29‏/07‏/2011

فراغ سياسي يصنع مرحلة عنوانها الابتزاز

شل حركة القطارات، قطع الطريق العام، احتلال مقر حزب، إيقاف عجلة الاقتصاد، عرقلة تصدير الفوسفاط... هكذا بدت لنا سبل الاحتجاج هذه الأيام.
العاطلون غاضبون، محتجون يهددون بإضرام النار في أجسادهم، سكان يتخلون عن جنسياتهم، وآخرون يحرقون بطاقاتهم الوطنية، وشرذمة تريد الاحتجاج يوم عيد العرش... هكذا اندلعت المزايدات.
وكما يقوم البعض بأعمال شغب خطيرة ترد الدولة بسلوكات أخطر، تنذر بكارثة ولا استقرار يمكن أن تكون له عواقب وخيمة، إذ لا تكف عن إرسال الخطابات تلو الأخرى تفيد أنها أصيبت بالوهن والشيخوخة المبكرة.
فالمخزن عن طريق قنواته الخفية أو المكشوفة يصر على إقناع الناس بأن من يصيح أكثر فهو محق، ومن يخرج إلى الشارع مرات أكثر مصيب، ومن يبتز ويبتز ينال كل ما يريد.
لذلك أصبح مباحا اليوم أن يقوم 800 عاطل باحتلال مقر حزب الاستقلال بباب الأحد بالرباط قصرا، ولا يتم إخلاء المكان إلا بعد التوقيع على محضر يضمن مناصب شغل لهؤلاء في مشروع قانون المالية 2012.
كما أصبح شبه عاد أن يقوم "مواطنون" بالجماعة الحضرية لجزولة (جنوب شرق اسفي) بمهاجمة أفراد من الدرك تابعين للمركز الترابي لجزولة، كانوا أوقفوا شخصا موضوع مذكرة بحث. ولم يجد الدركيون بُدا من اقتحام محل للحلاقة هربا من مهاجمة المواطنين، في انتظار وصول تعزيزات أمنية، غير أن المهاجمين اقتحموا الصالون ذاته، وفكوا يدي المتهم من الأصفاد، قبل أن يعمدوا إلى سكب الماء المغلى على أحد الدركيين، ما تسبب له في حروق تطلبت نقله إلى المستعجلات!
هذه هي الصورة العامة الآن، والفوضى هي عنوانها الكبير، فالبلاد تعيش فراغا سياسيا حقيقيا يستغله البعض إما عن وعي أو دونه : الدولة تعيش مرحلة انتقالية منذ الإعلان عن مشروع الدستور الجديد، ومن المرجح أن يستمر الوضع إلى غاية الإعلان عن تكوين أول حكومة في ظل عهد جديد. إنها مرحلة انتقال حساسة جدا، ومرحلة فراغ غير معلنة ولن تتضح الصورة وينجلي السراب إلا يوم تعيين حكومة يمكنها أن تتخذ قرارات شجاعة. فالحكومة الحالية مكونة من مجموعة أشباح يفكرون في مستقبلهم السياسي أكثر من مستقبل البلاد، أيديهم مكبلهم بل مشلولة بعد انتهت صلاحيتهم فكان ردهم الطبيعي أن "هزوا يدهم عن مصالح البلاد والعباد"، وما يقومون به اليوم هو التسويف، ونقل الإرث الثقيل إلى الحكومة المقبلة التي سيكون رئيسها حتما في وضع لا يحسد عليه.
وإذا كان البعض يستغل هذا الوضع بشكل تلقائي عفوي كما هو الحال بالنسبة إلى "الفراشة" أو الباعة المتجولين الذي حولوا حياة الناس إلى جحيم، ودفعوا أصحاب المحلات ليتحولوا بدورهم إلى "فراشة" جدد يدفعون الإتاوات بدل دفع الضرائب ومستحقات الدولة، وجعل جميعهم من الشوارع والممرات والمسالك سوقا مفتوحا سبعة أيام في الأسبوع، فإن أطرافا أخرى مثل النهج الديمقراطي أو جماعة العدل والإحسان تستغلان الوضع عن وعي وإصرار وترصد، وتريد رفع سقف مطالبها إلى ما نعرف وما لا نعرف.
لقد أصبحنا نعيش في فوضى عارمة، وأغلبنا يعاني تبعات أشكال احتجاجية مدانة مردها مرحلة انتقالية سببت فراغا سياسيا قاتلا، زادت المشاكل المتراكمة تفاقما فأصبح عنوان المرحلة هو الابتزاز.
جمال الخنوسي

27‏/07‏/2011

فرنسا تستهدف المهاجرين الشرعيين من أصول غير أوربية

مازالت الحكومة الفرنسية ومنذ التحاق وزير الداخلية "كلود غيان" الذي عوض "بريس أورتوفو"، نهاية شهر فبراير الماضي، تتمادى في سياستها  تجاه المهاجرين الشرعيين من خلال سن قوانين وقرارات تتسم بالعنصرية والتمييز. 

آخر التقليعات التي خرج بها غيون من "ريبيرتوار" أعتى الأنظمة العنصرية، التي تستحيي كتب التاريخ من ذكرها، منع المهاجرين الشرعيين من أصول غير أوربية، أي من لا ينتمون إلى الجنس الآري ذي الدم النقي من مزاولتها. والهدف المعلن: خفض الهجرة الشرعية المرتبطة بالعمل.
واتباعا لهذه السياسة العنصرية، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، في وثيقة مشتركة وقعتها مع وزارة العمل، عن لائحة تضم المهن المسموح شغلها من طرف المهاجرين الشرعيين، من غير الأوربيين، إذ لاحظ المتتبعون أن اللائحة سالفة الذكر تقلصت من 30 مهنة إلى 15 فقط بعد حذف العديد من المهن المرتبطة أساسا بالبناء والأشغال العمومية.
 
وسيدفع هذا الأجراء مجموعة من المقاولات والشركات إلى البحث عن يد عاملة فرنسية، وفي أسوأ الحالات أوربية، والتخلي عن العمالة القادمة من شمال إفريقيا وغير الأوربية عموما.
وقال أحد العمال الشرعيين في تعليق على قرار وزير الداخلية ، "هذا لا يحدث سوى في فرنسا... في أمريكا مثلا، لا أحد ينتبه إلى جنسيتك أو يعيرها اهتماما ... إذا كنت تتقن عملا .. جيد، ما عليك سوى الالتحاق به".
وعممت وزارتا الداخلية والعمل منشورا على الولاة في مناطق مختلفة في فرنسا، يتضمن الشروط المتعلقة بالموافقة أو الرفض على التصريح حسب حالة العمل، كما توصل به المحامون المختصون والشركات التي توظف المهاجرين. 
ولم يتبق من الثلاثين مهنة المسموح بها سابقا من خلال قرار صادر سنة 2008، سوى 15 مهنة فقط تتسم بالصعوبة لأنها اختصاصات تحتاج إلى تكوين عال وخبرات طويلة، الأمر الذي يسد الطريق أمام المهاجرين الشرعيين ويجعل من المستحيل عليهم توفير مصدر رزق مستقر.
وتهدف وزارة الداخلية من وراء الإجراء إلى تقليص عدد العمالة الأجنبية إلى النصف سنويا والمقدرة حاليا بـ20 ألفا.
وكان وزير الداخلية الفرنسي أعلن قبل شهرين عن ضرورة تبني بلاده سياسة أكثر صرامة لخفض تدفق المهاجرين إلى فرنسا وعدم الاكتفاء بمكافحة الهجرة غير الشرعية، وقال جملته الشهيرة "فرنسا غير محتاجة إلى عمال بناء أجانب".
وحذر غيان خلال مؤتمر عقده الحزب الحاكم (الاتحاد من أجل حركة شعبية) بحضور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من مخاطر عدم التحرك لخفض الهجرة الشرعية إلى فرنسا، وتداعيات هذه القضية على "القواعد المشتركة" للمجتمع الفرنسي، مشددا على المحور الجديد الذي يريد فرضه على سياسة فرنسا في مجال الهجرة.
وكان غيان أعلن في تصريح له في أبريل الماضي عن ضرورة إتباع شروط وسياسات في المستقبل لخفض الهجرة الشرعية فيما اتفق الرئيس نيكولا ساركوزي مع هذه المبادرة التي اعتبرها "معقولة" في ظل ارتفاع نسبة البطالة التي تشهدها فرنسا.
وكان غيان أدلى بتصريحات سابقة أثارت ضجة كبيرة في فرنسا بعد تعبيره عن القلق إزاء تزايد عدد المسلمين في فرنسا. وقال إن ذلك سوف يخلق مشكلة، وإن الحكومة الفرنسية سوف تتخذ عدة قرارات مهمة بخصوص هذا الموضوع . وأشار غيان إلى أن القانون الذي أرسى العلمانية ومبدأ فصل الدين عن الدولة، يعود إلى عام 1905 إذ كانت تلك الفترة تشهد قلة المسلمين في فرنسا، ولكن اليوم، يقدر عددهم بحوالي خمسة أو ستة ملايين مسلم.
وفي مقابل تصريحات غيان وقراراته تعتبر بعض المنظمات المناهضة للعنصرية والأحزاب اليسارية أن وزير الداخلية "جعل من المسلمين شغله الشاغل"، كما تعاب عليه محاولات إغراء مؤيدي اليمين المتطرف.
جمال الخنوسي

26‏/07‏/2011

تراجع استهلاك المغاربة للمشروبات الكحولية


أشارت آخر الإحصائيات الخاصة باستهلاك المغاربة للمشروبات الكحولية استمرار الانخفاض الناجم عن مجموعة من الأسباب أهمها تزامن شهري رمضان وغشت الذي يمثل فترة زمنية مهمة للاستهلاك، إضافة إلى تراجع السياحة بسبب الأزمة العالمية، وحراك الشارع العربي وتفجير مقهى أركانة بمراكش وتداعياته.



وذكرت جريدة "لافي إيكو"، نقلا عن دراسة مستقلة أعدها مكتب "أنتيرناشيونال واين أند سبيريت ريسورتش"،  أن استهلاك الكحول في المغرب وصل 130.5 مليون لتر بالنسبة إلى جميع الأنواع هذه السنة، كما انخفض ب10 في المائة في السنة الماضية وحقق 117.5 مليون لتر أي بعيدا عن رقم 131.1 مليون لتر التي تجاوزها في 2008. وسيكون من الصعب تدارك العجز ولو في احتفالات رأس السنة التي تشهد نسب استهلاك قياسية، لأن القطاع يحقق 22 في المائة من رقم معاملاته بين 15 يوليوز ونهاية شهر غشت.
ويقول المهنيون إن سنة 2010 شهدت انخفاضا في الاستهلاك وصل 10 في المائة كما من المنتظر أن يستمر الانخفاض بمعدل 4.6 في 2011.
وتمثل الجعة 70 في المائة من حجم الاستهلاك و25 في المائة بالنسبة إلى الخمر. واستهلكت حتى نهاية شهر ماي الماضي 40.8 مليون لتر من الجعة أي بزيادة بلغت 5 في المائة مقارنة مع المدة نفسها خلال السنة الماضية، لكن رغم هذا التحسن فإن رواج المشروبات الكحولية مازال بعيدا عن الأرقام المهمة التي حققها في 2008.
ويتنبأ الفاعلون في قطاع المشروبات الكحولية بسنوات عصيبة سيمر منها إنتاج وتوزيع هذه المشروبات في المغرب. ويرى المتتبعون أن مدة  الأزمة تمتد على مدى خمس سنوات انقضت منها سنتان، إذ سيعرف القطاع ركودا بسبب تزامن شهري رمضان وغشت الذي يمثل فترة زمنية مهمة للاستهلاك، نظرا لأنه شهر لازدهار السياحة والعطلة والاصطياف، ومع كل ما يواكب هذا من مظاهر احتفالية وتقاليد استهلاكية، إضافة إلى تراجع السياحة بسبب الأزمة العالمية، وحراك الشارع العربي وتفجير مقهى أركانة بمراكش وتداعياته.
وكان سوق المشروبات الكحولية في المغرب عرف ارتفاعا مضطردا. فبين سنتي 2006 و2008 شهدت المبيعات ارتفاعا ما بين 3 و6 في المائة سنويا حسب طبيعة كل منتوج.
ويرى الموزعون أن التراجع سيمس بشكل خاص المنتوجات ذات الجودة العالية مثل "الشامباني" التي وصلت مبيعاتها إلى 140 ألف قنينة في السنة الماضية. وشهدت المبيعات تراجعا كبيرا في المدن الكبرى خصوصا في مراكش والدار البيضاء بسبب تراجع النشاط السياحي فيها.
وتشير إحصاءات سابقة إلى ارتفاع نسبة النساء المستهلكات للمشروبات الكحولية، خصوصا تلك التي تتميز بجودة عالية، فيما يقبل الشباب بشكل خاص على استهلاك مشروب "الفودكا" على حساب المشروبات الأخرى.
وتعتبر نهاية الأسبوع وفترات الأعياد ونهاية السنة ذروة استهلاك الخمور، إذ تحقق الشركات العاملة في هذا الميدان من 35 إلى 40 في المائة من رقم معاملاتها السنوية، وينخفض الاستهلاك بما يقارب 20 في المائة خلال شهري شعبان ورمضان، وحسب ''سيكوديب'' وهو مكتب أجنبي للدراسات، فإن 30 في المائة من مستهلكي الخمر يتناولونها أسبوعيا، و35 في المائة سنويا، و35 في المائة بطريقة مناسباتية.
وحسب المكتب نفسه، فإن 100 في المائة من مستهلكي النبيذ يتناولونه أثناء الاحتفالات والحفلات، سيما في أعياد نهاية السنة. ويشكل الأجانب، سواء كانوا مقيمين أو سياحا، 20 في المائة فقط من الطلب عليه. أما الجعة فإن مبيعاتها تصل أقصاها في شهري يونيو إلى غاية غشت، وحسب دراسة للمكتب السابق فإن الدافع الأساسي إلى تناولها هو البحث عن النشوة (84 في المائة)، يليه الإحساس بالعطش بنسبة 16 في المائة.
وفي سياق متصل، أظهرت دراسة سابقة  شملت "عادات وطقوس" استهلاك الجعة بالمغرب، أعدتها ماركة معروفة ل"البيرة"، أن معدلات تتراوح بين 2 و25 في المائة من العينة موضوع البحث استهلكت مشروبا كحوليا خلال الشهور الستة الأخيرة.
كما احتلت الجعة أعلى نسبة ب 55 في المائة، فيما حصلت الخمور على نسبة 13 في المائة، والويسكي حقق نسبة 12 في المائة، والفودكا نسبة 9 في المائة والماحيا نسبة 3 في المائة، فيما احتلت الجعة الخالية من الكحول مكانة ضعيفة بنسبة 2 في المائة.
وفي السياق ذاته، أظهرت الدراسة أن مستهلكي الشاي الأخضر وصل إلى 96 في المائة، وعصير الفواكه حقق نسبة 92 في المائة والمشروبات الغازية وصلت إلى نسبة 90 في المائة، أما القهوة فقد حققت نسبة 88 في المائة والماء المعدني نسبة 70 في المائة.
ويتمحور المستهلكون بشكل كبير بين الرباط والدار البيضاء بالنسبة إلى الأشخاص البالغين أقل من 40 سنة.
 جمال الخنوسي

