شاركت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري يومي 30 شتنبر و1 أكتوبر الجاري في الاجتماع الثاني عشر للشبكة المتوسطية لهيآت التقنين باسطنبول بتركيا، الذي خصص لمناقشة محورين أساسيين هما "حماية الجمهور الناشئ"، و"تمثيلية المرأة في الخدمات السمعية البصرية".
وأبرزت نعيمة المشرقي، عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري في مداخلتها، الأهمية القصوى لتقوية التعاون الدولي في أفق وضع مرجعية وإطار مشترك للتقنين، بهدف مواجهة التحولات المتسارعة للمشهد السمعي البصري، خصوصا تلك المرتبطة بالثورة الرقمية، والتي تزداد تقاطعا وعولمة، كعامل تهديد متنام ومتعدد الأشكال لسلامة الجمهور الناشئ، ومؤشرا على ضرورة إعادة النظر في ترسيم الحدود السمعية البصرية.
وشكل اللقاء أيضا مناسبة لعرض التقدم الذي عرفته الخدمات السمعية البصرية، التي تطورت من الشبكة الهرتزية نحو شبكات أخرى. وهي التحديات التي تشتغل الهاكا عليها من خلال إحداث بعض الآليات مثل مجموعة العمل حول "إستراتيجية تنمية القطاع السمعي البصري" بالإضافة إلى خلايا تفكير في مسطرة معالجة الطلبات الخاصة بالبث الإذاعي عبر الانترنيت.
من جهة أخرى، انتقد رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أحمد الغزلي، تقصير القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية في إبراز الأدوار الجديدة التي صارت تضطلع بها المرأة في قلب المجتمع المغربي. وللتدليل على ذلك، أوضح الغزلي أن حصة المداخلات السياسية النسائية في خدمات الاتصال السمعي البصري المغربية في تراجع مستمر، إذ انتقلت من 12.8 في المائة من مجموع مدة التدخلات المخصصة للسياسة سنة 2007 إلى 7.6 في المائة فقط عند نهاية الستة أشهر الأولى من سنة 2010، في بلد يعرف إرادة استراتيجية قوية لإدماج قضية المرأة في الدينامية الشاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
وتأتي القناة الأولى والثانية وإلإذاعة الوطنية وأطلنتيك وأصوات في المراتب الأولى من حيث هذه التدخلات. كما أكد الغزلي الإرادة القوية للمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري في إطلاق مسلسل لتقويم هذه الوضعية بالإشارة إلى مساهمته الملحوظة في إعداد الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في خدمات الاتصال السمعي البصري وفي إحداث وحدة تقنية ومجموعة عمل داخل الهيآة العليا مخصصة لهذا الموضوع والتي تجري حاليا مجموعة من جلسات الاستماع مع مجموعة من الفاعلين والمختصين في هذا المجال بمقر الهاكا بغية وضع تصور شامل حول هذا الموضوع. علما أن دفاتر تحملات المحطات الإذاعية والقنوات التلفزية تنص على مجموعة من الالتزامات الكمية والكيفية في ما يتعلق بتمثيلية المرأة.
يذكر أن المغرب كان أول عضو من جنوب المتوسط بالسكرتارية الدائمة للشبكة المتوسطية لهيآت التقنين. كما سبق له أن تولى رئاسة الشبكة للفترة 2008-2009 عندما احتضن اجتماعها العاشر سنة 2008 بمراكش والذي تم خلاله اقتراح الإعلان حول تقنين المضامين السمعية البصرية الفضائية قبل المصادقة عليه سنة 2009 خلال اجتماع ريجيو كالابريا بإيطاليا. في حين تم تمرير مشعل الرئاسة الحالية للشبكة من المجلس الأندلسي للسمعي البصري إلى المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزة التركي.
وشاركت الهاكا في الاجتماع العاشر بوفد ضم كلا من الرئيس أحمد الغزلي وأعضاء المجلس نعيمة المشرقي والحسن بوقنطار وإلياس العماري بالإضافة إلى سمير مجدوب، مدير ديوان الرئيس.
جمال الخنوسي