نشرت جريدة "لوباريزيان" الفرنسية تقريرا خاصا عن الدور السلبي الذي لعبه ما يسمى "الربيع العربي" على السياحة في شمال إفريقيا وتداعياته الكارثية على الاقتصاد الهش لبلدان كالمغرب ومصر وتونس.
وجاء في التقرير أن سوء أحوال الجو في أوربا، والأسعار المنخفضة لدى أغلب وكالات الأسفار، لم يشكلا حافزا كافيا لسكان القارة العجوز من أجل الاستفادة مما تمنحه هذه البلدان من شمس ومتعة وخدمات.
ورصد التقرير نوعا من "الحذر" في تعامل الفرنسيين مع وجهات كالمغرب ومصر على غرار بلدان أخرى تأثرت كثيرا بتحولات الشارع العربي.
وقال التقرير إن مصر على سبيل المثال كادت تتحول على مدى سنوات إلى وجهة أساسية للفرنسيين، واستقبلت السنة الماضية 600 ألف سائح فرنسي، لكن الرقم تراجع كثيرا، وانخفضت النسبة في شهر فبراير الماضي إلى أقل من 80 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. كما أن فصل الصيف لا يبشر بالخير أو بأي مؤشر تحسن حسب المهنيين الذين يقولون إن السائح "لا يفرق بين المظاهرات التي تشهدها القاهرة وسواحل البحر الأحمر الهادئة".
ويشير التقرير إلى أن السياحة في المغرب تضررت بدورها من هذا "الربيع العربي" ولن تشهد تحسنا يذكر، خصوصا بعد مواسم سابقة كانت تبشر بازدهار لن يتحقق.
ولم يكن الربيع العربي العامل الوحيد المؤثر في مستقبل وحاضر السياحة المغربية بل لعب تفجير مقهى أركانة الإرهابي، الذي ضرب مدينة مراكش، القلب النابض للسياحة المغربية، في 28 أبريل الماضي، دورا سلبيا جدا في تهاوي عدد السياح الفرنسيين.
ويقول أحد المهنيين إنه في الوقت الذي مازالت فيه مراكش تئن تحت وطأة هذا الحادث المأساوي فإن أكادير مثلا حافظت على ألقها.
وأشار التقرير إلى أن السائح الفرنسي ترك الطرق التقليدية للسفر عبر وكالات الأسفار وانتقل إلى طريقة أخرى يقوم من خلالها بالبحث بشكل فردي عن مواقع وعروض خاصة. ومع ذلك فإن المغرب موجود دائما ضمن المراتب الخمس الأولى للوجهات في الموقع المتخصص "هوم أوي" على شبكة الأنترنيت.
وأشارت الأرقام التي أوردتها "لوباريزيان" أن 1.4 مليون فرنسي يزورون سنويا تونس في الأوقات العادية، مقابل مليون يزورون المغرب، و600 ألف زاروا مصر السنة الماضية.
وأشار التقرير إلى أن السائح الفرنسي كان يكفيه قطع البحر الأبيض المتوسط ليجد الرمال الذهبية والشمس التي لا تغيب في سواحل المغرب وتونس ومصر، منبها في الآن ذاته إلى أن السائح الفرنسي "أكثر خوفا" من نظيره الألماني أو البريطاني.
وجاء في ل"لوباريزيان" أن المهنيين يعولون على "سائح آخر دقيقة"، وعلى المفاجآت التي يمكن أن يمنحها فصل الصيف، إضافة إلى دور الأحاديث الثنائية، وما يروجه السياح أنفسهم حول الأوضاع المستقرة في هذه البلدان، إذ أن 20 في المائة من الحجوزات تتم 15 يوما فقط قبل موعد السفر.
وخلص التقرير إلى أن وضع السياحة في تونس ومصر كارثي جدا لكن السياحة المغربية تخرج بأقل الخسائر.
جمال الخنوسي