زعيمها سطا على مليون أورو من أموال موجهة لتعبئة أجهزة الصرف وحرر محضرا وهميا بالسرقة لدى الشرطة
انطلقت يوم أمس (الاثنين)، بمحكمة الجنايات في العاصمة الفرنسية باريس، محاكمة شبكة متهمة بتمويل التفجيرات الإرهابية التي شهدتها مدينتا الدار البيضاء ومدريد.
ومثل أمام القاضي أربعة أشخاص من بينهم موظف بشركة "البارنكس" كان مكلفا بتزويد الشبابيك الأوتوماتيكية بالسيولة المالية، ادعى تعرضه للسرقة والاحتجاز من أجل استغلال مبالغ مالية مهمة في تمويل عمليات إرهابية، قامت بها خلايا منتمية لتنظيم القاعدة.
وبدأت فصول القضية، عندما استولى حسن باعوشي على مبلغ مليون أورو من أجهزة الصرف الآلي في باريس لتمويل شبكة مغربية تلقى عليها مسؤولية تنفيذ تفجيرات مدريد والدار البيضاء. وكان باعوشي يعمل فني أجهزة صرف في شركة "برينكس" للأمن، وسحب مليون أورو (1.3 مليون دولار) من أموال كانت موجهة لتعبئة أجهزة الصرف، وحرر محضرا وهميا بالسرقة لدى الشرطة لتبرير اختفاء الأموال.
وشكت الشرطة من البداية في أقوال حسن باعوشي الذي قال إن ثلاثة رجال ملثمين أرغموه على إفراغ أجهزة الصرف في ستة مصارف مختلفة في ضواحي باريس لكن لم يكن لديها أدلة في ذلك الوقت لاحتجازه أو إدانته.
لكن جهاز مكافحة التجسس في فرنسا الذي اعتقل مصطفى شقيق باعوشي للاشتباه في أنه يدير شبكة مغربية في فرنسا، حصل على أدلة كافية للاشتباه في أن حسن باعوشي البالغ 23 عاما متورط.
ودبر حسن باعوشي اختطافه وسرقة الأموال قبل أن توضع في الأجهزة، وتم توجيه الأموال المسروقة لتمويل نشاطات إرهابية في فرنسا والخارج.
وتمكن جهاز مكافحة التجسس في فرنسا من فك خيوط هذه القضية عندما اعترف فريد غوستاف، أحد المقربين من عائلة باعوشي اعتنق الإسلام حديثا، ومدير مسجد "أولناي سو بوا"، بتفاصيل الخطة في نونبر 2004.
ويقف في قفص الاتهام ضمن المحاكمة التي من المنتظر أن تستمر إلى غاية 2 يوليوز المقبل، إضافة إلى حسن باعوشي، فريد غوستاف والإخوة خالد وجمال وزين الدين، فيما يحاكم عبد الناصر بويوسف، الفار من العدالة، غيابيا.
ويعد حسن باعوشي المعتقل بسجن "فلوري ميروجيس" منذ سنة 2004، أخا لمصطفى باعوشي الذي صدر ضده حكم بعشر سنوات سجنا سنة 2007 من أجل المساندة اللوجيستيكية للمسؤولين عن تفجيرات الدار البيضاء أما زين الدين فقد سبق أن صدر في حقه حكم بعشر سنوات سجنا في قضية مرتبطة بالإرهاب في الشيشان. ويعتبر زين الدين وجمال أخوي رضوان خالد الموقوف السابق بمعتقل غوانتنامو.
وتسببت عمليتا الدار البيضاء ومدريد التي تتهم الخلية الباريسية بتمويلها في سقوط العديد من الضحايا إذ خلفت تفجيرات القطارات في مدريد 191 قتيلا في 11 مارس 2004، كما خلفت أحداث الدار البيضاء 45 قتيلا في 16 ماي 2003.
جمال الخنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق