تفاصيل الجريمة البشعة التي راح ضحيتها طفل لم يتجاوز السابعة
* القاتلة تحال على المستشفى الإقليمي بسيدي قاسم في حالة سيئة.
* لماذا أقدمت المتهمة على قتل تلميذها؟
* هل الانتقام من الأب هو دافع الجريمة؟
عندما سمعت أزيز سيارة النقل المدرسي خرجت أم عزيز مسرعة للشارع تبحث عن صغيرها لتحثه على الإسراع للحاق بحافلة المدرسة، نظرت يمينا وشمالا فلم تجد عزيز الذي لم يتجاوز ربيعه السابع، لقد خرج منذ وقت قليل للعب أمام المنزل في انتظار سيارة النقل المدرسي، انطلقت مسرعة إلى الزقاق الذي اعتاد اللعب فيه لعلها تجده في مكانه رفقة أقرانه في لعبة سلبت تركيزه.. دون جدوى، تاهت بين الأزقة والدروب تسأل كل من تصادفه في طريقها، أصبحت كطائر جريح ينتفض من شدة الألم، تتحرك في كل الاتجاهات على غير هدى بين الأمل واليأس... أمل معانقة صغيرها من جديد.
أم عزيز لم تكن تعرف في ذلك الوقت أنها لن ترى فلذة كبدها، ولن تعانقه مرة أخرى ولن تنتظر معه حافلة المدرسة. شاع خبر اختفاء الطفل في المدينة فدب الهلع بين الساكنة جمعاء وأطلق العنان لشائعات في محاولة للإجابة عن سؤال ملح: أين اختفى عزيز؟
عاد عزيز من المدرسة يوم الإثنين حوالي الساعة 12 زوالا، تناول وجبة الغذاء وحوالي الواحدة بعد الزوال خرج للعب أمام البيت في انتظار وصول حافلة المدرسة التي ستنقله رفقة أصدقائه من أجل إنهاء يومه المدرسي، وصل سائق الحافلة كعادته أمام منزل عزيز حوالي الواحدة و45 دقيقة، وبدأ ينتظر ظهور عزيز مهرولا للالتحاق بزملائه ومع طول الانتظار ظهرت أم عزيز تبحث عن ابنها لينظم الجميع إلى ركب الباحثين عن الطفل المختفي.
بقي مكان الطفل فارغا وكرسيه شاغرا، سأل جميع أصدقائه عنه وشاع الخبر بين التلاميذ والآباء وبالمدينة بأكملها ، وجاء تدخل القناة الثانية وتغطيتها للموضوع ليعطيه حجما وطنيا، وأصبح كل الرأي العام الوطني يتساءل عن السر في اختفاء عزيز الطفل الذي لم يبلغ ربيعه السابع بعد. ولم يعش طويلا حتى تكون له عداوات. ملأت أخبار عزيز نشرات الأخبار في القناة الثانية وانطلقت الألسن تلوك الشائعات وتتفنن في اختلاق الحكايات والأساطير، حتى أن البعض ذهب إلى كون عزيز ضحية لدجال يستغل دم الطفل الصغير من أجل تحديد مكان كنز مدفون مستعينا بتحضير الجن الذي يشترط دم طفل صغير "زهري"، فأصبح الآباء يحرصون على اصطحاب أبناءهم إلى المدرسة خوفا وهلعا، حيث ظن البعض أن مدينة سيدي قاسم ربما شهدت ظهور سفاح آخر شبيه بسفاح تارودانت المختص في قتل الأطفال.
مرت الساعات بطيئة ولم يظهر أثر لعزيز، اجتمع كل الجيران والأهل في بيت أم عزيز إضافة إلى زملائه ومعلماته وكذلك المدعوة (ع.ب) جارة العائلة والأم الثانية لعزيز التي تتكفل بإعطائه دروسا للدعم والمراجعة وحل التمارين. وكثيرا ما يمضي الليل في منزلها عندما يستبد به التعب ويغالبه النعاس، الكل اجتمع في تلك الليلة الباردة يتبادلون دفئ الأمل في عودة عزيز صباح غد.
