27‏/12‏/2011

زعيم الثورة في اليونان .. كلب

الكلاب حظوظ.. تختلف مصائرها وتتبدل أحوالها في لمح البصر من كلاب "جرباء" تقتات من المزابل يمارس عليها بعض الساديين جميع أنواع الرفس والركل، إلى كلاب تعيش في النعيم وترفل في الحرير وتستطعم ألذ أنواع اللحوم وأشهاها، بل هناك كلاب يخلد اسمها التاريخ ويحتفظ ببطولاتها ويجعل منها أسطورة من أساطير الدنيا.
جميعنا يذكر قصة الكلب المغربي الذي "تبناه" نجم هوليوود "أورلوندو بلوم" بعد أن عثر عليه متشردا في أزقة ورززات أثناء تصوير فيلم "مملكة الجنة" للمخرج ريدلي سكوت. فأصر بلوم على نقل الكلب الأجرب من أزقة ورززات المتربة، إلى شوارع هوليوود الراقية واختار له من الأسماء "سيدي" ربما عملا بالمقولة المصرية "إن كان لك عند الكلب حاجة قولو يا سيدي" ! فغدا الكلب، ابن الكلب من أشهر الحيوانات في العالم (سبحان مبدل الأحوال).
في الولايات المتحدة ينشغل الأمريكيون بكلب رئيسهم حتى الهوس، إذ اشتهرت على مر التاريخ كلاب الرؤساء وارتبط اسمها باسم صاحبها، فبوش الابن، مثلا، اصطحب معه ثلاثة من كلابه وقطة، وبيل كلينتون كان له كلب شهيرة يدعى "بادي"، وكان للرئيس ذي الكاريزما الواسعة "جون فيتجيرالد كيندي" حصان صغير أو"بوني"، بل أكثر من هذا، فقد ذهب الرئيس الثالث والثلاثين للولايات المتحدة "هاري ترومان" إلى القول، "إذا كنت تريد صديقا في واشنطن فاصطحب معك كلبا"، لأن ذلك سيكون الحل الوحيد أمام الوافد الجديد، لأن الثقة المنعدمة يمكن أن تجدها في الحيوان ولن تجدها قط في الإنسان". أما باراك أوباما فله كلب صغير أسود اسمه "بو" شغل الدنيا ودوخ وسائل الإعلام.
في اليونان، يسرق الأضواء هذه الأيام، كلب من طينة أخرى، إنه زعيم سياسي وثائر من الثوار الكبار سيخلد اسمه التاريخ إلى جانب شي غيفارا ووائل غنيم ومحمد البوعزيزي.
الكلب الثائر الذي يدعى كانيلوس، واسمه الحقيقي هو "لوكانيكوس" أي "سجق" أو "صوسيس" باليونانية، حاضر في جميع المظاهرات وكل مسيرات الاحتجاج في اليونان، بل إنه يشارك في الاشتباكات التي تجمع الثوار برجال الأمن وقوات محاربة الشغب، إذ يلاحق رجال الأمن المدججين بالأسلحة والدروع، بالنباح مشهرا مخالبه وأنيابه الحادة.
واهتمت وسائل الإعلام كثيرا بحالة كانيلوس وأفردت له  شبكة "بي بي سي" ووكالة رويترز حيزا هاما، ونقلت إلى العالم قصة الكلب التائه الذي تحول إلى إيقونة للثورة اليونانية.
من جهتها نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مجموعة من الصور للكلب الشهير وهو ينبح في وجه قوات مكافحة الشغب، ثم يعود إلى صفوف المحتجين كلما هرول بعيدا عنهم خوفا من التعرض للضرب وللقنابل المسيلة للدموع والغازات.
وللكلب الأثيني، الذي يتميز بوعي سياسي حاد، صفحة على فايسبوك تضم أكثر من 50 ألف صديق، ومقاطع فيديو تخلد المساهمات النضالية الكلبية. أضف إلى ذلك صفحة خاصة في الموسوعة الالكترونية الشهيرة "ويكيبيديا".
هكذا هي سنة 2011، حبلى بالمتناقضات.. صنعت من الكلاب رموزا للثورة والحرية والانعتاق، ورمت برجال رموزا للاستبداد في مزبلة التاريخ. 
جمال الخنوسي

"ليكسبريس" ممنوعة بسبب صور الرسول

أثار قرار المغرب منع المجلة الفرنسية "ليكسبريس" من جديد الجدل حول حرية التعبير وحدودها والخطوط الحمراء التي تحكمها في المغرب والعالم العربي ككل، والنظرة الغربية للخصوصية التي يتميز بها الآخر.
وخصت مجلة "ليكسبرس" داخل عددها المزدوج ملحقا تحت عنوان: "التاريخ العظيم للشعوب العربية" تحاول من خلاله فهم الثقافة العربية خاصة تلك التي نجحت في عبور الزمن ولا تزال تحكم العقلية العربية، والاكتشافات الفنية والعلمية التي كونت الحضارة العربية.
وتضمن الملف مواضيع مختلفة من بينها "الوجه الحقيقي لمحمد"، و"ربيع الأمل"، وربورتاجا عن مدينة فاس و"جنس: العلاقات العاصفة"، و"شعراء ورسل"، و"لا حرة لا خاضعة"، و"الآن نذهب إلى السينما" وتتضمن بعض المواضيع رسوما فارسية تمثل الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأعلن كريستوف بربييه، رئيس التحرير، على موقع المجلة، أن "ليكسبرس" تحتج بشدة على هذه الرقابة، وتعرب عن قلقها لأن المغرب ينتهك حرية الصحافة، في حين يشهد العالم العربي انتعاشة ديمقراطية" على حد تعبيره.
وأوضحت المجلة أن عددا كبيرا من المتخصصين والخبراء قدموا عرضا دقيقا لجميع القضايا التاريخية في 95 صفحة، لكن الموضوعات التي تتسم بحساسية شديدة لدى العرب تم التعامل معها عن بعد تجنبا لإثارة الجدل .
وأشارت المجلة إلى أنها استعرضت الموضوعات بأسلوب يتلاءم مع التحولات الجارية في البلدان العربية وتوجهاتها الحالية رغم أن الأمر لم يكن كذلك على مر التاريخ .
من جهته، أفاد مصدر رسمي مغربي ل"فرانس بريس"، أن حظر مجلة "ليكسبرس" التي نشرت في عدد خاص، يعود إلى ملف نشرته حول العالم العربي، يحتوي خصوصا على رسم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي يحظره الإسلام.
وقال وزير الاتصال، خالد الناصري "نحن دائما صارمون في هذه القضية الحساسة جدا بالنسبة إلى الرأي العام لدينا". وأضاف الناطق باسم الحكومة المنتهية ولايتها: "هذا ليس جديدا".
وأوضحت إدارة المجلة الأسبوعية على موقعها في الإنترنت، أن العدد المزدوج (3155- 3156) صودر في المغرب، رغم أن مسؤولي المجلة بادروا بحجب تجسيد وجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي سياق متصل، أكد محمد العوني، رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير، على ضرورة اتباع أسلوب آخر غير المنع في التعامل مع مثل هذه التجاوزات. وقال العوني في اتصال مع "الصباح"، "إذا كان من غير المقبول المس بالقيم والرموز الدينية، فإن الرد على التجاوزات يجب أن يكون بشكل يؤتي أكله، إذ لن يفيد اعتماد المنع والانفعال، لأن المنع يؤدي دائما إلى نتيجة عكسية. فقد لاحظنا أن الملف المعني بالمنع قد انتشر أكثر عبر الانترنيت، وروج له قرار المنع، ومنح دعاية مجانية للأسبوعية المعنية. والحل في نظرنا يكمن في الحوار والتعريف بمرتكزاتنا وقيمنا عبر الحوار والنقاش".
جمال الخنوسي

23‏/12‏/2011

يحدث هذا في فرنسا .. ضاجعني أو طلقني

أصدرت محكمة في مدينة "إيكس اون بروفونس" حكما يعد الأول من نوعه في تاريخ فرنسا، وسابقة أثارت نقاشا واسعا ذا أوجه متعددة، إذ قضت بتطليق زوجة فرنسية من زوجها مع دفع الأخير غرامة مالية قدرها 10 آلاف أورو أي حوالي 12 مليون سنتيم لأنه "لا يمارس معها الجنس بشكل "منتظم ومعتدل"!
وأشار "دانيال بوريلو"، وهو أستاذ ورجل قانون معروف في فرنسا، على صفحات جريدة لوموند (عدد يوم السبت الماضي)، إلى أنه رغم تطبيق العلمانية بصرامة، فإن الزواج لا يزال في الوقت الحاضر علاجا ضد التجاوزات الجنسية، وأصبح الفضاء الرمزي للحياة الجنسية المعترف بها اجتماعيا.
وأضاف "بوريلو" أن القانون المدني الفرنسي يلزم الزوجين بالعيش معا، وينطوي تعبير "العيش" على بعد مزدوج: العيش معا تحت سقف واحد، والنوم معا في سرير واحد، إذ يعتبر رفض الرجل تقاسم سرير زواج "سبة أو عيبا" يبيح طلب الطلاق لأنه لم يف بواجباته كزوج يقيم علاقات جنسية مع زوجته بشكل "منتظم ومعتدل".
من جانبها اعتبرت خديجة الروكاني، المحامية بهيأة الدار البيضاء، والناشطة في الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء، قرار المحكمة الفرنسية عادلا. وقالت في اتصال مع "الصباح" إن القضاء "يجب أن يسير في اتجاه المساواة وليس العكس"، منبهة إلى أن أغلب الملفات التي توضع أمام القضاء المغربي "يتم التضييق في أحكامها على حقوق المرأة من خلال توظيف اجتهاده وسلطته التقديرية في هذا الاتجاه.. هذا ليس تحاملا بل حقيقة لأننا لا نحترم التقدم الحاصل على مستوى دسترة السلطة القضائية ونعيش تفاوتا واسعا بين الاختيارات التي يعيشها المغرب والقرارات القضائية الصادرة".
وأضافت الروكاني، "أنا أؤيد هذا الحكم لأني أربطه بسياقه، باعتبار فرنسا دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، وتدعم المساواة بين الجنسين. فالعلاقات الجنسية حق الزوجين ورفض الزوج معاشرة زوجته يتسبب لها في ضرر نفسي، وغياب جودة الحياة، ويهدد توازنها النفسي، لذلك أقرتها المحكمة بالتعويض على الضرر لأن المعاشرة الزوجية المتباعدة اعتبرتها ضررا يكفل القانون التعويض عنه".
وأشارت الناشطة الحقوقية إلى "أننا بعيدين كل البعد كي يصدر القضاء المغربي حكما قضائيا مماثلا لأنه لا تعوزنا القوانين بل الإرادة الحقيقية لذلكـ لأنه تحكمنا النظرة الدونية التي ترى المرأة مجرد أداة متعة وموضوعا للعلاقات الجنسية وليست طرفا".
وإضافة إلى ذوي الاختصاص من رجال قانون وحقوقيين وعلماء اجتماع، فتحت القضية شهية القراء ومرتادي شبكة الانترنيت، إذ أدانت جل التعليقات تدخل الدولة في غرف النوم والحياة الحميمية للأزواج، فكتب أحدهم أن النساء "كائن غامض، إذ كانت الزوجة نفسها ستدين زوجها بالاغتصاب لو لم تكن راغبة في ممارسة الجنس" وأضاف، "ليحاول أحدكم مضاجعة زوجته دون رغبتها سترون حتما النتيجة ... هذه عدالة نسائية متسلطة وجائرة".
وكتب آخر أن قرار المحكمة الظالم يختزل مؤسسة الزواج في مجرد زواج من أجل ممارسة الجنس. وسخر ثالث على صفحة النقاش في موقع جريدة لوموند على الأنترنيت، "كان حريا بهذه  الزوجة اللجوء إلى خدمات "دومينيك ستروس كان" بدل طلب طلاق !". 
جمال الخنوسي

إنتاج فيلمين حول تفجير أركانة وقضية الصحراء

تميزت المشاريع المعروضة أمام لجنة دعم الإنتاج السينمائي التي اجتمعت أخيرا ببعدها السياسي، إذ من المنتظر إنتاج فيلم حول تفجير مقهى أركانة، وفيلم وثائقي حول قضية الصحراء المغربية.
ووافقت لجنة دعم الإنتاج السينمائي على منح 19,5 مليون درهم تسبيقا على المداخيل لسبعة أفلام قبل الإنتاج من بينها فيلم "إرهاب" من إنتاج شركة "فالورست" وإخراج هشام عين الحياة في ثاني عمل له بعد فيلم "عقاب".، و"كل واحد وريو" المقدم من طرف شركة الإنتاج "سينتيليما" وإخراج فريدة بليزيد، و50 مليون درهم لثلاثة أفلام بعد الإنتاج برسم سنة 2011 .
وأكدت مصادر مقربة من لجنة الدعم أن معدل الأفلام مقبولة دعمها قبل الإنتاج انتقل من خمسة أفلام إلى ستة. كما تميزت هذه الدورة بدعم فيلمين وثائقيين في بادرة غير مسبوقة وهما فيلم فريدة بليزيد وفيلم "أشلاء" لحكيم بلعباس (بعد الإنتاج).
ويحضر في الأفلام المنتقاة عمل أمازيغي في إطار حرص اللجنة على التنوع الثقافي ويتعلق الأمر ب"حب الرمان" المقدم من طرف شركة "ناسكم" ومن إخراج توكونا عبد الله المعروف ب"فركوس".
وفي السياق نفسه علمت "الصباح" من مصادر مقربة من لجنة الدعم رفض منح فيلم "عين النسا" للمخرج الفرنسي "رادو ميهايلينو" دعما ما بعد الإنتاج، إما لأسباب إنتاجية، باعتبار أن الفيلم المذكور يتوفر على الموارد الإنتاجية الكافية، او أسباب ثقافية، إذ اعتبره بعض الأعضاء مسيئا للموروث الثقافي المغربي.
وحسب بلاغ للمركز السينمائي المغربي، فإن التسبيقات على المداخيل تم اعتمادها خلال الدورة الثالثة لهذه اللجنة التي انعقدت في 16 نونبر الجاري برئاسة غيثة الخياط وبحضور نزهة ادريس وخليل العلمي الإدريسي وحميد حراف وجمال الدين الدخيسي وحسن نرايس ومحمد بلغوات ومحمد باكريم.
 
وبحثت اللجنة 17 مشروع فيلم طويل ومشروع شريط قصير مرشحة للتسبيق على المداخيل قبل الإنتاج، وفيلمين طويلين وأربعة أشرطة قصيرة مرشحة للاستفادة من التسبيق بعد الإنتاج، علاوة على مشروع فيلم طويل مرشح لمنح الجودة.
أما الأفلام التي استفادت من تسبيقات قبل الإنتاج فهي "صمت الأب" (3,8 مليون درهم) المقدم من طرف "شامة فيلم" ومن إخراج محمد مفتكر الذي حصل على الرتبة الأولى من حيث تقييم الجودة، و"كل واحد وريو" (2,7 مليون درهم) المقدم من طرف شركة الإنتاج "سينتيليما" وإخراج فريدة بليزيد، و"سرير الأسرار" (2,85 مليون درهم) من إنتاج "هيراكليس بروديكسيون" وإخراج جيلالي فرحاتي. كما يتعلق الأمر بفيلم "إرهاب" (4 ملايين درهم) من إنتاج شركة "فالورست" وإخراج هشام عين الحياة، و"حب الرمان" (3 ملايين درهم) المقدم من طرف شركة "ناسكم" ومن إخراج توكونا عبد الله المعروف ب"فركوس"، و"أنت ديالي ابنت عمي" (3 ملايين درهم) من إنتاج شركة "اسباس إيفينمون" ومن إخراج إدريس شويكة الذي أفلح أخيرا في الظفر بالدعم في رابع مشروع يقدمه.
وتم منح 150 ألف درهم للفيلم القصير "الشارب" المقدم من طرف "إيفي بروديكسيون" ومن إخراج حكيم كبابي.
وبخصوص الأفلام التي استفادت من دعم هذه اللجنة بعد الإنتاج، فهي فيلم "أشلاء" (200 ألف درهم) من إنتاج "ل ت ف بروديكسيون" وإخراج حكيم بلعباس، و"بلاستيك" (150 ألف درهم) من إنتاج "ادم برودكسيون" وإخراج ركواكينا، والشريط القصير "أمواج الزمن" (150 ألف درهم) من إخراج علي بنجلون وإنتاج شركة "بنتاكيريا".
جمال الخنوسي

مغربية تطيح بالمستقبل السياسي لوزير دولة بلجيكي

أعاد الخروج الإعلامي للمغربية لطيفة، واسمها الحقيقي "هدى أ"، قضية الاتهامات المتبادلة المتعلقة بالتحريض على الفساد والشطط في استعمال السلطة والتهديد بالقتل والبلاغ الكاذب، بينها وبين زعيم سياسي ووزير دولة سابق اعتبر الرأي العام البلجيكي قضيته مشابهة لملف الفرنسي دومينيك ستروس كان.
وتحكي لطيفة قصة علاقتها في حوار حصري مع جريدة "لا ديرنيير أور" (الساعة الأخيرة) البلجيكية مؤكدة أنها ليست عاهرة ولم تطلب قط مقابلا من عشيقها، " بدأت الحكاية في يناير 2011 كنت في بيتي دون أي رغبة في السهر إلى أن طرق الباب المحامي "ب" الذي أعرفه منذ 18 شهرا، و فتاة تدعى "ز"، استضفتها في بيتي مدة من الوقت، وشخص ثالث عرفت فيما بعد أنه رئيس الحزب الاشتراكي الفلاماني السابق ستيف ستيفارت. فرافقت الجميع إلى حفل عيد ميلاد صديق لهم. وبعدها لاحقني ستيفارت مدة 15 يوما قبل أن أوافق على مواعدته. كانت الأمور واضحة بيننا فهو متزوج وكان يقول لي إن زوجته مريضة، ولا يمكنه تطليقها فنصحته بالتزام السرية بخصوص علاقتنا لكني اكتشفت أنه كان يتحدث للجميع عنا".
وفوجئت لطيفة بعشيقها يتهمها بابتزازه بغية الحصول على مبلغ مالي كبير (666 ألف أورو أي حوالي 900 مليون سنتيم) وتهديده بتسجيلات للقاءاتهما الجنسية.
بدورها قدمت المغربية، البالغة 32 سنة، شكاية بتهمة التحريض على الفساد مع ظروف التشديد والشطط في استعمال السلطة، والتهديد بالقتل، والبلاغ الكاذب مع مطالبة قاضي التحقيق بمواجهتها بوزير الدولة ستيف ستيفارت. 
وركزت لطيفة في حوارها مع جريدة "لا ديرنيير أور" على "علاقاته الخطرة" و"قصص المال والصفقات" ومعرفته ل"أشخاص مشبوهين"، "بدأت علاقتنا بين مارس وأبريل الماضيين، أنا لست فتاة ليل أو عاهرة، لقد حصلت على هدايا من وزير الدولة السابق ولم تكن مقابل علاقاتنا الجنسية. لقد كانت الأمور واضحة بيننا ولم يعدني قط بالزواج بل كنت عشيقته وزوجته الثانية حصلت على هدايا وعطور وورود، كما كان يعرض علي تسديد فواتيري، ولم أطلب منه قط مبلغا من المال. كنا نلتقي مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، إما في بيتي أو في مكتبه بالقرب من البرلمان الأوربي". وأضافت أن إعلان الفضيحة لعبة من مجموعة من المقربين من الوزير السابق في إطار منافسات مالية استعملت فيها قصتها بشكل مشين. كما تنفي تهمة الابتزاز عنها وبأنها لم تهدده قط بتسجيلات فيديو للقاءاتهما الجنسية، مضيفة أن هذه التسجيلات لا وجود لها أصلا. وأن الشرطة بحثت على مدى خمسة أشهر دون العثور على شيء.
وأكدت لطيفة أن وزير الدولة السابق لم يكن يمنحها مقابلا عن علاقتهما الجنسية، بل كان يود توفير مسكن لها ويبحث عن مكان هادئ ليلتقيا بعيدا عن الأنظار. وبأنه كان يشجعها على اقتناء مسكن ووعدها بأن يمنحها ضماناته اللازمة لدى المؤسسات البنكية ويساعدها ماديا. "لكن الأمور لم تتم كما كنت أريد، وإذا كان هناك شخص خاسر في هذه القضية فهو أنا، ولا مصلحة لي في تفجير الفضيحة. أنا متشبثة بأقوالي والمستقبل سيثبت لكم صحتها".
ونفت لطيفة ضلوعها في تدمير مستقبل الزعيم السياسي البلجيكي، "سقوط ستيف ستيفارت وراءه ملفات أخرى أكبر وأخطر لم يتمكن من مواجهتها".
وتجدر الإشارة إلى أن ستيف ستيفارت، زعيم سياسي بلجيكي، انتخب في 2003 رئيسا للحزب الاشتراكي الفلاماني خلفا لباتريك يانسان، كما عين في 2002 وزير دولة. واستقال في 2009 من منصب حاكم إقليم ليمبورغ عقب الانتخابات المحلية.
جمال الخنوسي

الصايل: نعيش لحظة سينمائية تاريخية


أكد نور الدين الصايل، نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أن الدورة 11 ستكون إعلانا عن التكامل بين الإنتاج الوطني المتصاعد والحدث الدولي الذي يعطي إشعاعا للسينما الوطنية دون التخلي عن عالميته من خلال معادلة "التوفيق بين ما هو وطني داخل الدولي، وجعل ما هو دولي لصالح الوطن".
وقال رئيس المركز السينمائي، في حوار مع "الصباح" إن المهرجان حقق الأساس من خلال مسابقة متميزة، ولجنة تحكيم جيدة، ودروس في المستوى، وتكريمات وازنة، مشيرا إلى أن الدورة ستقدم سينمائيين برزوا بشكل جيد واكتشافات جديدة ومميزة ستمنح المهرجان بصمة خاصة.

-    لنبدأ بعملية اختيار الفيلم المغربي الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إذ لوحظ في هذه الدورة نوع من الارتباك على مستويين: أولا في الشكل وطريقة الإعلان عن الفيلم المختار، وثانيا في الفيلم المختار في حد ذاته.
-    - يمكن أن أؤكد لكم اليوم أنه منذ البداية وقع الاختيار على فيلم نرجس النجار "عاشقة من الريف" ليمثل المغرب في المسابقة الرسمية. وتقرر في نقاشاتنا الأخيرة أن يكون اللون الذي سنعطيه للمهرجان هو اللقاء بين الإنتاج الوطني والمهرجان، فاخترنا أربعة أفلام مغربية في ركن "خفقة قلب" بتنوعها وليس بجودتها، إضافة إلى جعل فيلم الافتتاح وفيلم الاختتام مغربيين.
هكذا جرت عملية الاختيار بيني وبين "برينو بارد" (المدير الفني) واقترحناها على رئيس مؤسسة المهرجان صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وأعجب بها. هذا يعني أنه لم يكن هناك لا تراجع ولا تذبذب.
أما عن الفيلم المختار، فقد كانت أمامنا ثلاثة أو أربعة أفلام: فيلم فوزي بنسعيدي ظهر في الكثير من المهرجانات، وفيلم ليلى الكيلاني برز بشكل كبير وشارك في مهرجان "كان". كنا في الحقيقة نبحث عن الجديد، وكان فيلم "عاشقة من الريف" هو الذي تتوفر فيه هذه الخاصية.

-    لكنه شارك من قبل في مهرجان "نامير" ببلجيكا؟
-    - صحيح، إنه المهرجان الوحيد الذي شاركت فيه نرجس النجار، في حين أن الأفلام الأخرى شاركت على الأقل في سبعة مهرجانات كبرى. المهم من كل هذا هو أنه كان لنا اختيار بين مجموعة من الأعمال كلها تستحق المشاركة. نحن فخورون كلجنة للاختيار، بأننا نتأرجح بين اختيارات مختلفة، وهو أمر غير وارد بالنسبة إلى العديد من الدول الأخرى الإفريقية والآسيوية والعربية والأوربية أيضا.

-    هل سيصبح افتتاح المهرجان واختتامه بفيلم مغربي تقليدا؟
-    - لم لا، إن بناء المهرجانات يبدأ بوضع الأساسات التي بدونها لا يمكن تأسيس مهرجان: مسابقة متميزة، لجنة تحكيم جيدة، دروس في المستوى، تكريمات وازنة إضافة إلى الإطار المحيط كما هو الحال بالنسبة إلى الجانب الاجتماعي الذي يوليه رئيس المؤسسة أهمية كبرى (الربط بين حملات طبية مرتبطة بالعيون باعتبار البصر هو السينما). كل هذه الأمور والمكونات قائمة الذات هي الأساس. الآن نريد أن تكون لنا أفكار مجددة يمكن أن نتبناها لتصبح تقليدا ساريا، وأحيانا أخرى نتخلى عنها لأنها لم تكن مقنعة.
نحن الآن ننتظر لنرى مستوى التجاوب الذي سيكون مع الفيلم المغربي من قبل الجمهور والضيوف والمهنيين.
إذن، اللقاء بين الفيلم المغربي ومهرجان مراكش قد تم، خصوصا أننا وصلنا إلى معدل إنتاج 20 فيلما سنويا، والمهرجان لا يمكنه أن يبقى خارج هذا المعطى.
 السينما المغربية بدورها ستخسر الكثير إذا لم تستغل إشعاع المهرجان الدولي لتبرز أكثر. ورئيس مؤسسة المهرجان على وعي تام بهذا، وبالمعادلة وبالتكامل بين منهاج الإنتاج ومنهاج العرض.
لقد أعطى الإنتاج لنفسه شروط الاستمرار، والمهرجان قدم شروط الإيقاع الجيد. والدورة 11 ستكون إعلانا عن الاعتراف بالتكامل بين ما هو وطني داخل الدولي وما هو دولي لصالح الوطن.

-    في السياق نفسه، ألا تفكرون في إضافة مسابقة خاصة بالأفلام المغربية على غرار مهرجانات أخرى؟
-    هناك بعض التجارب التي سارت على هذا المنوال، لكن في نظري هذا تصور خاطئ، لأنه إجراء ينبني على وجود إيقاعات مختلفة في البنية نفسها.
مهرجان مراكش مهرجان دولي يفرض نفسه على المستوى العالمي. فمهرجان "كان" مثلا يقدم خدمات مختلفة للسينما الفرنسية دون أن يكون بالضرورة مهرجانا فرنسيا أو للسينما الفرنسية، والأمر نفسه يقال عن مهرجان برلين. ونحن بدورنا نسير على هذا النمط، أي أن السينما المغربية تحتل مكانها الطبيعي داخل المهرجان، لكن إقحام مثل هذه التصورات البسيطة التي تقيم مسابقة دولية وأخرى عربية وأخرى إفريقية... "لخبطة" لا تخدم لا المستوى الدولي ولا المحلي ولا الصورة التي نريد منحها للمهرجان. نريد الاحتفاء بسينمانا الوطنية في طنجة، وبالتنافس الدولي في مراكش. أنا لا أومن بالخلط، ولا أرى مهرجانا ضبط كيانه بكيفية ناجحة قام بهذا.

-    إذا اتبعنا المنطق نفسه فإن المهرجانات الكبرى مثل "كان" و"برلين" وغيرهما يحافظان على تقليد يسم المهرجانات الكبرى على التمييز في البرمجة بين أفلام المسابقة الرسمية وفيلمي الافتتاح والاختتام. لماذا وقع إذن مهرجان مراكش في "فخ" جعل فيلم نرجس النجار في الافتتاح وفي الآن ذاته فيلما مشاركا في المسابقة الرسمية؟
-    - أنا لا أعطي أهمية كبيرة لهذا الأمر، كثير من المهرجانات العالمية تضطر إلى جعل فيلم الافتتاح فيلما ضمن المسابقة الرسمية، ربما لأنها مثلا تتضمن عددا كبيرا من الأفلام، وهو أمر وقع في دورة سابقة من مهرجان مراكش.
صحيح أن جعل فيلم الافتتاح وفيلم الاختتام قوسين بينهما أفلام المسابقة تقليد المهرجانات الكبرى لكن الاستثناء أمر وارد. أنا لا أعتبره ضعفا، لكن أعطينا بعدا مجازيا جميلا باعتبار الفيلم حاضرا في الاختتام والافتتاح والمسابقة الرسمية مغربي في آن واحد.

-    أغلبية أفلام المسابقة أفلام أولى أو ثانية لمخرجيها، هل هذا توجه جديد بالنسبة إلى المهرجان يريد أن يجعله بصمة يتميز بها بين المهرجانات الأخرى؟
-    - لم يكن هذا اختيارا بالمرة. يجب أن لا ننسى أن المهرجانات الكبرى "تعصف" بالأفلام، وموعدنا نحن في شهر دجنبر أي نهاية السنة، لذلك نتوجه إلى سينمائيين برزوا بشكل جيد أو اكتشافات جديدة نحن فخورون بتقديمها في المهرجان.
في هذا الإطار، يمكن أن ألاحظ على هؤلاء السينمائيين الجدد نوعا من "الكآبة" العميقة التي لا تتصور: هناك أزمة اقتصادية وقيمية، والسينما نص يكتب من العالم ويقرأ على أنه صورة للعالم.
لقد وصلت هذه الكآبة إلى درجة أن بعض الأفلام تعمدنا عدم اختيارها لأنها تتميز بطاقة لا تحتمل. إنها أفلام أولى لمخرجين دخلوا عالم السينما من هذا الباب الكئيب. إنهم يمنحون قوة للمشكل دون أن يسقطوا في التصوير "البورنوغرافي"، إنه يزعجك دون أن ترى شيئا.

-    في هذا السياق، هل ترون أن مشكل السينما المغربية يكمن في الشكل وطريقة التعبير أم في عمق المضمون؟
-    - هناك مخرجون مغاربة وصلوا سن اليفاعة والرشد، وأعني هنا التوفيق بين الشكل والمضمون. لكن هناك آخرين ليسوا في مستوى هذا الإشكال، دون أن يعني هذا أنهم يصنعون أفلاما رديئة، لكن المتلقي لا يحس بعمق تحليلي له كيان حقيقي.
ولابد من الإشارة هنا إلا أنه ليس هناك في الخطاب النقدي أخطر من التبسيط، فالأمور أكثر صعوبة وتداخلا، والنقاش الجدي يقتضي منا تناول الأمور الجدية بجدية.
وبعيدا عن التصنيفات، يبقى طرح أسئلة وإشكالات حول الشكل والمضمون من صميم الحوار الجدي. نظرة الناقد السينمائي تجعلني أرى كل الأفلام متساوية وعملية النقد ليست قدحية بالمرة بل تستدعي البرودة والمحبة والتريث دون السقوط في نقد النعوت الذي هو في متناول أي كان.
أنت الآن تطرح إشكالا مرتبطا بالاستمتاع و"التلذذ" السينمائي. ونحن في مهرجان مراكش نبحث عن هذه النوعية من الأفلام التي تمنح المتلقي متعة فريدة ومتفردة.


بوكس: مراكش والربيع العربي
-    هل تأثر المهرجان بما يعرف ب"الربيع العربي"؟
-    إلى حدود الآن كل من اتصلنا بهم رحبوا بفكرة المشاركة دون شرط أو قيد، ولم يسألنا أحد بهذا الخصوص. ومن اعتادوا الحضور سيحضرون هذه المرة أيضا كما هو الحال بالنسبة إلى النجمة الأمريكية "سيغورني ويفر" التي أصرت على المشاركة. وهناك أيضا نجوم كنا نستدعيهم منذ سنوات ولم يتمكنوا من الحضور بسبب ظروفهم المهنية سيشاركون في المهرجان هذه السنة كما هو الحال بالنسبة إلى النجم الهندي "شاروخان". ومن اعتادوا اقتراح الأفلام زاد عددهما هذه السنة بشكل كبير. لا أرى إذن أي تأثير.
المهم هو أن مهرجان مراكش يمنح المغرب انتماءه أولا إلى القارة السينمائية في عالم مفتوح، وثانيا يمنح السينما المغربية شاشة عرض للإنتاج الوطني.

في سطور
-  أول رئيس للجامعة الوطنية للأندية السينمائية سنة 1973
-  ساهم في مغربتها وتحويلها إلى إطار وطني
-  ساهم في أول دفعة تلفزيونية "التلفزة تتحرك" إذ برمجت أفلام مغربية وبرامج ثقافية في مرحلة اعتبرت "العصر الذهبي للتلفزيون" الأمر الذي أزعج وزارة الداخلية في ذلك الحين
-  رحل للاشتغال بالقناة الفرنسية "كنال بلوس" في منتصف الثمانينات وأعطى فرصة كبيرة للسينما الإفريقية والآسيوية
-  انتقل إلى القناة الثانية في أبريل 2000 من أجل "الإنقاذ"
-  تم تعيينه على رأس المركز السينمائي المغربي في شتنبر 2003
-    نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

مهدي قطبي رئيسا للمؤسسة الوطنية للمتاحف

"أمرني صاحب الجلالة بالحرص على إشراق الثقافة المغربية وصيانة تراثها"، هكذا يقول مهدي قطبي في فخر وهو يتحدث عن تعيين الملك محمد السادس له، يوم الاثنين الماضي، رئيسا للمؤسسة الوطنية للمتاحف، وهي المؤسسة الجديدة التي ستتولى مهمة النهوض بإشعاع الموروث الثقافي الوطني.
ويضيف الفنان التشكيلي المعروف في لقاء مع "الصباح" أن المؤسسة ستكون لها ميزانيتها الخاصة وتتميز بالاستقلالية التامة ستنهج سبيلا واضحا من أجل النهوض وغناء وتدبير الموروث الثقافي، "إنها التفاتة عبقرية من صاحب الجلالة، ففي الوقت الذي تبنى فيه الأسوار بين الثقافات في العالم اختار نسج روابط وبناء قناطر بين الحضارات".
وأكد قطبي أن البداية الحقيقية للمؤسسة ستكون في شهر يناير المقبل، "هذه لحظة تاريخية سيكون هدفها فتح نافذة للثقافة والتراث المغربي في كل مدينة، وحفظ الذاكرة الجماعية، إضافة إلى منح المواطن الرغبة في الإطلاع على ماضيه والتطلع بالتالي إلى مستقبله. سنحفز الجميع من أجل قراءة أحسن لفننها وثقافتنا"، يقول قطبي.  
ويضيف رئيس المؤسسة، "سنعمل جميعا مع المؤسسات العمومية ووزارة الثقافة وشركائنا الخواص لنكون يدا واحدة لأن عملية البناء يلزمها الكثير من العمال. فنحن مازلنا في بداية الطريق وأمامنا عمل كثير"
وتجدر الإشارة إلى أن قطبي فنان متعدد المواهب، إذ يحظى خريج مدرسة الفنون الجميلة بتولوز والمدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس، بصيت دولي مرموق في المجالين الفني والثقافي.
وولد قطبي بالرباط في فاتح يناير 1951، وهو أحد قدماء تلاميذ الثانوية العسكرية بالقنيطرة، ويعمل مدرسا للرسم في مدرسة "دو لاروشفوكو" بباريس منذ 1973.
ويعد قطبي، الحاصل على وسام الفنون والآداب وعلى وسام الاستحقاق الوطني من درجة فارس، الرئيس المؤسس لدائرة الصداقة المغربية الفرنسية التي تأسست سنة 1991، كما يعتبر مؤسسا لدائرة الصداقة الأوربية المغربية سنة 1998 وجمعية "صلة وصل- المغرب أوربا" سنة 2000.
وأصبح قطبي نجما في فرنسا وحاز اعتراف الغرب بفنه وموهبته وأصبح وجها من وجوه الحياة العامة الباريسية وحفلاتها وسهراتها ولياليها. لقد اقتحم فرنسا في قلب ثورة ماي 1968 وسنه لا يتجاوز 17 ربيعا لكي يتحول إلى صانع حلم تجوب لوحاته أكبر العواصم العالمية من باريس إلى نيويورك ومن مدريد إلى طوكيو ومن واشنطن إلى أمستردام من ساو باولو إلى جاكارتا.
وفي دجنبر 2002، عينه الملك محمد السادس عضوا بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.
ونظم قطبي منذ 1968 عدة معارض في المغرب وبعدد من البلدان الأخرى عبر العالم، كما زينت رسومه أغلفة عدة كتب من بينها "لا بريري ديزيفاي" لميشيل بيتور و"بارول ديكزيل" لدومينيك دوفيلبان، رئيس الحكومة الفرنسي الأسبق.
"وكان قطبي صرح ل"الصباح" في وقت سابق، "لي مسؤولية تتجلى في إعادة ما منحني وطني من قبل لأن الحياة ما هي إلا تبادل أزلي وأسعى الآن لمساعدة الغير كما ساعدني آخرون من قبل".
ودخل قطبي عالم تصميم المجوهرات والإكسسوار ليسمها هي أيضا ببصمته الخاصة ويقدم مجموعة هي زواج الخط العربي بالحلي والإكسسوار. مجال سيصنع فيه سعادة النساء والرجال، "هذه طريقتي لتكريم الفن المغربي".
جمال الخنوسي

"الرياضية" تعتذر عن بث إشهار للكحول

أنجزت مديرية تتبع البرامج بالهيأة العليا للاتصال السمعي البصري في إطار العملية الاعتيادية التي تقوم بها تقريرا حول حلقة من برنامج خاص بملخص الدوري البلجيكي يتضمن العلامة التجارية "جيبيلير" وقد راسلت الهيأة العليا الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بحكم تبعية القناة الرياضية لها بخصوص البرنامج المذكور تلفت فيها انتباهها إلى أن البرنامج المذكور يحمل إشارة بالصورة والكلمة إلى مشروب كحولي كراع للبطولة البلجيكية. وهو ما يشكل خرقا لدفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الذي يشير في أحد مقتضياته إلى منع بث أي إشهار لمنتوج أو لخدمة مضرة بصحة الأشخاص مثل المشروبات الكحولية.
وتأتي مراسلة الهيأة للمتعهد المعني في إطار عملية اعتيادية تقوم بها الهيأة مع جميع المتعهدين العموميين والخواص للحصول على توضيحات وعناصر إجابة من الطرف المعني بالمخالفة.
وجاء جواب القناة الذي أكد فيه المتعهد أنه اقتنى حقوق بث ملخصات الدوري البلجيكي بالصيغة التي كان يبث فيها كما التزم بحذف كل المقاطع المتضمنة للعلامة التجارية المذكورة خلال الحلقات المقبلة، كما التزم بأن يطلب مستقبلا من المتعاقدين معه أن يخبروه بأي عنصر من عناصر البرامج قد يشكل مسا بالقوانين الجاري بها العمل في مجال الإشهار.
وأعادت مديرية تتبع البرامج مشاهدة البرنامج المذكور للتأكد من صحة هذه الالتزامات، وبأنه تم حذف العلامة التجارية المذكورة، وتم تعويضها برمز يشير فقط إلى البطولة البلجيكية.
وأشار مصدر مطلع من داخل الهاكا أن مراسلة الهيأة إلى الشركة كانت بتاريخ 16 نونبر الماضي، وتوصلت بجواب الشركة يوم 2 دجنبر الجاري عملا بالقوانين والمساطر التي تحكم علاقة الهيأة للاتصال السمعي البصري بالمتعهدين سواء كانوا خواصا أو عموميين. 
وكانت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أصدرت في وقت سابق، قرارا يقضي بالوقف الفوري لبث الوصلة الإشهارية التي تسوق كريم تفتيح البشرة «شيرلي» على القناة الثانية باعتباره إشهارا ممنوعا.
وتكمن أهمية هذا القرار في أنه الأول من نوعه، وسابقة في تاريخ الهيأة العليا منذ تأسيسها، إذ يتم استصدار قرار يمنع وصلة إشهارية لمنتوج بسبب أضراره الصحية، بعد استشارة الوزارة الوصية، والمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية بالمغرب، وهو ما يفتح الباب أمام قرارات مستقبلية مماثلة.
وجاء في القرار أن الهيأة اعتمدت على ما جاء في رسالة وزارة الصحة، والمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية بالمغرب المؤرختين تباعا في 18 و 16 غشت الماضي، جوابا على طلب استشارة موجه لهما من طرف المجلس الأعلى حول الخصائص الفيزيو كيمائية لكريم تفتيح البشرة «شيرلي». واتفق الرأيان الاستشاريان على أن "استعمال الكريم موضوع الوصلة الإشهارية يشكل خطورة بالغة على صحة المستهلكين، وهو ما تم تأكيده علميا من خلال تحاليل ودراسات أجريت بمبادرة من المؤسستين".
جمال الخنوسي

إدغار موران رئيسا للمهرجان الوطني للفيلم


مفاجأة جميلة أعدها المركز السينمائي المغربي لمحبي السينما المغربية وعشاق الفن السابع، عندما أعلن، أخيرا، عن اختيار اسم كبير وهرم من أهرامات الفكر المعاصر، الفيلسوف الفرنسي إيدغار موران من أجل رئاسة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة للدورة 13 للمهرجان الوطني للفيلم، الذي ستحتضنه مدينة طنجة من 12 إلى 21 يناير المقبل.
وقد نشر إدغار موران، المختص في السينما، العديد من الكتب من بينها "السينما أو الإنسان المتخيل" و"النجوم". وأشرف من 1956 إلى 1962 على إدارة مجلة "ليزارغيمون" (الحجج). كما أنجز بشكل مشترك سنة 1961 مع جون روش فيلم "كرونيك دان إيتي" (يوميات صيف)، علاوة على تأليفه للعديد من الكتب ترجمت إلى 28 لغة في أكثر من 40 بلدا، وترأس أيضا الوكالة الأوربية للثقافة (اليونيسكو). كما أن إدغار موران دكتور فخري بعشرات الجامعات العالمية، وحاصل على عدة جوائز من بينها ميدالية أرسطو الذهبية من اليونسكو عام 2001.
وسيترأس موران لجنة تحكيم تضم كلا من أحمد حرزني، عالم اجتماع، نائبا لرئيس لجنة تحكيم، والزميلة سناء العاجي، والصحافي والناقد السينمائي اللبناني إبراهيم العريس، والسويسري مارسيال نايبل، المدير الفني السابق للمهرجان الدولي للفيلم بفريبورك، والفرنسي تييري لونوفيل، عضو لجنة صندوق الدعم لسينما الجنوب، والأستاذ الجامعي والناقد السينمائي أحمد الفتوح.



وفي السياق ذاته أشار بلاغ للمركز السينمائي المغربي، صدر أخيرا، إلى أن المخرج الإيفواري فاديكا كرامو- لانسيني، سيرأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة. وعرفت أفلام كرامو - لاسيني بتركيزها على المشاكل المشتركة بين العديد من البلدان الإفريقية، إذ حاز على الجائزة الكبرى للمهرجان السينمائي والتلفزيوني الإفريقي في واغادوغو (فيسباكو 1981) عن فيلمه (دجيلي).
وتضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة كلا من أنا ديفانديني، مديرة السينما بالصندوق المركزي للأنشطة الاجتماعية، وعضو دائم للجنة دعم وتطوير السيناريو في  فرنسا، والفنانة هدى الريحاني، ممثلة، والصحافي والناقد المصري رامي عبد الرازق، والمخرج عادل الفاضلي.
وتشمل جوائز مسابقة الأشرطة الطويلة الجائزة الكبرى للمهرجان، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة العمل الأول، وجائزة السيناريو، وجائزة أول دور نسائي، وجائزة أول دور رجالي، وجائزة ثاني دور نسائي، وجائزة ثاني دور رجالي، وجائزة التصوير، وجائزة الصوت، وجائزة التركيب، وجائزة الموسيقى الأصلية. أما جوائز مسابقة الأشرطة القصيرة فتشمل الجائزة الكبرى للمهرجان، وجائزة لجن التحكيم، وجائزة السيناريو.
جمال الخنوسي

المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يعرض المنجزات والانتظارات

أصدر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تقريرا تركيبيا يرصد وضعية الأمازيغية خلال العشرية الأخيرة، ويقترح بعض الإجراءات التي ستساعد على ترسيخ الأمازيغية في المؤسسات العمومية انسجاما مع الوضعية الجديدة للأمازيغية في دستور المملكة.
وجاء في التقرير الذي يحمل عنوان "الثقافة الأمازيغية الإنجازات والانتظارات"، أن المغرب يعيش وضعا سياسيا متميزا وتحولا تاريخيا مهما، وذلك بعد أن تبنى المغاربة دستورا جديدا يستجيب لتطلعاتهم بارتكازه على مقتضيات ديمقراطية ومضامين متعددة ومنحه صلاحيات كبيرة وموسعة للسلطتين التنفيذية والتشريعية وستسهر على تنزيل مضامينه حكومة نابعة من صناديق الاقتراع التي تعكس الإرادة الشعبية.
واستنادا إلى البرنامج الانتخابي للحزب الفائز إلى البرامج الانتخابية للأحزاب المشكلة وللحكومة، فإن الأمازيغية والمقتضيات المتعلقة بها والمنصوص عليها في دستور المملكة، ستكون من بين أولويات الحكومة، إذ ستتم ترجمة مقتضيات المادة الخامسة على أرض الواقع، وذلك بسن سياسات عمومية تعطي للأمازيغية مكانتها وتعمل على تكريس المكتسبات التي تحققت خلال العشرية الأخيرة.
وفي هذا السياق، يعتبر إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مكسبا أساسيا ونقطة تغيير في مسار النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين، إذ أن هذه المؤسسة الوطنية خلقت تحولا عميقا في مجال تدبير التعددية والاختلاف في بلادنا وفتحت آفاقا واعدة لإدماج الأمازيغية في مختلف مناحي الحياة خاصة في قطاعات التعليم والإعلام والثقافة.
ويمكن الجزم بأن العمل الذي قام به المعهد في هذه المجالات وميادين أخرى، جعل من الأمازيغية ورشا وطنيا يستلزم مساهمات وانخراطات الجميع في إطار بناء الدولة الديمقراطية المبنية على الحق والقانون والتي تجعل من الاختلاف والتعددية ركيزة لبناء مجتمع متماسك متنوع وموحد.
ورصد التقرير  ثلاثة محاور لإنجازات تم تحقيقها.
ففي مجال التعليم وبتنسيق مع الوزارة الوصية، قام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بإنجاز أعمال مهمة وأساسية على مستويات متعددة الأهداف من وراء هذه العمليات وضع التصورات والمنهاج، وكذا إنجاز الوسائل التربوية الخاصة بإدماج وإدراج اللغة الأمازيغية في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين.
وفي هذا المجال قام المعهد بإعداد الكتب المدرسية لتعليم اللغة الأمازيغية لجميع مستويات التعليم الابتدائي، إضافة إلى إنجاز حوامل بيداغوجية متنوعة وإعداد مجزوءات التكوين الأساس والمستمر الخاصة بالأساتذة والمفتشين والمكونين، كما سهر كذلك على تكوين الأطر التربوية وساهم في إرساء مسالك الدراسات الأمازيغية ببعض الجامعات الوطنية. وعلى مستوى اللغة،  قام المعهد بتنميط حرف تيفيناغ وشرع في تهيئة اللغة الأمازيغية الموحدة اعتمادا على منهجية علمية متدرجة ونشر معاجم عامة ومتخصصة تسهل عليه التعليم والتكوين.
وعلى المستوى الإعلامي، قام المعهد منذ إحداثه بصياغة تصورات حول الإعلام العمومي ومكانة الأمازيغية في هذا المجال. واعتبر المعهد أن الإعلام بصفة عامة دعامة من دعامات النهوض بفكر التنوع الثقافي واللغوي ببلادنا، وأداة قوية للإسهام في التربية على المواطنة وإبراز التعدد الي يميز هويتنا الوطنية الموحدة. وعليه، فإن المعهد يؤمن بأن الإعلام العمومي سيساهم، في إطار السياسات الوطنية، في إبراز البعد الأمازيغي وتطويره والنهوض به وجعله ركيزة للتنمية البشرية المستدامة ووسيلة لدمقرطة المجتمع والدولة.
أما على المستوى الثقافي  فقد أولى المعهد، حسب التقرير،  اهتماما كبيرا لعملية نقل الموروث الثقافي الأمازيغي من الشفاهية إلى الكتابة. وقام بجمع المتون الأدبية المتنوعة من خلال الأعمال التي يقوم بها باحثوه أو عبر التعاقد مع باحثين مختصين.
وشكلت هذه المهمة التي تندرج ضمن اختصاصات المعهد، إحدى أولوياته بالنظر لما يتهدد هذا التراث من التلف والاندثار.
ورغم المجهودات التي قام بها المعهد في هذه الميادين من أجل إعادة الاعتبار للمكون الأمازيغي وإدماج الأمازيغية في مجموعة من القطاعات، فإن ترسيخ الأمازيغية بعدا أساسيا في الهوية الوطنية وادماجها  الفعلي في السياسات العمومية، يتطلب مجموعة من الإجراءات: ففي مجال التعليم، ينتظر من البرنامج الحكومي تطبيق التعميم الأفقي والعمودي لتدريس اللغة الأمازيغية وخلق مناصب الشغل لفائدة الأساتذة والمؤطرين، وتشجيع وتقوية مسالك الدراسات الأمازيغية بالجامعات، وتوفير شروط التكوين الممنهن، وتكثيف التكوينات الأساسية والمستمرة وخلق بنيات إدارية مركزية وجهوية ومحلية مكلفة بتدبير تدريس اللغة الأمازيغية.
وفي مجال الإعلام، ينتظر تقوية حضور الأمازيغية في الإعلام العمومي الوطني عبر صياغة دفاتر تحملات جديدة تستجيب للوضعية الحالية للأمازيغية كلغة رسمية وإنشاء قطب عمومي مكلف بالإشراف على القناة والإذاعة الأمازيغيتين. كما ينتظر كذلك تمديد مساحة البث وتنويع شبكة البرامج وتوسيع المساحة الزمنية المخصصة للأمازيغية في القناتين الأولى والثانية وإدماج الأمازيغية في قناة ميدي 1 تيفي.
كما ينتظر كذلك تشجيع الإنتاج بالأمازيغية في مجال الدراما والسينما وإيلاء أهمية لبرامج التعليم والإرشاد وكذا التعريف والتحسيس بالثقافة الأمازيغية بمختلف اللغات. ولتحقيق جودة البرامج يجب العمل على تأهيل الأطر العاملة بالإعلام الأمازيغي العمومي عبر التكوين الأساس والتكوين المستمر بالاستفادة من خبرة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في مختلف مجالات اختصاصه.
في مجال الثقافة، ينتظر العمل على إبراز المكون الثقافي الأمازيغي في السياسات العمومية سواء من خلال الحفاظ على الهوية الوطنية بصيانة المظاهر الثقافية المادية كالمآثر التاريخية والمواقع الأثرية وتشجيع البحث الأثري وإحداث متاحف جهوية تستوعب الآثار والمهارات اليدوية ونماذج من التراث الغير المادي.

07‏/12‏/2011

رجس النجار تستعرض عورات المغاربة في فيلم مهين

هناك أفلام تلتصق بالذاكرة وتصبح جزءا من كيان الإنسان مدى الحياة، وهناك أفلام مسلية تمنح المتعة والترفيه ينساها المشاهد فور مغادرته للقاعة المظلمة، وهناك أيضا أفلام تثير لدى المشاهد نوعا من الاشمئزاز والرغبة في الغثيان التي تجعله يترك قاعة السينما وهو يلعن الفن السابع وكل ما ينتمي إليه.
 
فيلم نرجس النجار، الذي افتتح الدورة 11 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، واختارت له "عاشقة من الريف" عنوانا، ينتمي إلى الصنف الأخير حيث تغيب القصة والحبكة الدرامية وكل أبجديات السيناريو وحضر بدل ذلك فيلم يجمع موبقات المجتمع ويتاجر في عاهاته إنه كوكتيل من الجنس والقوادة والدعارة والمخدرات يصور المغاربة فصيلة بلا شرف يمنحون كل التنازلات لوصول إلى الهدف المبتغى.
إنه "جنس" جديد من "سينما القضيب" تحاول من خلاله النجار إخفاء الإفلاس الإبداعي في المشاهد الصادمة (جنس، سحاق، تبرز...) والحوارات المستفزة لمشاعر المشاهدين الذين غادر عدد كبير منهم القاعة وفي قلوبهم غصة الإهانة.
لقد أرادت المخرجة قول كل شيء (البطالة، القمع، التعصب الديني...) فتطرقت إلى المواضيع بشكل سطحي وجانبي، فلم تقل في آخر المطاف شيئا. وأضاعت في الطريق الحمولة المجازية والتعبير عن جدية أفكارها من خلال مشاهد مقطعة بلا رابط، وسيناريو مهلهل، فكانت النتيجة هي الفراغ والعدم. واستعرضت النجار عبر شخصيات مهزوزة غير مقنعة بالمرة، تميزت جميعها بالسطحية وغياب ملامح مميزة، بلا هدف أو تحديات يمكن أن تسير بالمشاهد إلى نهاية الفيلم، وممثلات ميزتهن الوحيدة جرأتهن، (استعرضت) نماذج للتهتك والتفسخ، فالبطلة مراهقة ستقدم شرفها إلى بارون مخدرات في الريف مرات لأنها "تخيط بكارتها" وتعود إليه، وأخو البطلة هو من يدفعها في حضن الرذيلة لأنه يطمع في كرم البارون، ووالدة البطلة تعرض شرفها لمحامي العائلة من أجل إطلاق صراح ابنتها في السجن. أما ما يحدث في هذه المؤسسة التهذيبية فحدث ولا حرج. فمدير المؤسسة يختار كل ليلة ضحية ليقضي حاجته وكأنه في حريم... وقس على كل هذا من موبقات التي تستعمل فيها رموز الوطن بشكل فاضح (العلم الوطني، خريطة البلاد...) أضف إلى ذلك حوارات مخجلة ستبقى بعض تعابيرها راسخة في تاريخ الإساءة والعار من قبيل: "المغاربة حرايفية في التخياط (تقصد تخييط البكارة)"، و"شحال من كطار تايساوي .... أختك". 
 
وتميز الفيلم أيضا بنوع من الفرجوية التي تلزمها "نظرة الآخر إلينا" من خلال مشاهد حول زراعة الكيف وهوس المسلمين بالعذرية وغيرها من الكليشيهات التي تجعل منا "وحوش فرجة" تكافئ بها المخرجة العطاء الأجنبي والدعم البلجيكي السخي.
لقد حان الوقت فعلا لإعادة النظر في الكثير من ميكانزمات عملنا، وطرق توزيع الدعم السينمائي لتحسين أدائه، وفي كل أشكال الشللية والمحاباة، إذ لم يعد مقبولا اليوم منح أموال المغاربة لأناس يصنعون أفلاما تعكس "خصوصياتهم" أو عقدهم النفسية من أجل الانتقام من المجتمع وتصفية الحساب معه. كما لم يعد مقبولا أيضا منح أموال المغاربة لمن يكره المغرب ويسب المغاربة ويجعلهم رموزا للتهتك والقوادة والدعارة و"يفرج فيهم عباد الله" في الخارج، إذ هناك سينمائيون يكتبون أفلامهم بقلوبهم وآخرون يكتبونها بأعضاء أخرى، سامحهم الله.
جمال الخنوسي

06‏/12‏/2011

بنكيران في دوزيم .. السم في العسل


ماذا تعني استضافة دوزيم لعبد الإله بنكيران وظهور زعيم البيجيدي في "برايم تايم" أو وقت الذروة؟ لا شيء، فالرجل رئيس الحكومة الجديد ومن الطبيعي استضافته في وسائل الإعلام العمومية من أجل التعرف عليه أكثر وعرض تصوراته.

هذا تفسير تلقائي وعفوي لمبادرة دوزيمية ليست اعتباطية، لكن أن يحضر بنكيران على القناة الثانية من خلال برنامج معاد هو "ميزونكور" الذي يقدمه الصحافي حميد برادة، بث أول مرة في 28 فبراير الماضي، فتلك حكاية أخرى وحدث يقبل قراءات متعددة، وطرح أكثر من سؤال.
لابد من التنبيه أولا إلى أن استضافة أول رئيس الحكومة أمر محمود يدخل في صميم وظائف الإعلام العمومي وما تقتضيه دفاتر تحملاتها، إذ كانت القناة الثانية ستقوم بعمل صحافي رصين، بل بخبطة حقيقية، في لغة أهل الإعلام، لو كانت تمتلك الشجاعة الكافية لذلك. فبنكيران ليس رئيس حكومة "الواق واق" أو رجلا يسكن ديرا في الفيافي البعيدة، وكان من الممكن استضافته في "برنامج خاص" كما دأبت القناة على ذلك في فرص سابقة أقل أهمية.
والملاحظ كذلك هو أن تلك الحلقة كانت ضعيفة جدا، بل إنها أضعف حلقة من سلسلة البرنامج المتميز: فمستوى النقاش كان هابطا جدا وأخذ طابعا "لايت" تحاشى النقاش السياسي العميق دون أن يمنح "الزعيم" إمكانية التعبير، وبالتالي تقديم "الوجه الحقيقي" لبنكيران وحزبه. زد على ذلك فرنسيته المشتتة وعقدة لسانه الذي ربطته صعوبته في التعبير. كلها عناصر إذن قدمت صورة مهزوزة عن "ليدرشيب" أو زعامة إسلامية تمكنت من حصد 25 في المائة من أصوات الكتلة الناخبة!
ويمكن السير في هذه القراءة بعيدا، إذ أن الأمر لم يقتصر على بنكيران فحسب، بل إن زميله سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني وعضو الأمانة العامة في حزب العدالة والتنمية، تعرض بدوره إلى ما يشبه "الاستنطاق" باعتباره جنسا صحافيا اكتشفته مديرية الأخبار بالقناة الأولى.
فعند استضافته ليلة إعلان نتائج الانتخابات خضع لاستنطاق حول ما سيفعله حزبه غدا في هذا المشكل أو ذاك، وتم ربط أسئلة بلاطو الأخبار التي تتميز بضيق الوقت، بروبورتاجات حول مشاكل المداشر والدواوير النائية والانتظارات الآنية للناس!
وإذا ما افترضنا حسن النية وابتعدنا عن القراءات المغرضة فسيكون "حادث بنكيران" مجرد سوء في التقدير وكمينا غير مقصود، بل هي "نيران صديقة" من قناة عبرت أخيرا عن "ولائها" للحاكم الجديد من خلال الإفراج عن صحافيات متحجبات ظهرن فجأة ليلة إعلان النتائج، عملا بالمثل المغربي الشهيرة "اللي تزوج مي نكولو خالي".
جمال الخنوسي

فوز العدالة والتنمية يفجر قريحة المغاربة الفكاهية


فتح الفوز الساحق لحزب العدالة والتنمية، ذي التوجهات الدينية، شهية المغاربة للفكاهة والتنكيت، فانتشرت العبارات الهزلية والقفشات بين الناس في أماكن العمل والمقاهي، كما شهدت الشبكات الاجتماعية أولى ردود الفعل الساخرة على فوز الحزب الديني.
على فايسبوك ظهرت مجموعات ضد توجه "بيجيدي" مثل صفحة تحمل اسم "ضد التحالف مع بيجيدي" وأخرى تحمل اسم "ضد بيجيدي". وانطلقت في الآن ذاته تعليقات ساخرة من منخرطي الشبكة تعكس بشكل ساخر التخوفات من التحول إلى "مجتمع متزمت ومنغلق"، وكتب أحد "نشطاء" فايسبوك  خبرا عاجلا مفاده أن "شركة جيليت تعلن نيتها الانسحاب من المغرب إن تأكدت الأنباء حول فوز العدالة و التنمية" في إشارة على إرخاء اللحى الذي سيغدو موضة الغد. وكتبت صحافية معروفة على صفحتها التي تتميز بمتابعة كبير، أن "شركة براسري المغرب (المصنعة للخمور بالمغرب) تقدم تخفيضات كبيرة على منتوجاتها قبل أن تغير طبيعة نشاطها !". وورد في الصفحة ذاتها أن "شركة اتصالات المغرب قررت تغيير رسالتها الصوتية ب (الأخ الذي تطلبونه إما في الصلاة أو في جلسة الذكر، المرجو معاودة الاتصال بإذن الله)".
أحد الظرفاء على فايسبوك لاحظ تأثير تسونامي الإسلاميين على المشهد السمعي البصري وكتب على صفحته، "مباشرة بعد صدور النتائج الأولية بتصدر العدالة والتنمية للانتخابات، بدأت الحلقومة الثانية دوزيم بفرض الحجاب على مذيعات القناة.. أنباء عن ارتداء سميرة سيطايل النقاب ... كما شوهد جامع كلحسن يساوم فوقية بالحبوس ... وسيتم التخلي فورا عن قسم الماكياج، كما سيتم تعويض العطور والبارفانات الباريزية الفخمة بالعود القماري وسرغينة والجاوي".
وفكر آخرون في أن الذهاب إلى العلب الليلية (السرية) سيتحول من ليلة السبت إلى ليلة الخميس بسبب تغيير موعد "الويكاند من السبت والأحد إلى الخميس والجمعة.
وعبر أحدهم عن تفاؤله وسعادته بفوز العدالة والتنمية لأن "الكريدي حرام" وسيتم قريبا إلغاء جميع ديون المغاربة. فيما أعلن آخر عن التغيرات المرتقبة في قواعد مادة الرياضيات في عهد العدالة والتنمية: "المستقيمان المتوازيان لا يلتقيان بإذن الله، فإذا التقيا فلا حول ولا قوة إلا بالله، أما حساب الاحتمالات فحرام في حرام لأن الغيب لا يعلمه إلا الله".
وعبر البعض عن تخوفاته من تأثير صعود الإسلاميين على المجال الفني والثقافي، وتغيير توجهات وخيارات مهرجان مثل "موازين" الذي شن عليه "بيجيدي" حربا شعواء بسبب استضافته فنانين عالميين اتهمتهم بإشاعة "الفسق والرذيلة والتحريض على المثلية والدفاع عنها" فقال أحدهم إن الدورة المقبلة سيفتتحها "الطلبة"، وأضاف آخر، "سيضم البرنامج نجوم المديح ورموز حلقات الذكر، كما سيغير "موازين" اسمه إلى "مصابيح". الدورة المقبلة ستستضيف يوسف إسلام، والفرقة التطوانية والمسمعين".
ونصح آخر أصدقاءه ومعارفه الذين تجاوزوا ألفي مشترك على صفحته، "أللي عندو شي قريعة يشربها، وللي عندو شي جوان يكميه، وللي عندو شي جميمة يتزوج بيها، وللي عندو معا الشيخات يقلبها طلبة".
جمال الخنوسي

28‏/11‏/2011

الكبسولات التلفزيونية الحزبية أفسدت مكاسب ما قبل الحملة


إذا كان لا بد من تحديد وصف للحملة الانتخابية الأخيرة فسيكون حتما "حملة الوعود ولغة الخشب"، الكل قدم وعودا بالتشغيل، ووعودا بحل المشاكل، ووعودا بغد أفضل، حتى غدت تلك الكبسولات البليدة التي يطلقها التلفزيون كل وقت وحين نوعا من التعذيب الممنهج للمشاهدين.
لم يكن الأمر دائما على هذا النحو، فقد لوحظ قبل شهر من انطلاق الحملة الرسمية نوع من الدينامية الإيجابية التي اجتاحت وسائل الاتصال السمعي البصري، واحتل السياسيون والمناضلون والمحللون والزعماء ورجال الإعلام بلاطوهات التلفزيون من أجل التحليل والسجال تارة، ومقارعة الأفكار والبوليميك تارة أخرى.
على أي حال، كان هناك نقاش يحمى وطيسه في بعض الأحيان ويخلق نوعا من التدافع الإيجابي، وبالتالي يولد فرجة تلفزيونية  هي أساس الإنتاج السمعي البصري.
أكثر من هذا، طالبت بعض الأحزاب السياسية والقنوات التلفزيونية العمومية بإعادة النظر في طريقة تقديم وصلات الحملة الانتخابية في الإعلام العمومي بدعوى أنها تشكل أحد أهم أسباب نفور المشاهدين والعزوف الانتخابي.
وعبرت بعض هذه الأحزاب السياسية والقنوات عن موقفها خلال اجتماع ضم وزير الاتصال، خالد الناصري، وممثلي الأحزاب السياسية والقنوات التلفزيونية من أجل تدبير ولوج الأحزاب للإعلام العمومي خلال الحملة الرسمية، إلا أن هذه المطالب والنوايا الحسنة سرعان ما تراجعت لتترك المكان للخطاب الخشبي وإطلاق الكلام على عواهنه وأصبحت الأحزاب السياسية وممثلوها يعملون بمنطق "جيب يا فم وكول".
المغزى من كل هذا، هو أن الأحزاب السياسية أبانت عن انتهازية كبيرة في تعاملها مع وسائل الاتصال السمعي البصري، وأظهرت أن الهدف من كل ذلك اللغط الإعلامي ليس هو تمكين المواطنين من تكوين آرائهم السياسية بكل حرية وموضوعية، بل عرض أناها المتضخمة بشكل رديء شكلا ومضمونا.
لقد ساهمت الترسانة القانونية والقرارات التنظيمية التي سنتها الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بالمناسبة، في تأطير تنشيط الفترة الانتخابية تلفزيونيا وإذاعيا من خلال اعتمادها فترة ما قبل الحملة الانتخابية التي امتدت ثلاثين يوما، من أجل فتح الباب أمام جميع الأحزاب السياسية في برامج للنقاش، لتبدأ بعد ذلك فترة الحملة الرسمية التي امتدت 13 يوما قبل يوم الاقتراع والمؤطرة بقرار وزاري مشترك (الداخلية، والاتصال والعدل). كما سجل التقرير الذي قدمته الهيأة أخيرا حول النتائج الأولية المتعلقة بولوج الأحزاب السياسية إلى وسائل الاتصال السمعي البصري خلال فترة ما قبل
الحملة الانتخابية حصيلة إيجابية لدينامية مازالت في المهد، ونجاحا نسبيا للمرحلة الأولى التي شهدت حراكا غير مسبوق على القنوات العمومية والمحطات الإذاعية الخاصة.
في المقابل، كانت مرحلة الحملة الرسمية محبطة، فحلول زمن الكبسولات المقززة منح الأحزاب السياسية فرصة قراءة خطبها "الأركيولوجية"، وبرامجها المتحجرة على المشاهدين بطريقة لم تعد مقبولة ولا تتماشى مع روح الإصلاح والتغيير التي يعرفها المغرب.
إن الجميع يتناسى في "اللحظات الحاسمة" أن التلفزيون أولا وقبل كل شيء "ترفيه وفرجة"، إذ لابد للبرامج السياسية من ضمان المستوى الأدنى من التراشق بالأفكار وتبادل الرأي لخلق متعة المشاهدة من خلال ضمان قوة المضمون المناقش التي تفترض التوقف عن الخطابات المتحجرة والمسايرة الوديعة، حتى لا نقول المتواطئة، التي تميز أداء بعض منشطي البرامج الحوارية، وفتح نقاشات حول مواضيع حرجة جدا في مجالات سياسية واجتماعية وثقافية.
جمال الخنوسي