تقود مجموعة من المواقع على شبكة الأنترنيت حملة حقيقية تعتبرها سباقا ضد الساعة قبل بدء حملة التلقيح ضد فيروس إنفلونزا الخنازير أو "أش 1 إن 1"، كما تتداول رسائل الكترونية تدعو إلى التعبئة بسبب خطورة الوضع وارتباطه بحياة الملايين من الناس، "لأنه بعد سنة سيكون قد فات الأوان".
وتتهم الرسائل شركات الأدوية الكبرى بالكذب والبهتان، والتلاعب بملف الأنفلونزا من أجل تحقيق أرباح كبرى من خلال الترويج للقاح أنتج في وقت قياسي. وكذلك بالوقوف وراء هذا التهويل في خطورة المرض، وفرض غول الشركات الكبرى قوانينه على الشعوب من خلال بسط نفوذها على منظمة الصحة العالمية وتأثير قوة المال والاقتصاد على الساسة حول العالم.
وتحاول الرسائل التشكيك في جدية ما يحدث من خلال طرح العديد من الأسئلة المقلقة والمشوشة مثل: لماذا وضعت شركة لتصنيع الأدوية براءة اكتشاف مصل ضد ما يطلق عليه عادة إنفلونزا الخنازير في 2007 أي قبل ظهور الفيروس أساسا؟ ولماذا لا يتم الاعتراف من طرف وسائل الإعلام والمسؤولين وخبراء الصحة بأن الإنفلونزا العادية أو الموسمية تقتل ما بين 250 ألف و500 ألف شخص كل سنة، أي ما يقارب ألف شخص يوميا حسب أرقام وإحصاءات منظمة الصحة العالمية؟ ولماذا يتم التهويل في خطورة إنفلونزا الخنازير في حين أنها "مرض عاد" لم يقتل سوى 2000 شخص في العالم على مدى أكثر من خسة أشهر، في وقت قتلت الإنفلونزا العادية 200 ألف شخص في المدة ذاتها؟ ولماذا لم يلاحظ أي تحسن أو تقدم في محاصرة فيروس الإنفلونزا الموسمية بعد مرور أكثر من 40 سنة على اكتشافه؟ ولماذا يرفض الأطباء والعاملون في ميدان الصحة التطعيم بدورهم إذ صرح أكثر من 50 في المائة من الأطباء في بريطانيا رفض خضوعهم للتطعيم ضد إنفلونزا الخنازير، مشككين في رصانة تحضير المصل الجديد وقلقهم من أعراضه الجانبية وشكوكهم حيال فعاليته؟
إنها أسئلة مفتوحة يجب التعامل معها بكثير من الحذر، يقول آخرون، وربما تدخل في إطار "نظرية المؤامرة" التي تتفشى بشكل كبير عبر قنوات الشبكة العنكبوتية. معتبرين هذه الفوضى تجارة كبيرة للصناعة الدوائية، لأن إنفلونزا الخنازير لا تختلف كثيرا عن الإنفلونزا العادية.
وفي السياق ذاته، يبرز صوت يتميز بكثير من الرصانة والقيمة العلمية التي لا يمكن التشكيك فيها، ويتعلق الأمر ب"مارك جانتليني" المدير الأسبق للصليب الأحمر الدولي (1997 - 2003) وعضو الأكاديمية الطبية بفرنسا وبروفيسور مختص في الأمراض المعدية، الذي اعتبر أعراض هذا المرض تافهة وبلا خطورة، إذ قتلت لحد الآن 2000 شخص حول العالم في حين أن مرضا مثل الملاريا قتل حتى الآن 500 ألف (!).
ويضيف الخبير الدولي أن منظمة الصحة العالمية تئن تحت وطأة كبريات الشركات العالمية ولوبيات الضغط ذات الأهداف الربحية، كما تريد أن تنسي الناس تهاونها في التعامل مع مرض السيدا عند ظهوره في بداية الثمانينات. "إن الاهتمام السياسي والإعلامي الذي تحظى به إنفلونزا الخنازير يعتبر بذيئا بالنظر إلى الوضع الصحي حول العالم... إنها جائحة البذاءة... وأنا أشعر بالعار أمام ما يحدث، وما يتم التخطيط له من أجل مواجهة أنفلونزا لا نعرف عنها إلا القليل".
جمال الخنوسي
وتتهم الرسائل شركات الأدوية الكبرى بالكذب والبهتان، والتلاعب بملف الأنفلونزا من أجل تحقيق أرباح كبرى من خلال الترويج للقاح أنتج في وقت قياسي. وكذلك بالوقوف وراء هذا التهويل في خطورة المرض، وفرض غول الشركات الكبرى قوانينه على الشعوب من خلال بسط نفوذها على منظمة الصحة العالمية وتأثير قوة المال والاقتصاد على الساسة حول العالم.
وتحاول الرسائل التشكيك في جدية ما يحدث من خلال طرح العديد من الأسئلة المقلقة والمشوشة مثل: لماذا وضعت شركة لتصنيع الأدوية براءة اكتشاف مصل ضد ما يطلق عليه عادة إنفلونزا الخنازير في 2007 أي قبل ظهور الفيروس أساسا؟ ولماذا لا يتم الاعتراف من طرف وسائل الإعلام والمسؤولين وخبراء الصحة بأن الإنفلونزا العادية أو الموسمية تقتل ما بين 250 ألف و500 ألف شخص كل سنة، أي ما يقارب ألف شخص يوميا حسب أرقام وإحصاءات منظمة الصحة العالمية؟ ولماذا يتم التهويل في خطورة إنفلونزا الخنازير في حين أنها "مرض عاد" لم يقتل سوى 2000 شخص في العالم على مدى أكثر من خسة أشهر، في وقت قتلت الإنفلونزا العادية 200 ألف شخص في المدة ذاتها؟ ولماذا لم يلاحظ أي تحسن أو تقدم في محاصرة فيروس الإنفلونزا الموسمية بعد مرور أكثر من 40 سنة على اكتشافه؟ ولماذا يرفض الأطباء والعاملون في ميدان الصحة التطعيم بدورهم إذ صرح أكثر من 50 في المائة من الأطباء في بريطانيا رفض خضوعهم للتطعيم ضد إنفلونزا الخنازير، مشككين في رصانة تحضير المصل الجديد وقلقهم من أعراضه الجانبية وشكوكهم حيال فعاليته؟
إنها أسئلة مفتوحة يجب التعامل معها بكثير من الحذر، يقول آخرون، وربما تدخل في إطار "نظرية المؤامرة" التي تتفشى بشكل كبير عبر قنوات الشبكة العنكبوتية. معتبرين هذه الفوضى تجارة كبيرة للصناعة الدوائية، لأن إنفلونزا الخنازير لا تختلف كثيرا عن الإنفلونزا العادية.
وفي السياق ذاته، يبرز صوت يتميز بكثير من الرصانة والقيمة العلمية التي لا يمكن التشكيك فيها، ويتعلق الأمر ب"مارك جانتليني" المدير الأسبق للصليب الأحمر الدولي (1997 - 2003) وعضو الأكاديمية الطبية بفرنسا وبروفيسور مختص في الأمراض المعدية، الذي اعتبر أعراض هذا المرض تافهة وبلا خطورة، إذ قتلت لحد الآن 2000 شخص حول العالم في حين أن مرضا مثل الملاريا قتل حتى الآن 500 ألف (!).
ويضيف الخبير الدولي أن منظمة الصحة العالمية تئن تحت وطأة كبريات الشركات العالمية ولوبيات الضغط ذات الأهداف الربحية، كما تريد أن تنسي الناس تهاونها في التعامل مع مرض السيدا عند ظهوره في بداية الثمانينات. "إن الاهتمام السياسي والإعلامي الذي تحظى به إنفلونزا الخنازير يعتبر بذيئا بالنظر إلى الوضع الصحي حول العالم... إنها جائحة البذاءة... وأنا أشعر بالعار أمام ما يحدث، وما يتم التخطيط له من أجل مواجهة أنفلونزا لا نعرف عنها إلا القليل".
جمال الخنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق