26‏/12‏/2008

مرحبا بكم في "كازا نيغرا"


فيلم الخماري نقل واقع الشباب بمشاكله وتخبطاته بحساسية متفردة ولغة سينمائية تتماشى مع محيط الموضوع المختار

"هادي ماشي الدار البيضاء هادي الدار الكحلة .. مرحبا بكم في كازا نيغرا"
تعتبر هذه الجملة خلاصة مركزة لفيلم المخرج المغربي نور الدين الخماري الذي بدأ عرضه أمس (الأربعاء) في كل القاعات السينمائية الوطنية، كما توج عن استحقاق في كل من مهرجاني دبي وطنجة في دورتيهما الأخيرتين. فيلم "كازانيغرا" يعتبر بالتأكيد الحدث السينمائي لهذه السنة.
عندما شارك الخماري في المهرجان الوطني سنة 1995 بفيلم قصير يحمل عنوان "نوتة قصيرة"، تنبأ الجميع لهذا الشاب المسفيوي القادم من أرض الصقيع بمستقبل واعد، فكان فيلمه الطويل الأول، بعد تجارب عديدة مع الفيلم القصير بين المغرب والنرويج، يحمل عنوان "نظرة"، روى فيه برؤية إنسانية وشاعرية قصة جندي فرنسي يعود إلى المغرب، ليتذكر أيام الاستعمار والمعاملة السيئة للجنود الفرنسيين للمغاربة.
فكانت الانتظارات كبيرة لفيلم جديد مختلف وصادم وعد به الخماري منذ سنوات. ويظهر المخرج الذي ترك التكوين العلمي بباريس (الصيدلة) لدراسة السينما في أوسلو، بفيلم جديد يتضمن فكرة مختلفة ولغة سينمائية متجددة. فالفيلم إشارة قوية وإعلان واضح عن ميلاد سينما تحاور الحياة وتنقل الواقع إلى الصالات، واقع الشباب بمشاكله وتخبطاته بحساسية متفردة ومميزة وبلغة سينمائية تتماشى مع محيط الموضوع المختار.
وتتمحور قصة الفيلم حول صداقة تجمع بين شابين بيضاويين، عادل وكريم، يحاولان التعايش مع واقع العاصمة الاقتصادية القاسي، إذ يشغل كريم (أنس الباز) أطفالا صغارا من أجل بيع سجائر مهربة بالتقسيط، فيما يجد عادل (عمر لطفي) الحل السحري في شراء تأشيرة إلى السويد. ومع توالي الأحداث تتقاطع صداقة الشابين والحب الذي يجمع كريم مع فتاة تنتمي إلى عائلة ميسورة، مع مصلحة كل منهما. كل هذا وسط مدينة غول تعج بالمتناقضات تضم شوارعها وأزقتها القبح والجمال معا.
وقد نجح الخماري كثيرا في التوفيق بين كل المكونات الفيلمية، لنقل المشاهد إلى عوالم الدار البيضاء المظلمة وأزقتها التي تخبئ الكثير من الأسرار نهارا، تقذفها في وجه الكائنات الليلية التي تجعل العنف المادي والمعنوي لغة تواصلها الأولى.
ورغم كل العناصر التي ميزت "كازانيغرا"، إلا أنه لا يمكننا الحديث عن قطيعة داخل صيرورة السينما المغربية، بل إعلان ميلاد سينما جديدة ومتجددة. فمجموعة من المشاهد تميزت بحمولة فكرية ضعيفة، وبوهن في الكتابة السيناريستيكية التي تحتاج إلى كثير من الحزم خصوصا مع طول الفيلم (126 دقيقة). كما أن الفيلم تميز بإحالات واضحة على أفلام كبرى ومخرجين معروفين مثل "كاونتين تارونتينو" و"مارتن سكورسيزي" و"تيرانس مالك" و"إمير كوستريتسا" و"غي ريتشي".
وتمكن فيلم "كازانيكرا" الذي تطلب جهدا كبيرا من الخماري، خلال الإعداد له وأثناء التصوير والتوضيب، من الظفر بجائزتي أحسن تصوير (لوكا كواسين)، وجائزة أحسن تمثيل لبطلي الفيلم اللذين أديا أول دور لهما في الشاشة الكبرى، بمهرجان دبي الدولي، كما انتزع "كازانيغرا" ثلاث جوائز أحسن صوت، وأحسن دور ثان (محمد بنبراهيم) وأحسن دور رجالي (عمر لطفي) في المهرجان الوطني للفيلم الذي احتضنته مدينة طنجة بين 13 و20 دجنبر الجاري.
لقد حول سحر السينما وتمكن المخرج من أدواته التعبيرية، النظرة السوداوية إلى مدينة تعج بالعنف والفقر والبطالة إلى عمل إبداعي يضع السينما المغربية على سكة جديدة، ويجعلها تتخذ مسارا مختلفا يدعو إلى كثير من التفاؤل والأمل.
جمال الخنوسي

خلية مليكة المغربية كانت تستهدف فرنسا

تأجيل النظر في ملفات الخلية إلى يناير المقبل

طالب محامو خلية مليكة العرود، المتهمة المغربية بالإعداد لأعمال إرهابية، بتأجيل النظر في ملف موكليهم إلى السابع من يناير المقبل.
وأوردت جريدة "لوجورنال دي ديمونش" عن مصادر قضائية، أن المتهمين الستة الذين ألقي عليهم القبض قبل عشرة أيام، سيمكثون رهن الاعتقال إلى غاية التاريخ المذكور لإعطاء الفرصة للدفاع من أجل الاطلاع وفحص الملفات.
وبلغ حجم المتابعات 32 ملفا ضخما تضم عشرات الآلاف من الصفحات والوثائق (30 ألف صفحة)، المتعلقة ب14 متهما الذين اعتقلوا في بداية المداهمات في 11 دجنبر الجاري، والذين تربطهم علاقة بخلايا "جهادية"، ثمانية منهم يتابعون في حالة سراح.
من جهته، ذكر المركز الأوربي للدراسات حول الإرهاب، وجود علاقات بين الخلية البلجيكية والاعتقالات التي باشرتها الشرطة الفرنسية في كل من مدينتي "أميان" و"غرونوبل".
واعتبرت مجموعة من الملاحظين أن عمليات الاعتقال كانت متسرعة، إذ لم يكشف لحد الآن عن أهداف الخلية البلجيكية التي تقودها مليكة العرود، وتساءلت جريدة "لوموند" الفرنسية حول ما إذا كانت فرنسا هي المستهدف الأول وليس بلجيكا، مشيرة إلى أن الاعتقالات الأخيرة في صفوف بعض المجموعات الإسلامية تؤكد مثل هذا الطرح، كما أن التهديدات التي تتوصل بها مصالح الأمن تدعو إلى انسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان وتجعل من هذا الحضور العسكري ذريعة للقيام بأعمال انتحارية.
كما أن السبيل الذي نهجته المجموعة وخصوصا مسار الثلاثي هشام بيايو، وي. حريزي، وعلي غنوتي الذين وصلوا إلى بلجيكا قادمين من تدريب في أفغانستان مرورا بباكستان وإيران وتركيا بين شهري أكتوبر وبداية دجنبر الجاري، يزيد صدق هذه الفرضية.وترى "لوموند" أن خلية مليكة المغربية تتميز بانتماء أحد أعضائها (هشام بيايو) إلى الأحياء المهمشة، وله سجل سوابق مليء بجرائم السرقة، كما أن أعضاء آخرين ليسوا من أصل مسلم، بل اعتنقوا الإسلام لاحقا ولهم نشاط سياسي، إذ رشح أحدهم نفسه في الانتخابات البلدية الأخيرة باسم "حزب المسلمين الشباب". وفي الأخير تنبه "لوموند" إلى الدور الذي أصبحت تلعبه النساء داخل مثل هذه التنظيمات، مشيرة إلى التأثير الذي تمارسه مليكة العرود على الشباب خصوصا من خلال تصريحاتها وكتاباتها على مواقع ومنتديات على شبكة الانترنيت تحت اسم مستعار هو "أم عبيدة".كما أن مليكة العرود التي ترتدي النقاب القريب من البوركة الأفغانية، نشرت كتابا يحمل عنوان "جنود النور" وقدمت نفسها على أنها "الابنة الصغيرة والزوجة وأخت كل المجاهدين".
جمال الخنوسي

