علمت "الصباح" أن تقريرا إخباريا بثته قناة أبو
ظبي الأولى، يوم الجمعة الماضي، استنفر الجالية المغربية في الإمارات العربية
المتحدة التي اعتبرت نفسها مستهدفة من تقرير يفتقر إلى أبسط قواعد المهنية أذاعته
القناة الرسمية لبلد تربطه علاقة متينة مع المغرب.
وأكدت مصادر مطلعة ل"الصباح" أن سفير المغرب
في الإمارات، محمد آيت وعلي، أرسل نسخة من التقرير الإخباري إلى الخارجية المغربية
مع مذكرة توضيحية، كما اتصل برئيس تحرير النشرة، واحتج بشدة على ما ورد في التقرير
المتحامل.
وتضمن التقرير الإخباري الخاص بإلقاء القبض على فتيات
يمتهن السحر والشعوذة، الذي يمكن الإطلاع عليه على الرابط التالي:
تعابير عنصرية مع إظهار وجوه المتهمات بشكل يفتقر إلى
أبسط قواعد العمل التلفزيوني. وورد في "هذا الجنس الصحافي الجديد" الذي
أعده صحافي يدعى أحمد الطنيجي لصالح قناة أبو ظبي، "تزايد المشاكل مع تلك
الجنسية" (يعني المغربية) و"أن التحقيقات كشفت أن مشاكل الأسر سببها هذه
الجنسية... التي تؤدي إلى خراب الأسر بين 80 و90 في المائة" !
ثم جاء في التقرير أن "هذه الجنسية مسؤولة عن ضياع الشباب وتركهم لدراستهم بمعدل 80 إلى 90 في
المائة"، إضافة إلى إحصاءات أخرى فضفاضة وبلا سند.
وردد معد التقرير على مدى 10 دقائق أن "بيوتا هدمت
من أجل تحقيق غايات ومآرب دنيئة... إضافة إلى الكشف عن طرود بريدية قادمة من بلد
"الجنسية" تحمل مواد ووسائل تستغل في السحر والشعوذة... وأن "الجنسية"
ترسل الشعر ومتعلقات أخرى للضحايا إلى البلد "الأم" من أجل إجراء عمليات
السحر" قبل أن يؤكد على "انتشار فتيات "تلك الجنسية" في مقاهي
الأنترنيت لاستقطاب الشباب الذي يسهل صيده". وبأن أعمال هذه الجنسية "تهدد
أمن المجتمع الإماراتي واستقراره" !
وقالت مصادر مطلعة ل"الصباح" أنه منذ بث
التقرير بعد ظهر الجمعة، يتعرض المغاربة والمغربيات على وجه خاص إلى نوع من التحرش
من خلال إرسال برودكاست أو مقاطع من النشرة على البلاك بيري والآي فون للمغربيات
مرفوقة بعبارات التهكم والتشفي. ورغم أن التقرير لم يتحدث عن المغربيات إلا أن
الجميع يعرف من خلال التسريبات جنسية الفتيات اللاتي تحدث عنهن التقرير.
وعرض التقرير يوم الجمعة الماضي على قناة "أبوظبي
الأولى" ثلاث مرات في جميع النشرات المسائية، كما عرض على قناة سما دبي وقنوات
أخرى.
وعبر العديد من المغاربة عن استيائهم مما ورد في التقرير
الذي اعتبروه عنصريا ومحرضا على الكراهية حول حادثا عارضا إلى تحريض على جنسية
بكاملها و"عرق" كامل، ما دفع أحد الناشطين على فايسبوك للحديث عن
"هولوكوست جديد". وأشار آخرون إلى أن التقرير فيه حقد كبير لا يعكس طيبة
وصدق الشعب الإماراتي المعروف بكرم ضيافته، خصوصا أن الإمارات أصبحت تحتضن نسبة
عالية من الكفاءات والكوادر النسائية في مجالات عديدة مثل المحاماة والوعظ والإرشاد
الديني والإعلام والهندسة.
جمال الخنوسي