صباح الثلاثاء نظم زملاء عزيز أمام المدرسة وقفة تضامن مع رفيقهم مطالبين بتكثيف البحث وعودته العاجلة. حملوا صوره وهتفوا باسمه. وفي نفس الصباح استيقظت إحدى الجارات لتكتشف أن حديقتها الصغيرة التي يتوسطهاحوض صغير "للفول" قد عبثت بها أقدام غريبة، وفي محاولة منها لإصلاح ما أفسدته أقدام زائر الليل، اكتشفت كيسا كبيرا تغطيه أكياس فارغة من الإسمنت، ارتابت من أمر ذلك الكيس فنادت على جارتها المدعوة (ع.ب) لتساعدها بالنظر لمحتوى الكيس الغريب. اقتربت الجارة من الكيس وبدأت تفتحه لتكشف جثة الطفل عزيز، اختلط عويل المرأتين وبكاؤهما، صرخوا عاليا في طلب النجدة، ورجال البوليس الذين أسرعوا للوصول لمكان الجثة، قدم أهل عزيز عند سماعهم صياح (ع.ب) وهي تقول إن عزيز وجد مقتولا في الكيس، قضت على أمل جميع أفراد الأسرة في معانقة عزيز مرة أخرى، كانت تلك النهاية لكن لم تكن آخر مفاجآت الأسرة المكلومة.
نقلت جثة عزيز للمستشفى الإقليمي بسيدي قاسم وأظهرت الفحوصات الأولية أنه تعرض لاعتداء جنسي الأمر الذي زاد من حيرة رجال الشرطة وحيرة جميع المواطنين، وجعلت من فرضية سفاح جديد للأطفال تتأكد أكثر، نزل الخبر كالصاعقة على جميع ساكنة المدينة وسرت المخاوف والهواجس في جميع الأرجاء ، لكن مع تتبع رجال الشرطة للمسار الذي اعتاد عزيز قطعه كل يوم بدأ يجعل الأمور تتوضح أكثر، فآخر مرة شوهد فيها الطفل كانت حوالي الساعة الواحدة بعد الزوال أي بعد تناوله وجبة الغذاء لكن استجواب صاحب الدكان الكائن في الحي وتصريحه بأنه رأى عزيز حوالي الواحدة والنصف عندما جاء صحبة معلمته (ع.ب) التي كان يحلو لعزيز أن يناديها ب "طاطا".
اشترت المدعوة (ع.ب) لطفل آخر قطعة حلوى وأمرته بالانصراف . واشترت لعزيز ما يتناوله عادة في استراحة الساعة الرابعة (الأمر الذي لن يحدث قط) كان الأمر واضحا إذن آخر مرة شوهد فيها عزيز كان صحبة(ع.ب).
عند استدعاء الظنينة واستجوابها لاحظ رجال الشرطة ارتباكا في أقوالها وتداخلا في المعلومات التي تقدم مما جعل الشكوك تحوم حولها أكثر إلى أن اعترفت في الأخير بكل تفاصيل الجريمة الشنيعة.
قالت (ع.ب) إنها اقتادت الطفل الصغير إلى منزلها الذي اعتاد الدخول له واعتبره بيته الثاني فقد كانت معلمته وتربطها علاقة عائلية مع والد الطفل، مما جعله يناديها (طاطا) أدخلته إلى المطبخ لتخنقه بقطعة ثوب أو غطاء الرأس (درة) بعد أن أزهقت روحه عمدت إلى إدخال مغرفة في دبر الضحية مما سبب جرحا لا يمكن أن يسببه عادة العضو التناسلي وذلك من أجل إبعاد الشبهات وهو ما أكده الطب الشرعي، الذي برهن على أن الجرح نتج عن إدخال آلة صلبة في دبر الطفل. ووضعت جثته الصغيرة في كيس بلاستيكي ووضعتها داخل حوض "الفول" في المنزل المجاور وغطتها بأكياس الإسنمت.
تبدد الغموض الذي لف القضية بجريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد والتنكيل بالجثة، وتبقى العديد من الأسئلة معلقة حول دوافع (ع.ب) لاقتراف عمل بكل هذه البشاعة، ويتحدث البعض عن علاقة قديمة بين أب الطفل عزيز والقاتلة جعلتها تنتقم بهذا الشكل منه، لأن الظنينة بعد طلاقها سنة 2005 عادت من مدينة طنجة للاستقرار بمدينة سيدي قاسم وبالضبط في حي طريق طنجة حيث يسكن عزيز وعائلته.
لكن لماذا الانتقام الآن؟ وبهذه الطريقة البشعة؟
أسئلة تجيب عنها التحقيقات التكميلية..
وتشير آخر الأخبار في سيدي قاسم أنه تم نقل الظنينة إلى المستشفى الإقليمي تحت حراسة مشددة يوم الأحد بعدما ساءت حالتها النفسية والجسدية، وقد سبق لها أن فقدت الوعي يوم الخميس الماضي عندما كانت تقوم بإعادة الجريمة مرتين حيث حضر الآف المواطنين لتتبع إعادة تمثيل الحدث البشع الذي هز المدينة.
سيدي قاسم : حميد خويا
* القاتلة تحال على المستشفى الإقليمي بسيدي قاسم في حالة سيئة.
* لماذا أقدمت المتهمة على قتل تلميذها؟
* هل الانتقام من الأب هو دافع الجريمة؟
عندما سمعت أزيز سيارة النقل المدرسي خرجت أم عزيز مسرعة للشارع تبحث عن صغيرها لتحثه على الإسراع للحاق بحافلة المدرسة، نظرت يمينا وشمالا فلم تجد عزيز الذي لم يتجاوز ربيعه السابع، لقد خرج منذ وقت قليل للعب أمام المنزل في انتظار سيارة النقل المدرسي، انطلقت مسرعة إلى الزقاق الذي اعتاد اللعب فيه لعلها تجده في مكانه رفقة أقرانه في لعبة سلبت تركيزه.. دون جدوى، تاهت بين الأزقة والدروب تسأل كل من تصادفه في طريقها، أصبحت كطائر جريح ينتفض من شدة الألم، تتحرك في كل الاتجاهات على غير هدى بين الأمل واليأس... أمل معانقة صغيرها من جديد.
أم عزيز لم تكن تعرف في ذلك الوقت أنها لن ترى فلذة كبدها، ولن تعانقه مرة أخرى ولن تنتظر معه حافلة المدرسة. شاع خبر اختفاء الطفل في المدينة فدب الهلع بين الساكنة جمعاء وأطلق العنان لشائعات في محاولة للإجابة عن سؤال ملح: أين اختفى عزيز؟
عاد عزيز من المدرسة يوم الإثنين حوالي الساعة 12 زوالا، تناول وجبة الغذاء وحوالي الواحدة بعد الزوال خرج للعب أمام البيت في انتظار وصول حافلة المدرسة التي ستنقله رفقة أصدقائه من أجل إنهاء يومه المدرسي، وصل سائق الحافلة كعادته أمام منزل عزيز حوالي الواحدة و45 دقيقة، وبدأ ينتظر ظهور عزيز مهرولا للالتحاق بزملائه ومع طول الانتظار ظهرت أم عزيز تبحث عن ابنها لينظم الجميع إلى ركب الباحثين عن الطفل المختفي.
بقي مكان الطفل فارغا وكرسيه شاغرا، سأل جميع أصدقائه عنه وشاع الخبر بين التلاميذ والآباء وبالمدينة بأكملها ، وجاء تدخل القناة الثانية وتغطيتها للموضوع ليعطيه حجما وطنيا، وأصبح كل الرأي العام الوطني يتساءل عن السر في اختفاء عزيز الطفل الذي لم يبلغ ربيعه السابع بعد. ولم يعش طويلا حتى تكون له عداوات. ملأت أخبار عزيز نشرات الأخبار في القناة الثانية وانطلقت الألسن تلوك الشائعات وتتفنن في اختلاق الحكايات والأساطير، حتى أن البعض ذهب إلى كون عزيز ضحية لدجال يستغل دم الطفل الصغير من أجل تحديد مكان كنز مدفون مستعينا بتحضير الجن الذي يشترط دم طفل صغير "زهري"، فأصبح الآباء يحرصون على اصطحاب أبناءهم إلى المدرسة خوفا وهلعا، حيث ظن البعض أن مدينة سيدي قاسم ربما شهدت ظهور سفاح آخر شبيه بسفاح تارودانت المختص في قتل الأطفال.
مرت الساعات بطيئة ولم يظهر أثر لعزيز، اجتمع كل الجيران والأهل في بيت أم عزيز إضافة إلى زملائه ومعلماته وكذلك المدعوة (ع.ب) جارة العائلة والأم الثانية لعزيز التي تتكفل بإعطائه دروسا للدعم والمراجعة وحل التمارين. وكثيرا ما يمضي الليل في منزلها عندما يستبد به التعب ويغالبه النعاس، الكل اجتمع في تلك الليلة الباردة يتبادلون دفئ الأمل في عودة عزيز صباح غد.
صباح الثلاثاء نظم زملاء عزيز أمام المدرسة وقفة تضامن مع رفيقهم مطالبين بتكثيف البحث وعودته العاجلة. حملوا صوره وهتفوا باسمه. وفي نفس الصباح استيقظت إحدى الجارات لتكتشف أن حديقتها الصغيرة التي يتوسطهاحوض صغير "للفول" قد عبثت بها أقدام غريبة، وفي محاولة منها لإصلاح ما أفسدته أقدام زائر الليل، اكتشفت كيسا كبيرا تغطيه أكياس فارغة من الإسمنت، ارتابت من أمر ذلك الكيس فنادت على جارتها المدعوة (ع.ب) لتساعدها بالنظر لمحتوى الكيس الغريب. اقتربت الجارة من الكيس وبدأت تفتحه لتكشف جثة الطفل عزيز، اختلط عويل المرأتين وبكاؤهما، صرخوا عاليا في طلب النجدة، ورجال البوليس الذين أسرعوا للوصول لمكان الجثة، قدم أهل عزيز عند سماعهم صياح (ع.ب) وهي تقول إن عزيز وجد مقتولا في الكيس، قضت على أمل جميع أفراد الأسرة في معانقة عزيز مرة أخرى، كانت تلك النهاية لكن لم تكن آخر مفاجآت الأسرة المكلومة.
نقلت جثة عزيز للمستشفى الإقليمي بسيدي قاسم وأظهرت الفحوصات الأولية أنه تعرض لاعتداء جنسي الأمر الذي زاد من حيرة رجال الشرطة وحيرة جميع المواطنين، وجعلت من فرضية سفاح جديد للأطفال تتأكد أكثر، نزل الخبر كالصاعقة على جميع ساكنة المدينة وسرت المخاوف والهواجس في جميع الأرجاء ، لكن مع تتبع رجال الشرطة للمسار الذي اعتاد عزيز قطعه كل يوم بدأ يجعل الأمور تتوضح أكثر، فآخر مرة شوهد فيها الطفل كانت حوالي الساعة الواحدة بعد الزوال أي بعد تناوله وجبة الغذاء لكن استجواب صاحب الدكان الكائن في الحي وتصريحه بأنه رأى عزيز حوالي الواحدة والنصف عندما جاء صحبة معلمته (ع.ب) التي كان يحلو لعزيز أن يناديها ب "طاطا".
اشترت المدعوة (ع.ب) لطفل آخر قطعة حلوى وأمرته بالانصراف . واشترت لعزيز ما يتناوله عادة في استراحة الساعة الرابعة (الأمر الذي لن يحدث قط) كان الأمر واضحا إذن آخر مرة شوهد فيها عزيز كان صحبة(ع.ب).
عند استدعاء الظنينة واستجوابها لاحظ رجال الشرطة ارتباكا في أقوالها وتداخلا في المعلومات التي تقدم مما جعل الشكوك تحوم حولها أكثر إلى أن اعترفت في الأخير بكل تفاصيل الجريمة الشنيعة.
قالت (ع.ب) إنها اقتادت الطفل الصغير إلى منزلها الذي اعتاد الدخول له واعتبره بيته الثاني فقد كانت معلمته وتربطها علاقة عائلية مع والد الطفل، مما جعله يناديها (طاطا) أدخلته إلى المطبخ لتخنقه بقطعة ثوب أو غطاء الرأس (درة) بعد أن أزهقت روحه عمدت إلى إدخال مغرفة في دبر الضحية مما سبب جرحا لا يمكن أن يسببه عادة العضو التناسلي وذلك من أجل إبعاد الشبهات وهو ما أكده الطب الشرعي، الذي برهن على أن الجرح نتج عن إدخال آلة صلبة في دبر الطفل. ووضعت جثته الصغيرة في كيس بلاستيكي ووضعتها داخل حوض "الفول" في المنزل المجاور وغطتها بأكياس الإسنمت.
تبدد الغموض الذي لف القضية بجريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد والتنكيل بالجثة، وتبقى العديد من الأسئلة معلقة حول دوافع (ع.ب) لاقتراف عمل بكل هذه البشاعة، ويتحدث البعض عن علاقة قديمة بين أب الطفل عزيز والقاتلة جعلتها تنتقم بهذا الشكل منه، لأن الظنينة بعد طلاقها سنة 2005 عادت من مدينة طنجة للاستقرار بمدينة سيدي قاسم وبالضبط في حي طريق طنجة حيث يسكن عزيز وعائلته.
لكن لماذا الانتقام الآن؟ وبهذه الطريقة البشعة؟
أسئلة تجيب عنها التحقيقات التكميلية..
وتشير آخر الأخبار في سيدي قاسم أنه تم نقل الظنينة إلى المستشفى الإقليمي تحت حراسة مشددة يوم الأحد بعدما ساءت حالتها النفسية والجسدية، وقد سبق لها أن فقدت الوعي يوم الخميس الماضي عندما كانت تقوم بإعادة الجريمة مرتين حيث حضر الآف المواطنين لتتبع إعادة تمثيل الحدث البشع الذي هز المدينة.
سيدي قاسم : حميد خويا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق