نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي لجريدة " صوت الناس " :
- السينما المغربية حية و ذات توجهات مختلفة
- التعبير الحقيقي للسينما هو التناقض الإيجابي
- نحن أمام تحدي حقيقي ، إما أن نواكب التاريخ باحترام أسسنا
و جرأة الدخول في الحركية العالمية و إما أن نقف و نبكي على الأطلال
- مسآلة المنع لن ينطبق عليها سوى نظرية داروين
حاوره : جمال الخنوسي
* في البداية ما هو تقييمكم للمهرجان الثامن للفيلم ؟
- أرى أن المهرجان حقق الأهداف المسطرة له من خلال مناخ ملائم تجلى في ثلاث نقط : أولا التنظيم كان في المستوى المقبول ثانيا الحضور كان مكثفا لكل المهتمين السينمائيين و الممثلين المغاربة و الصحافة المعتمدة و المختصة . ثالثا اعتماد لجنة تحكيم متماسكة في تشكيلتها و متناغمة و قامت بعملها على أحسن وجه . أملنا أن يتم في هذا المهرجان الاعتراف بالكيان المغربي كصانع لسينما حقيقية على مستوى الآشرطة الطويلة . و الاعتراف كذلك بكثافة الشريط القصير كمحاولات أولية لها مالها و عليها ما عليها . كل ما ذكرت يعطينا الإحساس أن المهمة المنوطة بنا قد انجزت على الوجه الأمثل .
* كيف ترون راهن و مستقبل السينما المغربية ؟
- أراه بقياس طموح و إيمان السينمائيين المغاربة ، بقوة التعبير السينمائي على بلورة و تقديم الصورة الحقيقية للمغرب المعيش الحالي ، مغرب النضال من آجل التفتح ، مغرب الإعتراف بذات قادرة على النظر لنفسها دون طرح تساؤلات عقيمة و بدون أي بارانويا أو مرض عقلي اتسمت به تجارب دول عربية كانت تتوهم أحلاما لا تتطابق مع الواقع . إني أرى أن مستقبل السينما في قدرة السينمائيين على مواجهة الواقع كما هو و قبل كل شيء السيطرة على الوسائل التعبيرية الخاصة بالسينما و اتقان لغتها . أظن بأن السينمائيين الشباب الذين رأيناهم في المهرجان هم الذين يحملون على كاهلهم مستقبل المغرب و أومن بأنهم سيرفعون العلم المغربي إلى أعلى درجة و سيذهبون بالخطاب السينمائي إلى أبعد حد في كل المحافل الدولية.
* بغض النظر على المناصب التي تقلدتموها ، نسأل الآن نور الدين صايل القيمة السينمائية المغربية . ما هو الفيلم الذي أثاركم و نال إعجابكم ؟
- المهرجان تميز ب21 فيلم طويل أعطى للجمهور و المتتبعين ضمانات بأن التنوع مضمون و أن الخطاب السينمائي في المغرب متنوع و متضارب . و هذا دليل على أن السينما المغربية حية و ذات توجهات مختلفة . أريد أن يكون التعبير الحقيقي للسينما هو التناقض الإيجابي . في هذا الإطار هناك أفلام مكتملة تشد المشاهد و تجعل المتلقي يتساءل . كما أن هناك أفلام هي عبارة عن محاولات أو هي ضمانات لفنانين لهم رأسمال تعبيري يستعملونه مرة و مرتين و ثلاث .
الأفلام التي أعتبرها محاولات خصبة ـ و هذا أمر لا ينفي قيمة الأفلام الأخرى التي قدمت ـ تنطوي على رؤية للمستقبل . هناك مثلا فيلم فروخي " السفر الطويل " و فيلم داوود ولاد السيد " طرفاية " حيث يتميزان بدقة و اختيار محترف . هناك طبعا فيلم " الراقد " لياسمين قصاري هناك فيلم حسن لكزولي " الطين جا " ، فيلم " الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء " لمحمد العسلي فله بناء درامي رفيع، فيلم مومن السميحي " العايل " الذي يعتبر من الاختيارات القوية في التعبير السينمائي . هناك خمسة او ستة عناوين ـ ممكن ان أكون قد نسيت أخرى ـ برهان أكيد على الزخم الانتاجي و دليل على أن الأرض خصبة . مما يجعلني أرى هؤلاء الفنانين متمكنين من خطابهم السينمائي . كما رأينا في فيلم كمال كمال " السمفونية المغربية " الذي بالرغم من التأرجحات داخل التصعيد الدرامي يظهر لي انه توفق في بعض المشاهد بكيفية تحترم تماما . طبعا هناك أفلام أخرى لأناس معروفين و أثبتوا وجودهم و لا داعي لأن أذكرهم .
* كان هناك تميز واضح لمجموعة من الوجوه النسوية كياسمين قصاري ، ليلى التريكي و ليلى المراكشي . هل من الممكن الحديث عن موجة نسوية في السينما المغربية ؟
- الموجة النسوية آتية و لا يمكن للإنسان إلا أن يعتز بهذا الإقبال للعنصر النسوي و يحتفي بالابداع النسوي في السينما . إنه خطاب متميز تماما في إطار الانتاج السينمائي فيكفي أن نرى الجرأة التي تعالج بها المواضيع كما فعلت ياسمين قصاري مع حالة المرأة في القرية و الذهاب و الإياب الفكري بين الرجل المهاجر و المرأة في قمة عزلتها . إنها متميزة جدا في التحليل فهي أحسن برهان على نظرة نسوية عظيمة . هناك كذلك الجرأة التي رأيناها عند ليلى المراكشي في فيلم " ماروك " في تناولها لقضايا معيشة حقيقية و الكيفية التي من خلال هذه القضايا تطرح قضيتها الشخصية و تجربتها الحياتية و إعادة تركيب و دمج الواقع و الوهم بذكاء كبير . وجدت ليلي التريكي أيضا متميزة . في الحقيقة النساء في المغرب لهم نظرة و معالجة في الإبداع السينمائي أكثر دقة في التحليل و أكثر جرأة في التناول و هذه خاصية ستعطي للسينما المغربية دفعة كانت تنقص العديد من المنتجين و المخرجين .
* بما أنكم أثرتم قضية الجرأة في تناول المواضيع السينمائية فنحن نعرف جميعا أن السينما المغربية تتمتع بهامش واسع من الحرية . ما رأيكم في الضجة التي أحدثها فيلم " ماروك " ، خصوصا أننا سمعنا من ينزع عن الفيلم و صاحبته حتى الهوية المغربية ؟
- بالنسبة لي هذه المواقف عارضة لا يمكن أن يصبح لها صبغة جوهرية . إنها أمور لا قيمة لها . فنحن في سيرورة لا رجعة فيها ، الواقع يتحرك و المواقف المتحجرة التي تنظر إلى الوراء و تراجع كتابة التاريخ نسميها على العموم رجعية ، تحترم على أنها مواقف، لكن للأسف مواقف أكل عليها الدهر و شرب . الآن نحن أمام تحدي حقيقي ، إما أن نواكب التاريخ باحترام أسسنا و جرأة الدخول في الحركية العالمية و إما أن نقف و نبكي على الأطلال . أظن آن السينمائيين بصفة عامة في موجة التحرك ، موجة لها ميزتان : الميزة الآولى آنها تجعل من المغرب بلدا يواكب عصره بالفعل بكل شجاعة و الميزة الثانية تجعل من السينما المغربية سينما لها القدرة على خلق كيان في الداخل و كيان في الخارج و بالتالي إثبات هوية إبداعية و بصمة وطنية لم نصلها قط لا على المستوى الوطني و لا على المستوى الافريقي أو مستوى المنطقة العربية . يجب أن نستعمل كل هذا كحافز لجعل قضية السينما قضية و طنية أساسية لأن صورتنا الآن نبنيها بكيفية مقبولة ، لها وزن و ليست مصطنعة. و أنا ألاحظ أن الجيل الصاعد من السينمائيين المغاربة انتقل للقرن الواحد و العشرين بسهولة أبهرتني .
أنا أومن بأن قضية السينما المغربية قضية تستحق كل الأهمية و هو أمر أصبح الآن من البديهيات التي اعترف بها أكبر النقاد . بالطبع طرحت لنا مجموعة من المشاكل و الصعوبات مع مجموعة من البلدان و المهرجانات التي لم ترد ان تقبل أن المغرب أصبح قوة سينمائية فعلية، و أظن أن ذلك ليس بعزيز على المبدعين المغاربة و الدولة المغربية التي تقدم كل الضمانات للتعبير الحر و البناء من أعلى مستوى في الدولة إلى كل المسؤولين . هذا أمر لم يعد فيه نقاش . الأمر الذي يمكن الخوض فيه يجب آن يتم في إطار النقاش التناقضي بين كل الأطراف التي تعبر عن رأيها لتدبير خطابات سينمائيية و تدبير روايات سينمائية للكل الحق في التعبير . أما مسآلة المنع فلن ينطبق عليها سوى نظرية داروين .
* ما هو تقييمكم لتجربة الدعم السينمائي ؟
الدعم السينمائي هو أساس الحركية السينمائية الآن في المغرب . و محكوم عليه أن يذهب إلى التزايد فمقارنة مع المرحلة الأولى ارتفعت قيمة المساعدة و نحن نطمح للمزيد و المزيد إلى أن نبلغ أعلى مستوى من مساهمة الدولة لهذا الدعم الذي نقدم للمنتجين . من أجل ضمان إمكانية التمويل ليس للإنتاج أكثر بل للإنتاج أحسن و أفضل . ثم جعل المنتجين أكثر عقلانية و مهنية في إتخاذ القرارات، هذه المهنية هي الهدف الأساسي للسنة الثالثة في تجربة الدعم بعدما كانت السنة الأولى هي سنة التقنين و السنة الثانية هي سنة ترسيخ أسس الإنتاج و السنة الثالثة أريدها أن تكون إن شاء الله سنة الزيادة في المهنية و مراقبة هذه المهنية لـمنتجينا في المغرب و طبعا تبعا لذلك كل العناصر التي تساهم في إنتاج الفيلم .
* ما هي الخطوة القادمة لتعزيز مكانة السينما في المغرب ؟
- المتابعة لما تحقق و المواضبة على السير في نفس النهج مع الحفاظ على المكاسب . خطتنا هي كالتالي تحديد الهدف ، الوصول إليه و المحافظة عليه لتحقيق تراكم أهداف أخرى . إذا غابت المتابعة ـ التي للأسف عادة ما ننساها في المغرب ـ نحدد السياسة ، نحقق الأهداف و بعد ذلك ننسى . لا بد أن تشكل الأهداف التي نصل إليها رأسمالا نحفظه من الضياع و هذه المسألة هي أساس سياستنا للسنة الثالثة .
- السينما المغربية حية و ذات توجهات مختلفة
- التعبير الحقيقي للسينما هو التناقض الإيجابي
- نحن أمام تحدي حقيقي ، إما أن نواكب التاريخ باحترام أسسنا
و جرأة الدخول في الحركية العالمية و إما أن نقف و نبكي على الأطلال
- مسآلة المنع لن ينطبق عليها سوى نظرية داروين
حاوره : جمال الخنوسي
* في البداية ما هو تقييمكم للمهرجان الثامن للفيلم ؟
- أرى أن المهرجان حقق الأهداف المسطرة له من خلال مناخ ملائم تجلى في ثلاث نقط : أولا التنظيم كان في المستوى المقبول ثانيا الحضور كان مكثفا لكل المهتمين السينمائيين و الممثلين المغاربة و الصحافة المعتمدة و المختصة . ثالثا اعتماد لجنة تحكيم متماسكة في تشكيلتها و متناغمة و قامت بعملها على أحسن وجه . أملنا أن يتم في هذا المهرجان الاعتراف بالكيان المغربي كصانع لسينما حقيقية على مستوى الآشرطة الطويلة . و الاعتراف كذلك بكثافة الشريط القصير كمحاولات أولية لها مالها و عليها ما عليها . كل ما ذكرت يعطينا الإحساس أن المهمة المنوطة بنا قد انجزت على الوجه الأمثل .
* كيف ترون راهن و مستقبل السينما المغربية ؟
- أراه بقياس طموح و إيمان السينمائيين المغاربة ، بقوة التعبير السينمائي على بلورة و تقديم الصورة الحقيقية للمغرب المعيش الحالي ، مغرب النضال من آجل التفتح ، مغرب الإعتراف بذات قادرة على النظر لنفسها دون طرح تساؤلات عقيمة و بدون أي بارانويا أو مرض عقلي اتسمت به تجارب دول عربية كانت تتوهم أحلاما لا تتطابق مع الواقع . إني أرى أن مستقبل السينما في قدرة السينمائيين على مواجهة الواقع كما هو و قبل كل شيء السيطرة على الوسائل التعبيرية الخاصة بالسينما و اتقان لغتها . أظن بأن السينمائيين الشباب الذين رأيناهم في المهرجان هم الذين يحملون على كاهلهم مستقبل المغرب و أومن بأنهم سيرفعون العلم المغربي إلى أعلى درجة و سيذهبون بالخطاب السينمائي إلى أبعد حد في كل المحافل الدولية.
* بغض النظر على المناصب التي تقلدتموها ، نسأل الآن نور الدين صايل القيمة السينمائية المغربية . ما هو الفيلم الذي أثاركم و نال إعجابكم ؟
- المهرجان تميز ب21 فيلم طويل أعطى للجمهور و المتتبعين ضمانات بأن التنوع مضمون و أن الخطاب السينمائي في المغرب متنوع و متضارب . و هذا دليل على أن السينما المغربية حية و ذات توجهات مختلفة . أريد أن يكون التعبير الحقيقي للسينما هو التناقض الإيجابي . في هذا الإطار هناك أفلام مكتملة تشد المشاهد و تجعل المتلقي يتساءل . كما أن هناك أفلام هي عبارة عن محاولات أو هي ضمانات لفنانين لهم رأسمال تعبيري يستعملونه مرة و مرتين و ثلاث .
الأفلام التي أعتبرها محاولات خصبة ـ و هذا أمر لا ينفي قيمة الأفلام الأخرى التي قدمت ـ تنطوي على رؤية للمستقبل . هناك مثلا فيلم فروخي " السفر الطويل " و فيلم داوود ولاد السيد " طرفاية " حيث يتميزان بدقة و اختيار محترف . هناك طبعا فيلم " الراقد " لياسمين قصاري هناك فيلم حسن لكزولي " الطين جا " ، فيلم " الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء " لمحمد العسلي فله بناء درامي رفيع، فيلم مومن السميحي " العايل " الذي يعتبر من الاختيارات القوية في التعبير السينمائي . هناك خمسة او ستة عناوين ـ ممكن ان أكون قد نسيت أخرى ـ برهان أكيد على الزخم الانتاجي و دليل على أن الأرض خصبة . مما يجعلني أرى هؤلاء الفنانين متمكنين من خطابهم السينمائي . كما رأينا في فيلم كمال كمال " السمفونية المغربية " الذي بالرغم من التأرجحات داخل التصعيد الدرامي يظهر لي انه توفق في بعض المشاهد بكيفية تحترم تماما . طبعا هناك أفلام أخرى لأناس معروفين و أثبتوا وجودهم و لا داعي لأن أذكرهم .
* كان هناك تميز واضح لمجموعة من الوجوه النسوية كياسمين قصاري ، ليلى التريكي و ليلى المراكشي . هل من الممكن الحديث عن موجة نسوية في السينما المغربية ؟
- الموجة النسوية آتية و لا يمكن للإنسان إلا أن يعتز بهذا الإقبال للعنصر النسوي و يحتفي بالابداع النسوي في السينما . إنه خطاب متميز تماما في إطار الانتاج السينمائي فيكفي أن نرى الجرأة التي تعالج بها المواضيع كما فعلت ياسمين قصاري مع حالة المرأة في القرية و الذهاب و الإياب الفكري بين الرجل المهاجر و المرأة في قمة عزلتها . إنها متميزة جدا في التحليل فهي أحسن برهان على نظرة نسوية عظيمة . هناك كذلك الجرأة التي رأيناها عند ليلى المراكشي في فيلم " ماروك " في تناولها لقضايا معيشة حقيقية و الكيفية التي من خلال هذه القضايا تطرح قضيتها الشخصية و تجربتها الحياتية و إعادة تركيب و دمج الواقع و الوهم بذكاء كبير . وجدت ليلي التريكي أيضا متميزة . في الحقيقة النساء في المغرب لهم نظرة و معالجة في الإبداع السينمائي أكثر دقة في التحليل و أكثر جرأة في التناول و هذه خاصية ستعطي للسينما المغربية دفعة كانت تنقص العديد من المنتجين و المخرجين .
* بما أنكم أثرتم قضية الجرأة في تناول المواضيع السينمائية فنحن نعرف جميعا أن السينما المغربية تتمتع بهامش واسع من الحرية . ما رأيكم في الضجة التي أحدثها فيلم " ماروك " ، خصوصا أننا سمعنا من ينزع عن الفيلم و صاحبته حتى الهوية المغربية ؟
- بالنسبة لي هذه المواقف عارضة لا يمكن أن يصبح لها صبغة جوهرية . إنها أمور لا قيمة لها . فنحن في سيرورة لا رجعة فيها ، الواقع يتحرك و المواقف المتحجرة التي تنظر إلى الوراء و تراجع كتابة التاريخ نسميها على العموم رجعية ، تحترم على أنها مواقف، لكن للأسف مواقف أكل عليها الدهر و شرب . الآن نحن أمام تحدي حقيقي ، إما أن نواكب التاريخ باحترام أسسنا و جرأة الدخول في الحركية العالمية و إما أن نقف و نبكي على الأطلال . أظن آن السينمائيين بصفة عامة في موجة التحرك ، موجة لها ميزتان : الميزة الآولى آنها تجعل من المغرب بلدا يواكب عصره بالفعل بكل شجاعة و الميزة الثانية تجعل من السينما المغربية سينما لها القدرة على خلق كيان في الداخل و كيان في الخارج و بالتالي إثبات هوية إبداعية و بصمة وطنية لم نصلها قط لا على المستوى الوطني و لا على المستوى الافريقي أو مستوى المنطقة العربية . يجب أن نستعمل كل هذا كحافز لجعل قضية السينما قضية و طنية أساسية لأن صورتنا الآن نبنيها بكيفية مقبولة ، لها وزن و ليست مصطنعة. و أنا ألاحظ أن الجيل الصاعد من السينمائيين المغاربة انتقل للقرن الواحد و العشرين بسهولة أبهرتني .
أنا أومن بأن قضية السينما المغربية قضية تستحق كل الأهمية و هو أمر أصبح الآن من البديهيات التي اعترف بها أكبر النقاد . بالطبع طرحت لنا مجموعة من المشاكل و الصعوبات مع مجموعة من البلدان و المهرجانات التي لم ترد ان تقبل أن المغرب أصبح قوة سينمائية فعلية، و أظن أن ذلك ليس بعزيز على المبدعين المغاربة و الدولة المغربية التي تقدم كل الضمانات للتعبير الحر و البناء من أعلى مستوى في الدولة إلى كل المسؤولين . هذا أمر لم يعد فيه نقاش . الأمر الذي يمكن الخوض فيه يجب آن يتم في إطار النقاش التناقضي بين كل الأطراف التي تعبر عن رأيها لتدبير خطابات سينمائيية و تدبير روايات سينمائية للكل الحق في التعبير . أما مسآلة المنع فلن ينطبق عليها سوى نظرية داروين .
* ما هو تقييمكم لتجربة الدعم السينمائي ؟
الدعم السينمائي هو أساس الحركية السينمائية الآن في المغرب . و محكوم عليه أن يذهب إلى التزايد فمقارنة مع المرحلة الأولى ارتفعت قيمة المساعدة و نحن نطمح للمزيد و المزيد إلى أن نبلغ أعلى مستوى من مساهمة الدولة لهذا الدعم الذي نقدم للمنتجين . من أجل ضمان إمكانية التمويل ليس للإنتاج أكثر بل للإنتاج أحسن و أفضل . ثم جعل المنتجين أكثر عقلانية و مهنية في إتخاذ القرارات، هذه المهنية هي الهدف الأساسي للسنة الثالثة في تجربة الدعم بعدما كانت السنة الأولى هي سنة التقنين و السنة الثانية هي سنة ترسيخ أسس الإنتاج و السنة الثالثة أريدها أن تكون إن شاء الله سنة الزيادة في المهنية و مراقبة هذه المهنية لـمنتجينا في المغرب و طبعا تبعا لذلك كل العناصر التي تساهم في إنتاج الفيلم .
* ما هي الخطوة القادمة لتعزيز مكانة السينما في المغرب ؟
- المتابعة لما تحقق و المواضبة على السير في نفس النهج مع الحفاظ على المكاسب . خطتنا هي كالتالي تحديد الهدف ، الوصول إليه و المحافظة عليه لتحقيق تراكم أهداف أخرى . إذا غابت المتابعة ـ التي للأسف عادة ما ننساها في المغرب ـ نحدد السياسة ، نحقق الأهداف و بعد ذلك ننسى . لا بد أن تشكل الأهداف التي نصل إليها رأسمالا نحفظه من الضياع و هذه المسألة هي أساس سياستنا للسنة الثالثة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق