04‏/04‏/2010

ساركوزي يهين رشيدة داتي صديقة الأمس

انتزع منها هاتفها وسيارتها والسائق الخاص وضباط الأمن بعد أن عاكسته في تدخل تلفزيوني

تعيش وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي، المتحدرة من أصول مغربية، حالة من الإحباط والقلق بعد أن صب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، صديق الأمس، جام غضبه عليها وحرمها بشكل مفاجئ من مجموعة من المزايا التي استفادت منها حتى بعد مغادرتها الحكومة. وتحولت ابنة حي سباتة من "وزيرة ساركو المدللة"، وصديقة زوجته كارلا بروني، والشخصية التي حاول من خلالها "التعبير عن انفتاح فرنسا واحتفائها برموز الاندماج من أبناء الهجرة" إلى عدوة لدودة يجب محاصرتها.
والسبب في كل هذا أن الرئيس لم ترقه تعليقات داتي بعد الهزيمة النكراء التي حضي بها حزبه خلال الانتخابات الأخيرة واستحواذ الاشتراكيين على جل المقاعد.

ووفقا لجريدة "لوكانار أنشيني" الساخرة، فإن نيكولا ساركوزي استشاط غضبا عند سماع المتحدثة السابقة باسم حملته الانتخابية الرئاسية، ووزيرة العدل السابقة، تتحدث على قناة "فرانس2" خلال ليلة الانتخابات. إذ شكل صوتها نغمة نشازا عما رددته الأغلبية المنكسرة ليلة الاكتساح الكبير لليسار والهزيمة النكراء التي مني بها حزب الرئيس.
ونقلت الجريدة الفرنسية أن داتي طالبت ب"العودة إلى الأصول" والقيم الأولى للحزب، وبأن ساركوزي صاح غاضبا أمام التلفزيون، "ماذا كانت تفعل هناك؟ لم نرها طيلة الحملة الانتخابية، والآن تقف أمام الكاميرات لإسداء النصح"، فقرر على الفور اتخاذ تدابير جزرية ورادعة ضد حارسة الأختام السابقة.

وحسب الجريدة ذاتها فإن نيكولا ساركوزي اتصل هاتفيا على الفور ب"فريدريك بيشنارد"، صديق الطفولة والمدير العام للشرطة الوطنية. وفور خروج داتي من بلاتوه القناة الفرنسية الثانية، باغتها ضباط الأمن التابعون إلى مصلحة حماية الشخصيات المرموقة بالقول، "عذرا سيدتي، يجب أن نذهب، هذا أمر من أعلى"، فاضطرت البرلمانية الأوربية إلى ترك سيارة "بوجو 607" والسائق، وضباط الأمن، يذهبون إلى حال سبيلهم دون أن ينسوا بطبيعة الحال أخذ هاتفها المحمول أيضا.
من جهتها أوردت جريدة "ليبيراسيون" أن رشيدة داتي غاضبة جدا لكنها لا تتهم نيكولا ساركوزي بل وزير الداخلية " بريس أورتيفو" الذي حاول الاتصال بها صباح أول أمس (الثلاثاء)، بعد أن قرأ الخبر في جريدة "لوكانار أنشيني" للاعتذار، لكنها أقفلت الخط في وجهه.
ورأت بعض وسائل الإعلام أن "أورتفو" مجرد كبش فداء وأن التعليمات جاءت من سلطة أعلى من وزير الداخلية. فيما ذهبت أخرى إلى تشبيه رشيدة داتي "دمية ساركوزي المدللة" ب"سيندريلا" التي فقدت "عربتها" ومزاياها بعد دقات ساعة الحسم عند منتصف الليل.

وكانت رشيدة داتي تركت "مجبرة" وزارة العدل في يونيو الماضي، واستبدلت منصبها بمقعد في البرلمان الأوربي، وتمكنت من الحصول على وعود بالحفاظ على مجموعة من الامتيازات الرمزية لكنها وجدت نفسها، فجأة، مجبرة على التنازل عن سيارة "بيجو 607" الفاخرة وتعود إلى سيارة "تيوتا بريوس" المتواضعة التي توفرها لها المقاطعة السابعة في العاصمة باريس.
جمال الخنوسي

سينما "أ بي سي" في حلة جديدة

زارتها لجنة من المركز السينمائي وستستفيد من إعفاء ضريبي

زارت لجنة تابعة إلى المركز السينمائي المغربي القاعة السينمائية الشهيرة "أ بي سي" في قلب مدينة الدار البيضاء، ووقفت على الإصلاحات والترميمات المهمة التي أجراها عليها صاحبها أخيرا.
وعبر مصدر مطلع من المركز السينمائي عن رضى لجنة الخبراء المكونة من تقنيين وقانونيين من مستوى الترميمات مشيرا إلى أن "الخبراء ثمنوا المجهود المبذول".
وسيمكن ترميم القاعة التي غدت تراعي الشروط الصحية لعرض سينمائي سليم وبمعايير عالية، صاحب القاعة من الاستفادة من إعفاء ضريبي لمدة خمس سنوات.
وعرفت القاعة السينمائية الواقعة بشارع محمد الخامس بنادي سينمائي عريق يحمل اسم "كونيسونس دي موند" (أو معرفة العالم) كان يعرض في وقت سابق أبرز الأفلام الوثائقية التي تعرف بمناطق مختلفة من العالم، إلا أن مستواها تراجع بشكل ملحوظ قبل سنوات، ولم تعد تتوفر على الشروط اللازمة لعرض الأفلام السينمائية في ظروف مواتية.
وشملت مثل هذه المبادرات مدنا أخرى على رأسها مدينة طنجة حيث أعلن في وقت سابق عن استرجاع الذاكرة السينمائية لعروس البوغاز من خلال ترميم قاعتي سينما ألكزار وفوكس في إطار خطة المركز السينمائي المغربي بشراكة مع الجماعات الحضرية لترميم مجموعة من القاعات بمختلف تراب المغرب، والتي بموجبها سيتم ترميم ما يناهز 40 قاعة.
وانطلق التفكير بشكل جدي في معضلة القاعات السينمائية منذ سنة 2007 مع استراتيجية عشر سنوات للنهوض بالسينما في المغرب التي تبناها المركز السينمائي المغربي، إضافة إلى تبني نتائج الدراسة الإستراتيجية التي قضت بدعم الإنتاج وتطويره من خلال الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في الميدان الإنتاجي وصندوق الدعم مع التركيز على ترميم القاعات خصوصا تلك المتميزة بحمولة تاريخية وفنية.
وأكد محمد باكريم، المسؤول عن التواصل، في تصريح سابق ل"الصباح" أن المركز السينمائي يشتغل بشكل دؤوب من أجل إقناع الجماعات المحلية لتبني هذه المبادرة الثقافية الهامة، واستطاع إقناع جماعات حضرية في مدن عدة مثل خريبكة وأكادير وغيرهما، مشيرا إلى وجود جماعات بادرت بدورها إلى تبني هذا المشروع بشكل تلقائي، كما هو الحال في مدينة مرتيل حيث اقتنت الجماعة سينما الريف بتعاون مع النادي السينمائي المحلي والجمعيات الثقافية هناك من أجل تنشيط المدينة وتشجيع الفن السابع.
وأشار باكريم إلى أن المخطط الحكومي الرامي إلى تشجيع ودعم المجال السينمائي، له ثلاثة جوانب هي تشييد مركبات سينمائية كبرى وإنشاء قاعات القرب، والحفاظ واسترجاع القاعات ذات الحمولة الرمزية والتاريخية.
وفي السياق ذاته ذكرت مصادر مطلعة ل"الصباح"، أن عقد البرنامج الذي يتم التحضير له، بين الحكومة والمركز السينمائي والمهنيين، خصص ميزانية لدعم القاعات السينمائية وغلافا ماليا لاستغلال المركبات السينمائية الجديدة قدر ب180 مليون درهم و 54 مليون درهم خاصة بتجديد القاعات الموجودة.
جمال الخنوسي
الصورة
واجهة قاعة سينما "أ بي سي" التي خضعت للترميم (أحمد جرفي)

"بزيز" فرنسا يتحدى أقوى وزير في الحكومة

وصف وزير الهجرة والهوية الوطنية ب"الفاشي" فنعته الوزير ب"الممثل الفاشل" و"الجبان الذي يهاب المواجهة"

يتابع الفرنسيون هذه الأيام مواجهة ممتعة، ومسلسلا مشوقا بطله كوميدي معروف بهزله السوداوي وأقوى وزير في حكومة "فرانسوا فيون". إنه نزال حقيقي وصراع للجبابرة لم تخف حدته بعد مرور أسبوع من بدايته، عندما وصف الفنان الساخر "ستيفان غيون" على أمواج محطة "برانس أنتير"، وزير الهجرة والهوية الوطنية، إيريك بيسون ب "الفاشي" والعميل المدسوس للجبهة الوطنية المتطرفة التي يترأسها جون ماري لوبان.
وما يجعل هذا المسلسل أكثر متعة هو أنه يضم، من جهة، صراعا بين السلطة والفنان، ومن جهة أخرى، تلعب توابل الكوميديا لعبتها وتعطي ل"صراع العظماء" هذا نكهة لا توصف، إذ يحرص الفرنسيون على تتبع كل صباح ما سيقوله الكوميدي الساخر في مواجهة جبروت الوزير، كما يصغون إلى ردود الوزير ضد الكوميدي الأرعن.
وبعد أن وصف الفنان غريمه الوزير ب"الفاشي الذي يتنكر في مظهر هزيل"، رد بيسون أنه لا يعير مثل هذه الترهات اهتماما لأنه "سياسي وليس دمية" مضيفا أن هذه الأساليب جديرة "بصحافة اليمين المتطرف في فترة ما بين الحربين".
وأدان وزير الهجرة العنصرية "اليومية والمزمنة" لدى الفنان الكوميدي، لأنه "جبان يهاب المواجهة الحقيقية ويتسلل للخروج من استوديو "فرانس أنتير" كل يوم".
وختم الوزير كلامه بالقول إن ستيفن غيون "ممثل فاشل" فرد الكوميدي أنه إذا كان النجاح المهني بالنسبة إلى الوزير يعني تغيير الجلد كل سنتين فإنه "يفضل الفشل المهني" في إشارة إلى أن بيسون الاشتراكي قبل الدخول إلى حكومة يمينية، وكلفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بإطلاق نقاش بائد حول "الهوية الوطنية" مع ما خلفه من نتائج كارثية و"ديراباج".
وأنهى الكوميدي كلمته الصباحية ليوم أمس (الاثنين) قائلا إنه شرف كبير أن يخصص له الوزير كل هذا الوقت والاهتمام، "لأنه وقت لم يهدره في وزارة الهجرة والهوية الوطنية".
ومهما طالت المناوشات فسيخلد المحاربان لا محالة إلى الراحة، أو على الأقل سيصلان إلى هدنة مؤقتة، وسيضع المصارعان السكاكين والسيوف و"كل أنواع الأسلحة البيضاء والسوداء". وسيحتل التأمل والسؤال مكان الصراع والأحقاد، وسيسير النقاش أبعد لطرح أسئلة أقوى وأعمق حول علاقة الفن والسياسة، والفن والحرية، وأين تبدأ السخرية وأين تنتهي؟ وما هي حدودها؟ وهل يمكن أن يكون للكوميديا والفن عموما خطوطا حمراء؟
لن نجيب عن هذه الأسئلة لأن الحيز لا يسمح، بل يكفي أن نعقد مقارنة بسيطة ونقول إنه في بلد مثل فرنسا ناطح فنان ساخر وزيرا بقده وقامته على إذاعة تنتمي إلى القطب العمومي دون أن يقطع لسانه أو يخرس صوته، لكن في بلدنا الجميل هناك كوميدي ساخر اسمه "أحمد السنوسي" يضرب عليه حصار منذ 25 سنة. وفي بلدنا تقلم السكيتشات وتشذب كي تفرغ من محتواها وتتحول إلى "أي كلام" لأنه عندنا ليس للفن كرامة ولا للفنان الحق في إعلامه. في بلدنا يا سادة نصنع التلفزيون والإذاعات ونفرخها تفريخا لتلميع الوزراء والسياسيين والمحظوظين وكفى.
جمال الخنوسي
الصورة
ستيفان غيون وإيريك بيسون (خاص)