25‏/02‏/2010

وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يقدم درسا بليغا في "فن النجارة"

تحدث لغة خشب غير مسبوقة وتهرب من تحديد المسؤولية في كارثة مكناس

يستحق أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الميدالية الذهبية في النجارة وإبداعات الأرابيسك وتطويع الكلام الفارغ. فمؤلف "جارات أبي موسى" أبان ليلة أول أمس (الثلاثاء)، في برنامج "حوار"، عن جدارة وحرفية كبيرة في لغة الخشب والحديث الذي لا يقول شيئا. وعلى مدى الوقت الطويل للبرنامج الحواري نحت السيد الوزير من الكلام ما يستحق به لقب "الوزير النجار" عن جدارة واستحقاق (كما يقول الزملاء في التعليق الرياضي)
لقد كانت الحلقة التلفزيونية فضيحة حقيقية بجميع المقاييس، وأصبح أستوديو التصوير معرضا لفن "الموشارابيا" و"االأرابيسك" لا يمكن أن نشهد لها مثيلا إلا في جمهوريات الموز حيث يتحدث الجنرالات الوزراء لغة الدم والموت والإبادة بلا حياء. أما في تلفزيوننا العظيم فقد شهدنا، والحمد لله، وزيرا يذر الرماد في عيون أكثر من 30 مليون مغربي ينتظرون الجواب على سؤال محوري واحد ووحيد: من المسؤول عن فاجعة سقوط مسجد بمكناس عمره 300 سنة ووفاة 41 مواطنا؟
ولأن الرجل لم يكن مقنعا بالمرة، بل تهرب وراوغ وزاغ يمينا وشمالا، فقد تعاقب الحاضرون على طرح السؤال نفسه دون جواب شاف ومفيد، وبدل ذلك حصل المشاهدون على غابة أمزونية من لغة الخشب وإسهال حاد في الكلام فاحت راحته وأزكم الأنوف.
منذ البداية حاول الوزير النجار أن يخلط الأوراق، ويشوش على الأذهان، ويخنق القلوب الحانقة بإقحام الديني مع الدنيوي، وأوقف المسار العادي للبرنامج من أجل قراءة الفاتحة على أرواح "الشهداء"، الذين طلبهم الله إلى جواره أو بلغة الوزير "قضى الله أن يلتحقوا به". إنها لعبة المقدس التي تجعل الكارثة والفاجعة تتحول إلى قضاء وقدر، وتقلب ضحايا التهور إلى "شهداء"، وتجعل من الاستهتار البشري مشيئة إلاهية، لأنه "لا راد لمشيئة الله" وما على عائلات الضحايا سوى القول على هوى الوزير النجار "إذا أصابتنا مصيبة نقول إنا لله وإنا إليه راجعون".
إن حلقة برنامج "حوار" كانت استثنائية بكل المقاييس، ففي الوقت الذي يبث فيه البرنامج مرتين في الشهر فرضت كارثة مسجد خناثة بن بكار بباب البردعاين، حلقة خاصة تميز فيها مصطفى العلوي بشراسة محمودة في مواجهة الوزير النجار بعد أن أحس مقدم البرنامج أنه سيفسد الحلقة بإفراطه الزائد في لغة الخشب وسيهدر سمعة بناها الرجل منذ سنوات. وخلافا لحلقات أخرى كان يتسابق فيها الوزراء والزعماء ل"التبناد" أمام الكاميرات، غاب جميعهم هذه المرة، فلم يرد أحد أن يربط صورته بصور الكارثة، وكأنهم أحسوا أن الرجل يغرق، ومن الأحسن للجميع أن يغرق وحيدا، دون أن يجر معه ضحايا جددا، أعني شهداء جددا. فامتلأت الصفوف بكرنفال من الجلابيب واللحى والطرابيش والمناديل، فوجد مولاي مصطفى نفسه في مشيخة حج إليها المريدون ل"شرب" الصنعة من المعلم الكبير.
اسمح لي سيدي الوزير أن أقول لكم إن ما حدث في مكناس ليس قضاء ولا قدرا، بل اسمه الحقيقي "الإهمال" ويجب أن ينزل القصاص بالمهملين والمتسيبين والمفسدين أينما كانوا ومن كانوا.
واسمح لي أن أقول لكم أيضا إنه في البلدان المتحضرة والديمقراطية يستقيل الوزير المسؤول عندما تقتل فيها النفس البشرية بلا حق، أو تحدث كارثة أقل بكثير من كارثة مكناس، احتراما له واحتراما لعائلات الضحايا الشهداء، ولا يظهر بطلته البهية في التلفزيون وتخصص له ساعة ونصف من البث ليقول الخزعبلات ويراوغ يمينا وشمالا كأنه بودربالة زمانه.
"ارحل"، كما قال الشاعر، "الآن ارحل ... بلا تحية أو وداع... ارحل وعارك بين يديك".
جمال الخنوسي

نجم: "الرياضية" دخلت منعطفا جديدا

مدير القناة قال في حوار مع "الصباح" إن الرياضية ستطلق شبكة برامج جديدة في 4 مارس المقبل
أكد طارق نجم، مدير قناة "الرياضية" أن المحطة التلفزيونية ستدخل منعطفا جديدا منذ انطلاقها قبل ثلاث سنوات. وأضاف نجم الذي خلف يونس العلمي على رأس "الرياضية" قبل حوالي نصف سنة، أنه ومنذ الأسابيع الأولى لتعيينه وضع أهدافا محددة ومسارا اتبعه الجميع، "وبموازاة التنظيم فكرت مع مدير البرمجة يوسف زهير في إعطاء نفس جديد ل"الرياضية" أي القيام بالشيء نفسه مع إضافة نفحة من الجودة والاحترافية".
وأشار مدير "الرياضية" في حوار مع "الصباح"، إلى أن هدفه الأول كان التنظيم الداخلي للقناة، "لأن هاجسنا الأول خلال ثلاث سنوات من عمر المحطة كان هو البرمجة والبث. وقام يونس العلمي خلالها بمجهود كبير في ما يخص المحتوى وهوية القناة، إذ جعل "الرياضية" تحقق حصيلة إيجابية وتضع بصمتها في المشهد التلفزيوني المغربي. ومع ذلك بقي ينقصها إلى حدود الآن الجودة والاحتراف. وهدفي أن نصل إلى المبتغى في أقرب الآجال".
ويركز نجم في استراتيجيته الجديدة على ضرورة توسيع الشرائح الاجتماعية المستهدفة، "لقد وجدنا أنفسنا محصورين في شريحة عمرية تتراوح بين 25 و35 سنة، في حين أن دفاتر التحملات تلزمنا بقناة تجعل الرياضة متاحة لجميع المغاربة. لدى علينا أن ننفتح على شرائح جديدة، وفكرنا في برامج للشباب والنساء والعائلة".
وعن توقيت إطلاق البرمجة الجديدة قال نجم، "أردنا أن نطلق الشبكة مع بداية السنة، إلا أن كأس إفريقيا للأمم وبطولة التنس التي تنظمها القناة جعلانا نؤجل الانطلاق إلى 4 مارس المقبل".
وسيتم تخصيص ليلة الاثنين من أجل الحديث في موضوع إعادة هيكلة الرياضة الوطنية وأساسياتها وإشكالية البنيات التحتية من خلال برنامج "إيكو سبور" الذي سيتضيف الفاعلين في الميدان. وسيلحق بالبرنامج الحواري ربورتاج يحمل اسم "العين الثالثة" الذي سينقل واقع الحال. "هذا بطبيعة الحال إضافة إلى "البرنامج الكبير" الذي سيمثل البرنامج الرئيسي في هذه الشبكة، على أن يتم الإعلان رسميا عن الاسم الحقيقي للبرنامج في ندوة صحافية يوم 2 مارس المقبل". ويضيف نجم، "هذه الشبكة تعتبر نفسا جديدا للرياضية مع الحفاظ على المكتسبات، فمن بين 35 برنامجا لم نغير 17 وبادرنا إلى تحوير 15 برنامجا كي تواكب الأحداث الرياضية وتنفتح على جميع الشرائح، كما أضفنا برامج جديدة على رأسها ما نسميه الآن بشكل مؤقت "البرنامج الكبير" الذي تبلغ مدته ساعتين من البث المباشر من 9 إلى 11 ليلا والذي سيكون عبارة عن برنامج حواري ترفيهي".
وفي موضوع نسب المشاهدة اعتبر مدير قناة الرياضية" أن "ماروك ميتري" لا تتعامل مع المحطة بالشكل اللازم، "نحن نتدارس ذلك معهم للبحث في هذا الموضوع. فكما تعلمون فإن أكثر برامجنا هي مباريات لكرة القدم التي تتم مشاهدتها غالبا في المقاهي، وهذه أمور لا يمكن إحصاؤها من طرف ماروك ميتري. مع ذلك فالديربي الذي جمع الوداد والرجاء حقق 16 في المائة من حصة السوق، وهذا رقم مهول بالنسبة إلى قناة موضوعية. ففي فرنسا مثلا فإن المؤسسة الخاصة بإحصاء نسب المشاهدة تنشر النسب الخاصة بالقنوات العامة والنسب الخاصة بالقنوات الموضوعية كل على حدة، وحسب معايير مختلفة، إذ أن القنوات العامة مرتبطة بحصة السوق في حين أن القنوات الموضوعاتية مرتبطة بعدد المشاهدين".
جمال الخنوسي

مشروع ترميم 40 قاعة سينمائية يبدأ من طنجة

رصد ميزانية قدرت ب54 مليون درهم لتجديد القاعات

عاد سؤال القاعات السينمائية ليطرح نفسه من جديد بعد الإعلان أخيرا بمدينة طنجة عن استرجاع الذاكرة السينمائية لعروس البوغاز من خلال ترميم قاعتي سينما ألكزار وفوكس في إطار خطة المركز السينمائي المغربي بشراكة مع الجماعات الحضرية لترميم مجموعة من القاعات بمختلف تراب المغرب، والتي بموجبها سيتم ترميم ما يناهز 40 قاعة.
وانطلق التفكير بشكل جدي في معضلة القاعات السينمائية منذ سنة 2007 مع استراتيجية عشر سنوات للنهوض بالسينما في المغرب التي تبناها المركز السينمائي المغربي، إضافة إلى تبني نتائج الدراسة الإستراتيجية التي قضت بدعم الإنتاج وتطويره من خلال الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في الميدان الإنتاجي وصندوق الدعم مع التركيز على ترميم القاعات خصوصا تلك المتميزة بحمولة تاريخية وفنية.
وفي السياق ذاته أكد محمد باكريم، المسؤول عن التواصل، أن المركز السينمائي يشتغل بشكل دؤوب من أجل إقناع الجماعات المحلية لتبني هذه المبادرة الثقافية الهامة واستطاعت إقناع جماعات حضرية في مدن عدة مثل خريبكة وأكادير وغيرهما، مشيرا إلى وجود جماعات بادرت بدورها إلى تبني هذا المشروع بشكل تلقائي كما هو الحال في مدينة مرتيل حيث اقتنت الجماعة سينما الريف بتعاون مع النادي السينمائي المحلي والجمعيات الثقافية هناك من أجل تنشيط المدينة وتشجيع الفن السابع.
وخلال حديثه عن القاعات السينمائية بالمغرب، أكد، نور الدين صايل، المدير العام للمركز السينمائي المغربي، في وقت سابق، أن ما تم الإعلان عنه من طرف عمدة طنجة أخيرا، بمناسبة المهرجان الوطني للفيلم، بشأن ترميم بعض القاعات السينمائية، وخاصة قاعة سينما ألكزار بطنجة، يدخل ضمن مخطط عام تم التفكير فيه منذ مدة ودخل الآن حيز التنفيذ بمساعدة شركاء المركز السينمائي، مبرزا أن المغرب يتوفر على أكثر من 70 قاعة سينمائية، وهو ما يمثل مجموع القاعات السينمائية بإفريقيا.
وأشار باكريم في تصريح ل"الصباح" أن بلدا مثل السنغال لا يتوفر ولو على قاعة سينمائية واحدة. "إلا أن النموذج والقدوة التي يضعها المغرب نصب أعينه كي يحتدي بها هي بلدان مثل فرنسا واسبانيا التي تعرف فيها القاعات السينمائية انتعاشا كبيرا واقبالا جماهيريا، ولا يمكن أن نستكين إلى هذا الرقم أو الريادة الإفريقية".
وأشار باكريم إلى أن المخطط الحكومي الرامي إلى تشجيع ودعم المجال السينمائي، له ثلاث جوانب هي تشييد مركبات سينمائية كبرى وإنشاء قاعات القرب، والحفاظ واسترجاع القاعات ذات الحمولة الرمزية والتاريخية.
وفي السياق ذاته ذكرت مصادر مطلعة ل"الصباح"، أن عقد البرنامج الذي يتم التحضير له، بين الحكومة والمركز السينمائي والمهنيين، خصص ميزانية لدعم القاعات السينمائية وغلافا ماليا لاستغلال المركبات السينمائية الجديدة قدر ب180 مليون درهم و 54 مليون درهم خاصة بتجديد القاعات الموجودة.
جمال الخنوسي

23‏/02‏/2010

انتقام الكتاب

المعرض الدولي للنشر والكتاب استقبل 500 ألف زائر ورقما قياسيا قدر ب100 ألف زائر في يوم واحد

اختتمت مساء أول أمس (الأحد) بالدار البيضاء الدورة السادسة عشر للمعرض الدولي للنشر والكتاب، والتي نظمت خلال الفترة من 12 إلى 21 فبراير الجاري تحت شعار "العلم بالقراءة أعز ما يطلب".
وتميزت هذه الدورة بالإقبال الجماهيري الكبير لمختلف الشرائح المجتمعية. وقدر الرقم الإجمالي ب500 ألف زائر منها 60 ألف زارت المعرض خلال اليوم الأخير. فيما بقي يوم السبت الماضي يوما مميزا إذ تحقق رقم قياسي جديد قدر ب100 ألف زائر.
ويعد هذا الإقبال غير المسبوق مؤشرا على تحول كبير في إقبال المغاربة على القراءة وحافزا لطرح أسئلة جديدة ومتجددة حول علاقة المغربي بالكتاب ونوعية الكتاب الذي يحقق الرواج.
وفي هذا السياق، قال البشير زناكي، مستشار وزير الثقافة، إن حجم المبيعات أخذ بعدا جديدا ونقلة نوعية، مضيفا أنه رغم الظروف الاجتماعية قام الزائرون بمجهود في اتجاه اقتناء الكتاب ودخل موعد المعرض الدولي للنشر والكتاب في التقاليد الاستهلاكية، لسكان البيضاء والنواحي، على الأقل. "النجاح الذي تحقق خلال هذه الدورة جعلنا نفكر في تدابير أخرى من أجل تلبية حاجة موجودة داخل المجتمع، فهناك طلب لهذا النوع من التظاهرات كما هناك مكان للكتاب والقراءة إذ أننا لاحظنا تحولات أو إرهاصات في هذا الاتجاه".
وفي الاتجاه ذاته تعد وزارة الثقافية تقييما عاما لهذه الدورة من المعرض سيتم الإعلان عن نتائجه خلال ندوة صحافية في أجل لن يتعدى عشرة أيام.
وتميزت هذه الدورة بتكريم مغاربة العالم، ونظمت بالمناسبة ندوات ولقاءات مع عدد من الأسماء التي "تمنح المغرب امتدادا ثقافيا في المهاجر القريبة والبعيدة".
وأتاحت الدورة 16 للمعرض للمهتمين والزوار فرصة الإطلالة على الثقافة العالمية، من خلال اللقاء المباشر مع المبدعين والناشرين الذين شاركوا في هذه الدورة.
وعرفت المحاضرة الافتتاحية، التي ألقاها الوزير الأول الفرنسي الأسبق دومينيك دي فيليبان بعنوان "الثقافة من أجل الحياة في عالم اليوم". نجاحا كبيرا.
واستقطبت الندوات، التي احتضنتها القاعات الثلاث والتي أطلقت عليها هذه السنة أسماء ثلاثة من أعلام الثقافة الوطنية فقدهم المغرب خلال سنة 2009، وهم عبد الكبير الخطيبي وعبد الهادي بوطالب ومصطفى القصري، جمهورا عريضا من مختلف الشرائح والأعمار.
وتم خلال الدورة تكريم وجوه أدبية وفكرية منها الأديب محمد لفتاح ومدير شركة سابريس محمد برادة (المغرب) وأحمد ولد عبد القادر (موريتانيا)، إضافة إلى الكاتب والشاعر والمسرحي الفرنسي جون جونيه الذي اختار مدينة العرائش لكي تكون مثواه الأخير.
وكان الجمهور على موعد أيضا مع وزراء ووزيرات الثقافة في لقاء تحدثوا فيه عن تجاربهم ويتعلق الأمر بكل من مي بنت محمدآل خليفة (البحرين)، وسهام البرغوثي (فلسطين)، ومصطفى شريف (وزير الثقافة الجزائري السابق)، وبنسالم حميش (المغرب).
وأولت الدورة أهمية خاصة لفئة الشباب والأطفال من خلال أولمبياد للاستظهار (نظم لأول مرة وفازت به ثلاث فتيات)، مع تخصيص مجموعة من الأنشطة والفضاءات تتعلق بهذه الفئات العمرية.
وشارك في الدورة 16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب أزيد من 700 عارض يمثلون 40 بلدا من بلدان عربية وإفريقية وأوروبية وآسيوية وأمريكية.
ونظم حوالي 110 لقاءات وسهرات (مسرح وموسيقى) وعروض فنية موجهة للأطفال (ورشات وحكي ومسرح).
وأقيم المعرض على مساحة إجمالية تبلغ 25 ألف متر مربع، بزيادة 25 في المائة مقارنة مع السنوات السابقة. وتوزع بين قاعتين كبرى وصغرى ومساحة مغطاة وفضاءين خصص أحدهما للأطفال والآخر للسهرات الموسيقية.
جمال الخنوسي


اعمارة: الإسلاميون سرطان الإسلام

كاتبة الدولة الفرنسية المكلفة بسياسة المدينة قالت إنها مسلمة علمانية والوحيدة الذي تصوم رمضان داخل الحكومة

اعتبرت فضيلة اعمارة، كاتبة الدولة الفرنسية المكلفة بسياسة المدينة، الإسلاميين سرطان الإسلام، وأضافت كاتبة الدولة في مؤتمر صحافي عقد على هامش فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب ، مساء أول أمس الخميس بالدار البيضاء، أن الكثير من الأفكار الخاطئة المرتبطة بالإسلام هي التي تسيء إليه وتخلق لبسا كبيرا محملة المسؤولية للإسلاميين الذين يخلقون جدلا هامشيا بلا فائدة.
وفي إطار حديثها عن النقاش الدائر في فرنسا حول البوركة أكدت اعمارة أن الفقهاء الإسلاميين الحقيقيين أكدوا لها أن هذا النوع من اللباس لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد، معتبرة إياه "موتا اجتماعيا" وشكلا من أشكال الإقصاء والتمييز ضد المرأة.
وبخصوص النقاش الذي عرفته الساحة الفرنسية أخيرا حول الهوية الوطنية، اعتبرت كاتبة الدولة الفرنسية أن هذا النقاش كان ضروريا بالنسبة إلى فرنسا وبالنسبة إلى من يتشبث بالتعايش في حرية مع احترام التنوع. وقالت "كنا في حاجة إلى مناقشة الموضوع والتعبير عن الأشياء والبحث عن بناء صيغة للتعايش في جو يسوده الاحترام المتبادل".
وأضافت اعمارة جزائرية الأصل أنها وجدت نفسها غير معنية بالنقاش حول الهوية وأن الانتقادات لا تعنيها وأمثالها بالضرورة لأنه جدل ضروري ذو أهداف إيجابية. وقالت مازحة، "أنا مسلمة علمانية والعنصر الوحيد الذي يصوم رمضان داخل الحكومة".
وفي معرض حديثها عن جمعية "لا عاهرات ولا خاضعات" أشارت كاتبة الدولة الفرنسية إلى أن الجمعية وجدت صعوبات في المغرب بالنظر إلى اسمها، إذ كان من الأحرى أن تسمى الجمعية على اسم فتاة متحدرة من أصول مغربية تعرضت في وقت سابق إلى الاعتداء في فرنسا.
وفي موضوع آخر، أكدت اعمارة ، أن مدونة الأسرة مبادرة سياسية ذات دلالات قوية. وأوضحت كاتبة الدولة أن "هذا القانون الجديد يمكن أن يكون مثالا يحتذى به، ليس فقط بالنسبة إلى بلدان المغرب العربي، بل وكذا بالنسبة إلى العالم العربي بأسره"، مضيفة أن مدونة الأسرة تعطي الدليل على "أنه يمكن أن نكون مسلمين وأن ننخرط في مسعى المساواة بين الرجل والمرأة".
وأعربت كاتبة الدولة الفرنسية، التي زارت أروقة وزارة الثقافة ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج وفرنسا، عن ارتياحها للمستوى المتميز للعلاقات المغربية الفرنسية، مشيرة إلى أن هذه العلاقات "تسلك منحى جيدا وتتميز بتعاون وشراكة قويين جدا".
وأضافت أن زيارتها للدار البيضاء "لحضور هذا المعرض الهام، تعتبر بادرة تنم عن علاقات صداقة متينة".
كما أعربت اعمارة عن ارتياحها لتخصيص هذه الدورة من المعرض الدولي للنشر والكتاب لتكريم مغاربة العالم، مؤكدة أن الهجرة قيمة مضافة للاغناء المتبادل للبلد الأصلي المغرب وللبلد المضيف فرنسا.
يذكر أن الدورة السادسة عشر للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي افتتحها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد عشية أول أمس (الخميس) تحتفل بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، بمغاربة العالم عبر استضافة عدد من الكتاب المغاربة بالخارج.

بوكس

"لا عاهرات ولا خاضعات"

منذ تأسيس هذه الجمعية في 2003 توالى على رئاستها كل من فضيلة عمارة المتحدرة من أصول جزائرية، وفي شتنبر 2007 ترأستها سهام حبشي. ونظمت الجمعية مع بداياتها الأولى مسيرة حاشدة عرفت ب"نساء الضواحي" ضد كل أنواع العنف تجاه المرأة للتنديد بسياسة الإقصاء والتهميش التي تعاني جراءها هذه الأحياء الفقيرة منذ عدة عقود. كما خاضت معركة من أجل تحرير المرأة المسلمة ضدا على الرجعية والتخلف، فكسبت في وقت وجيز تعاطف وود المجتمع المدني والطبقات السياسية في فرنسا.
جمال الخنوسي

حجز سبعة أطنان من الحشيش المغربي في فرنسا

عملية المراقبة استمرت ثلاثة أشهر وعرفت تعاونا فرنسيا مغربيا من أجل حجز الكمية القياسية
ضبطت الشرطة الفرنسية حوالي سبعة أطنان من القنب الهندي كانت مخبأة في شاحنة تحمل الطماطم من المغرب إلى فرنسا عبر إسبانيا، في ما اعتبرت واحدة من أكبر كميات المخدرات التي ضبطت على التراب الفرنسي.
وقدرت السلطات الفرنسية قيمة الكميات المحجوزة ب35 مليون أورو أي حوالي 420 مليون درهم. مشيرة إلى أنه لم يتم حجز أية أوراق مالية أو أي نوع من السلاح بعد عملية مراقبة دامت قرابة ثلاثة أشهر.
وذكر بلاغ للإدارة العامة للأمن الوطني المغربي، أول أمس (الاثنين)، أن مصالح الشرطة الفرنسية حجزت، مساء الأحد الماضي، في ضاحية باريس، أزيد من 6.9 أطنان من القنب الهندي، كانت مخبأة في شحنة من الطماطم، على متن شاحنة - مقطورة يقودها مواطن برتغالي.
وأشار البلاغ، إلى أنه إضافة إلى هذا الأخير، تم إيقاف ستة أشخاص آخرين (أربعة رومانيين وفرنسي ومغربي فرنسي)، خلال هذه العملية التي تدخل في إطار التعاون المغربي الفرنسي في مجال مكافحة الاتجار الدولي في المخدرات.
وتندرج هذه العملية، حسب المصدر ذاته، في إطار بحث مشترك انطلق منذ فترة، بتنسيق مع مصالح الشرطة المغربية التي سهلت خروج الشاحنة التي كانت تنقل المخدرات.
وأوضح البلاغ أن العملية أطرتها على الصعيد القانوني المعاهدات الدولية المصادق عليها من طرف البلدين في مجال مكافحة الاتجار في المخدرات، وأشرفت عليها النيابة العامة المختصة.
وأكدت الإدارة العامة للأمن الوطني أن التحقيقات مازالت متواصلة بهدف إيقاف باقي أعضاء الشبكة.
وقال مصدر من الشرطة الفرنسية أن وحدة مكافحة تهريب المخدرات الفرنسية استوقفت الشاحنة يوم الأحد الماضي وهي في طريقها إلى سوق كبيرة لتجارة الجملة جنوب العاصمة باريس، وألقت القبض على سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 19 و37 سنة.
وتعد هذه أكبر كمية حجزت على التراب الفرنسي منذ سنة 1999، عندما حجز رجال الجمارك حوالي 24 طنا من الحشيش في "بولون سير مير" على متن سفينة صيد معدة للتسليم في بريطانيا.
وكانت الجمارك الفرنسية حجزت، بداية شهر أكتوبر الماضي، أربعة أطنان من الحشيش في عرض البحر محملة على ظهر زورق شراعي هولندي على متنه شقيقان. وكانت تلك "الغنيمة" أكبر كمية تحجز خلال السنة الماضية في فرنسا، إذ قدرت قيمتها بثمانية ملايين أورو أي حوالي 100 مليون درهم.
وتبعا لمعلومات توصلت بها الجمارك الفرنسية تحركت فرقة من خفر السواحل تستقر ب"بولون سير مير" بالساحل الفرنسي وحجزت زورقا شراعيا هولنديا وعلى متنه 4124 كيلوغراما من الحشيش المغربي. واستغرب رجال الجمارك عندما عثروا على صفائح الحشيش داخل حقائب من الجلد لم يكلف المهربان نفسيهما عناء إخفائها.
وكان على متن الزورق من نوع "كيتش" أخوان يحملان الجنسية الهولندية ألقي عليهما القبض رجال الجمارك. وذكرت مصادر إعلامية أن مروحية تابعة لفرقة مراقبة الجو والبحر التابعة لإدارة الجمارك، رصدت في عرض البحر، زورقا شراعيا مشبوها متوجها إلى "بادوكالي". فانتقل خفر السواحل مباشرة إلى المكان المحدد من أجل اعتراض طريقه واعتقال الشقيقين الهولنديين.
جمال الخنوسي

