ليس للشبكة الاجتماعية "فايس بوك" معجبون ومنخرطون يقدرون بالملايين حول العالم فحسب، بل لها أيضا أعداء أشداء يكرهون هذا الدخيل الجديد، ويتوعدونه بالمنع ويقمعونه ب"الحديد والنار" ويمارسون عليه شتى أنواع التعتيم والتشويش.
ويصرف الحانقون والحاقدون على هذا العدو الالكتروني أموالا طائلة، ويرصدون الميزانيات الضخمة مستعينين ب"جدران النار" و"مراقبات الولوج" من أجل التصدي إلى "الفايس بوك" والإطاحة بالمتسلل الذي يكبدها الخسائر.
فبعد الانتشار الواسع الذي حققته الشبكة الاجتماعية "فايس بوك" ومثيلاتها على الانترنيت، أصبحت الشركات الخاصة والمؤسسات العمومية تحارب هذا الدخيل الذي تتهمه بإهدار وقت الموظفين على حساب القيام بمهامهم وخدمة المواطنين وهو الأمر الذي يكبدها خسارة كبيرة. إذ يقوم العديدون بتصفح صور أصدقائهم وأفراد عائلاتهم وزملائهم كما يتبادلون الحديث والدردشة لساعات طويلة على الموقع الشهير.
أكثر من هذا يتهم "الباطرونات" ومدراء المؤسسات الفايس بوك بتحطيم الحدود والوقار اللازم بين الرئيس والمرؤوس، الموظف والمدير، العامل والباطرون، التلميذ والأستاذ، الذي يمكن أن تنشأ بينهما "صداقة وهمية أو افتراضية".
ولا يغفل المتذمرون الحديث عن أن "الفايس بوك" ليس مجالا للعلاقات الطيبة واسترجاع الصداقات الحميمة بل هو أيضا ساحة مفتوحة للحقد والضغائن والضرب تحت الحزام، وتكوين المجموعات المناوئة ل"رئيس في العمل" أو النيل من "زميل مزعج" أو الإطاحة ب"مسؤول بارز".
وتؤكد الإحصاءات أن لكل منخرط في الشبكة الاجتماعية ما معدله 130 صديقا يضيع برفقتهم يوميا فترة زمنية بمعدل 50 دقيقة!
وتنفق المؤسسات والشركات أموالا باهظة، وترصد ميزانيات كبيرة في إطار حربها الضروس على شبكة الفايس بوك وأخواتها أو ما يسمى ب"سوشيال نيتووركينغ". وتلجأ إلى اقتناء أجهزة مراقبة من صنف "الفاير وور"، تتكفل بإغلاق منافذ التحميل وتتحكم في الولوج إلى "فايس بوك". وتتم هذه العملية إما بتحديد لائحة للعناوين الممنوعة من طرف المستعمل أو تحديد صنف معين من المواقع تمنع جميعها دفعة واحدة (مدونات، شبكات اجتماعية ...).
وتبدأ أسعار هذا النوع من الأجهزة انطلاقا من 30 ألف درهم إضافة إلى المتابعة بشكل شهري التي يتراوح سعرها بين 3000 و 5000 درهم شهريا، من أجل المراقبة والتحيين وإستخلاص الإحصاءات الدقيقة عن المستعملين والمخترقين والموظفين العاقين.
وتختار مؤسسات أخرى اللجوء إلى "برانم معلوماتية" تقوم بالمهمة ذاتها تسمى "فاير وول" أو "جدار النار" تتراوح أسعارها بين 20 ألف و30 ألف درهم، تمنع الاختراق أو ولوج المواقع الممنوعة التي وضعت في لائحة سوداء على غرار "فايس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب".
أما المؤسسات الأقل حظا فتضع مصيرها بين يدي برانم مجانية أو ما يسمى "أوبن سورس" إلا أنها محدودة الكفاءة والاختصاصات، وتطالب بشراء الحقوق عند دخول الخيارات المتقدمة.
وتجدر الإشارة إلى أن "فايس بوك" تمكن من جمع أكثر من 450 مليون منخرط حتى الآن من بينهم 15 مليون في فرنسا وحوالي مليوني منخرط في المغرب منذ انطلاقته في 4 فبراير 2004. كما وضع مالكه "مارك زوكربورغ" البالغ 26 سنة في الرتبة 212 في سلم أثرياء العالم بثروة تفوق أربعة مليار دولار جمعها في ظرف ست سنوات.
جمال الخنوسي
جمال الخنوسي