الضرب بالنعال من انتصارات الصغار

نحن والله خير أمة في الكلام الفارغ والثرثة البالية والعنتريات الخاوية

كثر اللغط والبلبلة هذه الأيام حول قصة بطل مغوار، تشبه قصته كثيرا حكاية "الدون كيشوت دي لامنشا" الذي يحارب طواحين الهواء، ويحقق انتصاراته الخيالية في زمن ولت فيه أخلاق الفروسية.
حكاية اليوم بطلها الصحافي العراقي الذي انتزع حذاءه ليسدد بفردتيه على وجه أفشل رئيس للولايات المتحدة على مدى تاريخها القصير. فغدا بين ليلة وضحاها بطل الأبطال، وفارسا مغوارا، وجنديا هماما، تروي حكايته "العكايز للصبيان ..قبل ما تنام" على رأي الفنان عبد الوهاب الدكالي.
وتناقلت وسائل الإعلام أخبار خضوع مراسل فضائية "البغدادية" في بغداد، للتحقيق من طرف حرس رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي.
وتساءلت عن مصير منتظر الزيدي، معتمدة على حنكة محامين وخبراء قانون، الذين توصلوا إلى أن الزيدي ربما يواجه عقوبة السجن لمدة تتراوح بين عام وسبع سنوات، بتهمة الشروع في الاعتداء على رئيس دولة أجنبية.
فيما ذهبت أخرى إلى القول إلى أن "هذا ال"بوش" ذاق على يد البطل العراقي من الإهانة والإذلال، ما لم يذقه طاغية في المنطقة العربية على مر التاريخ. فالمتعارف عليه أن أقصى الإهانات التي يمكن أن توجه للفرد في المجتمعات العربية هو قذفه بالأحذية، وهذا على ما يبدو أن البطل العراقي قد عناه حين قذف بوش ب"فردتي" حذائه، وهو ما يعد أقصى إهانة في الثقافة العربية".
وإمعانا في الخزعبلات والترهات، ركزت إحدى المقالات على "أن التصويب كان غاية في الدقة تماما مثلما كان بوش غاية في المهارة حين تفادى الإصابة بالفردتين، ما يؤكد أنه تدرب جيدا على مواجهة مواقف يتعرض فيها للقذف بأي شيء حتى لو كان بالأحذية".

ونظمت مواقع الكترونية عربية استطلاعات للرأي أيد فيها 99.99 في المائة من المتصفحين ضرب بوش ب"الجزمة"، وهي نسبة تذكرنا بتلك التي يفوز بها الحكام العرب في انتخاباتهم الرئاسية الديمقراطية والنزيهة.
اسمحوا لي أن أسرق فرحتكم، وأقول لكم إننا فعلا أمة الانتصارات الصغيرة، والانجازات الواهية التي تحتفل بالعنتريات والدرجة الصفر من النجاح.
لقد قلنا جميعا "يستاهل"، لكن في آخر المطاف وجدنا الأمر بلا قيمة تذكر، بل سلوكا غير حضاري يسيء إلى بلاد الرافدين مهد الحضارة. فلن يقدمنا ما حدث إلى الأمام قيد أنملة، بل سيؤثث فقط فقرات "الزابينغ" الخاصة بنهاية السنة على مئات القنوات التلفزيونية، ويضيف مشاهد جديدة إلى الملايين من مقاطع الفيديو على موقع "يوتوب" بالشبكة العنكبوتية.
إن الانتصارات الحقيقية ميدانها العلم والمعرفة والاقتصاد والتكنولوجيا، وليس الضرب بالنعال والسباق بالإبل والصيد بالصقور.
فنحن والله خير أمة في الكلام الفارغ والثرثة البالية، والعنتريات الخاوية. نحن أفضل أمة تصرخ بجدارة، وتحتج بامتياز، وتخرج بمظاهرات مضحكة تؤجج المشاعر وتخفف الضيم وتلهب حماس "القلب المضيوم" .. انتصار؟ بئس والله منه انتصار.
جمال الخنوسي

من تكون فعلا مليكة العرود؟



وضعت طفلا غير شرعي في 18 من عمرها ودعت إلى"الجهاد المقدس" واعتنقت الإسلام الراديكالي
إعداد: جمال الخنوسي
تقديم
لم يكن اسم "مليكة العرود" جديدا على الساحة الإعلامية، بل شخصية معروفة تعتبرها وسائل الإعلام "زبونا جيدا". فعندما تناقلت وكالات الأنباء خبر اعتقالها في 11 دجنبر الجاري رفقة خلية غدت تحمل اسمها، كان اسمها متداولا لمدة طويلة ومعروفة لدى الجميع بنشاطاتها الداعمة للإسلام الراديكالي، كما أنها تورطت في قضايا وواجهت مشاكل عديدة مع العدالة في سويسرا وبلجيكا.
من تكون إذن مليكة العرود؟ وما الذي جعل امرأة تلبس قمصانا تحمل عبارة "سيكسي"، إلى تبني "البوركة" وتقديس بن لادن والترويج للإرهاب؟
بداية متعثرة
تبلغ مليكة العرود 49 سنة، عاطلة عن العمل، ولدت في مدينة طنجة، ووصلت إلى بلجيكا سنة 1964، أبوها كان عاملا، ولها أربعة إخوة وأخوات.ربيت منذ سن صغيرة في بلجيكا. وعندما كبرت، تمردت على تربيتها الإسلامية، وكان زواجها الأول في سن الثامنة عشرة قصيرا وتعيسا. وقد حملت بطفلة بعد ذلك خارج نطاق الزواج. لم تكن مليكة قادرة على قراءة اللغة العربية، ولكن اكتشافها للقرآن المترجم إلى الفرنسية دفعها إلى اعتناق الإسلام المتشدد، وبالتالي الزواج من عبد الستار دحمان، وهو تونسي موال لأسامة بن لادن.
في عام 2001، تبعت زوجها إلى أفغانستان، وبينما كان يتدرب في معسكر ل"القاعدة"، وضعت في معسكر للنساء الأجنبيات في جلال أباد. وكأجنبية سمح لها بأن ترتدي نقابا أسود بدلا من البوركة.
وبعد اغتيال زوجها للقائد الأفغاني لتحالف الشمال أحمد شاه مسعود عشية الهجمات الإرهابية في نيويورك (11 شتنبر)، ومقتله على يد حرس مسعود، احتجزت العرود لفترة قصيرة لدى أتباعه، فاتصلت وهي مذعورة بالسلطات البلجيكية التي رتبت لعودتها الآمنة إلى وطنها. وقال مسؤول رفيع في المخابرات البلجيكية ل"أنترناشونال هارلد ترابيون"، "أخرجناها من هناك، واعتقدنا أنها ستتعاون معنا. وقد كنا مخدوعين". وقال القاضي جان لوي بروغريير الذي كان القاضي المتخصص في قضايا مكافحة الإرهاب في فرنسا في ذلك الحين إنه أجرى مقابلة مع العرود لان المحققين اشتبهوا في أنها شحنت إلى زوجها معدات إلكترونية استخدمت في القتل. وقال: "إنها راديكالية جداً، وخبيثة جداً وخطيرة جداً".
وحوكمت العرود مع 22 آخرين في بلجيكا بتهمة التواطؤ في قضية مقتل شاه مسعود. ولكونها أرملة في حالة حداد ومرتدية قناعا أسود، تمكنت من إقناع المحكمة بأنها لم تكن تعلم شيئا عن خطط زوجها. وقد برئت لعدم توافر أدلة ضدها. غير أن موت زوجها دفعها إلى حياة جديدة. وقالت إن "أرملة شهيد تعتبر مهمة جدا في نظر المسلمين".

التحريض على الإرهاب
بعد أن أصبحت مليكة "أرملة الشهيد"، استخدمت مكانتها الجديدة للتعرف الى "إخوانها وأخواتها الجدد" على الشبكة العنكبوتية. وكان أحدهم معز الكرسلاوي، وهو تونسي يصغرها ببضع سنوات، كان لاجئا سياسيا في سويسرا. فتزوجا وانتقلا الى قرية سويسرية صغيرة. وهناك أخذا يشغلان مواقع عدة على الشبكة العنكبوتية ومنتديات الدردشة الالكترونية ورصدتهما السلطات السويسرية بصفتهما أول حالة إجرامية متصلة بالانترنت في البلاد.
فمن مقر إقامتها بسويسرا أدارت مليكة أربعة مواقع على الإنترنت، استـعملت من طرف مجموعات راديكالية، بهدف تبادل المعلومات والترويج لأفكارها، كما بـثت من خلالها مشاهد عنيفة لإعدامات وعمليات تعذيب.
وأدارت مليكة رفقة زوجها الكرسلاوي، منتديات حوار استعملت من طرف مجموعات أصولية راديكالية، لتبادل المعلومات وبهدف الترويج لأفكارها، واتـضح أن شبكة القاعدة كانت من بين الجهات التي استفادت من المنتديات المذكورة.
أفكار مقلقة
كانت وسائل الاعلام منذ البداية تعتبر مليكة "زبونا جيدا" وكانت قائدة "الحرب المقدسة" ضد "الغرب الفاسد"، تطلب من كل من يريد محاورتها من وسائل الإعلام، دفع 10 آلاف أورو أي أكثر من 12 مليون سنتيم من أجل ترديد "خطابات الحقد" التي تنشرها على شبكة الانترنيت تحت اسم مستعار هو "أم عبيدة". وتقول في تصريح ل"أنترناشونال هارلد ترابيون": "الرجال في الإسلام عادة أقوى من النساء، لكنني اثبت أن خوف الله هو المهم ولا أحد سواه. والمهم أيضا أنني امرأة وهناك رجال لا يريدون التحدث حتى لا يتورطوا في المتاعب. وحتى عندما أتورط شخصيا في المتاعب فانا أتحدث (...) أنا اكتب بطريقة قانونية وأعرف ماذا أفعل. أنا بلجيكية، وأعرف النظام".
بالنسبة إلى مليكة تبقى حكومة "طالبان" إسلامية نموذجية، والتقارير عن سوء معاملتهم للنساء كاذبة، وتقول مؤكدة: "لم تواجه النساء مشكلات تحت حركة "طالبان" فقد كانت توفر لهن الأمن". فيما كان تمردها الوحيد ضد البرقع، الرداء المقيد الذي فرضته الحركة على النساء، والذي وصفته ب"حقيبة بلاستيكية".
وكتبت عن الحربين في العراق وأفغانستان أن "فيتنام ليست شيئا مقارنة بما ينتظركم في بلادنا. أطلبوا من أمهاتكم وزوجاتكم أن يوصين بتحضير نعوشكم"، وأضافت موجهة الكلام إلى أتباعها: "النصر يلوح في الأفق، يا إخوتي وأخواتي. دعونا نكثف دعاءنا".
وظهرت مليكة في لقاء مع شبكة "سي إن إن" قبل عامين، وصفت خلاله "الحب" الذي كانت تشعر به هي وزوجها الراحل تجاه زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.وقالت العرود آنذاك: "يشعر معظم المسلمين بحب لابن لادن. لقد كان هو الرجل الذي وقف في وجه العدو الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن نحبه لأجل ذلك".ووصفت العرود ما تشعر به بعد موت زوجها بالقول: "أن تكون المرأة زوجة شهيد، فهذا بالفعل ذروة الإسلام".
كما قامت بنشر كتاب يحمل عنوان "جنود النور" وقدمت نفسها على أنها "الابنة الصغيرة والزوجة وأخت كل المجاهدين".
المحاكمة في سويسرا
انتبهت السلطات السويسرية إلى مليكة، وقدمتها إلى محاكمة كانت الأولى من نوعها، وأدانت المحكمة الجنائية الفدرالية في بلـينزونا، الزوجين بتهمة تقديم الدعم للإرهاب عبر مواقع ومنتديات أشرفا على إدارتها في شبكة الإنترنت، وحكمت على الزوج المتهم الرئيسي بالسجن عامين (ستة أشهر منها نافذة( وعلى مليكة بستة أشهر مع وقف التنفيذ.واستجاب قضاة المحكمة لأغلب طلبات المدعي العام، الذي طالب بعامين ونصف سجنا (من بينها 12 شهرا نافذة للمتهم الرئيسي مـعز الكرسلاوي)، وقد أدِيـن من طرف المحكمة بتقديم الدعم لمنظمة إرهابية وبعرض أعمال عنف وبتقديم معلومات لصناعة أسلحة، وكان قرار الاتهام قد اعتبر أن الكرسلاوي، "دعـم بشكل نشط خطـة للإرهاب الجهادي من خلال وضعه على ذمة مجرمين وسيلة اتصال حديثة وناجعة".وإثر الإعلان عن الحكم، عبـر المدعي العام المناوب للكنفدرالية كلود نيكاتي عن ارتياحه، وفي تصريحات لوسائل الإعلام، قال نيكاتي "إن مبررات الحـكم، ستنجـم عنها سلسلة من النتائج"، في إشارة حسبما يبدو، إلى الهزيمة القاسية التي مُـني بها الادعاء العام في شهر فبراير الماضي، عندما برأت المحكمة نفسها سبعة من المتهمين، يشتبه في تقديمهم الدعم لمنظمة إجرامية تدور في فلك القاعدة.واعترفت مليكة وزوجها أمام المحكمة، بقيامهما بالإشراف على إدارة هذه المواقع، لكنهما رفضا تحمل أي مسؤولية عن مضمونها وصرحا بأن عدد المستعملين للمواقع كان يفوق الألف شخص، وبأنه كان يتم إدخال بعض المعلومات دون معرفتهما، لكن القاضي برنار بيرتوسا، رئيس المحكمة الجنائية الفدرالية استبعد هذا الاعتراض واعتبر أن المتهمين لم يكونا مجرد متعاطفين مع ما وصفها بالقضية الإرهابية، بل سانداها بشكل نشط من خلال منتديات الحوار التي أسـساها على شبكة الإنترنت، وقال القاضي "إن الإنترنت تحول إلى سلاح أضحت أهميته الإستراتيجية اليوم، أساسية".واقتصرت التهمة الموجهة إلى مليكة، على تقديم الدعم لمنظمة إرهابية والتواطؤ في تجسيم العنف، وحكمت عليها بستة أشهر مع تأجيل النفاذ (لفترة تستمر 3 أعوام)، فيما كان المدعي العام طالب ب12 شهرا غير نافذة.
العودة إلى بلجيكا

بعد انتهاء قضيتها في سويسرا عادت مليكة إلى بلجيكا حيث كان النظام مرارا متساهلا معها، إذ احتجزت مع 13 آخرين في إطار مؤامرة يشتبه في تدبيرها لتحرير إرهابي مدان من السجن ولتنفيذ هجوم في بروكسيل، لكن القانون البلجيكي اقتضى إطلاق سراحهم خلال 24 ساعة ولم توجه إليهم تهم، كما ان التحريات لم تسفر عن ظهور أسلحة أو متفجرات أو وثائق تدينهم. فعادت الى بيتها لحشد الناشطين على موقعها الالكتروني، كما كانت تتلقى أكثر من 1100 دولار شهريا (حوالي مليون سنتيم) كمخصصات بطالة.
وقال غلين اودينارت مدير الشرطة الاتحادية البلجيكية للصحافة إن "جهادها ليس قيادة عملية، ولكن إلهام الآخرين لشن الجهاد. وتتمتع بالحماية التي توفرها بلجيكا. وفي الوقت نفسه فهي خطر محتمل".
وتدعي مليكة أنها لا تقوم بنشر أي إرشادات حول صنع القنابل، وليست لديها نية كي تستخدم السلاح بنفسها، ولكنها تحث الرجال المسلمين على الذهاب للقتال وتدعو النساء إلى تبني القضية. وقالت "أم عبيدة" في إحدى المقابلات، "ليس دوري أن أقوم بالتفجيرات، هذا شيء يدعو إلى السخرية. أنا لدي سلاح وهو الكتابة والكلام. هذا هو جهادي، إذ يمكنك القيام بالكثير عن طريق الكلام. وتعد الكتابة قنبلة هي الأخرى".
ليلة القبض على مليكة
في 11 دجنبر الجاري اعتقلت الشرطة الفيدرالية في بلجيكا مليكة العرود رفقة 13 آخرين للاشتباه في صلتهم بتنظيم القاعدة، وتخطيطهم لهجمات انتحارية تستهدف زعماء الاتحاد الأوربي المشاركين في قمة الاتحاد. وشملت المداهمات مدينتي "لييج" و"بروكسيل". وصرحت مصادر حكومية أن الشرطة اعتقلت المشتبهين بشكل وقائي للشك في قيامهم بالتخطيط لهجمات إرهابية خلال قمة الاتحاد الأوربي، وذكرت مصادر قضائية بلجيكية أن السلطات تشتبه في أن المعتقلين هم أعضاء خلية إسلامية على صلة بتنظيم القاعدة ويضمون 3 أشخاص وصلوا لتوهم من أفغانستان، حيث تلقوا تدريبات للقيام بهجمات انتحارية وأحدهم قام بتوديع أسرته وأصدقائه، وكان يبدو مستعدا لارتكاب هجوم، إذ حصل على الضوء الأخضر لتطبيق المخطط وودع أقرباءه، "لأنه يريد الذهاب إلى الجنة بضمير مرتاح".وبعد مثول المتهمين أمام قاضي التحقيق تم الاحتفاظ بخمسة شباب تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة إضافة إلى مليكة الأكبر منهم سنا.
وأكد المتحدث باسم النيابة العامة أن المرأة التي وجه إليها الاتهام رسميا تلعب "دورا مهما" في القضية. ووصفتها مصادر أمنية بأنها "أسطورة حية" بالنسبة إلى القاعدة، كاشفة أن العملية هدفت إلى ضرب تهديدات محتملة تتزامن مع انعقاد قمة للاتحاد الأوربي في بروكسيل، مع الإشارة إلى أن أجهزة الأمن كان لديها 24 ساعة فقط للتحرك.ونفذ عملية الاعتقال 242 رجل شرطة شاركوا في 16 عملية مداهمة شملت مدينتي "لييج" و"بروكسيل".ووصفت مصادر قضائية هذه العملية ب"الأكثر أهمية" على التراب البلجيكي، تورط فيها أشخاص شاركوا في تدريبات في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.وأكدت المصادر على الدور الذي تلعبه مليكة العرود في التنسيق والتخطيط للعملية، وكذا ضلوعها في مخططات نزار طرابلسي والمجموعة التي سافرت للتدريب في أفغانستان.ومن المنتظر أن تنظر المحكمة في قضية مليكة في 7 من يناير المقبل بطلب من محاميي الخلية، وأوردت جريدة "لوجورنال دي ديمونش" عن مصادر قضائية، أن المتهمين الستة الذين ألقي عليهم القبض قبل عشرة أيام، سيمكثون رهن الاعتقال إلى غاية التاريخ المذكور لإعطاء الفرصة للدفاع من أجل الاطلاع وفحص الملفات.
وبلغ حجم المتابعات 32 ملفا ضخما تضم عشرات الآلاف من الصفحات والوثائق (30 ألف صفحة)، المتعلقة ب14 متهما الذين اعتقلوا في بداية المداهمات في 11 دجنبر الجاري، والذين تربطهم علاقة بخلايا "جهادية"، ثمانية منهم يتابعون في حالة سراح.

16‏/12‏/2008

لماذا يكرهون رشيدة داتي؟

الوزيرة الفرنسية ذات الأصول المغربية ضحية حرب قذرة تحرك خيوطها أطراف عنصرية ومتزمتة

إن حالة رشيدة داتي وزيرة العدل الفرنسية، وابنة حي سباتة الشعبي بالدار البيضاء، لا يتمناه المرء لا للعدو ولا للحبيب، أو كما يقول المثل المغربي فإن وضعها مثل وضع الكافر "المزلوط" .. لا دنيا ولا آخرة! فحارسة أختام الجمهورية لا تجد لها سندا في بلد الأنوار حيث تضع يدها على "إحدى وزارات السيادة"، ولا في بلدها الأصلي المغرب الذي تعامل فيه البعض مع وضعها بشكل أخلاقوي ضيق، ورأى في بطنها المنتفخة حملا سفاحا من رجل نكرة.
مشوار رشيدة داتي وزيرة العدل لم يكن قط سهلا منذ دخولها حكومة فرانسوا فيون في أبريل 2007، مسيرة مليئة بالأحقاد والأسرار والضربات تحت الحزام وفوقه، ومع ذلك بقيت تلك السيدة واقفة إلى أبعد مدى، تتلقى اللكمات والضربات تلو الأخرى، تحاك حولها الدسائس، وتنشر بخصوصها الأقاويل بغية النيل منها، ومع كل صدمة كان الجميع يظن أن هذه الضربة أو تلك ستكون الأخيرة، أو القاضية على آمالها والتي ستطيح بها، وتهشم رأسها "القاسحة".
لقد غدت رشيدة ضحية حملة إعلامية ممنهجة، والملف الأخير الذي خصصته مجلة "لوبوان" كان قاسيا ومتحاملا إلى درجة تدفع للاعتقاد أنها "صفقة" مدفوعة الأجر من أعدائها. وتساءلت وسائل إعلام أخرى عن هوية من يحرك خيوط المؤامرة، وذهبت وزيرة التعليم العالي فاليري بيكريس مدافعة عن زميلتها، إلى القول إن الكثيرين ممن يفتحون أفواههم القذرة بالحقد، لم يقوموا حتى بربع الإصلاحات التي حققتها داتي. فجوبهت بحركة استقالات، واتهمت بالمزاج التسلطي والإفراط في استخدام السلطة، كما دخلت في مواجهة مفتوحة مع سلك القضاء بسبب تلك الإصلاحات معتبرين إياها نكسة في تاريخ القضاء الفرنسي.
ولم يشارك الفرنسيون وحدهم في هذه الحملة الشعواء، فانضم إليهم الانجليز أيضا، وتحدثت "التايمز" عن التخبط والارتباك الذي يسيطر على ساركوزي بشأن من أسمتهما الثنائي الناعم" رشيدة داتي و "راما ياد" وزيرة حقوق الإنسان الملقبة ب "كوندوليزا رايس فرنسا".
وأورد تقرير لجريدة "دايلي تيليغراف"، غضب ساركوزي من داتي، التي طالما اتهم دائما بأنه يقربها منه أكثر من اللازم، مشيرا إلى "فقدانها الحس والبراعة السياسيين وعشقها وولعها بالثراء، الأمر الذي أرهق موظفيها ورئيسها على حد سواء"، كما أصرت في أعقاب انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة في رابع نونبر الماضي على الحصول على رقم الهاتف المحمول للرئيس المنتخب.
لقد وضع ساركوزي شديد الذكاء "صغيرته العربية" في "فم المدفع"، واختارها ذرعا في الواجهة، كي تتلقى الضربات نيابة عنه. ووسط كل هذا اللغط والأحداث المثيرة التي تليق بمسلسل "صابون" أمريكي، حددت المرأة لنفسها تاريخا محددا للرحيل وترك الجمل بما حمل، وغدت سيدة قرارها عندما فأجات الكل ببطنها المنتفخة، وكأنها تمهلهم بتسعة أشهر للرحيل.
وإذا كان الفرنسيون يتابعون حكاية طفل داتي من باب التشويق والدعابة السياسة، فقد اتخذ الأمر عندنا بعدا أخلاقويا فجا، وأصبحت تقذف ضمنيا تارة، وصراحة في الكثير من الأحيان، بأقبح النعوت خاصة في التعامل مع حملها وأب طفلها "اللقيط".
رشيدة وصولية، رشيدة متملقة، رشيد انبطاحية .. من الممكن أن تكون داتي كل هذا على السواء، لكنها تبقى امرأة قوية وقفت في وجه الجميع، وفرضت قواعد اللعبة على طريقتها، وحققت ما لم تتمكن امرأة ذات أصول عربية أخرى من تحقيقه.
إن المشكل الحقيقي لرشيدة داتي يكمن في انتمائها إلى ضفتين يتجاذبانها كل بخصوصيته وإكراهاته، ويضع مؤخرتها حسب التعبير الفرنسي بين كرسيين. فما كانت تعتقده غنى لها ولتجربتها، ورمزا لاندماج الأقليات، أصبح اليوم سياطا تجلد بها بلا هوادة وعائقا تدفع ضريبته الغالية كل يوم.
جمال الخنوسي

