30‏/03‏/2009

كتاب جديد لأخي رشيدة داتي يهدد بكشف أسرارها

يصدر في شهر شتنبر المقبل ويحكي تفاصيل عن حياتها وظروف محاكمته بتهمة تجارة المخدرات

ينتظر وزيرة العدل الفرنسية، ذات الأصول المغربية، رشيدة داتي امتحان عسير جديد بعد إعلان أخيها جمال داتي عن نيته نشر كتاب على شكل حوار مفتوح يتحدث فيه عن عائلته وحياته وعلاقته بحارسة الأختام.
وستنشر هذا الكتاب الصاخب دار النشر "كالمون - ليفي" في حوار حصري مع أخي الوزيرة الذي وعد باعترافات تخص حياته وحياة أفراد عائلته، وكشف أسرار لم ترد علنا، ولم تتطرق لها الصحافة قط من قبل، وتفاصيل عن طفولته وطفولة رشيدة التي حيرت أهل السياسة ومجلات المشاهير حول العالم.
الأكثر تشويقا في هذه القصة هو أن جمال داتي ليس "أخا عاديا"، بل تجتمع لديه كل تفاصيل الإثارة والتشويق التي يتطلبها كتاب من هذا النوع، إذ سيحكي على صفحات الكتاب المرتقب، عن الحكم الصادر ضده في شهر غشت 2007، والقاضي بحبسه سنة كاملة بتهمة الاتجار في المخدرات، وهو الحكم الذي تم تكييفه كي لا يفقد عمله.
وكانت قضية جمال داتي أسالت الكثير من المداد في حينها، وتكالبت مجموعة من وسائل الإعلام الفرنسية على وزيرة العدل التي اتهم أخوها بترويج مخدر الهيروين، وجندت ضدها جميع أسلحة السخرية والازدراء، في حين رأت منابر أخرى في هذه الحملة المسعورة نظرة عنصرية لحارسة الأختام ذات الأصول المغربية المسلمة.
وحددت دار النشر، شهر شتنبر المقبل، موعدا لصدور الكتاب الذي أثار لغطا قبل أن تخط كلماته الأولى. وأكدت جريدة "لوباريزيان" التي نشرت الخبر أن جمال داتي مصمم على نشر كتابه رغم الضغوط التي يمارسها "محيطه" في إشارة واضحة إلى وزيرة العدل رشيدة داتي نفسها.
ويأتي هذا الكتاب ليصب الزيت على نار كتاب آخر أحدث ضجة كبيرة في فرنسا من تأليف "ميخاييل دارمون" و"إيف ديريه" حاولا الإجابة من خلاله عن مجموعة من الأسئلة: كيف استطاعت هذه المرأة المغربية، أن تتسلق هرم السلطة الفرنسية وتتولى حقيبة وزارة العدل؟ وكيف تمكنت من التعرف على رجال ونساء مؤثرين في الحياة السياسية الفرنسية؟ وكيف تقربت من سيسيليا، الزوجة السابقة للرئيس نيكولا ساركوزي؟ ولماذا عينها هذا الأخير في منصب وزيرة للعدل؟ وما طبيعة العلاقة التي تجمعها بالسيدة الفرنسية الأولى كارلا بروني؟ ومن سيكون حاميها الجديد بعد أن تراجعت علاقتها بالرئيس؟
أسئلة عديدة حاول الإجابة عنها كتاب "الصديقة الجميلة"، إضافة إلى قصة حملها، والضجة الإعلامية الكبيرة التي أثيرت حول اسم والد ابنتها "زهرة"، باعتباره لغزا حير الفرنسيين وغذى الجرائد والمجلات السياسية الرصينة، كما استهوى مطبوعات "البيبل" التي رأت في هذه المرأة القوية والنافذة والمؤثرة ذات الشخصية الكاريزمية "زبونة" كبيرة، لدرجة جعل إحدى المجلات تنصبها "موديل مرأة بداية القرن الواحد والعشرين".
جمال الخنوسي

26‏/03‏/2009

"المكي تي في": قناة تلفزيونية لعولمة الشعوذة والتخاريف

مكي الصخيرات ينقل معجزاته إلى كرواتيا وسحار يوناني في البيضاء يسرق النوم من عيون القزابري

ليفرح المغاربة ويسعدوا جميعا، فتحول كبير سيغير حياتهم، قريبا سيفتح لهم مكي الصخيرات "الطبيب متعدد الاختصاص والشافي والعافي من كل الأمراض، وفاتح كل العكوسات، الذي ضربت شهرته الشرق والغرب من السعودية إلى المغرب ومن فيافي إفريقيا إلى زغرب"، قناة تلفزيونية موضوعاتية جديدة تعنى بالسحر والشعوذة، وتنقل لكل المشاهدين حول العالم أخبار الدجل والدجالين وتشهر محلات العطارة وآخر تقليعات الحروزة، ومنجزات ومعجزات المكي "لايف" مباشرة من الصخيرات وعبر الأقمار الاصطناعية حصريا على "المكي تي في".
وستنافس قناة "المكي تي في"،لا حالة، قناة اسمها "الحقيقة" على القمر الاصطناعي "نايل سات"، يتفنن صاحبها "محمد الهاشمي" في "حلب" أموال المغاربة وكل العرب، مستغلا ضعف بعضهم وحاجتهم لجرعات الأمل والشفاء من مرض عضال (الله يرزقنا جميعا الصحة والعافية).
وبما أن "خوك في الحرفة عدوك"، فإن المكي لا يعجبه الهاشمي بالمرة، ويستعد لشن حرب ضروس عليه، كما أشار إلى ذلك في حواره مع الزميلة "الأيام، "أنا هداك الهاشمي ممعتارفش بيه، واش كاين شي علاج بالتليفون والخلاص هو الأول، والعلاج غير بالعسل والزعفران" (!).
ولست أدري من أين سيأتي المكي بترخيص لقناته هذه، ومن أين سينطلق بثها هل من كوكب الأرض أم من كوكب زحل أم من إحدى المجرات المجاورة، فلابد أن ثقته العمياء في قدراته "الإقناعية" جعلته لا يكترث بامتناع الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري عن تقديم تراخيص لتلفزيونات خاصة. ولو سقى أحمد غزالي رئيس الهاكا "سيتيرنا" كاملة من الماء الزلال الذي يقدمه لأتباعه ومريديه، لما أعطاه هذا الأخير الضوء الأخضر لبث خزعبلاته على الأثير، مع أن الكثيرين يعتقدون أنه "بحال قناة المكي بحال خوتها كلشي هلوسة في هلوسة".
ليس المكي فحسب الذي اختار تصدير معرفته و"قوته التي يستلهمها من النجوم" إلى خارج الوطن في إطار العولمة، والانفتاح على الخارج، وسوق الشعوذة الحرة، واتفاق "الغات"، فقد فوجئنا، أول أمس، بخبر إلقاء القبض على "مشعوذ" يحمل الجنسية اليونانية، جاء بدوره لمنافسة صناعتنا الوطنية العتيدة في عقر دارها، وبدأ يوزع صكوك "القبول" و"الحروزة" و"التوكال" بمدينة الدار البيضاء، و"لم يجر له في الكحل"، ويكشف عن ألاعيبه اليونانية إلا شكاية تقدم بها المقرئ المعروف عمر القزابري إمام المصلين بمسجد الحسن الثاني إلى الضابطة القضائية أنفا بالدار البيضاء.
وإذا كان مكي الصخيرات "سره باتع" فإن السحار اليوناني أقل حظا، إذ في الوقت الذي تم الاحتفاء بالأول في كرواتيا والسعودية، حيث كان له حراس شخصيون و"ليموزين" كتلك التي يستقلها "السوبر ستارات" من نجوم الطرب والغناء، واستقبل من طرف السفير المغربي هناك بالتمر والحليب، فقد انتهت مغامرة الثاني بشكل مأساوي، وزج به في زنزانة قاسية بسجن عكاشة حيث لا تنفع كواكب ولا طلاسم، وبدل أن يخط الحروزة للزبناء كتب له المحققون محاضر "ماتخرش المية".
جمال الخنوسي

الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب يشكو التلفزيون للهاكا

الكاتب العام قال إن التلفزيون العمومي متحيز واتهم دوزيم بالتحامل
ندد محمد يتيم، الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بما أسماه "تعنت القناتين الأولى والثانية" في تجاهلهما للأنشطة التي تنظمها النقابة. وقال يتيم في اتصال مع "الصباح"، إن آخر فصول هذا "التشويش" هو بث القناة الأولى تقريرا عن نشاط للنقابة بمدينة طنجة، بعد مرور أسبوع عن تنظيمه، في حين بثت تقارير أخرى لأنشطة نظمت في اليوم نفسه، "وهو ما يثبت أن القناتين متحيزتان، أما دوزيم فحدث ولا حرج".
ورجح يتيم أن يكون اللجوء إلى بث التقرير، الذي مر على إنجازه أسبوع، مرتبط بالشكاية التي تقدم بها الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب إلى رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري (هاكا) من أجل "إيقاف التحيز المتواصل للقناتين الأولى والثانية ضد الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وضمان حق الرد في ما يتعلق بما نشرتاه من معطيات متحاملة وغير متوازنة حول استقالة الكاتب الإقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بطنجة".
وعبر الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عن استيائه من "التغطية الإعلامية المتحيزة للقناتين الأولى والثانية لحدث تنظيمي عاد هو استقالة الكاتب الإقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب لطنجة حيث خصصت القناتان تغطية للحدث وتوابعه يومي 4 و5 مارس 2009 وعادت القناة الأولى إلى الموضوع في نشرة المساء ليوم الأحد الموالي"، واصفا تعامل القناتين ب"المتحيز"، المتعارض تعارضا بينا مع الحياد المفروض في القنوات العمومية واحترام مبدأ التعددية النقابية والسياسية المنصوص عليه في التشريعات المنظمة للفضاء السمعي البصري وفي دفاتر تحملات هاتين القناتين".
وطالب الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب من أحمد غزلي رئيس الهاكا، "العمل على إنصاف النقابة بضمان حق الرد في البلاغات والتغطيات التي أذاعتها القناتان بمناسبة استقالة الكاتب الإقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بطنجة، وبشكل وبحجم ووقت يتناسب مع الشكل والحجم والوقت الذي خصص للحملة الإعلامية المضادة التي قامت بها القناتان"، و"إنصاف الاتحاد وإقرار حقه في تغطية أنشطته ضمن المقاييس والمعايير التي نص عليها قانون الاتصال السمعي البصري".
وفي السياق ذاته، راسل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة حول ما أسمته "التحيز ضد الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب في تغطية الأنشطة"، كما راسل الاتحاد سليم الشيخ، مدير القناة الثانية، من أجل "الاحتجاج ضد التمييز في نشر الأخبار النقابية".
جمال الخنوسي

25‏/03‏/2009

سيطايل تطالب برأس عبد الصمد بنشريف

حرضت مدير القناة الثانية على اتخاذ قرار زجري في حق صاحب برنامج "تيارات"


طلبت نائبة المدير، ومديرة الأخبار بالقناة الثانية ، سميرة سيطايل، من مدير دوزيم اتخاذ التدابير اللازمة في حق الإعلامي عبد الصمد بن شريف معد ومقدم البرنامج الحواري "تيارات".
وحرضت سيطايل في رسالة موجهة إلى كل من الرئيس المدير العام فيصل العرايشي ومدير القناة سليم الشيخ، ومجموعة من المسؤولين، لمعاقبة الصحافي نظرا لما أسمته "السلوك المضر بعمل وصورة المؤسسة"، معتبرة ما قام به عبد الصمد بنشريف "خرقا لعقد العمل والميثاق الجماعي ولقانون الشغل في ما يتعلق بالمساس بالمؤسسة المشغلة وصورتها وأخلاقياتها وإشعاعها ومصداقيتها".
وأوردت سيطايل في الرسالة التي حصلت "الصباح" على نسخة منها، مقاطع من المقال الذي نشره بنشريف في العدد 386 من أسبوعية "لوجورنال إيبدو" تحت عنوان، "عشرون سنة على إطلاق القناة الثانية.. التلفزيون ليس وسيلة لتلميع الصورة وتسويق خطابات المدح والتمجيد والدعاية واغتيال الكفاءة".
وجاء في مقال بنشريف، "يبدو أن المنافسة الإعلامية الشرسة، والولادة السريعة لمئات الفضائيات، جعلت المشاهد المغربي أمام عدة اختيارات، دون أن يخضع لتوجيه أو رقابة، لكن ونحن نحتفل ببلوغ القناة الثانية سن العشرين، نلاحظ أن هذا المشروع الإعلامي، أجبر على السقوط في عدد من الأخطاء المهنية والمطبات التحريرية، وتحول في وقائع كثيرة، إلى طرف فوض إليه تصفية حسابات مع أحزاب، ومنابر إعلامية وطنية وعربية، وتيارات فكرية وجمعيات، وحلت محل وزارة الخارجية والعدل، والداخلية، في مناسبات كثيرة.
يمكن الرجوع إلى أرشيف القناة للتأكد من هذه الأخطاء، وكذلك إلى ما نشرته الصحافة المكتوبة، وعدد القضايا التي بتت فيها الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، بل إنها لم تتردد في تأليب جزء من الرأي العام، ضد جزء آخر، مع بث ربورتاجات، تعليقاتها أشبه ببيانات عسكرية، محررة بلغة لا علاقة لها بالصحافة، ولا بأخلاقياتها، مما يشكل انحرافا خطيرا، يضرب في الصميم مشروع القناة في حد ذاته، ويجهز على الرهانات التي رفعتها، والأهداف التي وجدت من أجلها، وعوض أن تقدم معالجة إعلامية مهنية، لما يحدث في المغرب، على كافة الأصعدة ، وإقامة نقاش مهني وعميق حول عدد من القضايا، فقد مالت إلى ترويج الدعاية والمدح المخصص، لمشاريع ومبادرات الدولة، والتلميع الذي يحظى به بعض الأشخاص، الذين يصنفون ضمن الدائرة المقربة ، من مربع صنع القرار".
ويؤكد العاملون بدوزيم أن العلاقة بين بنشريف وسيطايل متوترة "منذ عهد قديم"، ودفعت مديرة الأخبار إلى عرقلة مسيرة الصحافي والبرنامج الذي يشرف عليه، كما كان بنشريف ضحية حملات من "التنكيل" و"التصريحات والاتهامات العنيفة" التي نشرت على صفحات بعض الجرائد، جاءت على لسان سميرة سيطايل ونائبها توفيق دباب أو من سماهم بنشريف في مقاله، "الطائفة"، يقول، "والغريب في الأمر، أن أي مدير عام، لم يتمكن من وضع حد لهذا السلوك الغريب، رغم المعرفة الجيدة، لكل واحد بخطورته وتداعياته الوخيمة، على مردودية القناة واستقرارها وتلاحمها، علما أن ممارسة من هذا النوع، لا يمكن أن توجد إلا في قناة تسير بمنطف الطائفة la secte، التي تضع حولها سياجا وأسلاكا، لمنع الآخرين من الاقتراب من دائرتهم".
ويضيف بنشريف، "ولعل الكيفية التي احتفل بها، قسم الأخبار بمرور 20 سنة، على انطلاق القناة الثانية، من خلال برنامج تحقيق، وبرنامج الزاوية الكبرى، يؤكد بشكل ملموس، طبيعة المنطق الذي تشتغل به هذه الطائفة، وهو منطق يتغذى على الكراهية والحقد والقتل الرمزي، الذي لو توفرت له الشروط لأصبح بالفعل قتلا حقيقيا، إذ لاحظ كل من ساهم في بناء تجربة القناة الثانية، على امتداد سنوات، أو من واكب التجربة من خارج القناة، أن مديرية الأخبار، ومن خلال البرنامجين المذكورين، وخاصة الزاوية الكبرى، "الذي يشرف عليه رضا بنجلون"، ارتكب جريمة في حق تجربة بكاملها، وقرر عن سبق إصرار، اغتيال جزء مهم من الذاكرة المشتركة، ومن العمل الجماعي، الذي هو ثمرة تضحيات وجهود بذلها نساء ورجال، كل من موقعه.
بل أكثر من هذا، وبجرعة عالية من النرجسية، وحب الذات، وكراهية الآخر ، تم اختزال 20 سنة، من عمر القناة الثانية، في ما أنجزته نائبة المدير العام، ومديرة الأخبار، سميرة سيطايل، ومساعدها رضا بنجلون، وأن ما قاما به، هو كل رصيد القناة، ورأسمالها في تنشيط النقاش السياسي، وتسويق صورة مثالية ومرجعية عن المؤسسة الملكية، والدفاع عن الوحدة الترابية، وتوسيع هامش الحريات العامة، وإرساء دعائم المصالحة وترسيخ قيم المواطنة والحداثة والديمقراطية، وتكريس التعدد والتنوع، وإعادة الاعتبار للأمازيغية، وتأهيل الحقل الديني والاقتصادي والفلاحي، ومحاربة الإرهاب، والعزوف السياسي، والهدر المدرسي، والفقر والبطالة، والتلوث بكل أنواعه بما فيه الفكري، وإنصاف المرأة، واكتشاف ما تزخر به الجالية المغربية في الخارج من طاقات، وتحقيق القرب الإعلامي، من خلال إعطاء الكلمة لكل ألوان الطيف الاجتماعي والجمعوي".
وعبر مجموعة من العاملين بدوزيم (رفضوا الإفصاح عن هويتهم للأسباب ذاتها) عن استغرابهم لسلوك "نائبة المدير ومديرة الأخبار" بمؤسسة إعلامية، تطلب تكميم أفواه الصحافيين وكسر أقلامهم، "لأنهم لا يتعاملون بمنطقها أو يتحدثون لغتها".
جمال الخنوسي

23‏/03‏/2009

20 سنة سجنا للطالب المغربي قاتل مريم دهبي في فرنسا

الطالبة المغربية رفضت الامتثال لرغباته فوجه لها 60 طعنة بالسكين

أصدرت محكمة فرنسية، يوم الجمعة الماضي في الساعة السادسة مساء، بعد ساعتين من المداولات، حكما بالسجن 20 سنة في حق الطالب المغربي روان مصلي البالغ من العمر 22 سنة، بسبب جريمة قتل راحت ضحيتها الطالبة المغربية مريم دهبي ليلة 26 و27 دجنبر من عام 2006 بمدينة "تولوز".
وكانت الضحية تبلغ من العمر 21 سنة لحظة وقوع الجريمة، إذ اكتشف رجال الشرطة جثتها في مشهد مروع بعد أن طعنت 60 طعنة بسكين حاد.
وتعتبر عقوبة الحبس 20 سنة، التي حكم بها على المتهم، ليست هي العقوبة القصوى في جريمة القتل، بل هي أقصى ما طالب به الادعاء. ولم يشفع للمتهم في هذه القضية التي هزت فرنسا بأكملها والجالية المغربية والطلابية على وجه الخصوص، سوى عمره (19 سنة لحظة وقوع الجريمة)، في حين بقي الشك يسود ما جاء في أقوال المتهم والطريقة التي مرت بها الأمور ليلة الجريمة.
وردد مصلي أمام القاضي الأقوال التي أدلى بها أثناء التحقيق، مؤكدا أن الفتاة كانت تجمعه وإياها صداقة طويلة بحكم جنسيتهما (مغربيان)، وبحكم تحدرهما من المدينة نفسها (الدار البيضاء)، وكذلك دراستهما التخصص نفسه (المحاسبة).
وأضاف المتهم أنه "ظن" أن الفتاة "تغريه" بقضاء الليلة معها، فدخل غرفتها أثناء نومها وبدأ يداعب وجهها، إلا أن الضحية استيقظت مذعورة وهددته بطلب الشرطة. فكانت حالة الهستيريا التي ألمت بها سببا مباشرا في قوة الجريمة والطعنات التي بلغت 60 طعنة.
وبقي السؤال معلقا عن الدافع الأساسي الذي جعل شابا هادئا، أكد جميع الخبراء النفسيين والاجتماعيين، أنه لا يشكو من أي خلل عقلي أو نفسي، يرتكب جريمة بكل هذا العنف والوحشية.
وأوردت جريدة "لاديبيش" الفرنسية نقلا عن ممثل النيابة العامة، "أتساءل أية حقيقة تخفي عنا، لا بد أنها أكثر قبحا مما نتصور". مشيرا إلى أن الضحية لم تتلق طعنات بالسكين فحسب، بل تلقت لكمات في وجهها أدت إلى كسر أربعة أسنان.
واعتبر "سيمون كوهين"، ممثل العائلة، مريم فتاة تؤمن بالحرية لكنها لم تكن قط "فتاة سهلة"، "وهذه الحرية يمكن أن يقبلها المتهم من فتاة أوربية لكنه لن يقبل ذلك من فتاة من الدار البيضاء ترفض عرضه وتقول له "لا"، إنك لم تقتلها، أنت رجمتها، هذا عقاب شديد".
وأكد محامي الدفاع أن أقوال موكله معقولة، معللا عنف الجريمة ب"الخوف من اتهامه بالاغتصاب"، في حين قال روان مصلي قبل النطق بالحكم، "لقد قلت الحقيقة كاملة وأطلب منكم المعذرة".
وأعاد انطلاق محاكمة قاتل الطالبة المغربية، يوم الخميس الماضي، إلى الأذهان تفاصيل جريمة القتل البشعة وردود الفعل التي خلفتها، إذ كانت مريم محبوبة من طرف زميلاتها وزملائها، كما يصفها الطلبة بالفتاة "الاجتماعية" و"المتفائلة" و"المحبة للحياة"، وخصصت وسائل الإعلام الفرنسية حيزا كبيرا لهذه الجريمة البشعة والغامضة.
جمال الخنوسي
الصورة
القاتل أثناء تمثيل الجريمة بباب شقة الضحية (خاص)

عوزري: حالة ثريا جبران لا تدعو إلى القلق

زوج الوزيرة نفى الأخبار التي راجت حول نقلها إلى باريس لتلقي العلاج بعد إصابتها ب"شلل نصفي"

نفى عبد الواحد عوزري، زوج ومستشار وزيرة الثقافة الفنانة ثريا جبران، الأخبار التي راجت، أخيرا، حول نقلها إلى باريس لتلقي العلاج، بعد إصابتها ب"شلل نصفي" إثر وعكة صحية ألمت بها.
وقال عوزري في اتصال مع "الصباح"، إن الوزيرة تعاني إرهاقا شديدا بسبب قيامها برحلتين متعبتين ومتتاليتين إلى كل من أمريكا والسينغال.
وأضاف عوزري، أن الوزيرة عانت كثيرا خلال رحلها إلى واشنطن لحضور تكريم كبير حضره جل وزراء الثقافة العرب في حفل نظمه أحد المعاهد هناك احتفاء بالفن العربي، وكان على الوزيرة الانتظار أكثر من أربع ساعات خلال رحلة الذهاب وعشر ساعات خلال رحلة العودة.
ونظم هذا الحفل مركز "جون اف كيندي" بواشنطن بحضور 800 فنان من العالم العربي، الذين عرضت أعمالهم الفنية على الجمهور
الأمريكي من خلال مهرجان "أرابيسك"، الذي شمل عروضا فنية متنوعة مثل الموسيقى والرقص والمسرح والسينما والأدب العربي.وبعد الرحلة الأمريكية سافرت الوزيرة مباشرة إلى السينغال، وأكد عوزري في هذا الصدد، أن الوزيرة أصرت على الذهاب نظرا لما يجمع البلدين من علاقة طيبة ومتينة.
ويضاف إلى قلة الراحة التي تشكو منها الوزيرة، التي تحرص على حضور جميع الأنشطة، وفاة زوج أختها، أخيرا، وهو ما أثر فيها وفي نفسيتها كثيرا.
وقال عوزري، إن حالة الوزيرة لا تدعو إلى القلق الآن، ولا تتطلب حالتها نقلها إلى باريس كما يروج، "بل ستخلد قليلا للراحة في بيتها، وإن اقتضى الأمر ستنقل إلى مستشفى الشيخ زايد بالرباط من أجل إجراء بعض التحاليل".
وأكد مستشار الوزيرة حسن النفالي، بدوره، ما أورده عوزري في اتصال مع "الصباح"، مشيرا إلى أن حالة الوزيرة في تحسن، ومن المرجح أن تعود إلى مكتبها خلال الأسبوع المقبل.
وعلق أحد المقربين إلى الوزيرة على ما حدث، بأن ثريا جبران خلافا لوزيرات ووزراء آخرين لا تستغل سفرها إلى الخارج من أجل الراحة والسياحة والشوبينغ.
جمال الخنوسي

ادعاء "زواج الشواذ بالفاتحة" يغضب وزارة الداخلية

اعتبرت الهدف هو صيانة الأمن الأخلاقي للمواطن وتحصين مجتمعنا من كل تصرف غير مسؤول


دفع الخروج الإعلامي لمثليين مغربيين ادعيا الزواج ب"قراءة الفاتحة" وزارة الداخلية إلى التنبيه من مغبة التمادي في "المس بقيمنا الدينية والأخلاقية".
ويعتبر نشر العديد من التحقيقات الخاصة بالمثليين وعاداتهم، وقصة "الزوجين الشاذين المهدي ونجوى" النقطة التي أفاضت الكأس، إذ ادعيا الزواج ب"قراءة الفاتحة"، وحكيا بشكل مثير عن تفاصيل حياتهما ومغامراتهما "قبل الزواج وبعده"، بكل تفاصيلها، في وقت يمنع فيه الزواج في بلدان غربية مثل فرنسا وعدة ولايات أمريكية.
وأكدت وزارة الداخلية المغربية في بيان صدر أول أمس (السبت) إنها "ستتصدى بكل حزم وفي إطار القوانين المرعية الإجراء لكل الممارسات المنافية لقيمنا ولكل المنشورات والكتب والإصدارات التي ترمي إلى المس بقيمنا الدينية والأخلاقية".وأوضحت الوزارة أنه "لوحظ خلال الآونة الأخيرة تعالي بعض الأصوات عبر منابر إعلامية تحاول الترويج لبعض السلوكات المشينة، مستفزة بذلك الرأي العام الوطني دون الأخذ بعين الاعتبار قيم مجتمعنا الأخلاقية والعقائدية".وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء نقلا عن مصدر مقرب من الحكومة، أن هذا القرار يستهدف بالدرجة الأولى مكافحة ظاهرة تكاثر المقالات والتحقيقات الصحافية التي تفرد مساحات متزايدة للحديث عن المثلية الجنسية في المغرب، والتي تؤكد السلطات أنها ممارسة جنسية غريبة عن تقاليد المجتمع المغربي وعاداته العربية والإسلامية.وأكدت الوزارة في بيانها أن "الهدف هو صيانة الأمن الأخلاقي للمواطن وتحصين مجتمعنا من كل تصرف غير مسؤول مسيء لهويته ومقوماته الحضارية".وشددت الوزارة على أن الشرطة والإدارة "تسهر وبدون هوادة على محاربة كل المظاهر المرتبطة بالانحراف الأخلاقي وتبادر إلى اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة على المستويين الوقائي والزجري، وتتدخل بشكل يومي كلما دعت الضرورة لردع مقترفي الأفعال المخلة بالآداب والأخلاق العامة".
وقالت مصادر أخرى "للصباح" إن بيان وزارة الداخلية جاء ليضع حدا للتمادي في التحقيقات، والحديث عن "قصص زواج" خيالية يستغلها المتطرفون والظلاميون من أجل تأجيج الحقد وإيقاظ النعرات التي تهدد استقرار البلاد، خصوصا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة التي تجعل بعض الجماعات والتيارات تستغل هذا الوضع، وتركب مثل هذه الإشاعات كي تحقق نوعا من التعاطف وتجلب القليل من الأصوات.
وأكدت المصادر ذاتها أن البيان لا يعني تراجعا في الحقوق والحريات، بقدر ما يعني الانضباط والالتزام.
محمد فلاح

22‏/03‏/2009

اعتقال مغربيين في البرتغال بحوزتهما 7 أطنان من الحشيش

أباطرة المخدرات اعتمدوا على عصابة قليلة العدد لكن بإمكانات لوجستيكية هائلة

ألقت الشرطة البرتغالية القبض على مغربيين بتهمة تهريب المخدرات، يوم الاثنين الماضي، في إطار عملية وصفت ب"الواسعة".
وأسفرت العملية عن حجز سبعة أطنان من الحشيش إضافة إلى اعتقال عناصر أخرى من العصابة تنتمي إلى جنسيات مختلفة (ثلاثة بريطانيين وبلجيكي).
وإضافة إلى مصادرة 7.25 أطنان من الحشيش وهي أكبر كمية تصادر في البرتغال منذ مطلع العام، صادرت الشرطة أيضا خمسة زوارق سريعة، وسيارتين رباعيتي الدفع.وقد نقلت كمية المخدرات من المغرب إلى جنوب البرتغال على متن زوارق سريعة (غو فاست) قبل أن يتم نقلها إلى وسط البلاد.وجاءت عملية المصادرة بعد تحقيق قامت به الشرطة الإسبانية واستمر ستة أشهر.وعززت الشرطة البرتغالية مراقبتها للمشتبه بهم لمدة ثلاثة أيام وشنت، صباح الاثنين (الماضي)، ثلاث عمليات في مرافئ "أولهاو" و"فيلامورا" و"الغارف" (جنوب) وفي مستودع ب"مواتا"، يقع على بعد 20 كيلومترا جنوب لشبونة.وأعلن "أنتونيو سينترا"، ممثل عن الشرطة الاسبانية، أن المخدرات، التي قسمت إلى صفائح كل واحدة يبلغ وزنها 30 كيلوغراما، كانت "في طريقها، على ما يبدو، إلى إسبانيا ولكن أيضا إلى الأسواق الأوروبية خصوصا في بريطانيا"، مؤكدا على أن هذا النوع من العمليات يعد نمطا جديدا لتهريب المخدرات من خلال استعمال عصابة قليلة العدد لكن بإمكانات لوجستيكية هائلة، " لقد تمكن المهربون في ظرف 48 ساعة من نقل سبعة أطنان من الحشيش على قوارب نفاثة وتخزينها".
ومثل المشتبه بهم الستة الذين تتراوح أعمارهم بين 28 و55 عاما أمام القضاء الذي أمر باعتقالهم.
وتعتبر شبه الجزيرة الإيبيرية البوابة الرئيسية لدخول المخدرات على أوربا، إذ حجزت سلطات الأمن البرتغالية وحدها 63 طنا من الحشيش خلال السنة الماضية.
وكانت البحرية الفرنسية قد احتجزت زورقا على متنه 4 مهربين مغاربة وكمية من المخدرات تقدر ب3.2 أطنان من الشيرا، بداية شهر فبراير الماضي.وراقبت البحرية الفرنسية القارب من نوع "غوفاست"، عند اقترابه من السواحل الإسبانية قادما من المغرب وعلى متنه كمية قياسية من المخدرات.واعتبرت تلك العملية الأكبر من نوعها في البحر الأبيض المتوسط منذ تبني خطة جديدة في 2006، هدفها التصدي لعصابات المهربين التي تعتمد على زوارق "غو فاست" النفاثة التي تنشط بين ضفتي المتوسط.ويتميز الزورق المطاطي الذي يطلق عليه اسم "غو فاست"، بطوله (حوالي 12 مترا)، وبسرعته الفائقة (40 عقدة)، والمحركات القوية (1000 حصان)، التي تساعده على المناورة، وتجعل من الصعب تعقبه وتحديد مكانه، إذ من الممكن أن تقوم تلك الزوارق برحلة بين الشواطئ المغربية والفرنسية في أقل من 24 ساعة.
جمال الخنوسي

18‏/03‏/2009

رحيل الخطيبي ... القلب المغربي الجريح

كان روائيا وشاعرا وعالم اجتماع مرموقا له نظرة ثاقبة واستشراف كبير للمستقبل


اعتبر الناقد والأستاذ الجامعي فريد الزاهي، رحيل المفكر المغربي عبد الكبير الخطيبي، خسارة كبيرة للثقافة العالمية، باعتبار الفقيد من المفكرين القليلين الذين ترجموا، بشكل مبكر إلى اللغة العربية، وكان لها أثر بالغ في تنوير وتطوير الساحة الثقافية المغربية التي كانت تعيش الكثير من الدغمائية، "كما أنه أحد المثقفين الكبار القليلين الذين ظلوا فاعلين في المجتمع المغربي بمواقفه المباشرة وبتصريحاته وانتماءاته سواء منها الحزبية في الستينيات أو الثقافية في وقت لاحق".
وأضاف الزاهي أن الخطيبي رائد من رواد حرية الفكر وحرية المعتقد، كما أنه ساهم في تأسيس وتشييد معالم ثقافية كبرى، "إنه مثقف بلوري ترك لنا كتابات عميقة في علم الاجتماع والرواية والتحليل السياسي والشعر بنظرة ثاقبة واستشراف كبير للمستقبل".
وكان الكاتب والباحث الجامعي المغربي عبد الكبير الخطيبي، رحل في الساعات الأولى من صباح أمس (الاثنين) في أحد المستشفيات بالرباط، عن عمر يناهز71 عاما، بعد معاناة مع المرض.ودرس الفقيد، المزداد سنة 1938 بمدينة الجديدة، علم الاجتماع بجامعة السوربون ( فرنسا)، حيث حصل على الدكتوراه في السوسيولوجيا بأطروحة حول "الرواية المغاربية" عام 1969 .وتقلد الخطيبي عدة مناصب أكاديمية، إذ اشتغل أستاذا جامعيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، وأستاذا مساعدا، ثم مديرا لمعهد السوسيولوجيا السابق بالرباط، فمديرا للمعهد الجامعي للبحث العلمي.انضم عبد الكبير الخطيبي إلى اتحاد كتاب المغرب في ماي عام 1976. وعمل رئيسا لتحرير "المجلة الاقتصادية والاجتماعية للمغرب"، كما كان يدير مجلة "علامات الحاضر".
وتتميز مجالات إنتاجه بالتعدد والتنوع بين الكتابة الإبداعية (الشعر، الرواية، المسرح...) والدراسة الأدبية.ويعتبر الراحل عبد الكبير الخطيبي، الكاتب المغاربي باللغة الفرنسية، روائيا وشاعرا وعالم اجتماع مرموقا ومختصا في الأدب المغاربي، ونشر قصصا وروايات ونظم قصائد تناولت فضاءات مختلفة.ومن بين أعماله، التي تفوق 25 مؤلفا، "الذاكرة الموشومة" (1971) و"فن الخط العربي" (1976 ) و"الرواية المغاربية" و"تفكير المغرب" (1993) و"صيف بستوكهولم" (1990 ) و "صور الأجنبي في الأدب الفرنسي" (1987 ) و"كتاب الدم" (1979).وفاز الكاتب والمفكر المغربي، بجائزة الأدب في الدورة الثانية لمهرجان "لازيو بين أوروبا والبحر الأبيض المتوسط" في إيطاليا، عن مجمل أعماله الأدبية، وتجربته التي انطلقت أواخر الستينات من القرن الماضي وذلك لمساهمته في خلق لغة أدبية وطنية ومستقلة في مجال العلوم الاجتماعية، والتزامه بقضايا المساواة الثقافية والتنوع الفكري بالمغرب.وكان الخطيبي قد حصل، مؤخرا،ً على جائزة "الربيع الكبرى" التي تمنحها جمعية "أهل الأدب"، وهي جمعية ثقافية فرنسية عريقة يعود تأسيسها إلى عام1838 من طرف أهم كتاب الأدب الكلاسيكي بفرنسا وأكثرهم شهرة في الوقت الحاضر، أمثال الروائي الفرنسي أونوريه دو بالزاك والشاعر فيكتور هيغو والروائي أليكسندر دوما.ويعد الخطيبي أول عربي ومغربي يتوج بهذه الجائزة العريقة التي منحت له عن مجمل أعماله الشعرية التي صدر بعضها، مؤخرا،ً في ثلاثة مجلدات عن دار "الاختلاف" الباريسية، التي تعد من أرفع دور النشر الفرنسية.وعرفانا له بمكانته في الوسط الفرنسي، خصصت جامعة ليون الثانية للخطيبي صفحة بعنوان "عبد الكبير الخطيبي"، تتضمن قائمة بكتبه ومقالات ونصوصا قصيرة له ولائحة بالكتب والأطروحات التي تحدثت عنه.كما يعتبر الراحل مثقفا له سمعة عالمية، وقد ترجمت أعماله المؤلفة أساسا باللغة الفرنسية إلى اللغات العربية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية والألمانية واليابانية، كما طالت أعماله مجالات معرفية عدة من ضمنها الأدب والعلوم الاجتماعية وخاصة ما يتعلق منها بالفضاءات المغاربية والعربية.
جمال الخنوسي

16‏/03‏/2009

مغاربة يهددون بإحراق أوربا

مغاربة يهددون بإحراق أوربا
اعتقال سبعة مشتبه بهم في هولندا واثنين في ألمانيا

قامت السلطات الأمنية في العاصمة الهولندية امستردام، أول أمس (الخميس)، باعتقال 7 هولنديين من أصول مغربية تتراوح أعمارهم بين 19 و64 سنة (ستة رجال وسيدة)، للاشتباه في قيامهم بالتخطيط لتفجير بعض المحال التجارية في امستردام.
وقالت قوات الشرطة الهولندية إنها تحركت بناء على معلومات سرية تلقتها خلال مكالمة من شخص في بلجيكا لم يكشف عن هويته قبل يوم من عمليات الاعتقال، حيث حذر من هجمات قد توقع العديد من الضحايا.
وكانت السلطات الهولندية قد أغلقت الخميس شارعا تجاريا رئيسيا في أمستردام كما ألغت حفلا موسيقيا لفرقة أمريكية.
وداهمت قوات الشرطة عددا من المباني في كل من أمستردام وبلجيكا.
وقال عمدة مدينة أمستردام "جوب كوهين" إن المكالمة التليفونية حذرت الشرطة ليلة الأربعاء من "هجوم يهدف إلى إيقاع ضحايا في أماكن مزدحمة".
وقال بيان للشرطة في وقت مبكر من يوم أول أمس (الخميس) إن التهديد "ينبغي أن يؤخذ بجدية".
وقال المدعي العام هيرمان بولهار في مؤتمر صحافي إنه "على قدر ما نستطيع الإعلان عنه، لا يوجد أحد من المعتقلين له سجل إرهابي".
وأضاف أن أحد المعتقلين يمت بصلة قرابة إلى شخص يشتبه في تورطه في تفجيرات مدريد عام 2004.
من جهة أخرى، دعا شقيقان ألمانيان من أصل مغربي إلى شن هجمات انتحارية في ألمانيا في شريط فيديو نشر على شبكة الانترنيت.
ونشرت صحيفة "بيلد" صورتين وردتا في شريط الفيديو يظهر فيهما شخصان ملتحيان ويرتديان ملابس أفغانية ويوجهان التهديدات باللغة الألمانية.
وذكرت الصحيفة أن المتحدثين قدما نفسيهما على أنهما أبو آدم وأبو إبراهيم من ألمانيا. وهددا بتنفيذ عمليات انتحارية في ألمانيا.
وأوردت جريدة "الشرق الأوسط" أنه خلافا لرفض دائرة الجنايات الاتحادية الألمانية الحديث عن هوية الشقيقين المغربيين، فإن "بيلد" قالت إنهما يدعيان ياسين، 24 سنة، ومنير، 27 سنة، من سكان مدينة بون. وأفادت الصحيفة أن الأخ الأكبر منير عمل في دائرة الإحصاء الاتحادية بين عامي 2003 و2007 قبل أن يتوجه إلى باكستان. وخاطب الأخوان، في شريط الفيديو،
المسلمين قائلين: "احسموا القضية من أجل الحياة بعد الموت. نفذوا مهماتكم أينما كنتم، لا هدوء بعد الآن". ورددا آيات قرآنية وهددا
بعملية انتحارية تستهدف السفارة الألمانية في كابل ما لم تتوقف الحكومة الألمانية عن التدخل في أفغانستان والعراق.
وسبق للحكومة الألمانية أن تحدثت في يناير الماضي، عن نشر شريط فيديو مدته 30 دقيقة على الانترنت، تضمن تهديدات مباشرة من "القاعدة" للحكومة الألمانية. وفي ذلك الشريط، توعد رجل ملثم، باللغة الألمانية، بعدم استثناء ألمانيا من الضربات باعتبارها نشرت ثالث أكبر قوة عسكرية في أفغانستان. وتشير معلومات إلى أن الملثم، الذي تحدث الألمانية في شريط الفيديو الأخير قد يكون الشاب الألماني ا. بايننغر، 20 سنة، الذي ينتمي إلى تنظيم "اتحاد الجهاد الإسلامي"، الذي اعتقلت السلطات الألمانية 7 من أفراده خلال سنتين. وأرسل "بايننغر"، الذي تحول إلى الإسلام قبل عامين فقط، رسالة إلكترونية إلى والديه يودعهما ويقول إنه لن يعود إلى ألمانيا بعد الآن وأنه بصدد "تنفيذ عملية جهادية أخيرة".
وعرض موقع "زمن الجهاد الإسلامي" قبل عام شريط فيديو قصيرا يظهر "بايننغر" أثناء أداء التدريبات العسكرية في معسكر ما بين الجبال ويدعو المسلمين الألمان إلى "الجهاد".
ووردت عام 2006 معلومات للمخابرات الألمانية من نظيرتها الأميركية تتحدث عن وجود تنظيم "اتحاد الجهاد الإسلامي"، الذي يجند في ألمانيا المتطوعين للقتال في أفغانستان. واستفادت المخابرات الألمانية من هذه المعلومات لتوجه ضربة قاصمة إلى التنظيم في صيف 2007، عندما اعتقلت ف. جيلوفيتش ود. شنايدر وي. آدم، وكلهم من معتنقي الإسلام، بتهمة التحضير لعمليات تفجير في ألمانيا.
وارتباطا بموضوع الإرهاب، أكد مسؤول أمني رفيع المستوى في ألمانيا، أن التهديدات بتنفيذ هجمات ضد ألمانيا من قبل "إرهابيين إسلاميين" قد ارتفعت في العام الماضي بشكل واضح. وأعلن رئيس هيأة مكافحة الجريمة، يورغ تسيركه لصحيفة "هامبورغر أبند بلات" أن أعداد التهديدات المتعلقة في ألمانيا منذ عام 2001 تراوحت "بين 30 و40 تهديدا ولكننا رصدنا منذ العام الماضي (2008) تصاعدا واضحا في التهديدات".
وحدد المسؤول الأمني أعداد أخطر الإسلاميين المقيمين في ألمانيا والذين يمكنهم تنفيذ هجمات بـ 80 إلى 85 شخصا. وأشار رئيس الهيأة إلى تمكن الأجهزة الأمنية في ألمانيا من إحباط تنفيذ أكثر من سبع "هجمات إرهابية" في أنحاء مختلفة من ألمانيا.
وكانت المخاوف قد ازدادت في ألمانيا من تعرض البلاد لهجمات قبل موعد الانتخابات البرلمانية في شتنبر المقبل، ويعتقد المراقبون أن وقوع مثل هذه الهجمات يهدف إلى إجبار ألمانيا على سحب قواتها من أفغانستان.
جمال الخنوسي


12‏/03‏/2009

شهران حبسا لمغربي رفض الترحيل من فرنسا


قصة مؤثرة لعائلة مغربية دفعت الفرنسيين إلى مطالبة الدولة بتقديم اعتذار علني
لن تكون فرنسا سعيدة وهي تنظر إلى وجهها في المرآة. لن يكون بلد الأنوار وحقوق الإنسان سعيدا عندما تضطهده صور عائلة مغربية شتت أبناءها وفرق بين أعضائها.
بدأت قضية عمار أمدجار قبل شهر، عندما رفض ترك عائلته المكونة من الزوجة وابنتيه مرية، البالغة ثلاث سنوات ونصف، وأمينة البالغة ستة شهور، التي تعيش في فرنسا، والترحيل إلى المغرب.
عمار زوج لسيدة مغربية تعيش في فرنسا منذ سنتها الأولى، وتملك بطاقة إقامة مدتها 10 سنوات. تزوجا سنة 2005، وبعد عقد القران، انتقلت إلى فرنسا حيث تعيش كل عائلتها، من أجل القيام بالخطوات الأولى والتدابير الإدارية من أجل التجمع العائلي. وبقيت الزوجة تتنقل بين المغرب وفرنسا للتوفيق بين متطلباتها العائلية ولقاء زوجها في المغرب.
وفي انتظار هذا "التجمع العائلي" الذي لم يتحقق، حصل "عمار" على تأشيرة لدخول التراب الفرنسي مدتها ثلاثة أشهر في 2008.
وبعد انقضاء المدة المحددة، قرر "عمار" المكوث إلى جانب عائلته وفضل عدم الرجوع إلى المغرب.
وفي يونيو من السنة ذاتها، وبعد أيام قليلة من ميلاد ابنته الصغرى، ألقت الشرطة الفرنسية عليه القبض في منزله ووضعته رهن الاعتقال.
وبعد نقله إلى المطار، رفض عمار ركوب الطائرة، فعرض على الفور أمام المحكمة التي قضت بحبسه شهرا واحدا.
وبعد انقضاء المدة، عاد إلى بيته بين أعضاء أسرته، إلا أنه فوجئ مرة أخرى بزيارة لرجال الشرطة في الثامنة صباحا. طلبوا منه "مرافقتهم من أجل أمور إدارية". وبعد التردد أذعن لطلبهم خوفا من الزج به في السجن ثانية، فرحلوه في طائرة وجهتها الدار البيضاء.
لم تنته مأساة المغربي عند هذا الحد، فبعد شهرين قضاهما بعيدا عن طفلتيه وزوجته، قرر في شتنبر الماضي العودة إلى فرنسا بطريقة سرية.
وفي 6 فبراير الماضي اعتقل عمار "صدفة"، قرب المدرسة حيث يقود ابنته الصغيرة كل صباح، وقام رجل شرطة بإخبار الزوجة أن "عمار" رهن الاعتقال ليقضي عقوبة حبسية جديدة سيرحل بعدها حتما إلى المغرب.
وعقب هذه الحكاية المؤثرة، طالبت مجموعة من وسائل الإعلام الفرنسية، وعلى رأسها جريدة "ليبيراسيون"، بتمتيع "عمار" بكل حقوقه، ومده بجميع الوثائق الإدارية التي تخول إليه الإقامة في فرنسا إلى جانب عائلته، كما طالبت الدولة الفرنسية بتقديم اعتذار علني لكل من الزوجة رحمة أمدجار وابنتيها على ما لحق بالزوج والأب من أذى وهدر للكرامة.
جمال الخنوسي

داتي: الحرية هي أول حق يجب أن تحظى به المرأة


وزيرة العدل الفرنسية ذات الأصول المغربية ظهرت في العناوين الكبرى ل 30 يومية وبدت على غلاف 60 مجلة

رفضت رشيدة داتي الإفصاح عن اسم والد ابنتها زهرة في خرجة إعلامية وصفت ب"الصاخبة"، مؤكدة امتناعها عن "عرض" حياتها الشخصية، وجعلها وجبة دسمة لوسائل الاعلام، "ولا أظن أن هذا وقت مناسب لفعل ذلك".
وكان الأسبوع الماضي حافلا بالنسبة إلى وزيرة العدل الفرنسية، واختارت بنت حي سباتة الشعبي بالدار البيضاء، نشرة الأخبار على القناة الفرنسية الثانية (فرانس 2)، وجريدة "لوجورنال دي ديمانش" التي خصتها بحوار مطول حول حياتها الشخصية والمهنية.
وأكدت حارسة الأختام أنه بالرغم من جهل الجميع بهوية والد زهرة، إلا أنه من المفروض احترامه، "كنت أتمنى أن أكون عائلة "طبيعية" لكن الحياة قررت عكس ذلك". وتضيف داتي، "أتلقى العديد من الخطابات، بلا شك لم يتلقاها أي حارس أختام من قبل. يناديني الناس "عزيزتي رشيدة"، باسمي، ويسألونني في الشارع عن أحوال ابنتي زهرة لكنهم لم يسألوني قط عن اسم والدها".
وحول اتهامها بأنها نجمة سياسية على غرار نجوم السينما والتلفزيون، اعتبرت داتي حضورها حفلا نظمته إحدى دور الموضة الفرنسية الفخمة بمشاركة جميع أعضاء الحكومة، والوزير الأول فرانسوا فيون، "ومع ذلك لم يوجه اللوم إلا لي أنا!". وتضيف ذاتي، "أنا لا أخرج إلا نادرا من البيت، باستثناء حفلات العشاء الرسمية". وتأسفت الوزيرة على ملاحقتها من طرف مصور (بابارازي) على دراجة نارية بشكل دائم.
واعتبرت الوزيرة الفرنسية أن الأنوثة لم تكن قط ضد الكفاءة، معتبرة ولادة ابنتها "زهرة" أكبر حدث في حياتها، "كان من الممكن أن يمثل حرماني من الأمومة، فشلي الذريع".
وأوردت جريدة "لوجورنال دي ديمانش" أنه منذ توليها منصبها على رأس وزارة العدل صنعت داتي دائما الحدث، إذ ظهرت في العناوين الكبرى ل 30 يومية وبدت على غلاف 60 مجلة.
وازدرت داتي الكتب التي خصصت لها، وحاولت النيل منها وتشويه صورتها، وعرفت في الآونة الأخيرة إقبالا كبيرا، "لا أشعر إلا بالاحتقار نحو هذه الكتب التي توجه الاتهامات من طرف أشخاص مجهولي الهوية، أنا لست مقلقة ومحيرة بل سيدة تحب العمل".
وذكرت مجلة المشاهير "كالا"، أن اختيار الجريدة إجراء حوار مطول مع الوزيرة ذات الأصول المغربية، جاء بمناسبة ثامن مارس، اليوم العالمي للمرأة، إذ وضعت في الواجهة، "امرأة عازبة من الحكومة، وأما أنيقة ومنفتحة عمرها 43 سنة".
وامتدت حملة داتي الإعلامية إلى صباح يوم أمس (الاثنين)، إذ استضافها الصحافي المثير للجدل "مارك أوليفيي فوجييل" على أمواج "أوروب 1"، وقالت المرأة الحديدية الجديدة، إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لم يفرض عليها أي خيار، "لم يفرض علي ساركوزي أي شيء، أنا حرة في اتخاذ قراراتي، ومسيرتي شاهدة على ذلك، ولست صنيعة لرئيس الجمهورية".
وقالت داتي متحدية كل ما كتب عنها، في خطاب موجه إلى كل النساء، "إن الحرية هي أول حق يجب أن تحظى به المرأة".
جمال الخنوسي

10‏/03‏/2009

بركاشي: توصلت بتهديدات بالقتل


المنسق العام لجمعية "كيف كيف" قال إنه لم يزر قط سويسرا ومع ذلك منحه "الإخوان" هناك الجنسية
أجرى الحوار: جمال الخنوسي
الجزء الأخير

- اسمح لي بأسئلة أكثر خصوصية، ماذا عن عائلتك؟
- والدي يعمل في إسبانيا منذ كنت طفلا، ويملك مقاولة للبناء، هو رجل متدين لكن ليس متعصبا، وكان يتنقل بين اسبانيا والمغرب. بعض الإسلاميين يقولون إني مثلي، لأني لم أعرف حنان والدي، وهذا خطأ، لأني تمتعت بحنان الوالدين وعلاقتي بهما طيبة جدا.
- متى عرفوا خياراتك الجنسية؟
- عرفوا لما بلغت السادسة عشر من العمر، أخذت القرار بعد تفكير، قلت في نفسي إنها حياتي، ووالداي ربياني تربية جيدة، ومن حقهم قبل أن يموتوا أن يعرفوا الوجه الحقيقي لابنهم. كنت أحس أني أخدعهم لأني كنت أعيش حياة مزدوجة.
- ماذا تعني بحياة مزدوجة؟
- لقد كان لي صديق وأنا في السادسة عشرة من العمر، كنت مرتاحا، يزورني في بيت العائلة، ووالداي يعتقدان أنه "صديق عادي" في وقت هو صديق و"شريكي".
- كان هذا في برشلونة؟
- نعم في بيت العائلة.
- ما هي جنسيته؟
- كان مصريا مسيحيا من الأقباط. كنت أحس أنني أخدع والدي، ولم أكن أحس بالراحة فصارحتهم بحقيقتي. والحمد لله فاجأتني أمي التي تتميز بتربية أمازيغية محافظة برد فعلها الإيجابي...
- وماذا عن والدك؟
- كان رد فعله في البداية هو قطع صلة الحوار في ما بيننا، لكن سرعان ما عادت الأمور إلى مجاريها.
- وكيف هي علاقتك به الآن؟
- جيدة جدا ويعرف والداي نشاطاتي داخل "كيف كيف"، بل يشاركوني في هذه المعركة. والأمر لا يقتصر على عائلتي فحسب، بل نظمنا في وقت سابق هنا في المغرب "مؤتمرا وطنيا للعائلات غير التقليدية" حضره آباء وأمهات مثليين، ألقوا كلمات عبروا فيها عن شعورهم وقدموا شهادات..
- كان اجتماعا سريا بدوره؟
- لا، نشرنا ريبورتاجا عنه في موقعنا. كان مؤتمرا مهما جدا لأنها أول بادرة في المغرب تنظم في هذا الموضوع.
- لماذا لم تدعوا الصحافة؟
- نحن لا نضمن الطريقة التي ستنقل بها الأحداث.
- كيف ترون أفق "كيف كيف" والمثلية في المغرب؟
- لنا إطار هنا في المغرب سميته أنت في وقت سابق "الواجهة"، يعمل بجد، وكل الأنشطة التي يقوم بها يقحم فيها موضوع المثلية.
- لماذا قررت الظهور يوجه مكشوف الآن وفي هذا الوقت بالذات؟
- لأني مرتاح جدا وخضنا معارك كبيرة في المغرب ربحناها، وهناك بداية إيجابية وربطنا اتصالات كبيرة مع المجتمع المدني، ومجموعة من السفارات، ولا أحس بأي تهديد الآن على حياتي، هناك اطمئنان في الجانب الأمني.
- هل أعطيتك ضمانات؟
- نعم منحت جميع الضمانات.
- ما هي جنسيتك؟
- أنا أحمل الجنسية مغربية سويسرية
- سويسرية؟
- (يضحك) أنا لم أعش قط في سويسرا لكن الإخوان هناك منحوني الجنسية.
- هل يمكننا القول إن الجنسية السويسرية هي التي "دسراتك" من أجل الخروج إلى العلن؟
- لا، لأني حصلت عليها منذ أزيد من سنة.
- لكن يجب الاعتراف أن الجنسية المزدوجة تعطيك نوعا من الثقة والأمان
- لا ليس صحيحا فهناك مثليون مغاربة ولهم الجنسية مغربية ولو تم تهديد أمنهم "سنقلب الدنيا" (يضحك).
- أصبح لزاما على الإنسان أن يكون مثليا حتى يتمتع بالحماية إذن...
- (يضحك)
- لنعد إلى موضوعنا، قلتم إنكم خرجتم إلى العلن بعد حصولكم على ضمانات...
- نعم، لكنها ضمانات لا علاقة لها مع جنسيتي السويسرية، وعند زياراتي السابقة إلى المغرب كان يتصل بي السفير الإسباني شخصيا، ويقول لي إنه يكفل لي جميع الضمانات رغم أني لم أحصل قط على الجنسية الإسبانية. وقبل أي زيارة أخبرهم بتاريخ وصولي إلى المغرب وتاريخ مغادرتي، وفي حالة حدوث أي شيء سيتدخلون...
- وقوع ماذا مثلا؟
- لقد وضعت في وقت سابق رقم هاتفي على الموقع، وكنت أتوصل بتهديدات جهات إسلامية في المغرب، وموقعنا تعرض للتخريب عدة مرات من طرف الإسلاميين ...
- ما نوع هذه التهديدات؟
- خطابات تتضمن سبا مثل "يا زنديق"، "يا منافق"، "أنتم لوبي يحطم القيم، ولكم أجندة خارجية"، "سنقتلك"، هكذا بشكل مباشر. ولم تكن تهديدات من المغرب، فحسب بل مصدرها بلدان خارجية مثل المملكة العربية السعودية.
- لماذا اخترت الإقامة في اسبانيا؟
- بسبب القرب، فهو أقرب بلد إلى المغرب، وبالتالي يحتضن مقر "كيف كيف" الرئيسي الذي يضم عدة تيارات ... نسينا أن نتحدث عن المثليات، هذا موضوع مهم، إذ اجتمعنا في الآونة الأخيرة ببيت في ضواحي الدار البيضاء، مع مجموعة من المثليات نظمن أنفسهن في مجموعة أطلقن عليها اسم "بناتنا" أو "بيناتنا"، وأنشؤوا موقعا خاصا بهم على الانترنيت، فنحن دائما نتحدث عن المثليين ولا نتحدث إلا نادرا عن المثليات.
- هل لهم ممثلة أو زعيمة؟
- نعم، فتاة مقيمة في باريس اسمها "ليلى" متحدرة من مدينة الرباط، إلا أن نشاطهم مازال في بدايته كما أن لهم مشاكل أكثر.
- لماذا؟
- المثليات مضطهدات لأنهن نساء، ومضطهدات بسبب خياراتهن المثلية.

بركاشي: المثليون يتلقون دعما ماليا من الخواص في المغرب


المنسق العام لجمعية "كيف كيف" قال إنه أحس منذ طفولته بالتعاطف مع الجنس الأنثوي
الجزء الثالث
أجرى الحوار جمال الخنوسي

- في أي إطار تعمل الجمعية التابعة لكم التي تستغلونها واجهة ؟
- لا يمكنني أن أفضح سرها، وإلا لن تبقى "واجهة" ل"كيف كيف"، إضافة إلى أن لنا تحالفات مع جمعيات مختلفة.
- بالنسبة إلى "معركة القصر الكبير"، هل خرجتم منها منتصرين" أم "منهزمين"؟
- لا يمكن أن أقول إننا انتصرنا لأن ما حدث نتجت عنه معاناة اجتماعية كبيرة، ولكن في نهاية المطاف أنا منسق جمعية محظورة تمكنت من الوصول لأزور المعتقلين، وأطمئن على حالهم، للتأكد من سلامتهم...
- دخلت بصفتك منسق جمعية "كيف كيف"؟
- ليس بالشكل الذي تعتقد، لكن كان لابد من التحايل بعض الشيء، وإجراء بعض الترتيبات، فتسير الأمور كما نريد. لكن الجميع كان يعرف من أنا وماذا أمثل.
لقد كانت معركة كبيرة وشهدت مواجهة حقيقية مع الظلاميين.
- والحصيلة؟
- الحصيلة إيجابية، والسجناء كانوا حقيقة في السجن، إلا أنهم كانوا يتمتعون بمعاملة خاصة، وفي آخر المطاف قمنا باتصالات مع أصدقائنا في المغرب وكان بيننا حوار غير مسبوق.
- وماذا كسبتم من كل هذا؟
- مكاسب سياسية كبيرة جدا.
- كنتم بين الفينة والأخرى تعلنون عن تنظيم مؤتمر في هذه المدينة أو تلك في المغرب خصوصا بالدار البيضاء ومراكش وطنجة، وفي آخر المطاف لا ينعقد أي شيء؟
- هذا تكتيك إعلامي (يضحك)
- نوع من جس النبض؟
- نعم، وفي آخر المطاف كنا ننظم مؤتمراتنا ولقاءاتنا ونختار دائما مدنا كبيرة مثل الدار البيضاء ومراكش وطنجة، كي تمر الأمور دون لفت الانتباه، خلافا للمدن الصغيرة كتطوان مثلا التي تكون مثار البلبلة وتشكل تهديدا لسلامتنا.
- هي مؤتمرات سرية؟
- ليست سرية بالمعنى المتعارف عليه، لكنها مؤتمرات بلا إعلان أو إعلام أوصحافة، ومع ذلك تتم في قاعات أو فنادق معروفة.
- باسم من؟
- باسم مجموعة "كيف كيف".
- وتتقدمون بطلب ترخيص من السلطة؟
- نعم وهذه أمور تتدخل فيها علاقات "كيف كيف" (يضحك)، هو نوع من الزبونية، الأمر سهل.
- متى وآين كان آخر اجتماع؟
- كان اجتماعا وطنيا عقد هنا في الدار البيضاء، ناقشنا فيه جدول زيارتي الرسمية ولقاءاتي مع مجموعة من الأطراف من جمعيات مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وبيت الحكمة وجمعية محاربة السيدا، وسفارات بلدان مختلفة، كما تجادلنا حول الخطاب الذي يجب تمريره.
- ما هي طبيعة اللقاءات التي أجريتموها مع السفارات المعتمدة في الرباط؟
- التقينا بالسفير الاسباني، وأجرينا لقاءات في السفارة الأمريكية، وكنا دائما نركز على أن تكون كل المساعدات التي تقدم إلى المغرب تهتم بجانب حقوق الإنسان.
- أليس لديكم ممثل دائم هنا بالمغرب؟
- أنا مقيم بين اسبانيا والمغرب أقضي تقريبا نصف سنة في كل بلد.
- ومن أين تتلقون الدعم المالي؟
- من جمعيات دولية، أما المغرب فلا نتلقى منه ولو درهما واحدا.
- لا تتلقون دعما من الدولة؟
- لا
- ولا من الخواص؟
- الخواص نعم.
- كيف؟
- هم أناس يتعاطفون معنا ويدعموننا ماليا.
- اسمح لي أن نتحول إلى شق آخر من الحوار، يتعلق بك أكثر وبشخصيتك.
- نعم.
- ماهي مهنتك؟
- أنا من الأعضاء القليلين داخل "كيف كيف" الذين وهبوا كل وقتهم للمجموعة، فأنا أدير مكتبا علنيا خاصا للجمعية في مدريد. يعني أني أدير في العاصمة الاسبانية المكتب العلني الوحيد في العالم لجمعية "كيف كيف". ونقوم بأنشطة متنوعة واستقبلنا كتابا معروفين مثل جورج عزي، وهو صديق لنا ومنسق "حلم" الجمعية اللبنانية للمثليين، وريما عبود، المنسقة الوطنية لمجموعة "أصوات"، المجموعة الفلسطينية للمثليات، واستقبلنا الراقصة "نور"...
- كيف كان تعاونكم مع "نور"؟
- "نور" متحول جنسي دافع عن قضيتنا كثيرا.
- كيف ذلك؟
- إنها تدافع عنا بعلنيتها وحضورها الإعلامي. فالمثليون في المغرب إعلاميون يعملون في القنوات التلفزية المغربية، وسياسيون وحقوقيون... هم مثليون لكنه أمر يخفونه ويتسترون عليه، لكن المتحولين جنسيا، مثل "نور"، لا يمكنهم ذلك، فهناك عمليات تجميل تدفعهم إلى خوض معركة العلنية، وهي معركة مهمة جدا .. أتعرف أن بعض المتطرفين كانوا يقولون إن لا وجود للمثليين في المغرب؟ هذا خطأ كبير! بل ليس خطأ بل جهل عظيم.
عمل "نور" وخروجها إلى العلنية هو في الحقيقة دور اجتماعي هدفه إيقاظ المجتمع من سباته ليعرف بوجود أقلية جنسية في المغرب.
أضف إلى كل هذا أن نور إنسانة مثقفة ولها معرفة بكل هذه الأمور، وهي تساندنا لكسب حقوقنا كاملة داخل المغرب.
- لا تقوم بعمل مواز آخر؟
- لا، أنا متفرغ للجمعية.
- سؤال ثقيل لكنه ملح ... كم عمرك؟
- 22 سنة، ولدت في مدينة الناظور وهي مدينة صغيرة كما تعرف، ويبدو علي العناد، ليس التشدد بل العناد، لأني عانيت كثيرا في طفولتي. فأن تترعرع في الناظور ليس كمن يترعرع في مدينة كبيرة مثل الدار البيضاء، فالمدن الصغيرة تتميز بعدم التسامح وجوها مشحون، ولذلك انتقلت من مدينة الناظور إلى مدينة طنجة.
- كم من الوقت أمضيت في الناظور؟
- ثماني سنوات، رحلت بعدها إلى طنجة.
- كم أمضيت في طنجة؟
- حوالي سنة، رحلت بعدها إلى إسبانيا.
- ذهبت إلى مدريد؟
- لا ذهبت إلى برشلونة أولا.
- كم كان عمرك؟
- عشر سنوات تقريبا.
- متى أحسست بميولاتك الجنسية المختلفة؟
- مع بداية سن المراهقة.
- عندما بلغت 12 أو 13 سنة؟
- نعم
- لكن ما طبيعة معاناتك قبل ذلك في مدينة الناظور؟
- في الحقيقة هناك سؤال كبير يطرحه جميع المثليين: هل نولد مثليين أم أن المحيط هو الذي يجعلنا على هذا النحو؟
- يعني هل المثلية طبعا أو تطبعا؟
- بالفعل، وأنا منذ طفولتي وأنا أحس بنوع من التعاطف مع الجنس الأنثوي، وأرى الطفلات صديقات، وعلاقتي بهم أكثر حميمية، ومحيطي كان يلاحظ كل هذا، وتسبب لي ذلك في الكثير من المشاكل. إنه شعور لم أكن أعرف له اسما من قبل.
----------------
بوكس 1
أورد بيان لمجموعة "كيف كيف" إطلاق أول مجلة تعنى بجمهور مثليي الجنس المغاربة.
وأعلنت المجموعة عن انطلاق مجلة ''مثلي'' الإلكترونية، وهي صفحات الكترونية تقدم مواضيع عن الهوية الجنسية، إضافة إلى مستجدات تعنى بالمجتمع المثلي المحلي باللغة العربية.
وحدد البيان الهدف الأساسي من هذه الوسيلة الإعلامية الجديدة "في فتح باب للحوار يعنى بمثليي الجنس عن طريق خلق مكان سهل الوصول وامن لتقديم معلومات دقيقة وحساسة وقيمة تهم المجتمع المثلي المغربي والعربي".
وقال محمد خربوش، منسق الإعلام والنشر بمجموعة "كيف كيف"،" إن التحدي الأكبر كان نجاحنا على مزج هويتنا المغربية بالهوية الجنسية. نأمل أن تكون المجلة الجديدة مكانا يجمع مثليي الجنس في المغاربة بعضهم ببعض".
وجاء في البيان أن المجتمع المغربي ما زال يحرم ويرفض حرية النقاش حول الهوية الجنسية ومثليي الجنس، وهي تمثل له مرضا وعارا على العائلة، و"النتيجة هي أنه من الصعب على مثليي الجنس المغاربة الإفصاح أمام الملأ عن هويتهم الجنسية.وفي الآونة الأخيرة، كانت المعلومات حول الهوية الجنسية ومثليي الجنس غير موجود باللغة العربية، وانعدامه أثر على خلق حوار بين مجتمع مثليي الجنس المغاربة وعامة المجتمع".
وحسب مريم بنبلة المسؤولة عن التواصل في "كيف كيف"، "من أهم أهداف المجموعة تطوير قناة إلكترونية ليستطيع المثليين والمثليات المغاربة الإطلاع على المعلومات التي تعنيهم والحوار بينهم بطريق آمن، وبناء شبكة اتصال اجتماعية بصورة سرية وشخصية".

بركاشي: المثليون أكثر وطنية من البعض


المنسق العام ل "كيف كيف" قال إن الجمعية استقبلت لاجئين من تندوف فروا إلى المغرب هربا من همجية بوليساريو
الجزء الثاني
أجرى الحوار جمال الخنوسي

- لكم أتباع كثيرون في إسبانيا؟
- أغلب أعضاء الجهاز التنفيذي يوجدون في مدريد
- وماذا حدث بعد معركة تطوان؟
- نحن نعتبر ما حدث في تطوان انتصارا كبيرا لنا وفوزا، لأن القانون الجنائي المغربي يجرم الجنسمثلية، وينص الفصل 489 منه على عقوبات على السلوك الجنسي المثلي بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاثة أعوام، وبالغرامة من 120 إلى 1200 درهم. في حين هؤلاء المتهمون لم يقضوا كل هذه المدة في السجن، ونحن نعتبر ما حدث اعترافا من الدولة بأن هذا القانون لم يعد مناسبا للصورة الدولية للمغرب، إنه فوز للعقلانية على هذا القانون الظالم.
وبعد ذلك عشنا حالات لم تحظ بالاهتمام الإعلامي ذاته، وشهدنا حالات متفرقة في مكناس، وغيرها، تدخلنا كالعادة إلا أننا لم نشهر خطواتنا أو نعلن عنها.
- انتهت الأمور في نهاية المطاف كما أردتم ..
- (يضحك) بشكل سلمي، لا كما أردنا، فما نريد نحن هو "السلم الاجتماعي"
- انتصر موقفكم..
- انتصرت العقلانية، فالمغرب معروف بالاعتدال...
- لماذا لم تنتصر هذه العقلانية في أحداث القصر الكبير؟
- اسمح أن أقول لك إن ما وقع في القصر الكبير خطوة غير محسوبة. كما تعرف أنا متحدر من شمال المغرب، وقبل أن تنطلق الأحداث المأساوية، نصحنا الأطراف الرئيسية وطلبنا منهم توخي الحذر، رغم أن ما جرى في البداية مجرد طقوس لموسم يحيونه كل سنة في القصر الكبير.
- ليس أمرا جديدا
- بالمرة، مع ذلك كنا متحفظين تجاه ما يحدث، لأن مثل هذه الاحتفالات ومظاهر البهرجة، نرفضها في "كيف كيف"، لأننا لم نصل بعد في المغرب إلى مستوى يجعلنا نخرج في مثل هذه الاحتفالات، ونعلن للناس عن خياراتنا الجنسية، وبالتالي نستفز المجتمع، لأن الأمر لا يعدو أن يكون في نهاية المطاف إلا نوعا من الاستفزاز. فلا يمكننا أن نضع أزياء نسائية، ونخرج للناس لنقول لهم نحن موجودون ...
- أنت إذن تمثل التيار المعتدل داخل "كيف كيف"؟
- مجموعة "كيف كيف" أصلا معتدلة ...
- لكنك حدثتنا من قبل عن تيار راديكالي ينشط داخل المجموعة...
- المثليون المتطرفون موجودون في كل بقاع العالم، وفي المملكة المتحدة هناك مجموعة مسلحة من المثليين تقوم باغتيال المعادين للقضية المثلية، ويتكتلون في شكل لوبيات اقتصادية واجتماعية وسياسية، وفي المغرب لم تتشكل بعد مثل هذه اللوبيات باستثناء لوبي سياسي مازال في بدايته، أما تكوين لوبي اقتصادي يمكننا من التحكم في الحياة العامة فهو هدف مازال بعيد المنال.
- ماذا حقق لكم هذا اللوبي السياسي؟
- في المغرب؟
- نعم
- "ماشي بزاف" لأنه لم يتقو لدرجة تمكنه من تغيير الأمور
- من الممكن أن لا يغير الأمور، لكنه يدافع عن مصالحكم ويحقق مطالبكم
- الأحزاب السياسية المغربية أساسا ليست بالقوة المطلوبة، لنقل مثلا إن لنا أتباعا في حزب الاتحاد الاشتراكي الذي قاد الحكومة في وقت من الأوقات، لكن ماذا حقق لنا هذا الحزب أو حقق للمغرب؟ لا شيء..
- هل لكم أتباع فعلا أم تفترضون؟
- نحن لنا أتباع في كل الأحزاب السياسية .. وحزب الاتحاد الاشتراكي حزب كبير ويمكن أن يكون من بين منخرطيه أشخاص يتعاطفون معنا.
- لنعد إلى أحداث القصر الكبير، كنتم ترفضون أن يمر الاحتفال بالشكل الذي مرت به ...
- كنت حينها في مدريد، وانتقلت على الفور إلى القصر الكبير، وزرت "فؤاد وفؤاد" في الزنزانة. تكلمت معهما وهدأت من روعهما وأخبرتهم أننا نجري اتصالات مع مجموعة من السفارات وممثلي المجتمع المدني. كان خطابنا واضحا إليهما، "نحن لم نكن نوافقكما في خطوتكما لكننا لن ندعكما في محنتكما"، كنا نعي منذ البداية أن ما وقع في القصر الكبير ستكون له سلبيات أكثر من الإيجابيات.
- هل كان "فؤاد وفؤاد" من منخرطي "كيف كيف"؟
- لا، لم يكونا منخرطين، اسمح لي أن أقول لك إنهما لا يملكان حمولة ثقافية...
- لم يكونا مؤطرين جيدا..
- صحيح
- أوصلتم دعمكم إلى المتهمين
- تعاملنا مع القضية على أنها حالة إنسانية أكثر من أي شيء آخر. وليست هذه المرة الأولى التي قمنا فيها بمثل هذه الأعمال فنحن أناس وطنيون قبل كل شيء، وسبق لنا أن استقبلنا لاجئين من تندوف فروا إلى المغرب هربا من همجية بوليساريو، وهي إنجازات لم تتحدث عنها الصحافة.
- هذه فرصة لتحدثنا عنها
- إنهم أربعة لاجئين قضوا أسابيع في المشي على الأقدام فارين من التمييز الذي عانوه بسبب ميولهم الجنسية وجاؤوا إلى بلدهم الأصلي، بلد الحرية الذي يقبل المضطهدين من كل أنحاء العالم.
وخلال زيارتي هذه التقيت بسنغاليين وعرب لهم ثقافة جامعية واسعة، جاؤوا للاستقرار في المغرب لأنه يقبل الاختلاف، فارين من التمييز بسبب ميولهم الجنسية. أصبحنا في المغرب بلدا مستقبلا لأنه معروف بانفتاحه وتسامحه.
- ماذا عن العائدين الأربعة؟
- أخذناهم إلى العاصمة الاسبانية مدريد، وحكوا عن مأساتهم أمام وسائل الإعلام الاسبانية.
- كيف كان الاتصال بينكم؟
- اتصلوا بنا من تندوف، وأخبرونا بنواياهم، والعذاب الذي يعانون.
- وأين كان اللقاء الأول؟
- في مدينة العيون.
- متى حدث هذا؟
- قبل شهور قليلة.
- ماذا حدث في الندوة الصحافية؟
- لقد عرف الإسبان وكل من يدعم "بوليساريو" من حركات مثلية وغيرها، أن هؤلاء الانفصاليين همجيون ومتعصبون، وأن كيانا انفصالي في المنطقة سيكون بمثابة كارثة، وكائنا معاديا لحقوق الإنسان. كانت معركة وخرجنا منها منتصرين.
- بعد توالي الانتصارات كما تقول ألم تقوموا باتصالات من أجل الحصول على اعتراف رسمي كجمعية؟
- حاول أصدقاؤنا في كل من مكناس والرباط، وأجروا العديد من الاتصالات لكن الإجابة في نهاية المطاف كانت سلبية.
- كنتم تنتظرون مكافأة ...
- نحن نعرف أن المغرب لا يعادي المثليين، فهناك كاتب مغربي كبير اسمه عبد الله الطايع، وكذلك كاتب معروف يعيش في فرنسا اسمه "رشيد أو"، ومطرب مقيم في اسبانيا اسمه "حكيم" هو مغربي ومعروف بميولاته الجنسية. عدو المثلية ليس هو النظام ...
- بل العقليات كما قلت من قبل.
- نعم هناك من يعتقد أن المثليين أقل وطنية من الآخرين، ونحن أثبتنا أننا أكثر وطنية من البعض. من الممكن أن نطلب اللجوء إلى بلدان أخرى و"نفر بجلدنا" لكننا نحب بلدنا ونريد أن نمكث فيه.
- هل لكم إطار قانوني مواز تعملون من خلاله؟
- لم أفهم سؤالك؟
- يعني، أليست لكم جمعية ذات إطار قانوني معروف وهدف معلن لكنها تلعب دور "واجهة" لمجموعة ممنوعة؟
- بالفعل لنا جمعية نعمل من خلالها، لكني لا أستطيع الإفصاح عن اسمها. يجب أن يكون الأمر واضحا لدى الجميع: لا يمكننا تحقيق ما حققنا دون أن تكون لنا ركيزة اجتماعية حقيقية.
-----------
ماذا وقع في القصر الكبير؟
نقلت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان أحداث مدينة القصر الكبير وتداعياتها في تقرير نشر في 23 نونبر 2007 جاء فيه:
"نظم فؤاد فريرط حفلا تخللته طقوس وعادات معروفة وشائعة يومي 18 و 19 نونبر 2007 بدار مخصصة للاحتفالات والمناسبات الخاصة بحضور ما ينيف عن 150 شخصا (من بينهم 40 امرأة وأطفال).
بعد تنظيم هذا الحفل قدمت شكاية إلى السلطات العمومية لفتح تحقيق، واتخاذ الإجراءات الضرورية في حق "الشواذ" من طرف الهيآت السياسية والجمعوية: جماعة العدل والإحسان وحزب العدالة التنمية وحزب البديل الحضاري وفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقصر الكبير ومنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب.
عرفت مدينة القصر الكبير يوم 23 نونبر 2007 متابعة إعلامية كثيفة بعد انطلاق مظاهرات تخللتها حركات احتجاجية، وأحداث شغب، نتيجة ما سمي وقتئذ "زواج شواذ".
وحذر إماما مسجد وادي المخازن ومسجد سيدي الهزمري يوم الجمعة 23 نونبر 2007 في خطبتهما، من "تفشي ظاهرة المنكر في المجتمع مذكرين بغضب الله متى وقع التقاعس…".
خرجت جماعات مباشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة للتظاهر وهي تردد: "هذا عار، هذا عار، القصر الكبير في خطر.."
قام اثنا عشر(12) مواطنا في يوم 24 نوفمبر 2007 بتحرير عريضة أكدوا فيها أن حضورهم كان للاحتفال بليلة "كناوية"، وأودعوا العريضة بمقر مقاطعة القصر الكبير.
توجه جمع غفير إلى المكان الذي تم فيه الاحتفال المذكور، وتم رميه بالحجارة ووقع الهجوم على محل تجاري للمجوهرات باعتبار مالكه ممولا لحفل "زواج الشواذ".
توجهت جماعة إلى منزل فريرط وأحدثت به خسائر، مما اضطره للهروب إلى المستشفى بعد إصابته في رأسه ثم إلى مركز الشرطة طلبا للحماية. كما جرح رجل أمن بجروح بليغة نقل على إثرها إلى مستشفى بالرباط.

بركاشي: المثليون يتلقون الدعم من سياسيين مغاربة


المنسق العام لجمعية "كيف كيف" قال إن المثليين مهمشون في الشارع ومع ذلك لهم أتباع في مستويات أعلى
أجرى الحوار: جمال الخنوسي
الجزء الأول
لم يكن من السهل على سمير بركاشي، المنسق العام لجمعية "كيف كيف"، الخروج من ظلام السرية إلى نور العلن، ولم يكن من السهل عليه القيام ب"Coming out" أو (الخروج من الدولاب) كما يصفه المثليون، فتلك مغامرة لا يقدر على تحقيقها سوى شخص شجاع من طينة بركاشي.
لم يكن سمير كما تخيلته أول مرة، خلال مكالماتنا الهاتفية التمهيدية لحوار صحافي، فمن تخيلته محنكا في منتصف العمر، ليس إلا "مراهقا يافعا" في الثانية والعشرين، لكن مع ذلك له نضج كبير، وإحساس بالمسؤولية، جعلاه يخرج اليوم إلى العلن، ويحدثنا بوجه مكشوف عن "نضال سنوات طويلة" وماضي وحاضر ومستقبل طابو كبير هو "قضية المثليين في المغرب".

ما الهدف من الزيارة التي قمت بها إلى المغرب؟
- حضرت هنا من أجل اجتماع عقدته الجمعية مع جميع ممثليها داخل المغرب، وكما تعلمون فإن هذه الاجتماعات نحيطها دائما بنوع من التكتم. لكن لم يكن هذا هو السبب الوحيد، فأنا نزلت هنا ضيفا على السفارة الإسبانية في المغرب، وفي الآن ذاته نظمنا لقاءات في عدة سفارات أجنبية بالرباط، والتقينا برئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وتحاورت شخصيا مع خديجة الرياضي، والتقينا الجهات المتعاطفة معنا.
لقد جئت اليوم لأحطم حاجز الصمت، وشح المعلومات، وأزيح اللبس عن الجمعية واهدافها. لقد كانت "كيف كيف" كائنا هلاميا الكل يعرف بوجودها لكن لا أحد يعرفها لأن ليس لها وجها.
- ما ذا جرى بينك وبين خديجة الرياضي؟
- تريد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن تطلق حملة ضد تجريم المثلية، وهذا أمر إيجابي ومهم في حد ذاته، لأن العدو الحقيقي للمثلية ليس هو القانون بل العقليات المتحجرة، عدونا ليس النظام أو الدولة أو المخزن، بل سوء الفهم.
تحدثنا في كل هذه الأمور مع الرياضي، وشرحت لها أننا لا نريد الدخول في صدام مع الدولة.
- مع من التقيتم من الرسميين؟
- في الحقيقة لقاءاتنا ومشاوراتنا الكبرى كانت مع سفراء مغاربة في الخارج، أوصلنا إليهم وجهة نظرنا، كما أن لنا أعضاء لهم علاقات هنا في المغرب قاموا بدور الوسيط، لكن كل هذا يبقى ...
- يبقى سريا
- ليس سريا بل نفضل في الوقت الراهن أن نبقيه طي الكتمان
- الأمر سيان..
- (يضحك)، على أي حال فالجمعية المغربية لحقوق الإنسان لها موقف إيجابي، لكن هذا الموقف الايجابي يبقى مرتبطا بغطاء.
- ماذا تعني بالغطاء؟
- موقفهم ليس واضحا ويتميز بنوع من الضبابية.
- من يتبنى موقف حقوق الإنسان يجب أن يتبناه إلى أبعد حد
- صحيح والرياضي منذ بداية لقائي معها وإلى النهاية أكدت لي أن موقف الجمعية يسير في خط الموقف الدولي من المثلية. والحمد لله أعربت عن استعدادها للمشاركة في أي نشاط لنا في المغرب، وكذلك عند تنظيم ورشات، كي تدلي الجمعية بدلوها في القضية ... على أي حال أرى مستقبلا واعدا في تعاوننا.
- التقيتم بأطراف أخرى؟
- نعم التقينا بجمعية بيت الحكمة في الرباط، وأثارني فعلا موقفهم المتطور كثيرا، حتى أنه أكثر إيجابية ووضوحا من موقف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
- مع من تحدثتم في بيت الحكمة؟
- مع رئيسة الجمعية خديجة الرويسي
- أين يتجلى هذا الموقف المتطور؟
- إن الجمعية المغربية تصدر بيانات وبلاغات مساندة لمواقفنا، لكن الأمر عند بيت الحكمة مختلف، لأنها تنظم لقاءات وتطرح مواضيع حساسة للنقاش من بينها المثلية الجنسية.
واتفقنا على تنظيم سلسلة من اللقاءات المفتوحة تحت مظلة "ليالي بيت الحكمة"، واتفقنا على أن يكون موضوع المثلية من أهم المحاور في هذه اللقاءات، وفي المقابل سندعمهم في هذه الأنشطة.
- التقيتم مع متعاطفين معكم هنا في المغرب؟
- بطبيعة الحال كان هذا هو الشق الرئيسي في الزيارة.
- وكيف مرت الاجتماعات مع أعضاء الجمعية؟
- كانت لقاءات مثمرة، واتفقنا على أن أنشطتنا هنا في المغرب قليلة جدا، ومحاطة بالتكتم، كما أننا لا نمتلك دعما ماليا من الدولة كباقي الجمعيات، لذلك فهي أنشطة ثانوية، أما الأنشطة الكبرى فننظمها في إسبانيا.
الهدف العام لكل هذه اللقاءات هو توطيد أواصر العلاقة بيننا وبين الجمعيات الكبرى التي تتمتع بمصداقية وسمعة طيبة داخل المغرب، لأننا أردنا توضيح من تكون "كيف كيف".
- تعني العمل بوجه مكشوف كجمعية معترف بها في المغرب؟
- هذا أمر مستحيل، على الأقل في الوقت الراهن، فالدولة لن تقبل قط، وسنخلق مواجهة نحن في غنى عنها مع المتطرفين.
- كيف ستحلون هذا الإشكال إذن، وتوفقون بين ما يفرضه الواقع وما تمليه هويتكم؟
- أريد أن أركز مرة أخرى على أن العدو ليس هو الدولة لأنها، وكما يعرف الجميع، تتلقى مساعدات دولية خصوصا في إطار محاربة السيدا، وتحصل على منح موجهة بالأساس إلى مجتمع المثليين.
- لكنها حيثيات مفروضة من الخارج
- لا بالمرة
- في وقت سابق قلتم إن لكم أتباعا داخل المغرب وفي أحزاب سياسية وهو أمر أشارت إليه مجموعة من المواقع في شبكة الانترنيت...
- لجمعية كيف كيف موقع رسمي وحيد هو "http://www.gaymaroc.net"، وغير ذلك فهي مواقع تعبر عن أصحابها فقط، ومن الممكن أن تكون تابعة لخلايا "كيف كيف"، ومواقفها خاصة بها، لأن الصوت المثلي في المغرب غير موحد، نظرا لعددهم الكبير كما أن لبعضهم إيديولوجيا "شوية..."
- متطرفة؟
- نعم متطرفة
- ماذا تعني؟
- أعني أنها مجموعة تريد أن تقول "نحن موجودون، ونريد أن نخرج إلى العلن غدا، وليكن ما يكون"، وهذا أمر غير محسوب العواقب، ويمكن أن يضر بالقضية المثلية أكثر مما يفيدها.
- هل هم منخرطون في "كيف كيف" ويشكلون تيارا داخلها، أم منضوون تحت إطار آخر؟
- هم منخرطون في "كيف كيف".
- داخل المغرب أم في اسبانيا؟
- لا داخل المغرب، لأنه في إسبانيا الإشكال غير مطروح.
- في نهاية الأمر يتراجعون عن قرارهم...
- نحاول ما أمكن أن نوحد مواقفنا، ويمتثلون في النهاية إلى الموقف الأكثر انتشارا. والحمد لله نحن نعمل منذ 2004 وخضنا معارك كبيرة ...
- أرجوك لنبقى في موضوع "الناس المهمين" الذين يدعمونكم في المغرب
- (يضحك) هذا أمر يهمكم أكثر من أي شيء آخر
- كي أكون صادقا .. نعم
- أن يدعمنا أناس مهمون فهذا أمر بديهي...
- في عالم المال والسياسة؟
- نعم، فنسبة المثليين والمثليات في العالم حسب مؤسسة "الغا" تقدر ب10 في المائة من سكان الأرض، فمن الممكن أن نكون مهمشين في الشارع المغربي، ومع ذلك يكون لنا أتباع في مستويات أعلى. صحيح لنا أتباع وبيننا اتصالات ويدعموننا بشكل كبير، خصوصا في بعض المراحل الحرجة التي اجتزناها. وأتوقف عند هذا الحد لأني لا أستطيع تقديم معطيات إضافية.
- قلتم إنكم خضتم منذ سنة 2004 مجموعة من المعارك، ما طبيعة هذه المعارك؟
- تاريخ "كيف كيف" بدأ في سنة 2004 مع أحداث مدينة تطوان، والاعتقالات التي طالتنا. كنا نعيش كأقلية داخل المغرب، كما في العالم أجمع. كنا موجودين ولا أحد ينتبه إلينا أو يتحدث عنا. كنا في الحقيقة مرتاحين لهذا الوضع. الدولة لا تأبه لحالنا والمتطرفون غافلون عنا. ولكن في 2004 اعتقلنا بشكل ...
- كنت ممن اعتقلوا في أحداث تطوان؟
- لا، لكن مقربين إلي نعم، كانوا أعضاء من الجمعية، بل من مؤسسيها، ومنهم من هاجر إلى كندا، وآخرون رحلوا إلى فرنسا لأن حياتهم الاجتماعية في المغرب انتهت. البعض عرفت عائلاتهم حقيقتهم، وآخرون لم يعد بإمكانهم الذهاب إلى الجامعة، أو حتى الخروج من بيوتهم. لقد كانت أحداث تطوان بمثابة "هولوكوست" حقيقي، ولم نتمكن من تقبل الوضع، فخلقنا جمعية "كيف كيف"، التي رأت النور من أزمة.
وبعد هذه الأزمة اتحدنا وفي الآن ذاته مارسنا ضغوطات داخل المغرب وفي اسبانيا، كي يتم إطلاق سراح المعتقلين، وساعدناهم كي يحصلوا على حق اللجوء في بلدان مثل كندا وفرنسا واسبانيا.
----------------
بوكس:
من هي "كيف كيف"؟
تتكون جمعية "كيف كيف" من مجموعة مغاربة من المثليين والمثليات، ثنائيي ومتحوّلي الهوية الجنسية. يوحدهم هذا الإطار من أجل مواجهة الوصم والتمييز اللاحق، بسبب ميولاتهم الجنسية، ومحاولة الدمج بين الهوية الجنسية، وأسس الحضارة المغربية.
وتسعى الجمعية، حسب التعريف الذي وضعته على الموقع الإلكتروني الخاص بها بهم إلى العمل من خلال المجموعة على توفير المعلومات، وتصحيح المفاهيم، وخلق حيز آمن للمشاركة والتفاعل بيننا كمواطنين مغاربة ذوي ميول جنسي آخر".
ويرى مؤسسو "كيف كيف" أن مجتمعنا لا يزال يعتبر موضوع العلاقات الجنسية المثلية بمثابة طابو، "ويتعامل مع الهوية الجنسية المثلية، الثنائية والمغايرة وكأنها شذوذ، ''حشوما'' و''حرام'' على الفرد والعائلة. كما يسود الاعتقاد بأن المثليين والمثليات، ثنائيي ومتحوّلي الهوية الجنسية ناجمون عن مخلفات الاستعمار، وتأثير الحضارة الغربية رغم أن العلاقات المثلية في المغرب قديمة قدم التاريخ، وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية، وآدابها وشعرها".
وترى "كيف كيف" أن الدستور المغربي ينص على أن "الدولة تتعهد بالالتزام بما تقتضيه مواثيقها من مبادئ وحقوق وواجبات" وذلك نظرا لعضويتها في منظمات منها الأمم المتحدة "وتؤكد تشبثها بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالمياً".ولكن رغم ذلك، و في تناقض واضح، تقول "كيف كيف" ينص الفصل 489 من القانون الجنائي على عقوبات على السلوك الجنسي المثلي بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاثة أعوام، وبالغرامة من 120 إلى 1200 درهم.
وتعتبر الجمعية تجريم السلوك المثلي بين البالغين بالتراضي ينتهك أشكال حماية حقوق الإنسان المذكورة في القانون الدولي. فالبند الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي صادق عليه المغرب، يحظر التدخل في الحق في الخصوصية. وأدانت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة القوانين التي تُجرم السلوك الجنسي الطوعي باعتبار ذلك مخالفة للعهود الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية.
وعليه يعتبر مؤسسو "كيف كيف" أن إحدى الخطوات التي تم اتخاذها لحماية المجتمع المثلي بالمغرب إنشاء المجموعة في أواخر 2004، "بمشاركة ودعم عدد من الناشطين المغاربة الذين يتطوّعون بوقتهم وقدراتهم من أجل مساعدة المثليين على الاندماج في مجتمعهم ومواجهة آثار الاضطهاد والجهل الذي يسبب عزلهم عن محيطهم الطبيعي".

08‏/03‏/2009

العسولي: التعبئة الانتخابية القادمة ستكون بناء على الحصيلة الحكومية

رئيسة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة أعلنت عن تنظيم ندوة تقييمية لمراجعة مدى الوفاء بالوعود

أكدت فوزية العسولي رئيسة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة أن 8 مارس هذه السنة ستكون له خصوصية مرتبطة بالأساس بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وأضافت العسولي في اتصال مع "الصباح"، أن الرابطة تقدمت قبل شتنبر 2007 بملف مطلبي يتضمن حقوق المرأة، إلى مجموعة من زعماء الأحزاب السياسية، من بينهم عباس الفاسي الوزير الأول الحالي، "ووعدت جميع الفعاليات السياسية بالاستجابة إلى مطالبنا في حالة دخولها (الأحزاب) الحكومة".
وفي السياق ذاته أعلنت رئيسة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة عن تنظيم ندوة تقييمية في 20 مارس الجاري لمراجعة مدى الوفاء بالوعود، ومساءلة الوزير الأول حول حصيلة حكومته بعد سنة ونصف، تحت شعار "أرضية المواطنة المسؤولة".
وأشارت العسولي إلى أن الانتخابات على الأبواب، وستتم التعبئة الانتخابية القادمة بناء على هذه الحصيلة ومدى الاستجابة لمطالب المرأة.
وفي الاتجاه نفسه اعتبرت رئيسة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة أن 8 مارس مناسبة لطرح مجموعة من القضايا العالقة وعلى رأسها تطبيق مجموعة من بنود مدونة الأسرة بالشكل الصحيح والسليم، من خلال إحداث تحديدات للفصول غير الواضحة التي تترك هامشا واسعا لاجتهاد القضاة، خصوصا بالنسبة إلى زواج القاصرات البالغات أقل من 18 سنة، وكذلك تحديد حالات الاستثناء، نظرا للرقم المهول الذي مازال يعرفه المغرب في ما يخص حالات زواج القاصرات.

وكان آخر تقرير للرابطة سجل بإيجاب التطور المهم الحاصل في التعامل مع الإذن بزواج القاصر، سواء من طرف وزارة العدل أو بالنسبة إلى المحاكم.
فبالنسبة لوزارة العدل فقد أصبحت الإحصائيات الرسمية المتعلقة بزواج القاصر مدققة من حيث جنس المعني بالأمر، رجل أو امرأة من حيث عدد الطلبات والمقبول والمرفوض منها، ونسبة الزيادة أو الانخفاض بالنسبة إلى الأذونات، وكذا السن التي منح فيها الإذن. أما بالنسبة إلى المحاكم فرغم الاختلاف المتباين في التعامل مع الظاهرة فإن الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة سجلت بإيجابية كبيرة مواقف المحاكم التي لا تتساهل في تقديم الأذونات، مطالبة في الآن ذاته بتوحيد الاجتهاد القضائي حتى لا تصبح المحاكم المتساهلة في منح الإذن بزواج القاصر قبلة لمن يروم الإجهاز على المكتسبات التي ناضلت من أجلها الجمعيات النسائية والحقوقية والتي تبنتها الدولة في قانون الأسرة.
وأشار التقرير إلى أن الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، وقفت على حالات منح فيها الإذن لطفلات لا يتعدى عمرهن 13 سنة.
وبعد مرور أربع سنوات على صدور القانون لاحظت الرابطة أن طلبات زواج القاصر في ارتفاع مستمر عوض انخفاضها، مما يدل من جهة على عدم وعي المواطنين بأهمية مستجدات قانون الأسرة، ومن جهة أخرى عدم قيام الجهات المعنية بحملات التوعية والتحسيس بخطورة هذا النوع من الزواج بالإضافة إلى موقف بعض المحاكم المتساهل في قبول الإذن بزواج القاصر، والذي شجع على الإقبال المستمر للطلبات.
وأكدت العسولي أن موضوع تقسيم الممتلكات ما زال لم يفعل بالشكل المطلوب، إذ أن الفصل 49 من مدونة الأسرة يذكر المجهودات المبذولة في تراكم الثروة دون إعطاء تحديدات واضحة وحاسمة. وكان التقرير الأخير الذي أصدرته الرابطة أشار إلى أنه رغم أهمية المستجد الذي جاء به قانون الأسرة في هذا المجال والذي منح للزوجين إمكانية الاتفاق على استثمار وتوزيع الأموال المكتسبة خلال الحياة الزوجية، فإن العقود المبرمة خلال سنة 2007 لم تتعد 900 حالة من بين 270660 عقد زواج بنسبة 0.33 في المائة. كما أن تطبيق المادة 49 في غياب اتفاق بين الزوجين لم يتضح بعد لا لدى المتقاضين ولا لدى القضاء.
واعتبر التقرير أن تطبيق نص المادة 49 تعترضه صعوبات منها جهل النساء بوجودها، وأن مسطرة اقتسام الممتلكات تستدعي دعوى خاصة مستقلة بعد الحكم بالطلاق، إضافة إلى أن القضاء في حالة إثارة اقتسام الأموال يتعامل مع نص المادة 49 بالصفة المادية الصرفة، ولا يأخذ بعين الاعتبار المجهود المعنوي الذي تبذله الزوجة.
وطالبت الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة في هذا الإطار بضرورة القيام بحملات إعلامية تحسيسية بالفصل 49 على مستوى الإعلام، وإشعار وإخبار الزوجين فعليا من طرف العدول والقضاة أثناء الإذن بالزواج وأثناء توثيقه بمقتضيات المادة 49. وكذلك خلق خانة خاصة بوثيقة تدبير الأموال المشتركة في المنسوخ الذي يملؤه الأزواج عند طلب الإذن بالزواج، وتحديد معايير لاحتساب العمل المنزلي للزوجة والمجهود المعنوي للسهر على الأسرة. ودعت أيضا إلى البت في اقتسام الممتلكات بعد الطلاق وبشكل تلقائي دون دعوى منفصلة (عبر إصدار حكم أولي بالطلاق أو التطليق ثم مواصلة إجراءات التحقيق في نفس الملف للبث في اقتسام الممتلكات).
من جهة أخرى أعطت العسولي أهمية خاصة لموضوع صندوق التكافل الاجتماعي، ودعت إلى التعجيل بإخراجه إلى الوجود اعتبارا لما يعرفه المغاربة من واقع الفقر والتهميش وغياب نظام التغطية الاجتماعية لدى الكثير من المواطنين، لتثبت الدولة المغربية إرادتها في دعم الأسر ورغبتها في تطوير أوضاع المواطن والمواطنة في اللحاق بتنمية حقيقية أساسها العنصر البشري وحقه في العيش الكريم.
جمال الخنوسي

مساواة ومحاباة

مساواة ومحاباة
ثامن مارس لحظة أكيدة لتتويج المرأة، وتقليب ملفاتها والخوض في قضاياها.
هي فرصة أيضا لننظر بعين مختلفة إلى هذه "الأغلبية الصامتة" التي تصير مناصرتها واجبا شرعيا، ومباركة نضالها من أجل المساواة.
أقول المساواة وليس المحاباة والانتقال من مستوى انتزاع الحقوق من "فم السبع"، إلى درجة استجداء الكوطا الحزبية والسياسية والاجتماعية...
فمن المؤسف أن تكون المرأة التي تحارب التمييز وترفضه واكتوت قرونا بنيرانه، تطلب بدورها التمييز وتتحايل على مفردات اللغة لتسميه "تمييزا إيجابيا".
إن هذا التلطيف اللغوي، نسبة إلى الجنس اللطيف، لا يمكن أن يخفي عنا أن مطالبة هذه "الأغلبية" بكوطا الثلث في التمثيلية السياسية يمكن أن يشرعن مطالب أقليات أخرى تشكو بدورها من التمييز.
فما المانع في فرض الثلث مثلا للأقليات الدينية الأخرى أو لذوي الاحتياجات الخاصة أو غيرهم.
سنكون بفرضنا للثلث في التمثيلية السياسية النسائية أمام حق أريد به باطل، وخطوة غير ديمقراطية سنفرض من خلالها على صناديق الاقتراع أن تقول ما لم تعبر عنه إرادة الشعب.
ليسمح لي الجميع، كي أغتنم هذه الفرصة لأحتفي في ثامن مارس هذا، بنساء تعذر عليهن دخول المدرسة، ولم يحضرن ندوات التوعية ولا سمعن خطابات التلفزيون الوردية، ولا تسامرن على صوت المذياع وشعاراته الببغاوية، ومع ذلك أخذن حقهن بكدهن وجهدهن، وانتزعن حقوقهن، ليس بحد السيف، ولا بحد الكوطا، لكن بحد "تمارة" وتسابقها مع الرجل كل صباح على لقمة العيش، وكسرة الخبز.
أخصص احتفالي اليوم للمرأة التي تستل رغيف الخبز لأبنائها من بين مصاعب الحياة، وتقطع المسافات مشيا على الأقدام من أجل أن تجلب الحطب لتدفئة، أطفال هزهم البرد.
تلك المرأة التي تناضل بشكل عفوي ولا إرادي لأن النضال من شيمها، تعاني ضدا على إرادة الانهزام، وسط أسرة يأكلها الفقر والحاجة.
هذه النساء، وغيرهن كثيرات، يستحقن فعلا أن يكون لهن عيد، وقد يكون من غير المنصف أن يكون العيد يوما واحدا فقط.
أرفض أن تخضعن للتمييز كيفما كان نوعه، إيجابيا أو سلبيا، لأنكن "الكل في الكل"، ولا تستقيم الحياة دونكن.
وسنة سعيدة وكل عام وأنتن بألف خير.
جمال الخنوسي

01‏/03‏/2009

"عاشت الأسامي"


"عاشت الأسامي"
لا أحد يمكنه أن يتصور الفرحة التي تعم الأوساط الأسرية أثناء اختيار اسم لمولود جديد. حينما تجلس الأم ببطنها المنتفخة، يحيط بها أفراد العائلة يتبادلون الاحتمالات والأسماء الجديدة ويضعون لائحة للمفضل منها والمستحسن. وينشغلون في نقاش لا ينتهي حول معاني الأسماء، والأكثر مسايرة للموضة. وفي بعض الأحيان تكون مثار خلاف قوي عندما يتعلق الأمر بتخليد اسم جدة أو جد متوفى، ولا يرضي هذا الخيار جميع أطراف "النزاع".
ولا أحد يمكنه أن يتصور الإحباط ولا النكسة، التي يمكن أن يحسها والدا طفل أو طفلة، بعض رفض موظف في الحالة المدنية تسجيل الاسم المختار لمولوده في الكناش العائلي. ويصده في لطف وحزم "هاد سمية ممنوعة".
كان الجميع يظن أن زمن "الحكرة" هذا قد ولى بلا رجعة، منذ أن نفى وزير الداخلية شكيب بن موسى في نهاية ماي الماضي، وجود لائحة تحد من حرية المواطنين في اختيار أسماء أبنائهم. وذكر أن القانون يمنع أن يكون اسما عائليا أو اسما مركبا من أكثر من اسمين أوليين أو اسم مدينة أو قرية أو قبيلة، أو يكون من الأسماء المثيرة للسخرية، أو التي فيها مس بالأخلاق أو الأمن العام.
هذا كلام معقول ومنطقي يضع حدا "لأسطورة اللائحة السوداء للأسماء الممنوعة"، لكن أحداثا متفرقة، والأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام حول تعميم "لائحة سوداء" لأسماء ممنوعة على القنصليات المغربية في الخارج، أعاد الجدل من جديد إلى نقطة الصفر.
فمن غير المعقول أن يستمر هذا العبث والفوضى التي تتجلى بالأساس في رفض أسماء معينة مثل "أنير" (التي تعني ملاك بالأمازيغية)، في بعض مكاتب الحالة المدنية، في حين نجدها مباحة في مكاتب أخرى، بلا مشاكل.
إن هذا اللبس وعدم التوافق السائد بين مكاتب الحالة المدنية يعمق الأزمة ويفتح جميع أبواب التأويلات والقراءات المغرضة وتفتح شهية هواة الصيد في الماء العكر.
إن مثل هذا الوضع الشاذ لا يمكن أن يستفيد منه إلا دعاة الغلو والتطرف، الذين يركبون قضايا عادلة لأناس "عاديين"، من أجل التشويش على مسار تنمية وطن، وتطور القضية الأمازيغية، والخروج بها من عنق الزجاجة.
فلا بد من الحسم إذن وبشكل جذري وواضح في إشكالية الأسماء المعتقلة، لوضع حد لهذا الواقع الضبابي، وقطع الطريق على كل المستفيدين من جراح الوطن، وإنهاء الهلع الذي يركب الآباء والأمهات كلما ازدان فراشهم بمولود جديد.
جمال الخنوسي

الرامي: نفوذ المال والسلطة ليس مبررا للحصول على ترخيص


الخبير في الإعلام اعتبر القرار واضحا لا يترك مجالا للتأويل وتضارب الرؤى
يرى الخبير الإعلامي، عبد الوهاب الرامي، أن أول ما يلتقطه المتتبع لعمل المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري هو الصيغة التي تم بها الإعلان عن نتائج عروض المنافسة الخاصة بالموجة الثانية من تراخيص الإذاعة والتلفزيون. وأساس هذه الصيغة هو الوضوح في تبرير الإحجام عن منح تراخيص لإنشاء واستغلال خدمتين تلفزيونيتين وطنيتين، وكذلك خدمة إذاعية وطنية. وكان البلاغ الصحفي الذي عمم على وسائل الإعلام واضحا ولا لبس فيه بالنسبة إلى قرار المجلس، فهو لا يترك إلا منافذ ضئيلة للتأويل وتضارب الرؤى حول الخلفيات وراء الامتناع، في الوقت الراهن، عن الترخيص لقنوات تلفزيونية أو إذاعية ذات بعد وطني أو شاملة (غير موضوعاتية).
ويضيف الرامي أن من الأكيد أن الهيأة تسن بهذا التصرف سياسة يجب أن تلتقط إشاراتها. وتتمثل أولى هذه الإشارات في أن قبول ملفات الترشيح لا يعني الحصول التلقائي على تأشيرة المرور إلى الفضاء، وأن مصالح المتنافسين المتسلحين سواء بالمال أو بالسلطة أو بهما معا، لا يمكن أن تتجاوز المصلحة العامة، طبقا لتصور المجلس الأعلى للسمعي البصري، الذي ينظم القطاع.
ومن جانب آخر، تظهر الرغبة جلية في اعتبار توسيع القنوات الإذاعية، وترسيخها كتقليد إعلامي، مقدمة لإعلام تلفزيوني خاص قادم. وهو ما يمكن توصيفه ب"التحرير بالصوت أولا ثم بالصورة". وتجربة الهاكا في مراقبة الإذاعات الحرة وكذلك القنوات التلفزيونية العمومية (القناة الثانية أساسا)، تفيد أنه ليس سهلا على الهاكا تدبير كمّ هائل من القنوات في الحال الراهن، لذلك فالهيأة الساهرة على القطاع تفكر بمبدأ التدرج، وتفضل أن يستتب أمر قنوات الموجة الأولى قبل تطعيمها بالجديد الذي يمكن أن يشكل إضافة نوعية.
وفي السياق ذاته، يؤكد الرامي أن الهيأة تستحضر مبدأ صون التلفزيون العمومي من شراسة المنافسة، التي يمكن أن تخلق في اعتبارها شرخا على مستوى التوازن بين الإعلام العمومي والخاص، في ظل شح سوق الإشهار الذي يشكل أساس مداخيل القنوات التلفزيونية، والذي قد تستأثر به القنوات التلفزيونية الخاصة، لقدرتها المبدئية على اجتذاب المعلنين أكثر من القنوات العمومية.
كما أن هناك تخوفا في الوقت الراهن من فشل التجارب التلفزيونية الخاصة، التي ستكون، إذاك، عنوانا لعدم نضج السوق الإعلامية لتقبل تجارب خاصة ذات قيمة. وفي بلاغ الهاكا إشارة إلى الصعوبات التي تعترض تجربة ميدي 1 سات ما يكفي من الحجة على هذا التخوف.
إلا أن الخبير الإعلامي يرى في تعليل الهاكا عدم منح تراخيص للتلفزيون والإذاعة ذات الانتشار الوطني بصعوبة الظرفية المتعلقة بميدي 1 سات، وعدم قابلية سوق الإعلان للتوسع، مما قد يفاقم الوضع العام للإعلام السمعي البصري، قد يفهم على أنه تراجع جزئي عن خطوة فتح عروض التنافس، بالنسبة إلى التلفزيون خاصة. أو أنه خطاب مستتر للمتعهدين الذين ينتمون أصلا إلى سلط المال أو السياسة، مما قد يعطي الانطباع في حال الترخيص لهم أن التحرير منعزل عن الدمقرطة وفتح المجال للمواطنين كقوى حية بالدرجة الأولى.
ويخلص الرامي إلى أن الهاكا تريد عبر الموقف الذي اتخذته وهي تدلي بنتائج عروض المنافسة، أن تدلل على أنها هيأة مستقلة، تراعي الصالح العام، وتغلب النوعي على الكمي، ومقومات التكامل على التنافس المخل بأداء الإعلام العمومي خاصة، والذي قد يربك التوازنات الكبرى للدولة.
جمال الخنوسي

اليحياوي: المجلس لعب دور الخصم والحكم


الخبير الإعلامي اعتبر تزايد منسوب الإشهار أمرا متعذر المنال في المديين القصير والمتوسط
يعتبر الخبير الإعلامي يحيى اليحياوي أن القراءة الأولى لقرار الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بشأن التراخيص الأخيرة ستكون حتما انطباعية، "ومع ذلك، فإن القراءة الأولية لمعطيات البلاغ، تحيل على مجموعة ملاحظات".
وفي خضم حديثه عن تلك الملاحظات قال اليحياوي، "أتصور أن القرار من شأنه أن ينزل على أصحاب المشاريع، بالتلفزة كما بمشاريع الإذاعة المغطية للمجال الوطني، نزول الصاعقة، ليس فقط على اعتبار طبيعة الشخوص التي تقدمت المشاريع ذاتها، ولا الرهانات والحسابات التي ربما قد تكون بنتها على ذلك، ولكن أيضا لأن بعض هؤلاء شرع منذ مدة، في إقامة بعض البنى التحتية، وقام بصيانة بعض المرافق التابعة له، لربح الوقت وبغرض الشروع مباشرة في العمل، بعد صدور قرار الترخيص. هذا يشي بأنه كانت ثمة وعود لدى بعض هؤلاء، لكنها تبخرت في آخر لحظة لاعتبارات لا نعلمها".
وأضاف الخبير الإعلامي، " أن ضخ تراخيص جديدة للتلفزة، من شأنه زعزعة التوازنات بسوق الإشهار بالنسبة إلى الفاعلين القائمين، العموميين كما الخواص، والمس بوضعيتهم المالية على المدى المتوسط، قول يحتمل قراءتين: فإما أن المجلس الأعلى يريد أن تقتصر كعكة الإشهار على الموجود من الفاعلين، لضمان استمراريتهم والحيلولة دون إفلاسهم (سيما بالنسبة إلى ميدي 1 سات). وهذا أمر ليس من صلاحيات المجلس الفصل فيه أو الارتكاز عليه لاتخاذ القرار، وإلا سيكون المجلس كمن يمنح حماية للقائمين، أو كمن يتدثر بدور الخصم والحكم.
وإما أن منطق التدرجية لدى المجلس، قد ذهب به إلى حد الطعن في مبدأ المنافسة بطريقة غير مباشرة، أو غير منتبه إليها بدقة، في تداعياتها وأثرها الفعلي على القطاع. أنا أقول: مادام السوق بمنظومة ليبيرالية قائمة، أو تدعي أنها كذلك بالمغرب، هو الفيصل، فليترك للفاعلين الاشتغال في ظل آلياته وميكانيزماته، وليكن المحك هو "البقاء للأقوى" كما يقال.
أما أن يتخذ المجلس قرارا، تحت مسوغ حماية المنافسة من بين ظهراني القائم من الفاعلين، فهذا معناه أن المجلس ذاته إنما يريد حصر المنافسة في البعض، لنكون بالمحصلة إزاء احتكار ناعم، أو في أحسن الأحوال إزاء منافسة مقيدة.
ثم لم أفهم جيدا ما المقصود بقول المجلس: "بانتظار رؤية واضحة حول توازنات القطاع"، وكأنه يراهن على تزايد منسوب الإشهار، قبل أن يشرع في منح التراخيص. وهذا أمر متعذر المنال بالمديين القصير والمتوسط، لأن وعاء الإشهار بالمغرب معروف، ومستويات نموه ضعيفة للغاية، وبالتالي لا يمكن المراهنة عليها لوحدها للمجازفة في الاستثمار بالقطاع.
ويؤكد اليحياوي أنه، "بتراخيص الإذاعات "الجهوية"، يبدو لي أن المجلس يتمثل استكمال التغطية الراديوفونية للبلاد، ليس كتغطية جغرافية خالصة، بل كتغطية بجانب التخصص، ليزاوج بذلك بين الترخيص العمودي الذي عمد إليه بالتراخيص الأولى، وبين الأفقي الذي اعتمده هنا. وهذا أمر سليم إلى حد ما، سيما مع الترخيص لإذاعة قرب، موجهة إلى العالم القروي، وإذاعة للوساطة، جمعوية التطلع. كان بودي لو كانت ثمة قناة متخصصة في الثقافة أو في التراث الشعبي أو ما سواها، لكن يبدو أنه لم يكن هناك من مرشح في هذا الجانب".
ويخلص اليحياوي إلى "أن المجلس لم يتمثل بعد عالم الصورة الذي غزا العالم، بعد ثورة الرقمنة وطفرة السواتل، وتزايد منسوب المنافسة. ويبدو لي أيضا أنه لا يزال يراهن على الإذاعة في زمن باتت التلفزة هي الأهم، لا بل حتى التلفزة باتت على المحك، جراء وصول أجيال الإنترنيت المتتالية، والتي بدأت تمرر للصوت والصورة والكلمة بالتزامن والتلازم كما التلفزة وأكثر. ويبدو لي بالمحصلة المؤقتة، أننا لا نزال نراهن على نموذج في التلفزة مرتكز على الإشهار، في حين أن هذا النموذج بدأ يتراجع بقوة، أمام ثقافة المجال والقرب، التي بدأت الشبكات التلفزية تشتغل وفقها".
جمال الخنوسي

الأزمة العالمية وراء قرار حكماء الهاكا

تفتيت كعكة الإشهار سيؤدي حتما إلى إبادة مجموعة من المقاولات الصغيرة والمتوسطة

رغم السرية التي أحاطت بها الهيأة مشاوراتها ودراستها للملفات، سربت أسماء كثيرة لشخصيات معروفة سعت إلى الظفر بإحدى التراخيص مثل ملف عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، ورئيس مجموعة "أكوا" و فؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب السابق في الداخلية وصاحب "حركة لكل الديمقراطيين"، ومنير الماجدي مدير الكتابة الخاصة للملك وعثمان بنجلون الرئيس المدير العام للبنك المغربي للتجارة الخارجية.
إلا أن قرار المجلس الذي سقط أول أمس (الاثنين) كان بمثابة صاعقة، بالنسبة إلى كثير من حاملي المشاريع، الذين علقوا آمالا كبيرة على الجيل الثاني من التراخيص.
وكان المجلس الأعلى قرر منح أربع رخص لمحطات إذاعية بتغطية متعددة الجهات، وتعليق منح أي ترخيص تلفزي، وذلك "في انتظار أن تتضح توازنات القطاع"، لكن قرار المجلس رغم جو الاحباط الذي خلفه لدى الكثيرين، يحمل إشارات إيجابية لابد من الوقوف عندها.
فقرارات المجلس أثبتت مرة أخرى استقلالية هذا الجهاز وابتعاده عن أي شكل من أشكال الضغوطات التي تخضع لها عادة المؤسسات العمومية كما برهن المجلس على أن "الكبار" لم يعودوا "يتحكمون" في مغرب اليوم نظرا لدلالة أسماء حاملي الملفات.
إضافة إلى أن القرار الصارم كان وجها مشرفا لحكماء المجلس فتفتيت كعكة الاشهار، سيكون لها تأثير سلبي لا محالة وسيؤدي إلى إبادة مجموعة من المقاولات الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح المجلس في بلاغ صدر في ختام اجتماع، عقده بالرباط، أن "الترخيص لأي مشروع تلفزة وطنية جديد، من شأنه، في الوقت الحالي أن يؤدي إلى الإخلال بتوازن القطاع، وبالتالي تهديد توازن المتعهدين السمعيين البصريين العموميين والخواص الحاليين على المدى القصير، واستمراريتهم على المدى المتوسط".وأضاف أنه استنادا إلى الدراسات التقنية المنجزة من طرف مصالح الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري طبقا لقواعد الإعلانات عن المنافسة، راعى المجلس كذلك، خلال مداولاته، بعض العوامل الظرفية والقطاعية التي طرأت منذ شتنبر 2008 خصوصا وضعية السوق الإشهاري والأزمة التي تمر منها قناة "ميدي1 سات"، موضحا أنها عوامل ترفع من احتمال تقلص نمو السوق الإشهاري السمعي البصري المغربي على المدى القصير والمتوسط من جهة، وتخلق من جهة أخرى، غموضا في ما يخص تركيبة العرض التلفزي المغربي ومستوى ضغطه على المورد الإشهاري السمعي البصري.وخلص إلى أنه "في انتظار أن تتضح توازنات القطاع، قرر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري تعليق منح أي ترخيص تلفزي".وأضاف البلاغ أنه بخصوص الإعلان عن المنافسة المتعلق بالإذاعة ذات تغطية وطنية (12 حوض استماع) فقد قرر المجلس، بعد أن لاحظ أن المشاريع الخمسة المتنافسة لا تشكل إضافة نوعية للعرض الإذاعي الوطني، اعتبار الإعلان عن المنافسة رقم واحد غير مثمر.وفي ما يتعلق بالإعلان عن المنافسة المتعلق بإذاعتين بتغطية متعددة الجهات (8 أحواض استماع)، قرر المجلس بعد التقييم، منح رخصتين لمشروعين إذاعيين، هما راديو "مارس"، وهو مشروع إذاعة موضوعاتية ذات طابع رياضي، وراديو "مدينة إف.إم"، وهو مشروع إذاعة للقرب تعنى بالعالم القروي.وبخصوص الإعلان عن المنافسة المتعلقة بإذاعتين بتغطية متعددة الجهات (6 أحواض استماع)، قرر المجلس بعد التقييم منح رخصتين لمشروعين إذاعيين هما، راديو "لوكس"، وهو مشروع إذاعة موضوعاتية تهتم بالصناعة التقليدية وبالحرفي المغربي، وراديو "ميد"، وهو مشروع إذاعة موضوعاتية مخصصة للوساطة وللحياة الجمعوية.وأشار البلاغ إلى أن المجلس ارتأى، أنه نظرا لجودة ملفات هذه المشاريع الإذاعية وتكامل تصورات كل واحد منها مع العرض الإذاعي الموجود، فإن من شأنها إثراء المشهد الإذاعي الوطني.ومن جهة أخرى قرر المجلس منح المتعهدين الإذاعيين الخواص المجودين حاليا ترددات جديدة تسمح لهم بتوسيع بثهم إلى أحواض استماع جديدة.
جمال الخنوسي

فقهاء المجلس العلمي في خدمة وزارة الداخلية

النقابيون مآلهم جهنم والإضراب رجس من عمل الشيطان
ليسمح لي النقابيون وكل دعاة الإضراب والمناصرين لهذا الحق الدستوري، إن عرضت عليهم بعض الفتاوى المختلفة للاستئناس، قبل أن أبلغهم بأسباب النزول في ما يخص الفتوى التي تحرم الإضراب، وتتوعد النقابيين بنار جهنم يصلونها.
الفتوى الأولى نشرتها جريدة يومية نهاية الأسبوع الماضي، وترتبط بإجماع الفقهاء على أن التسجيل في اللوائح الانتخابية واجب شرعي، وشهادة مفروضة على كل من طلبت منه.
ودعم هذه الفتوى الدكتور مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي لمدينة وجدة، الذي اعتبر أن مآلات المشاركة الانتخابية بغض النظر عن الألوان السياسية والحزبية، باتت على ارتباط وثيق بمصالح المواطنين والمنفعة العامة، إلى درجة أن تقدم الدول صار مقترنا بوعيها الانتخابي والسياسي (يا سلام). وسارع إلى تأييده ومؤازرته عبد الله كديرة، رئيس المجلس العلمي لمدينة الرباط، معتبرا أن المواطن ملزم بالمشاركة في الانتخابات، وأداء الواجب باختيار الأصلح والأفضل لخدمة البلاد والعباد.
دخول علماء الدين على الخط جاء من أجل مد يد العون إلى وزارة الداخلية، وحملاتها الاشهارية التلفزيونية التي يقودها عادل أحجام ومن معه، لإنقاذ العملية الانتخابية بعد الوهن الذي حل بها خلال الاستحقاق السابق، إذ بلغت النسبة إلى حدود 10 فبراير الجاري مليونا و288 ألفا و50 طلبا للتسجيل، نسبة لم تتجاوز 9.77 في المائة من عدد الناخبين على الصعيد الوطني. كما أن انتخابات 7 شتنبر 2007 لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها، حسب إحصائيات وزارة الداخلية، حاجز 34 في المائة.
قبل هذه الفتوى التطوعية الحميدة التي لم يطلبها شكيب بنموسى من أحد، باغتتنا مجموعة من الطبيبات اللائي رفضن الالتحاق بأماكن "مجلية" من التراب الوطني، بفتوى طلبنها من الداعية الجليل عبد الباري الزمزمي ل" يفتيهن في مأزقهن"، فاستصدرن فتوى تحرم قرار إبعادهن عن أزواجهن وأولادهن إلى مدن بعيدة، وأفتى الزمزمي بأن التفريق بين الزوجين جرم كبير وذنب عظيم في الإسلام. أي أن الطبيبات موضوع الفتوى يجب أن يلتحقن بمناصب إلى جانب أزواجهن، وليذهب المرضى و"المعدومون" في الدواوير والمداشر البعيدة عن المحور الراقي الرباط والدار البيضاء ومراكش إلى الجحيم.
إذن لا تستغربوا إذا باغتكم غدا أو بعد غد، فقيه من الفقهاء على شاكلة المغراوي، الذي أباح زواج الفتاة القاصر ذات 9 سنوات، بفتوى تستصدرها "جهة ما" من أجل تحريم الإضراب، وتوعد النقابيين بالطير الأبابيل، وغير ذلك من النزاعات اليومية الغليظة والغثة.
غير بعيد عنا يستعد مجلس الشعب، في مصر المحروسة، للمصادقة على قانون يجرم الإفتاء "العشوائي"، إذ تصل العقوبة المطالب بها إلى السجن. وذلك من أجل التصدي إلى الفتاوى التافهة من قبيل تحريم اجتماع المريض والممرضة وسائق الطاكسي والراكبة، وإباحة التدخين في شهر رمضان وتحريم الجلوس في كرسي تركته امرأة.
أما وقد فتح المجلس العلمي باب الإفتاء لكل صغيرة وكبيرة، واهتم بتفاصيل الحياة العادية التي لا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد، فذلك فتح للباب على مصراعيه أمام تسونامي من الفتاوى، واستيراد للأزمة المصرية التي تهدد استقرارها إلى أرض المغرب الآمنة.
"هو إحنا ناقصين!".
جمال الخنوسي