01‏/02‏/2010

قضية "التشويش" على تصوير فيلم سينمائي تصل إلى المحاكم

الشركة المنتجة للفيلم وصفت الحادث ب"الابتزاز" وتطالب بتعويض 400 ألف درهم

تنظر المحكمة الابتدائية بمدينة الدار البيضاء قريبا في قضية فريدة من نوعها، مرتبطة بالعمل السينمائي على وجه الخصوص. وتكشف بشكل واضح عقبات وصعوبات الاشتغال الفني وتصوير الأفلام في المغرب.
وتعود أطوار القضية إلى سابع يناير الجاري، عندما بدأ فريق عمل فيلم "الموت للبيع"، للمخرج المغربي فوزي بنسعيدي، تصوير مشهد سرقة محل لبيع المجوهرات سيقوم رجال الأمن بإحباطها في زنقة ابن بطوطة بشارع لالة ياقوت. إلا أن المخرج وفريقه الفني فوجئا بانطلاق جهاز الإنذار خاص بسيارة متوقفة بالاتجاه المعاكس، يرتفع ضجيجه كلما أعطى بنسعيدي الإشارة بالتصوير.
وجاء في محضر المعاينة، الذي حرره مفوض قضائي، أن صاحب السيارة كان يشغل جهاز الإنذار بالقرب من كاميرا التصوير المتبثة على سكة حديدية، الشيء الذي يشكل تشويشا على عملية ضبط الصوت.
وأكدت مصادر "الصباح" أن الأمور كادت تتفاقم لتتحول إلى مواجهة بين فريق التصوير والطرف الثاني، لكن تدخل رجال أمن دائرة درب عمر بحزم شديد، حال دون ذلك، إذ حلوا بمكان التصوير، وعاينوا الواقعة، وأنجزوا محضرا في الموضوع، كما أوقفوا أحد "المشوشين"، واستمعوا إليه بمقر الشرطة.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الشركة المنتجة للفيلم، التي وصفت ما يحدث ب"الابتزاز"، ستطالب بتعويض قدره 400 ألف درهم عن كل يوم تأخير في التصوير، لأن الطرف المنتج يملك جميع الوثائق والترخيصات اللازمة من المركز السينمائي المغربي ومن مصالح الأمن، كما أن عملية التصوير لا تمثل أي إزعاج لأرباب المحلات أو عرقلة للسير.
وإن كانت هذه المرة الأولى التي يصل فيها مثل هذا النزاع إلى ردهات المحاكم، فإن ذاكرة المخرجين السينمائيين في المغرب تعج بمثل هذه الحكايات العجيبة. فقد عانى المخرج الموهوب لحسن زينون صاحب "عود الورد" الأمرين مع بائع كاسيط وسيديات حط رحاله بالقرب من مكان تصوير الفيلم، وطالبه ب500 درهم يوميا تعويضا عن خفض الضجيج والاستغناء عن مكبرات الصوت. والمخرج كمال كمال عانى بدوره الابتزاز، و"تمحن" مع مشاكل التصوير، وعقبات إنتاج الأفلام، بعد أن أصبح الكثيرون يجعلون من ابتزاز فرق التصوير والشركات المنتجة، التي يمتلك أغلبها المخرجون أنفسهم، مصدر عيش، ورزقا إضافيا، ولقمة سائغة بعد أن "سمعوا" أن "الحبة دايرة" في السينما، وأن المخرجين "دارو الفلوس والفيلات من الأفلام، وصندوقها الداعم السخي". وأثناء تصوير فيلمه بمدينة الصويرة، كان كمال كمال في مواجهة دائمة مع شمكار ينتظر "التدويرة" ومصروف الجيب يوميا للكف عن الزعيق واقتحام بلاطو التصوير.
وفي نواحي مدينة ورزازات يطالب بعض سكان القرى بنصيبهم من "الغنيمة" كلما حطت بأرضهم كاميرا أو نصب ديكور.
ومن المنتظر أن تطرح القضية التي تجمع طرفي النزاع في فيلم "الموت للبيع"، طرق تعزيز وضمان أمن التصوير السينمائي والحفاظ على السير العادي للعمل، خصوصا أن المغرب في منافسة شرسة مع بلدان أخرى مثل اسبانيا وتونس لجذب شركات الإنتاج الكبرى للتصوير في أراضيها، إذ يشكل الأمن وضمانات العمل الناجح العنصر الأكثر جذبا للاستثمار.
جمال الخنوسي