30‏/01‏/2009

مغربيان بسجن غوانتنامو يواجهان مصيرا مجهولا




البرتغال وفنلندا تعبران عن استعدادهما لاستقبال السجناء السابقين

يواجه القرار التاريخي الذي تبناه باراك أوباما منذ بداية الحملة الانتخابية الرئاسية والقاضي بإغلاق سجن غوانتنامو عدة عراقيل وعقبات، على الإدارة الأمريكية الجديدة مواجهتها في القريب العاجل.
فبعد الترحيب الكبير من مختلف الدول والهيآت الحقوقية حول العالم، تقف في وجه إغلاق المعتقل المعروف صعوبات أهمها مصير المعتقلين وطريقة التعامل معهم. خصوصا في البلدان التي من "المرجح" تعرضهم فيها إلى الاستنطاق والتعذيب.
وحسب تقارير صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية، مازال في المعتقل الشهير سجينان مغربيان فقط من أصل 250 يقبعون بغوانتنامو.
وكشفت نشرة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية لائحة بأسماء وجنسيات أكثر من خمسمائة شخص، مروا بسجن غوانتنامو، غالبيتهم من جنسيات عربية اعتقلوا خلال الحرب على الإرهاب، وتضم اللائحة سجينين مغربيين ممن تبقوا داخل المعتقل، من أصل خمسة عشر آخرين تم الإفراج عن ثلاثة عشر منهم داخل فترات مختلفة، آخرهم مجموعة تضم خمسة معتقلين أوقفوا داخل الأراضي الأفغانية وسلموا إلى السلطات المغربية في صيف سنة 2004، ليصل عدد المغاربة الأفغان الذين سلموا إلى الأجهزة الأمنية المغربية إلى ثلاثة عشر معتقلا.
وذكرت مصادر مطلعة، أن اتصالات استخباراتية جارية للتنسيق في أفق نقل السجينين المغربيين على متن طائرة عادة ما تصل إلى مطار الرباط في آخر محطة لها قادمة من السعودية في رحلة خاصة لتسليم "المقاتلين الأعداء" إلى بلدانهم.
وأضافت المصادر نفسها، أن الاتصالات جارية لترتيب عملية تسليم المغربيين الاثنين إلى السلطات المغربية، مضيفة أن عملية نقل السجينين لن تتطلب هذه المرة الإجراءات الأمنية الاحترازية التي تتخذها عادة الفرقة الوطنية، قبل بدء التحقيق مع المعتقلين، مشيرة إلى أنه جرت العادة أن تظل عملية التسليم سرية إلى حين الانتهاء من التحقيقات التي تجري بالمعقل السري تمارة، قبل إحالة الجميع على القاضي المكلف بالإرهاب.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون"، أعلنت، في وقت سابق، اكتمال الترتيبات لإخلاء سبيل نحو 60 معتقلا، من أصل 245 في غوانتنامو، إلا أن إجراءات قانونية تحول دون إرسالهم إلى أوطانهم مثل: سوريا، والصومال وليبيا، نظرا لمخاطر تعرضهم للتعذيب أو انتهاكات هناك.
وعبرت البرتغال وفنلندا عن استعدادهما لاستقبال بعضهم، لكن العديد من الدول الأخرى ما زالت ترفض ذلك، آخذة بعين الاعتبار موقفها من 16 معتقلا ممن يعتبرون "خطرين". ويتعلق الأمر بالرؤوس المدبرة لأحداث 11 شتنبر، مثل خالد شيخ محمد واليمني وليد بن عطاش واليمني رمزي بن الشيبة وعلي عبد العزيز علي البلوشي والسعودي مصطفى الحوساوي.
في حين قررت فرنسا على لسان وزير خارجيتها بيرنار كوشنير دراسة "حالة بحالة".
من جهتها عبرت ألمانيا عن استعدادها لمناقشة هذه القضية في لقاء قريب سيجمع بين أنجيلا ميركل وأوباما، لكن بلدانا مثل السويد والدانمارك وهولندا رفضت بشكل قاطع.
من جانبه ، قال خافيير سولانا، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي إن الأخير سيكون مستعدا لقبول بعض السجناء "إنها مشكلة أمريكية ويتعين عليها أن تقوم بتسويتها، لكن سنكون مستعدين للمساعدة إذا اقتضت الضرورة... أعتقد أن رد الاتحاد الأوربي سيكون نعم".
وفي الاتجاه ذاته، ذكرت العديد من دول الاتحاد الأوربي أن الأخير يتعين أن يساعد الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما على إغلاق غوانتنامو بقبول عدد من نزلائه.
جمال الخنوسي

أنامل أطفال الأطلس لا تقوى على حمل الأقلام

يحتاجون إلى حطب التدفئة أكثر من حاجتهم إلى فهلوة الخبراء والمفاهيم التربوية الكاسدة

"شوف خطهم رديء.. ماعندهم يدين باش يكتبوا"، هكذا يعبر مدير إحدى المدارس القابعة على علو 1950 مترا بالقرب من أعلى قمة جبلية في المغرب عن تذمره من قساوة الطبيعة وهجمة البرد الشرسة، إذ يبدو خط التلاميذ وكتابتهم المرتعشة على أوراق الامتحان، كأنها طلاسم طبيب على وصفة الدواء، لا يفهم كنهها إلا الصيدلي المتمرس.
صحيح، تلاميذ الأطلس يحصلون دوما على أدنى النقط في مادة الخط. هذا اليقين ليس نابعا عن تقرير دولي كتلك التقارير التي تلسع ظهر الوطن كل يوم، أو من دراسة "ميدانية" أنجزها أحد الخبراء انطلاقا من مكتبه المكيف، أو نتيجة مشروع خماسي أو سداسي أو عشري، مثل تلك المشاريع الوزارية التي لا قرار لها ولا حد، بل نتاج واقع عايناه ويعانيه المئات من المعلمين والمعلمات، ويلسع ببرده جنود الخفاء هؤلاء، رفقة الآلاف من الأطفال الذين لا تقوى أناملهم الصغيرة المجمدة بفعل الصقيع والانخفاض القياسي لدرجات الحرارة، على الكتابة وجر القلم.
في مدرسة "إيغرم نوكدال"، التي تقع بين مدينتي مراكش وواررزات مثلا، اضطر مدير المدرسة إلى تأجيل الامتحانات الخاصة بالمستوى السادس عن الموعد المقرر بفعل التساقطات الثلجية، التي منعت التلاميذ من الوصول إلى المركزية حيث يجرى الامتحان الموحد. وحتى بعد تقرير موعد جديد اضطر الآباء إلى اصطحاب أبنائهم إلى المدرسة خوفا عليهم من هذه المغامرة. وزاد في معاناة الجميع البرد القارس الذي شل الأنامل المجمدة، التي لم تعد تقوى على حمل الأقلام، وكتابة الأجوبة، وبالتالي جني ثمار جهد الدراسة والتحصيل، ومعاناة قطع عشرات الكيلومترات، وتحدي قساوة الطبيعة.
لأن القسم يفتقر إلى حطب التدفئة أو أية وسيلة أخرى "لتسخين" هذه الأجساد الغضة.
أطفال إيغرم مثلهم مثل أطفال امسمرير وبومالن وتاينانت ... لا يفرحون بالثلج وشكله الصوفي الأبيض، لأنه عدو لهم وجحيم ليلهم ونهارهم، الأطفال هناك لا يصنعون رجل الثلج، ولا يضعون عوض أنفه جزرة طويلة، لأن الصقيع يلسع أصابعهم والجزرة غذاء ثمين لهم.
لست أدري إن كانت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر وهلم جرا، تعرف شيئا عن هؤلاء الأطفال وعن معاناتهم، ولا أعرف إن كانت المكاتب المكيفة تجعل المسؤولين يحسون بمعانات الآلاف من التلاميذ والمئات من المعلمين والمعلمات "المرهونين" جراء الثلج.
لتعلم وزارة اخشيشن التي يتفنن خبراؤها في تطريز الأخمس والأسدس والأشطر الدراسية جمعاء، ويتسابقون على استيراد المفاهيم التربوية المعقدة من الخارج، ويتباهون باستعمال "الطرائق التعليمية التعلمية المهلبية"، ليعلم كل هؤلاء إذن، أن الأطفال هناك يحتاجون إلى حطب التدفئة أكثر من حاجتهم إلى فهلوة الخبراء والمفاهيم التربوية الكاسدة.
جمال الخنوسي (موفد الصباح الى وارززات)