21‏/07‏/2011

"الربيع العربي" يصنع خريف السياحة


نشرت جريدة "لوباريزيان" الفرنسية تقريرا خاصا عن الدور السلبي الذي لعبه ما يسمى "الربيع العربي" على السياحة في شمال إفريقيا وتداعياته الكارثية على الاقتصاد الهش لبلدان كالمغرب ومصر وتونس.
وجاء في التقرير أن سوء أحوال الجو في أوربا، والأسعار المنخفضة لدى أغلب وكالات الأسفار، لم يشكلا حافزا كافيا لسكان القارة العجوز من أجل الاستفادة مما تمنحه هذه البلدان من شمس ومتعة وخدمات.
ورصد التقرير نوعا من "الحذر" في تعامل الفرنسيين مع وجهات كالمغرب ومصر على غرار بلدان أخرى تأثرت كثيرا بتحولات الشارع العربي.
وقال التقرير إن مصر على سبيل المثال كادت تتحول على مدى سنوات إلى وجهة أساسية للفرنسيين، واستقبلت السنة الماضية 600 ألف سائح فرنسي، لكن الرقم تراجع كثيرا، وانخفضت النسبة في شهر فبراير الماضي إلى أقل من 80 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. كما أن فصل الصيف لا يبشر بالخير أو بأي مؤشر تحسن حسب المهنيين الذين يقولون إن السائح "لا يفرق بين المظاهرات التي تشهدها القاهرة وسواحل البحر الأحمر الهادئة".
ويشير التقرير إلى أن السياحة في المغرب تضررت بدورها من هذا "الربيع العربي" ولن تشهد تحسنا يذكر، خصوصا بعد مواسم سابقة كانت تبشر بازدهار لن يتحقق.
ولم يكن الربيع العربي العامل الوحيد المؤثر في مستقبل وحاضر السياحة المغربية بل لعب تفجير مقهى أركانة الإرهابي، الذي ضرب مدينة مراكش، القلب النابض للسياحة المغربية، في 28 أبريل الماضي، دورا سلبيا جدا في تهاوي عدد السياح الفرنسيين.
ويقول أحد المهنيين إنه في الوقت الذي مازالت فيه مراكش تئن تحت وطأة هذا الحادث المأساوي فإن أكادير مثلا حافظت على ألقها.
وأشار التقرير إلى أن السائح الفرنسي ترك الطرق التقليدية للسفر عبر وكالات الأسفار وانتقل إلى طريقة أخرى يقوم من خلالها بالبحث بشكل فردي عن مواقع وعروض خاصة. ومع ذلك فإن المغرب موجود دائما ضمن المراتب الخمس الأولى للوجهات في الموقع المتخصص "هوم أوي" على شبكة الأنترنيت.
وأشارت الأرقام التي أوردتها "لوباريزيان" أن 1.4 مليون فرنسي يزورون سنويا تونس في الأوقات العادية، مقابل مليون يزورون المغرب، و600 ألف زاروا مصر السنة الماضية.
وأشار التقرير إلى أن السائح الفرنسي كان يكفيه قطع البحر الأبيض المتوسط ليجد الرمال الذهبية والشمس التي لا تغيب في سواحل المغرب وتونس ومصر، منبها في الآن ذاته إلى أن السائح الفرنسي "أكثر خوفا" من نظيره الألماني أو البريطاني. 

وجاء في ل"لوباريزيان" أن المهنيين يعولون على "سائح آخر دقيقة"، وعلى المفاجآت التي يمكن أن يمنحها فصل الصيف، إضافة إلى دور الأحاديث الثنائية، وما يروجه السياح أنفسهم حول الأوضاع المستقرة في هذه البلدان، إذ أن 20 في المائة من الحجوزات تتم 15 يوما فقط قبل موعد السفر.
وخلص التقرير إلى أن وضع السياحة في تونس ومصر كارثي جدا لكن السياحة المغربية تخرج بأقل الخسائر.
جمال الخنوسي

18‏/07‏/2011

خطيب مسجد: دوزيم والأولى تروجان الفواحش وتحاربان الفضيلة


تضمنت خطبة يوم الجمعة الماضي، لإمام شهير على الفايسبوك واليوتوب خطابات نارية هاجمت "التلفزيون الفاسد" و"ثلة العلمانيين" و"دولة الربا وبيع الخمور". 
وأورد موقع الشيخ عبد الله نهاري، شريط فيديو تحت عنوان "ماذا بعد التصويت بنعم على الدستور" يتضمن خطابات خطيرة جدا أثارها نهاري خلال خطبة الجمعة الماضية بمسجد مولاي هشام بقرية بني درار.
وجاء في خطبة نهاري التي تبلغ مدتها 13 دقيقة اتهامات خطيرة للإعلام العمومي و"التلفزيون الذي يروج للفواحش"، وللمغرب الذي يرفض إعطاء تصريح لأي بنك إسلامي، وثلة العلمانيين الذين يريدون محاربة إسلامية المغرب.
واعتبر نهاري في "خطبته الرسمية" أن الدستور الجديد انتصار نظري يجب أن تتبعه خطوات عملية.  وتحدث عن محاولة "بعض العلمانيين" إزاحة ثابت من ثوابت الدستور وهو الإسلام "فكتب العلمانيون في مسودة الدستور الأول أن المغرب بلد ذو سيادة .. يعني ما بقاش مسلم .. فلما ضغط الشعب المسلم عبر من يمثله حقيقة (!) تقدموا فكتبوا المغرب بلد إسلامي (...) ثم كتبوا المغرب دولة إسلامية... العلمانيون أرادوا أن يهربوا الدستور". ولم يفت نهاري أن يتهمهم أيضا بأنهم "يعتبرون المواثيق الدولية أسمى من الإسلام".
وأكد نهاري أن ما حدث نجاح نظري ونادى في المقابل بخطوات عملية متسائلا، "كيف أن الدستور، الوثيقة الأسمى في البلاد، ومع ذلك تأتي حكومات تشرع قوانين تخالف إسلامنا".
وأشار شيخ اليوتوب إلى أن أول خطوة هي "التعليم والتربية التي تمتح من مرجعية الإسلام" مهاجما كتب "الفحشاء" مثل رواية "الخبز الحافي" لمحمد شكري لأنها تشرعن الشذوذ. وجاء في خطبة نهاري أن المدرسة حبلى بكتب تتحدث "والعياذ بالله" عن "بابا نويل".
وتتجلى الخطوة الثانية حسب نهاري في إعلام إسلامي (!)، "نريد إعلاما من مرجعية الإسلام لا الإعلام الذي يروج للفواحش ... مسلسلات العري اللي كاينة في الدار .. في دوزيم والقناة الأولى .. هذه القنوات التي تحارب الفضيلة".
والخطوة الثالثة تتجلى في اقتصاد إسلامي. يقول نهاري، "الربى حرب يشنها الناس على الله ليستفيد اللوبي البنكي في وقت يرفض المغرب الترخيص لبنك إسلامي".
واختتم نهاري خطبته العصماء التي تتخللها حركاته العجيبة بتجييش الخطباء الذين عليهم "أن يحرصوا (بإذن الله) على حسن تنزيل الدستور..
الدستور الذي يعطيني أن أقول على منبر رسول الله ما أشاء .. لا أحد يكمم فمي فإن التكنولوجيا تتيح لي الفرصة لأقول ما أريد... لا سكوت عن المنكرات". في إشارة واضحة إلى قوة الفضائيات والانترنيت التي تحتضن موقعا خاصا به وصفحة على الفايسبوك وتداول تسجيلاته على اليوتوب بشكل لافت نظرا لطريقته المسلية في الإلقاء.
"هادي هي الخطبة وإلا فلا" .. الكلمة الآن لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.
جمال الخنوسي

هلاك

اكتشف المغاربة قبل سنوات وجها مفزعا لحياتهم الجنسية، وقدمت لهم جريدة بدأت تشق طريقها نحو النجاح مرآة لجراحهم وانحرافاتهم ومشاكلهم السرية وقضايا غرف النوم المدسوسة. فتهافت الآلاف من القراء المتعطشين على "الأحداث المغربية" وركنها الشهير "من القلب إلى القلب" إما بدافع الفضول أو غريزة "البص" والتلصص.
وكان هول صدمتهم كبيرا لما اكتشفوا أن "الشر" يسكن في بيت الجيران، وربما في بيوتهم، إلى درجة أن بعض "العايقين" بدؤوا يشككون في صدق ما يكتب، ويتهمون زملاء لنا باختلاق الحكايات الغريبة والعجيبة لاستقطاب المزيد من الفضوليين وبالتالي المزيد من القراء.
لكن في الحقيقة، كثيرا ما يفوق الواقع الخيال. وكل ما نشره الزملاء عن اغتصاب الأطفال وزنى المحارم ... ليس إلا وجهنا نحن الذي لا نحبذ أن نراه. ولذلك تعرضت الجريدة وفريقها إلى هجمة شعواء يعرف الجميع من يقف وراءها.
وقبل الباب الشهير "من القلب إلى القلب"، كانت الدكتورة آسية أقصبي ترد على أسئلة القراء في جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، وعرفت بدورها نجاحا كبيرا، كما حوربت بدورها من المتطرفين والمتشددين ومدمني اليوتوبيات الطهرانية إلى أن توقفت التجرية فجأة.
وقبلهم جميعا كانت الأستاذة مليكة الملياني أو كما كان يعرفها المغاربة باسم "السيدة ليلى"، ترد على مشاكل المستمعين كل صباح على أمواج الإذاعة الوطنية، ورغم أنها كانت مشاكل "لايت" تناسب طبيعة الإعلام العمومي آنذاك، إلا أنها استحوذت على نسب استماع مهمة جدا تفوق تلك التي يحصل عليها بعض البهلوانات الجدد في الأثير.   
مع ذلك، من يراوده الشك في أن "شيئا ما ليس على ما يرام"، ويصر على ريبته، ليسأل أقرب طبيب أو أخصائي في الجنس قريب إليه، سيسمع من الحكايات والقصص والمآسي ما يشيب له شعر الرضيع. سيسمع عن المرأة العذراء بعد 10 سنوات من الزواج، وعن الطليقة التي تركها زوجها لأنها "متقفة"، من (التقاف وليس الثقافة).
 إن للمغاربة شغفا شديدا للمعرفة والتطلع على أمورهم الجنسية يحملها وعيهم القديم الجديد بأهمية الجنس في حياتهم وراحتهم وسلامتهم وصحتهم، لأن عواقب غياب الثقافة الجنسية السليمة لها عواقب وخيمة يمكن أن يكون انفصال بين الشريكين أو إصابة بالأمراض الجنسية القاتلة.
إن الجهل لا يؤدي إلى الطلاق فحسب بل قد يقود إلى الهلاك أيضا.
جمال الخنوسي