مسلسلات الهدف منها طمأنة المشاهدين أن "العام زين" ومهما كبرت المشاكل فالنهاية لن تكون إلا سعيدة
فوجئت هذا الصباح عندما اشتكى مجموعة من الزملاء من أن أبناءهم مدمنون على مشاهدة السلسلة المكسيكية العجيبة التي تسمى "أين أبي؟"، وأن أطفالهم تلقفوهم مع دخول بيوتهم مساء أول أمس (الاثنين) بالقول إن "مارغاريتا تزوجت" وإن "فريخوليتو لقى باه". قلت في نفسي، حينها، كما قال محمود درويش في موضع آخر "لست وحدك..".
طوبى لنا جميعا، فقد انتهى مسلسل الصابون الذي "تزحلق" على أحداثه المغاربة على مدى ستة أشهر، وحبس الأنفاس منذ انطلاقه في 10 أكتوبر 2009، ففكت "وحايل" مارغاريتا بخير، وعاش "فريخوليتو" حياة هنيئة بعد أن تزوجت "ماما الزوينة" من مغتصبها "اغناسيو"، فتنفس الملايين الصعداء وعادوا إلى حياتهم العادية جدا بعد أن انتهى الحلم أو الكابوس كل حسب تقديره. فمن حقنا إذن أن نتساءل عن السبب الرئيسي وراء هذا الولع ب"التيلينوفيلاس" والحمى التي أصابت الصغير والكبير.
يجب الاعتراف في البداية أن هذا الصنف من الأعمال كتب بحرفية كبيرة على أساس نظام معين وقالب مضبوط. وكيفما كانت جنسية السلسلة، مكسيكية أو برازيلية أو حتى تركية، لها وصفة واحدة وتوابل محددة: مشاكل قديمة قدم التاريخ، صراع الخير والشر، شخصيات تغري بالحلم وأخرى لها مشاكل تشبه مشاكلنا جميعا... كل هذا إضافة إلى تتبع أسلوب صارم في التشويق وتتالي الأحداث لدرجة الإدمان، حتى أن المساجد في مدينة أبيدجان، مثلا، كانت تؤخر مواقيت الصلاة في رمضان من سنة 1999 كي يتمكن الإيفواريون من متابعة المسلسل البرازيلي "ماريمار".
هذه النوعية من المسلسلات الهدف منها طمأنة المشاهدين والعامة أن "العام زين"، ومهما كبرت العقبات وكثرت المشاكل تنتهي جميعها بالحل. إنها نظرة متفائلة إلى حد السذاجة في أن غدا يوم أفضل، وتخلص جميعها إلى شيء واحد ونهائي: المشاكل تنتهي بالحل والأمور تؤول جميعها إلى النهاية السعيدة.
وبعد هذا وذاك، فإن دبلجة المسلسلات إلى اللهجة المغربية رغم ما يشوبها من أخطاء (الشخصيات تتحدث بطريقة مضحكة، فعلى الأقل للسوريين الذكاء الكافي لتغيير أسماء الشخصيات لتسهيل التماهي معها)، فإن الدارجة في "تيلينوفيلاس" فتحت المنتوج على شريحة الأطفال التي نفرت من قبل بسبب اللهجة اللبنانية أو السورية المستعصية عليهم، وغدا الآن "فريخوليتو" يتحدث كما يتحدث "زيد وعمرو" و"وليدات الحومة".
من حقنا أيضا أن نطرح أسئلة من نوع آخر دون أن ننتظر أجوبة:
هل لأن الجمهور "عايز كده يجب أن نسقط به إلى الحضيض؟
هل المرفق العمومي مطالب بالرقي بذوق المشاهد إلى الأحسن لا الانحدار به؟
هل السياق المحموم نحو نسب المشاهدة يمكن أن يقودنا إلى أحط معدلات الإسفاف؟
هل البحث عن إرضاء وجذب "لا ميناجير" التي تستهوي المعلنين يبرر التسطيح والتضبيع والسفاهة؟
هنيئا للقناة الثانية على أرقام المشاهدة التي ستنقذ ماء وجهها، وتغوص بنا إلى مستويات أعمق من التسطيح والغباء والبلادة، و"امبارك ومسعود" ل"مارغاريتا" و"اغناسيو" و"فريخوليتو" وكل الشلة.
جمال الخنوسي
يبدو ان حمى فريخوليتو قد اصابت الجميع هنا.
ردحذفالمشاهد المغربي يبحث عن كل ما هو له علاقه ببلده . هاته المسلسلات ولو انها دون المستوى الا ان لها علاقه بدارجتنا المغربية.
قبل فريخوليتو كانت هناك أنَّا وفايديهي . وبعده ديابلو ومايا.....وستستمر المسلسلات حتى يكون هناك البديل المغربي 100 في المئة
سلامو