قال مصطفى بنعلي، المدير العام السابق للقناة الثانية،
إن عمر سليم "مكلف بمهمة تدنيس المدير العام السابق لدوزيم والقناة
برمتها". وأكد بنعلي، الذي توارى إلى الظل منذ مدة، في لقائه مع "الصباح"
أن سليم اختار مهاجمة "الحيط القصير" وإهانة مؤسسة عمل فيها مدة طويلة.
وتساءل بنعلي لماذا تأخر عمر سليم كل هذا الوقت قبل
الاستجابة ل"نداء الضمير والمسؤولية" هل كان ضروريا أن يتم ذلك بعد
"مغادرته الطوعية" وحصوله على تعويض عن السنوات التي "لم يشتغل
خلالها" كما تبين من تصريحاته؟".
وأكد بنعلي، "حسب علمي ووفقا للمعطيات المتوفرة لدى
قسم الموظفين بالقناة الثانية، كان عمر سليم يتقاضى أجرا خاما أساسيا قدره 33900
درهم، يضاف إليه التعويض عن السكن والأقدمية والتمثيل داخل المؤسسة. وكان يتقاضى
الراتب نفسه سنة 2003 قبل تحملي مسؤولية الإدارة العامة للقناة. ولا أذكر أنني قمت
برفع أجره خلال الفترة ما بين 2003 و2008 بنسبة تتعدى حدود 5 إلى 10 في المائة
طيلة تلك الفترة، بل كان أجره الخام الأساسي في 31 دجنبر 2007 يبلغ 36 ألف درهم.
لهذا أتساءل من أين أتى عمر سليم بالمبلغ المشار إليه في تصريحاته التي تناقلتها
الصحف، أي 88 ألف درهم. ولا أظن أن الإدارة العامة الحالية للقناة رفعت أجره ليصل
إلى هذا المستوى خاصة أنه صرح بعدم اشتغاله داخل المؤسسة".
وأشار بنعلي إلى أن عمر سليم، ومباشرة بعد التحاقه
بالقناة الثانية في أبريل 2000 بالتزامن مع تولي نور الدين الصايل الإدارة العامة
للقناة "كان يشغل منصب مدير البرامج، وكان ذلك كما يعلمه الجميع داخل المؤسسة
شكليا وصوريا فقط لأن إدارة البرامج الفعلية والحقيقية كان يقودها نور الدين
الصايل شخصيا نظرا لخبرته الكبيرة في المجال. فالصايل "ولد الناس" وواضح
في مواقفه، أما سليم فليست له الكفاءة لتسيير مديرية وتدبير أمورها.. هو أولا
وأخيرا صحافي. وعند تحملي مسؤولية الإدارة العامة للقناة، في 10 شتنبر 2003،
وتجاوزا لهذا الوضع (مدير برامج بدون مهام حقيقية وعمل يبرر من خلاله ما يحصل عليه
من أجر وامتيازات)، كلف عمر سليم بمهمة لدى الإدارة العامة مع الحفاظ على رتبته
الإدارية مديرا، وكلفته بتحضير وتقديم برامج ثقافية من بينها "آر زي
ليتر" وتمت الاستعانة بكفاءات لتمكينه من إنجاز هذا البرنامج من بينها عادل
حجي. وكان هناك تتبع لأداء عمر سليم وقدمت ملاحظات للإدارة العامة كما هو موضح في
الوثيقتين (أنظر الصورة)، من بينها أن المعني بالأمر يتغيب عن المؤسسة ولا يحترم
شروط العمل ومعايير الجودة والنجاعة في الأداء المهني. فكيف تجرأ على الإدعاء أن
المدير العام السابق "طلب منه البقاء في بيته والاحتفاظ بكل
الامتيازات؟".
وعن أسباب توقف البرنامج الثقافي "آر زي ليتر"
قال بنعلي، "استمر عمر سليم في تحضير وتقديم برنامجه إلى غاية 2006، تزامنا
مع تشكيل القطب العمومي، إذ طلب سليم من مدير البث والبرمجة آنذاك (والمدير الحالي
للبرامج والبث والبرمجة)، عدم إدراج البرنامج الثقافي في خريطة البرامج بدعوى أنه
لن يتمكن من الاستمرار في إنجازه حسب قوله، لأن رئيس القطب العمومي (فيصل
العرايشي) وعده بتعيينه مديرا لإذاعة دوزيم. فامتنع عمر سليم عن الاستمرار في
إنجاز وتقديم البرنامج بناء على وعود لم تخرج قط إلى حيز الوجود من طرف من وعده
بها، رغم أن الوعود لم تكن تتنافى مع الاستمرار في تقديم برنامج ثقافي كان يحضر
مضمونه عادل حجي وكفاءات أخرى داخل المؤسسة".
وأشار بنعلي إلى أن سليم يهاجم الجميع بعد أن حصل على
"تعويض العمر" من فيصل العرايشي حتى سميرة سيطايل (نائبة المدير العام،
ومديرة مديرية الأخبار بدوزيم)، "أيظن أنه أكثر مهنية من سميرة سيطايل التي أختلف
معها في كثير من الأمور لكنها كفاءة حقيقية و"راجل ونص". لقد كان سليم
خلال فترة ما قبل شتنبر 2003 يستفيد من سيارة وظيفية وسائق (بشكل غير قانوني وغير
مرخص له كتابيا من طرف المدير العام في ما يخص السائق)، وبعد التاريخ المذكور (عند وصولي إلى إدارة
القناة)، احتفظ بسيارته الوظيفية كمدير لكن تم إيقاف استفادته من خدمات السائق
الذي ألحق بمصالح أخرى داخل المؤسسة، فكيف يصرح عمر سليم إذا أنه كان يستفيد من
سائقين؟ أهي رغبة في التفاخر المبالغ فيه أم هناك دوافع أخرى؟ اما بخصوص السكن
الوظيفي، فلم يكن عمر سليم قط يستفيد منه، بل كان يتقاضى تعويضا عن السكن وفقا لما
هو معمول به داخل المؤسسة. على عمر سليم أن يوضح للمغاربة سبب خرجته هاته والأهداف
الحقيقية وراءها بدل الادعاءات التي لا يعطي أدلة دامغة عليها وليقل للمغاربة من
أين أتى براتب 88 ألف درهم شهريا!".
جمال الخنوسي