هيأة دفاع بليرج تضع شكاية مزدوجة

محامي المتهم قال إن القانون المغربي يعاقب على تعذيب الحيوانات فبالأحرى تعذيب الإنسان


أكد أحمد توفيق الإدريسي محامي عبد القادر بليرج الذي يتابع بعدة تهم من بينها الإرهاب، أنه توجه بطلب فتح تحقيق إلى وزير العدل، عبد الواحد الراضي، فيما تعرض له موكله، ويتعلق الأمر بالاختطاف والاحتجاز قسرا أكثر من شهرين في مكان مجهول، وأخذ اعترافات قسرية أصبحت اليوم أدلة على التهم الموجه إليه، و"بالتالي نحن نطلب من المحكمة إيقاف المحاكمة إلى حين أن يتخذ وزير العدل أو الوكيل العام للملك قرارا في زورية هذه المحاضر التي دونت فيها اعترافات سلبت من موكلي قسرا، ونحن في انتظار جواب الوزير قبل 23 يناير موعد الجلسة المقبلة للنظر في الملف".
كما وضع الإدريسي شكاية أخرى في الموضوع نفسه لدى قاضي التحقيق،
معتبرا "الاعترافات القسرية" لبليرج مجرد بيانات يعتد بها قاعدة للمناقشة كما يمكن الطعن فيها بالزور ويتم بالتالي إلغاؤها.
وطالب الإدريسي بأن ما يجب الأخذ به هو ما يصرح به في الجلسة العلنية
باعتبارها "محكمة قناعة"، مؤكدا في الآن ذاته أن الدفاع سيستعمل جميع السبل التي يخولها له القانون: "القانون واضح ولا نحتاج إلى شهادة حسن نية من الأجانب، فقانوننا يعاقب تعذيب الحيوانات فبالأحرى تعذيب الإنسان".
من جهتها أوردت جريدة "لاليبر بيلجيك" أن محاميي بليرج، البلجيكي "فانسون لوركين" والمغربي أحمد توفيق الإدريسي أصبحا مقتنعين بضرورة وضع شكاية مزدوجة تتعلق بظروف اعتقال موكلهما وطريقة استنطاقه و"انتزاع" تصريحاته.
وأكدت اليومية البلجيكية أنه إذا كان الإعلان عن اعتقال بليرج في 18 فبراير الماضي فإن "اختفاءه عن الأنظار" كان قبل ذلك التاريخ بستة أسابيع من طرف المخابرات المغربية. وقال "فانسون لوركين" للجريدة إن بليجر تعرض للتعذيب خلال هذه المدة كما علق من رجليه لانتزاع اعترافاته والتوقيع عليها، "لقد أكد موكلي هذه الأمور في اتصال هاتفي يوم الأربعاء الماضي".
وأضاف المحامي البلجيكي أن "تصريحات" بليرج أمام قاضي التحقيق هي الوحيدة التي يعتد بها أمام القاضي، في حين أنها تصريحات أخذت تحت التعذيب.
وكانت الهيأة القضائية باستئنافية سلا، المكلفة بالنظر في قضايا الإرهاب، قررت قبل يوم الجمعة الماضي، تأجيل النظر في ملف "شبكة بليرج" ومن معه، إضافة إلى المعتقلين السياسيين الستة، إلى 23 يناير الجاري، من أجل إعداد الدفاع، وإحضار مترجم لفائدة المعتقل عبد اللطيف بختي، وتغيب آخر بسبب "امتحانات الدراسة". كما تعرض صلاح الدين بليرج شقيق المتهم بتزعم هذه الشبكة، لمضاعفات صحية خطيرة.
ورفضت هيأة المحكمة، الاستجابة إلى ملتمسات هيأة الدفاع، الرامية إلى متابعة المعتقلين السياسيين الستة في حالة سراح، وتمتيعهم بالحرية، وذلك لتوفرهم "على كافة الضمانات"، باعتبارهم زعماء وقادة أحزاب سياسية، إضافة إلى المراسل الصحافي لقناة المنار الفضائية.
جمال الخنوسي

تأجيل النظر في ترحيل متهمين في ملف بليرج

أحدهما متهم بتهريب رشاشات "كلاشنيكوف" داخل خزان وقود سيارة إلى المغرب

أجلت المحكمة الفيدرالية، صباح أول أمس (الاثنين)، النظر في قضية ترحيل متهمين من أصل سبعة، بطلب من المغرب في إطار ما يعرف ب"خلية بليرج".
وأجلت الجلسة إلى يوم غد (الخميس) بالنسبة إلى أحد المتهمين، في حين أجلت القضية إلى الثلاثاء المقبل بالنسبة إلى المتهم الثاني.
ومثل المتهمان، المتحدران من أصول مغربية، أمام المحكمة في حالة اعتقال، خلافا للمتهمين الخمسة الآخرين الذي يتابعون في حالة سراح.
ويواجه أحد المحتجزين بتهمة تهريب السلاح إلى المغرب، من بينها رشاشات من نوع "كلاشنيكوف" سنة 2000، مخبأة في خزان وقود سيارة. أما الثاني فمتهم باستقبال السلاح الذي عثر عليه الأمن المغربي في بداية 2008 وفجر قضية عبد القادر بليرج ومن معه.
وكان المطلوبان للعدالة المغربية اعتقلا في 27 نونبر الماضي بعد مذكرة بحث وترحيل وجهتها السلطات المغربية إلى نظيرتها البلجيكية، بسبب الاشتباه في ضلوعهما في أعمال إرهابية بين سنتي 1988 و2008 في إطار خلية عبد القادر بليرج.
وحسب جريدة "لاديرنيير أور" (آخر ساعة)، اليومية البلجيكية ذائعة الصيت، فإن القرار الأخير والفاصل في قضية ترحيل المتهمين السبعة إلى المغرب، يعود إلى وزير العدل البلجيكي.
وجاء اعتقال المتهمين في 27 نونبر الماضي إثر تصريحات البلجيكي المغربي عبد القادر بليرج الذي تجري محاكمته بتهمة الإرهاب، والذي أعلن، خلال استجوابه بداية السنة الماضية عن "عدد من البلجيكيين المغاربة الذين كانوا يترددون عليه وما زالوا في بلجيكا"، كما تهدف العملية التي قام بها القضاء البلجيكي إلى "تأكيد أو نفي وجود مجموعة إرهابية ناشطة أو كانت ناشطة في بلجيكا".وأكدت مصادر بلجيكية أن عملية الاعتقال التي وصفتها ب"الكبيرة والمعقدة"، تشترك مع سابقاتها في الحملة التي يقودها الأمن ضد الإرهاب، إذ شملت 12 تدخلا وتفتيش منازل نفذها مائة شرطي في بروكسل وتونغرس شمال شرق بلجيكا، ونيفلس وسط البلاد، وارلون بجنوبها الشرقي.وكان المغرب أصدر، في وقت سابق، 17 مذكرة بحث دولية من بينها 14 مذكرة تخص مقيمين ببلجيكا تدخل جميعها ضمن ملف "خلية بليرج".جمال الخنوسي

25‏/01‏/2009

التلفزيون المغربي يحول نعمة الإشهار إلى نقمة

قياس نسب المشاهدة فرض تغييرات كارثية على شبكات التلفزيون ونقل كل ما هو جدي إلى شطر زمني متأخر

كان الاثنين الماضي تاريخا لا يمكن التغاضي عنه في فرنسا، ويوما مشهودا داخل المشهد السمعي البصري أو ما يصطلح عليه أهل المجال ب"الباف"، إذ كان 5 يناير، أول يوم بلا إشهار على القنوات العمومية الفرنسية، بعد قرار قلب جميع موازين القنوات التلفزيونية في فرنسا، وأثار صخبا ولغطا لم ينته إلى حدود اليوم، فاستقبل بحفاوة كبيرة من البعض، في الوقت الذي اتهم آخرون الرئيس نيكولا ساركوزي ب"التواطؤ" وتقديم "كعكة الإشهار" هدية إلى المقربين منه.
يقف وراء القرار الجريء والحاسم، ولم لا الديكتاتوري أيضا، نيكولا ساركوزي، وقضت توجيهاته الرئاسية بحذف الوصلات الإشهارية بين الثامنة مساء إلى السادسة صباحا، على أن يختفي الإشهار بشكل تام ونهائي في 30 نونبر 2011.
استلهمت فرنسا التي تبلغ مداخيل القنوات التلفزيونية بها أكثر من 250 مليون أورو، الفكرة من تجربة التلفزة العمومية البريطانية "بي بي سي"، الهدف منها تخليص التلفزيون من ضغط الإشهار وتوجيهات المعلنين، وأراد ساركوزي تحرير التلفزيون العمومي من سطوة الإشهار ودكتاتورية نسب المشاهدة، واللهاث نحو تحقيق أعلى المعدلات، وبالتالي يمكن لهذه المحطات تقديم برمجة ذات جودة عالية، ومستوى معقول في أوقات الذروة. في حين أن معارضي القرار يرون فيه هدية سخية من الرئيس للموالين له، والداعمين لحملته الانتخابية الرئاسية مثل "مارتان بويغ" و"أرنو لاغاردير" المساهمين الرئيسيين في القناتين الخاصتين "تي إف1" و"إم 6".
الانتقال بهذه الفكرة إلى التلفزيون المغربي لن يكون مجانيا، وسيعري حتما أمامنا العديد من الحقائق خصوصا مع الاكتشاف الجديد القديم المسمى "نسب المشاهدة" وما ترتب عنه من كوارث.
فمنذ انطلاق عملية القياس في شهر مارس الماضي من طرف مؤسسة "ماروك ميتري"، شهدت مختلف شبكات التلفزيون تغييرات كارثية تم، بموجبها، نقل كل ما هو "جدي" أو"رصين" إلى شطر زمني متؤخر، في حين احتلت سهرات التضبيع، وبرامج الهلوسة التلفزيونية حيزا متقدما، ولم يعد أمام المشاهد سوى الاختيار بين "الداودي" أو"الداودية". والذريعة، دائما، تحقيق نسب مشاهدة عالية لأن "الجمهور عايز كدة"، وفي الحقيقة ليس الجمهور وحده من يريد هذا الوضع بل المستشهرون أيضا.
من جهة أخرى، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن انطلاق قناتين تلفزيونيتين خاصتين، سيشكل منافسا جديدا لكنها في الحقيقة لن تكون منافسة متكافئة، فالتسابق على الكعكة الإشهارية سيكون ضاريا، وستترتب عنه عواقب وخيمة، أولا على مستوى البرمجة (منافسة أكبر تعني هامشا أوسعا ل"هلوسة" المشاهدين)، وثانيا على مستوى قيمة الوصلة الإشهارية (تحطيم الأسعار ثم انهيارها)، وثالثا صعوبة ضمان بقاء واستمرار مشاريع هشة، وإجهاض تجربة المحطات التلفزيونية الخاصة التي مازالت في مرحلة جنينية.
لكن سيئات هذا المقترح تتجلى في أن اختفاء الإشهار التلفزيوني سيكلف الأولى حوالي 150 مليون درهم، والثانية حوالي 80 مليون درهم، في حين تعيش قنوات أخرى عالة على زميلاتها في القطب العمومي (السادسة والرابعة ...) وسيجر هذا خزينة الدولة إلى دفع المبلغ، وربما الزيادة في رسم تطوير المشهد السمعي البصري.
إن التجربة الفرنسية، مع فارق السنوات الضوئية التي بيننا، لابد أن تكون، على الأقل، حافزا كي يبدأ المغرب في تفكير جدي حول ما يمكن أن يحدثه حذف الإشهار من القنوات العمومية على قيمة المنتوج، الذي خضع، في الآونة الأخيرة، إلى تغييرات فرضتها الماركات الكبرى إذ حكمها الجبن والشمبوان والفوطات الصحية بدل أن تحكم التلفزيون سياسة إعلامية وبرمجة واضحة الملامح.
جمال الخنوسي

حجاب العقل

أعادت الحملة الشرسة التي تطارد هذه الأيام فيلم المخرج عزيز السالمي ، "حجاب الحب"، إلى الأذهان ما وقع في وقت سابق مع فيلم المخرجة الشابة ليلى المراكشي، "ماروك".
من جديد انطلقت أبواق الكراهية وأعداء الفن للنيل من المخرج وفيلمه، في وقت لم يخرج فيه بعد إلى الجماهير، ولم يعرض في القاعات الوطنية، أي أن الأغلبية ممن يفتحون أفواههم الحاقدة لم يروا الفيلم بعد.
وإذا كان الجميع يعلم اليوم أن الذنب الذي ارتكبته المراكشي في وقت سابق، هو تصوير قصة حب بين مسلمة ويهودي، فإن ما اقترفته كاميرا السالمي هو تصوير قصة فتاة محجبة تقيم علاقة غير شرعية مع رجل.
وفي كلتا الحالتين فهي نماذج إنسانية موجودة في الواقع، فما المانع في أن تكون شخصيات لفيلم سينمائي!
إن النقاش الذي بدأت تثيره السينما المغربية يذكرنا أيضا بنقاش قديم، شهدته مصر في وقت سابق، ومعركة خسرها المتنورون في أرض الكنانة وهوليوود العرب، وكان فشلها في الحسم فيه، سببا في تراجع الفن السابع في هذا البلد الذي عاش الريادة عربيا على مدى عشرات السنين.
عاشت مصر الريادة لما كان فنانون مثل المرحوم يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وغيرهم يمارسون السينما و"بس"، وليس السينما النظيفة أو القذرة أو سينما العائلة أو غيرها من الأوصاف المبتذلة والمصطلحات المصنفة التي لا تمت لحرية الإبداع بصلة.
إن السينما طقس من الطقوس الاختيارية التي يتوجب علينا فهم ميكانيزماتها، فولوج السينما فعل إرادي ونوع من القبول والإذعان للاطلاع على وجهة نظر من الممكن أن تكون مطابقة أو مخالفة لوجهة نظر متفرج، وبالتالي يكون له القدرة على تكوين وجهة نظر خاصة في إطار احترام ذكاء المشاهد، وليس التعامل معه بمنطق رقابي شاذ، يجعل المتفرجين قاصري العقل، من خلال منح شرذة رقابية، كيفما كان نوعها، حق التقرير القبلي في مصير ما نشاهد أو لا نشاهد، وهو ما سيوصلنا إلى منطق فلسفي لا بد من التسليم به، "التفكير لا يفوض".
إن مغرب اليوم أمام محك حقيقي، يبقى مستقبل السينما المغربية رهينا بالحسم فيه.
"تكون أو لا تكون .. هذا هو السؤال".
جمال الخنوسي

11‏/01‏/2009

استشهاد مصور القناة الثانية بغزة


لم يتجاوز عمره 22 سنة ووجد زملاؤه وعائلته صعوبة في التعرف على جثته

أعلن يوم الاثنين الماضي عن استشهاد مصور القناة الثانية بمدينة غزة، باسل فرج، الذي كان ينقل أطوار الهجمة البربرية للعدو الاسرائيلي على قطاع غزة.
وكان الشهيد باسل فرج في بداية مشواره الصحافي، إذ كان عمره 22 سنة لحظة استشهاده في مصر بعد نقله لتلقي العلاجات الضرورية.
ومكث فرج في الغيبوبة زهاء عشرة أيام قبل وفاته في أحد مستشفيات القاهرة.
وكان الشهيد خرج في مهمة رفقة طاقم التصوير من أجل تغطية غارات القصف خلال اليوم الأول للهجمة الإسرائيلية على قطاع غزة، وأثناء توجه الجميع إلى مكان القصف على متن سيارة، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مبنى "وزارة الأسرى الفلسطينيي" فانهار البرج على سيارة الفريق وتحطمت بشكل كامل، فأصيب جميع الطاقم بجروح متفاوتة، إذ أصيب مراسل القناة الثانية الصحافي خالد أبو شمالة بكسور، وفني الصوت ومصور آخر بجروح لا تشكل تهديدا على حياتهم، في الوقت الذي كانت فيه إصابة الشهيد باسل فرج في الرأس بالغة.
وقال صبحي أبو زيد نائب مدير شركة "عالم نيوز" للإنتاج الإعلامي التي تقوم بتغطية الأحداث لصالح القناة الثانية، في اتصال مع "الصباح"، "بحثنا عن باسل مدة طويلة في كل المستشفيات إلى أن تمكن أحد أقربائه من التعرف عليه في أحد المستشفيات بقسم العناية المركزة بسبب التشوه الذي حصل له في الوجه، ونقلناه لتلقي العلاج في أحد المستشفيات بالقاهرة إلى أن رحل عنا وترك جرحا غائرا في قلوبنا".
وتحدث صبحي عن باسل بكثير من الفخر ووصفه ب"الصحافي المناضل" و"العاشق لمهنته"، إذ أصر في اليوم الأول للقصف على الخروج إلى الميدان لتصوير العدوان الإسرائيلي ومخلفاته البشعة وآثار الهمجية الصهيونية.
وخرج عشرات الصحافيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية في الاراضي الفلسطينية، ونواب من المجلس التشريعي أول أمس (الأربعاء) وسط مدينة رام الله في مظاهرة، احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتنديدا باستهداف الصحافيين الفلسطينيين أثناء قيامهم بواجبهم المهني
وأكد نقيب الصحافيين الفلسطينيين نعيم الطوباسي في تصريح لوسائل الإعلام، أن الهدف من استهداف إسرائيل للصحافيين العاملين في قطاع غزة وفي كافة الأراضي الفلسطينية واستشهاد باسل فرج، هو التغطية على الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الأبرياء والاعتماد على الرواية الإسرائيلية في نقل الأحداث.
وقال الدكتور حسام طوقان مستشار السفارة الفلسطينية في القاهرة إن الشهيد توفي في مستشفى السلام العام شرق العاصمة المصرية القاهرة، وكان يعاني جروحا بالغة. وأوضح أنه "باستشهاد هذا الشاب يرتفع عدد الجرحى الذين استشهدوا متأثرين بجراحهم في المستشفيات المصرية لأحد عشر شهيدا".
ويشار إلى أن باسل فرج خريج معهد "الصحافة وفنون الإذاعة والتلفزيون" من جامعة الأقصى فى غزة. التحق بمهنة الصحافة سنة 2007 مصورا صحافيا،
وشابا طموحا إلى أن أصيب في 27 دجنبر الماضي وهو يؤدي واجبه الوطني تجاه شعبه الفلسطيني.
جمال الخنوسي

08‏/01‏/2009

كوموندو إسرائيلي مهمته التصدي للقراصنة المغاربة

الهاكرز المغاربة أصبحوا فزاعة حقيقية لمسؤولي الأمن المعلوماتي في إسرائيل

انتقلت تداعيات حرب الإبادة التي تقودها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة إلى شبكة الانترنيت التي شهدت خلال الأيام الأخيرة حربا ضروسا جمعت بين مختصين في المعلوميات الإسرائيليين وفرق من القراصنة العرب والمسلمين.
ودعت مبادرة إسرائيلية إلى حشد مستعملي شبكة الانترنيت من أجل التصدي للهجمات التي يقودها مجموعة من الهاكرز، على رأسهم مخترقون مغاربة، ضد المواقع الإسرائيلية في خطوة انتقامية ضد العدوان على غزة.
وتسعى المبادرة الإسرائيلية، كذلك، إلى تعطيل الأجهزة (السيرفورات) التي تستضيف مواقع موالية لحماس.
ويشجع الموقع الإسرائيلي "هيلب إسرائيل وين" (ساعد إسرائيل على الفوز)، مستعملي الانترنيت على تحميل ملف محدد مهمته إغراق "سيرفورات" حماس ثم تعطيلها بشكل تام.
وتقول مصادر إعلامية إسرائيلية إنه لحدود اليوم انخرط في هذه الحملة أكثر من 5000 إسرائيلي.
وكان انطلاق الهجوم الإسرائيلي الهمجي على غزة فرصة جديدة لإطلاق حملات على المواقع الإسرائيلية، إذ هاجمت مجموعات من المبرمجين العرب والمسلمين آلاف مواقع الإنترنت التي تنحاز إلى الكيان الصهيوني، وتنتمي تلك المجموعات المهاجمة إلى دول عديدة منها المغرب ولبنان وتركيا وإيران والسعودية.واستهدفت الهجمات بشكل أساسي بعض مواقع الإنترنت المستضافة على النطاق الخاص بإسرائيل، وترك المهاجمون عبارات تندد بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية التي تدعمها وتصادق على سياساتها، كما خلف بعضهم صورا تظهر وحشية العدو والنتائج التي يخلفها القصف الإسرائيلي في الأرواح والممتلكات. وذكرت بعض المواقع أن تلك الهجمات لم تتم على شكل مبادرات فردية بل تم التنسيق لها من خلال لقاءات على منتديات الشبكة العالمية.
ويعرض المهاجمون المواقع التي تمت السيطرة عليها ويبلغ عددها حتى الآن أكثر من أربعة عشر ألفا على موقع خاص اسمه "أرابيك ميرور".
وأصبح الهاكرز المغاربة يمثلون فزاعة حقيقية لمسؤولي الأمن المعلوماتي في إسرائيل منذ الهجمات التي نظموها ردا على اكتساح الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة في يونيو 2006، إذ قام مجموعة من القراصنة يطلقون على أنفسهم اسم "فريق الشيطان"، هاجمت 750 موقعا إلكترونيا. ووضعت بدل صفحة الترحيب الأولى بالمواقع خطاب، "أنتم تقتلون الفلسطينيين ونحن نقتل مواقعكم" إذ ذهب ضحية هذا الهجوم المعلوماتي الخطير موقع "هابواليم" أكبر مجموعة بنكية في إسرائيل ومستشفى "رامبام" في حيفا (شمال إسرائيل) إضافة إلى موقع كل من بنك "أوتزال هايال"، وموقع شركة السيارات الشهيرة "BMW" إسرائيل، و"سيتروين" وماركة الملابس "جامب"، وشركة البناء "تاربيت هاديور"، إذ انقطعت خدمات هذه المواقع وتم تعطيلها نهائيا.وكان الاكتساح الإسرائيلي لقطاع غزة الذي أطلقت عليه قيادة الجيش الإسرائيلي "تسال" إسم "أمطار الصيف" ، جاء كرد انتقامي على اختطاف الجندي الإسرائيلي "غلاد شاليت".و"فريق الشيطان" مجموعة من الهاركز معروفة لدى مصالح الشرطة الإسرائيلية والأمريكية بمحاولاتها المتتالية لاختراق المواقع الإلكترونية على شبكة الانترنيت لكل ما يمثل قوة الاقتصاد الأمريكي ورمزية دولة إسرائيل. وقد نجح الفريق في الوصول إلى مبتغاه باختراقه لموقع المؤسسة الإسرائيلية للبحث البيولوجي وموقع ماك دونالدز إسرائيل في وقت سابق.وقد ظهرت المجموعة سنة 2004 بعرضها على مواقع أمريكية لشعارات مناهضة لما تسميه "الهيمنة الأمريكية والغطرسة الصهيونية" إذ وضعت شعارات على الصفحات الأولى للمواقع مثل "لتحيا فلسطين" و"الولايات المتحدة وإسرائيل إرهابيتان".ويتكون "فريق الشيطان" من ستة أعضاء لا يتعدى سنهم العشرين من جنسية مغربية، ويرفقون مع هجوماتهم المعلوماتية عناوينهم الإلكترونية وشفرات وأسماء افتراضية.
جمال الخنوسي

07‏/01‏/2009

أخ نيكولا ساركوزي يزور رشيدة داتي في المستشفى

خطوة تضع حدا للإشاعات وتنصبه أبا شرعيا للطفة "زهرة"

بدأت ملامح الأب المفترض للطفلة "زهرة" ابنة وزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي ذات الأصول المغربية، تتحدد أكثر فأكثر، إذ ظهر أمام عدسات البابارازي المرفقة بدهشة الصحافيين، "المرشح الأول" فرناسوا ساركوزي، أخ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، من أجل زيارة الوزيرة النفساء وابنتها في مستشفى "لامييت" في المقاطعة 16 بالعاصمة الفرنسية باريس.
وتأتي زيارة فرانسوا ساركوزي لتؤكد ما راج في الآونة الأخيرة حول العلاقة التي تجمعه بحارسة الأختام، خصوصا بعد قضاء الجميع لليلة عيد الميلاد في بيت آل ساركوزي.
وفي الوقت الذي انتظر فيه المتتبعون تكذيبا لخبر أبوته لطفلة ذاتي، على غرار ما قام به رئيس الحكومة الاسبانية السابق خوسي مريا أثنار، كانت خرجة فرانسوا ساركوزي تأكيدا لما راج من إشاعات، وفي الآن ذاته ظهر رئيس الحكومة الاسبانية السابق رفقة زوجته وطفله يوم الأحد الماضي يقومون بجولة للتسوق في المحلات الكبرى بالعاصمة مدريد من أجل إبعاد الشبهات عنه.
إلا أن الأمور لم تقف عند هذا الحد، بل فور نشر خبر زيارة "فرانسوا لداتي من أجل الاطمئنان على حال ابنته زهرة" تحت عنوان مثير، "الزيارة مفاجئة" من طرف الموقع الالكتروني لمجلة "فواسي"، المختصة في الفضائح وأخبار "البيبول"، حذفت الصفحة الالكترونية بأكملها وظهر اعتذار يعوضها يقول، "حذف هذا الخبر بطلب من فرانسوا ساركوزي"، قبل أن يحذف الاعتذار بدوره ويعوضه خطاب صريح "الصفحة المطلوبة غير موجودة".
وقبل زيارة "فرانسوا" لها، تلقت داتي زيارة من جميع أفراد آل ساركوزي باستثناء الرئيس نيكولا وزوجته كارلا بروني، إذ تقدم الوفد أندري أم نيكولا ساركوزي، وغيوم ساركوزي أخ الرئيس وزوجته قبل أن يلتحق الأب المفترض بالجميع.
ويعد فرانسوا ساركوزي الاختصاصي في طب الأطفال الذي ولج ميدان الصيدلة منذ سنة 2001 آخر حلقة في سلسلة "البحث عن أب لطفلة رشيدة داتي"، وقال الصحافيون إن ساركوزي ولج المستشفى في خطوات رشيقة وكأنه معتاد على زيارة المكان.
وكانت وزيرة العدل تلقت زيارات من أفراد عائلتها، ومن الأب داتي وأختها، وقالت بعض الألسن الخبيثة إن الأم التي تعشق البهرجة والأضواء لابد أن تضع طفلة ذائعة الصيت تعشق بدورها الشهرة والبذخ، فبعد أقل من أسبوع على ولادتها ملأت أخبار زهرة وسائل الإعلام وخطفت الأنظار.
وبعد وضع طفلتها في 2 يناير الماضي ذكرت مجموعة من وسائل الإعلام أن رشيدة داتي ستحضر اجتماعا وزاريا اليوم (الأربعاء) إذا ما وفاق الأطباء المشرفون على حالتها، وبالتالي تضع حدا للإشاعات التي راجت أخيرا حول تغيير حكومي يأخذ
بعين الاعتبار الوضع الجديد لوزيرة العدل.
وكانت داتي البالغة 43 سنة، أنجبت "زهرة" قبل 15 يوما من التاريخ المقرر لولادتها. وقبل رشيدة داتي، أنجبت المرشحة الاشتراكية للانتخابات الرئاسية عام 2007، سيغولين روايال، طفلها الرابع وهي وزيرة للبيئة عام 199.
جمال الخنوسي
الصورة
رشيدة داتي رفقة فرانسوا ساركوزي في 13 يونيو الماضي يحضران حفل عشاء نظم خصيصا للرئيس الأمريكي جورج بوش في باريس (أ ف ب)

تفاصيل مثيرة حول لقاء بليرج وأسامة بن لادن

كلفه بتهريب أسلحة إلى السعودية وتكوين خلية لترحيل "المجاهدين" إلى العراق عبر سوريا
واصلت اليومية البلجيكية "لاديرنيير أور" نشر مجموعة من التفاصيل الجديدة والمثيرة في قضية ما أصبح يعرف ب"خلية بليرج"، وأوردت الجريدة ذائعة الصيت، في عددها ليوم أول أمس (الأحد)، أن عبد القادر بليرج، المعتقل في المغرب، التقى بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أياما قليلة قبل أحداث 11 شتنبر 2001 الشهيرة.
وتضيف الجريدة أن اللقاء الذي حضره أيضا الساعد الأيمن لابن لادن، أيمن الظواهري، كلف خلاله زعيم القاعدة المهاجر المغربي بمهمة داخل المملكة العربية السعودية، استعمل فيها جواز سفر بلجيكي، وتتعلق بنقل أسلحة ومتفجرات من نوع "سي 5" و"سي 4" لتسليمها في العاصمة الرياض لمجموعة موالية للقاعدة.
ولم تكن عملية السعودية الوحيدة التي كلف بها ابن لادن عبد القادر بليرج، بل كلفه أيضا بمهمة ثانية في ربيع سنة 2005 تتعلق بتكوين شبكة للاختراق وترحيل المجندين إلى العراق عبر سوريا.
وتؤكد الجريدة، أنه لم يكن من السهل على عبد القادر بليرج الوصول إلى أسامة بن لادن، بل تم اللقاء عن طريق توصية من طرف ثالث ظل، لمدة طويلة، مجهولا لدى المخابرات البلجيكية. ويتعلق الأمر بمواطن بلجيكي من أصل كردي يقيم في العاصمة بروكسيل، كان له الفضل في فتح أبواب القاعدة في وجه عبد القادر بليرج.
وتمكن الكردي المدعو أبو سعد وهو "مجاهد" سابق في أفغانستان من إقحام بليرج في مخططات القاعدة، إذ أن عملية السعودية حددها ابن لادن في توصياته بنقل أسلحة ومسدسات ورشاشات من نوع "كالاشنيكوف" ومتفجرات من نوع "سي 4" و"سي 5"، و"تي إن تي"، إلى مجموعة موالية للقاعدة في الرياض مع بداية شتنبر 2001، مستعملا في ذلك جواز سفر بلجيكي يحمل تأشيرة مدتها شهر واحد.
أما المهمة الثانية المنجزة في أبريل 2005، فكانت أوامر ابن لادن تؤكد على تكوين "شبكة دعم" في سوريا مهمتها "مساعدة الإخوة المجاهدين في أرض العراق". وأشارت توضيحات زعيم القاعدة إلى أن بليرج يمكنه أن يعتمد في دمشق على مساعدة المحامي السوري المدعو "أبو رضى".
ومن أجل لقاء بن لادن، فقد استقل بليرج الطائرة من مطار شارل ديغول في العاصمة الفرنسية باريس، متوجها إلى كراتشي في باكستان، عبر المنامة في البحرين، وأبو ظبي.
وفي كراتشي تم اللقاء الأول في فندق بوساطة من سعوديين اثنين، تم انتقل الجميع إلى قندهار، فالعاصمة الأفغانية كابول.
وزيادة في الحرص والحذر، التقى بليرج في كابول ب"أبو زبيدة"، وقدمه السعوديان على أنه "مبعوث من الإخوة في بلجيكا".
وأبو زبيدة شخصية معروفة لدى الأمريكيين، إذ اعتقل سنة 2002 ورحل إلى سجن غوانتانامو، لكنه في ذلك الحين (شتنبر 2001) كان رجلا قويا ونافذا في تنظيم القاعدة، وكان وراء تنظيم اللقاء بين المهاجر المغربي، والمصري محمد عاطف المعروف بأبي حفص، كخطوة نهائية واحترازية قبل اللقاء الأخير والأهم الذي جمعه بأسامة بن لادن وأيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة والعقل المدبر لهجمات 11 شتنبر.
وتم اللقاء في قندهار التي نقل منها بليرج انطلاقا من العاصمة كابول، في بيت صغير للضيافة أمام مسجد، زيادة في الحيطة والحذر.
جمال الخنوسي

06‏/01‏/2009

أخ ساركوزي من الآباء المفترضين لجنين رشيدة داتي



اللائحة ضمت أسماء تنتمي إلى مجال المال والأعمال والإعلام

أضافت وسائل الإعلام الفرنسية اسم "فرانسوا ساركوزي" أخ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى لائحة الآباء المفترضين لجنين وزيرة العدل ذات الأصول المغربية رشيدة داتي.
ويأتي تنصيب فرانسوا ساركوزي البالغ من العمر 47 سنة أبا للطفل الذي سيرى النور قريبا بسبب قضاء داتي ليلة عيد الميلاد في بيت آل ساركوزي.
ويعد فرانسوا ساركوزي الاختصاصي في طب الأطفال الذي ولج ميدان الصيدلة منذ سنة 2001 آخر حلقة في سلسلة البحث عن أب لجنين رشيدة داتي بعد التكذيب الحاد الذي نشره رئيس الحكومة السابق "خوسي ماريا أثنار"، وهدد فيه كل من تسول له نفسه نشر هذه الإشاعات حول أبوته لجنين وزيرة العدل الفرنسية.
ويرى بعض المتشددين لهذه الفرضية، أن بلاغ التكذيب الذي صدر عن أثنار لا يعتد به، "لأن الرجل اعتاد الكذب"، في إشارة واضحة إلى الحادث الذي أطاح به وأضاع بسببه الانتخابات، وذلك حينما نسب تفجيرات أربعة قطارات ركاب مزدحمة في مدريد، قتلت 191 شخصا وأصابت نحو 2000 آخرين إلى منظمة إيتا الباسكية الانفصالية، فلم يغفر الإسبان له كذبته ففشل في الانتخابات العامة بعد ثلاثة أيام من الحادث وسقطت الحكومة اليمينية التي كان يقودها.
أكثر من هذا أوردت جريدة "إلموندو" أن داتي وأثنار التقيا في حفل عشاء "حميمي"، بعد أن تعرفا على بعضهما البعض في لقاء أول في إطار حفل نظمه نيكولا ساركوزي وزوجته في دجنبر 2007.
وكشفت صحيفة "إستريا ديختال" اليومية أن أثنار تعرف على رشيدة داتي في فندق فخم بباريس خلال عشاء حضره كل من ساركوزي والمغني الإسباني خوليو إيغلسياس في شهر يناير الماضي.
وقالت الصحيفة، وهي اليومية الإلكترونية الأوسع انتشارا في إسبانيا، "لا يجب تصديق كلام أثنار، فقد تعود الكذب على الإسبان في أكثر من مناسبة، سواء عندما كان رئيسا للحكومة أو بعد انسحابه من السياسة". وتقترح الصحيفة أن الحل هو إخضاعه لتحليل الحمض النووي.
وأعدت مختلف الجرائد والمجلات من كل المشارب، الرصينة منها و"البيبل" التي تنقب عن الإثارة والفضائح، لائحتها الخاصة، تضم أسماء معروفة في مجال المال والأعمال والإعلام أيضا.
وخلافا لأثنار فإن المنشط والمنتج التلفزيوني "أرتير" تلقى خبر ترشيحه ليكون أب جنين رشيدة داتي البالغة من العمر 42 سنة، بكثير من التفكه وروح الدعابة، إذ أرسل رسالة نصية قصيرة "إس إم س" إلى وزيرة العدل ذاتها كتب فيها، "أنا مستعد لتمكينك من حق النفقة الافتراضية لابننا الافتراضي الذي أنجبناه بعد علاقتنا الافتراضية".
وتوجهت الترشيحات إلى رجال أعمال مثل "دومينيك دوساني" مدير "الفوكيتس" المطعم الباريسي الشهير وصاحب مجموعة كازينوها وسلسلة فنادق، وكذا مدير عام مؤسسة عقارية كبرى مقرب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في حين اختار آخرون الحديث عن مدير عام شركة كبرى متخصصة في التطهير ويتعلق الأمر ب"هنري بروغليو" مدير عام شركة "فيوليا أنفيرونمونت".
ولم تصب حمى رشيدة داتي وجنينها فرنسا وإسبانيا والمغرب فحسب، بل انتشرت في أوربا بأكملها وعبرت الأطلسي لتصل أمريكا وكندا. ويقوم موقع على شبكة الانترنيت يدعى "كونتينونتال نيوز" بتحديث الأخبار المتعلقة بحمل رشيدة ذاتي كل ست دقائق. ووصفت الجريدة الإيطالية "إلكوريير ديلاسيرا" الواسعة الانتشار تكتم داتي عن اسم أب الجنين ب"الحدث ذي الدلالة السياسية"، "فالمرأة التي تواجه حملها بمفردها ليست "مسكينة"، بل هي امرأة فخورة وقوية لا تتراجع أمام الصعاب".
جمال الخنوسي

05‏/01‏/2009

سيدي قاسم.. مدينة منتهية الصلاحية


السكان موزعون بين الكساد الذي سيجلبه إغلاق مصفاة سامير ومباركة نهاية الملوث الرئيسي بالمدينة
منذ الوهلة الأولى التي يضع فيها المرء أقدامه في مدينة سيدي قاسم، يشعر أن شيئا غريبا يحدث أو على وشك الحدوث. شوارع وأشجار وخضرة، هدوء حذر يخيم على المدينة، معمل سامير لتكرير البترول مازال شامخا كأنه وحش خرافي من حديد، تنين يفتح فاه ليخرج لهيب نيران حارقة ودخانا ذا رائحة غريبة، رائحة سيدي قاسم، وصمتها الذي ينذر بالكساد والكارثة المحدقة التي تتربص بمدينة عريقة ذات تاريخ.
الشعور العام لدى السكان أن لا شيء يتغير في مدينتهم، "كل الأمور مازالت كما كانت منذ سنين، لا فرص عمل جديدة، ولا معامل ولا شركات، واللي مسك عليه الله يجمع متاعه ويرحل إلى وجهة أخرى ومدينة أفضل"، يقول أحد شبان المدينة.
شبح إغلاق مصفاة سمير يخيم على كل الأحاديث والنقاشات والتخوف عارم من أن تصبح سيدي قاسم جرادة ثانية، "جاء الدور لإغلاق المعمل الوحيد الذي يوفر فرص العمل لأبناء المدينة، ويخلق العمال رواجا اقتصاديا حقيقيا في المدينة، ومع نهايته سينتهي كل شيء .. هذه كارثة .. سيضاف اسم سامير إلى المعامل الأخرى التي أغلقت أبوابها سابقا مثل معمل البسكويت (بشكيطو) وصوديا وصوجيطا ومعمل النسيج ومعامل الليمون".
الأخبار لا تسر، ستتحول المصفاة التي انطلق العمل بها في 29 أبريل 1929 تحت اسم الشركة الشريفة للبترول، إلى مخزن يستقبل البترول عبر أنابيب (بايب لاين) من مدينة المحمدية.
ووضعت إدارة سامير العمال أمام أربعة خيارات: إما البقاء بمدينة سيدي قاسم بعد تحول المصفاة إلى مخزن كبير، أو الرحيل إلى المقر الرئيسي لسامير بمدينة المحمدية، أو العمل في إحدى وحدات "سلام غاز" الموزعة في مدن مختلفة من المغرب (فاس، تطوان، سيدي قاسم، الرشيدية ...)، أو الاستفادة من التقاعد النسبي.
إلا أن المشكل الذي يؤرق عمال سامير ويجعل مثل هذه العروض غير مقنعة هو تخوفهم من "المستقبل المجهول"، إذ أن إدارة سامير ترفض التفاوض نقابيا مع العمال والمصادقة على حلول عن طريقها، وهو ما يمكن أن يضمن لهم (العمال) حقوقهم لاحقا، مفضلة بذلك التعامل مع مطالب العمال كأفراد، وبالتالي يتخوف عمال سامير مما ستؤول إليه مصائرهم، ومدى جدية حلول الإدارة، ويتساءل العمال الذين وضعتهم سامير أمام الأمر الواقع عن شروط وضمانات المغادرة والتنقيل والظروف التي تتم فيها العملية.
وفي السياق ذاته، يطالب العمال بنوع من التحفيز بالنسبة إلى الذين سيرحلون إلى مدينة المحمدية ويتركون حياتهم القديمة للانتقال للعيش في المحمدية التي تختلف عن مدينة سيدي قاسم (غلاء المعيشة، غلاء السكن خصوصا أن البعض سيتركون ممتلكاتهم)، كما يطلب العمال ضمانات عن بقائهم في عملهم لمدة طويلة لأن الشركة يمكنها أن تستغني عنهم مرة أخرى إذا دعت الضرورة.
ومن المنتظر أن تعقد إدارة سامير اجتماعا مع النقابات الممثلة للعمال في 9 يناير المقبل للتباحث في مجموعة من المواضيع من بينها النقط العالقة الخاصة بوضعية العمال بعد نهاية مصفاة سامير.
الصورة ليس قاتمة بالنسبة إلى الجميع، إذ أن هناك من يبارك التوقف النهائي لمصفاة سامير ويعتبره نبأ سارا، فاطمة مثلا، التي تعمل مدرسة والبالغة من العمر 28 سنة، ترى في إقفال معمل سامير لأبوابه خبرا سعيدا، وتنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي ستنطفئ فيه الشعلة الكبيرة ويخمد لهيبها، "هذا المعمل كارثة بيئية لم نستفد منه قط ولم تجن المدينة غير الأمراض والأوبئة، وصحتنا وصحة أبنائنا لا ثمن لها".
وكانت عملية التفويت التي تمت سنة 1997 أثارت الكثير من اللغط بعد تولي وزير الخوصصة آنذاك مديرا للشركة بعد نهاية مرحلة استوزاره.
وكان المكتب النقابي الموحد للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بشركة سامير اتهم الحكومة والسلطات المعنية بمباركة قرار إدارة سامير وثشجيعها على إغلاق مصفاة سيدي قاسم، وبالتالي إعدام فرص الشغل بالمدينة التي تحولت إلى جرادة ثانية. كما نبه المكتب النقابي إلى القفز على المقتضيات القانونية الشغلية المتعلقة بإغلاق المقاولة وتسريح أو تنقيل العاملين بها
وفي الاتجاه ذاته أعلن المكتب النقابي الموحد للكونفدرالية الديمقراطية للشغل الذي اجتمع يوم 29 نونبر الماضي بمقر النقابة بمدينة المحمدية، رفضه القاطع لقرار إغلاق مصفاة سيدي قاسم وتوقيف نشاط تكرير البترول، معتبرا القرار غير منسجم مع متطلبات تأمين الاحتياجات النفطية والطاقية للبلاد وتأهيل الصناعات الوطنية سيما في ظل مستجدات الاقتصاد العالمي والتقلبات العنيفة لسعر البرميل وعدم الشروع في تشغيل الوحدات الإنتاجية الجديدة بالمحمدية
كما طالب المكتب بضرورة دعم ومساندة الصناعة البترولية الوطنية من أجل توفير الحاجيات الكمية والتنوعية وتقنين اللجوء إلى الاستيراد بإعطاء الأسبقية للمنتوج الوطني محذرا، في الآن ذاته، من أن يكون التحرير المطلق للسوق الوطنية سببا في أزمة التموين خصوصا أمام تناقض مصالح الفاعلين في المجال
واعتبر المكتب النقابي أن الطبقة العاملة هي من سيدفع ثمن هذا الوضع وبالتالي سقوطها ضحية للسياسات المنتهجة داعيا إدارة شركة سامير إلى التفاوض الجماعي والمسؤول من أجل ضمان الاستقرار الوظيفي وحماية الحقوق المكتسبة والإبقاء على نشاط التكرير بمصفاة سيدي قاسم إلى حين استقرار تشغيل المجمع الصناعي الجديد بالمحمدية ووضوح الرؤية الكاملة لتدبير السوق الوطنية للمحروقات.
جمال الخنوسي

بليرج كون كوموندو للقتل انطلق من الجزائر


أجرى اتصالاته في العاصمة الجزائرية واستقبل في ليبيا وزور جوازات تونسية وتدرب في الشرق الأوسط

أوردت جريدة "لاديرنيير أور" البلجيكية لائحة من أسمتهم ب"قتلة بليرج"، تضمنت أسماء مجموعة من المتهمين الذين استقطبهم عبد القادر بليرج من أجل تنفيذ مجموعة من الاغتيالات في بلجيكا في ثمانينات القرن الماضي.
وأكدت الجريدة توفرها على من نعتتهم ب"لائحة الذين تكونوا في الشرق الأوسط وقتلوا في بلجيكا"، وتضيف الجريدة أن بليرج لم يقتل الدكتور جبران أو غيره، بل كان محاطا بكوموندو من القتلة البلجيكيين المتحدرين من أصول مغربية.
وتتكون اللائحة المشار إليها من جمال الباي والحبيب المحمودي وجمال الدين عبد الصمد وحسن اليونسي وحسن الورداني وأحمد مخلص.
وحسب المصدر ذاته، فإن أفراد الكوموندو حصلوا على جوازات سفر تونسية أثناء وجودهم في ليبيا، وتدربوا على أعمال جهادية في فلسطين، بعد أن التقى بليرج بمنظمة في الجزائر، واسمها الرسمي "حركة فتح/ المجلس الثوري"، التي بدأت كانشقاق عن حركة فتح سنة 1974، إذ أنشأها و ترأسها صبري خليل البنا الملقب ب"أبونضال". وورد اسمها ضمن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب في 27 إبريل 2005.
ونفذت بشكل عام مائة عملية في أكثر من عشرين دولة، 16 منها استهدفت مصالح إسرائيلية، و15 استهدفت مصالح عربية، و69 استهدفت أشخاصا ومصالح فلسطينية.
وأوردت الجريدة أنها تملك جميع التفاصيل التي تؤكد أن بليرج كان يقتل لحساب أبو نضال، ويتلقى كل منهما 300 دولار شهريا، كما أن اللقاء الأول الذي جمعهما بينهما تم في "لوكرون هوتيل" بالعاصمة الجزائر بالقرب من المطار، بوساطة من أبوعلي مصطفى الذي أصبح قياديا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واغتالته إسرائيل في غشت 2001.
وتضيف الجريدة أن "ليبيا احتضنت كوموندو بليرج في وقت كان فيه العقيد معمر القذافي يساند الإرهاب الدولي، قبل أن ينتقلوا إلى صيدا بفلسطين حيث يوجد مقر أبو نضال ليستمر التدريب ثلاثة أشهر".
وحسب المصدر نفسه فإن ورود اسم عبد اللطيف بختي كأحد المشاركين في عمليات القتل في بروكسيل بين 1988 و1989 كان خطأ، إذ أن أربعة من الجرائم الستة التي تم حصرها لم ينفذها عبد القادر بليرج نفسه، بل كانت من تنفيذ الكوموندو الذي اعتقل بعض من أفراد الذين يوجدون رهن الاعتقال في بلجيكا منذ 24 نونبر بعد إصدار المغرب لمذكرة بحث دواية وطلي ترحيل للمتهمين، لكن السلطات البلجيكية أطلقت، يوم الأربعاء الماضي، سراح مطلوبين بتهم الإرهاب دون الاكتراث بمذكرتي الاعتقال والترحيل التي تقدم بهما المغرب.
ويتعلق الأمر ب"حسن .ي" البالغ 48 سنة و"عبد الله .س" البالغ 54 سنة، وهما مواطنان بلجيكيان متحدران من أصول مغربية.
ونسب إلى عبد القادر بليرج القيام بست جرائم قتل على التراب البلجيكي تتعلق بجريمتين نفذتا في 3 أكتوبر 1989 الأولى بموقف سيارات مستشفى "إيرازم" بمدينة أندرلخت وراح ضحيتها البروفيسور "جوزيف يبران" الممثل للجالية اليهودية ببلجيكا، والسائق الخاص للسفير البلجيكي في المملكة العربية السعودية ذي الجنسية المصرية، ومسلمان معارضان لفتوى هدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي التي صدرت بعد نشر كتابه "آيات شيطانية". وهما جريمتا قتل نفذتا في 29 مارس 1989، وذهب ضحيتها سالم البحير الموظف بخزانة المركز الثقافي الإسلامي ببروكسيل، وعبد الله الهادي إمام مسجد. إضافة إلى قتل جندي متقاعد اسمه "راوول شوب" صاحب محل لبيع المواد الغذائية بزنقة "ميرود" بحي "لاغار دي ميدي" ب"سان جيل"، حيث كان عبد القادر بليرج يقطن، غير بعيد عن مكان الجريمة، وفي التاريخ نفسه (1988).أما بخصوص الجريمة السادسة التي لم يكشف عن جميع عناصرها فقد نفذت بين 1986 و1989 وتمت تصفية الضحية لأنه "جنس مثلي".
جمال الخنوسي

حملة شرسة ضد البابا تسبق احتفالات أعياد الميلاد


اعتبر المثلية الجنسية خطرا على البشرية مثل خطر تدمير الغابات الاستوائية

فجرت التصريحات التي أدلى بها بابا الكنيسة الكاثوليكية بنديكتوس السادس عشر في كلمته السنوية لإدارة الفاتيكان، موجة استنكار عارمة من جميع الحساسيات التقدمية والحداثية والجمعيات المدافعة عن حقوق المثليين حول العالم، كما أصبحت محور جدل كبير على صفحات كبريات المجلات والجرائد الأكثر انتشارا.
واعتبر البابا في كلمته التي وصفت ب"المستفزة"، "المثلية الجنسية خطرا على البشرية، مثل الخطر المتمثل في تدمير الغابات الاستوائية".
وأوردت البي بي سي نقلا عن جريدة "الإندبندنت" أن تصريحات البابا تزيد طين الأزمة التي يتخبط فيها العالم بلة بكلماته "التي تفتقر إلى حس المواساة"، مشيرة في الآن ذاته إلى احتمال تعرض تصريحاته إلى التشويه بسبب سوء الترجمة، إلا أنه "قد لا يكون نادما على ما ستثيره من الجدل".
وخصصت "التايمز" إحدى افتتاحياتها للموضوع معتبرة "أن ملاحظات البابا ستثير حساسيات بدل أن توضح الجوانب اللاهوتية لموضوع الممارسة الجنسية للبشر، كما أن تصريحاته هذه من شأنها أن تشوش على أجواء العيد".
وتذكر الصحيفة بالمواضيع الأخرى التي أثارتها كلمة البابا أمام أعضاء إدارة الفاتيكان، فتقول "إنه أراد الظهور بمظهر الراغب في مناقشة الدور التاريخي والاجتماعي للكنيسة بشيء من النقد. فأثار مسألة إحياء الذكرى المائوية الرابعة لمحاكمة غاليليو بسبب آرائه العلمية المخالفة لتعاليم الكنيسة آنذاك، كما اعتبر مارتن لوثر مصلحا كنسيا وليس مهرطقا، مذكرا بمحاولته رأب الصدع الذي تسببت فيه تصريحاته التي اعتبرت مسيئة إلى الإسلام".
إلا أن الصحيفة عابت على البابا عدم تمكنه التخلص من "الخرافات واحتضان التسامح" قبل أن تضيف، "إن العلاقات الجنسية مسألة هامة للتفكير الأخلاقي، لكن ينبغي للبابا أن يدرك أن كثيرا من تعاليم الكنيسة قد تجاوزها العلم وعادات المجتمع الحديث".
أما صحيفة الديلي تلغراف فتعاملت مع الموضوع بكثير من السخرية والواقعية معتبرة أن الضجة التي ثارت ضد البابا لا فائدة منها لأن "الزعيم الديني لم يفعل سوى أن عبر عن عقيدته الكاثوليكية".
وجاء تصريح البابا في وقت طالب ثلث بلدان العالم (66 من أصل 192) في 18 دجنبر الجاري بقيادة فرنسا وهولندا، التخلي بشكل دولي عام عن أي وجه من أوجه التجريم للمثليين، معتمدين في ذلك على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لكن الطلب واجهه تيار مضاد من الدول العربية تقوده المملكة العربية السعودية إضافة إلى الفاتيكان بصفتها عنصرا ملاحظا في الأمم المتحدة، مع تسجيل الحياد الأمريكي في الموضوع.
واعتبرت جريدة "الغوارديان" أن أعياد الميلاد والجهود المبذولة في دهاليز الأمم المتحدة مناسبة لبعث رسائل ترغيب وليس رسالة ترهيب، "نعتقد أن الفكرة هي لو أننا صرنا كلنا مثليين، فإننا سنتوقف عن الإنجاب. نعم إن الفكرة شبيهة بالفكرة القائلة لو صرنا كلنا كهنة متنسكين فلن ننجب أطفالا كذلك. غير أنها تعني أن الكنيسة الكاثوليكية خطر على الكوكب".
جمال الخنوسي

استمرار الارتباك البلجيكي في التعامل مع خلية بليرج

إطلاق سراح مطلوبين من المغرب بتهم خطيرة تخص أنشطة إرهابية

أطلقت السلطات البلجيكية بعد ظهر أول أمس (الأربعاء) سراح مطلوبين بتهم الإرهاب دون الاكتراث بمذكرتي الاعتقال والترحيل التي تقدم بهما المغرب منذ شهر مارس الماضي.
ويتعلق الأمر ب"حسن .ي" البالغ 48 سنة و"عبد الله .س" البالغ 54 سنة وهما مواطنان بلجيكيان متحدران من أصول مغربية.
وكان المطلوبان للعدالة اعتقلا في 27 نونبر الماضي بعد مذكرة بحث وترحيل وجهتها السلطات المغربية إلى نظيرتها البلجيكية، بسبب الاشتباه في ضلوعهما في أعمال إرهابية بين سنتي 1988 و2008 في إطار خلية عبد القادر بليرج.
ويتهم المغرب "عبد الله .س" ب"القيام بأعمال إرهابية" دون تقديم تفاصيل أخرى، في حين اتهم "حسن .ي" بجرائم قتل مواطن سعودي وآخر تونسي في بلجيكا سنة 1989.
وحسب جريدة "لا ديرنيير أور" البلجيكية، فقد تم اعتقال المتهمين في 27 نونبر بعد طلب ترحيل من المغرب، أصدرت إثره قاضية التحقيق "إيزابيل بانو" مذكرة اعتقال مؤقتة.
وفي 23 دجنبر الماضي وجهت المحكمة الفيدرالية مذكرتي الاعتقال المغربيتين في حق المتهمين مصادق عليهما من طرف غرفة المستشارين، من أجل تمديد مدة الاعتقال وتعويض المذكرة المؤقتة الصادرة آنفا، لكن النيابة العامة تجاهلت كل هذه التدابير وأطلقت سراح المتهمين في اليوم الموالي (24 دجنبر) بعد طلب من الدفاع الذي أكد أن الأمر يتعلق بمذكرتين مختلفتين لكن لصك اتهام واحد مصدره السلطات المغربية.
وسارت النيابة العامة في الاتجاه ذاته معللة تمتيعهما بالسراح، "بأنهما لا يمثلان خطرا على الأمن العام كما أنهما يعيشان في بلجيكا منذ عشرات السنين وحصلا على الجنسية البلجيكية منذ أعوام طويلة".
من جهة أخرى أشار المشتكيان إلى أن المغرب طالب بترحيلهما في شهر مارس الماضي معتمدا على اعترافات لعبد القادر بليرج الذي اتهمها بالمشاركة في مجموعة من "الأنشطة" التي قام بها، لكنه (المغرب) لم يقدم معلومات إضافية في هذا الملف منذ ذلك التاريخ.
ويأتي هذا الحادث الجديد لتعميق الخلاف بين الجانبين المغربي والبلجيكي، باعتباره علامة أخرى للارتباك الذي تعرفه الأجهزة البلجيكية في تعاملها مع خلية عبد القادر بليرج، وهو الأمر الذي دفع بالعديد من وسائل الإعلام البلجيكية إلى طرح أسئلة تتعلق بمدى فعالية الأجهزة الاستخباراتية في بلدهم "حيال أكبر قضية إرهاب تعرفها بلجيكا"، خصوصا بعد الكشف عن لائحة مجموعة من الأسماء المستهدفة في بلجيكا وفرنسا والمغرب أغلبهم من اليهود، مشككة في الدواعي الحقيقية التي جعلت الأجهزة البلجيكية تعجز عن اكتشاف أمر بليرج وخليته، رغم خضوع بيته بمدينة مولونبيك سان جون للتفتيش مرات عديدة سنة 1990 بعد اتهامه بالاتجار بالسلاح دون أن يثبت ضده أي اتهام.
ويعتبر إطلاق مطلوبين من المغرب بتهم خطيرة تخص أنشطة إرهابية دليلا على برود العلاقة بين مصالح الأمن المغربي والاستعلامات البلجيكية، وكذا غياب الوضوح بين الجانبين وهو الأمر الذي يهدد التعاون بين البلدين في المجال القضائي ومحاربة الإرهاب.
جمال الخنوسي