يقولون إن الشاعر يولد من الألم، وتصنع المعاناة أبياته
وتسطر قوافيه العرق والدم وقد اشتهر جميل بما عاناه مع حب بثينة وعرف شارل بودلير
ب"أزهار الشر" بعد الذي قاساه مع مع مدام سابتيي. أما الشاعر الذي يولد
في جزيرة تفيض بترولا وغازا زلالا، ويفترش فيها الناس الدولار والأورو وكل العملات
الصعبة والسهلة تخلق له المآسي حتى يقرض الشعر قرضا !
تلك حكاية الشاعر القطري محمد ابن الذيب العجمي الذي اعتقل
في الدوحة في 16 أكتوبر 2011 بتهمة "التحريض على قلب نظام الحكم"
و"إهانة الأمير" في "قصيدة الياسمين" التي كتبها بوحي من
الانتفاضة التونسية.
وحكمت قطر على العجمي بالسجن المؤبد بتهمة انتقاد الأمير
والدعوة إلى التمرد، في حكم أثار غضب الكثيرين. وأشاد العجمي في قصائد شعرية
بانتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام مستبدين في أربع دول عربية منذ أوائل
العام الماضي وانتقد أمير قطر.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة
العفو الدولية، فيليب لوثر في حديثه عن القضية، "أمضى محمد العجمي قرابة
السنة وراء القضبان في الحبس الانفرادي، وذلك لقيامه على ما يبدو بممارسة حقه في
حرية التعبير عن الرأي بشكل سلمي. وإذا اتضح أن ذلك هو سبب اعتقاله بالفعل، فسوف
يعتبر العجمي حينها من بين سجناء الرأي، وينبغي بالتالي إطلاق سراحه فورا ودون
شروط".
وتكيل "قصيدة الياسمين" التي نظمها العجمي النقد لحكومات دول الخليج، إذ يقول فيها ما مفاده "إننا جميعا تونس في وجه النخب القمعية".
وقام جهاز أمن الدولة القطري باستدعاء العجمي واعتقله في الدوحة في نونبر الماضي، وجرى إيداعه منذ ذلك الحين في الحبس الانفرادي طيلة أشهر قبل أن يسمح لعائلته بزيارته. ويعتقد بأن الشاعر العجمي محتجز حاليا في السجن المركزي بالعاصمة القطرية. ولا يزال قيد الحبس الانفرادي منذ اعتقاله فيها.
الغريب في هذه الحكاية العجيبة أنه على بعد كيلومترات قليلة من الحدث الذي استحوذ على اهتمام القنوات التلفزيونية حول العالم، يوجد بوق كبير اسمه "الجزيرة" شعارها الرأي والرأي الآخر، لم تر ولم تسمع عن شاعر حكم عليه بالسجن مدى الحياة لأنه قرض شعرا، فسكتت دهرا.
وتكيل "قصيدة الياسمين" التي نظمها العجمي النقد لحكومات دول الخليج، إذ يقول فيها ما مفاده "إننا جميعا تونس في وجه النخب القمعية".
وقام جهاز أمن الدولة القطري باستدعاء العجمي واعتقله في الدوحة في نونبر الماضي، وجرى إيداعه منذ ذلك الحين في الحبس الانفرادي طيلة أشهر قبل أن يسمح لعائلته بزيارته. ويعتقد بأن الشاعر العجمي محتجز حاليا في السجن المركزي بالعاصمة القطرية. ولا يزال قيد الحبس الانفرادي منذ اعتقاله فيها.
الغريب في هذه الحكاية العجيبة أنه على بعد كيلومترات قليلة من الحدث الذي استحوذ على اهتمام القنوات التلفزيونية حول العالم، يوجد بوق كبير اسمه "الجزيرة" شعارها الرأي والرأي الآخر، لم تر ولم تسمع عن شاعر حكم عليه بالسجن مدى الحياة لأنه قرض شعرا، فسكتت دهرا.
قناة "الجزيرة" التي تستعد للعودة إلينا وتصيد
أخطائنا والاتجار في عاهاتنا والتفنن في لعق جراحنا ادارت ظهرها للشاعر الذي يقطن
في خيمتها، كما أدارت ظهرها للموجة الثانية من الثورة في مصر التي خرجت ضد الإخوان
المسلمين. وبعد أن هيجت الملايين أيام مبارك تحولت مصر فجأة إلى جنة عدن بعد وصول
مرسي الإخواني.
إنه الحول الذي يصيب الإعلام، و"المهنية"
العجيبة في دولة "الجزيرة" التي فرش لها البعض السجاد الأحمر لتبشرنا
بأن أسوأ الأيام هي التي لم نعشها بعد.
جمال الخنوسي