "تاوريرت" أحد المعالم التراثية بالمدينة. حشود تجمع كل الفئات العمرية من أطفال شباب نساء عجائز بلحي بيضاء وسوداء. إذ يتعلق الأمر بكومبارس يتنافسون من أجل ضمان مكان ضمن الفيلم الجديد الوافد لمدة شهور وبأجور زهيدة.
ويؤكد مرزاقي أن مجموعة من الجمعيات الخاصة بالكومبارس حاولت تقنين الوضع وخلق أسلوب قانوني للدفاع عن حقوقها في هذا المجال، وتكونت إلى حدود الآن ثلاث جمعيات هي جمعية القصبة للكمبارس وأحياء الفلكلور، والجمعية المهنية للحرفيين التقنيين السينمائيين، والجمعية المهنية للكومبارس وحرفيي السينما. وكلها جمعيات تسير في اتجاه واحد هو الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للكومبارس في مواجهة المشغلين، كما تهدف إلى تسهيل مأمورية شركات الانتاجات السينمائية العالمية أثناء التصوير وتطوير الإنتاج السينمائي بالإقليم شريطة تحسين ظروف العاملين بالميدان وضمان حقوقهم. لكن في غياب التأطير تبقى هذه الجمعيات، يقول مرزاقي، تسرق منها حقوقها وأحلامها كما كان الشأن بمدرسة تكوين الكومبارس التي دخلت طي النسيان بعدما تعهدت مجموعة من شركات الإنتاج السينمائي أن تتعاون مع المركز السينمائي المغربي والمجالس بمدينة ورزازات لخلق هذه المدرسة التي ستساهم في رد الاعتبار للكومبارس وتكوينه والخروج به من الأدوار والمشاهد الثانوية بعدما لمس المخرجون حنكتهم وتجربتهم في هذا المجال. فأحيانا لا يحتاج المخرج لإعادة اللقطة لمرات متعددة بل يكتفي بمحاولتين أمام جاهزية الكومبارس خصوصا في المعارك واللقطات الصعبة. فإذا كانت برمجة الشركة تتطلب ستة أشهر لإنجاز الفيلم فتكتفي بأربعة أشهر فقط أمام خبرة الكومبارس.
وفي السياق ذاته يرى مرزاقي أنه بتوالي السنوات وتعدد الإنتاجات وما تدرها من أرباح تسيل لعاب السماسرة الذين يستغلون هذه الفئة المشتغلة بالسينما إذ أصبح يلاحظ كل أشكال المحسوبية والزبونية، وعمت الفوضى هذا القطاع ويتجاوز الأمر كل الحدود مع بعض الممارسات التي تمس كرامة الإنسان كالتحرش الجنسي الذي تتعرض له النساء من طرف المشغلين مستغلين في ذلك عوزهن وحاجتهن للعمل، وكذا تشغيل أطفال في ظروف غير ملائمة فيتم أحيانا تشغيلهم في فصل الشتاء ودرجة حرارة تحت الصفر وبلباس نصف عاري وشفاف كما يتم تغييبهم عن الدراسة والسفر خارج المدينة لتصوير وإتمام المشاهد الخارجية. كل هذا أمام صمت مطبق.
وفي ظل هذا الوضع الكارثي الذي يعيشه الكومبارس ، يقول مرزاقي، ورغم نضال النقابة وجمعيات الكومبارس، "مازالت الفوضى هي سيدة الموقف إلى أجل غير مسمى".
الصور
إنتاجات هوليوودية ضخمة صورت بمدينة ورزازات

لحبيب لحسن: مستعدون للعمل مع المخرجين المغاربة مجانا


ابن مدينة وارززات اشترك في فيلم "غلادياتور" و"علي بابا" ويشتكي من جشع الوسطاء

يخفي لحبيب لحسن شعره الطويل وابتسامته الخجولة تحت قبعة. في وجهه ملامح الاقبال على الحياة والحزن الدفين الذي ينذر بمعاناة وقسوة الحياة. لكن سرعان ما تبرق عيناه عندما يحدثك عن السينما والتمثيل وأدواره ومشاركاته.
في الحوار التالي نكتشف ونكشف في الآن ذاته مع لحبيب لحسن بعض خفايا عمل الكومبارس وظروف اشتغالهم.

- كم فيلما شاركت فيه؟
-- شاركت في حوالي 80 فيلما حتى الآن منذ بدايتي الأولى. عملت مع "الطاليان" في تصوير سلسلة عن حياة "موسى" و"عيسى" وكل الأنبياء. ثم جاء الفيلم الشهير الذي يتحدث عن مشكلة التيبت والذي أخرجه ريدلي سكوت. هذا إضافة إلى مجموعة من الوصلات الإشهارية التي تصور في استوديوهات "الأطلس" أو "كلا" أو غيرهما. لكن وارززات هي بلاتوه شامل ومفتوح للتصوير.

- ما هي الأشواط التي تقطعونها قبل الالتحاق بالعمل؟
-- لقد أصبحنا معروفين في المجال. وصورنا توجد عند مسؤولين عن "الكاستينغ" من "أولاد البلاد" ومن مدن أخرى. في البداية كانوا يستعملون "ألبومات" أما اليوم فهناك سيديهات أو أقراص تحمل اسم الكومبارس وصورته وكل البيانات عنه. وكل شهر أو شهرين يتم تحديث تلك الأقراص وبياناتها حسب طلب شركات الإنتاج والمخرجين. المخرج يختار الوجوه التي تخدم السيناريو والفيلم ويقدم لائحة الأسماء المختارة للمسؤول عن الكاستينغ الذي يتصل بنا بدوره لتحديد الأجر ووقت العمل والشروط المطلوب توفرها. وعادة ما يتم تحديد موعد مع مخرج الفيلم في أحد فنادق المدينة لتوزيع الأدوار يتم بعدها توقيع عقود عمل.
المزعج في الأمر هو أننا نلتزم بعقد عمل بعيد الأمد لا يمكننا السفر خلاله أو العمل في إنتاج سينمائي آخر في انتظار تاريخ العمل المحدد الذي يمكن أن يقتصر على يوم أو اثنين.

- كم يبلغ أجر يوم من العمل؟
-- لا يمكنني أن أحدد أجرا بشكل قطعي، لأن عملنا غير مقنن أو مرتبط بأجر معروف يمكن أن يكون 150 أو 200 درهم كما يمكن أن يصل إلى 500 أو 700 درهم. ويمكن أن يكون الأجر يوميا أو جيب الدور كما هو الحال مع السوريين في مسلسل "ملوك الطوائف" لقد حصلت عل أجر بلغ 500 درهم عن كل مشهد. على كل حال يبقى مبلغ 200 درهم هو الأكثر تداولا بالنسبة على الأعمال العربية والأمريكية.

- ما الذي يفسر هذا التفاوت في الأثمان؟
-- في حقيقة الأمر إن أجر الكومبارس هو 600 درهم لكننا لا نتوصل إلا ب200 درهم والبقية تذهب إلى جيوب مسؤولي الكاستينغ ك"كوميسيون".

- هم في المقابل يضمنون لكم فرصا للعمل..
-- صحيح .. لكن بين 600 و 200 درهم فرق شاسع. ومع ذلك نحن لا ننكر أننا عملنا في بعض الأحيان في ظروف جيدة مثل عملنا في وصلة إشهارية لصالح شركة قطرية حصلنا فيها على 1500 درهم كأجر لليوم الواحد دون احتساب الإقامة والأكل والنقل. أنا أتحدث بصراحة ولا يمكن أن أخفي شيئا.

- ما هو آخر فيلم شاركت فيه؟
-- فيلم تلفزيوني يحمل اسم "علي بابا" لصالح القناة الفرنسية الأولى "تي إف 1".

- كم كان أجرك؟
-- 200 درهم كالعادة التي توصلت بها من المسؤول عن الكاستينغ أما الأجر الحقيقي الذي دفعه الفرنسيون فلا أعلم عنه شيئا.

- كيف ذلك؟
-- إننا مضطرون للإمضاء على عقدين، عقد مع المغاربة المسؤولين عن الكاستينغ فيه الأجر الذي سنتوصل به نحن، وعقد آخر نوقع فيه على خانة الأجر فارغة لأن الوسيط المغربي هو من يعرف الثمن الحقيقي للصفقة.

- ما هو أشهر فيلم اشتركت فيه؟
-- أظنه "غلادياتور"، أديت فيه دور زعيم قبيلة، وركز علينا المخرج "ريدلي سكوت" بشكل كبير. إنه مخرج ومنتج في الوقت ذاته معروف عنه سخاؤه وصرف أموال باهظة في أفلامه وإنتاجاته السينمائية ومع ذلك عملنا في ظروف قاسية بأجر 200 درهم يوميا.

- وهل سبق لك العمل مع مخرج مغربي؟
- عملت مع داود ولاد سيد في فيلمه الأخير "في انتظار بازوليني".

- كيف كان العمل معه؟
-- لا بأس به نحن نعرف داود ونعرف أعماله ونعي انه مخرج مغربي يعمل بإنتاج مغربي، لذلك كنا نراعي الظروف. نحن متضامنون كثيرا مع الأعمال المغربية ومستعدون للعمل مجانا للتشجيع رغم ضيق الحال. ورضينا بالعمل معه ب100 درهم كأجر يومي. على الأقل لأنه فيلم مغربي ويراه جميع المغاربة، وليس كباقي الانتاجات التي لا تسمح لنا الظروف بمشاهدتها إلا نادرا.

- ماذا تعمل عندما تشح الانتاجات السينمائية؟
- أشتغل ب"البالة والفأس" ليس لي خيار يجب أن أعيش لأن الحياة مستمرة بالسينما أو بدونها.

في سطور
من مواليد سنة 1954
جندي سابق (3 سنوات)
رجل إطفاء متطوع مدة 14 سنة
ترك العمل للاشتغال في السينما بعد العمل مؤقتا في الانعاش الوطني

زنيفي: انتقال الكومبارس من الهواية إلى الاحترافية ضرورة


المسؤول عن خلية السينما بغرفة التجارة والصناعة أكد على ضرورة خلق وكالة محلية للكاستينغ للقضاء على مظاهر الوساطة والاستغلال

اعتبر إبراهيم زنيفي الكاتب العام لجمعية المتحف السينمائي لورزازات ومسؤول عن خلية السينما بغرفة التجارة والصناعة والخدمات، غياب استراتيجية محلية لتكوين وتوفير الشغل للكومبارس بالمدينة وكذا استقطاب عاملين من الخارج السبب في وضعيتهم الصعبة "الشيء الذي دفع بالخلية منذ سنة 2004 إلى المبادرة في إطار برنامج بين المغرب والاتحاد الأوربي".
وأضاف زنيفي أنه "نظرا للخصوصيات الاقتصادية المحلية ونظرا للتطور الذي عرفته الصناعة السينمائية بالإقليم، وما توفره من فرص للشغل طيلة السنة والرواج الاقتصادي المصاحب لهذا القطاع ولدعم الاستثمار الأجنبي وكذا الوطني في الميدان السينمائي الذي أصبح يشكل قطاعا اقتصاديا بامتياز، وبحكم غياب أية تمثيلية سواء إدارية أو مهنية على الصعيد الإقليمي، قررنا خلق خلية للسينما بالغرفة وذلك في 12 أبريل سنة 2004، يعهد إليها تتبع التطور الحاصل في القطاع وذلك بإنشاء بنك معلومات ودعم خلق المقاولات الصغرى والمتوسطة في هذا المجال وتقديم كافة المساعدة والاستشارة في الميدان، كما تحظى بمهام استقبال شركات الإنتاج الدولية وكذا الوطنية وتزويدها بكامل المعلومات والتسهيلات الإدارية كما أننا نعتبر هذه الخلية كمخاطب وحيد ومنظم على الصعيد المحلي ممثلة كذلك داخل اللجنة الإقليمية للسينما".
وأكد زنيفي أنه "رغم حداثة إنشاء هذه الخلية فقد قامت بعدد من الأنشطة والمبادرات أهمها تأطير الجمعيات العاملة في الميدان كجمعية الكومبارس وجمعية التقنيين والتي كانت تميل أكثر إلى العمل النقابي أكثر منه إلى العمل التثقيفي وخلق أنشطة تعود عليها بالفائدة وتعطيها آليات للإشعاع. لذا بادرنا باقتراح أنشطة يمكن تلخيصها في تنظيم عدد من المعارض حول المهن والحرف السينمائية محليا، كما تم تأطيرها في المشاركة على سبيل المثال في فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للسينما بمراكش، كما ساهمت كذلك في عدد من التظاهرات واللقاءات كان آخرها "اللقاء المحترف الدولي وورك شوب حول مهن السنيما"، والذي نظم بقصر المؤتمرات بورزازات أيام 13 و14 أبريل الماضي من طرف جامعة ابن زهر المتعددة الاختصاصات.
وفي السياق ذاته اعتبر زنيفي "غياب استراتيجية محلية آنذاك لتكوين وتوفير الشغل للكومبارس بالمدينة، وكذا استقطاب عاملين من الخارج جعل وضعيتهم صعبة، الشيء الذي دفع بالخلية منذ سنة 2004 إلى المبادرة في إطار برنامج التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي، في إطار برنامج ميدا 2 (2002-2005) لتقديم مشروع تكوين و تأهيل عمل الكومبارس بورزازات، يهدف هذا المشروع إلى تمكين هؤلاء الكومبارس من اكتساب مهارات جيدة تدفعهم للتطلع للعب ادوار أساسية والانتقال من وضعية الهواية إلى الاحترافية. كما يهدف إلى خلق وكالة محلية للكاستينغ تعنى بهذا التأطير والتنظيم والقضاء على مختلف مظاهر الوساطة والاستغلال الفاحش لهذه الشريحة.
كما تم التفكير كذلك في إطار هذا المشروع إلى خلق كتيب-دليل أو "بريس بوك" عبارة عن بطائق معلومات للكومبارس المحلي، يتم عرضه على مختلف شركات الإنتاج الوطنية والدولية و تقديمه في مختلف المحافل كالمعارض والمهرجانات السينمائية الوطنية والدولية، وكذا خلق دار السينما بورزازات على غرار باقي دول ذات التاريخ السينمائي الحافل، وكذا خلق لجنة الفيلم أو "فيلم كوميشن".

الكومبارس: صانعو بريق النجوم يعيشون في الظل

ممثلون لا تتعدى شهرتهم "الحومة" التي يسكنونها يؤدون على الشاشة أدوار "عمر الشريف" و"بين كينغسلي" و"راسل كرو"

لا يستقيم فيلم من دونهم، يصنعون نجومية الأبطال دون أن نكترث بوجودهم إلا نادرا.
هم نجوم السينما لكن دون مجد سينمائي حقيقي، ولا ثراء أو "كاشيات" ضخمة. نجوم لا تلاحقهم فلاشات المصورين أو عدسات البابارازي في لحظاتهم الحميمية. الكل يعرفهم لكن لا أحد يقطع طريقهم أو يزعج جولتهم الصباحية. هم نجوم ورززات دون أن يتعالوا عنها او ينسلخوا منها.
يربطهم بالكاميرا رباط خاص ودفء وأنس، فلا يجد المصور أدنى صعوبة في سرقة روح الإبداع والحلم والأمل من عيونهم المعبرة التي تعلوها سحنة ألم ومعاناة بعيدة وغائرة.
في وارززات قلب المغرب النابض بالسينما وحب الفن السابع الكبير، يستقر العشرات بل المئات من الكومبارس. كل له ملامح خاصة و"لوك" يؤهله للعب دور من الأدوار في فيلم لا يعرفه أو سمع عنه القليل. لكن مع ذلك بدأ بعض قدماء الكومبارس هناك يعرفون ملامح الشخصيات الأكثر "نجاحا" أو الأكثر "رواجا". "داك شي ديال الله" يقول أحدهم. ويردف آخر، "الشعر الطويل واللحية المنسدلة من بين أهم الأسباب في نجاحي".
جماعة الكومبارس نجوم باهتة، يعرفها الجميع في هذه المدينة التي تعيش بالسينما إلا أنهم في غالب الأحيان لا تسمح لهم الظروف حتى بمشاهدة أعمال شاركوا فيها، "نادرا ما يأتينا أحد الأقارب أو الأصدقاء أو أحد سكان المدينة بقرص "دي في دي" اقتناه من مدينة أخرى لعمل شاركنا فيها أو صور بالمدينة، خصوصا تلك التي حققت نجاحا كبيرا ومبهرا مثل "غلادياتور" او "أستيريكس وأوبيليكس" أو "مملكة الجنة".
في مدينة وارززات الكومبارس ليس ممثلا "كامل الأهلية"، فهو بائع سجائر بالتقسيط تارة وعامل بناء ثارة أخرى وعاطل عن العمل في الكثير من الأحيان.
قلة من الكومبارس كانت ملامح وجوههم التي تشبه ملامح نجوم كبار كافية لتفتح أبواب السعد لهم ليصبحوا "دوبلورات" يؤدون المشاهد الصعبة في دور فنان معروف على المستوى العالمي. فتجد "كومبارس" لا تتعدى شهرته "الحومة" التي يسكنها يؤدي دور "عمر الشريف" أو "بين كينغسلي" أو "راسل كرو".
جمال الخنوسي

وسيط جديد للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون


الإعلامية زهور حميش اعتبرت تعيينها تكريما للمرأة الإعلامية

عينت يوم الاثنين الماضي الإعلامية زهور حميش في منصب "الوسيط" بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون. وحول تصور الوسيط لمهمتها الجديدة قالت في اتصال مع الصباح "عملي كوسيط للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون سينطلق من المكتسبات التي حققها زميلي عبد الرحيم أبو المواهب أثناء تعهده بهذه المهمة. وأعتقد أن الانطلاق من تجربة مهمة سيساعدني على قيامي بواجباتي المهنية المنوطة بي بموجب انتمائي إلى الشركة الوطنية ومقتضيات دفتر التحملات". وأضافت حميش، "أنتم تعلمون أن الفصل 134 من هذا الأخير يحدد للوسيط مهمته وشروط القيام بها، وهي المهام التي سنعمل أنا وزملائي على القيام بها بما يخدم مؤسستي ويدعم مسار الحوار والتشاور والتشارك التي تعتمدها مؤسستنا الإعلامية في عملها".
وفي السياق ذاته اعتبرت الوسيط الجديد أن تعيين الرئيس المدير العام للشركة فيصل العرايشي لها "ثقة وضعها في شخصيا، من جهة، وتكريما للمرأة الإعلامية من جهة أخرى".
وزهور حميش من مواليد 28 يونيو 1964 بدأت عملها كصحافية بالقناة الانجليزية بالإذاعة الوطنية سنة 1991. وفي سنة 2000 التحقت بقسم
الإنتاج الفرنسي حيث كانت معدة ومقدمة لبرامج ثقافية، حول التراث و لا سيما البيئة و التنمية المستدامة إلى أواخر 2006 السنة التي التحقت فيها بمديرية الإنتاج بالأولى.
والجدير بالذكر أن حميش سبق لها الفوز بعدة جوائز اعلامية كان اهمها جائزة الحسن الثاني للبيئة سنة 2004. كما أنها عضوة في المجموعة الصحفية البيئية لدول البحر الأبيض المتوسط، وعضوة في الفيدرالية الدولية للصحافيين العلميين، ومدربة في مجال التكوين الصحفي العلمي بمنطقة شمال إفريقيا و الشرق التوسط و كذا مع هيئة اليونسكو بمالي.
جمال الخنوسي

18‏/01‏/2008

زمن المزايدات

الضغط يعلو، والصدور تضيق في هولندا، بعد إعلان زعيم حزب متطرف ينعت نفسه باسم "الحرية" تحضير فيلم "يكشف فيه الوجه الحقيقي للإسلام".
"غيرا والديرز" أعد فيلما وثائقيا لا يتعدى اثنتي عشرة دقيقة يتحدث فيه عن القرآن الكريم، بعد أن طالب في وقت سابق منعه دخول الأراضي الهولندية، واصفا إياه بنعوت أقل ما يمكن عنها أنها سلبية.
وكأي شعبوي محترم فإن زعيم "نص كم" قال على صفحات الجرائد الأوربية إنه لا ينوي الإساءة إلى أحد أو زرع الفتنة أو إشعال فتيل العنف، بل هدفه الوحيد والأسمى هو "كشف الوجه القبيح للإسلام كديانة تدعو إلى العنف والقتل والفاشية".
لا يمكن لأي إنسان أن يقبل مثل هذا الاستفزاز البربري، وقلة الاحترام لمقدسات الآخر، ومعتقدات مواطنين هولنديين أو غير هولنديين، فقط لأنها مختلفة. إنها مظهر آخر من مظاهر الشعبوية في أقبح صورها، وعلامة من علامات هذا اللون من الانغلاق ورفض الاختلاف والتعايش كخطر داهم يعصف بالأخضر واليابس.
لا أحد اطلع على محتوى الفيلم أو عرف مضامينه الحقيقية إلا أن الإعلان عن وجود نية الإساءة أعاد إلى الأذهان ما وقع في وقت سابق مع الرسوم الكاريكاتورية البغيضة المسيئة إلى الرسول الكريم.
هولندا بأكملها تضع يدها على قلبها في انتظار زوبعة الزعيم الأرعن. الحكومة الهولندية اتصلت بجميع سفاراتها لتعلن جهارا أن موقف "الحزب من أجل الحرية" لا يعبر عن الموقف الرسمي للبلاد. وحتى رجال الأعمال، وأرباب الشركات عبروا عن تخوفهم من أي رد فعل اقتصادي من جانب الدول الإسلامية، سيكون أعنفها مقاطعة للمنتجات الهولندية، الأمر الذي سيؤثر على مصالحهم بشكل كبير.
زعيم الحزب حدد في وقت سابق تاريخ 25 يناير المقبل كموعد لبث الفيلم على المحطة التلفزيونية "نوفا"، إلا أن القناة عبرت عن رفضها القيام بدور "جهاز للبروباغندا"، فقرر الزعيم المتطرف بثه في قناة عمومية ضمن المدة الزمنية من البث التي يكفلها القانون للحزب أو على شبكة الانترنيت في موقع "يو تيوب" مثلا.
المواطنون البسطاء على الضفتين هم من يدفعون ضريبة احتقان غير مبرر وأعمال همجية متبادلة. استفزاز وانتقام، ثم رد فعل فاستفزاز آخر فانتقام، كان آخر ضحاياه المخرج المتطرف تيو فن غوخ حفيد الرسام الشهير على يد مغربي متعصب يدعى محمد بويري.
إنه زمن المزايدات بلا منازع. تستغل فيه أفلام للكراهية والتطرف والشعبوية في رفع صوت التطرف من الجانبين من أجل إخراس صوت الاعتدال والتعايش الذي يجب أن يعلو ولا يعلى عليه.
جمال الخنوسي

وارزازات مدينة تستيقظ وتنام بالسينما وتحلم بالزيارات الملكية


أرض للعجائب صنعت طبيعتها مجد أناس وأفلام عالمية راكمت الثروات لكنها قست على آخرين وصنعت تعاستهم وجعلتهم خارج التاريخ

عندما اقتربنا من مدخل مدينة وارزازات ورؤوسنا مثقلة بدوخة المنعرجات الجبلية، سألنا سائق التاكسي في تحد "ماذا تعني وارززات؟" لم يتمكن أي من الركاب من الإجابة واستسلمنا بعد أن أضنانا التفكير والساعات الطويلة من السفر. فقال في زهو "تعني "بدون ضوضاء"، مدينة للهدوء والسكينة.
إلا أنه مع الساعات الأولى التي قضيناها بالمدينة اكتشفنا أنها ليست هادئة بالشكل الذي تصورنا، ويسري في شعابها نقاش مستتر وأخبار مضمرة.
منذ الوهلة الأولى تعرف أن المدينة تتنفس السينما، يلقاك في المدخل شاهد كبير على أن هذه المدينة قلب السينما النابض في المغرب، كرة كبيرة يعلوها شريط. السكون يذكر بأفلام الخيال المقتبسة عن روايات ستيفان كينغ: مدينة مهجورة، أزقتها وشوارعها الفارغة تثير السؤال والدهشة، هناك شيء ما يختبئ وراء الأسوار العالية والأبواب الموصدة.
كل شيء هنا فيه رائحة الفن السابع، متحف خاص بالسينما، محلات بعناوين الأفلام وأسماء المخرجين والشخوص السينمائية المعروفة أيضا. في مطعم "أوبيليكس" الذي اقتبس عن شخصية الفيلم الشهير "استيريكس" الذي صور في احد استوديوهات المدينة، وشارك فيه كل من جمال دبوز والنجم الفرنسي ألان شابا والفاتنة الايطالية مونيكا بيلوشي. ترافقك صور المشاهير ولقطات بلاتوهات التصوير حتى المرحاض، تتابعك نظرات النجم الاسترالي "راسل كرو" شاهرا سيفه على ملصق فيلم "غلادياتور".
الكل هنا يحلم بزيارة ملكية قريبة، "المدينة تتغير بشكل كامل، تحل الكثير من المشاكل، ويزاح الغبار عن الكثير من المشاريع والملفات المتراكمة والقابعة في الرفوف"، يقول أحد السكان وعيناه شاردتان في الفراغ، ثم يضيف، "سيدنا يعرف بأن هذه المدينة ليس لها إلا السينما ولذلك ركز عليها وشجعها في زيارته الأخيرة. ليس لنا معامل ولا خيرات بحرية ولا معادن نفيسة، طبيعتنا هي رأس مالنا الوحيد".
لكن نعمة الطبيعة هذه صنعت مجد أناس، وأفلاما عالمية، وراكمت ثروات البعض، لكنها قست على آخرين وصنعت تعاستهم. على هامش المدينة الشهيرة توجد دواوير خارج التاريخ لا يعرفها أحد، يقتل البرد سكانها ويقطع عنها أي صلة بالخارج مع أولى ندف الثلج. في دوار اسمه آيت مرغاد يمكن أن تجد مستوصفا بني منذ 1992 لكن لم يدخله مريض قط لأنه لم يلتحق به طبيب البتة، وبقي المبنى واقفا يعصف به الزمن وتهده الطبيعة القاسية، ويموت أطفال القرية ونساؤها في الطريق إلى بومالن دادس أو وارززات، وتحكى عن المستوصف المهجور الحكايات ربما يسكنه حيوان خرافي من زمن غابر أو يستقر فيه "رجال البلاد".
في تلك القرى وحدها يمكن أن تجد امرأة بلغت من السن عتيا تحمل على ظهرها عشرات الكيلوغرامات من الحطب المتراكم على ظهرها المقوس تتسلق مرتفعا وعرا، وخلافا "لأولاد وبنات اليوم" فإن تلك العجوز لا تلهث، ولا يتسارع تنفسها أو تبكي حالها، بل تطلق صوتها الجبلي في غناء أطلسي جميل!
في مكان آخر تجد بائعا للسمك على علو 3000 متر عن سطح البحر، سي لحبيب يأتي كل يوم خميس بالسمك من مدن بعيدة لأهل المنطقة المجاورة للطريق الرئيسية.
هكذا هي وارززات، بلاتوه كبير للتصوير بديكورات خلابة وشخصيات غريبة وكوميدية وأخرى تعيسة، وأحداث غريبة فيها الخرافة والخيال والواقع المرير، تمزقها الخلافات والصراعات، وتجمعها قصص الحب الجميلة التي تمتد إلى الأبد مثلها مثل توابل أي فيلم هوليودي محترم.
جمال الخنوسي

15‏/01‏/2008

كريستين أكرانت سيدة نشرة الأخبار الأولى


تعتبر كريستين أكرانت ثاني امرأة، بعد هيلين فيدا، تقدم نشرة الأخبار في التلفزيون الفرنسي وخصوصا نشرة الثامنة مساء.
كريستين أوكرانت صحافية بلجيكية، يشغل والدها منصبا دبلوماسيا، ولدت في بريكسيل في 24 أبريل 1944. تابعت دراستها وحصلت على دبلوم من معهد الدراسات السياسية بباريس سنة 1965، تخصص العلاقات الدولية. فانطلقت في مسيرتها كصحافية في التلفزيون الأمريكي واشتغلت كمتعاونة في البرنامج المعروف "60 دقيقة" على محطة "سي بي إس".
ومع عودتها إلى فرنسا التحقت بهيئة تحرير إذاعة "أوروب1" وتكلفت بالنشرات الصباحية. وفي أكتوبر سنة 1981 التحقت بالقناة الفرنسية الثانية "أونتين 2" لتقدم نشرة أخبار الثامنة مساء بالتناوب مع الإعلامي الشهير "باتريك بوافر دارفور". فأصبحت بذلك أول امرأة تقدم نشرة الأخبار بشكل منتظم في فرنسا. والتحقت في يونيو 1985 بالقناة الأولى "تي إف 1" لتشغل منصب "نائبة المدير، قبل أن تعود مرة أخرى إلى تقديم نشرة الأخبار على "أنتين 2" بعد أن أصبحت تسمى "فرانس2"، لكنها لم تعمر طويلا حتى انفجرت فضيحة إعلامية كبرى حول الأجر الذي تتقاضاه "أوكرانت".
اشتغلت أوكرانت في الصحافة المكتوبة كذلك وقامت بإدارة هيئة تحرير الأسبوعية الفرنسية "ليكسبريس". ثم انتقلت في 1990 للعمل في "إف إر3" قبل أن تتحول إلى "فرانس 3". وقدمت برامج سياسية كبرى مثل "مساء الأحد" و"فرانس أوروب إكسبريس". وفي سنة 2007 أطلقت برنامجها السياسي "دويال سير لا تروا" على خلفية نقاش سياسي وإعلامي كبير يخص علاقتها الحميمية كصحافية مع رجل السياسة الاشتراكي "بيرنار كوشنير" الذي أصبح يشغل اليوم منصب وزير الخارجية في حكومة "فرانسوا فيون".
و"ديال سير لا تروا" برنامج حواري يضم شخصيتين لهما رأيان مختلفان حول قضايا سياسية واجتماعية محلية ودولية. وفي الآن ذاته تشارك "أوكرانت" في البرنامج الإذاعي "أون فا سوجيني" الذي يقدمه الإعلامي والكوميدي الشهير "رولان ريكيي" على المحطة الإذاعية "أوروب 1"

جمال الخنوسي

14‏/01‏/2008

ساركوزي يعامل وزراءه معاملة التلاميذ


وضع معايير لتنقيطهم وتطبيق النظام في المغرب سيفرغ "المدرسة" بكاملها

أعلن الوزير الأول الفرنسي "فرانسوا فيون" أول أمس (الخميس) عن نظام تنقيط جديد ومبتكر يؤكد فيه أن الحكومة الفرنسية مستعدة لأية محاسبة خصوصا مع غياب نتائج ملموسة وتذمر المواطن الفرنسي من وعود انتخابية لم تتحقق، ربما ستنعكس عواقبه على الانتخابات الجماعية المقبلة، إذ كتبت العديد من الصحف الفرنسية عناوين كبرى، خصوصا بعد الفرقعة الإعلامية والحملة الاشهارية الكبرى التي واكبت علاقة الرئيس بالمغنية وعارضة الأزياء كارلا بروني، يقول مضمونها "ساركوزي يضحك والفرنسيون يبكون".
ساركوزي قرر إذن أن يعامل حكومته بمنطق القسم، إذ سيكافئ الوزراء النجباء بنقطة حسنة وجزرة الاستمرار في حكومته المصونة، في حين سيعاقب العاقين منهم بالعصا والطرد خارج الحلقة الضيقة للمقربين من إمبراطور فرنسا الجديد.
لكن على أية خلفية سيتم تقييم هؤلاء الوزراء؟ هل سيكون مدى شهرتهم دليل على نجاحهم؟ وهل فشل الملفات التي يقرر فيه ساركوزي، الأستاذ الصارم بشكل مباشر، دليل على فشل وزير من الوزراء؟ وهل قضية زيارة القذافي مثلا إلى فرنسا وما أحدثته من ردود أفعال قوية دليل على فشل وزير الخارجية "بيرنار كوشنير"، علما أنها زيارة قررها الرئيس وتدخل فيها بشكل مباشر؟ وماذا سيكون مصير كاتبة الدولة المكلفة بسياسة المدينة فضيلة عمارة التي يعتبرها الكثير "ضالة وعاقة" تغرد خارج سرب الحكومة، وسبق أن صرحت بشكل واضح أنها لن تصوت على الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية 2012.
الرؤية الفرنسية الجديدة واضحة، مضمونها أن الحكومة ملزمة بتقديم حصيلتها وحساباتها للناخب الذي وضع ثقته فيها، ووضع نتائجها ونجاحاتها وإخفاقاتها أمام أعينه بشكل دوري.
لكن ماذا لو طبق المقياس ذاته على الحكومة المغربية؟ ماذا لو عاملنا حكومتنا بمنطق الشركات الخاصة كما هو الحال في الحكومة الفرنسية وجعلنا من مصطلحات الاقتصاد من قبيل "ثقافة النتائج" و"خدمة بعد البيع" هي المقياس والمحرك؟
سيتم وضع ثلاثين معيارا خاصا بكل وزارة يتكفل بها مكتب خبرة مستقل كما هو الحال في فرنسا، فوزيرة الثقافة مثلا ثريا جبران قريتيف ستحاسب على مدى إقبال المغاربة على المسارح وزيارة المتاحف واقتناء الكتب وشيوع القراءة. وجمال أغماني وزير التشغيل والتكوين المهني سيحاسب على نسب ومؤشرات البطالة في البلاد. ونوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة ستكون نتائج الرياضة الوطنية محكها الحقيقي، أما ياسمينة بادو وزيرة الصحة فستحاسب على فعالية الخدمات الصحية التي تقدم للمواطن، ومدى استفادته منها، ومحمد بوسعيد وزير السياحة والصناعة التقليدية سيحاسب على مدى إقبال السياح على المغرب وورقة تنقيطه رهينة بعدد ليالي الفنادق المسجلة. والوزير الذي يثبت عنه التهاون ويحتل المراتب الأخيرة في ترتيب القسم، يجب أن يتحمل عواقب تقاعسه.
ويبدو أن الكثير من الوزراء المغاربة مثل أحمد أخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي وعبد الواحد الراضي وزير العدل وأحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ولطيفة العابدة كاتبة الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، ولطيفة أخرباش كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لن يجدوا صعوبة في التأقلم مع هذا النظام الجديد لأنهم معتادون على القسم والنظام التعليمي. ولم لما يمتد تطبيق النظام ذاته في البرلمان أيضا إلا أن معيار الحضور سيكون كافيا لإفراغ قبة البرلمان من سكانها.
جمال الخنوسي

كيف استفاد المغرب من الحرب في العراق .. سينمائيا


الشركات الهوليودية الكبرى نقلت الحرب في بغداد إلى شوارع الرباط ومراكش ووارزازات
تحول المغرب في السنوات الأخيرة إلى عراق صغيرة، ومدنه غدت عواصم شرق أوسطية تعج بالحركة والأحداث المثيرة، إذ وجدت أكبر شركات الإنتاج الهوليودية والمؤسسات الكندية وغيرها من الاستوديوهات العالمية في المغرب ضالتها، باعتباره بلاتوها طبيعيا للتصوير يشبه بشكل كبير فضاءات الشرق الأوسط التي اتخذتها صناعة السينما الأمريكية محورا لأفلام الحركة والتجسس ومحاربة الإرهاب.
وقبل أن يلتفت الجميع إلى هذه الحركة السينمائية الدؤوبة مع مقدم النجم العالمي "ليوناردو دي كابريو" لتصوير فيلم "بادي أوف لايز" فقد تم تصوير أفلام عديدة تدور حول الحرب في العراق بالأساس مثل فيلم "هوم أوف دا برايف" الذي أخرجه "إيروين وينكلار" وقام ببطولته النجم الأمريكي "سامويل إل جاكسون" و"جيسيكا بييل" ومغني الراب الشهير "فيفتي سانت". ويحكي عن عودة أربعة جنود قاتلوا في العراق إلى الولايات المتحدة لكن هذه العودة لم تكن سهلة بالمرة. وقد تم التصوير بنواحي مدينة ورزازات، وساعدت القوات المسلحة الملكية بالكثير من المعدات مثل الدبابات والمروحيات، في حين تم اقتناء بعض الأسلحة المتطورة من شركة فرنسية مختصة. كما نجد أيضا فيلم "ستوب لوس" الذي قام ببطولته "رايان فيليب" وأخرجه "كيمبرلي بيرس"، ويحكي قصة جندي أمريكي قاتل في العراق يعود إلى وطنه، لكنه لن يتمكن من التأقلم مع حياته الجديدة. وعندما سيطالبه الجيش مرة أخرى للعودة إلى القتال في العراق يرفض دخول الجحيم مجددا.
ولا يمكننا أن نتطرق لموضوع هذه النوعية من الأفلام دون الحديث عن "إن دا فالي أوف إيلاه" ومخرجه بول هاغيس الذي حقق شهرة واسعة من خلال فيلم "كراش". وقام ببطولة هذا العمل الكبير نجوم مرموقون في هوليوود من طينة "سوزان ساروندون" و"تومي لي جونس" و"شارليز تيرون". ويحكي الفيلم قصة جندي أمريكي عاد إلى الولايات المتحدة بعد القتال في العراق، لكنه سيختفي في ظروف غامضة، الأمر الذي سيعتبره الجيش تهربا من الخدمة العسكرية، فيتكلف والداه بالبحث عنه. إلا أن اكتشافاتهما ستغير منظورهما إلى الحرب في العراق إلى الأبد. وقال "هاغيس" في تفاؤل إن المقاتلين في العراق الذين شاهدوا الفيلم متأكدون أنه صور في بغداد، في حين انه استغل نواحي مدينة مراكش والكثبان الرملية كفضاء لضاحية العاصمة العراقية.
ويأتي هذا الاهتمام بالمغرب انطلاقا من معطياته الطبيعية المتنوعة (صحراء، جبال...) وكذا التسهيلات التي اعتمدها المغرب لاستقطاب الانتاجات الخارجية التي تدر مداخيل كبيرة، وتشغل يدا عاملة من تقنيين وممثلين وكومبارس لا يستهان بها.
كما أن السينما في المغرب تتمتع بدعم أعلى سلطة في البلاد، ففي تصريح للفنان المغربي جمال دبوز أكد أن فيلمه "أنديجان" الذي حصد جائزة في مهرجان "كان" لم يكن ليرى النور قط لولا دعم صاحب الجلالة الذي وضع رهن إشارة طاقم الفيلم وحدة من القوات المسلحة الملكية للمساهمة في إنجاح هذا العمل السينمائي الضخم. هذا بالإضافة إلى أن التصوير في المغرب لا يخضع لبيروقراطية معقدة كما هو الحال في مصر مثلا، ويمكن لأي فريق تصوير استغلال الشارع أو محل بتصريح بسيط، ولم لا الاستفادة من مقرات إدارية تابعة للدولة لاستغلالها كفضاء للتصوير كما حدث مع فيلم "بادي أوف لايز" الذي صور عدة مشاهد للنجم ليوناردو دي كابريو في مقر وزارة المالية في الرباط على أنها المديرية العامة للاستعلامات الأردنية.
وفي تصريح لمدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل لجريدة "وول ستريت جورنال" ذائعة الصيت حول الموضوع أكد أن الأمر "ليس قرارا سياسيا متعمدا، إنه بيزنس فقط" ثم أضاف "لقد خلد تاريخ السينما أكبر الأفلام التي صورت عن حرب الفيتنام، وأتمنى أن يكون أحسن الأعمال التي تنقل الحرب في العراق قد صور في المغرب لأن التاريخ سيحتفظ لنا حتما بذلك".
جمال الخنوسي
الصورة: لقطة صورت في المغرب من فيلم "هوم أوف دا بريف"

09‏/01‏/2008

كتاب يكشف الوجه الخفي لجمال دبوز يثير جدلا في فرنسا


تضمن ملابسات إصابته في اليد ومقتل حارسه الشخصي وألقى الضوء على امبراطورية مالية موزعة بين فرنسا والمغرب

ظهر في المكتبات الفرنسية يوم الخميس الماضي كتاب طال انتظاره. كتاب ادعى الكشف عن "الوجه الخفي" للغز اسمه جمال دبوز، وفي الوقت ذاته يلقي الكتاب الضوء على حقيقة هذا الممثل وعلاقته ب"البيزنس" و"الحكايات الغامضة" وعلاقات الحب الملتبسة.
فجمال دبوز ليس ممثلا عاديا بل هو نجم فرنسي، ورمز للنجاح الذي يمكن أن يحققه ابن مهاجر مغربي ترعرع في الضاحية الفقيرة ووضعيتها الصعبة ليقفز من عالم البؤس والبلطجة إلى مليادير ناجح وكوميدي يعشقه الفرنسيون.
"جمال دبوز الحقيقة" كتبه الصحافيان "ماري جوشي" و"ألان كيراموال" اللذان حققا على مدى سنة كاملة وبحثا طويلا في حياة الكوميدي "من أجل كشف حقيقته". وقال الصحافيان إن الحقائق التي نشرت في الكتاب لا بد أنها لن تروق دبوز الذي يرد اسمه كل سنة كأحد الشخصيات المحبوبة لدى الفرنسيين، إذ يكشفان مثلا أن العديد من الأشخاص المقربين منه يستغلون اسمه في "صفقات مشبوهة وأعمال مشينة". ففي سنة 1990 يذكر الكتاب أن المقربين من دبوز اعتدوا على سائق وأشبعوه ضربا بعد احتكاك سيارته بسيارة من نوع "جاكوار" التي يمتلكها الفكاهي النجم. وفي السنة ذاتها سيدخل دبوز وحاشيته في مشادة عنيفة مع رجال الشرطة، ادعى أنهم عنفوه بعنصرية، في حين يقول رجال الشرطة أن دبوز رفض الإدلاء بأوراق السيارة التي يستقلها ورخصة السياقة.
الكتاب يظهر أيضا فتى الضاحية الباريسية ومشاغب قناة "كنال بلوس" الخاصة، كرجل أعمال صارم استطاع أن يصنع "إمبراطوريته الخاصة" ومشاريع ضخمة موزعة بين المغرب وفرنسا (فيلا في المغرب تبلغ قيمتها 800 ألف أورو وطائرة خاصة...) وتمكن من الحصول سنة 2002 على أعلى أجر في السينما الفرنسية (2.12 مليون أورو).
ليس هذا فحسب، بل إن الصحافيين حاولا تسليط الضوء على ملفات غامضة ومريبة في مسار الكوميدي المحبوب، مثل مقتل حارسه الشخصي في ظروف "مافيوزية" إذ تلقى عدة رصاصات في رأس سنة 2000، أو خلافاته مع مديرة أعماله السابقة "نادية مورين" التي "جرجرها" دبوز إلى المحاكم بتهمة "تهريب الأموال" في حين أنها صنعت مجده على مدى 10 سنوات منذ لقائهما الأول في 1997 بمناسبة حفل للشاب مامي. ونادين هذه هي التي تمكنت من الظفر بصفقة الوصلات الإشهارية التي قدمها دبوز لصالح فاعل في ميدان الاتصال بالمغرب حصلت على إثرها ب99 ألف أورو في حين ظفر دبوز بمبلغ 360 ألف أورو.
وعاد الكتاب إلى مرحلة دقيقة في حياة دبوز، وخصوصا يوم 17 يناير 1990 عندما أدى حادث للقطار إلى شل يده وإصابته بعاهة مستديمة. وقال حينها للشرطة إنه أراد "ربح بعض الوقت" للوصول إلى محطة الحافلة مرورا عبر السكة الحديدية. وهو الحادث نفسه الذي عصف بحياة رفيقه "جون بول" الذي "مزق القطار جسده إلى أشلاء"، لكن والدي الفتى شككوا في هذه الصيغة واتهموا دبوز بدفع ابنهما تحت القطار.
ويحكي الكتاب قصة العلاقة الحميمة التي تجمع جمال وفتاة متحدرة من أصول برتغالية كانت تعيش في الضاحية ذاتها التي نشأ بها دبوز. وأكد الصحافيان أنهما عملا بكل حرية على مدى 12 شهرا ولم يتعرضا لأية مضايقات كما لم يعترض دبوز على فكرة الكتاب إلا أنه في الوقت ذاته رفض لقاء الصحافيين بشكل قطعي.
في نهاية 2008 ينتظر الفرنسيون كتابا آخر عن حياة جمال دبوز يقول كاتبه المختص في السير إنه سيكشف حقائق جديدة أكثر إثارة في حياة الكوميدي المحبوب.

جمال الخنوسي

05‏/01‏/2008

المغرب الأمل الوحيد لوالدي الطفلة الانجليزية "المختطفة" للنجاة


فرضية وجود "مادي" في المغرب يجنب العائلة ويلات المتابعة بتهمة القتل غير العمد

مرت سنة 2007 دون أن يظهر أثر للطفلة الانجليزية المختطفة "مادي ماكان". انقضى العام وحلت أعياد "الكريسمس" واحتفالات رأس السنة، وبدل أن يفكر الأب "جيري" والأم "كايت" في الهدايا التي توضع عادة إلى جانب شجرة الصنوبر المضاءة داخل الصالون الفسيح للعائلة، التقى الزوج البريطاني مع حوالي 300 متطوع بريطاني من أجل كتابة وإرسال خطابات في اتجاه المغرب الذي يعتبره فريق المحققين الخاص بالعائلة المكان الأرجح الذي يمكن أن تكون فيه مادي.
جيش من المتطوعين بلغ حوالي 300 متضامن جلهم من النساء، تركوا عائلاتهم في "الليلة المباركة" لقضائها إلى جانب العائلة المكلومة وتحرير رسائل موجهة إلى المغرب بلغ عددها 11 ألف رسالة باللغتين الفرنسية والعربية.
ومنذ ظهور العائلة في المحطات التلفزيونية حول العالم بمناسبة العيد المقدس لدى المسيحيين، لطلب المساعدة وتكثيف الجهود من أجل العثور على الطفلة المختفية، توصل الخط الساخن الخاص بأكثر من 350 اتصالا قادمة من إسبانيا جلها يعزز فرضية وجود مادي في المغرب.
وقال أب "مادي" الطبيب الاختصاصي في أمراض القلب للصحافة، إن أعياد الميلاد ستكون صامتة وكئيبة بدون طفلته، "إنه أول عيد نقضيه بدون مادي".
الكنيسة الإنجيلية في البرتغال، قفزت على الملف وتبنت قضية مادي منذ البداية. ومازال يذكر اسمها لحد الآن داخل كنيسة "برايا دا لوز" حيث اختفت الطفلة، كما عبر "الأب" في قداس خاص عن تضامنه مع العائلة وأحاط "مادي" بدعواته في صلاة ليلة عيد الميلاد.
إن المغرب كان وما يزال الأمل الوحيد لعائلة "ماكان" في جميع الحالات: أولا باعتباره فرضية مازال البحث فيها جاريا وتعطي يوما بعد آخر آمالا في العثور على الطفلة المختفية. وثانيا لأن فرضية اختطاف "مادي" وترحيلها إلى المغرب، رغم ما يحوم حولها من تساؤلات، توجه يبرئ الوالدين من أية متابعة قضائية بتهمة قتل الطفلة غير العمد. فقد وجهت الشرطة البرتغالية في وقت سابق، أصابع الاتهام للزوج الانجليزي، مؤكدة أن الطفلة التي اختفت في ثالث ماي في "برايا دا لوز" في جنوب البرتغال في عداد الأموات. وأفادت وسائل الإعلام البرتغالية أن الشرطة عثرت بواسطة الكلاب البوليسية والأشعة فوق البنفسجية على بقع دماء لشخص ميت على أحد جدران الغرفة التي اختفت منها الطفلة، كما وجدت بقايا سوائل "جثة" في سيارة كانت العائلة البريطانية استأجرتها في البرتغال، وكذا قرائن على الدب المخملي الخاص بالطفلة. وعمل مختبر علمي بريطاني على تحليل عينات الدماء والأدلة التي جمعتها الشرطة، إلا أن النتائج لم تكن حاسمة. ويرى المراقبون أن صدور نتائج هذه التحاليل التي بقيت نتائجها سرية هي وراء تضييق الخناق على أم الضحية على الخصوص.
من جهة أخرى كانت مغادرة عائلة "مادي" للبرتغال نتيجة حتمية لمضايقات الصحافة البرتغالية التي ذهبت بعيدا في تفسير القضية، إذ لم يفهم البرتغاليون المؤمنون بالقيم العائلية كيف قبل آل "ماكان" على أنفسهم تقديم منومات لأطفالهم من أجل التحرر من مضايقاتهم، ثم الخروج لتناول العشاء مع الأصدقاء على جانب حوض السباحة في المنتجع. وأن وفاة "مادي" جاء بفعل جرعة زائدة، ولم يجد الوالدان سوى تسويق فرضية الاختطاف للتمويه على جريمة القتل غير العمد، لأن انفضاح أمرهما يعني نهاية حياتهما المهنية إلى الأبد.
لم يبق أمام العائلة إذن سوى الإيمان وتعميق الاعتقاد بأن "مادي" المختطفة موجودة في المغرب، ومتخفية في بادية من البوادي أو دوار من الدواوير، من أجل الحفاظ على حرية الوالدين من جهة، ومن أجل راحتهم النفسية من جهة أخرى.
جمال الخنوسي

أكادير تكرم سعاد حميدو وتتشاور مع جاد المالح


الدورة الخامسة من مهرجان "السينما والهجرة" تحتفي بالفيلم القصير وتكرم رموز الاندماج

إذا كانت مهرجانات سينمائية مثل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أو"كازا سيني" بالدار البيضاء تستفيد من تغطية إعلامية كبيرة، فإن ذلك لا يمنع من تألق مهرجانات أخرى أقل شهرة لكن في المقابل غنية بأفلامها وعطائها. وتظهر مدينة أكادير كعاصمة أخرى للسينما اختارت تيمة خاصة بها تميزها عن باقي مهرجانات المدن الأخرى، ومنحتها النكهة اللائقة بعاصمة سوس والمدينة السياحية التي ترمز إلى التسامح والتعايش.
وهكذا ستشهد أكادير من 23 يناير الجاري إلى 26 منه الدورة الخامسة لمهرجان "السينما والهجرة" وستمنح هذه الدورة لعشاق السينما في المدينة فرصة الاطلاع على أفلام ذات قيمة عالية وإنتاجات وطنية وأخرى عالمية. إذ سيتم عرض فيلم المخرج الجزائري جمال بنصالح "كان يا ما كان في باب الواد" وفيلم "وداعا أمهات" للمغربي محمد إسماعيل وفيلم "فين ماشي ياموشي" لحسن بنجلون، وفيلم "الحلم المغربي" لجمال بلمجدوب و"الاسلام يا سلام" لسعد الشرايبي و"في انتظار بازوليني" لداود أولاد السيد و"عود الورد" للحسن زينون وأفلام وثائقية أخرى في تيمة الهجرة.
وقال إدريس مبارك، رئيس جمعية المبادرة الثقافية، إن هذه الدورة تندرج في إطار تكريس تقليد الاهتمام بتيمة الهجرة، وتتبع مختلف أوجه المعالجة الفنية السينمائية للظاهرة، إذ سيكون جمهور وضيوف المهرجان على موعد مع مجموعة من إنتاجات مبدعي الفن السابع المغاربة والأجانب الذين تناولوا قضايا الهجرة بحس فني متميز. وفي الإطار نفسه ستنظم ندوات من تنشيط أساتذة باحثين وأكاديميين متخصصين في دراسة وتحليل مختلف تجليات هذه الظاهرة.
وكانت الدورة الأولى التي ترأستها الممثلة القديرة نعيمة المشرقي نظمت سنة 2003، واحتفت بالممثل حميدو بنمسعود. والدورة الثانية التي ترأسها الفنان التشكيلي مهدي قطبي كرمت يامينة بن كيكي، والمخرج المغربي عبد الرحمان التازي. أما الدورة الثالثة التي حظيت بحضور فضيلة لعنان وزيرة الثقافة والشباب البلجيكية التي تعد نموذجا لاندماج المهاجرين فقد كرمت كلا من أمينة رشيد والبشير سكيرج.
ويعد تكريم الممثلة المتميزة سعاد حميدو الحدث الأبرز في دورة هذه السنة، بحضور أسماء وازنة مثل الكوميدي الجزائري "فلاك" والمغني "رشيد طه"، فيما تبقى المشاورات مستمرة مع الكوميدي الفرنسي ذي الأصول المغربية جاد المالح، الذي يعد رمزا للتعايش والنجاح الذي يمكن أن يحققه المهاجرون وإعطاء صورة إيجابية عن بلدانهم الأصلية. فجاد من مواليد مدينة الدار البيضاء في 19 أبريل 1971. من عائلة مغربية يهودية درس في "ليسي ليوطي" بالعاصمة الاقتصادية قبل الهجرة إلى كندا عن سن تناهز 17 عاما من أجل دراسة العلوم السياسية بمونتريال ثم انتقل إلى باريس في 1992 لمتابعة تكوين فني على مدى سنتين ونصف.
وفي سنة 2004 أشرف المالح على "سي دي" خصص ريعه لمساعدة ضحايا زلزال الحسيمة وفي مارس 2006 تم تقليده بوسام فارس الفنون والأدب من طرف وزير الثقافة الفرنسي آنذاك "رونو دونديو دوفابر". وفي يونيو الماضي حصل على دكتوراه شرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية من جامعة الأخوين بإفران.
وستخصص ليلة للسينما المغاربية من خلال تقديم عشرات الأفلام لمواهب سينمائية جديدة لمخرجين من عائلات مهاجرة واحتفاء الدورة ب"البراعم" التي ساهمت في مهرجان كندي خاص بالأفلام القصيرة والاطلاع على رؤيتها الخاصة بموضوع "الهجرة"، وكذا أفلام قصيرة من بلجيكا حقق مخرجوها نجاحات ومفاجآت كثيرة.
جمال الخنوسي

نجاة اعتابو: "هادي سرقة باينة"


قاضت فرقة بريطانية استولت على أغنية "هادي كذبة باينة" في لاهاي وحكمت لصالحها منذ ثلاثة أشهر

قضت محكمة لاهاي بهولندا قبل ثلاثة أشهر بإدانة الفرقة الانجليزية "كيميكال برادرز" على خلفية سرقة أغنية "هادي كذبة باينة" للفنانة المغربية نجاة اعتابو وإصدارها بعنوان جديد هو "كالفنايز".
وقالت اعتابو في اتصال مع الصباح، "إن الأغنية تم الاعتراف بأنها "بلاجيا" واضحة لأغنيتي واعترفت كل من الشركة الفرنسية "اينيفارسال" و"فيرجين" الانجليزية المنتجتان لسيديهات الفرقة البريطانية، بملكيتي للأغنية وأرغمتهما المحكمة على تقديم كل حقوقي المادية والمعنوية".
وأضافت اعتابو أن القضية تكلف بها محام هولندي وهي الآن في انتظار التوصل بحقوقها عن استغلال الأغنية مؤكدة أن الأهم لديها هو حقوقها المعنوية والاعتراف بملكيتها للحن الأغنية أكثر من أي اعتبارات اخرى.
وتعود بداية قضية نجاة اعتابو والفرقة البريطانية إلى بداية سنة 2005 حينما ملأت شاشات التلفزيون ومحطات الإذاعة حول العالم أغنية لفرقة انجليزية تدعى "كيميكال برادر" احتلت المراتب الأولى في ترتيب الأغاني حول العالم. وأصبحت "هيت" لا تخلو منه برمجة إذاعية أو أية علبة ليلية في كبرى العواصم العالمية.
ظهرت أغنية "كالفنايز" لأول مرة في 17 يناير 2005. وانتشرت بشكل مهول بين الشباب وعشاق الموسيقى الالكترونية، ساهم في ذلك "دي جي" علب الليل والمحطات الإذاعية، الذين أعجبوا بهذه النغمة المختلفة والجملة الموسيقية المميزة، التي تعكس جيدا ولع هذه الفرقة بالموسيقى الإلكترونية الممزوجة بأنغام "قادمة من عوالم أخرى" وتعبر عن مضامين "أندرغراوند" حتى لا نقول الهامش.
و"كيميكال برادر" هي فرقة بريطانية مختصة في الموسيقى الالكترونية كانت تدعى "دوست برادرز" إلى حدود سنة 1995 قبل أن تغير اسمها. تكونت الفرقة البريطانية سنة 1990 من طرف "توم رولاندز" و"إد سيمونس" اللذين التقيا في جامعة مانشتر بانجلترا.
وقد عادت فرقة "كيميكال برادر" مرة أخرى إلى المغرب لكن هذه المرة من اجل تصوير فيديو كليب لأغنية "دو إت أكاين" الذي يصور طفلا يحمل مذياعا صغيرا يجول به في مناطق مختلفة تخرج منه أنغام تغري المستمعين بالرقص والحركة.
جمال الخنوسي

لصوص الفن .. نجوم بلا بريق


يونس ميكري ونجاة اعتابو من الضحايا ونانسي عجرم وعمرو دياب نجوم السرقات الكبرى

إن الحديث عن موضوع السرقات الفنية موضوع شائك للغاية ومتداخل ومتشعب، وهنا تكمن الصعوبة في الحديث عنه والإحاطة بجميع جوانبه. كما أن الظاهرة متفشية في جميع أنحاء المعمور وكان ضحيتها مغاربة تم الاستيلاء على حقوقهم وإبداعهم كما كان ضحيتها نجوم عرب وغربيون، في حين أن فنانين مغاربة أقدموا هم أيضا على الاستيلاء على مجهود الآخرين ونسبته إلى أنفسهم. كما أن العديد من النجوم العرب وخصوصا من يعرفون برواد الموجة الشبابية الذين يملؤون المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية المختصة بأغان جلها يوناني أو تركي وبفيديو كليب "استلهمت" فكرته من فيديو كليب لفنانين كبار.
قصة الفنان المغربي "يونس ميكري" مع فرقة "بوني إم" الشهيرة واستيلاؤها على أغنيته الجميلة "ليلي طويل" أول ما فتح الأعين على هذه الظاهرة. كما أن تمكن ميكري من الحصول على حقوقه أعاد الأمل إلى الكثيرين ممن يقعون ضحية السرقة والتطاول.
وليست كل السرقات تنتهي نهاية سعيدة فقد تعرض ميكري مرة أخرى للسرقة وهذه المرة من طرف شركة "قروي أند قروي" على حد قوله، إذ تم تقديم أغنيته "ليلي طويل" دائما بصوت طلاب ستار أكاديمي في نسختها المغاربية التي قدمتها قناة "نسمة" التابعة للشركة المذكورة وتم استغلال الأغنية ذاتها في إشهار لحساب أحد الفاعلين في ميدان الاتصالات بتونس.
من جهة أخرى كانت المغنية الشعبية نجاة اعتابو ضحية سرقة من فرقة بريطانية تدعى "كيميكال برادر" إذ صنعت من أغنيتها "هادي كذبة باينة" أغنية حققت نجاحا واسعا واحتلت المرتبة الأولى في تصنيف الأغاني من حيث المبيعات تحت عنوان "كالفنايز".
ليس هذا فحسب فجل الأغاني الناجحة التي تملأ القنوات الخاصة بالفيديو كليب والموسيقى هي في الحقيقة سرقات فنية مفضوحة لفنانين عالميين مثل "مادونا" و"جينيفير لوبيز" و"جيبسي كينغ" وصنعت أسماء من خلال تلك السرقات يعرفها الجميع مثل نانسي عجرم وإيهاب توفيق وعمرو دياب وشيرين عبد الوهاب ووائل كفوري. في حين ضاعت حقوق أغان لفيروز وأخرى للعندليب عبد الحليم حافظ سطا عليها مغنيو الراب والهيب هوب الجدد.
جمال الخنوسي

نجوم الأغاني الشبابية متهمون ب"السرقة الفنية"


لائحة سوداء تضم نانسي عجرم وعمرو دياب وسميرة سعيد ولطيفة وإيهاب توفيق

ظاهرة غريبة تعرفها الأغاني الشبابية التي تملأ المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية المتخصصة. وهي ظاهرة السرقات الفنية إذ أن الكثير من الأغاني التي صنعت مجد فنانين مرموقين عرب ما هي إلا نتيجة لسرقات كبرى لأغان تركية أو غربية.
أغنية "أه ونص" الشهيرة التي قفزت بالمطربة نانسي عجرم إلى السماء هي في الحقيقة أغنية لمطرب إيراني اسمه "هاليت" واسم الأغنية الأصلية هو "بس بس".
وبعد صدور ألبوم محمد منير الذي يحمل اسم "امبارح كان عمرى عشرين"، اتهمت الجاليات السودانية المغني بالسرقة الفنية والاستيلاء على العديد من ألحان كبار الفنانين السودانيين، إذ أكدوا أنه قام بالاستيلاء على أغنية الفنان أحمد المصطفى واسمها "شغل بالي" وحرفها كثيرا وتلاعب بألحانها وبعض مقاطعها الموسيقية.
وحول هذه الظاهرة الغريبة يقول إلياس الرحباني في احد الحوارات، "في شهر شتنبر الماضي دعيت إلى أحد المهرجانات التركية، حيث تم تكريمي هناك لأنني الملحن الأكثر انتشارا خارج تركيا، وسألوني لماذا تنتقد الوضع في لبنان؟ فقلت لهم: إنني نصبت نفسي محاميا عن الشرق، وقلت أيضا: إن الهلال الخصيب ومصر هم الذين أعطوا الحضارات للعالم، ولذلك فإنه من المهزلة أن نمول لصوص الأغنية. ففي عز النهضة الغنائية في مصر كان عدد الملحنين محدوداً جدا رغم أنها كانت أهم مرحلة في تاريخ الغناء العربي، وفي الفترة نفسها كان الملحنون في لبنان هم العائلة الرحبانية وزكي نصيف، ولكن حاليا هناك ما يقرب من خمسة آلاف ملحن وهم في الوقت نفسه يطيرون مثل العصافير ولابد من وجود وسيلة لتعقب هؤلاء اللصوص". وفي القائمة ذاتها نجد أيضا أغنية شيرين عبد الوهاب "أنا مش بتاعت الكلام ده" والتي هي في الحقيقة أغنية للنجمة الأمريكية "مادونا" تحت عنوان "تال مي" لم يبذل فيها أدنى مجهود.
أغنية عمرو دياب "العيون" هي اغنية لفرقة "جيبسي كينغ" تحمل عنوان "موريا". وأغنية لطيفة "ما تروحش بعيد" هي أغنية ل"ديسبينا"، وأغنية مصطفى قمر "جتلك" هي في الحقيقة أغنية للنجمة جينيفير لوبيز.
أغنية إيهاب توفيق "يا رموشها" التي صدرت سنة 2001 هي أغنية ل"بوستن بروينز" صدرت في الثمانينات. وأغنية شيرين وجدي "تحلف لي" التي صدرت في يناير 2002 مسروقة من أغنية عبد الحليم حافظ قارئة الفنجان التي لحنها العبقري محمد الموجي سنة 1976. وأغنية ألين خلف "لو عندك كلام" التي صدرت سنة 2002 هي أغنية سعاد حسني "يا واد يا تقيل" التي لحنها كمال الطويل سنة 1972.
ولا تقتصر السرقة على المبتدئين فحسب بل تمتد أيضا إلى كبار الملحنين والمنتجين الغربيين من أمثال العبقري "تمبالاند". ففي بداية 2007 قام أحد مستخدمي موقع يو توب بفضح تمبالاند وذلك بعرض كليبات لأغنية فنلندية تطابق أغنية المطربة "نيللي فرتادو" التي تحمل عنوان "دو إت" التي طرحت ضمن ألبومها الأخير، إذ حصلت عدة مباحثات مع الطرف الآخر حتى تمت تسوية الأمر و طرحت الأغنية منفردة، والغريب أن قضية سرقة لحن أغنية فنلندية وصلت إلى المحاكم، بينما لم تصل قضايا سرقة تمبالاند لأغان عربية لكل من عبد الحليم حافظ وميادة الحناوي ووردة وشيرين عبدالوهاب وعيضة المنهالي إلى أي محكمة، وهنا يظهر ضعف الموقف العربي أمام هذه السرقات.
المغني والملحن "جي زي" سرق أغنية العندليب عبد الحليم حافظ وقدم أغنية تحمل اسم "بيغ بيمبين" باللحن نفسه الذي قدمه بليغ حمدي سنة 1957 ل"خسارة يا جارة". وأغنية "مادونا" الشهيرة "إروتيكا" التي صدرت في 1992 هي سرقة لأغنية فـيـروز "اليوم علق" التي صدرت في 1964 من تراتيل التراث العربي المسيحي.
الصباح

يونس ميكري: تعرضت للسرقة مرتين




قال للصباح إن سرقة شركة قروي أند قروي" أشد خطورة من السرقة التي قامت بها فرقة "بوني إم"

يعتبر يونس ميكري أحد الفنانين الكبار الذين جاد بهم المغرب وتمكن على مدى سنوات من تقديم باقة من أجمل الأغنيات في الريبيرتوار المغربي، أغنيات اعتبرت طلائعية فتحت الباب أمام جيل بكامله من الفنانين والموسيقيين. كما أن تجربته في التمثيل وانتقاله الناجح إليه من الغناء جعلاه يدخل عالم الفن السابع من أبوابه الواسعة.
في الحوار التالي يحدثنا يونس ميكري عن حكايته مع السرقات الفنية التي تعرض لها من الفرقة الشهيرة "بوني إم" وقصته التي مازالت تتفاعل مع شركة "قروي أند قروي" التونسية.

- كيف بدأت قصتكم مع سرقة أغنية "ليلي طويل" من طرف فرقة ناجحة اسمها "بوني إم"؟
-- في الحقيقة لسنا من اكتشف هذه السرقة، بل كان الأمر صدفة عندما قدم الإعلامي المعروف محمد بحيري على أمواج الإذاعة الوطنية باللغة الفرنسية أغنية لفرقة "بوني إم" بين الساعة السادسة والسابعة صباحا، وهي أغنية جديدة تحمل عنوان "شيلدن أوف بردايز" أو "أطفال الجنة" لكنها استرعت انتباه مستمع عادي وجد أن الأغنية تمتلك عدة نقاط تشابه مع أغنيتي "ليلي طويل". فاتصل بالبحيري وعبر له عن ملاحظته التي وجدها المذيع معقولة ومنطقية، فأعاد إذاعتها مرة أخرى على الأثير. فاتصل بي البحيري هاتفيا والتقينا واستمعنا معا للأغنية مرة أخرى وبدا لنا بما لا يدع مجالا للشك أن المسألة سرقة مفضوحة. اتصلت بشركة الإنتاج المسؤولة عن أغنيتي واسمها "ألو ميزيك" واتصلوا بدورهم بشركة الإنتاج الخاصة ب"بوني إم". وقامت الشركة ب"خبرة موسيقية" برهنت على أن أغنية "شيلدن أوف بردايز" ما هي إلا أغنيتي "ليلي طويل". ولم يجد الطرف المدافع عن "بوني إم" سوى القول إن هذه الأغنية هي لحن من التراث الشعبي المغاربي فربما هي فولكلور مغربي أو تونسي أو جزائري. لكنهم لم يتمكنوا قط من إثبات هذا الشيء لأنه لا أساس له من الصحة فالأغنية من إبداعي والمحكمة وقفت إلى جانبي وأنصفتني، بعدما تأكدت أن الأغنية سجلتها سنة 1974 وسجلت حقوق التأليف في السنة ذاتها.

- وأين انتهت القضية؟
-- حكمت محكمة باريسية لصالحي وربحنا الدعوة رغم أنها امتدت على مدى 10 سنوات من سنة 1982 إلى غاية 1992.

- وماذا كان منطوق الحكم؟
-- لقد استعدنا حقوقنا الفنية التي استولى عليها "بوني إم" وكل مداخيل استغلالهم للأغنية حول العالم وإلى يومنا هذا مازلت أتوصل بحقوقي من بث أغنية "شيلدن أوف بردايز" في المحطات الإذاعية وقنوات التلفزيونية عبر "بوني إم".

- بكم تقدر مداخيل الأغنية إذن؟
-- في الحقيقة لقد أدرت علي مبالغ مهمة (مبتسما) لكن لا يمكنني الإفصاح عنها.

- لقد تعرضت لحادث سرقة جديدة..
-- (مقاطعا) إنها سرقة أكثر فداحة وخطورة، وتقف وراءها شركة تدعى "قروي أند قروي" المالكة لقناة "نسمة" التونسية التي بثت برنامجا للمسابقات اسم ستار أكاديمي في نسخته المغاربية. لقد طلبوا مني في وقت سابق إذن استعمال أغنية "ليلي طويل" كجينيريك للبرنامج فوافقت على أن يتم بثها بشكل حصري في القناة التابعة للشركة. وإذا بي أفاجأ أن الأغنية تبث على القناة التونسية الخاصة "حنبعل" و"قناة تونس سبعة"، ودخلنا في مفاوضات ونقاشات. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل فوجئت بعد انتهاء برنامج "ستار أكاديمي" باستغلال الأغنية بصوت طلبة الأكاديمية المتبارين في وصلة إشهارية لصالح فاعل في ميدان الاتصال بتونس. وعندما اتصلت بشركة "قروي أند قروي" قدموا لي حججا واهية وقالوا إننا حصلنا بترخيص لاستعمال الأغنية ولهم الحق في استغلالها كيفما شاؤوا، لكن العقد الذي بيننا يقر أن استعمال الأغنية سيكون في برنامج معروف اسمه "ستار أكاديمي" يعنى باكتشاف المواهب المغاربية الجديدة وليس في "البيزنس" أو الإشهار. ووصل بهم الأمر إلى التحدي والقول "إلى بغيتي دعينا دعينا". في ذلك الحين انطلقت إجراءات رفع المشكل إلى القضاء في باريس حيث مقر الشركة المنتجة لأغنيتي، وفي الوقت ذاته بدأت أشرح موقفي للصحافة على طول المغرب العربي عرفت الشركة إذاك أنها الخاسر الكبير في هذه العملية، لأنها تمثل نموذجا سيئا وقدوة لا يجب الاحتذاء بها. إن شركة "قروي أند قروي" تدعي خدمة الشباب المغاربي من خلال قناة "نسمة" وبرنامجها "ستار أكاديمي"، في حين أنها تمارس السرقة وقرصنة فنانين مغاربيين وتحرمهم من حقوقهم، لأن أغنية "ليلي طويل" ليست في ملك يونس ميكري فحسب بل هي ملك لجميع المغاربيين، فتراجعت شركة "قروي أند قروي" قليلا عن تصلبها، ووعدت بإعادة النظر في الملف ومازلت أنتظر ردها. وأنا قطعت وعدا على نفسي على أن ألاحقهم في أي مكان وأشرح للشباب الذي يحلم بوقوف "قروي أند قروي" إلى جانبه أن لا يتعلق بالأوهام لأنه لا يرجى منها خير.

- كيف ترى هذه السرقات من الناحية القانونية هل نتوفر على ترسانة قانونية تحمي الفنان؟

-- بالنسبة إلي هذه السرقات مثلها مثل القرصنة واضحة لا لبس فيها، فعندما تجد لصا داخل بيتك تأخذه مباشرة إلى السجن، والأمر نفسه يقال عن القرصنة والسرقات الفنية فمن يسرق مجهود فنان يجب أن يعاقب بالصرامة ذاتها. لكنه أمر لا يطبق بالمرة. وفي المقابل يقدم لنا المسؤولون تبريرات واهية مفادها ان هناك أسرا تعيش من هذا. لكن هذا أمر غير منطقي لأننا سنقتل الفن والثقافة المغربيين، لأن المنتجين في هذا البلد انقرضوا بفعل القرصنة التي قضت على أعمالهم ومشروعاتهم. وهو أمر مرشح للاستفحال والامتداد إلى الميدان السينمائي.

- ما هو الحل بالنسبة إليك؟
-- لا بد للدولة أن تفعل القوانين بشكل جدي وتقضي على آفة الرشوة لأن محلات القرصنة تقدم الرشوة للمراقبين والمسؤولين من اجل التغاضي عنها وغض الطرف، وحتى موظفو حقوق التأليف متورطون في العملية، فكيف يعقل أنهم لا يدينون أحدا في الوقت الذي يمكن لأي كان أن ينزل إلى الشارع ويقبض على العشرات، هذا دليل على أنهم هم أيضا مستفيدون من العملية.

- لماذا لم تدخل أية نقابة مهنية طرفا في النزاع من أجل مساندتك والوقوف إلى جانبك؟
-- أنا لا أومن بمثل هذه النقابات ولا يهمني دعمها لأن الفنان الحقيقي يعمل وينتج ويبدع ولا يمكنه أن يضيع الوقت في التسابق على الكراسي والمناصب والاجتماعات. إنه نوع من تعويض الفشل في الميدان الذي يشتغلون فيه. لحسن الحظ أن هناك شركة تتكفل بهذه القضايا وإلا لضاع حقي إلى الأبد، فالدعوى التي رفعتها على "بوني إم" كلفت أموالا طائلة ولولا شركة الإنتاج الفرنسية لما توفقت في مواصلة الصراع.

أجرى الحوار: جمال الخنوسي

في سطور
من مواليد مدينة وجدة
ينتمي إلى عائلة لها باع طويل في الموسيقى
غنى مع الإخوة ميكري قبل أن يبدأ مسيرة منفردة
انتقل إلى التمثيل في السينما والتلفزيون وحقق نجاحا كبيرا

نوافذ:
- قاضيت فرقة "بوني إم" مدة عشر سنوات قبل أن يحكم القضاء لصالحي
- لا أومن بالنقابات المهنية ولا يهمني دعمها لأن الفنان الحقيقي يعمل وينتج ويبدع ولا يمكنه أن يضيع الوقت في التسابق على الكراسي والمناصب

04‏/01‏/2008

صفقة السفينة الحربية بين المغرب وفرنسا وصلت مراحلها الأخيرة


قيمة الصفقة 470 مليون أورو والبحرية المغربية تتوصل بالفرقاطة في 2010
ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن صفقة اقتناء المغرب لسفينة حربية (فرقاطة) ذات المهام المتعددة، وصلت إلى مراحلها الأخيرة.
وحسب مصادر مقربة من الملف، فإن الصفقة تم التوقيع على خطوطها الأولى وتوصلت فرنسا بالموافقة المبدئية خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى المغرب.
وتبلغ قيمة الصفقة 470 مليون أورو على أن تتوصل القوات البحرية الملكية بالفرقاطة سنة 2010.
هذا وقد استلمت إدارة الدفاع الفرنسي ملف الصفقة من مديرية المنشآت والخدمات البحرية (دي سي عن إس) التي تمتلك شركة "طاليس" المختصة في التكنولوجيا والأنظمة 25 في المائة من رأسمالها، إضافة إلى حصة أخرى في ملك الشركة الإيطالية "فين ميكانيكا" المتخصصة في تصميم المعدات الحربية، وهي آخر مرحلة قبل التوقيع النهائي للصفقة وتقديم المغرب لمبلغ أولي بمثابة تسبيق.
وقد تم تخصيص هذه الفرقاطة ذات المهام المتعددة للبحرية الملكية المغربية بعد سحبها من طلبية خاصة بالبحرية الفرنسية تضم 8 سفن من الصنف ذاته.
وذكرت المصادر نفسها أن تسديد المبلغ هو الذي يمكن أن يؤخر تسليم الفرقاطة، إذ تطالب مديرية المنشآت والخدمات البحرية بالحصول على ثلثي المبلغ خلال السنتين المقبلتين من أجل إدخال تعديلات تقنية على السفينة بطلب من الجانب المغربي.
وتتعلق التعديلات التي أقرتها البحرية الملكية بإدماج نظام أمريكي للاتصال عوض النظام الفرنسي المدمج مسبقا في الفرقاطة الأمر الذي يستلزم مبلغا ماليا إضافيا.
وتدخل هذه الصفقة ضمن مخطط شامل لصاحب الجلالة من أجل تحديث معدات القوات المسلحة الملكية وكذا القوات البحرية الملكية.
ويتميز الجيل الجديد من الفرقاطات المتعددة المهام (فريم) بقدرته على توجيه ضربات جوية وهجوم ضد الباخرات والغواصات والأهداف البحرية البعيدة. ويبلغ طولها 142 ميترا وعرضها 20 مترا وتضم طاقما يبلغ 145 شخصا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الصفقة التي وقعت في نهاية أكتوبر الماضي، اعتبرها المراقبون نوعا من "جبر الخواطر" بعد فشل صفقة الطائرات من نوع "رافال" التي تنتجها الشركة الفرنسية "داسو أفياسيون"، وتوقيع المغرب للاتفاقية مع شركة "لوك هيد" الأمريكية لاقتناء طائرات من نوع "إف 16".

جمال الخنوسي

03‏/01‏/2008

نجاة 405 حجاج مغاربة في حريق طائرة

أحد الحجاج قال للصباح إن المسافرين قرؤوا القرآن وتعالت أصواتهم بالدعاء بعد أن فقد القبطان السيطرة وطلب سيارات الإسعاف والإطفاء

هبطت طائرة سعودية كانت متجهة إلى مدينة الدار البيضاء بشكل اضطراري في مطار المدينة المنورة بعد اشتعال النار بداخلها.
ونقلا عن وسائل الإعلام السعودية فإن الطائرة التابعة للخطوط الجوية العربية السعودية كانت متجهة إلى الدار البيضاء في رحلتها رقم 5362 التي تنظمها إحدى وكالات الأسفار وعلى متنها 407 حجاج، فاضطرت للعودة إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة بعد إقلاعها بسبع دقائق، وهبطت اضطراريا في مبنى الحجاج التابع للمطار، إثر اكتشاف حريق في مخزن الأمتعة، بعد تسرب الدخان إلى كابينة القيادة.وقال أحد الحجاج المغاربة الناجين في اتصال مع "الصباح" انه بعد 35 دقيقة من الإقلاع فقدت الطائرة توازنها، "فأحسسنا أن هناك مشكلا كبيرا وربما حريقا امتد إلى جزء من أجزاء الطائرة، حينها عم الخوف وتمكن الهلع من المسافرين وبدا على ملامح المضيفات أن الأمر خطير للغاية. فتعالت أصوات التكبير والدعاء، وبدء الحجاج يقرؤون القرآن في انتظار الأسوأ. كانت الطائرة تتحرك بشكل مريب وبدا أنها فقدت التوازن خصوصا أن الربان لم يتمكن من إفراغ حمولتها من الكيروزين (وقود الطائرة)".
وأضاف الحاج المغربي واسمه عادل التباع، "لقد ساعدت حنكة الربان في هبوط الطائرة بسلام إذ تم اختيار مكان بعيد خوفا من نشوب حريق نظرا لاحتفاظ الطائرة بكمية هائلة من الوقود. السعوديون قاموا بواجبهم على أحسن ما يرام كما أسعدنا اهتمام صاحب الجلالة بحالتنا. لقد أقمنا في فندق وسنستقل طائرة أخرى حوالي منتصف نهار الأربعاء بتوقيت المغرب".
وأكد التباع أن الحادث خلف هلعا وحالة من الفوضى بين ركاب الطائرة، مما تسبب في إصابة أكثر من 20 منهم بإصابات متفاوتة، تم علاجها على أرض المطار، فيما نقلت حالة واحدة إلى المستشفى بعد إصابتها بكسور نتيجة التدافع .
وذكرت وسائل إعلام سعودية أن القبطان كرر عبارة (alert 2) لبرج المراقبة الجوية، وهو نداء يعني أنه فقد السيطرة على الطائرة، وطلب اتخاذ التدابير الاستثنائية اللازمة وتوفير سيارات الإسعاف والإطفاء.
وجاء في تصريح لمصدر مسؤول بإدارة السلامة بالهيأة العامة للطيران المدني، نقلته وكالة الأنباء السعودية، أن طائرة من طراز "بوينغ 200 – 747" أقلعت في الساعة التاسعة وخمس دقائق بالتوقيت السعودي من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي متجهة إلى مدينة الدار البيضاء. "وفي تمام الساعة 9.27 قام قائد الطائرة بإخطار المراقبة الجوية بوجود إنذار حريق في مخزن الأمتعة الخلفي للطائرة وإعلان حالة الطوارئ، وطلب العودة إلى المطار.وهبطت الطائرة على المدرج 17 في الساعة 9.37 بسلام ، حيث تم إخلاء الركاب بواسطة زلاجات الطوارئ، مما سبب الفزع لدى عدد منهم. وتعرض أحد الركاب لإصابة طفيفة من جراء الإخلاء (بخلاف ما ذكر في إحدى القنوات الفضائية)، وقام مسؤولو المطار بتوفير كافة الاحتياجات اللازمة للعناية بهم".
وحسب جريدة "الوطن" السعودية فقد أدى الحادث إلى توقف حركة الطيران بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة عقب إصابة 9 ركاب، وتحدثت الجريدة عن "اشتعال النيران في المحرك".
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة عادل عبد الرحيم شرف أنه تم إعلان حالة الطوارئ في كافة مستشفيات المدينة المنورة في حين تبين لاحقا أن الإصابات الناتجة عن التدافع بين الركاب توزعت ما بين رضوض وبعض الجروح البسيطة عدا إصابة واحدة لأحد الحجاج كانت عبارة عن كسر في الساق الأيسر.وكان على متن الطائرة أربعمائة وخمسة وثمانون راكبا، بمن فيهم طاقم الطائرة. وقد تبين أن الإنذار كان خاطئا، إلا أن القائد اتبع الإجراءات التشغيلية الصحيحة، والتي استدعت عودته حرصا على سلامة الركاب .
وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في بيان لها نشرت محتواه وكالة المغرب العربي أن جميع الركاب سالمون باستثناء حاجة أصيبت بكسر خفيف على مستوى يدها، وقد غادرت المستشفى بعد تلقيها للعلاج. وأوضحت الوزارة أن جميع الحجاج يحظون بعناية تامة من قبل السلطات السعودية، ومن المقرر أن يواصلوا سفرهم أمس (الأربعاء) على متن طائرة أخرى.وأبرزت أنه بمجرد ما علم صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهذا الحادث أعطى أمره وتعليماته السامية إلى سفير جلالته بالرياض لتتبع الحالة عن كثب والقيام بكل ما يلزم لضمان راحة هؤلاء الحجاج حتى يعودوا إلى أرض الوطن سالمين.
جمال الخنوسي

اعتقال مغربيين يشتبه في تخطيطهما لاعتداء بهولندا

ألقت الشرطة الهولندية القبض على ثلاثة مشتبه فيهم كانوا ينوون القيام بأعمال إرهابية.
وذكرت إحدى المحطات الإذاعية أن المشتبه فيهم تم اعتقالهم في مدينة روتردام أول أمس (الاثنين). إذ تم إلقاء القبض على هولنديين من أصول مغربية وسوداني تتراوح أعمارهم بين 31 و39 سنة.
وحسب المحطة الإذاعية ذاتها فإن فرقة خاصة من الشرطة الهولندية (دي إس إي) قامت بتفتيش مجموعة من الإقامات والمنازل قبل أن تعتقل المشتبه فيهم. وأكدت مصادر من الشرطة أن هذه العملية جاءت إثر توصلها بمعلومات استخباراتية تفيد تخطيط المشتبه فيهم ل
وكانت المخابرات الهولندية (أ إي في دي) قامت بتتبع المشتبه فيهم لمدة زمنية قبل أن تتدخل لاعتقالهم في الوقت المناسب دون أن تقدم الشرطة أية معلومات إضافية عن "الأعمال التخريبية" التي كانوا يخططون القيام بها ومدى قوتها.
وقال ممثلو الادعاء في بيان إن الشرطة ألقت القبض عليهم في روتردام بعد أن قالت أجهزة المخابرات الهولندية إن من الممكن أن يكون المشتبه بهم على وشك القيام بعمل غير محدد من أعمال العنف. وأضافت النيابة أنه "تفاديا لأي عنف تم إيقاف الرجال الثلاثة "من قبل أجهزة العمليات الخاصة وبدء التحقيق معهم على الفور".
ونقلت وكالة الأنباء الهولندية (أي إن بي) عن متحدث باسم الادعاء العام قوله إنه لم يتضح بعد ما إذا كان الرجال يخططون للقيام بهجوم إرهابي.
وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الهولندية صنفت مخاطر التهديدات الإرهابية إلى مستوى "كبيرة" وهو ما يمثل المستوى الثالث في سلم يضم أربع درجات، انطلق العمل به منذ تفجيرات لندن في 7 يوليوز 2005، خصوصا في فترات حساسة كأعياد عيد الميلاد أو احتفالات رأس السنة.
وكان هولندا عرفت صدمة كبيرة عصفت بها إثر اغتيال المخرج "تيو فان غوخ" المتحدر من عائلة الرسام العالمي فنسانت فان غوخ، وصاحب عدد من الأفلام التي أثارت جدلا وخصص أحدها لانتقاد الإسلام، من طرف متعصب هولندي من أصول مغربية، تلا هذا الحدث العديد من الاستنطاقات والمحاكمات مست متطرفين على خلفية التخطيط لأعمال إرهابية تمس شخصيات سياسية ومباني حكومية.
وذكرت عملية القتل هذه الهولنديين بتلك التي أودت بحياة الزعيم اليميني المتطرف المناهض للمهاجرين بيم فورتوين، على يد أحد المدافعين عن حقوق الحيوان قبل انتخابات ماي 2002، التي حل فيها حزبه في المركز الثاني.
من جهة أخرى جاء في تقرير صادر عن مركز الأبحاث الأمريكي بخصوص الأوضاع الدولية، تراجع التأييد للإرهاب في هولندا، إذ ذكرت نتائج مركز الأبحاث في تقرير المنسق الهولندي الوطني لمكافحة الإرهاب، الذي قدمه للبرلمان الهولندي وزير العدل هيرسش بالين ووزير الداخلية تير هورست، أن رفض العنف الإرهابي والتعبير عن التبرؤ منه قد تزايد بشكل جوهري بين المسلمين الهولنديين. ومع ذلك لم يتبدد قلق السلطات الهولندية من احتمال وقوع هجمات إرهابية في البلاد.
ووفقا لتقرير المنسق الهولندي لمكافحة الإرهاب فإن فرصة حدوث هجوم إرهابي في هولندا ضئيلة نسبيا، ولكنها بكل تأكيد لا تستبعد بشكل كامل.
جمال الخنوسي

حفل أكادير للتسامح يجمع الفرنسيين أمام التلفزيون


"تي إف 1" تحقق 24.4 في المائة من نسب المشاهدة أمام منافستها "فرانس 2"

مباشرة بعد إعلان حلول السنة الميلادية الجديدة بثت القناة الفرنسية الأولى "تي إف 1" الحفل الموسيقي "من أجل التسامح" المنظم أخيرا بأكادير.
واحتل الخشبة في هذا الحفل الذي بث على الساعة 00.25 دقيقة كل من "جينيفير" و"روز" و"فوديل" و"شيمان بادي" و"جيلي زيناتي". وتمكن من الحصول على 24.4 في المائة من نسب المشاهدة أي ما يناهز 1.6 مليون مشاهد. في المقابل بثت القناة الفرنسية الثانية (فرانس 2) ابتداء من الساعة 1.15 دقيقة الأوبيريت الغنائية "مغني مكسيكو" ولم تحقق سوى 10.3 في المائة من نسبة المشاهدة أي ما يناهز 435 ألف مشاهد.
وحضر الدورة الثالثة للحفل الموسيقي "من أجل التسامح" الذي جرى يوم 27 أكتوبر الماضي أكثر من 200 ألف متفرج.وجمعت هذه التظاهرة 18 فنانا من عوالم موسيقية متنوعة، ومن جنسيات مختلفة قدموا إلى المغرب من أجل أن يوصلوا عن طريق الموسيقى "رسالة سلام وأخوة وانفتاح".وافتتحت مواهب شابة قادمة من "استوديو دوزيم" و"استوديو إنرجي"، إضافة إلى مجموعة الراب والهيب هوب من أكادير الحفل الموسيقي فوق خشبة يصل طولها الى30 مترا منصوبة فوق الشاطئ في أمسية نشطها ساندرين كيتيي وبورنو كويلون من قناة "إنرجي" التي تعد شريكا في هذه العملية.وذكرت صحيفة "لوفيغارو" نقلا عن يانيس شيبي منتج ومالك "إلكترون ليبر برودكسيون" أن مدينة أكادير بمناخها المعتدل تشكل "عاملا مهما لتقديم حفل مباشر للعموم في الهواء الطلق".وخلصت اليومية إلى أنه تم تأسيس جمعية بأكادير مؤخرا أطلق عليها "من أجل التسامح" لكي تقوم كل سنة بدعم هذا الحدث الموسيقي ذي البعد الدولي.
جمال الخنوسي و(و م ع)

"أرديسون" الذي يتحدث عنه الجميع


عرف تييري أرديسون بالأساس من خلال برنامجه الناجح "تو لو موند أون بارل" وطريقته الخاصة في التنشيط وطرح الأسئلة المحرجة والحساسة وكذا التطرق إلى المواضيع المثيرة، والتصقت به صورة المنشط المشاغب الذي يبحث في المواضيع التي يتحاشاها الجميع أو ينفرون منها. فأصبح المشاهد ينتظر قفشاته وأسئلته التي تقول المسكوت عنه وتعري ما يتم التستر عنه.
ولد المنشط والمنتج التلفزيوني تييري أرديسون في 6 يناير سنة 1949 ودخل عالم التلفزيون بشكل رسمي سنة 1985 من خلال برنامج "سكوب" على القناة الأولى الفرنسية "تي إف 1". ثم أنتج رفقة المخرجة المعروفة "كاترين بارما" البرنامج الذي كان يقدمه الإعلامي الشهير ونجم الأخبار في التلفزيون الفرنسي "باتريك بوافر دارفور" بين سنتي 1986 و1987 تحت عنوان "ألا فولي با دي تو".
وبين سنتي 1988 و1990 قدم برنامجه الشهير "نظارات سوداء لليلة بيضاء" على القناة الثانية الفرنسية "أونتين 2".
وبين سنتي 1992 و1994 أنتج البرنامج ذائع الصيت "فرو فرو" الذي كانت تقدمه كريستين برافو وحقق نجاحا منقطع النظير.
وبين سنتي 1998 و2006 سيقدم برنامجه الأكثر نجاحا على الإطلاق تحت اسم "تو لو موند أون بارل" رفقة الكوميدي "رولان بافي".
وفي سنة 2006 انتقل إلى القناة الخاصة "كنال+" حيث قدم برنامج "سالي لي تيريان" الذي حقق من خلاله أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ المحطة في هذه الفترة الزمنية الصعبة يوم 3 مارس.
وفي السنة نفسها خصص صحافيان كتابا للإعلامي المثير للجدل تحت عنوان "الوجه الظاهر للرجل صاحب اللباس الأسود" حاولا من خلاله تفكيك برنامجه
"تو لو موند أون بارل" والهجوم على "طريقة أرديسون" في المحاورة وتعصبه الذكوري وإشعال فتيل النعرات الطائفية وتدعيم "نظرية المؤامرة".
كما أن أرديسون اشتهر أيضا بعادته السيئة في "سرقة الأعمال الأدبية" إذ اعترف ب"نقل" سطور من عمل كاتب شاب إلى كتاب ادعى تأليفه، ثم عاود الكرة لكن هذه المرة "استحوذ" على أكثر من 60 صفحة ونقلها إلى كتابه.
جمال الخنوسي

"قصة حب في 12 أغنية و3 وجبات وقبلة واحدة"


فوزي بنسعيدي يقدم عرضا مسرحيا بلا نص يناقش قضايا الإنسان الكبرى

فجأة، ودون سابق إنذار، وضع فوزي بنسعيدي الكاميرا وأدار ظهره للسينما، ولو مؤقتا، ليعانق من جديد حبه الأول، ويستدعي نخبة من الممثلين والممثلات إلى المسرح من خلال عمل جديد، مختلف، مستفز ومثير للجدل يحمل عنوانا غريبا أيضا هو ""قصة حب في 12 أغنية و3 وجبات وقبلة واحدة...".

وحتى إن بدا بديهيا أن العلاقة بين اللوحات المختلفة التي تقدمها المسرحية منعدمة، إلا أنها تبقى في الأول والأخير متناسقة في جوهرها واحتفائها بالإنسان وعلاقاته المعقدة والمتشابكة حينا والبسيطة السلسة أحيانا أخرى، من خلال أحداث تاريخية كبرى طبعت مخيلة المتفرج وغيرت نظرته إلى العالم وما يجري من حوله. إنها قصص حب بسيطة تربط زوجا محكوما بالتفكك والتلاحم في دورة إنسانية كبرى.
المسرحية من تشخيص أسماء مغربية معروفة برهنت على قدرات عالية في الأداء، إذ نجد حنان إبراهيمي، وأمل عيوش، وعبد الله شيشة، وأمل الأطرش، ونور الدين التوامي، وهاجر كريكع، وربيع بنجهيل، وسكينة فضيلي، ومحمد الهودي. أسماء قدمت أكثر مما كان منتظرا منها وأبدعت في أدوار صنعها الممثلون أنفسهم وتماهوا معها في تمرين رائد في التحام الممثل مع شخصيته من خلال التجربة الفريدة لفوزي بنسعيدي الذي رفض تقديم نص مكتوب لممثليه.
وقالت حنان الإبراهيمي إن مخرج العمل أجرى عدة حصص من الكاستينغ لاختبار المشاركين في هذا العمل الذي يتطلب مهارات خاصة، " لقد طلب مني المخرج الالتحاق بالعمل فعبرت له عن استعدادي لخوض التجربة الجديدة، والمغامرة في عمل كنا نعتقد في البداية أنه غير مكتوب، لكن في حقيقة الأمر فإن فوزي بنسعيدي يحمل رؤية واضحة للمسرحية التي أراد تقديمها إلا أنه طلب من الممثلين الارتجال حول مواضيع وقضايا إنسانية كبرى كي تصبح المسرحية مسرحيتنا جميعا ونحن من صنع هذه اللؤلؤة الفنية الفريدة. إن "قصة حب في 12 أغنية و3 وجبات وقبلة واحدة" هي طفل كل من ساهم في هذا العمل، كبر وترعرع ليغدو عملا فنيا محترما، يناقش مواضيع كبرى لكنه في الوقت ذاته محمل بحمولات ذاتية". وأضافت الإبراهيمي إن سهولة المسرحية وقلة الحوارات المعقدة جعلها في متناول الجميع، إذ فهمها الجمهور وتفاعل معها كيفما كان مستواه الثقافي، "إن العمل مع فوزي بنسعيدي تجربة ممتازة استفدت منها كثيرا، ساعدتني على صقل مواهبي، كما أننا كفرقة تربطنا علاقة إنسانية وطيدة والمخرج متمكن جدا من أدواته، أنا أعتبر نفسي محظوظة".
وترصد المسرحية حدثين مهمين في تاريخ الإنسان، حولوا مساره وتحكموا في مستقبله ويتعلق الأمر بوصول الإنسان إلى سطح القمر، والحدث الإرهابي مع ارتطام طائرتين مع برجي التجارة العالمية ومع هذه الأحداث المهمة يفترق زوج ويتفكك في دورة دائرية ترمز لتقارب الشعوب ثارة وصراع الحضارات ثارة أخرى، الأمر الذي يجعل من مسرحية "قصة حب في 12 أغنية و3 وجبات وقبلة واحدة" نصا أو لا نص مفتوح على جميع القراءات والتأويلات.
وقد سبق للمسرحية أن عرضت في مدينة الدار البيضاء بمركب ثريا السقاط ومكتب الصرف، وفي مدينة الرباط بالمسـرح الـوطني محمد الخامـس، وبدار الثقافة بمدينة مراكش.

جمال الخنوسي