موجة الأدب الاستعرائي تتزعّمها كاتبات يحقّقن أعلى المبيعات
نيللي أركان "مومس" و"مجنونة"
نيللي أركان ليست كاتبة كلاسيكية كما نتخيلها جميعا.. فهي ليست امرأة هرمة ذات شعر أبيض وصدر مترهل ووجه تملؤه التجاعيد بالعكس فهي شابة من النوع الذي يمكنه أن يملأ أغلفة مجلات التجميل و الأزياء و الفضائح من باري ماش إلى غالا إلى فوغ. جذابة، جميلة ،مثيرة وذات صدر يملؤه السيليكون.حاولت نيللي أركان أن تقدّم نفسها كمثقفة جريئة، في اللقاءات الاعلامية والمناقشات الأدبية. فهي من مواليد قرية ليزيير دو مين، عام 1975، تابعت دراساتها الأدبية في جامعة مونتريال، ولديها اهتمام بالتحليل النفسي. كتبت روايتها "المومس" في ظروف غامضة، وفيها تحكي كيف منحت طبيبها النفسي، الذي كانت لديه ميول أدبية، مخطوطة تستعيد شذرات من حياتها عندما خرجت لممارسة الدعارة الرفيعة المستوى، فنصحها بأن نصّها يتفجّر بالموهبة ويستحق النشر.
إنها امتداد لموجة غليان من الكاتبات الفضائحيات أطلقتهن، في تسعينات القرن الماضي وبداية القرن الحالي، مجموعة من كبريات دور النشر الاوروبية. ضمنهن مثلا كاترين روب غرييه، زوجة الكاتب الفرنسي المعروف ألن روب غرييه، في كتابها "مذكرات زوجة شابة 1962 - 1957" (عن دار فايار) الذي تكشف فيه عن علاقاتها الداعرة مع زوجها، ثم إعادة نشر كتاب "كل خيول الملك" (عن دار أليا) الصادر عام 1962 ونفد من المكتبات، لصاحبته ميشيل برنشتاين، زوجة المفكر الراحل غي دوبور. ويحكي الكتاب في قالب روائي الطموحات التحررية لجيل كامل.
ترعرعت نيللي أركان في عائلة محافظة، أب متدين دائم التفكير في الآخرة و أم شبه غائبة تمضي طوال نهارها في النوم، أما أختها فماتت في سن مبكرة. في تعليمها الأولي، عاشت أجواء صارمة مع الأخوات الكاثوليكيات، الى درجة أنها عندما كبرت كانت تشمئز من رؤية عاشقين يتبادلان القبل في حديقة عمومية.
الحياة، بهذه القسوة، مغامرة كبيرة، والكتابة مخاطرة أكبر. فالسبب الذي دفع نيللي أركان الى بيع جسدها، دفعها أيضا الى التنكيل به عبر كتابها. سنقرأ وسنحسّ بالمرارة. تحكي كيف تمضي يوما كاملا في غرفة مغلقة في انتظار العشرات من الزبائن الرجال في اليوم الواحد. تصف أجسادهم الكريهة وهي تتحلّل أمامها. كل واحد يأتي بقصة مختلفة، وسنصطدم بأن الكتاب ليس هدفه الاغراء او الاستعراء المجاني. إنه نص حار يشرح التجربة والحياة، ويشرّحهما. الكثيرون سيبحثون عن مشاهد عارية، وسيعثرون عليها بكل تأكيد. إنها لا تثير الرغبة في أي شيء بقدر ما تدفعنا الى التقزز. بعض النقاد الكيبيكيين اعتبروها "قسّ الأدب الكيبيكي"، فنظرتها الى العالم يشوبها حسّ أخلاقي مفرط، تعرّي الجسد وتردم عليه التراب. الموت والجنس رديفان، الى درجة أنها تنهي كتابها بكلمة "موت" رغم أنه يروي قصة ضاجّة بالحياة.
في كتابها الثاني، "المجنونة"، ستختار الاعتراف والتداعي الحرّ نفسه، مستمرة في الكشف عن سيرتها. لكنها ستنحاز هذه المرة الى أدب الرسائل، وستكتب رسالة طويلة بحجم كتاب كامل الى عشيقها الفرنسي الذي تكنّ له عشقا مجنونا.وكما يقول جورج باتاي: "يخيّل اليّ أن ما يجبرني على الكتابة، هو الخوف من أن أصبح مجنونا". هذا ما دفع نيللي أركان، ربما، الى اللجوء الى الكتابة، بعد فشل الطب النفسي، لعلها تجد توازنا نفسيا يمنحها معنى للوجود.
وأنت تقرأ الكتاب الثاني لنيللي أركان، ستحسّ بأنه يشبه مذكرات حميمية أرسلت عبر البريد الالكتروني بالخطأ لتنشر في أحد مدونات الانترنت. هي نفسها تعاتب عشيقها على تعاطيه المرضي مع مواقع الانترنت البورنوغرافية بحثا عن فتاة سمراء عوض شقراء تشبهها. فالكيبيكي يصف عشيقته أو حتى زوجته بـ"شقرائي"، حتى لو كانت متحدّرة من جمهورية هايتي.
لا يهم إن كانت الكاتبة هي فعلا بطلة الرواية، حيث يتداخل ما هو متخيل مع ما هو واقعي ويمتزج جنس الرواية بجنس السيرة الذاتية. حيث تحاول البطلة "نيللى" تصوير مشاعرها من خلال رسالة لعشيقها الذي لا يرى فيها سوى جسدا مثيرا ونزوة عابرة. رجل يجد لذته في البرنوغرافيا على شبكة الأنترنيت. تنغلق على ذاتها وتطوي مشاعرها وخيبة أملها بعد أن ظنت أنها موضوعا للعشق. شعور بالحب تحسه لأول مرة. نيللي العاهرة التي يزورها عشرات الرجال يوميا أخفقت في أول قصة عشق. فاختلط لديها الانطواء بخيبة الأمل. على أي حال الأمر غير مهم ما دامت قررت الانتحار في عيد ميلادها الثلاثين.
وإن كان غالبية النساء لم ترقهم روايات أركان إلا أن رد فعل الرجال اختلف بين النقمة والرضى الكبير بين التنويه بكاتبة ذات موهبة فذة ونقد وصل لحد الشتم.
و يرى هشام فهمي الصحفي بجريدة "النهار" أن أركان مثلها مثل كاترين مييه، مديرة تحرير مجلة الفن المعاصر، "أرت برس"، في كتابها "الحياة الجنسية لكاترين م" (عن دار سوي) والذي بيع منه مليونان ونصف مليون نسخة، ثم كريستين أنغو وكتابها "غشيان المحارم" (عن دار ستوك)، وفرجيني ديبانت في كتابها "ضاجعني" (عن دار فلوران ماسون). جزء من لائحة طويلة، متفجّرة وفاجرة، لكن الاسم الأكثر فضائحية ويعدّ الآن ظاهرة مثيرة في أوروبا، هو للايطالية ميليسا ب، التي أصدرت روايتها الاولى "100 ضربة فرشاة قبل الذهاب الى النوم"، عام 2003، ولم تكن تتجاوز آنذاك سنّ السابعة عشرة. هذا الكتاب خطير للغاية، لانه خليط من الاعترافات الجنسية التي تحكي عن تجاربها الشخصية، من اغتصاب ومثلية جنسية وعلاقات سادومازوشية، الى درجة أنها تصف كيف ضاجعها ستة رجال دفعة واحدة في عيد ميلادها السادس عشر، مما دفع ببعض سكان صقلية المحافظين الى تهديدها بالرجم. وقد حقق الكتاب مبيعات وصلت الى مليونين ونصف مليون نسخة، لكن بعد إصدار كتابها الثاني "نكهة نَفَسك" المخيّب، بدأت الاسئلة ليس فقط حول قيمته الأدبية، بل حول مأزق هذا الصنف من الكاتبات اللواتي يدافعن بشراسة عن كونهن كاتبات مستحقات، وهذا ينطبق أيضا على نيللي أركان وكتابها الثاني "المجنونة". حتى أن بعض النقاد الكيبيكيين قارنوا بين الكاتبتين وبين القراء الذين يلهثون وراء المومس والمراهقة، عوض الكاتبة.
مهما يكون الحال ومهما تكون أركان الكاتبة أو شخصية الرواية ففي آخر المطاف فما هي إلا طالبة قديمة في الجامعة .. طالبة قررت أن تكسب لقمة عيشها من خلال موهبتها في الكتابة، واختارت طريقة مختلفة للتعبير ووسيلة مميزة للوصول لدور النشر بخلق هذه الهالة وهذه الازدواجية بين بطلة الرواية وكاتبة النص، واللعب على هذا اللبس. لا يهم أن نعرف تفاصيل عن حياتها لأن الكاتب يجب أن نتخيله من خلال قراءتنا لأعماله. وليس من الضروري التعرف على تفاصيل حياته من خلال "التولك شو " والبرامج الحوارية التي تجمع "البيبل" والمشاهير على القنوات التلفزية.
* ونيللي أركان لها قدرة عجيبة في اختيار عناوين أعمالها. فيكفي أن نضع على غلاف كتاب كلمة "مومس" حتى يختفي من رفوف المكتبات. وبطبيعة الحال ستوقض ذلك "البصاص" الذي ينام داخلنا جميعا. كان يكفيها أن تمر في برنامج Tout le monde en parle لتييري أرديسون حتى يصبح كل إقليم الكيبيك الواسع يتحدث عنها. ف"أردسون" معروف عنه حسه المستفز والمثير. فبمجرد أن هزأ بلكنتها الكيبيكية حتى شاع اسمه كجلاد ويعرف اسمها كضحية خجولة للأب الفرونكفوني الكبير والمتعالي "فرنسا".
في الحقيقة لا تمتلك أركان موهبة نافذة ولكن كتابتها مباشرة وصريحة تجعل القارئ متعلقا بجزئيات الحكاية التي تروى إضافة إلى أنها تعرف كيف تسوق كتبها. وإذا لم تعمل على تطوير نفسها وتشغيل قدراتها فحتما سيمل منها القارئ ومن سوداويتها المثيرة. تقول أركان عن طريق روايتها: "في بعض الأحيان أرى كتابتي كتلك المدونة على علب السجائر أظهر ما ليس مسموح لنا برؤيته".
جمال الخنوسينيللي أركان "مومس" و"مجنونة"
نيللي أركان ليست كاتبة كلاسيكية كما نتخيلها جميعا.. فهي ليست امرأة هرمة ذات شعر أبيض وصدر مترهل ووجه تملؤه التجاعيد بالعكس فهي شابة من النوع الذي يمكنه أن يملأ أغلفة مجلات التجميل و الأزياء و الفضائح من باري ماش إلى غالا إلى فوغ. جذابة، جميلة ،مثيرة وذات صدر يملؤه السيليكون.حاولت نيللي أركان أن تقدّم نفسها كمثقفة جريئة، في اللقاءات الاعلامية والمناقشات الأدبية. فهي من مواليد قرية ليزيير دو مين، عام 1975، تابعت دراساتها الأدبية في جامعة مونتريال، ولديها اهتمام بالتحليل النفسي. كتبت روايتها "المومس" في ظروف غامضة، وفيها تحكي كيف منحت طبيبها النفسي، الذي كانت لديه ميول أدبية، مخطوطة تستعيد شذرات من حياتها عندما خرجت لممارسة الدعارة الرفيعة المستوى، فنصحها بأن نصّها يتفجّر بالموهبة ويستحق النشر.
إنها امتداد لموجة غليان من الكاتبات الفضائحيات أطلقتهن، في تسعينات القرن الماضي وبداية القرن الحالي، مجموعة من كبريات دور النشر الاوروبية. ضمنهن مثلا كاترين روب غرييه، زوجة الكاتب الفرنسي المعروف ألن روب غرييه، في كتابها "مذكرات زوجة شابة 1962 - 1957" (عن دار فايار) الذي تكشف فيه عن علاقاتها الداعرة مع زوجها، ثم إعادة نشر كتاب "كل خيول الملك" (عن دار أليا) الصادر عام 1962 ونفد من المكتبات، لصاحبته ميشيل برنشتاين، زوجة المفكر الراحل غي دوبور. ويحكي الكتاب في قالب روائي الطموحات التحررية لجيل كامل.
ترعرعت نيللي أركان في عائلة محافظة، أب متدين دائم التفكير في الآخرة و أم شبه غائبة تمضي طوال نهارها في النوم، أما أختها فماتت في سن مبكرة. في تعليمها الأولي، عاشت أجواء صارمة مع الأخوات الكاثوليكيات، الى درجة أنها عندما كبرت كانت تشمئز من رؤية عاشقين يتبادلان القبل في حديقة عمومية.
الحياة، بهذه القسوة، مغامرة كبيرة، والكتابة مخاطرة أكبر. فالسبب الذي دفع نيللي أركان الى بيع جسدها، دفعها أيضا الى التنكيل به عبر كتابها. سنقرأ وسنحسّ بالمرارة. تحكي كيف تمضي يوما كاملا في غرفة مغلقة في انتظار العشرات من الزبائن الرجال في اليوم الواحد. تصف أجسادهم الكريهة وهي تتحلّل أمامها. كل واحد يأتي بقصة مختلفة، وسنصطدم بأن الكتاب ليس هدفه الاغراء او الاستعراء المجاني. إنه نص حار يشرح التجربة والحياة، ويشرّحهما. الكثيرون سيبحثون عن مشاهد عارية، وسيعثرون عليها بكل تأكيد. إنها لا تثير الرغبة في أي شيء بقدر ما تدفعنا الى التقزز. بعض النقاد الكيبيكيين اعتبروها "قسّ الأدب الكيبيكي"، فنظرتها الى العالم يشوبها حسّ أخلاقي مفرط، تعرّي الجسد وتردم عليه التراب. الموت والجنس رديفان، الى درجة أنها تنهي كتابها بكلمة "موت" رغم أنه يروي قصة ضاجّة بالحياة.
في كتابها الثاني، "المجنونة"، ستختار الاعتراف والتداعي الحرّ نفسه، مستمرة في الكشف عن سيرتها. لكنها ستنحاز هذه المرة الى أدب الرسائل، وستكتب رسالة طويلة بحجم كتاب كامل الى عشيقها الفرنسي الذي تكنّ له عشقا مجنونا.وكما يقول جورج باتاي: "يخيّل اليّ أن ما يجبرني على الكتابة، هو الخوف من أن أصبح مجنونا". هذا ما دفع نيللي أركان، ربما، الى اللجوء الى الكتابة، بعد فشل الطب النفسي، لعلها تجد توازنا نفسيا يمنحها معنى للوجود.
وأنت تقرأ الكتاب الثاني لنيللي أركان، ستحسّ بأنه يشبه مذكرات حميمية أرسلت عبر البريد الالكتروني بالخطأ لتنشر في أحد مدونات الانترنت. هي نفسها تعاتب عشيقها على تعاطيه المرضي مع مواقع الانترنت البورنوغرافية بحثا عن فتاة سمراء عوض شقراء تشبهها. فالكيبيكي يصف عشيقته أو حتى زوجته بـ"شقرائي"، حتى لو كانت متحدّرة من جمهورية هايتي.
لا يهم إن كانت الكاتبة هي فعلا بطلة الرواية، حيث يتداخل ما هو متخيل مع ما هو واقعي ويمتزج جنس الرواية بجنس السيرة الذاتية. حيث تحاول البطلة "نيللى" تصوير مشاعرها من خلال رسالة لعشيقها الذي لا يرى فيها سوى جسدا مثيرا ونزوة عابرة. رجل يجد لذته في البرنوغرافيا على شبكة الأنترنيت. تنغلق على ذاتها وتطوي مشاعرها وخيبة أملها بعد أن ظنت أنها موضوعا للعشق. شعور بالحب تحسه لأول مرة. نيللي العاهرة التي يزورها عشرات الرجال يوميا أخفقت في أول قصة عشق. فاختلط لديها الانطواء بخيبة الأمل. على أي حال الأمر غير مهم ما دامت قررت الانتحار في عيد ميلادها الثلاثين.
وإن كان غالبية النساء لم ترقهم روايات أركان إلا أن رد فعل الرجال اختلف بين النقمة والرضى الكبير بين التنويه بكاتبة ذات موهبة فذة ونقد وصل لحد الشتم.
و يرى هشام فهمي الصحفي بجريدة "النهار" أن أركان مثلها مثل كاترين مييه، مديرة تحرير مجلة الفن المعاصر، "أرت برس"، في كتابها "الحياة الجنسية لكاترين م" (عن دار سوي) والذي بيع منه مليونان ونصف مليون نسخة، ثم كريستين أنغو وكتابها "غشيان المحارم" (عن دار ستوك)، وفرجيني ديبانت في كتابها "ضاجعني" (عن دار فلوران ماسون). جزء من لائحة طويلة، متفجّرة وفاجرة، لكن الاسم الأكثر فضائحية ويعدّ الآن ظاهرة مثيرة في أوروبا، هو للايطالية ميليسا ب، التي أصدرت روايتها الاولى "100 ضربة فرشاة قبل الذهاب الى النوم"، عام 2003، ولم تكن تتجاوز آنذاك سنّ السابعة عشرة. هذا الكتاب خطير للغاية، لانه خليط من الاعترافات الجنسية التي تحكي عن تجاربها الشخصية، من اغتصاب ومثلية جنسية وعلاقات سادومازوشية، الى درجة أنها تصف كيف ضاجعها ستة رجال دفعة واحدة في عيد ميلادها السادس عشر، مما دفع ببعض سكان صقلية المحافظين الى تهديدها بالرجم. وقد حقق الكتاب مبيعات وصلت الى مليونين ونصف مليون نسخة، لكن بعد إصدار كتابها الثاني "نكهة نَفَسك" المخيّب، بدأت الاسئلة ليس فقط حول قيمته الأدبية، بل حول مأزق هذا الصنف من الكاتبات اللواتي يدافعن بشراسة عن كونهن كاتبات مستحقات، وهذا ينطبق أيضا على نيللي أركان وكتابها الثاني "المجنونة". حتى أن بعض النقاد الكيبيكيين قارنوا بين الكاتبتين وبين القراء الذين يلهثون وراء المومس والمراهقة، عوض الكاتبة.
مهما يكون الحال ومهما تكون أركان الكاتبة أو شخصية الرواية ففي آخر المطاف فما هي إلا طالبة قديمة في الجامعة .. طالبة قررت أن تكسب لقمة عيشها من خلال موهبتها في الكتابة، واختارت طريقة مختلفة للتعبير ووسيلة مميزة للوصول لدور النشر بخلق هذه الهالة وهذه الازدواجية بين بطلة الرواية وكاتبة النص، واللعب على هذا اللبس. لا يهم أن نعرف تفاصيل عن حياتها لأن الكاتب يجب أن نتخيله من خلال قراءتنا لأعماله. وليس من الضروري التعرف على تفاصيل حياته من خلال "التولك شو " والبرامج الحوارية التي تجمع "البيبل" والمشاهير على القنوات التلفزية.
* ونيللي أركان لها قدرة عجيبة في اختيار عناوين أعمالها. فيكفي أن نضع على غلاف كتاب كلمة "مومس" حتى يختفي من رفوف المكتبات. وبطبيعة الحال ستوقض ذلك "البصاص" الذي ينام داخلنا جميعا. كان يكفيها أن تمر في برنامج Tout le monde en parle لتييري أرديسون حتى يصبح كل إقليم الكيبيك الواسع يتحدث عنها. ف"أردسون" معروف عنه حسه المستفز والمثير. فبمجرد أن هزأ بلكنتها الكيبيكية حتى شاع اسمه كجلاد ويعرف اسمها كضحية خجولة للأب الفرونكفوني الكبير والمتعالي "فرنسا".
في الحقيقة لا تمتلك أركان موهبة نافذة ولكن كتابتها مباشرة وصريحة تجعل القارئ متعلقا بجزئيات الحكاية التي تروى إضافة إلى أنها تعرف كيف تسوق كتبها. وإذا لم تعمل على تطوير نفسها وتشغيل قدراتها فحتما سيمل منها القارئ ومن سوداويتها المثيرة. تقول أركان عن طريق روايتها: "في بعض الأحيان أرى كتابتي كتلك المدونة على علب السجائر أظهر ما ليس مسموح لنا برؤيته".
سيد جمال استعراضك للموضوع جزاب جدا ولكن للاسف لم يتم العثور على اى موقع يصلح ان يتم قراءة هذه الكتب او عمل دونلود لها بالعربيه فهل من الممكن مساعدتنا على ذلك ولك الشكر
ردحذفahah1150@yahoo.com