31‏/03‏/2011

اختتام الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لفيلم الطالب: تتويج مستحق لسينمائيي المستقبل


مراسلة خاصة (جريدةالاتحاد الاشتراكي)


أسدل الستار، ليلة السبت الماضي، عن فعاليات المهرجـان الدولي لفيلـم الطالب، الذي تنظمه سنويا جمعيـة «فـنـون ومهـن» وذلك بكل من مسرح محمد السادس، والمعهـد الاسباني سرفانثس، وفيلا الفنــون بالدار البيضاء، ومعهد ا.ش.ب للفن والإعلام.
بحضور نخبة من نساء ورجال الفن والثقافة الوافدين من المغرب وخارجه، أضفت على فضاء مسرح محمد السادس جوا مفعما بالاحتفاء بمستقبل السينما، مغربيا وعربيا ودوليا، أعلنت لجن تحكيم المهرجان عن نتائج مداولاتها، مثلما أكد ممثلوها، خلال كلماتهم الختامية، على الجودة التي طبعت الأشرطة المشاركة في كل الأصناف، وعلى تقديرهم للمجهودات المبذولة من قبل الجهة المنظمة التي وفرت للدورة جميع شروط النجاح. كما عبر المتدخلون عن تثمينهم للتنوع الذي طبع الأفلام المشاركة، سواء من حيث مقارباتها الجمالية والتقنية، أو من خلال تيماتها واختياراتها الفنية.
لجنة صنفي الفيلم الوثائقي والفيديو-كليب، التي ترأسها المخرج حسن بن جلون وضمت في عضويتها الممثلة ثريا العلوي والإعلاميين جمال الخنوسي، وزعت جوائزها في الصنف الأول (الوثائقي) كما يلي:
- الجائزة الأولى للوثائقي اللبناني «إلى اللقاء» لإلياس أشقر،
- الجائزة الثانية للشريط المغربي «طالبانين» عدنان بركة،
- الجائزة الثالثة للفيلم الفرنسي «النار» لميكائيل كابرون،
- الجائزة الرابعة (جائزة 2M) لـ «المنفيون» للمغربية غزلان بن سليمان.
اللجنة ذاتها منحت جوائز صنف الفيديو-كليب وفق الترتيب التالي:
- الجائزة الأولى لـ»تطرق» للألماني أندرياس ثورك،
- الجائزة الثانية لـ «بوحدي» للمغربي إلياس لخماس،
- الجائزة الثالثة لـ «فلانور» للألماني دافيد جاهن،
- الجائزة الرابعة (جائزة 2M) لـ «عيت نشوف» للمغربي عمر غلاي.
أما في صنفي الفيلم التخييلي والشريط التجريبي، فقد كانت لجنة التحكيم مكونة من المخرج عادل فاضلي رئيسا، والمخرج والممثل المصري أحمد شاكر، والمثل عمر لطفي، والفنانة الفرنسية بريجيت شديلة فكران أعضاء. ومنحت جوائزها في صنف الفيلم التخييلي إلى:
- الإيطالي أنطولينو نوفلينو عن «تبادل» (الجائزة الأولى)،
- المصري أحمد النجار عن «صلصال» (الجائزة الثانية)،
- البلغاري فاسيلينا غورانوفا عن «فجوة» (الجائزة الثالثة،
- والجائزة الرابعة (جائزة 2M) للمغربي حسام أزماني عن «اختياري».
وفي صنف الشريط التجريبي، وزعت اللجنة جوائزها على وفق الترتيب التالي:
- الجائزة الأولى للألماني لارز تي-زي كامبل (مصادرة)،
- الجائزة الثانية للمغربية سارة السيد (أسود)،
- الجائزة الثالثة للمغربي صاحب مروان (الحياة)،
- والجائزة الرابعة (جائزة2M) للمغربي محمد الريشي عن «طريق إلى الموت».
أما في حقل الفيلم التحريكي، وهو المجال الذي استفاد الطلبة من ورشة تكوينية حوله، فقد عادت جوائزها لكل من:
- البلجيكي جيرلاندو أنفوزو عن «عين الطاووس» (الجائزة الأولى)،
- الجائزة الثانية للشريط الجماعي الفرنسي»ثلاث نقاط صغيرة»،
- المصرية عالية فرج عن «ابتسامة».
وكانت لجنة تحكيم هذا الصنف، الذي لم يحصل فيه الطلبة المغاربة على أية جائزة رغم مشاركتين اثنتين، تحت رئاسة بريجد ماهر، الأستاذة بمدرسة التواصل في الجامعة الأمريكية، وعضوية الفنان أحمد حروز والناقد الفني عبد الرحمان بن حمزة.
وقد شهدت الدورة عدة معارض فنية وأخرى تحتفي الأزياء العالمية. كما شهدت ندوات وورشات تكوينية لصالح الطلبة المشاركين القادمين من ألمانيا، ألبانيا، بلجيكا، بلغاريا، بوركينا فاسو، الصين، مصر، إسبانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، لبنان، تشاد، تونس، تركيا، سوريا وبنين بالإضافة للعديد من المعاهد المغربية المختصة.
وكانت جلسة افتتاح المهرجان قد شهدت حضورا وازنا ومتنوعا تقدمه الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي وحرمه، والرؤساء الشرفيون للدورة، وممثلو شركاء الجمعية المنظمة، وأعضاء لجن التحكيم والعديد من الوجوه الفنية، كما احتضنت لحظة تكريمية لروح الناقد الراحل نور الدين كـشطي. ومعلوم أن جوائز المهرجان الثلاثة الأولى في كل الأصناف تمنح من قبل شركة إريكسون، الشريك الرسمي لجمعية «فنون ومهن»، بينما الجائزة الرابعة في كل جنس سينمائي تخصص لإنتاج مغربي وتمنح من طرف القناة الثانية.

28‏/03‏/2011

فرانس 24 تنتفض ضد المد اللبناني

نقابية فرنسية قالت إن مظاهر الزبونية استفحلت في القسم العربي لدرجة لا يمكن السكوت عليها
أكدت النقابية سابين ميليه، أنه خلافا للقسمين الفرنسي والإنجليزي، فإن القسم العربي داخل قناة "فرانس 24" يشهد أوضاع لا يمكن السكوت عليها.
وأضافت النقابية، ورئيسة نشرة بالقسم الفرنسي، في اتصال مع "الصباح" أن الزبونية، حسب الأصداء التي تصلها، أمر مستفحل، "وكل مرة نقول أن الأمور ستتحسن لكن بدل ذلك نسقط في الأسوء والأنكى".
وفي الاتجاه ذاته عبرت سابين ميليه النقابية عن "إس إن جي - سي جي تي"، عن أسفها من مناقشة مثل هذه المشاكل، الغائبة في القسمين الفرنسي والانجليزي، على حساب "المشاكل الحقيقية" التي يمكن أن تحسن من أداء القناة ككل. وأضافت أنها نقابية يمكنها أن تقول بالجهر ما يهمس به الآخرون.
وجاءت تصريحات سابين ميليه ل"الصباح" عقب ما راج أخيرا حول الزبونية والمحسوبية التي تطبع القسم العربي إذ تحدث البعض عن "طائفة لبنانية" تتزعمها مديرة القسم ناهد نكد التي "تمارس نوعا من الحيف والمحسوبية والزبونية لاستقطاب العناصر اللبنانية على حساب الكفاءات من جنسيات أخرى".
وأشارت الأصوات ذاتها، من داخل قناة فرانس 24، إلى النسبة المهولة التي يمثلها اللبنانيون، "القناة التي تخاطب 300 مليون عربي بينهم 4 ملايين لبناني، أصبح فيها سبعة لبنانيين من أصل 11 صحفيا توكل إليهم بشكل دائم أو مؤقت مهام رئاسة التحرير، كما يوجد فيها أربعة مقدمين لبنانيين من أصل ثمانية دائمين، ومراسلان لبنانيان كبيران من أصل أربعة"، الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة المؤرقة حول عملية التوظيف وانتقاء المرشحين.
من جهتها نفت ناهدة نكد في اتصال مع "الصباح" كل ما نسب إليها مشيرة إلى أن عملية التوظيف تتم بشكل شفاف ومتوازن إذ تتم عمليات الانتقاء بشكل سري يضمن عدم الكشف عن جنسيات المتباين (وهو الأمر الذي نفاه صحافيون من القناة في وقت لاحق مؤكدين أن نكد كلفت مساعدة لبنانية باختيار ملفات المرشحين الذي يتم استدعائهم للاختبار الذي يصححه مدقق لبناني يرفع، بدوره،  تقريرا لناهدة  التي تتولى وحدها الحسم في كل ترشيح" .
وقالت نكد إن من يتحكم في عملية التوظيف هو الكفاءة والإلمام بتقنيات ومستلزمات الصحافة التلفزيونية، مشيرة إلى أن ما يتداول حولها وحول "تحيزها للبنانيين على حساب الجنسيات الأخرى" قالت نكد إنه كلام غير مقبول ولا يمكن السماح به داخل مؤسسة فرنسية، "إنه أمر بلا معنى، لا أفهمه، ولا أجد له تفسيرا معقولا أومقبولا".
وأشار بلاغ صادر عن منسقية النقابات الممثلة في القناة، توصلت "الصباح" بنسخة منه، إلى اجتماع عقد يوم الأربعاء الماضي، جاء عقب تلقيها تظلمات من عدد متزايد من العاملين في القسم العربي ب"فرانس 24" لتدارس وضع القسم العربي.
وجاء في البلاغ أن ممثلي النقابات الحاضرون "أجمعوا على أن كل الإنذارات التي وجهت إلى الإدارة  منذ أكثر من سنتين لم تجد آذانا صاغية مما أدى إلى استمرار و استفحال مشاكل القسم وعلى رأسها: سياسة التوظيف و الترقية، وسياسة الأجور، وغياب المقابلة السنوية بين العاملين والادارة، و أساليب الإدارة،  وأوقات وظروف العمل، وظروف عمل قسم الإنترنت العربي".
وفي الإطار نفسه، دعت منسقية نقابات فرانس 24 العاملين في القسم العربي الى المشاركة في تصويت ينظم بشأن إقرار اللجوء إلى الإضراب. "وسينظم هذا التصويت بالاقتراع السري اليوم الإثنين في مبنى القناة".
وفي الاتجاه ذاته، شجبت نقابة الـ"إس إن جي- سي جي تي" في بلاغ لها توصلت "الصباح" بنسخة منه، "الاعتباطية المنتهجة من قِبل إدارة تحريرِ القناة العربية" في فرانس24. كما جاء في البلاغ أن  الموظفين يلجؤون إلى أدوية مهدئة، وضد الانهيار العصبي للصمود أمام ما يصفونه: الظلم والضغط والتنكيل والمحاباة والاحتقار. 
وينقل البلاغ تذمر مقدمي نشرات الأخبارِ المجبرين على إعداد النشرة في ظرف ساعتين فقط، يحسب فيهما الوقت المخصص لاجتماع هيأة التحريرِ والتجميل، كل ذلك على حساب نوعية المضمون. أضف إلى ذلك أن صحفيين استبعدوا أو مـنعوا من التقديم التلفزيوني أحيانا من دون سبب، وأحيانا أخرى لأسباب مثيرة للشكوك إذ تتحول البدانة إلى سبب لمنع صاحبها من تقديم البرامج أو إجراء الحوارات.
جمال الخنوسي

20‏/03‏/2011

التلفزيون العمومي يغير جلده


مثلت حلقة أول أمس (الأربعاء) من برنامج "مباشرة معكم" الذي ينشطه الإعلامي جامع كولحسن على القناة الثانية، استثناء بجميع المقاييس، انطلاقا من الضيوف الذين كانت رؤيتهم في التلفزيون أمرا نادرا، إلى الشجاعة التي ميزت إدريس اليازمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، الذي غامر بقدومه إلى بلاتوه التلفزيون أسبوعا فقط بعد تعيينه من طرف صاحب الجلالة في منصبه الجديد، للسجال والمناقشة  في برنامج مباشر وبوليميكي بامتياز.
كما أن الحلقة تميزت من الناحية الشكلية بتدبيرها الجيد لمبدأ التعددية في التعبير عن الآراء والمبادئ والأفكار المتصادمة والمتعارضة، إذ احترمت المبادئ القانونية والمهنية، وفي الآن ذاته، ضمنت الفرجة التلفزيونية التي هي إكسير كل منتوج، فظهرت في البلاطو نقاشات وسجالات لم يكن لها مثيل من قبل، مثل الحديث عن تقبيل يد الملك وصلاحياته...، وفي مواجهة هذا الخطاب، دافع ضيوف آخرون عن المكتسبات والديناميكية التي يعرفها بلدنا والاستثناء المغربي... لكن مع استعمال أسلوب مغاير عما كان متداولا في وقت سابق، إذ لم يسقط الضيوف في الببغاوية أو كمين لغة الخشب التي عودنا عليها الخطاب الرسمي التلفزيوني.
وفي السياق ذاته، كانت إدارة النقاش من طرف جامع كولحسن موفقة جدا، إذ كان المنشط موفقا في مهمته الصعبة من خلال التركيز على ثلاث ملاحظات أساسية:  أولا، منعه الضيوف من انتقاد أشخاص بذكر أسمائهم وهم غير حاضرين في البلاتو. وهو أمر ساهم بشكل حقيقي في عدم إفلات النقاش، والتحول بالتالي إلى الغوغائية والفوضى، الأمر الذي سقط فيه البرنامج في حلقات سابقة وكلفه قرارا من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري ألزمه بإعطاء حق الرد (القرار رقم 05-08 الصادر في ماي 2005).
ثانيا، خرج جامع كولحسن عن دوره التقليدي الذي يكتفي فيه فقط بتوزيع الكلمة ، بل تعداه إلى تأطير النقاش، وإحراج الضيوف بالإكثار من الأسئلة المستفزة التي تمنح متعة النقاش والفرجة التلفزيونية وتعطي حرارة للسجال.
ثالثا، كان منشط البرنامج متوازنا في توزيع الكلمة. ورغم أن أطروحة مصطفى المانوزي رئيس المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف أو عبد الحميد أمين نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان،  كانت أكثر إثارة، ولد كولحسن الإثارة حتى في تدخلات من كان خطابهم عادة لا يمثل إثارة أو جاذبية، فأصبح اليازمي بدوره يتحد بلغة مثيرة وغير مألوفة صادرة عن مسؤول كبير في حجمه.
من جهة أخرى، لم يجد مخرج البرنامج حرجا في تصويب الكاميرا على شباب يدعون إلى الخروج للتظاهر يوم 20 مارس الجاري باعتباره خبرا وليس استفزازا، وهذا أمر آخر لم يكن مألوفا في التلفزيون العمومي.
والأهم من كل هذا وذاك، أن البرنامج كان سيد نفسه ولم يحس المشاهد لحظة واحدة بوجود توجيهات أو النزول إلى سقف معين، لأن حدود النقاش لم تحدد سلفا أو خضعت لمنطق "التحراش" أو "أوامر التلفونات" بل بدأت تحدد نفسها بنفسها مع توالي النقاش والجدال.
إن ما حدث أول أمس على القناة الثانية، وقبله على القناة الأولى ضمن برنامج "آراء وقضايا" الذي ينشطه الإعلامي عبد الرحمان العدوي، يمكن اعتباره صفحة جديدة للتلفزيون العمومي الذي نزع جلده المخزني القديم وهو الآن يحاول أن يكون (بكسر الواو) له جلدا أرقط يحوي جميع الألوان والحساسيات التي تعبر عن كل مكونات المجتمع المغربي الفسيفسائي. إلا أن هذا التحول يبقى مكسبا حديثا يجب الحفاظ عليه للنظر إلى الخطوة التالية في ثبات.
جمال الخنوسي

15‏/03‏/2011

الثورة الإعلامية في الخطاب الملكي


قدم الملك محمد السادس في خطابه التاريخي ل9 مارس الجاري مفاجأة كبيرة عندما أعلن عن دسترة توصيات هيأة الإنصاف المصالحة رافعا بذلك سقف التغييرات المنشودة إلى حدود غير منتظرة.
وجاء القرار الملكي بعد أن خضعت هذه التوصيات للنقاش العمومي وتفرعت عنها مؤسسات للمتابعة، واليوم أتي الدور كي تصبح تلك التوصيات منصوصا عليها في مشروع الدستور الجديد حسب ما جاء في الخطاب.
وعلى النحو ذاته، ينتظر الجميع ما ستسفر عنه "هيأة الإنصاف والمصالحة" الخاصة بالإعلام و ما يسمى "الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع " التي يديرها جمال الدين الناجي بمشاركة النقابة الوطنية للصحافة وفيدرالية الناشرين والفرق البرلمانية من خلال صياغة الكتاب الأبيض الذي يحمل تصورها أو تصور المجتمع للعلاقة بينه وبين الإعلام من صحافة مكتوبة وسمعي بصري وانترنيت...
وإذا خرجت هذه التوصيات واشتم فيها أشياء مهمة، يمكن أن يدرج جزء منها في الدستور الجديد، ففي بلجيكا مثلا حرية الصحافة منصوص عليها في الدستور كمستوى كبير من الديمقراطية والانفتاح.
وفي هذا الإطار هناك العديد من الإشارات في الخطاب الملكي تتحدث عن تدعيم ثقافة حقوق الإنسان وحرية التعبير، ما يجعل حرية الصحافة معنية بكل هذا مادامت تصب بدورها ضمن خانة حرية التعبير والحريات العامة. ومادام  الملك رفع سقف المطالب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فإنه حتما لا ينتظر من القطاعات والمؤسسات الأخرى سوى أن  تقوم بالأمر ذاته من خلال مواكبة هذه الإصلاحات وعلى رأسها الإعلام. فتلك لم تكن رسالة مشفرة بل واضحة وجلية.
المتتبعون للقنوات التلفزيونية والإذاعية الوطنية لاحظوا أنه منذ اندلاع احتجاجات 20 فبراير وإلى غاية الخطاب الملكي، غدت جل هذه المحطات تؤمن بالفكر التعددي "من حيث لا تدري"، إذ شرعت أبوابها للجميع من يسار راديكاليي وإسلاميين ومعتدلين ووسطيين وفيسبوكيين... ومنحت لهم جميعا الكلمة. وأصبحت العديد من الأمور تقال بلا حرج، والكثير من المواضيع تخوض فيها دون قيد. كل هذا لأن الخطاب الملكي واحتجاجات الشارع رفعا من سقف التغييرات.
لكن التغيير في مجال الإعلام يجب أن يكون مؤسساتيا بالدرجة الأولى، وكما أشرنا إلى ذلك في مقالات سابقة، فإن إمكانية التغيير دائما حاضرة بشرط أن يواكبها الضوء الأخضر سياسيا إلى أن جاء ذلك في الخطاب الملكي ومحتواته الطلائعية التي تقطع الطريق أمام المتحججين بإعلام التعليمات وإعلام الهاتف ...
فقد أعلن الملك صراحة أن هذا العهد انتهى وولى بلا رجعة، والكرة الآن في مرمى الإذاعات والقنوات لترفع بدورها من مستواها وتشمر على ساعدها وتظهر أنها تواكب حراك المجتمع والتغيرات الإيجابية التي وعد بها صاحب الجلالة.
لنلاحظ جميعا كيف أصبح الإعلام المصري والتونسي اللذين يشهدان انفتاحا غير مسبوق. على المستويين الداخلي والخارجي: فعلى المستوى الداخلي تتحدث قنوات هذين البلدين لغة جديدة وتفتح فمها بما تشاء. وعلى المستوى الخارجي يعرف البلدان العربيان إنزالا مكثفا من طرف القنوات الأجنبية لتغطية أحداثها ومواكبة تحولاتها وحراكها. فمن كان يظن يوما أن "النشرة المغاربية" لقناة ك"الجزيرة" ستبث يوما من بلد اسمه تونس؟
يجب أن نعي تماما أن أي تخلف للإعلام الوطني "اليوم" يجعل من الانترنيت "بديلا" للتلفزيون ولجميع المحطات الوطنية، إذ أن دخول الإعلام الأجنبي يستدعي تحصين الجبهة الداخلية ف"اختراق" القنوات الدولية لمجالنا لم يعد خيارا بل إلزاما تفرضه الظرفية الراهنة وبالتالي نحن مجبرون على التعامل معه وفق هذا الأساس والمنطق.
جمال الخنوسي

04‏/03‏/2011

الشعب.. يريد.. تغيير.. المدام

شعار فيسبوكي لثورة خشنة تعكس نبض الشارع العربي من المحيط إلى الخليج
--------------------
الموقع الاجتماعي فيسبوك وسيلة عجيبة للغاية، وابتكار مذهل يعكس المطالب الحقيقية لشريحة واسعة من المجتمع، كما يمكن أن يكون مجالا للسخرية والتنكيت ولروح الدعابة الجميلة. إنه أداة غريبة تجتمع فيها متناقضات "الجد والمعقول" مع الضحك وخفة الدم، أو كما يقول إخواننا المصريون في كلمة: "مسخرة".
وآخر هذه الابتكارات ما بدأ يروج أخيرا حول مجموعة ترفع على غرار الشعار الشهير ل"عيال" ميدان التحرير في قلب القاهرة، "الشعب يريد إسقاط النظام"، شعارا آخر يحمل أمانيهم ومطالبهم النبيلة، "الشعب.. يريد.. تغيير.. المدام".
وتعرف هذه المجموعة النشيطة إقبالا منقطع النظير إلى درجة جعلتها تحدد رغباتها، وترفع بالتالي عريضة تتضمن مطالبها العادلة والديمقراطية المشروعة.
وتقول آخر الأنباء التي تتناقلها الإيمايلات ووسائل الإعلام المؤججة للحركات الاحتجاجية هذه الأيام كقناة الجزيرة والعربية وبي بي سي وغيرها، إن الزوجات أرسلن بلطجية للفتك بالأزواج المتظاهرين، فأدت المواجهة الفيسبوكية إلى سقوط ضحايا من شهداء المطالب الرجالية المشروعة.
إلا أنه بعد تنظيم مظاهرة مليونية سلمية تضامنا مع "شهداء الفحولة"، أعلنت الزوجات في مؤتمر صحافي نقلته جميع وسائل الإعلام، باستثناء القناتان الأولى والثانية، وعدن فيه بإصلاحات جوهرية وتحقيق مطالب الجنس الخشن. فعلى المستوى السياسي تم إقرار التعددية وإلغاء نظام الحزب الوحيد من خلال السماح بتعدد الزوجات. وعلى مستوى الحريات العامة وحرية التجمع، تبني رفع حظر الدخول للمنزل متأخرا حتى بدون عذر. وعلى مستوى الحريات الخاصة، احترام حرمة هاتف الزوج، والامتناع عن قراءة رسائله النصية "إس أم إس"، واحترام حرمة البريد الإلكتروني للزوج، والامتناع عن قراءة رسائله الإلكترونية كيفما كان مصدرها، وتقليص مدة "النكير" إلى ساعة في اليوم بدل 24 ساعة من قرف والشطط.
وعلى المستوى المالي والاقتصادي، رفع مصروف الجيب للزوج، وإدراج "البيرة" و"مارلبورو" ضمن قائمة المواد الاستهلاكية الأساسية والحيوية للاستفادة من دعم الدولة عبر صندوق المقاصة. وعلى مستوى الحق في الوصول إلى المعلومة، السماح للزوج بدخول غرف الدردشة علانية أي ممارسة الشات "عاين باين".
وعلى المستوى الإداري تبسيط المساطر، ولم لا إلغاء شرط الحصول على الإذن المسبق للخروج من المنزل. وعلى مستوى السياسة الخارجية، تقليص صلاحيات "النسيبة" لفك الارتباط بالقوى العظمى ذات الخلفيات الاستعمارية التي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، خصوصا باستعمال وسائل الضغط والقهر والتنكيل إما باستعمال الحروزة أو الاستعانة بفقيه لا يشق له غبار. أما على مستوى  الاجتماعي، الحرص على تشغيل خادمة جميلة، مازالت تحمل "أسنان لحليب" أي لا يتجاوز سنها 20 سنة، ذات قوام ممشوق طبقا للمعايير المتعارف عليها دوليا، وطبقا لمقتضيان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وفي الأخير عبر رجال الفيسبوك، خلال ندوة صحافية، عقدت بمناسبة "ثورة الصبار" التي ترمز إلى انتفاضة الجنس الخشن، إذ عبر المشاركون عن ارتياحهم لما حققوه من مطالب مشروعة، وشكروا الفيسبوك الذي حقق لهم مطالبهم النبيلة التي تعبر عن نبض الشارع العربي من المحيط إلى الخليج.
وكل ثورة وأنتم بألف خير.
جمال الخنوسي