28‏/11‏/2011

الكبسولات التلفزيونية الحزبية أفسدت مكاسب ما قبل الحملة


إذا كان لا بد من تحديد وصف للحملة الانتخابية الأخيرة فسيكون حتما "حملة الوعود ولغة الخشب"، الكل قدم وعودا بالتشغيل، ووعودا بحل المشاكل، ووعودا بغد أفضل، حتى غدت تلك الكبسولات البليدة التي يطلقها التلفزيون كل وقت وحين نوعا من التعذيب الممنهج للمشاهدين.
لم يكن الأمر دائما على هذا النحو، فقد لوحظ قبل شهر من انطلاق الحملة الرسمية نوع من الدينامية الإيجابية التي اجتاحت وسائل الاتصال السمعي البصري، واحتل السياسيون والمناضلون والمحللون والزعماء ورجال الإعلام بلاطوهات التلفزيون من أجل التحليل والسجال تارة، ومقارعة الأفكار والبوليميك تارة أخرى.
على أي حال، كان هناك نقاش يحمى وطيسه في بعض الأحيان ويخلق نوعا من التدافع الإيجابي، وبالتالي يولد فرجة تلفزيونية  هي أساس الإنتاج السمعي البصري.
أكثر من هذا، طالبت بعض الأحزاب السياسية والقنوات التلفزيونية العمومية بإعادة النظر في طريقة تقديم وصلات الحملة الانتخابية في الإعلام العمومي بدعوى أنها تشكل أحد أهم أسباب نفور المشاهدين والعزوف الانتخابي.
وعبرت بعض هذه الأحزاب السياسية والقنوات عن موقفها خلال اجتماع ضم وزير الاتصال، خالد الناصري، وممثلي الأحزاب السياسية والقنوات التلفزيونية من أجل تدبير ولوج الأحزاب للإعلام العمومي خلال الحملة الرسمية، إلا أن هذه المطالب والنوايا الحسنة سرعان ما تراجعت لتترك المكان للخطاب الخشبي وإطلاق الكلام على عواهنه وأصبحت الأحزاب السياسية وممثلوها يعملون بمنطق "جيب يا فم وكول".
المغزى من كل هذا، هو أن الأحزاب السياسية أبانت عن انتهازية كبيرة في تعاملها مع وسائل الاتصال السمعي البصري، وأظهرت أن الهدف من كل ذلك اللغط الإعلامي ليس هو تمكين المواطنين من تكوين آرائهم السياسية بكل حرية وموضوعية، بل عرض أناها المتضخمة بشكل رديء شكلا ومضمونا.
لقد ساهمت الترسانة القانونية والقرارات التنظيمية التي سنتها الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بالمناسبة، في تأطير تنشيط الفترة الانتخابية تلفزيونيا وإذاعيا من خلال اعتمادها فترة ما قبل الحملة الانتخابية التي امتدت ثلاثين يوما، من أجل فتح الباب أمام جميع الأحزاب السياسية في برامج للنقاش، لتبدأ بعد ذلك فترة الحملة الرسمية التي امتدت 13 يوما قبل يوم الاقتراع والمؤطرة بقرار وزاري مشترك (الداخلية، والاتصال والعدل). كما سجل التقرير الذي قدمته الهيأة أخيرا حول النتائج الأولية المتعلقة بولوج الأحزاب السياسية إلى وسائل الاتصال السمعي البصري خلال فترة ما قبل
الحملة الانتخابية حصيلة إيجابية لدينامية مازالت في المهد، ونجاحا نسبيا للمرحلة الأولى التي شهدت حراكا غير مسبوق على القنوات العمومية والمحطات الإذاعية الخاصة.
في المقابل، كانت مرحلة الحملة الرسمية محبطة، فحلول زمن الكبسولات المقززة منح الأحزاب السياسية فرصة قراءة خطبها "الأركيولوجية"، وبرامجها المتحجرة على المشاهدين بطريقة لم تعد مقبولة ولا تتماشى مع روح الإصلاح والتغيير التي يعرفها المغرب.
إن الجميع يتناسى في "اللحظات الحاسمة" أن التلفزيون أولا وقبل كل شيء "ترفيه وفرجة"، إذ لابد للبرامج السياسية من ضمان المستوى الأدنى من التراشق بالأفكار وتبادل الرأي لخلق متعة المشاهدة من خلال ضمان قوة المضمون المناقش التي تفترض التوقف عن الخطابات المتحجرة والمسايرة الوديعة، حتى لا نقول المتواطئة، التي تميز أداء بعض منشطي البرامج الحوارية، وفتح نقاشات حول مواضيع حرجة جدا في مجالات سياسية واجتماعية وثقافية.
جمال الخنوسي

20‏/11‏/2011

إنتاج فيلمين حول تفجير أركانة وقضية الصحراء


تميزت المشاريع المعروضة أمام لجنة دعم الإنتاج السينمائي التي اجتمعت أخيرا ببعدها السياسي، إذ من المنتظر إنتاج فيلم حول تفجير مقهى أركانة، وفيلم وثائقي حول قضية الصحراء المغربية.
ووافقت لجنة دعم الإنتاج السينمائي على منح 19,5 مليون درهم تسبيقا على المداخيل لسبعة أفلام قبل الإنتاج من بينها فيلم "إرهاب" من إنتاج شركة "فالورست" وإخراج هشام عين الحياة في ثاني عمل له بعد فيلم "عقاب".، و"كل واحد وريو" المقدم من طرف شركة الإنتاج "سينتيليما" وإخراج فريدة بليزيد، و50 مليون درهم لثلاثة أفلام بعد الإنتاج برسم سنة 2011 .
وأكدت مصادر مقربة من لجنة الدعم أن معدل الأفلام مقبولة دعمها قبل الإنتاج انتقل من خمسة أفلام إلى ستة. كما تميزت هذه الدورة بدعم فيلمين وثائقيين في بادرة غير مسبوقة وهما فيلم فريدة بليزيد وفيلم "أشلاء" لحكيم بلعباس (بعد الإنتاج).
ويحضر في الأفلام المنتقاة عمل أمازيغي في إطار حرص اللجنة على التنوع الثقافي ويتعلق الأمر ب"حب الرمان" المقدم من طرف شركة "ناسكم" ومن إخراج توكونا عبد الله المعروف ب"فركوس".
وفي السياق نفسه علمت "الصباح" من مصادر مقربة من لجنة الدعم رفض منح فيلم "عين النسا" للمخرج الفرنسي "رادو ميهايلينو" دعما ما بعد الإنتاج، إما لأسباب إنتاجية، باعتبار أن الفيلم المذكور يتوفر على الموارد الإنتاجية الكافية، او أسباب ثقافية، إذ اعتبره بعض الأعضاء مسيئا للموروث الثقافي المغربي.
وحسب بلاغ للمركز السينمائي المغربي، فإن التسبيقات على المداخيل تم اعتمادها خلال الدورة الثالثة لهذه اللجنة التي انعقدت في 16 نونبر الجاري برئاسة غيثة الخياط وبحضور نزهة ادريس وخليل العلمي الإدريسي وحميد حراف وجمال الدين الدخيسي وحسن نرايس ومحمد بلغوات ومحمد باكريم.
وبحثت اللجنة 17 مشروع فيلم طويل ومشروع شريط قصير مرشحة للتسبيق على المداخيل قبل الإنتاج، وفيلمين طويلين وأربعة أشرطة قصيرة مرشحة للاستفادة من التسبيق بعد الإنتاج، علاوة على مشروع فيلم طويل مرشح لمنح الجودة.

أما الأفلام التي استفادت من تسبيقات قبل الإنتاج فهي "صمت الأب" (3,8 مليون درهم) المقدم من طرف "شامة فيلم" ومن إخراج محمد مفتكر الذي حصل على الرتبة الأولى من حيث تقييم الجودة، و"كل واحد وريو" (2,7 مليون درهم) المقدم من طرف شركة الإنتاج "سينتيليما" وإخراج فريدة بليزيد، و"سرير الأسرار" (2,85 مليون درهم) من إنتاج "هيراكليس بروديكسيون" وإخراج جيلالي فرحاتي. كما يتعلق الأمر بفيلم "إرهاب" (4 ملايين درهم) من إنتاج شركة "فالورست" وإخراج هشام عين الحياة، و"حب الرمان" (3 ملايين درهم) المقدم من طرف شركة "ناسكم" ومن إخراج توكونا عبد الله المعروف ب"فركوس"، و"أنت ديالي ابنت عمي" (3 ملايين درهم) من إنتاج شركة "اسباس إيفينمون" ومن إخراج إدريس شويكة الذي أفلح أخيرا في الظفر بالدعم في رابع مشروع يقدمه.
وتم منح 150 ألف درهم للفيلم القصير "الشارب" المقدم من طرف "إيفي بروديكسيون" ومن إخراج حكيم كبابي.
وبخصوص الأفلام التي استفادت من دعم هذه اللجنة بعد الإنتاج، فهي فيلم "أشلاء" (200 ألف درهم) من إنتاج "ل ت ف بروديكسيون" وإخراج حكيم بلعباس، و"بلاستيك" (150 ألف درهم) من إنتاج "ادم برودكسيون" وإخراج ركواكينا، والشريط القصير "أمواج الزمن" (150 ألف درهم) من إخراج علي بنجلون وإنتاج شركة "بنتاكيريا".
جمال الخنوسي

"عشيقة من الريف" في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش

اختيار فيلم نرجس النجار يكشف تخبطا لدى لجنة اختيار الأفلام

علمت "الصباح" أن فيلم المخرجة نرجس النجار "عشيقة من الريف" اختير رسميا من أجل تمثيل المغرب في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الحادية عشرة.
وكانت إدارة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، اختارت فيلمين مغربيين لعرضهما في افتتاح واختتام دورته الحادية عشرة التي تنعقد بالمدينة الحمراء من 2 إلى 10 دجنبر المقبل وهما فيلم نرجس النجار و فيلم "موت للبيع" لفوزي بنسعيدي، الذي سيعرض في حفل الاختتام.
ويأتي التأكيد على اختيار فيلم النجار بعد تسريب أولي للخبر ثم التراجع عنه وبالتالي انتقاؤه من أجل افتتاح دورة المهرجان، وفي آخر المطاف وصل إلى علم "الصباح" التأكيد على مشاركة "عشيقة من الريف" في المسابقة الرسمية لينهي بذلك مرحلة من التخبط والإثارة.
إلا أن هذا الوضع غير الطبيعي يقود إلى طرح مجموعة من الأسئلة والملاحظات المشروعة: في البداية لابد من التأكيد على أن هذا التذبذب والتراجع وعدم الاستقرار في اتخاذ القرارات يكشف تخبطا أو تحكم تيارات ضاغطة أو لوبيات في مسألة انتقاء الفيلم الذي يمثل المغرب في المسابقة الرسمية. وأن "الإعلان" عن انتقاء فيلم نرجس النجار ثم التراجع عنه، وفي آخر المطاف العودة إليه يكشف أن اعتبارات أخرى تتدخل في العملية بعيدة عن الفن السابع. 
ثانيا، أن "يرغم" مهرجان مراكش (بجلال قدره) وإشعاعه العالمي وتقاليده التي تعدت 11 سنة، على افتتاح دورته بفيلم يشارك في المسابقة الرسمية فتلك عادة لا نشهدها سوى في مهرجانات المداشر والدواوير النائية في بلدان لا تمثل لها السينما شيئا، أما المهرجانات المحترمة فلها حدود فاصلة وواضحة بين ما يسمى فيلم الافتتاح وفيلم الاختتام من ناحية، وأفلام المسابقة الرسمية من ناحية أخرى، باعتبارها مكونا منفصلا لبرمجة الدورة، يبتغي الحياد وتكافؤ الفرص أن لا يكون أي منها في حفل الافتتاح.
ثالثا أن اختيار فيلم "آخر" لنرجس النجار يطرح تساؤلا بسيطا فيه كثير من المشروعية وقليل من سوء النية حتى لا نقول خبثا، حول "عبقرية" المخرجة الشابة باعتباره ثالث فيلم لها يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بعد فيلمها المثير للجدل "عيون جافة" في 2003 وفيلمها المثير للخجل "انهض يا مغرب" في 2006.
وتجدر الإشارة إلى أن "عاشقة الريف" لنرجس النجار، من بطولة عمر لطفي، وتدور قصته حول فتاة باحثة عن الحب، تجبرها الظروف على الزواج من تاجر مخدرات مقابل قطعة أرض يستفيد منها شقيقها الأكبر.
وفي وقت يلزم فيه الجميع الصمت حول الفيلم المغربي المشارك في المسابقة الرسمية، أعلنت إدارة المهرجان، في وقت سابق، عن أعضاء لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي يترأسها المخرج والسيناريست والموسيقار الصربي إمير كوستوريتشا، والتي تتكون من الممثلة الأسترالية توني كوليت والمخرج الإيراني أصغر فرهادي والمخرجة والممثلة الفرنسية نيكول غارسيا والممثل الأمريكي كفين كلاين والمخرج الفلبيني بريانت مندوزا والمخرج الروماني رادو ميهيليانو، إضافة إلى الممثلة الإيطالية مايا سانسا والمخرجة والممثلة الهندية أبارنا سين والمخرج المغربي عبد القادر لقطع.
أما بالنسبة إلى لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، الخاصة بطلبة المعاهد السينمائية الخاصة (سينيكول)، فتتكون من الممثلة الأمريكية سيغورني ويفر رئيسة، مع عضوية المخرجة المغربية فريدة بليزيد والممثلة البلجيكية ماري جيلان والممثل الفرنسي باسكال غريغوري والمخرج الفرنسي بيير سالفادوري.
وبرمجت إدارة المهرجان عددا من الأفلام المغربية لعرضها في هذه الدورة ضمن فقرة "نبضة قلب". ويتعلق الأمر بفيلم "النهاية" لهشام العسري (بطولة مالك أخميس)، و"الأندلس مون أمور" لمحمد نظيف (بطولة يوسف بريطل والمهدي وزاني وأسماء الحضرمي ومحمد الشوبي)، وفيلم "على الحافة" لليلى الكيلاني (بطولة نزهة عقيل وسارة البطيوي) و"عودة الابن" لمحمد بولان (بطولة يونس ميكري).
جمال الخنوسي

أحزاب تستنجد بوكالات للتواصل


اعتمدت مجموعة من الأحزاب السياسية في سباقها نحو الظفر بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية خلال استحقاقات 25 نونبر بوكالات خاصة في التواصل، إما من أجل بسط خطابها أوتحسين صورتها حسب إستراتيجية دقيقة يحددها مختصون في المجال.
وأكدت متخصصة في التواصل ومديرة إحدى الوكالات المعروفة أن فريق العمل يضم مجموعة ذات تخصصات متعددة منها ما يشتغل في إطار العلاقات العامة والعلاقة مع الصحافة، ومنها ما يحدد المرجعيات الحزبية وتمركز الحزب داخل المجال السياسي...
وأشارت اختصاصية التواصل إلى أن العمل مع أحد الأحزاب المهمة في الحقل السياسي المغربي بدأ قبل أربعة أشهر بصفة دائمة "وركزنا في البداية على مهمة توحيد الخطاب، خصوصا بعد الانضمام إلى تحالف كان لابد من الحفاظ على هوية الحزب وما يميزه وفي الآن ذاته إطلاق خطاب موحد. كما ركزنا على تحقيق قطيعة مع الماضي والتخلي عن لغة الخشب، إذ وجدنا صعوبات كبيرة من أجل إقناع السياسيين بكل هذه التحولات".
وأرجعت مديرة الوكالة نزوع الأحزاب السياسية إلى التعامل مع وكالات التواصل على التحولات التي يعرفها المجتمع والتطور الهائل في مجال الاتصال. وقالت المديرة "هناك تاريخ يجب العودة إليه لفهم هذا التحول. ففي وقت سابق كانت الأحزاب السياسية تعتمد على مناضلين أو صحافيين من أجل تنظيم عملية التواصل لكنها وعت في ما بعد بأهمية هذه الخطوة الأساسية باعتبارها مهنة لها أخصائيون ودارسون وعارفون بالمجال، خصوصا مع التطور التكنولوجي وظهور شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفايسبوك واندلاع الثورات العربية وتحول طريقة استهلاك المعلومة عبر طرق مختلفة إذ لم تعد الجريدة أو التلفزيون أو المذياع السبل الوحيدة للتواصل وبالتالي انتبهت كل المؤسسات إلى أن التواصل مهنة معترف بها لها قواعدها وخصوصيتها ومهنيوها.
ونبهت الأخصائية في التواصل على أن إستراتيجية التواصل الخاصة بالأحزاب لا تنحصر في فترة الحملة الانتخابية بل هي عمل ومجهود وإستراتيجية تسطر أهدافها على المدى المتوسط والبعيد، "إننا نواكب المغرب في هذه اللحظة الحاسمة والانتقال إلى مرحلة جديدة في تاريخه ونستعمل لهذا الغرض خبرتنا وخيرة أطرنا، ونعمل على المدى البعيد، ونستثمر مجهوداتنا بطريقة متواصلة لما بعد 25 نونبر".
وأضافت الأخصائية، "نحن كوكالة فيها تشعبات واختصاصات مختلفة إذ لدينا طاقم يهتم بالعلاقة مع الصحافيين وآخر مهتم ب"الويب" وكل ما يرتبط به، خصوصا الشبكات الاجتماعية مثل فايسبوك وتويتر والنقاشات داخل المنتديات... وطاقم خاص بالصحافة الأجنبية من أجل صقل صورة المغرب. إننا كاختصاصيين في التواصل نساهم في تنظيم الحقل السياسي ونعطيه الوسائل من أجل التواصل وإبلاغ الرسالة".
وأشارت مديرة وكالة التواصل إلى أن مقياس النجاح أو الفشل أمر لا يرتبط بنتائج اقتراع 25 نونبر، "نحن نعمل على تكوين صورة الحزب ونشتغل على تحديات كبرى أبعد من الانتخابات ونتائجها".
جمال الخنوسي