خلية مليكة المغربية تمتد إلى فرنسا وإيطاليا


التعاون الأمني بين البلدان الأوربية يطيح برؤوس جديدة

أوردت جريدة "لوجورنال دي ديمانش" الفرنسية نقلا عن مصادر أمنية أن شخصين اعتقلا يوم الخميس الماضي بمدينتي "أميان" و"غرونوبل"، مثلا أمام قاضي التحقيق أمس (الاثنين).
وذكرت الجريدة أن المشتبه فيهما لهما علاقة بخلية القاعدة التي تتزعمها المغربية مليكة العرود في بلجيكا، والتي اعتقل ستة من أفرادها يوم الخميس الماضي الذي تزامن مع انطلاق القمة الأوربية ببروكسيل.
وأكد المصدر ذاته أن عملية الاعتقالات المتوازية التي تمت في كل من بلجيكا وفرنسا، جاءت ثمرة للتعاون الأمني بين البلدين: خلية محاربة الإرهاب والمديرية المركزية للاستعلامات الداخلية من الجانب الفرنسي، والفرقة الجنائية من الجانب البلجيكي.
ووصفت مصادر أمنية عملية الاعتقال ب"المهمة جدا"، والكفيلة بتقديم معلومات جديدة حول الوجه الجديد للإرهاب الذي بدأ يتفشى في أوربا بقيادة أفراد من جيل المهاجرين، وبالتالي فهم طرق عملها وإعدادها للتفجيرات والمخططات الإرهابية.
وارتباطا بالخلية ذاتها لم يستبعد وزير الداخلية الايطالي، في تصريح لوكالة فرانس بريس، وجود علاقة بين خلية مليكة العرود، واعتقال الإمام المتطرف عياشي بسام في مدينة باري الايطالية في 11 نونبر الماضي، بتهمة مساعدة خمسة مهاجرين غير شرعيين، مؤكدا في الآن ذاته أن تبادلا للمعلومات تم بين المصالح الأمنية للبلدين.
وكانت النيابة العامة البلجيكية احتفظت بستة من المعتقلين الذين وجهت إليهم تهمة "الانتماء إلى مجموعة إرهابية"، أربعة منهم من أصول مسلمة، ويتعلق الأمر بالمغربية مليكة العرود (49 سنة)، والمغربي هشام بيايو (23 سنة)، وي. حريزي، وعلي غنوتي البالغ 23 سنة، واثنين من معتنقي الإسلام، هما ، وج. تروفوا، وعبد العزيز ابن عبد الله باستين البالغ 25 سنة، وهو ابن "جون فرانسوا باستين" الشخصية المعروفة باعتناقها الإسلام الراديكالي ودفاعه المستميت عن توجهاته. وأصبح اسمه عبد الله أبو عبد العزيز باستين بعد اعتناقه الإسلام سنة 1973.
جمال الخنوسي
الصورة
عبد الله أبو عبد العزيز باستين (خاص)

15‏/12‏/2008

أمريكا عجلت باعتقال خلية مليكة العرود


الاستخبارات التقطت مكالمة هاتفية بين المغربي هشام بيايو وسيدة في بلجيكا تتحدث عن عملية وشيكة

ذكرت مصادر أمنية بلجيكية أن اقتناص الأمريكيين لمكالمة هاتفية، وتحويل مضمونها مباشرة إلى السلطات في بروكسيل، بين المشتبه فيه هشام بيايو وسيدة في بلجيكا، عجل بعملية الاعتقال التي نفذتها الشرطة الفيدرالية في كل من مدينتي "لييج" و"بروكسيل"، يوم الخميس الماضي وشملت 14 شخصا للاشتباه في صلتهم بتنظيم القاعدة، وتخطيطهم لهجمات انتحارية تستهدف زعماء الاتحاد الأوربي المشاركين في قمة الاتحاد.
وكشفت المصادر ذاتها أن النيابة العامة البلجيكية احتفظت بستة من المعتقلين الذين وجهت إليهم تهمة "الانتماء إلى مجموعة إرهابية"، أربعة منهم من أصول مسلمة ويتعلق الأمر بالمغربية مليكة العرود 49 سنة، والمغربي هشام بيايو 23 سنة، وي. حريزي، وعلي غنوتي البالغ 23 سنة، واثنين من معتنقي الإسلام، هما عبد العزيز ابن عبد الله باستين البالغ 25 سنة، وج. تروفوا.
وتعد مليكة العرود شخصية معروفة جدا في المواقع الالكترونية الإسلامية التي ملأتها كتابات تشيد بالدور البطولي الذي قام به زوجها الراحل عبد الستار دهمان باغتياله أحمد شاه مسعود الزعيم الأفغاني المناهض لحركة طالبان في التاسع من شتنبر 2001.
وكانت العرود قالت في مقابلة مع صحيفة "هيرالد تريبون" في ماي الماضي إن "دوري ليس تفجير القنابل، هذا سخيف. لدي سلاح، انه سلاح الكتابة. هذا هو جهادي. يمكنكم تحقيق الكثير بواسطة الكلمات. الكتابة هي أيضا قنبلة".
وعاد الثلاثي هشام بيايو، وي. حريزي، وعلي غنوتي إلى بلجيكا قادمين من تدريب في أفغانستان مرورا بباكستان وإيران وتركيا بين شهري أكتوبر وبداية دجنبر الجاري.
أما عبد العزيز ابن عبد الله باستين من مواليد سنة 1983، فهو ابن "جون فرانسوا باستين" الشخصية معروفة باعتناقها الإسلام الراديكالي ودفاعه المستميت عن توجهاته. وأصبح اسمه عبد الله أبو عبد العزيز باستين بعد اعتناقه الإسلام سنة 1973.
كما أن أخاه الأكبر محمد الأمين باستين، وضعته السلطات التركية في يونيو 2004 في خانة المشتبه فيهم بعد التفجيرات الإرهابية التي راح ضحيتها 63 قتيلا و750 جريحا في نونبر 2003.
من جهته، يبقى علي غنوتي وجها معروفا لدى الشرطة البلجيكية بتنفيذه لعمليات السرقة والعنف، ومسجل لديها على أنه "عنصر خطر". والأمر ذاته يمكن أن يقال عن هشام بيايو المتحدر من أصول مغربية إذ وصل والداه إلى بلجيكا في 1966. ومن بين سبعة إخوة لبيايو، أربعة منهم يقضون مددا مختلفة في السجن تتراوح التهم الموجهة إليهم بين الضرب والجرح والسرقة الموصوفة والتهديد وتكوين عصابة.
وتؤكد السلطات القضائية والأمنية في بلجيكا أن سياستها الوقائية ساهمت في تجنب وقوع اعتداء في بروكسيل في 2007، وهي تنوي المضي على هذا الطريق لتجنيب البلاد اعتداءات إرهابية، ما تزال حتى الساعة في منأى عنها.
جمال الخنوسي

مغربية تتزعم أكبر خلية إرهابية في بلجيكا


ابنة مدينة طنجة كانت تريد تحويل حفلات أعياد السنة في بلجيكا إلى حمام دم

اعتقلت الشرطة الفيدرالية في بلجيكا 14 شخصا للاشتباه في صلتهم بتنظيم القاعدة وتخطيطهم لهجمات انتحارية تستهدف زعماء الاتحاد الأوربي المشاركين في قمة الاتحاد التي انطلقت أول أمس (الخميس) حسبما أوردت وكالة الأنباء البلجيكية والتلفزيون الرسمي.
ومن بين المعتقلين في كل من مدينتي "لييج" و"بريكسل" ورد اسم مليكة العرود ذات الأصول المغربية وأرملة الانتحاري المتورط في اغتيال شاه مسعود في التاسع من شتنبر 2001 في أفغانستان يومين فقط قبل أحداث ال11 من شتنبر.
وصرحت مصادر حكومية أن الشرطة اعتقلت المشتبهين بشكل وقائي للشك في قيامهم بالتخطيط لهجمات إرهابية خلال قمة الاتحاد الأوربي التي استمرت يومي الخميس والجمعة.
وذكرت مصادر قضائية بلجيكية أن السلطات تشتبه في أن المعتقلين هم أعضاء خلية إسلامية على صلة بتنظيم القاعدة ويضمون 3 أشخاص وصلوا لتوهم من أفغانستان حيث تلقوا تدريبات للقيام بهجمات انتحارية وأحدهم قام بتوديع أسرته وأصدقائه وكان يبدو مستعدا لارتكاب هجوم، إذ حصل على الضوء الأخضر لتطبيق المخطط وودع أقرباءه، "لأنه يريد الذهاب إلى الجنة بضمير مرتاح".
وبعد مثول المتهمين أمام قاضي التحقيق تم الاحتفاظ بخمسة شبان تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة إضافة إلى امرأة أكبر منهم سنا وتدعى مليكة العرود من أصول مغربية، وهي طليقة عبد الستار دحمان، قاتل القائد الأفغاني لتحالف الشمال أحمد شاه مسعود الذي لقي مصرعه على يد عناصر من تنظيم القاعدة عشية الهجمات الإرهابية في نيويورك.
وتبلغ مليكة العرود 49 سنة، عاطلة عن العمل، ولدت في مدينة طنجة، ووصلت إلى بلجيكا سنة 1964، أبوها كان عاملا، ولها أربعة إخوة وأخوات.
وكانت مليكة، العقل المدبر لهذه الخلية الجهادية التي تقود "الحرب المقدسة" ضد "الغرب الفاسد"، تطلب في الشهور الأخيرة لكل من يريد محاورتها من وسائل الإعلام، دفع 10 آلاف أورو أي أكثر من 12 مليون سنتيم من أجل ترديد "خطابات الحقد" التي تنشرها على شبكة الانترنيت تحت اسم مستعار هو "أم عبيدة".
كما أن مليكة العرود التي ترتدي النقاب القريب من البوركة الأفغانية، قامت بنشر كتاب يحمل عنوان "جنود النور" وقدمت نفسها على أنها "الابنة الصغيرة والزوجة وأخت كل المجاهدين".
والتفتت إليها وسائل الإعلام العالمية بعد روبورتاجات اهتمت بحالتها، نشرت، خلال السنة الجارية، في كل من جريدة "لوموند" و"نيويورك تايمز" و"هيرالد تريبيون".
وتزوجت في نهاية الثمانينات بعبد الستار دحمان الذي قتل في شتنبر 2001 على يد حراس شاه مسعود.
وفي سنة 2001 استفادت البلجيكية مليكة العرود من دعم السفارة في "كاراتشي" للعودة إلى بلدها.
وفي سنة 2003 قدمت للمحاكمة رفقة نزار طرابلسي و22 معتقلا آخر وتم إطلاق سراحها لعدم كفاية الأدلة ضدها.
ورحلت مليكة إلى سويسرا رفقة زوجها الثاني التونسي معز كرسلاوي حيث حكم عليها بستة أشهر حبسا بتهمة إعداد موقع الكتروني ينشر بروباغندا تنظيم القاعدة، ويحوي مقاطع فيديو تظهر عمليات الذبح والتقتيل.
وفي سنة 2006 عادت لتستقر في بروكسل من أجل استقطاب انتحاريين جدد مستعدين للقيام بأعمال ارهابية في قلب أوربا.
وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي "ايف لوتيرم" للصحافة أمس (الجمعة) أن إلغاء القمة بسبب المخاطر الإرهابية كان "أحد الاحتمالات المطروحة" لكن "ذلك لم يكن ضروريا في أي من الأوقات".
وتابع "لو وقع في نهاية المطاف اعتداء بالقنبلة أو كارثة ما بدون أن نكون اتخذنا هذه الإجراءات الوقائية لكان الجميع قالوا انه لم يتم بذل كل الجهود لتجنبه".
وكان أربعة بلجيكيين انضموا مع مواطنين من بلدان أخرى في نهاية 2007 إلى رجل يعمل كعنصر ربط في باكستان وأفغانستان وتم التعريف به بالحرفين "م. ج.
وعاد اثنان من هؤلاء الأشخاص قبل بضعة أشهر إلى بلجيكا حيث خضعا للمراقبة. أما الثالث الذي يشتبه بأنه تطوع لعملية انتحارية فعاد في الرابع من دجنبر.
والثلاثة بين الأشخاص الذين اعتقلوا الخميس فيما يشتبه في أن الموقوفين الآخرين "قدموا دعما لوجستيا وماديا".
وأكد المتحدث باسم النيابة العامة أن "المرأة التي وجه إليها الاتهام رسميا هي مليكة العرود" التي أعلن المدعي العام الفدرالي يوهان ديلمول الخميس أنها تلعب "دورا مهما" في القضية.
ووصفتها مصادر أمنية بأنها "أسطورة حية" بالنسبة إلى القاعدة، كاشفة أن العملية هدفت لضرب تهديدات محتملة تتزامن مع انعقاد قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسيل، مع الإشارة إلى أن أجهزة الأمن كان لديها 24 ساعة فقط للتحرك.
ونفذ عملية الاعتقال 242 رجل شرطة شاركوا في 16 عملية مداهمة شملت مدينتي "لييج" و"بروكسيل".
ووصفت مصادر قضائية هذه العملية ب"الأكثر أهمية" على التراب البلجيكي، تورط فيها أشخاص شاركوا في تدريبات في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
وترجع المصادر ذاتها بداية التحقيق إلى نهاية سنة 2007 عندما حصلت الشرطة على معلومات حول مخطط هروب من السجن بواسطة المتفجرات والقنابل يقوده التونسي نزار طرابلسي الذي حكم عليه في بلجيكا ب10 سنوات سجنا بعد اتهامه بإعداد عمل إرهابي في شتنبر 2001، وتفخيخ شاحنة من أجل تفجير قاعدة عسكرية تضم جنودا أمريكيين.
وأكدت المصادر على الدور الذي تلعبه مليكة العرود في التنسيق والتخطيط للعملية، وكذا ضلوعها في مخططات نزار طرابلسي والمجموعة التي سافرت للتدريب في أفغانستان.
وبعد موت زوجها الأول في عملية الاغتيال في أفغانستان ارتبطت مليكة بزوجها الثاني المتورط بدوره في الخلية المعتقلة.
وكانت مليكة العرود ظهرت في لقاء مع شبكة "سي إن إن" قبل عامين، وصفت خلاله "الحب" الذي كانت تشعر به هي وزوجها الراحل تجاه زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
وقالت العرود آنذاك: "يشعر معظم المسلمين بحب لابن لادن. لقد كان هو الرجل الذي وقف في وجه العدو الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن نحبه لأجل ذلك".
ووصفت العرود ما تشعر به بعد موت زوجها بالقول: "أن تكون المرأة زوجة شهيد، فهذا بالفعل ذروة الإسلام".
وقالت الشرطة إنها كانت تحول دون سفر العرود إلى أفغانستان للقيام بأنشطة ضد قوات التحالف الدولي، علماً أن البعض كان ينظر إليها على أنها ناشطة في مجال التجنيد، وخاصة على شبكة الانترنت، وليس القتال المباشر.
جمال الخنوسي

المغرب فكك 30 شبكة إرهابية والخطر في تزايد

المسؤول الفرنسي السابق في دي إس تي يشير إلى تزايد بؤر الإرهاب وشكيب بنموسى يدعو إلى الحذر

أكد لويس كابريولي المسؤول السابق في مديرية الأمن الترابي (دي إس تي) الفرنسية، أن المغرب فكك 30 شبكة إرهابية خلال السنة الجارية، وتمكنت فرنسا من الكشف عن ثلاث شبكات أو أربع، منبها إلى ظهور بؤر جديدة لعدم الاستقرار، في كل من سوريا والنيجر وشمال مالي وموريتانيا.
وتأتي تصريحات المسؤول الفرنسي السابق والخبير في قضايا الإرهاب في حوار أجرته معه جريدة "لوجورنال دو ديمونش" الفرنسية بعد الأعمال الإرهابية التي هزت مدينة بومباي الهندية.
وقال كابريولي إن الدقة التي تمت بها العمليات الإرهابية تشبه احترافية جيش حقيقي. ومن الوارد جدا تورط تنظيم القاعدة إما من خلال توصيات اليد اليمنى لأسامة بن لادن، أيمن الظواهري، أو من خلال استلهام الموديل التطبيقي والإيديولوجي، "يتعلق الأمر هنا بضرب الدول الغربية والمصالح الاقتصادية للدول المارقة (...) بالإضافة إلى استهداف اليهود، ودولة إسرائيل الموالية للولايات المتحدة الأمريكية، والبلد المضطهد (بكسر الهاء) للفلسطينيين".
واعتبر المسؤول الفرنسي السابق، أنه مع عملية بومباي في الهند ارتفع سلم الخطر والتهديد درجات، "إننا لسنا أمام انتحاريين عاديين، ففي العملية التي شهدتها مدينة بالي (أندونيسيا) ارتمى الجناة المفخخون بالمتفجرات على أهدافهم داخل سيارات بسرعات جنونية في علب ليلية مليئة بالأبرياء، أما في حالة بومباي، فيتعلق الأمر بقوة خاصة انتقلت إلى المدينة عبر البحر، وهي دليل على الإتقان والدقة. صحيح أن الإرهابيين كانوا يعرفون أنهم سيموتون، لكنهن استولوا على المكان لمدة أربعة أيام مثلهم مثل أي وحدة عسكرية".
واعتبر الخبير في قضايا الإرهاب الهجوم على المستشفى أمرا يستحق التأمل لان الهدف منه هو نشر الذعر داخل السكان، ومخطط الهجوم يدل على أن العملية تم التخطيط لها على مدى شهور، والمخططون استفادوا من مساعدة لوجستيكية مهمة في مكان التنفيذ من أجل المعاينة التقنية، كما خضعوا لغرس أفكار دينية، وتكوين في أحد معسكرات التدريب.
وقال كابريولي إن الإرهابيين نجحوا في حبس أنفاس العالم على مدى أربعة أيام، وحققوا نجاحا كبيرا لدى الموالين لهم والمتعاطفين حول العالم وأبرزوا بؤرة جديدة للعمل الإرهابي، "حتى المتطرفون الشباب في أوربا سيجذبهم هذا القطب الإرهابي الجديد، الذي برز بين الهند وباكستان، لقد زاد حجم الخطر مع تعدد بؤر الإرهاب، رغم أن بلدان المغرب العربي والمملكة العربية السعودية وأوربا تقود ضدها حربا شعواء، كما بدأت تتعاون في ما بينها بشكل فعال".
وفي السياق ذاته جاءت التحذيرات التي أطلقها وزير الداخلية شكيب بنموسى والتي دعا فيها إلى ضرورة التحلي باليقظة، بعد اعتداءات مومباي التي تم التحضير لها لأشهر. وأوضح بنموسى مساء الاثنين الماضي أمام إحدى لجان مجلس المستشارين أن "المعطيات المتوفرة لدينا تحثنا على اعتماد الحذر واليقظة لأننا من الدول المستهدفة" بالإرهاب.
وأضاف وزير الداخلية "هناك في المغرب كما في الخارج أحزاب وجماعات لديها أهداف لا تندرج في إطار الممارسة الديمقراطية"، دون أن يذكر هذه الجماعات.
وتابع في إشارة إلى اعتداءات مومباي "المجموعة (المهاجمة) دخلت إلى الهند قبل أربعة أشهر وحضرت الدعم اللوجستي والتقت مجموعات أخرى ونفذت اعتداءات أوقعت للأسف قتلى"، مؤكدا "وبالتالي يصبح الحذر واجبا".
وكان المغرب شهد أول اعتداءات دامية نفذها إسلاميون متطرفون في 16 ماي 2003 حين أوقعت خمس هجمات متزامنة 45 قتيلا بينهم 12 انتحاريا في الدار البيضاء.
كما شهد اعتداءات أخرى أقل حدة في مارس وأبريل 2007 بالدار البيضاء ومحاولة اعتداء في غشت من العام ذاته في مكناس لم يصب فيها إلا الانتحاري الذي كان يستهدف حافلة للسياح.
وقتل 188 شخصا في اعتداءات مومباي بين مساء الأربعاء والسبت الماضيين، بحسب آخر حصيلة رسمية هندية. وأصيب أكثر من 300 شخص بجروح في هذه الاعتداءات.
جمال الخنوسي

سيدي قاسم تتحول إلى جرادة ثانية

النقابة الأكثر تمثيلا ترفض إغلاق مصفاة سيدي قاسم وتتهم الحكومة بالتواطؤ

اتهم المكتب النقابي الموحد للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بشركة سامير الحكومة والسلطات المعنية بمباركة قرار إدارة سامير وتشجيعها على إغلاق مصفاة سيدي قاسم، وبالتالي إعدام فرص الشغل بالمدينة التي تحولت إلى جرادة ثانية.
كما نبه المكتب النقابي إلى "القفز على المقتضيات القانونية الشغلية المتعلقة بإغلاق المقاولة وتسريح أو تنقيل العاملين بها".
وفي الاتجاه ذاته، أعلن المكتب النقابي الموحد للكونفدرالية الديمقراطية الذي اجتمع في 29 نونبر الماضي بمقر النقابة بمدينة المحمدية رفضه القاطع لقرار إغلاق مصفاة سيدي قاسم اعتبارا من نهاية السنة الجارية وتوقيف نشاط تكرير البترول، معتبرا القرار غير منسجم مع متطلبات تأمين الحاجيات النفطية والطاقية للبلاد وتأهيل الصناعات الوطنية سيما في ظل مستجدات الاقتصاد العالمي والتقلبات العنيفة لسعر البرميل وعدم الشروع في تشغيل الوحدات الإنتاجية الجديدة بالمحمدية.
كما طالب المكتب بضرورة دعم ومساندة الصناعة البترولية الوطنية من أجل توفير الحاجيات الكمية والتنوعية وتقنين اللجوء إلى الاستيراد بإعطاء الأسبقية للمنتوج الوطني محذرا في الآن ذاته من أن يكون التحرير المطلق للسوق الوطنية سببا في أزمة التموين خصوصا أمام احتدام تناقض مصالح الفاعلين في المجال.
واعتبر المكتب النقابي، في بلاغ توصلت "الصباح" بنسخة منه، أن الطبقة العاملة هي من سيدفع ثمن هذا الوضع وبالتالي سقوطها ضحية للسياسات المنتهجة داعيا إدارة شركة سامير إلى التفاوض الجماعي والمسؤول من أجل ضمان الاستقرار الوظيفي وحماية الحقوق المكتسبة والإبقاء على نشاط التكرير بمصفاة سيدي قاسم إلى حين استقرار تشغيل المجمع الصناعي الجديد بالمحمدية ووضوح الرؤية الكاملة لتدبير السوق الوطنية للمحروقات.
جمال الخنوسي

03‏/12‏/2008

رفع شعار معاد لمغربية الصحراء في مهرجان طنجة


ممثلان إسبانيان حملا لافتة ضد الوحدة الترابية وجهات تطالب بفتح تحقيق مع المتهاونين

رفع ممثلان إسبانيان لافتة معادية للوحدة الترابية خلال حفل اختتام الدورة الثانية من مهرجان السينما الاسبانية، الذي احتضنته مدينة طنجة ما بين 24 أكتوبر وفاتح نونبر الجاري.
وعمد أعداء الوحدة الترابية إلى وضع الشريط على موقع "يوتوب" ذائع الصيت، إذ يظهر الممثلان "ويلي توليدو" و"كارلوس بارديم" اللذان حلا ضيفين على المهرجان يحملان لافتة كتب عليها "free western sahara" (الحرية للصحراء الغربية).
ويبدي الشريط الضيفين يحملان اللافتة لمدة طويلة دون تحرك أي كان لوضع حد للحادث، إلى أن يهمس في أذنهما ضيف إسباني ثالث، ليلما اللافتة ويلتحقا بالأضواء والكاميرات الحاضرة أمام عجز الجميع في مسرحية محكمة التنظيم.
واعتبرت مجموعة من الفعاليات الحادث المؤسف "إهانة للشعب المغربي داخل التراب الوطني" منددة في الآن ذاته ب"تهاون المسؤولين" وتقاعسهم.
وفي الاتجاه ذاته ساءلت وزارة العدل حول الأسباب وراء عدم فتح تحقيق في الحادث المؤسف الذي تزعمه "هؤلاء المشوشون".
وذكرت مصادر "الصباح" أن المهرجان الذي ينظم ب"الخزانة السينمائية بمدينة طنجة" استفاد من منحة وزارة الاتصال. وتميزت دورته الثانية التي حضرها وزير الثقافة الإسباني سيزار أنطونيو مولينا، بتكريم الممثلة الاسبانية المعروفة إيما سواريس، وعرض مجموعة من أفلامها التي قامت فيها بدور البطولة في سن الخامسة عشرة قبل أن تقوم بأدوار مع مخرجين كبار من أمثال بيدرو ألمودوفار. كما ناقشت التظاهرة الفنية محاور تهم على الخصوص "الانتاج المشترك" و"الأدب والسينما" و"نساء السينما".
و"كارلوس بارديم" الذي يقف وراء تحريك خيوط هذه المسرحية، أخ الممثل الاسباني الأكثر شهرة "خافيير بارديم" الذي شارك في فيلم "نوكاتري فور أولد مان" (لا بلد للعجائز)، إلا أن كارلوس له مسيرة فنية خافتة طغت عليها نجومية أخيه.
وخيمت على الدورة الأولى من المهرجان التي نظمت بين ثاني وعاشر نونبر من السنة الماضية، اندلاع أزمة دبلوماسية بين المغرب وإسبانيا بسبب تزامن افتتاحها مع إعلان زيارة العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول وزوجته الملكة صوفيا، إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
ويذكر أن الهدف من تنظيم مهرجان السينما الاسبانية كان تأسيس تبادل الخبرات والتجارب السينمائية بين المغرب وجارته الشمالية، في إطار مشروع "بين الضفتين" ويروم تعزيز التعاون الفني والثقافي بين البلدين.
جمال الخنوسي

اعتقال عبد الرحيم بختي ضمن خلية بليرج

شارك مع أخيه عبد اللطيف بختي المعتقل بالمغرب في عملية السطو على بنك بلجيكي


قام الأمن البلجيكي بحملة اعتقالات بمدينة بروكسيل، ارتبطت بملف نشاط العصابات الكبرى، ويتعلق الأمر بعملية السطو المسلح على مقر شركة "برينكس" في أبريل سنة 2000، وذلك موازاة مع الحملة التي قامت بها الشرطة الفيدرالية البلجيكية، صباح يوم الخميس الماضي، بطلب من السلطات المغربية التي أصدرت 17 مذكرة بحث دولية في حق مطلوبين في قضايا الإرهاب،
وذكرت مصادر مطلعة أن العملية تمحورت بشكل خاص حول عبد الرحيم بختي أخي عبد اللطيف بختي المعتقل في المغرب في إطار خلية بليرج، وأدت إلى اعتقاله.
وتعتبر السلطات البلجيكية عبد اللطيف بختي المتهم الرئيسي في عملية السطو التي تمكن بمقتضاها المهاجمون من سرقة 17 مليون أورو، ولم تكشف لحد الآن لائحة الأسماء المتورطة في عملية السطو تلك .
وأسفرت المداهمات والاعتقالات على العثور على قاذفة صواريخ سهلة الاستعمال.
ومع اعتقال خلية بليرج في المغرب بداية هذه السنة تحدثت عدة مصادر عن ارتباط بليرج بتجارة السلاح. كما أفادت أن بيت بليرج في بلجيكا بمدينة مولونبيك سان جون خضع للتفتيش في سنة 1990 بعد اتهامه بالاتجار بالسلاح دون أن يثبت ضده أي اتهام. إلى أن تم تجنيده عميلا للمخابرات سنة 2000 وزرعه في الأوساط الإسلامية من أجل نقل الأخبار والمعلومات.وتساءلت المصادر ذاتها عن الأسباب الكامنة وراء تمكن بليرج من الإفلات من مراقبة السلطات البلجيكية. وهل كان ذلك خطأ جسيما أم نوعا من التراضي أو المقايضة بين معلومات يقدمها المخبر بليرج، والتستر على تجارة سلاح بغض الطرف على أعمال إجرامية مشبوهة.
ويعد هذا الاكتشاف الأخير تأكيدا للطرح المغربي في قضية بليرج وخيوطها المتشعبة مقابل نظريات التشكيك التي تبنتها مجموعة من الأطراف داخل بلجيكا. وهو ما سيحرج مجموعة من المسؤولين البلجيكيين في الأمن والعدل، لأن السلاح المضبوط يحمل "أختاما" بلجيكية وهو ما يعزز فكرة اختراق خلية بليرج للجيش البلجيكي.
من جهة أخرى كشفت المعطيات الجديدة في ملف بليرج، العلاقات المتزايدة التي تنسجها التنظيمات الإرهابية مع شبكات اللصوصية الكبرى.
وكانت عائلة عبد اللطيف بختي، الذي يعتبر الساعد الأيمن لعبد القادر بليرج، اتهمت هذا الأخير بالتبليغ عن ابنها والاستحواذ على نصيبه من عملية السطو على بنك "البرينكس"، الذي بلغ 3 ملايين أورو وخبأها داخل مرآب، لكن بعد فرار عبد اللطيف من السجن سنة 2003، أبان بليرج عن نيته في إعادة المبلغ المالي إلى بختي، "إلا أنه غدر به وبلغ عنه السلطات المغربية بصفته إرهابيا للتخلص منه".
جمال الخنوسي

سقوط رؤوس جديدة من شبكة بليرج


المغربي طارق المعروفي المتهم بتصفية شاه مسعود متورط في خلية بليرج

ذكرت مصادر بلجيكية أن العملية التي قامت بها الشرطة الفيدرالية البلجيكية، صبيحة يوم الخميس الماضي ليست لها علاقة بقضية قرص الديفيدي الذي توصلت به إذاعة فلامانية، والذي يتضمن تهديدات لبلجيكا بسبب وجود جنودها بأفغانستان.
وترى المصادر ذاتها أن هذه المداهمات لها علاقة بعملية السطو المسلح على مقر شركة "برينكس" في أبريل سنة 2000، إذ تمكن المهاجمون من سرقة 17 مليون أورو.
اعتقل على إثرها عبد اللطيف بختي، المعروف بعبد اللطيف سعد، ثم فر، بعد شهرين من صدور الحكم، بعد أن نفى أي علاقة له بعملية السطو، كما لم يعترف بأسماء ستة من مرافقيه المكونين للعصابة المنفذة للعملية. إلا أن عملية الاعتقال التي قام بها الأمن المغربي مكنت من الكشف عن مخبأ الفار من العدالة عبد اللطيف بختي، وبالتالي وضعت حدا لمطاردة السجين الهارب من سجن "شراسيغ"، بعد أن حكم عليه ب20 سنة في يناير 2003. والاعتقالات التي جرت يوم الخميس الماضي ببلجيكا جاءت من أجل التأكد من مدى ضلوع المشتبه فيهم في عملية السطو المسلح وكذا جرائم القتل التي شهدتها بلجيكا نهاية الثمانينات، ويتعلق الأمر بجريمتين نفذتا في 3 أكتوبر 1989 الأولى بموقف سيارات مستشفى "إيرازم" بمدينة أندرلخت وراح ضحيتها البروفيسور "جوزيف يبران" الممثل للجالية اليهودية ببلجيكا، والسائق الخاص للسفير البلجيكي في المملكة العربية السعودية ذو الجنسية المصرية، ومسلمان معارضان لفتوى هدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي التي صدرت بعد نشر كتابه "آيات شيطانية". وهما جريمتا قتل نفذتا في 29 مارس 1989، وذهب ضحيتها سالم البحير الموظف بخزانة المركز الثقافي الإسلامي ببروكسيل، وعبد الله الهادي إمام مسجد. وجريمة قتل جندي متقاعد اسمه "راوول شوب" سنة 1988 وجريمة قتل "شاذ جنسي" تمت تصفيته بين 1986 و1989.
وأكدت مصادر بلجيكية أن عملية يوم الخميس الماضي التي وصفتها ب"الكبيرة والمعقدة"، تشترك مع سابقاتها في الحملة التي يقودها الأمن ضد الإرهاب، إذ شملت 12 تدخلا وتفتيش منازل نفذها مائة شرطي في بروكسل وتونغرس شمال شرق بلجيكا، ونيفلس وسط البلاد، وارلون بجنوبها الشرقي.
ومن بين الأشخاص المعتقلين التي كشفت بعض المصادر عن هويتها، نجد "محمد بولعيون" المتحدر من أصل تونسي الذي يحاكم في حالة سراح حول قضية إرهاب أخرى في ملف يعرف باسم "خلية نزار الطرابلسي"، وطارق المعروفي أحد المشتبه فيهم في قضية مقتل "شاه مسعود" في أفغانستان.
وأضافت المصادر ذاتها أن عمليات التوقيف، تمت إثر تصريحات البلجيكي المغربي عبد القادر بليرج الذي تجري محاكمته بتهمة الإرهاب، والذي أعلن، خلال استجوابه بداية السنة عن "عدد من البلجيكيين المغاربة الذين كانوا يترددون عليه وما زالوا في بلجيكا"، كما تهدف العملية التي قام بها القضاء البلجيكي إلى "تأكيد أو نفي وجود مجموعة إرهابية ناشطة أو كانت ناشطة في بلجيكا".
وكانت النيابة الفدرالية البلجيكية أعلنت أن توقيف11 رجلا صباح الخميس الماضي يأتي في إطار مذكرات توقيف دولية صدرت عن القضاء المغربي بحق عناصر مجموعة إرهابية مفترضة. وتم ضبط وثائق وأجهزة كومبيوتر خلال عمليات التفتيش، لكن لم تضبط أسلحة ولا متفجرات.وكان المغرب أصدر، في وقت سابق، 17 مذكرة بحث دولية من بينها 14 مذكرة تخص مقيمين ببلجيكا. وأعلنت الناطقة باسم النيابة "ليف بيلنس" في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن من بين الأشخاص الأحد عشر الموقوفين سبعة (ستة مغاربة وجزائري) يمكن "تسليمهم مبدئيا لأنه لم تكن لديهم الجنسية البلجيكية عند حدوث الوقائع"، مؤكدة ان الإجراءات القضائية قد تأخذ عدة أسابيع. كما سيقرر قاضي التحقيق المكلف بالملف، خلال الساعات المقبلة، ما إذا كان سيودع قيد الاعتقال المؤقت الموقوفين الأربعة الآخرين الذين لا يجوز تسليمهم لأنهم كانوا يحملون الجنسية البلجيكية عند حدوث الوقائع.
جمال الخنوسي
في الصورة محمد بولعيون