نجمة برنامج العاشرة مساء على قناة دريم 2 :
منى الشاذلي: محاورة من طينة مختلفة
لا يشاهد برنامج في مصر كما يشاهد برنامج العاشرة مساء، الكل يضبط ساعته على العاشرة مساء و قناة دريم 2. ليرى برنامجا يقدم نفسه كمجلة تلفزيونية يومية شاملة .. تناقش أهم الأحداث العالمية و تقدم أطرف الأخبار و تتابع أهم حدث في اليوم مع أكبر المسؤولين و بمشاركة الجمهور بكافة وسائل التفاعل. و كذلك الحديث في كل يوم عن قضية مختلفة إما طبية أو إعلامية أوحياتية أو مستقبلية. إلى جانب إستضافة نجم من النجوم يكون في صدارة الأحداث .
و البرنامج يقدم أيضا الخدمات للمشاهدين مثل حالة الجو و أحوال المطارات و مواعيد الطائرات إلى آخر ذلك من خدمات و هذا البرنامج يقدم أيضا القضايا العربية المختلفة و يتمتع بمرونة في أزمنة فقراته المختلفة و كذلك الإعتماد على المادة المصورة قدر الإمكان. يذاع من السبت للأربعاء على الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المغربي.
و أهم ما ينتظره المشاهد هو أن تطل عليه منى الشاذلي بابتسامتها العريضة تعبر من خلالها عن سعادتها بلقائهم، تبتسم حتى تختفي عيناها، سحرها يكمن في أنها تشعر الجميع، وكل على حدة أنها هنا من أجله و لأجل أن تقدم له طبقا دسما من الأخبار والقضايا والنقاشات الساخنة، لكن على نار هادئة بعيدا عن المشادات والمشاحنات وتنتج برنامجا حواريا على خلاف سواها.
"منى الشاذلي" هي أوبرا وينفري مصر، الكل يتسابق ويتهاتف كي تستضيفه منى، من الوزير والسفير والفقير و الغفيرأيضا. المهم أن تكون قضيتك قضية كل الناس وهمك هو هم كل الناس ومشكلتك تهم كل الناس. ومنى هي أوبرا على طريقتها نجمة كل النجوم، تتألق كل ليلة ويفيض وهجها ليغطي أضواء الضيوف مهما انفعلت وتوهجت، لأنها بسيطة أنيقة ولها كاريزما لا تظاهى.
المشاهد لا ينتظر العاشرة مساء لأنه سيرى نجوم الفن والسياسة على حد سواء، بل ينتظر ما ستقوله منى لفلان وعلان، وما ستطرحه من أسئلة لا يجرؤ الآخرون على طرحها، أسئلة منى عميقة، لبقة ولكنه السؤال الذي يدور في ذهن كل الناس. إنها لا ترحم الضيف لكنها ليست سادية وعدوة لدودة للغة الخشب . فكثيرا ما أعادت طرح السؤال مرات عديدة حتى تصل للإجابة أو اللا إجابة التي لها في نفس الوقت مغزى ومعنى.
التصق اسم منى الشاذلي بالعاشرة مساء، كما التصق اسم أوبرا وينفري ببرنامج أوبرا واسم لاري كينغ بالبرنامج الحواري الشهير على قناة CNN لاري كينغ لايف. تجذب منى الشاذلي مشاهديها بإنسانيتها، إنها واحدة من أبناء مصر تفرح لفرحتهم وتبكي لبكاءهم والكل يذكر دموعها يوم تناولت موضوع غرق العبارة المصرية في البحر الأحمر في رحلتها بين السعودية ومصر.
كتبت عنها جريدة الرياض السعودية أنها اسم جميل يضاف إلى قائمة المبدعين، قادمة من خلفية سينمائية إذ كانت تقدم سابقاً بعض البرامج ذات التوجه السينمائي، ومنذ ذلك الحين ارتبط اسمها باسم الناقد السينمائي المعروف (عمرو خفاجي) الذي يقوم الآن بإعداد ملفات حلقات برنامجها الحالي. وهي هنا تقدم نفساً جديداً تغمره الجرأة والصراحة لكن بأدب وببشاشة لا توصف. والبرنامج رغم غلبة اللهجة المصرية عليه، إلا أن المذيعة تحاول قدرالإمكان جر الضيوف للحديث باللغة العربية الفصيحة، وليس هذا سبب تميزها فحسب، بل يضاف إلى ذلك حجم معرفتها وثقافتها وحضورها الواعي في أي موضوع تطرحه، فمن الأدب إلى السياسة مروراً بقضايا الفكر، تجدها متمكنة وقديرة..
منى الشاذلي أعادت قيما ومعايير كادت تندثر، تتمتع بثقافة عالية وفصاحة لغة وسعة أفق ورحابة صدر وحسن أدب وبراعة نادرة في إدارة الحوار. إنها شعلة نشاط مؤهلة وكما يقول المصريون "بنت ناس" و إعلامية متألقة يقول عنها محمد الخولي في جريدة "العربي" إنها مذيعة جادة تمارس الاجتهاد إلى أرقى الحدود. و بعيدا عن فخ الكليشيه التقليدي الذى يتكرر ليل نهار على لسان الإخوة و الأخوات من محترفي الاتصال الهاتفى ببرامج التلفزيون وصالونات الثرثرة التي تتصور القنوات الحكومية أنها برامج حوارية.. تقدمها مذيعات لا يصلحن سوى لدور ربات البيوت..إن منى الشاذلى .. يسندها فى ذلك إعداد جيد وتجهيز واع وهي تبرهن فى هذا كله على أن إشاعة مناخ من حرية التناول والحوار هو الكفيل بنجاح العمل الإعلامي وإيصال رسالته إلى ملايين المشاهدين..
بيد أن المشكلة فى العاشرة مساء يقول الخولي تتلخص مع الصحفي الذي يقوم بدور الراوي أو المعلق على الفقرات المصورة التى تتخلل الحوارات : فالرجل يتمتع بصوت جيد ونبرات إذاعية سليمة. ولكنه يقيم مذبحة ينصبها للغة العربية من نحو وصرف وضبط وشكل حيث لا يصادف مفعولا به إلا وعامله بمنطق الضم وأحيانا معاملة المكسور.. المجرور.. وقل الشيء نفسه عن الفاعل وعن اسم كان وخبر إن وأخواتها وكله يعامل بعد العاشرة مساء بمنطق المنصوب المفتوح. دون الإلتزام قدر الإمكان بضوابط اللغة الجميلة الشريفة. التي تهان على لسان الوزراء وأشباه الوزراء بدون أدنى احترام لذكرى سيبويه.
مع ذلك يبقى المجهود الذي تقوم به منى و فريقها يقترب من أن يكون سبقا لم يحدث من قبل فالبرنامج . تستطيع أن تظهر كل يوم في ميعاد ثابت بقائمة جديدة كل يوم من ضيوف ذوي ثقل و أهمية .. كيف تستطيع أن تدير مثل تلك الحوارات مباشرة ..؟ اتصالات هاتفية و مناقشات لقضايا مهمة جدا و شائكة جدامباشرة؟ أسئلة نطرحها على أنفسنا و على قطبنا الإعلامي الخالي من مذيع أو مذيعة "تحمر الوجه".
وبالرغم من المؤاخذات الكثيرة على الإعلام العربي الذي مازال يتخبط تحت وطأة ثقل الحاكم والسلطة حتى أصبح شبه مومياء ذات جسد مهترئ بلا روح ، إلا أنه من آن لآخر تبزغ وسط العفونة بارقات أمل.
جمال الخنوسي
منى الشاذلي: محاورة من طينة مختلفة
لا يشاهد برنامج في مصر كما يشاهد برنامج العاشرة مساء، الكل يضبط ساعته على العاشرة مساء و قناة دريم 2. ليرى برنامجا يقدم نفسه كمجلة تلفزيونية يومية شاملة .. تناقش أهم الأحداث العالمية و تقدم أطرف الأخبار و تتابع أهم حدث في اليوم مع أكبر المسؤولين و بمشاركة الجمهور بكافة وسائل التفاعل. و كذلك الحديث في كل يوم عن قضية مختلفة إما طبية أو إعلامية أوحياتية أو مستقبلية. إلى جانب إستضافة نجم من النجوم يكون في صدارة الأحداث .
و البرنامج يقدم أيضا الخدمات للمشاهدين مثل حالة الجو و أحوال المطارات و مواعيد الطائرات إلى آخر ذلك من خدمات و هذا البرنامج يقدم أيضا القضايا العربية المختلفة و يتمتع بمرونة في أزمنة فقراته المختلفة و كذلك الإعتماد على المادة المصورة قدر الإمكان. يذاع من السبت للأربعاء على الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المغربي.
و أهم ما ينتظره المشاهد هو أن تطل عليه منى الشاذلي بابتسامتها العريضة تعبر من خلالها عن سعادتها بلقائهم، تبتسم حتى تختفي عيناها، سحرها يكمن في أنها تشعر الجميع، وكل على حدة أنها هنا من أجله و لأجل أن تقدم له طبقا دسما من الأخبار والقضايا والنقاشات الساخنة، لكن على نار هادئة بعيدا عن المشادات والمشاحنات وتنتج برنامجا حواريا على خلاف سواها.
"منى الشاذلي" هي أوبرا وينفري مصر، الكل يتسابق ويتهاتف كي تستضيفه منى، من الوزير والسفير والفقير و الغفيرأيضا. المهم أن تكون قضيتك قضية كل الناس وهمك هو هم كل الناس ومشكلتك تهم كل الناس. ومنى هي أوبرا على طريقتها نجمة كل النجوم، تتألق كل ليلة ويفيض وهجها ليغطي أضواء الضيوف مهما انفعلت وتوهجت، لأنها بسيطة أنيقة ولها كاريزما لا تظاهى.
المشاهد لا ينتظر العاشرة مساء لأنه سيرى نجوم الفن والسياسة على حد سواء، بل ينتظر ما ستقوله منى لفلان وعلان، وما ستطرحه من أسئلة لا يجرؤ الآخرون على طرحها، أسئلة منى عميقة، لبقة ولكنه السؤال الذي يدور في ذهن كل الناس. إنها لا ترحم الضيف لكنها ليست سادية وعدوة لدودة للغة الخشب . فكثيرا ما أعادت طرح السؤال مرات عديدة حتى تصل للإجابة أو اللا إجابة التي لها في نفس الوقت مغزى ومعنى.
التصق اسم منى الشاذلي بالعاشرة مساء، كما التصق اسم أوبرا وينفري ببرنامج أوبرا واسم لاري كينغ بالبرنامج الحواري الشهير على قناة CNN لاري كينغ لايف. تجذب منى الشاذلي مشاهديها بإنسانيتها، إنها واحدة من أبناء مصر تفرح لفرحتهم وتبكي لبكاءهم والكل يذكر دموعها يوم تناولت موضوع غرق العبارة المصرية في البحر الأحمر في رحلتها بين السعودية ومصر.
كتبت عنها جريدة الرياض السعودية أنها اسم جميل يضاف إلى قائمة المبدعين، قادمة من خلفية سينمائية إذ كانت تقدم سابقاً بعض البرامج ذات التوجه السينمائي، ومنذ ذلك الحين ارتبط اسمها باسم الناقد السينمائي المعروف (عمرو خفاجي) الذي يقوم الآن بإعداد ملفات حلقات برنامجها الحالي. وهي هنا تقدم نفساً جديداً تغمره الجرأة والصراحة لكن بأدب وببشاشة لا توصف. والبرنامج رغم غلبة اللهجة المصرية عليه، إلا أن المذيعة تحاول قدرالإمكان جر الضيوف للحديث باللغة العربية الفصيحة، وليس هذا سبب تميزها فحسب، بل يضاف إلى ذلك حجم معرفتها وثقافتها وحضورها الواعي في أي موضوع تطرحه، فمن الأدب إلى السياسة مروراً بقضايا الفكر، تجدها متمكنة وقديرة..
منى الشاذلي أعادت قيما ومعايير كادت تندثر، تتمتع بثقافة عالية وفصاحة لغة وسعة أفق ورحابة صدر وحسن أدب وبراعة نادرة في إدارة الحوار. إنها شعلة نشاط مؤهلة وكما يقول المصريون "بنت ناس" و إعلامية متألقة يقول عنها محمد الخولي في جريدة "العربي" إنها مذيعة جادة تمارس الاجتهاد إلى أرقى الحدود. و بعيدا عن فخ الكليشيه التقليدي الذى يتكرر ليل نهار على لسان الإخوة و الأخوات من محترفي الاتصال الهاتفى ببرامج التلفزيون وصالونات الثرثرة التي تتصور القنوات الحكومية أنها برامج حوارية.. تقدمها مذيعات لا يصلحن سوى لدور ربات البيوت..إن منى الشاذلى .. يسندها فى ذلك إعداد جيد وتجهيز واع وهي تبرهن فى هذا كله على أن إشاعة مناخ من حرية التناول والحوار هو الكفيل بنجاح العمل الإعلامي وإيصال رسالته إلى ملايين المشاهدين..
بيد أن المشكلة فى العاشرة مساء يقول الخولي تتلخص مع الصحفي الذي يقوم بدور الراوي أو المعلق على الفقرات المصورة التى تتخلل الحوارات : فالرجل يتمتع بصوت جيد ونبرات إذاعية سليمة. ولكنه يقيم مذبحة ينصبها للغة العربية من نحو وصرف وضبط وشكل حيث لا يصادف مفعولا به إلا وعامله بمنطق الضم وأحيانا معاملة المكسور.. المجرور.. وقل الشيء نفسه عن الفاعل وعن اسم كان وخبر إن وأخواتها وكله يعامل بعد العاشرة مساء بمنطق المنصوب المفتوح. دون الإلتزام قدر الإمكان بضوابط اللغة الجميلة الشريفة. التي تهان على لسان الوزراء وأشباه الوزراء بدون أدنى احترام لذكرى سيبويه.
مع ذلك يبقى المجهود الذي تقوم به منى و فريقها يقترب من أن يكون سبقا لم يحدث من قبل فالبرنامج . تستطيع أن تظهر كل يوم في ميعاد ثابت بقائمة جديدة كل يوم من ضيوف ذوي ثقل و أهمية .. كيف تستطيع أن تدير مثل تلك الحوارات مباشرة ..؟ اتصالات هاتفية و مناقشات لقضايا مهمة جدا و شائكة جدامباشرة؟ أسئلة نطرحها على أنفسنا و على قطبنا الإعلامي الخالي من مذيع أو مذيعة "تحمر الوجه".
وبالرغم من المؤاخذات الكثيرة على الإعلام العربي الذي مازال يتخبط تحت وطأة ثقل الحاكم والسلطة حتى أصبح شبه مومياء ذات جسد مهترئ بلا روح ، إلا أنه من آن لآخر تبزغ وسط العفونة بارقات أمل.
جمال الخنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق