28‏/10‏/2009

"عائشة قنديشة" تظهر بمدرسة في سيدي قاسم!




امرأة تتلون في أشكال غريبة تقوم بسرقة الأطفال وتمتص دماءهم

عاش التلاميذ بإعدادية ابن سينا سابقا، ومدرسة القصبة حاليا، حالة استثنائية، يوم الثلاثاء الماضي على الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، اختلط فيها الرعب والفزع والخوف من المجهول، عندما ادعى أستاذ للغة العربية أنه رأى "جنية" ملثمة قفزت من سور المؤسسة وأطلت على التلاميذ من النافذة، الأمر الذي خلق ارتباكا وهلعا وسط المدرسة.
ودفع هذا الوضع الغريب مدير المؤسسة إلى طلب مغادرة التلاميذ للأقسام، من أجل التأكد من سلامة المتعلمين، فزاد الوضع ارتباكا وتعقدا داخل المؤسسة التعليمية، فحضر آباء وآمهات التلاميذ وتجمع أزيد من 600 من أولياء التلاميذ مما تطلب تدخل الأمن من أجل نشر النظام وطمأنة أولياء الأمور بأن الوضع آمن ومتحكم فيه، وبأن فلذات أكبادهم لا تهدد سلامتهم "عائشة قنديشة".
ومع مرور الوقت أصبحت هذه الوشاية رعبا، وخلقت الهلع في قلوب التلاميذ والآباء الذين اعتصموا إلى غاية السادسة مساء من أجل استجلاء الوضع، كما نقلت سيارة الإسعاف تلاميذ مغمى عليهم.
وارتباطا بالموضوع نفسه قال جمال الدين راشدي، النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، في اتصال مع "الصباح"، إن المعطيات المتوفرة لحدود الآن تشير إلى أن تلميذا، وليس أستاذا، ادعى رؤية "غولة" أو امرأة تتلون في أشكال غريبة، تقوم بسرقة الأطفال وتمتص دماءهم أطلت من نافذة حجرة الدرس، "وتم التحرك من أجل التحكم في هذه الإشاعة، وأنا أؤكد أن الأمر لا يعدو مجرد إشاعة مهيأ لها من طرف جهات معينة ليست لدي جميع الأدلة من أجل إدانتها وتوجيه التهمة لها صراحة هدفها إثارة البلبلة وعرقلة الدخول المدرسي".
وأضاف راشدي أنه فور وقوع الحادث فتح نقاش مع هيأة التدريس بأكملها من أجل محاربة كل ضروب الإشاعة ومحو آثارها النفسية كي لا يبقى التلاميذ فريسة لها. "وفي الاتجاه ذاته نحن الآن بصدد إصدار مذكرة توجيهية في هذا الموضوع من أجل شرح عواقب الخرافة وتأطير التلاميذ".
وأكد النائب الإقليمي أن الأوضاع الآن عادية جدا ومستقرة، "وأن الاجتماعات مع شركائنا بدأت تؤتي أكلها".
وفي الاتجاه ذاته عقدت فيدرالية أمهات وآباء التلاميذ اجتماعا، أول أمس (الأربعاء)، بمقر الخزانة البلدية بسيدي قاسم، من أجل تدارس الوضع مع جمعيات الآباء بالمدينة والتباحث في هذه القضية الغريبة ومشاكل الدخول المدرسي عامة بمدينة سيدي قاسم، كما أصدرت بيانا استنكرت فيه بشدة ما حدث، مبرزة أن الخزعبلات والترهات لا تؤدي إلا انتشار الاضطرابات والفوضى. كما يتم التحقق إذا ما كان نشر البلبلة مقصودا أم هو مجرد إشاعة عفوية.
وأشار مصدر مطلع أن المدينة شهدت وضعا مماثلا، في بداية التسعينات، خلق الهلع وسط التلاميذ والأسر، عندما قام مجهولون بإحراق ثلاث حجرات بمجموعة مدارس 10 رمضان بجماعة بير الطالب، وحجرة بمجموعة مدارس عثمان بن عفان بجماعة زيرارة، وحجرة أخرى بمجموعة مدارس الخليل بالجماعة نفسها وحجرة بفرعية أولاد عيسى.
وتجدر الإشارة إلى أن تلاميذ إعدادية ابن سينا سابقا انتقلوا إلى مدرسة القصبة من أجل متابعة دروسهم لأن حجرات الإعدادية آيلة للسقوط، في حين تم إلحاق تلاميذ مدرسة القصبة بمدرسة الزاوية.
جمال الخنوسي

أديب: بعض الأحكام القضائية تشجع على اغتصاب الأطفال

رئيسة جمعية "ماتقيش أولادي" قالت ل"الصباح" إن حقوق الطفل لا تحضر إلا في المؤتمرات والندوات والحفلات

حملت نجية أديب، رئيسة جمعية "ماتقيش أولادي"، مسؤولية ما يتعرض له الأطفال في المغرب من جرائم الاغتصاب والقتل إلى بعض الأحكام "غير المنطقية" التي تصدر ضد بعض المتهمين، مما يشجع المجرمين على ارتكاب جرائم أبشع والقيام بأعمال أشنع.
وقالت أديب، في لقاء مع الصباح، إن الأطفال في المغرب ليس لهم أي وضع اعتباري، "إننا عندما ننطق بكلمة طفل فإن لهذه الكلمة أكثر من دلالة: فالطفل أولا إنسان له حقوق خاصة، ورمز للبراءة، كما نعتبرهم جميعا أحباب الله، وأخيرا هم مستقبل هذه البلاد وأملها في غد أفضل".
وتضيف أديب، "إلا أننا نفاجأ كل يوم بهؤلاء الأطفال يسقطون كأوراق الخريف، دون أن يحرك المسؤولون ساكنا، وتكون النهاية غالبا مأساوية وتنتج عنها قضايا خطيرة كما هو الأمر في هاتين الجريمتين الشنيعتين اللتين شهدتهما مدينة الدار البيضاء أخيرا".
وتساءلت الفاعلة الجمعوية المعروفة، حول حقوق الطفل وجدوى المصادقة على المعاهدات الدولية في هذا الاتجاه، "أين هي إذن حقوق الطفل؟! فنحن لا نعرفها إلا في المؤتمرات والندوات والحفلات، أما عندما نبحث عن شيء ملموس يحميهم من هؤلاء الوحوش ويضمن حقوقهم لا نجد شيئا ملموسا، الأمر كله كلام في كلام وحبر على ورق، ومادامت ليست هناك مدونة خاصة بالأطفال، على غرار مدونة الأسرة، فلن نحقق أي تقدم في قضايا الطفولة".
وأكدت رئيسة جمعية "ماتقيش أولادي" في مرارة، "أحنا كنتعاندو مع الآخرين غير بالهضرة لكن التطبيق والو".
وثمنت أديب الخطوات التي يقوم بها بعض الأطفال والأسر عندما يلجؤون بكل شجاعة إلى الأمن كي يحميهم ويأخذ القصاص من الجناة، "إنهم يحكون عن مآسيهم بكل شجاعة، لكن يصابون بخيبة أمل كبيرة عندما يفاجؤون بخروج المتهم كأنه بطل".
وتضيف الفاعلة الجمعوية أن بعض هؤلاء المجرمين يهددون الأسر ويتحرشون بهم بألفاظ وكلمات مستفزة من قبيل، "آش قضيتو ديتكم فشكارتي"، "إنها الموضة الجديدة"، تقول أديب، فتضطر الأسرة المغلوبة على أمرها إما إلى الرحيل وتغيير مكان السكنى أو إلى تحمل الإهانات اليومية والاستفزازات إذا كان وضعها المادي لا يسمح لها بذلك.
وتنتفض رئيسة جمعية "ماتقيش أولادي"، منتفضة "عن أي حقوق طفل نتحدث! جميعنا يعرف ويرى يوميا أطفالا ينامون في الشارع، وآخرين يبيعون "ميكة كحلة"، والرضع يكترون للتسول". مؤكدة ضرورة إصدار أحكام قضائية رادعة، "على هؤلاء المجرمين أن يعرفوا ما ينتظرهم قبل أن "يحيدوا السروال لشي دري"، أما الأحكام المخففة من قبيل سنة أو سنتين أو خمس في ظروف سجنية مريحة، أو الحكم بما قضى، فهذا تشجيع على الاغتصاب، وتأجيل لمأساة أفظع عندما تقع الفأس في الرأس من خلال وقوع حالات للقتل الوحشي".
جمال الخنوسي

25‏/10‏/2009

الديكة تشرب الخمر والأسود تدخن الشيشة

حكايات وشخوص من عالم الحيوان لم تخطر قط على بال ابن المقفع في رائعته "كليلة ودمنة"

شاع منذ زمن بعيد خبر غاية في الغرابة، وتناقل "العادي والبادي" نبأ من العجب العجاب الذي لم يرد قط في كتاب، إذ يحكي عن أسود مولعة بتدخين الشيشة، ومداعبة أنبوبها المطاطي الرخو واللعب بلهيب جمراتها التي تزداد حمرة مع كل "نثرة"، ونفث دخانها الكثيف الذي يملأ العرين سحبا بنكهات الفواكه.
وربما هذه أول مرة أكتشف، في ذهول، أن الأسود بدورها "تضرب" الشيشة "ضربا"، ومولعة بطقوسها العريقة القادمة من فيافي الخليج والشام، بعد أن بلغني في وقت سابق حكاية ديك شهير كان "يضرب الروج" في حانة معروفة وسط الدار البيضاء ويلح على اقتسام كؤوس النبيذ المعتق إلحاحا، مع زوار منتصف الليل، ويصر على مزاحمة الزبائن الأوائل، ومعاقرة الرعيل الأخير من السكارى دون ملل أو كلل.
ورغم أن "البلية صعيبة" و"الويسكي تايغدر" كما يقول الفنان الشعبي، واظب الديك على مدى أشهر عدة على الصياح مع تباشير كل فجر إيذانا بيوم جديد احتراما لنواميس الطبيعة. ولم تكن مواظبته نابعة من حرصه على الوقت وتشبثه بالقيام بواجبه، وإنما ارتبطت أساسا بتزجية الديك ساعات الليل في السكر والعربدة حتى مطلع الفجر، إذ يؤدي صيحة أو صيحتين مع خيوط النور الأولى، ويخلد إلى النوم جاعلا من الليل نهارا ومن النهار ليلا.
وربما مثل هذه الحكايات والشخوص الحيوانية العجيبة لم تخطر قط على بال ابن المقفع، وإلا كان زين بها حكاياته الممتعة التي أطلق عليها اسم "كليلة ودمنة". وكما أتحفنا بقصص القرد والحمار وابن آوى والعرس، كان عليه أن يحكي لنا قصة "الديك النطاح" و"الأسود المشيشة". فالديكة لا "تضرب الطاسة" فحسب، بل علمتنا المنافسات الرياضية أنها تنطح أحيانا بدل "النقب"، والكل ما زال يذكر حكاية الديك المنفوش المدعو زين الدين زيدان الذي "حمات فيه البيضة"، ونطح اللاعب الايطالي "ماتيرازي" وأرداه طريح العشب، وكانت سخونة دم الديك ذي الأصول الجزائرية أحد أسباب ضياع كأس العالم من فرنسا في المباراة النهائية سنة 2006.
أما قصة "الأسود المشيشة"، فهي في حقيقة الأمر قصة بعض لاعبي كرة القدم وخصوصا في المنتخب الوطني حتى أن مجموعة منهم أظهرها شريط فيديو على موقع "يوتوب" الشهير يدخنون الشيشة عشية مباراة ودية بالديار الفرنسية.
وفي الحقيقة، فإن الذنب ليس ذنبنا نحن بسيطي الفهم أو ذوي الثقافة الرياضية السطحية، بل اللوم كل اللوم يقع على عاتق الزملاء في الصحافة الرياضية الذين لا يكتبون عن منتخبات كرة القدم سوى بألقابها الغريبة التي حيرت القارئ وأفحمت ابن المقفع، مثل فهود منتخب غانا، وسناجب منتخب بينين، وفيلة منتخب كوت ديوفوار، ونسور منتخب نيجيريا، والأسود غير المروضة لمنتخب الكاميرون، أما أسودنا نحن فتلك حكاية أخرى عنوانها الشيشة والهزيمة.
جمال الخنوسي

مغتصبو الأطفال في النعيم وأسر الضحايا في الجحيم

مشاهد جثت الأطفال المنكل بها وأعضائهم المقطعة تجعلنا نكفر بكائن اسمه الإنسان

كان أحد أصدقائي ممن فضلوا الهجرة إلى كمدا، واختار الاستقرار لسنوات بإقليم "كيبك"، يحكي بتفكه عن سكان الجزء الشمالي للقارة الأمريكية، قائلا إن الناس هناك درجات، ففي المرتبة الأولى نجد النساء والأطفال اللذين يتمتعون بوضع اعتباري خاص، ثم تأتي في المرتبة الثانية الحيوانات التي تتمتع برغد العيش والحماية المطلقة، ثم في المرتبة الأخيرة الرجال كآخر شريحة في سلم المجتمع الكندي.
وكان صاحبنا هذا يزيد من حنقنا، نحن سكان هذا الكوكب العجيب، عندما يؤكد أنه في ظلام الليل الدامس من الأفضل أن تخرج المرأة لأداء أية مهمة صعبة أو مستعجلة، لأن من المرجح أن يعترض بعض اللصوص طريق أي رجل في ظلمة ممر جانبي، أو زقاق مهجور، في حين سوف يفكرون ألف مرة إذا كان الأمر يتعلق بامرأة أو طفل لأن حسابهم سيكون عسيرا جدا، ولن يرحم القضاء جورهم على "ولية أو حرمة" تنتمي إلى الجنس اللطيف وتتربع على رأس هرم المجتمع.
أما في هذا الكوكب العجيب الذي يسمى المغرب، فالأمر مختلف تماما، حيث أعراض الأطفال مستباحة وطفولتهم مغتصبة، وبراءتهم مسلوبة، إذ يكتشفون في عمر مبكر قساوة الحياة وظلم الكائن البشري، وخسة الآخر الذي يتربص بضعفهم، من خلال دروس يلقنها لهم ذئاب بشرية بلا رحمة.
في فرنسا مثلا، قرر الرئيس نيكولا ساركوزي أن يعرض، في شهر نونبر المقبل، على أنظار البرلمان قانونا يحرم مغتصبي الأطفال من التمتع بأي نوع من التخفيف أو العفو الذي يمنحه المشرع الفرنسي، بل أكثر من هذا، فعندما يقضي مغتصب الأطفال المدة المحكوم بها لن يغادر الزنزانة إلا إذا خضع إلى إخصاء كيماوي يقضي على رغباته الجنسية وميولاته الوحشية نحو الأطفال.
أمريكا كانت سباقة بدورها، إلى تطبيق مثل هذا الإجراء الذي تبنته العديد من الولايات منذ سنوات، أما في المغرب فلا شيء، الفراغ والخواء، وكأن أطفالنا "رخاص" إلى هذا الحد.
فما الذي سيمنع هذه الكلاب المسعورة من التربص بأبنائنا وبناتنا ليسرقوا من فلذات أكبادنا براءتهم وهم مازالوا في عمر الزهور؟ ما الذي سيثنيهم عن أفعالهم الإجرامية وتلبية نزواتهم الحقيرة؟
لا شيء، مادامت تصدر في حقهم أحكام رحيمة يعيشون عقبها الرغد في بعض المؤسسات السجنية هي أحسن من عيشتهم البئيسة السابقة.
لقد أصبحنا اليوم مطالبين بحزم أكبر، ورصانة أقوى، وحذر أشد، لأن الأمر استفحل بشكل لا يطاق، وغدا الأطفال مستهدفين بشكل خاص من فئة معينة من الذئاب البشرية المريضة.
إن مشاهدة صور هؤلاء الضحايا الأطفال، وجثثهم المنكل بها، وأعضائهم المقطعة، ورؤوسهم المهشمة، وحالة آبائهم وأمهاتهم المأساوية، تجعلنا نكفر بالإنسان وبشيء اسمه حقوق الإنسان، وتدفعنا، في أسف، إلى التفكير مليا فيما يدعو إليه البعض من مناهضة لعقوبة الإعدام.
وبعد خليل وياسين، وحالات أخرى في تطوان والعرائش والعيون وتارودانت وغيرها، فقدنا إيماننا بشيء اسمه الإنسان، فالحق في العيش يجب أن يظفر به بنو آدم بعد جهد لأننا لسنا في "غابة لا مكان فيها للضعفاء"، أما القمامة وحثالة المجتمع فمكانها أصلا معروف.
جمال الخنوسي

إغتصاب الأطفال.. جرائم بدون عقاب

قتل الضحايا يسبب معاناة كبيرة للأسر وقوانين متساهلة ومشجعة

عرف المغرب خلال السنوات الأخيرة عدة جرائم بشعة استهدفت أطفالا أبرياء كانوا ضحية للاغتصاب من طرف وحوش آدميين أقدموا في غالبية الحالات على تصفية الأطفال والتنكيل بأجسادهم.
لم تسلم أي مدينة أو منطقة من مثل هذه الحكايات المؤلمة والقصص الحزينة، التي روعت الأسر، واستحق وحش تارودانت الذي قتل تسعة أطفال قبل سنوات الريادة في اقتراف أبشع الجرائم، إلا أن ما حدث لم يقنع المسؤولين من أجل اتخاذ موقف حازم وزجري في حق هذه الذئاب البشرية من خلال سن قوانين تكون رادعة ومطابقة لبشاعة ما اقترفت أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء.
وتعتبر حالتا خليل وياسين صورة بشعة من هذا الواقع القاتم، جرائم ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة، يقترفها جيران أو معارف أو حتى أقرباء، والأفظع أنها تكون من أناس بعيدين عن أية شبهات.
وتقود، في غالبية الحالات، "الحشومة" والخوف من العار إلى التكتم الشديد عليها، حتى أن بعض أولياء الأطفال يتفادون اللجوء إلى القضاء كي ينال المجرمون جزاءهم، إما بدعوى أن مسيرة المحاكم ستكون طويلة ومضنية وصعبة، وهم بالتالي غير مؤهلين ماديا لخوض غمارها، وإما خوفا على نفسية أطفالهم من أن تزداد حالتهم تفاقما.
ويصاب الطفل المغتصب بأعراض حادة من اكتئاب وقلق وتوتر نفسي واضطراب في النوم وتبول لا إرادي وشعور بالخوف، واضطرابات في السلوك والأداء المدرسي. أما الآثار طويلة المدى والتي ترافق الطفل المغتصب بعد أن يكبر ويصبح بالغا رجلا كان أو امرأة، فهي تتمثل في الاكتئاب، والتوتر النفسي الشديد الذي قد يؤدي به إلى سلوك مؤذ للنفس مثل إدمان الكحول والمخدرات، كما يستمر في المعاناة مع اضطرابات النوم، ويعاني في علاقته بالآخرين وفي علاقاته الجنسية أيضا.
المطلوب اليوم هو فرض هيبة القانون باعتبار اغتصاب الأطفال جريمة من أكبر الجرائم التي لا يمكن التساهل فيها أو التغاضي عنها ومقترفوها لا ليمكن تمتيعهم بأي عفو أو رحمة وتشديد العقوبة على كل المجرمين الذين يستغلون براءة هؤلاء الملائكة الصغار لتلبية رغباتهم المريضة.
إن العقوبات الجزرية الصارمة، وتصفية هذه الشوائب الحقيرة، هي الخطوة الوحيدة المتاحة اليوم التي يمكن أن تدفع هؤلاء الذئاب الآدمية إلى التفكير ألف مرة قبل "الاستفراد" بطفل أو نزع تبان بنت بريئة.
ج.خ

أخلاقيات


للطبيب مكانة خاصة في قلوب المغاربة، اسأل أي طفل من الأطفال عن المهنة التي يريد أن يزاولها عندما يكبر وسيجيبك حتما أنه يرغب في أن يصبح طبيبا. وأجمل الألعاب عند الصغار هي تلك التي يتقمصون فيها دور الدكتور الذي يجري الكشوف على المرضى الوهميين بسماعته البلاستيكية. وحتى الآباء لهم هذا المبتغى والأمل لما تشغله مهنة الطب من وضع اعتباري لديهم ويرون في المستقبل القريب أبناءهم ب"البلوزة" البيضاء يحتلون مكتبا مريحا في عيادة.
وفي المناطق القروية تزداد حدة هذا الولع وتصل إلى درجات أعلى. أو ليس الطبيب من يداعب أرواح الخلق في نوع من الألوهية المتوهمة (بفتح الهاء) أو على الأقل هم أسباب يسخرها الخالق في لعبة الحياة والموت؟
لكن للأسف، حول بعض الأطباء، سامحهم الله، مهنة الطب إلى نوع من الجزارة الآدمية يحكمها منطق وأعراف لا تمت إلى قسم أبقراط بصلة، فجميعنا يسمع كل يوم ويقرأ على صفحات الجرائد حوادث مؤسفة لطبيب "نسي الفاصمة" في بطن مريضة وحكايات وروايات عن جشع بعض أصحاب المصحات الخاصة.
ارتفاع حالات الولادات القيصرية بدوره نوع من أنواع هذا الجشع، وتغليب منطق "البيزنس" على مصلحة المريض، ففاتورة الولادة ب"القيصرية" تساوي ضعف الولادة الطبيعية، حتى غدت "سيزاريان" عملية أوتوماتيكية لا جدال فيها.
صحيح أن العديد من النساء يطلبن الولادة بهذه الطريقة "السهلة"، إلا أن العديد من الأبحاث أثبتت أن "الخوف" هو الباعث الرئيسي لهذا الخيار النسائي، وأن من واجب الطبيب إقناع المرأة الحامل بمنافع الولادة الطبيعية بدل الاستسهال واختيار الخمول، وإجراء عمليات روتينية تدوم كل منها نصف ساعة في صباح بدل السهر إلى جانب النساء "المتوجعات والمتأوهات والمقرفات" طيلة الليل.
هذا لا يمنع أن جل الأطباء المغاربة لهم خبرة عالية، ومصداقية، وسمعتهم تعدت الحدود، كما أن التكوين في الجامعات المغربية يضخ كل سنة أفواجا جديدة من الخريجين الجيدين. إلا أن جميعهم يجب أن يضع نصب عينيه أن مهنة الطبيب لها موقع خاص، واعتبار خاص، وقيمة خاصة، لذلك تبقى من المهن الراقية التي من الضروري الالتزام في ممارستها بأخلاقيات تحفظ للأداء المهني كماله وسموه وطهرانيته.
فقديما اشترط أبقراط مبدأ الطهارة والفضيلة في ممارسة مهنة الطب، وهو المبدأ الذي ما زال الأطباء يحلفون به إلى الآن في جميع بقاع الدنيا.
جمال الخنوسي

19‏/10‏/2009

شركة مغربية تقاضي فضل شاكر


النجم اللبناني رفض إرجاع العربون والشركة طالبته وروتانا بتعويض قدره 80 ألف دولار

علمت "الصباح" من مصادر جيدة الاطلاع، أن شركة مغربية مختصة في تنظيم الحفلات وضعت شكاية لدى شركة روتانا، ذائعة الصيت، على أن ترفع دعوى قضائية، في وقت لاحق، في لبنان ضد النجم العربي فضل شاكر بسبب رفضه إرجاع عربون حفل لم يتم، إضافة إلى مطالبة الجهة المتضررة بتعويضها عن خسائر اعتذار نجم الأغنية الرومنسية.
وتعود تفاصيل القضية الشائكة التي تجمع المطرب العاطفي والشركة المغربية إلى بداية شهر غشت الماضي عندما تفاهم الطرفان على إحياء فضل شاكر حفلا بمدينة المضيق، ضمن فعاليات مهرجان الشواطئ الذي يشرف عليه فاعل معروف في ميدان الاتصال، في إطار جولات فنية وترفيهية بمجموعة من المدن الساحلية المغربية بين شهري يوليوز وغشت. وهي تظاهرة تعرف إقبالا شديدا وحضورا جماهيريا كبيرا من طرف المصطافين بأهم الوجهات السياحية.
وبحكم هذا الاتفاق المبدئي دفعت الشركة مبلغا ماليا تسبيقا لمدير أعمال المغني، على أن يتوصل ببقية المبلغ عند وصوله إلى المغرب.
وفي السياق ذاته، قامت الشركة المغربية بحملة إشهارية واسعة النطاق، وطبعت تذاكر الحفل الكبير الذي رصدت له إمكانات لوجستيكية هامة، وحجزت أماكن إقامة المطرب اللبناني وفرقته الموسيقية، وأجرت كل الترتيبات لاستقبال الفنان الكبير، إلا أن مدير الشركة المغربية فوجئ في غمرة الاستعدادات وقبل أيام قليلة من تاريخ الحفل، باتصال هاتفي من مدير أعمال فضل شاكر يعتذر فيه عن عدم تمكن الأخير من الحضور إلى المغرب بسبب وعكة صحية ألمت به، مؤكدا في الآن ذاته أن أزمة كلى حادة حالت دون تلبية الفنان للدعوة، مع تقديم وعد بإعادة مبلغ عربون الاتفاق.
وأبان الطرف المغربي عن تفهم شديد للوضع، وقبل اعتذار الفنان (على مضض)، إلا أن النجم اللبناني لم يف بوعوده ولم تتوصل الشركة المغربية بمبلغ العربون فهددت، نهاية شهر غشت الماضي، برفع دعوى قضائية بلبنان فتراجع مدير أعمال الفنان عن تعنته واعتذر من جديد للشركة مغربية وقطع على نفسه وعدا جديدا بإعادة المبلغ موضوع الخلاف.
ومن جديد، وإلى حدود كتابة هذه السطور، لم تتوصل، بعد، الشركة المغربية بسنتيم واحد من مبلغ العربون، بل أكثر من هذا فوجئ الطرف المغربي بتجاهل كبير من شركة روتانا ومدير أعمال فضل شاكر الذي أقفل هاتفه وأصبح يرفض التفاهم أو النقاش مع الجهات المغربية، وأمام هذا الوضع قررت الشركة المغربية اللجوء إلى القضاء اللبناني من أجل رفع دعوى ضد فضل شاكر وشركة روتانا للمطالبة بمبلغ 80 ألف دولار هي قيمة العربون الذي توصل به فضل شاكر إضافة إلى الخسائر التي تكبدتها الشركة المغربية في إطار إعدادها للحملة الإشهارية واسعة النطاق، وطبع تذاكر الحفل وحجز أماكن إقامة المطرب اللبناني وفرقته الموسيقية.
وأكدت مصادر "الصباح" أن الشركة المغربية تفادت التصعيد مع المطرب اللبناني المحبوب، ولم تطالبه بمقابل الضرر المعنوي الذي لحق الشركة المعروفة وهز صورتها داخل البلاد بسبب إعلانها عن حفل لم يتم وعدم التزامها أمام شركائها ببرنامج مسطر سلفا.
جمال الخنوسي

05‏/10‏/2009

جمال داتي: رشيدة جلبت العار للعائلة


أخو وزيرة العدل السابقة ينشر كتابا لفضح أسرار أخته والجوانب الخفية من حياتها

يصدر بعد يوم غد (الأربعاء)، كتاب تنتظره فرنسا بشغف شديد، وسبقته زوبعة كبيرة ليس لأنه مؤلف من توقيع أحد الحاصلين على جائزة "الغونكور" الشهيرة، أو حتى أحد الأدباء الفائزين بجائزة "نوبل" رفيعة المستوى، بل يتعلق الأمر بكتاب "فضائحي" يعري فيه جمال داتي، صاحب السوابق، وأخو حارسة الأختام السابقة رشيدة ذاتية التي تتنقل اليوم بين باريس وبروكسل لتقوم بمهمتها داخل البرلمان الأوربي، (يعري) أسرار هذه المرأة المغربية التي استطاعت أن تتسلق هرم السلطة الفرنسية، وتتولى حقيبة وزارة العدل، كما يكشف عن الجوانب الغامضة في حياة سيدة تمكنت من وضع فرنسا تحت أقدامها، ونسجت علاقات وطيدة مع رجال ونساء مؤثرين في الحياة السياسية الفرنسية.
ويحكي الكتاب، حسب ما تسرب من محتواه، عن "آل داتي" وحياة جمال وسط عائلة مكونة من 12 فردا، كما تضمن اعترافات تخص حياته وحياة أفراد عائلته، وكشف أسرار لم ترد من قبل، ولم تتطرق لها الصحافة قط، وتفاصيل عن طفولته، وعن الحكم الصادر ضده في شهر غشت 2007، والقاضي بحبسه سنة كاملة بتهمة الاتجار في المخدرات، وهو الحكم الذي تم تكييفه كي لا يفقد عمله.ومن سوء حظ جمال أن جلسة محاكمته تزامنت مع المصادقة على مشروع القانون الذي أعدته شقيقته وزيرة العدل للجمعية الوطنية الفرنسية، والقاضي بفرض عقوبات قاسية على ذوي السوابق القضائية، فكان، بالتالي، أول من وقع في قبضة القانون الجديد الذي سنته أخته.إلا أن حديث جمال عن نفسه سرعان ما تحول إلى نوع من الانتقام من أخته التي يقول عنها إنها "ممثلة بارعة"، إذ نجــحت في خــداع الصحافيين يوم خروجها من المستشفى، بعد ولادتها القيصرية. ويروي في كتابه كيف أن أخته خرجت من المستشفى وبيدها كومة من الملابس، متظاهرة بأنها تحمل ابنتها زهرة. ويتساءل: "لماذا كل هذا السيرك؟". ويضيف جمال في كتابه "في ظل رشيدة" أن عائلة داتي فضلت الخروج بالرضيعة زهرة قبل مغادرة أمها المستشفى لتجنب عدسات المصورين وتعليقات الصحافيـين.ويعترف جمال "جلبت العار لعائلــتي"، لكنه يستدرك "وكــذلك فعلت رشيدة". وكتب أن خبر حمل رشيدة داتي، غير المتزوجة، جلب العار إلى والدهما، وأجبرته على طأطأة رأسه أمام جيرانه في شوارع "شالون".وكانت قضية جمال داتي، ومثوله أمام العدالة بتهمة ترويج مخدر الهيروين، في وقت كانت رشيدة وزيرة للعدل، أسالت الكثير من المداد، فتكالبت مجموعة من وسائل الإعلام الفرنسية عليها، وجندت ضدها جميع أسلحة السخرية والازدراء، في حين رأت منابر أخرى في هذه الحملة المسعورة نظرة عنصرية لحارسة الأختام ذات الأصول المغربية المسلمة.
إن ما يحدث اليوم في فرنسا، وكل هذه الزوبعة المليئة بالحقد والتشفي ضد رشيدة داتي ليس إلا انتقاما بئيسا من امرأة متحدرة من وسط فقير تدفع ثمن نجاحها الباهر وخياراتها الشجاعة.
جمال الخنوسي

04‏/10‏/2009

حجز 4 أطنان من الحشيش المغربي في البحر


أكبر "غنيمة" تحجز خلال السنة الجارية في فرنسا تقدر قيمتها بثمانية ملايين أورو

تمكنت الجمارك الفرنسية من حجز أربعة أطنان من الحشيش المغربي في عرض البحر محملة على ظهر زورق شراعي هولندية على متنه شقيقان خلال الأسبوع الماضي.
وتعتبر هذه "الغنيمة" أكبر كمية تحجز خلال السنة الجارية في فرنسا إذ تقدر قيمتها بثمانية ملايين أورو أي حوالي 100 مليون درهم.
وتبعا لمعلومات توصلت بها الجمارك الفرنسية تحركت فرقة من خفر السواحل تستقر ب"بولون سير مير" بالساحل الفرنسي وحجزت زورقا شراعيا هولنديا وعلى متنه 4124 كيلوغراما من الحشيش المغربي.
واستغرب رجال الجمارك عندما عثروا على صفائح الحشيش داخل حقائب من الجلد لم يكلف المهربان نفسيهما عناء إخفائها.
وكان على متن الزورق من نوع "كيتش" أخوان يحملان الجنسية الهولندية ألقى عليهما القبض رجال الجمارك.
وأوردت وسائل الإعلام الفرنسية نقلا عن مصادر رسمية أن كمية الحشيش المحجوزة وضعت في مكان سري بين مدينتي "روان" و"لوهافر"، وسيتم إتلافها قريبا.
وذكرت مصادر إعلامية أن مروحية تابعة لفرقة مراقبة الجو والبحر التابعة لإدارة الجمارك، رصدت في عرض البحر حوالي الرابعة بعد الزوال، زورقا شراعيا مشبوها متوجها إلى "بادوكالي". فانتقل خفر السواحل مباشرة إلى المكان المحدد من أجل اعتراض طريقه واعتقال الشقيقين الهولنديين.
وهنأ إيريك، وورث الوزير الفرنسي للميزانية والحسابات العمومية والوظيفة العمومية رجال الجمارك على العملية التي قادتهم إلى حجز هذه الكمية الكبيرة من المخدرات إذ أن الجمارك الفرنسية حجزت سنة 2008، 54 طنا من المخدرات، من مجموع 75 طنا التي يتم حجزها سنويا من طرف مختلف مصالح الأمن.
وعن مصير الزوق الشراعي ذكرت المصادر ذاتها أن أمام رجال الجمارك حلين: ففي حالة وجود مخابئ سرية لتهريب المخدرات، فإن وسيلة النقل المجوزة كيفما كان نوعها، زورقا أو شاحنة أو سيارة، يتم إتلافها حتى لا تكون بمثابة حافز لمالكها الجديد من أجل القيام بعمليات تهريب.
أما في حالة هذا الزورق الشراعي فإن المخدرات التي كانت متراصة داخل "المقصورة" ظاهرة للعيان، وهو ما يمنح الزورق الفرصة كي يباع في المزاد العلني بعد سنوات عند صدور الحكم النهائي في حق الأخوين المتهمين.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الزورق الشراعي من صنف "كيتش" تبلغ قيمته حوالي 150 مليون سنتيم.
جمال الخنوسي

وزير الداخلية الفرنسي يبدأ بالمغرب أولى زيارة له إلى المنطقة


ناقش مشاكل الهجرة السرية وتزوير الوثائق وتهريب المخدرات وتكوين الأئمة

اختار وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتفو المغرب في أول زيارته له إلى المنطقة المغاربية بدأها يوم أول أمس (الاثنين).
وتأتي زيارة الوزير، التي دامت يومين، من أجل دراسة مجموعة من القضايا المرتبطة بالهجرة السرية وتزوير الوثائق وتهريب المخدرات. كما التقى خلالها مجموعة من المسؤولين المغاربة لمناقشة سياسة بلاده الحالية الخاصة بنظام التأشيرة.
وأجرى وزير الداخلية شكيب بنموسى يوم أمس (الاثنين) بالرباط مباحثات مع وزير الداخلية وما وراء البحار والجماعات الترابية الفرنسي بريس تمحورت حول السبل الكفيلة بتطوير التعاون الثنائي في مختلف الميادين.وأفاد بلاغ مشترك صدر في أعقاب هذا اللقاء، الذي حضره سعد حصار، كاتب الدولة لدى وزير الداخلية ، بأن الطرفين تطرقا إلى التعاون الثنائي في مجال محاربة الإرهاب والاتجار في المخدرات والأشكال الجديدة للجريمة المنظمة.وأضاف المصدر ذاته أن الطرفين تبادلا وجهات النظر بشكل معمق حول البعد الإقليمي للإرهاب الذي يشكل بالنسبة إلى الجانبين تحديا حقيقيا، ليس فقط بالنسبة إلى البلدين ولكن أيضا بالنسبة إلى بلدان شمال إفريقيا وأوربا.وعبر المسؤولان عن ارتياحهما للجهود المبذولة من قبل المغرب في مجال التقليص من المساحات المزروعة بالقنب الهندي وتفكيك شبكات التهريب.وأضافا أن محاربة فعالة للاتجار في المخدرات تمر أيضا عبر التحكم في العرض والطلب. وسجل بنموسى وأرتوفو بارتياح التطور الحاصل في مجال التعاون بين الإدارات المغربية والفرنسية في مجال اللامركزية واللاتمركز.وفي ضوء تبادل وجهات النظر خلال هذا اللقاء، اتفق الطرفان على عدد من التوجهات. فبخصوص محاربة الارهاب، أفاد البلاغ، أنه سيتم تعزيز التعاون في هذا المجال من خلال تبادل متواصل ومنتظم وسريع للمعلومات بين مصالح البلدين.وفي ما يتعلق بمحاربة الاتجار في المخدرات، أوضح المصدر ذاته، ان الوزيرين اتفقا على تكثيف المبادلات العملية والتعاون التقني في هذا المجال.وأعربا عن عزمهما على الاستغلال الأمثل لمركز التنسيق لمحاربة المخدرات في المتوسط، الذي يوجد مقره في تولون، والذي يوفر إطارا جديدا من التعاون، امتدادا لمركز العمليات والتحليل البحري لمحاربة ترويج المخدرات، الكائن مقره بلشبونة.كما اتفقا على أن تشكل هذه الاليات قاعدة ملائمة للعمل المشترك لمحاربة الاتجار الدولي في المخدرات عن طريق البحر.وبخصوص محاربة الجريمة عبر الانترنت التي أضحت مجالا للتعاون ما فتئت تتزايد أهميته بين فرنسا والمغرب، اتفق الوزيران على برنامج يهدف الى تعزيز الآليات في هذا المجال.وستتم مواصلة التعاون في مجال الحماية عبر أجهزة الفيديو والإحصائيات المتعلقة بالجريمة، وذلك من خلال تطبيق فعلي لإعلان النوايا بين وزيري داخلية البلدين في مجال الحماية عبر الفيديو والإحصائيات المتعلقة بالجريمة، الموقع في 23 أكتوبر 2008 بباريس.وفي ما يتعلق بأمن المطارات، أكد البلاغ المشترك انه سيتم تطوير تبادل الموظفين بين مسؤولي الشرطة على حدود المطارات المغربية والفرنسية.وبخصوص تزوير الوثائق، أعرب الجانب الفرنسي عن استعداده لدراسة أي طلب للتعاون من قبل الجانب المغربي.وفي ما يخص التعاون الإداري، أخذ الوزيران علما بالطابع المجدد والاستراتيجي الذي يكتسيه تبادل التجارب بين البلدين في مجال اللامركزية واللاتمركز.وفي هذا الإطار، أبرز البلاغ أن الوزيرين اتفقا على إحداث صندوق جديد للتضامن الأولي لدعم مسلسل اللاتمركز، ومواصلة تبادل إيفاد بعثات على الصعيد المحلي.
وذكرت مصادر إعلامية فرنسية أن التعاون المغربي الفرنسي في مسألة الأمن ومحاربة الإرهاب أصبح أمرا طبيعيا ومتداولا بشكل سلس منذ تفجيرات الدار البيضاء في 16 ماي 2003 التي ذهب ضحيتها 45 شخصا، فأصبح تبادل المعلومات بين أمن البلدين أمرا بديهيا من أجل مواجهة الخطر الإرهابي.
وتقول إحصاءات أوربية إن 80 في المائة من الحشيش المستهلك بأوربا مصدره المغرب. أضف إلى ذلك قضية اللامركزية التي تعتبر من المشاريع الكبرى التي يعول عليها المغرب، ووعدت فرنسا، التي تقوم بإصلاحات مشابهة، بتقديم يد العون إلى البلد الذي تربطه به علاقات تاريخية، من خلال تقديم مساعدات مالية لم تحدد قيمتها بعد.
وفي اليوم ذاته أجرى أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط محادثات مع وزير الداخلية الفرنسي. وأكد أورتفو في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، أن الاجتماع تطرق إلى العديد من القضايا المتعلقة بالجالية المغربية بفرنسا وخاصة تكوين الأئمة.وأشار إلى أن المهاجرين المغاربة يعدون من الجاليات الأكثر اندماجا في فرنسا، بالنظر إلى الروابط التاريخية القائمة بين البلدين، مضيفا أن "مهمتنا تتمثل في تسهيل الاندماج والقيام بجميع ما يلزم حتى يتم في أفضل الظروف".

جمال الخنوسي