29‏/08‏/2010

تلفزيون الفوضى

قضية "العنصرية" التي تعانيها المغربيات في الخليج يمكن النظر إليها من زوايا متعددة منها الاجتماعية والاقتصادية.. والمؤسساتية أيضا. فما بثه التلفزيون الكويتي يسيء إلى هذا البلد الشقيق أكثر مما يسيء إلى المغاربة أجمعين.
فالبلدان المحترمة التي لها تقاليد عريقة في الإعلام السمعي البصري تتوفر جميعها على هيآت مستقلة لتقنين المجال الحساس والسهر على احترام القوانين والضوابط. والجميع يعرف مؤسسة كبيرة بحجم الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري في فرنسا (CSA) ودورها الرائد في المجال.
وحتى في المغرب على علات إعلامنا السمعي البصري فإننا نتوفر على الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) التي تقوم بدور الدر كي من أجل الحرص على احترام القوانين والتزام المتعهدين بدفاتر التحملات.
وفي ظل وجود مثل هذه المؤسسات، لا يمكن بأي شكل من الأشكال الوقوع في مثل الانزلاقات والتفاهات التي جاءت في السلسلة الكرتونية الكويتية التي أثارت جدلا واسعا.
لنبقى في المنطقة العربية دائما، فالحرب الإعلامية التي نشبت بين مصر والجزائر بسبب مباراة لكرة القدم، وجعلت قنوات البلدين تتبادلان الشتم والسب المقيت من قبيل
"الجزائريين إرهابيين" و"المصريين شحاتين"، وغيرها من العبارات العنصرية والحاطة من الكرامة الإنسانية، لم يكن لها أن تندلع أو تتفاقم وتصب الزيت على نار الخلاف بين الشعبين لو كان للبلدين جهاز أو مؤسسة مهمتها ضبط وتقنين المجال السمعي البصري.
في المغرب كان تدخل الهاكا في كثير من المناسبات رادعا. فقد شهدت الأعمال الرمضانية خلال موسمي 2005 و2006 مجموعة من الانزلاقات العنصرية حول السود مثلا، وجاء في بعض السيتكومات عبارات من قبيل "العزي" و"مشمش فالليالي" و"سراق الزيت" تدخل الهيأة من أجل تنبيه القنوات التلفزيونية حول الخطابات العنصرية وهو ما أدى إلى اختفائها من شاشاتنا.
وفي مثال آخر، أذاعت محطة مغربية خاصة أغنية لفرقة "راب" سعودية تضامنت مع الجزائر ضد المصريين في عز الحرب الكروية، وفي الحين نبهت الهاكا القناة الموسيقية التي امتثلت بدورها ولم تعد بث الأغنية قط.
وجميعنا يذكر أن التوتر بين المغرب والجزائر حينا، وبين المغرب وإسبانيا حينا آخر، وصل إلى ذروته في كثير من المناسبات دون أن تفقد قنواتنا التلفزيونية أو محطاتنا الإذاعية أعصابها وتتجرأ على جيرانها، خلافا لما عليه الأمر عند بلدان الفوضى الإعلامية التي يقال في منابرها "أي كلام".
إن أغلب القنوات التلفزيونية في العالم العربي خلقت بقرار سياسي وليس بقرار مؤسساتي يجعلها خاضعة لقوانين وضوابط، لذلك عندما تسقط تلك القنوات في المحظور، يتدخل "السياسي" من جديد من أجل إصلاح الأمور كما هو الحال بالنسبة إلى الاعتذار المحتشم لوزارة الخارجية الكويتية على الرسوم المتحركة المسيئة إلى المغرب من أجل تهدئة الوضع، لأن المغاربة "حارين" وفي كثير من الأحيان "تسبق أيديهم اللسان" من أجل التعبير.
جمال الخنوسي

البحرين تعتقل متهما لبنانيا بقتل مغنية مغربية في لندن


قالت شرطة العاصمة البريطانية "سكوتلاند يارد" إن السلطات في البحرين اعتقلت يوم أول أمس (الثلاثاء) أحد المشتبه بهم في قضية مقتل مغنية كندية تتحدر من أصول مغربية عثر على جثتها داخل حقيبة سفر في مطار هيثرو في لندن.
وأضافت سكوتلاند يارد أنه تم اعتقال المشتبه به في البحرين، وأنها الآن بانتظار تسليمه إلى الأنتربول.
وقد عثرت الشرطة في لندن على المغنية المغربية "فاطمة قامة" (28 عاما) عندما شاهد أحد الأفراد حقيبة سوداء مهجورة في الطابق الثالث لموقف سيارات مطار هيثرو في 17 يوليوز 1999، وعندما فتحت الشرطة الحقيبة وجدت الفتاة موضوعة بوضع كالجنين، وكشف تشريح الجثة أنها تلقت أكثر من 10 طعنات.
وقالت الشرطة في ذلك الوقت إن قامة كانت تقوم بزيارات متكررة إلى لندن.
وكانت فاطمة تعمل في لندن مطربة ومتعهدة حفلات خاصة في بيوت وفيلات يقيم فيها عرب، قادمين من الخليج بشكل خاص، أو مقيمين في العاصمة البريطانية.
وعزا المحققون جريمة قتل المغربية فاطمة، الحاصلة على الجنسية الكندية، إلى دافع السرقة "لأنها كانت تملك 40 ألف دولار نقدا، مع حلي ومجوهرات بأكثر من 20 ألفا، اختفت كلها بعد جريمة بشعة، لجأ مرتكبها إلى تقطيع جثة ضحيته إلى أجزاء ممزقة، بعد 17 طعنة سددها في جسدها بسكين مطبخ".
وأوردت مجموعة من وسائل الإعلام البحرينية والكندية والبريطانية التي اهتمت كثيرا بالقضية، قصة المغنية المغربية قائلة إن اللبناني يوسف أحمد وحيد، الذي عمل في السابق مضيفا بالخطوط الجوية الكويتية، قد وصل إلى لندن من نيويورك قبل أسبوعين من الحادثة وأقام أياما مع والدته وشقيقته وشقيقه في لندن، حيث كان الشقيق يعرف فاطمة وصديقا لها.
ولأن يوسف أراد الإقامة بمفرده في شقة، فقد انبرى شقيقه للبحث له عن واحدة ليستأجرها في منطقة "إدجوارد رود" المجاورة لحديقة "هايد بارك" في لندن، مقترحا عليه أن ينزل "ضيفا" في شقة فاطمة، المكونة من غرفة نوم واحدة، ريثما يعثر له على شقة تناسبه، قبل أن تعود فاطمة من عطلة كانت تمضيها في لبنان.
وعندما عادت فاطمة من رحلتها إلى لبنان، فتحت باب شقتها في "إدجوارد رود" لتفاجأ بأن أحمد يقيم فيها، فطمأنها بأنه شقيق صديقها، وأن إقامته عندها لن تدوم أكثر من وقت البحث عن شقة ليستأجرها في المنطقة، إلا أن الضيف طمع في ممتلكات فاطمة خصوصا ساعة "كارتييه" مرصعة بالماس تساوي وحدها أكثر من 22 ألف دولار.
وبعد تنفيذ جريمته، سافر يوسف أحمد وحيد إلى لبنان بعد ساعات من العثور على الجثة ممزقة الأعضاء داخل حقيبة سفر بمرآب مطار هيثرو.
وكان سبب رفض الشرطة البريطانية تزويد نظيرتها اللبنانية بالأدلة التي تؤكد ارتكابه للجريمة البشعة خشيتها من تنفيذ حكم الإعدام فيه بلبنان، لأن القانون البريطاني يمنعها من توريط أي كان بما قد يؤدي إلى إعدامه في الخارج، وبذلك تملص وحيد من الشرطة في لبنان وظل حرا طليقا، واطمأن مع تقادم الزمن على ما فعل إلى أن وقع في "فخ" بريطاني بحريني مشترك بعد 11 سنة.
جمال الخنوسي

هتلر مغربي

حاول المؤرخون والعلماء على مدى عشرات السنين الكشف عن أسرار الزعيم الألماني أدولف هتلر، وسبر أغوار شخصيته الغامضة، ووفاته الملتبسة، وأصوله المجهولة، والنظر، بالتالي، إلى هذا اللغز العجيب، والوحش البشري الذي جر الإنسانية جمعاء إلى ويلات الحروب بكل ما يرافقها من مآس، من كل الزوايا لعل قليلا من الوضوح يظهر وبعضا من اللبس يتبدد.
ووفقا لدراسة علمية ، فإن "الفوهرر" ربما يكون من أصول بربرية مغربية أو متحدرا من أصول صومالية سوداء أو يهودية. وبرهنت عينات من الحمض النووي أخذت من أقارب الضابط النازي السابق، على ارتباطه بيولوجيا ب"الأجناس الدنيا" التي كان يسعى لإبادتها.
وفي السياق ذاته، حاول الصحافي "جان بول مولدرز" والمؤرخ "مارك فيرمير"، مع بداية السنة الجارية، العثور على 39 فردا من عائلة "الفوهرر" من خلال عينات من حمضه النووي.
وأشارت مجلة "كناك" البلجيكية التي تصدر باللغة الفلامانية، إلى أن عينات من لعاب أقارب هتلر برهنت بقوة على أن "الزعيم" كانت له خلفية جينية قوية تنكر لها أو تجاهلها.
وجاء في الدراسة أن الكروموزوم المعروف باسم "Haplopgroupe E1b1b" الذي وجد في عينات الحمض النووي لأسرة الزعيم النازي نادر في ألمانيا وحتى في أوروبا الغربية بأكملها. وقال المؤرخ "مارك فيرمير"، في هذا الصدد، "إنه أكثر انتشارا بين البربر في المغرب والجزائر أو ليبيا أو تونس ، وبين الأشكناز والسفارديم".
وفي السياق ذاته، قال الصحافي "جان بول مولدرز" على صفحات مجلة "كناك" (تعني الموهبة)، "إن هتلر، الذي كان يقول في تفاخر إنه سيصنع من السود طلاء لحذائه، كان يرتبط جينيا بأناس يحتقرهم".
من جهتهّ، صرح، "روني ديكورت"، الخبير في علم الوراثة، والأستاذ في الجامعة الكاثوليكية بلوفين، "أنها نتيجة مذهلة، كانت ستربك حسابات هتلر الذي يجهل جذوره المتحدرة من شمال إفريقيا"، ثم أضاف، "من الصعب التنبؤ بما سوف يحدث مع هذه المعلومات، سواء بالنسبة إلى مناهضي ومؤيدي هتلر على حد سواء".
وأكدت المجلة، التي خصصت غلافها للموضوع، أنه تم اختبار الحمض النووي في الظروف المختبرية الأكثر صرامة، للحصول على هذه النتائج.
وتعتبر هذه القضية مثيرة للغاية بالنظر إلى مواقف النازيين وآرائهم التي تنبني على العرق والدم وتجعل منهما محورا مركزيا، إذ أثبتت الدراسة التي نشرت في مجلة "كناك" البلجيكية واليومية البريطانية "دايلي مايل" أن أصول الزعيم "المفدى" ليست آرية ولا "نقية" كما كان يعتقد.
ووفقا لمجلة "كناك" يضم أرشيف ومحفوظات العاصمة الروسية موسكو، عظاما من فك لهتلر، إضافة إلى ورقة وجدت ملطخة بالدماء على الأريكة في مخبئه يوم 30 أبريل 1945 تاريخ انتحاره. وطالت المجلة البلجيكية، بالمناسبة، من الحكومة الروسية، السماح لها بتحليل هذه البقايا هناك، باعتبارها وسيلة لوضع حد للتكهنات التي استمرت 65 سنة، بعد موت الفوهرر.
وأضاف المقال الذي نشر في المنبرين الإعلاميين أن الزعيم الألماني المتطرف الذي ساق العالم إلى حرب دموية مازال يثير الجدل ويجذب الانتباه إليه حتى بعد عقود من رحيله، "عملا بالمثل الإفريقي الذي يقول بأن الثعبان يخيف حتى بعد موته".
جمال الخنوسي

فريق "العربية" يتعرض للسرقة في طنجة


تعرض فريق قناة "العربية" للسرقة بمدينة طنجة مساء أول أمس (السبت) بين الساعة العاشرة والعاشرة والنصف بعد عودته من مدينة الفنيدق حيث صور روبرتاجا خاصا عن حفل إفطار جماعي أشرفت عليه فعاليات من المجتمع المدني بجهة الشمال بمناسبة 595 سنة على احتلال مدينة سبتة.
وحسب المعطيات التي توصلت إليها "الصباح" فإن عملية السرقة تمت بساحة الروداني وسط مدينة طنجة، إذ اختفت "في ظروف غامضة"، كاميرا التصوير، وحقيبة معدات كانت تحتوي على كاسيطات التسجيل، وأسلاك للربط، وبطاريات وإشارة القناة أو "لوغو".
وفي سياق متصل أكد، عادل الزبيري، مراسل القناة السعودية في المغرب، أن فريق العمل انتقل من مدينة تطوان إلى مدينة طنجة في طريق عودته إلى الرباط. ودام التوقف حوالي نصف ساعة من أجل الراحة، "ولم ينتبه فريق العمل لعملية السرقة إلا عندما فتحنا صدفة الصندوق الخلفي للسيارة، إذ لم يكن هناك أي دليل على أن السيارة تعرضت إلى عملية سطو".
وعقب الحادث الذي وصف ب"الغريب والسابق من نوعه"، وضع فريق "العربية" شكاية بالمفوضية المركزية للشرطة بطنجة التي باشرت تحقيقاتها في الحادث.
وفي السياق ذاته علمت "الصباح" أن فريق "العربية" انتقل إلى مدينتي تطوان والفنيدق من أجل تغطية نشاط لفعاليات من المجتمع المدني، في المدينتين، منضوية في إطار الجمعية المغربية للمطالبة باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية، التي نظمت حفل إفطار جماعي قرب البوابة الحدودية لمدينة سبتة.
ويأتي هذا النشاط الجمعوي بمناسبة مرور 595 سنة، على الاستعمار الإسباني لمدينة مليلية. كما تأتي المبادرة غير المسبوقة بعد رفع النشطاء المدنيين، في مدينة الناظور، للحصار على مرور شاحنات نقل المواد الغذائية والتموينية في اتجاه مدينة مليلية، وهم النشطاء الذين حلوا ضيوفا على الإفطار الجماعي عند بوابة سبتة.
جمال الخنوسي

23‏/08‏/2010

بين "جماعة" الإخوان في مصر و"جماعة" التلفزيون في المغرب

تعرض القنوات المصرية منذ بداية شهر رمضان عملا تلفزيونيا ضخما ومسلسلا مثيرا للجدل يحمل عنوان "الجماعة".
ويحكي المسلسل الذي كتبه وحيد حامد وأخرجه محمد ياسين، تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في مصر مستعرضا نشأتها وسيرة مؤسسها الراحل حسن البنا، كما تشير حلقاته الأولى إلى أحداث جرت في 2005 تعكس سعي الجماعة إلى قلب نظام الحكم ومحاولات الوصول إلى السلطة.
وأظهر المسلسل من جديد تفوق الدراما المصرية وعودتها القوية إلى الساحة العربية بعد أن نافستها في وقت سابق زميلتها السورية على كرسي الريادة.
وحتى لا نكون مجحفين في حق أنفسنا وفي حق تلفزيوننا، لن نجري أي مقارنة بين القيمة الفنية لهذا العمل وما نشاهده في شاشتنا الصغيرة لأن مصر لها تقاليد عريقة في التلفزيون ولها إرث وتقاليد في الإنتاج الدرامي، فيما تلفزيوننا مازال يشق خطواته الأولى التي تصيب وتخيب.
إلا أن من الضروري الإشارة إلى تقليد عجيب ترسخ في ذهنية التلفزيون المغربي، وغدا طقسا مقدسا لا يمكن أن يحيد عنه. والحديث هنا عن برمجة المنتوج الفكاهي في وقت الذروة كسنة غير حميدة أثبت التلفزيون المصري عدم صحتها ببرمجة "الجماعة". فقد تمكن هذا العمل الدرامي الرصين من جذب نسب كبيرة من المشاهدين داخل مصر وخارجها، وشهدت القنوات العارضة له إقبالا كبيرا من طرف المستشهرين وحقق بالتالي مداخيل مالية مهمة، إذ تمكن من جذب أكبر عدد من المعلنين منذ اليوم الأول من عرضه، وتفوق على المسلسلات الأخرى بما مجموعه 11 وصلة إشهارية في الحلقة الواحدة متفوقا على منافسيه. إنه مثال صارخ عن نجاح التوازن بين العمل الفني الراقي والمنطق الربحي الذي يحكم التلفزيون.
أكثر من هذا، فإن فائدة من نوع آخر قطفها النظام المصري من خلال مسلسل "الجماعة" يمكن أن ننعتها ب"ضربة معلم"، كما يقولون، لأن المسلسل نقد لاذع لجماعة الإخوان والفكر المتطرف الذي تحاربه مصر، بل من أنصار الجماعة من ذهب بعيدا بالقول إن هذا العمل التلفزيوني يقصد تشويه صورة الإخوان قبيل الانتخابات، لأن الحكومة دفعت 40 مليون جنيه (حوالي ستة ملايير سنتيم) من أجل عرضه، يعني أن الفائدة عامة وشاملة.
أما في تلفزيوننا نصر سنويا على برمجة فكاهية أثبتت إخفاقها وعدم نجاعتها، دون أن نفكر لحظة واحدة في تغيير هذا "القضاء والقدر".
إن ما حدث مع مسلسل الجماعة" هو وصفة ليست مستحيلة تستفيد منها جميع الأطراف، ابتداء من جعل المشاهد في قلب المعادلة والسعي إلى إرضائه، مرورا بتحقيق مداخيل مالية مهمة تضمن للمحطة الاستمرار والقدرة على الإنتاج، ووصولا إلى تقديم المضمون الهادف الذي يناقش القضايا الشائكة والمعضلات المجتمعية المصيرية. إنها خطوة بسيطة تتطلب بعضا من الابتكار والتجديد، وقليلا من المغامرة، وكثيرا من الرغبة في التغيير والمراهنة على الكفاءات، بدل منطق "باك صاحبي"، والخوف من قلع الجلد القديم المهترئ. والله يصلح الجميع.
جمال الخنوسي

17‏/08‏/2010

عندما تتحدث شرطة مانهاتن بالدارجة...

عرفت السنوات الأخيرة تطورا كبيرا في مجال المسلسلات بشتى مواضيعها وأصنافها، وغدت شركات الإنتاج الأمريكية تراهن عليها بشكل كبير في تحقيق مداخيل خيالية من خلال عرضها على مختلف شاشات العالم، وبيع المنتوجات الموازية المرتبطة بالشخصيات التي اكتسبت شهرة واسعة مثل "هاوس" في سلسلة "الدكتور هاوس" و"جاك باور" في سلسلة "24".
ومن بين السلسلات التي عرفت نجاحا مدويا وكانت سباقة في هذا المجال سلسلة "ليزيكسبير" أو خبراء الشرطة العلمية. ودفع النجاح الكبير لهذه السلسلة المنتجين في هوليوود إلى إطلاق سلسلات موازية بالأفكار ذاتها وبالمناخ نفسه اسمها "خبراء ميامي" وأخرى تدعى "خبراء مانهاتن".
إلا أن هذه السلسلة حل بها مسخ عجيب عند وصولها إلى القناة الثانية أول أمس (الأحد)، وتحول "ماك" و"ستيلا" ورفاقهما إلى الحديث بلغة ما أنزل الله بها من سلطان، وكأنهم أصيبوا بمس شيطاني، والعياذ بالله، جعلهم يتحدثون بلغة "زعلوكية"، مع اعتذارنا لشميسة وزملائها، هي خليط من العربية والفرنسية ودارجة الحواري.
وبدل السلسلة الرصينة ذائعة الصيت، وجدنا أنفسنا أمام كوميديا العبث بفعل دبلجة رديئة ومفردات لا تنتمي إلى أية لغة أو لهجة على كوكب الأرض. وهكذا عرفنا أن المداعبات في لغة أهل مانهاتن هي "الألعاب الجسدية"، وبأن "الضحية كانت في حالة عاطفية" تعني بلغة خبراء عين السبع "الضحية مارست الجنس قبل الوفاة".
وفي الوقت الذي بذل فيه المدبلجون مجهودا كبيرا في بعض الأحيان وتحدثوا عن "الحمضيات اللسانية" و"عينة من اللعاب" يعني "البصاق" فقد احتفظوا بكلمات أخرى استعصت عليهم مثل "جورنال أنتيم" يعني "دفتر الذكريات" و"الكارد كور" بمعنى "حارس الأمن الخاص".
وحتى نعود إلى أمور أكثر جدية، فإن دبلجة المسلسلات المكسيكية والتركية بكل علاتها أمر مفهوم من الناحية البراغماتية، إذ تجذب مثل هذه الإنتاجات التلفزيونية شريحة معينة من المشاهدين تعتبر الدارجة الأقرب إليها، وبالتالي فغاية الإشهار والمداخيل الإضافية تبرر الوسيلة، لكن الأمر مختلف في ما يخص سلسلة مثل "ليزيكسبير" التي تتوجه إلى جمهور خاص متعلم، ولا يمكن قبول أو تصور أن "ربة البيت" أو "لا ميناجير" التي هي هدف كل قنوات الدنيا، ستقبل على "خبراء مانهاتن" بكل تعقيداته كي تسوق لها دوزيم الزيت ومسحوق التصبين والفوطات الصحية.
وحتى وان ابتليت قناة عين السبع ببلية الدبلجة، وأصابها جنون الدارجة وشيطانها، فعلى الأقل عليها أن تقوم بذلك بشكل مقبول، وتختار أعمالا مناسبة وغير محرجة كما هو الحال في سلسلة "ديابلو" التي كثيرا ما يلاحظ المشاهدون نوعا من التيه واللامعقول في محاولة يائسة من المدبلجين لمراوغة قضايا مزعجة وحاضرة بقوة في المسلسل كما هو الحال بالنسبة إلى مثلية بعض الشخصيات، دون أن نغفل ضرورة الاستعانة بممثلين حقيقيين أصواتهم تناسب الأدوار التي يؤدونها، حتى لا يتحول المسلسل البوليسي الرصين إلى كوميديا مقرفة من العبث.
جمال الخنوسي

مجندة إسرائيلية تنشر صورها مع معتقلين فلسطينيين على الفايس بوك

أثارت الصور التي نشرتها مجندة إسرائيلية على الموقع الاجتماعي فايس بوك استياء كبيرا في إسرائيل وفلسطين وكل المنطقة العربية.
وتبدو المجندة الإسرائيلية في الصور التي وصفتها وسائل الإعلام ب"أبوغريب إسرائيل" وهي ترتدي زيها العسكري وتقف مبتسمة بجانب معتقلين فلسطينيين معصوبي العينين ومقيدي الأيدي، مما أثار انتقادات حادة في الأوساط العسكرية الإسرائيلية والرسمية الفلسطينية.
ونشرت المجندة الإسرائيلية الصور التي التقطتها لنفسها مع معتقلين فلسطينيين مكبلين ومعصوبي الأعين، بشكل استهزائي، ثم عملت على نشرها على موقع الفايس بوك الشهير، ترافقها كتابات مستهزئة.
وأطلقت على ألبوم الصور مع الفلسطينيين بأوضاع مزرية وبشكل مهين اسم "الجيش... الفترة الأجمل في حياتي"، ونشرت هذه الصور في بداية الشهر الحالي، مما أثار ضجة عارمة في صفوف الإسرائيليين بين مؤيد ومعارض.
وأوضحت صحيفة "يدعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن عددا كبيرا من زوار صفحة هذه المجندة، علقوا على الصورة بتعليقات سلبية، إلى جانب عدد آخر ممن علقوا بالإيجاب، حيث ردت المجندة عليهم باستهزاء قائلة "يا له من يوم، كان جميلا للغاية، انظروا كيف أن هذا الفلسطيني أضفى مميزات على الصورة، يا ترى هل لديه فيسبوك؟".
وفي تعليق على الموضوع، قالت مصادر فلسطينية إن هذه الصور تدل على ما وصفته بعقلية المحتل الذي يتباهى في تعذيب الفلسطينيين، سحب ما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية. كما أدان المتحدث باسم السلطة الفلسطينية غسان الخطيب الصور وقال إنها تشير إلى شعور عميق بالضيق. وأضاف، "صورة المجندة الإسرائيلية التي تستمتع في إذلال السجناء الفلسطينيين مثال عن الحياة اليومية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال".
بدوره، انتقد الجيش الإسرائيلي المجندة الشابة إيدن أبرغيل، ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باراك راز هذه الصور بالمشينة. وقال للصحافيين "بصرف النظر عن المسائل المتعلقة بأمن المعلومات، نحن نتحدث عن انتهاك خطير لأخلاقياتنا ومعاييرنا المهنية، ولو كانت هذه المجندة في الخدمة الفعلية اليوم، ستحال، دون شك، إلى المحاكمة على الفور".
بدوره، شجب يشائي منوشيم مدير اللجنة الإسرائيلية لمكافحة التعذيب في بيان سلوك الجندية، معتبرا أنه "يكشف واقعا أصبح معتمدا ويتمثل في معاملة الفلسطينيين على أنهم أشياء وليس بشرا".
ولم يتضح ما إذا كان الجيش قادرا على معاقبة هذه المجندة، لأنها أنهت خدمتها العسكرية الإلزامية، غير أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية قالت إن الجيش الإسرائيلي لا يملك أي سلطة لمنع أبرغيل من نشر هذه الصور، خصوصا أنها أنهت خدمتها العسكرية منذ نحو سنة.
ومع أنه تمت إزالة الصور عن موقع فايس بوك، غير أن مدونات ومواقع الكترونية إخبارية مختلفة استطاعت أن تنشرها.
ولا يعتبر هذا الحادث الأول من نوعه، فقد سبق أن واجه جنود إسرائيليون مشاكل مماثلة على المواقع الالكترونية الاجتماعية مثل فايس بوك ويوتيوب من قبل.
جمال الخنوسي



محاكمة مغنية مغربية بتهمة بنقل السيدا إلى شركائها في ألمانيا

اعترفت المغنية الألمانية نادية بن عيسى المتحدرة من أصول مغربية، بأنها أقامت علاقات جنسية غير آمنة مع رجال رغم معرفتها أنها مصابة بفيروس "أش إي في" المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (السيدا).
وقالت المغنية التي كانت تنتمي إلى فرقة "نو أنجيلز" الألمانية الشهيرة يوم أمس (الاثنين) أمام المحكمة في مدينة "دارمشتات"، "أشعر بالأسى الشديد من كل قلبي، أنا آسفة". ومن المقرر أن تدلي زميلاتها في الفريق الغنائي بشهادتهن خلال المحاكمة.
وأقرت المغنية لدى افتتاح محاكمتها أنها تكتمت عن إصابتها بفيروس السيدا مع شركائها، ما أدى إلى إصابة أحدهم بالعدوى. ونفت في الآن ذاته أنها كانت تتعمد نقل العدوى.
ووفقا لملف القضية، فقد أقامت المغنية علاقات جنسية غير آمنة مع خمسة رجال أصيب أحدهم بفيروس السيدا سنة 2004، ولم يتم الكشف عن اسمه لأسباب قانونية.
وكانت السلطات ألقت القبض على نادية بن عيسى في أبريل 2009، واحتجزتها لمدة عشرة أيام في الحبس الاحتياطي، بينما كان من المقرر أن تظهر على المسرح في ملهى ليلي في فرانكفورت.
وتحاكم نادية بتهمة إحداث إصابات بشرية خطيرة، وهي مهددة بالسجن لفترة قد تصل إلى عشرة أعوام.
وشهدت المحاكمة إجراءات أمنية مشددة، كما تم نقل وقائع المحاكمة لقاعة كبيرة في المحكمة الواقعة بمدينة "دارمشتات" في ولاية "هيسن"، وذلك للاهتمام الكبير بمتابعة وقائعها. ومن المقرر أن تستمر وقائع المحاكمة لمدة خمسة أيام.
وتجدر الإشارة إلى أن نادية بن عيسى ولدت في فرانكفورت سنة 1982، من أب مغربي وأم ألمانية من غجر الرومان. ومتهمة بإقامة علاقات جنسية دون وقاية مع ثلاثة شركاء بين 2000 و2004، وبإخفاء إصابتها بالسيدا عنهم. وتحمل نادية بن عيسى الفيروس منذ العام 1999، وهي أم لطفلة.
وأثارت هذه القضية ضجة كبيرة في ألمانيا عندما كشفت الصحافة عن توقيف المغنية، واعتبرت الكشف عن إصابتها بالسيدا انتهاكا لحياتها الشخصية.
وحققت فرقة "نو أنجيلز" شهرة كبيرة خلال سنة 2000 بعدما فازت ببرنامج استعراض المواهب "بوبستارز"، وحققت سلسلسة من النجاحات سيما في أوروبا الوسطى، كما بلغت مبيعات تسجيلاتها أكثر من خمسة ملايين نسخة، وحازت بالتالي على لقب "أكبر فريق نسائي يحقق مبيعات حتى اليوم في ألمانيا"، إلا أن الفرقة حلت سنة 2003، وأعيد تأسيسها في 2007 وشاركت في مسابقة "أوروفيزيون" للأغنية في العام 2008، وحلت في المرتبة 23.
وكانت بن عيسى اجتذبت التعاطف هذا العام عندما شاركت في احتفال لمؤسسة خيرية لمحاربة داء السيدا في برلين، وأعلنت خلالها، "اسمي نادية بن عيسى، أبلغ من العمر 27 عاما، ولدي طفلة وأنا مصابة بالإيدز".
ومن المنتظر صدور الحكم في حق نادية بن عيسى في 26 غشت الجاري.
جمال الخنوسي

15‏/08‏/2010

يوم الحشر أمام القنصلية الهولندية بالرباط

القنصليات الأجنبية الموجودة في المغرب المتفرقة في مجموعة من المدن الكبرى، لا يقتصر دورها في توزيع تأشيرات "الجنة الموعودة" فحسب، بل هي إطار لخلق "مناصب شغل" موازية تتبع حاجة الزبائن إلى خدمات معينة ترافق مسيرتهم، وتلبي حاجتهم في يوم "تطير له القلوب شعاعا، وترتجف منه الأوصال ارتجافا".
القنصلية الهولندية في الرباط واحدة من الأماكن التي تنشط حولها تجارة يقتات منها أناس وغدت مصدر رزقهم الأساسي، نظرا للعدد الهائل من "الحجاج" الذين يسعون كل يوم بين مختلف مرافقها ويطوفون مكاتبها ابتغاء مرضاة أهل المكان.
منذ الساعات الأولى من الصباح يحتل مجال حديقة صغيرة خضراء طالبو التأشيرات وعائلاتهم ومرافقوهم في رحلة الشتاء والصيف. ينتشرون فوق العشب "كالجراد المبثوث" في انتظار موعد الدخول إلى القنصلية.
حوالي الثامنة يأخذ شاب في الثلاثينات من العمر مكانه أمام القنصلية، يجلس ثارة على كرسيه الخاص، وثارة أخرى يسير الهوينة في محيط "اختصاصاته"، وكأنها طريقته في تحديد مجاله الذي لا يحق اختراقه من طرف المنافسين وقراصنة الفرص، ومناسبة للاطمئنان على "رعيته" التي تنتظر فرج السماء، عيونها معلقة إلى بارئها، تهمهم الدعوات، وتطلب الفرج، وتتبادل الأمنيات "الله يسهل عليك أولدي ويسهل على جميع المسلمين.. آمين يا رب العالمين".
اسم الشاب الغامض مجهول، ولم أتمكن من التواصل معه لأنه أصم وأبكم، لكن مهمة "ملاك الرحمة" هذا واضحة وجلية. فالرجل يشتغل "عساسا على البورطابلات" وكل الأجهزة الإلكترونية التي يمنع إدخالها إلى القنصلية، لأن المكلفين بالأمن يقومون بتفتيش كل من يلج القنصلية بشكل دقيق وحازم.
أخذ مني الشاب الغامض الهاتف المحمول ومد يده لاستلام المقابل، استفسرته عن المبلغ فوضع الهاتف داخل الكيس البلاستيكي الذي يعج بكل أنواع الهواتف الحديثة الصغيرة وغالية الثمن، وأخرى بئيسة متسخة وكبيرة الحجم. أشار بكل أصابع يده ليحدد 10 دراهم. رق قلبي لحاله فمنحته ما طلب، فرد بابتسامة مرفقة بصوت غريب يعني غالبا كلمة شكر.
إلى جانب "ملاك الرحمة" يوجد شاب آخر يمتهن ملء الاستمارات الخاصة بطلب تأشيرة مجال "شينغن" يخط المعلومات برشاقة، ومحل للمواد الغذائية جل زبائنه من زوار القنصلية يرتجل صاحبه بين الفينة والأخرى صنع "الكاسكروطات" للزبائن الجائعين الذين أنهكهم الانتظار والقادمين من مدن بعيدة ومناطق نائية.
إلى جانب كل هذا يعج المكان بحالات إنسانية ومشاكل اجتماعية، المعقد منها والمضحك والغريب أيضا. وكما تؤلف الأفراح والأقراح بين قلوب المغاربة، فإن دخول القنصلية يجعلك تربط شبكة من العلاقات تشعرك بنوع من الألفة والحميمية التي تنسج خيوطها فجأة وخلسة، ويتبادل الحاضرون الذين يبلغ عددهم حوالي 80 فردا من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية في غرفة الانتظار، الحديث والقصص والمشاكل، وتصبح تلك القاعة ساحة للمكاشفة والاعتراف، وكأننا داخل دير لغسل الذنوب وتطهير والقلوب أو داخل حجرة سرية أمام قس سيغفر الخطايا بعد أن يسمع اعترافاتنا فيفصح عن العباد المذنبين ليدخلهم أبواب الجنة فيتسلم جوازاتهم بيمينهم من ثقلت موازينهم، في حين تكفهر وجوه من خفت موازينهم وتسلموا جوازاتهم بشمالهم ويمكث آخرون في انتظار حكم الله وقدرهم بقلوب خاشعة تدعو سرا وعلانية، "اللهم ألحقنا بهم مومنين".
إنه يوم عاد من أيام الله أمام القنصلية الهولندية، "يوم لا ينفع مال ولا بنون" إلا من أتى بوثائق سليمة، وحجج مقنعة ووفى شروط التأشيرة.
عندما غادرت القنصلية حوالي الخامسة، استقبلني "ملاك الرحمة" يسألني بإشارة من يده عن مصيري محاولا استقراء النتيجة في ملامح وجهي، فلم ير غير علامات التعب والإنهاك. أفهمته من خلال إشارة من رأسي أني وفقت في الحصول على التأشيرة، فانشرحت سريرته وابتسم ابتسامة واسعة مصطنعة أعطاني هاتفي ومد يده من جديد طلبا في المزيد من المال، فعادة ما يغدق عليه المومنون الذي استلموا جوازاتهم بيمينهم العطاء، ومما رزقهم الله ينفقون، ماداموا "سيدخلون هولندا آمنين". فلم أستطع أن أمنع نفسي من الرد بحركات يفهمها ملاك الرحمة تقول "كرشك كبيرة"، فاختفت ابتسامته البلهاء على الفور.
جمال الخنوسي

مغاربة هولندا .. "أحلك الأيام هي التي لم نرها بعد"

يعيش المهاجرون المغاربة، على غرار الأجانب الآخرين المسلمين على وجه خاص، حالة من الترقب الشديد في انتظار الإعلان عن تكوين الحكومة القادمة في هولندا التي أفرزتها صناديق الإقتراع للانتخابات التي جرت في يونيو الماضي.
وتأتي حالة القلق التي تعيشها الجالية المغربية عقب النتائج المفاجئة التي حققها الحزب "الحرية" اليميني المتطرف وزعيمه المتشدد "خيرت فيلدرز" المعروف بعدائه للإسلام والمسلمين وبآرائه السلبية حيال قضايا الهجرة والمهاجرين.
وكانت الانتخابات التي جرت في يونيو الماضي ضاعفت من مقاعد حزب الحرية من 9 إلى 24 مقعدا داخل البرلمان ومنحت حزب الحرية والديمقراطية الليبرالي 31 مقعدا، يليه الديمقراطيون الاشتراكيون بثلاثين مقعدا. وهو الأمر الذي جعل من "خيرت فيلدرز" عنصرا محوريا داخل الرقعة السياسية الهولندية وغدا "حزب الحرية" المتطرف يحسب له ألف حساب حتى ترى الحكومة المقبلة النور.
وبعد مباحثاث مطولة شهدتها "لاهاي"، خلص زعماء أهم الأحزاب إلى ضرورة تكوين حكومة أقلية من أحزاب يمين الوسط التي يمكنها أن تحتوي حزب الحرية اليميني الذي يتزعمه خيرت فيلدرز المناهض للإسلام.
وبعد محادثات ثلاثية، أعلن حزب الحرية والديمقراطية الليبرالي "في في دي" والحزب الديمقراطي المسيحي "سي دي إيه" وحزب الحرية "بي في في" أنها تعتزم الدخول في مفاوضات من أجل تشكيل إئتلاف.
وقبل أن تبدأ المحادثات مع فيلدرز، أعلن حزبا "سى دى أيه" و"في في دي" أن شرط إشراك حزب الحرية فى إئتلاف حكومي هو أن يبتعد عن مطالبه المتطرفة مثل إغلاق كافة المساجد وحظر الحجاب.
ويحظى تشكيل إئتلاف يمين الوسط بستة وسبعين مقعدا وهو ما يعنى تمتعه بأغلبية بسيطة. وأصدرت الأحزاب الثلاثة إعلانا مشتركا مساء يوم الجمعة الماضي يشير إلي مواقفها المختلفة حول الإسلام والتي سوف تبدي حيالها تسامحا مشتركا. كما تحدث الإعلان عن "الكثير الذي يربط بين الأحزاب الثلاثة معا"، وهو ما يرجح كفة "مارك روت" البالغ 43 سنة ورئيس حزب "في في دى" كي يصبح رئيسا للوزراء.
ويأتي قلق المغاربة والمسلمين من آراء "خيرت فيلدرز" المتشددة حيال مجموعة من القضايا إذ اشتهر بمواقفه المعادية للإسلام حيث طالب بحظر القرآن الكريم في هولندا بدعوى تعارضه مع القانون. ودعا المسلمين في هولندا لتمزيق نصف القرآن إذا أرادوا البقاء، واتهم الرسول بالإرهاب، وفي 8 غشت 2007 أرسل مقالا لصحيفة هولندية وصف فيه القرآن بأنه كتاب فاشي يجب حظره مثل كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر، كما أنتج فيلم "فتنة" في مارس2008 .
ويعتبر فيلدزر أن دولة إسرائيل يجب أن تحظى بمكانة مميزة لدى هولندا، فإسرائيل بحسب قوله تقاتل المسلمين البربريين في القدس بالنيابة عن الغرب المتحضر، ويتخوف فيلدزر من سقوط القدس في يد المسلمين، لأن ذلك يعني بحسب قوله أن الدور سيأتي على أثينا وروما. وبسبب عدائه للمهاجرين المسلمين الذين يقدر عددهم بمليون نسمة في هولندا، يعيش فيلدرز تحت حماية المخابرات وأجهزة الأمن الهولندية.
ويرى معارضو "فيلدرز" أن مقابل دعمه لحكومة الأقلية، سيكون "حزب الحرية" قادرا على تمرير مطالبه المتشددة، التي سيتضمنها الاتفاق لتشكيل الائتلاف الحكومي، وببقائه رسميا في المعارضة، سيكون قادرا على لعب ورقته الشعبوية كلما رغب في ذلك. وفي الإطار ذاته انتقد مدير الحزب المسيحي الديمقراطي، "دوكلا تيربيستر"، اللجوء إلى فيلدرز من أجل تكوين حكومة أقلية باعتباره يمنح حزب الحرية "غراما واحدا من المسؤولية، وكيلو غراما من القوة".
ويقلل بعض المتتبعين السياسيين من حدة الأمور مشيرين إلى أن المسالة مجرد "لعبة سياسية" وبأن الديمقراطية الهولندية ستحمي حقوق الجميع على السواء.
جمال الخنوسي ( أمستردام)

أمستردام مدينة فخورة بعاهراتها


كان من الطبيعي أن أسأل سائق سيارة الأجرة التي تنقلني من مطار "شيبول" الدولي إلى قلب مدينة أمستردام، عن أحسن الأماكن التي يمكن زيارتها في هولندا وفي العاصمة على الخصوص. ودون تفكير أو تردد أجاب السائق الأنيق ذو البذلة السوداء بصوت رصين: "راد لايت ديستريكت" أو "حي النور الأحمر".
أحس الرجل أني لم أفهم شيئا مما يقول، فأضاف موضحا دون أن يفقد شيئا من جديته أو سحنته الوقورة إن "راد لايت ديستريكت" هو حي خاص بالعاملات في الجنس. واسترسل الرجل في التوضيح والإيضاح، وكأنه يتحدث عن معلمة تاريخية، أو معرض فني، أو متحف من المتاحف الجميلة التي تعج بها البلاد.
هذا الحي يغطي مساحة كبيرة من أقدم جزء في المدينة، حيث تجلس عاملات الجنس عاريات إلا من بعض الاكسسوارات الخفيفة والملابس الداخلية الشفافة وراء واجهات زجاجية ينتظرن الزبناء تحت أضواء حمراء.
ويعود تاريخ "حي النور الأحمر" إلى القرن 14 عندما كان البحارة يصلون إلى المدينة وهم متلهفون إلى الجنس ومرافقة النساء بعد قضائهم مدة طويلة في البحر. وبقي هذا الحي على حاله إلى الآن، فغدا معلمة سياحية تضرب جذورها في قلب التاريخ.
وكما هو الحال قديما يحل اليوم بهذا الحي ذائع الصيت، سياح وزبائن من كل أنحاء العالم، إذ أن شهرته تعدت حدود أوربا، كما أن هولندا غدت معروفة بطريقة تدبيرها للدعارة وبتقنين استهلاك الحشيش.
ويضم الحي منطقة كاملة من محلات الجنس والمواخير والحانات ودور السينما والفنادق وأنواع مختلفة من المتاحف، ومرافق خاصة بكل الأصناف والخيارات الجنسية من مثليين ومتحولين وسحاقيات...
ويتدفق على الحي سنويا الملايين من السياح الذي يدرون على خزينة المملكة ملايين الأورو، من أجل زيارة الحي المثير النابض بالحياة، ورؤية أكثر من 250 واجهة زجاجية تعج بأجمل الفتيات أغلبهن من أوربا الشرقية.
وتبلغ مداخيل الدولة من الدعارة أكثر من 50 مليون أورو سنويا (600 مليون درهم)، إذ تدفع عاملات الجنس 19 في المائة من دخولهن بعد أن أصدر البرلمان قانونا يبيح الدعارة سنة 2000.
وتمنح عاملات الجنس عروضا متنوعة في الشكل والمظهر بين السمراء والشقراء والطويلة والقصيرة والنحيفة والممتلئة، وفتيات متحدرات من أصول مختلفة كالإفريقيات والهنغاريات والهنديات والآسيويات، إضافة إلى المتحولين والمخنثين والساديات والمازوشيات.
لكن من الصعب العثور على مغربيات في هذه المنطقة إذ "يستحين" من الجلوس في الواجهات الزجاجية، كما يفضلن عدم الإفصاح عن هويتهن والتستر وراء جنسيات أخرى، إلا أنهن موجودات أكثر في الحي الشهير داخل النوادي والحانات.
وعلى الرغم من أن "راد لايت ديستريكت" يعج بوسائل الترفيه "الخاصة بالكبار فقط"، إلا أن الهولنديين يتعاملون معه بصفته "مجرد مصدر للجذب السياحي"، إذ أن هذا الحي يضم مباني تعود إلى أكثر من 300 سنة وعقارات فاخرة باهظة الثمن، ومنازل للأطباء والمحامين والكثير من العائلات الميسورة والمتوسطة التي تشكل مجتمعا متسامحا، حيث الحرية محل تقدير كبير، وقيم التسامح تجمع كل الشرائح.
جمال الخنوسي (أمستردام)

استمرار تداعيات منع "الوسيط"


تسود حالة من الترقب داخل مقر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بعد "المنع" الذي طال الحلقة الأخيرة من برنامج "الوسيط"، في انتظار عودة الرئيس المدير العام، فيصل العرايشي، من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إيجاد حل جدري والفصل بين "الإخوة الأعداء" داخل الشركة.
وفي سياق متصل، يطرح حادث إلغاء برنامج "الوسيط"، الذي جمع من خلاله وسيط الشركة، زهور حميش، كلا من نوفل الرغاي، المدير المركزي للاتصال والتسويق والدراسات الإستراتيجية والتعاون الدولي بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والزميل لحسن عواد عن مجلة "نيشان"، دقائق قبل بث حلقة يوم السبت الماضي على الساعة الواحدة زوالا التي كان موضوعها البرمجة الرمضانية، عدة تساؤلات حول البرنامج واستقلاليته والهدف من إنشاء مؤسسة الوسيط برمتها، إذ كيف يعقل أن يكون البرنامج "صوتا للجمهور" وصوتا للإدارة في الآن ذاته؟
فالمادة 134 من دفتر التحملات الخاص بالقناة الأولى يلزم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بتعيين وسيط في إطار الإنصات إلى جمهورها، واتخاذ التدابير المواتية لاستقبال ملاحظات المشاهدين والمستمعين وتوفير الأجوبة وإجراءات الاستجابة التي تقتضيها.
وحسب المادة نفسها، "لا يمارس الوسيط أي مسؤولية تحريرية داخل الشركة، كما أنه لا يتدخل أبدا في اختيار، وإعداد وإنجاز البرامج". وذلك ضمانا لاستقلاليته.
ويلزم دفتر التحملات الشركة بإنتاج وبث برنامج "الوسيط" بشكل دوري، على الأقل مرة في الشهر، ضمن خدمتها التلفزيونية، وهو الأمر الذي لم تلتزم به الشركة.
وبعد حادث منع "الوسيط" فإن استقلاليته غدت في كف عفريت، إذ لم يعد البرنامج سيد نفسه بل أصبح يحذف ويذاع حسب المزاج وحسب الجو العام داخل الشركة، وحسب الحروب الصغيرة المنتشرة هنا وهناك. وهذا تطور نوعي في علاقة التلفزيون بالمشاهد الذي لم يعد يعمل من أجل التلفزيون والخدمة العمومية، بل طبقا لحسابات ومزاج والأجندة الشخصية لأصحاب القرار. وأصبحت بالتالي شبكة البرامج تدفع ثمن الحسابات الشخصية من خلال حذف برامج وظهور أخرى نتيجة المزاجية.
ولن يؤثر هذا "المنع" على علاقة التلفزيون بجمهوره فحسب، بل يمكن أن يعرضه إلى عقوبة من طرف الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري التي تحرص على التزام المتعهدين العموميين والخواص بمقتضيات دفاتر التحملات.
وفي الإطار ذاته تلزم المادة 133 الخاصة باحترام البرمجة من الفصل الثاني الخاص بالعلاقات مع الجمهور في دفتر تحملات الأولى، القناة بالإعلان عن برامجها، على أبعد تقدير، خمسة عشر يوما قبل أول يوم بث برامج الأسبوع المعني. كما تلتزم بعدم تغييرها داخل أجل يقل عن عشرة أيام من يوم البث، وإلزامها بتبليغ الهاكا، بأي تعديلات.
وفي حالة مماثلة، أصدر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري في 6 غشت 2008 قرارا يتضمن توجيه "إعذار" إلى القناة الثانية قصد احترام التزاماتها في مجال البرمجة، بخصوص إلغاء حلقة يوم 9 يوليوز 2008 من برنامج "مباشرة معكم".
وكانت الحلقة مخصصة لمناقشة الأحداث التي عرفتها مدينة سيدي إيفني، وألغيت دون سابق إخبار للجمهور وللهيأة العليا بذلك، ودون مراعاة الآجال والشروط المقررة لذلك طبقا لمقتضيات المادة 38.1 من دفتر تحملاتها، مما يشكل استهتارا بالجمهور وإخلالا بالتزامات القناة.
جمال الخنوسي

الهاكا توقف إشهارا على دوزيم وتنذر "شدى إف إم

أصدر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، قرارا يقضي بالوقف الفوري لبث وصلة إشهارية لمسحوق التصبين "أومو ماتيك" التي تبثها القناة الثانية.
واعتبر المجلس الوصلة تدخل في خانة الإشهار الممنوع لأنه يتضمن مزاعم وبيانات ومعلومات وتأكيدات شفوية ومصورة، لتقديم مزايا هذا المنتوج مع التأكيد على أن المنتوجات المنافسة لا تحقق النتيجة ذاتها: "أومو ماتيك تايمنحك نظافة مثالية مايقدروش عليها لخرين". كما تضمنت الوصلة مقارنة بين المنتوج المذكور ومنافسه "أريال"، إضافة إلى أن عناصر المقارنة لا تنبني على الموضوعية أو على حقيقة محددة ومعروفة، وبالتالي اعتبر المجلس هذه الوصلة لا تحترم مبادئ المنافسة الشريفة.
وتجدر الإشارة إلى أن الهاكا أصدرت منذ 2005 إلى حدود الآن ما مجموعه 14 قرارا تخص ضبط المضامين الإشهارية في الإعلام السمعي البصري.
وفي سياق متصل، وجه المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، إنذار إلى شركة "شدى راديو" المالكة للمحطة الإذاعية "شدى إف إم" من أجل الالتزام بالمقتضيات القانونية الجاري بها العمل بسبب ما ورد من خروقات في برنامج "شد ليمن".
وجاء قرار المجلس بعد الإطلاع على تقريرين أعدتهما مصالح المديرية العامة للاتصال السمعي البصري بخصوص حلقتي البرنامج التفاعلي "شد ليمن" اللتين تطرقتا إلى موضوع الغش في الامتحانات واللتين بثتهما المحطة الإذاعية "شدى إف إم" يومي 24 و25 ماي الماضي. كما تم الإطلاع على تقرير آخر أعدته مصالح المديرية نفسها بخصوص حلقة يوم 14 يونيو الماضي من البرنامج، والتي تناولت موضوع وضعية المرأة من خلال النقاشات التفاعلية للمستمعين حول موضوع "بماذا يحلم المغاربة؟".
وحسب القرار الذي توصلت "الصباح" بنسخة منه، "سجل ورود عبارات تمجد الغش في الامتحانات وتروج لطرقه مع دعوة الجمهور الناشئ إلى اللجوء إليها"، خلال حلقتي يومي 24 و25 ماي الماضي على وجه الخصوص.
وورد في حيثيات القرار أن هاتين الحلقتين كانتا موجهتين بشكل أساسي إلى جمهور ناشئ في طور التمدرس، وهو ما يتأكد من خلال فئة المتدخلين عبر الهاتف إبان الحلقتين المذكورتين، "كما أن طبيعة الموضوع وطبيعة الفئة المستهدفة يقتضيان من المنشط اتخاذ جميع الاحتياطات لعدم تشجيع الجمهور الناشئ على الإتيان بمثل تلك السلوكات".
وأكد القرار أنه حتى في إطار برنامج ترفيهي عن طريق الفكاهة، يتعين على المنشط الالتزام بتأطير النقاش من أجل تفادي أي انزلاق من شأنه أن يمس بالأخلاق العامة وبالكرامة الإنسانية، مشيرا إلى أنه كان يفترض في المنشط، بالنظر إلى حساسية الموضوع المعالج، التحكم في البث بشكل صارم، باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتأطير النقاش أو تقويمه كلما تعلق الأمر بالحفاظ على الكرامة الإنسانية والأخلاق العامة، وذلك حتى عندما يكون البرنامج المباشر معدا لغرض ترفيهي عن طريق الفكاهة.
وفي الاتجاه ذاته، وردت في حلقة يوم 14 يونيو من البرنامج نفسه، التي نوقش خلالها موضوع وضعية المرأة من خلال النقاشات التفاعلية للمستمعين حول موضوع "بماذا يحلم المغاربة؟" مجموعة من العبارات تضمنت تحريضا على العنف ضد المرأة وإساءة إلى صورتها، كما تضمنت تصريحات ذات طابع تمييزي وعنصري.
جمال الخنوسي