قال وزير الخارجية والتعاون الإسباني، خوسي مانويل غارسيا
مارغايو، إن المغرب والجزائر دولتان تعززان تطورهما الديمقراطي وسط منطقة عربية
متحولة ومناخ إقليمي غير مستقر.
وأكد مارغايو، في مقال صدر في جريدة "إلموندو"
الإسبانية بتاريخ 19 شتنبر الجاري، أن الفقر والإقصاء الاجتماعي يشكلان تربة خصبة
للإسلاميين من أجل البحث عن قوى تساندهم، ما دفع الوزير الإسباني إلى طرح ضرورة
دعم التطور الاقتصادي في مجموعة من البلدان التي يحدق بها خطر التطرف، على أن يكون
مقرونا بالتطور الديمقراطي.
وارتباطا بالاحتجاجات التي تشهدها مجموعة من الدول
الاسلامية ردا على الفيلم الأمريكي المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، أشار وزير
الخارجية الاسباني إلى أنه سيتم تعزيز أمن السفارات الإسبانية في الخارج، إذا طلبت
البعثات الديبلوماسية ذلك، "لكن إلى حدود الآن لم تطلب أي بعثة إسبانية هذا
الأمر".
وجاء في المقال نفسه أن مارغايو أكد، في ندوة عقدها بدار
آسيا حضرها رجال أعمال كطلانيين لهم مصالح بالقارة الصفراء، أنه تم تعزيز أمن
السفارات الإسبانية في خمس دول هي كينيا والسودان واليمن ومصر وليبيا، كما كشف
حادث إصابة ملحق لوزارة الداخلية بالسفارة الإسبانية بتونس بجروح في تدخل لقوات
الأمن ضد المحتجين أمام السفارة الأمريكية في العاصمة تونس.
وحول تقييمه لوضع الدول العربية التي شهدت ما سمي "الربيع
العربي"، أشار مارغايو إلى أن الأمور في مصر "جيدة" رغم وجود غليان
في المناطق الفقيرة حيث تنتعش التيارات السلفية.
وخلافا لذلك، أكد في معرض حديثه عن ليبيا أن الوضع
"معقد جدا"، وأن الدولة هشة، خصوصا مع وجود غليان في مجموعة من المدن
والمناطق، مشيرا إلى أن الخطر الحقيقي يتمثل في وجود 100 ألف مسلح غير تابعين
للجيش النظامي مازالوا يتحركون بسهولة منذ سقوط نظام معمر القذافي.
أما بخصوص تنظيم القاعدة، فأشار وزير الخارجية والتعاون الإسباني
إلى أن هذه المنظمة لم تحقق هدفها بإقامة دولة في الصومال أو أفغانستان، وقد تحقق
هدفها المنشود في شمال الصومال، الذي لا يبعد إلا بمسافة 1300 كيلومتر عن جزر
الكناري.
وخلص مارغايو إلى أن شمال مالي يشكل بؤرة عدم استقرار في
المنطقة باعتباره مجاورا لموريتانيا وبوركينا فاسو، كما أن التطرف يتعزز اليوم في
شمال مالي ذات الرقعة الجغرافية التي تعادل مساحة فرنسا ولا يتحكم فيها سوى
الإرهابيين.
وتجدر الإشارة إلى أن ثلاثة رهائن أوربيين (إسبانيان ومواطنة إيطالية) كانوا
اختطفوا في ثالث وعشرين أكتوبر 2011 بتندوف، قبل إطلاق سراحهم في ثامن عشر يوليوز
الماضي شمال مالي.
كما أن الحكومة الإسبانية أجلت في وقت سابق متعاونيها من
مخيمات تندوف بسبب وجود "مؤشرات" تفيد "تنامي حالة من عدم الاستقرار"
واحتمال وقوع أعمال إرهابية ضد المواطنين الأجانب.
جمال الخنوسي
جمال الخنوسي