اعتادوا العمل في النوادي فوجدوا أنفسهم في "الشوماج" بعد أن تخلى عنهم مشغلوهم بسبب الكساد
في كورنيش عين الدياب بمدينة الدار البيضاء تتعايش مهن عجيبة، متكاملة أحيانا ومتناقضة في كثير من الأحيان. ويجد الزائرون أنفسهم محاطين بمجموعة من الباعة الثابتين والمتجولين كل حسب اختصاصه وسلعته. وتصل محاولات البيع والإقناع إلى حد التحرش والإزعاج، وتجعل جمال الكورنيش يختفي فجأة مع "تبرزيط" البائعين والبائعات وإلحاحهم غير المبرر.
في أيام العطل ونهاية الأسبوع، يصبح الكورنيش غاصا بالزوار. وإلى جانب العشاق والعائلات، يتكاثر أطفال يمتهنون بيع الورود وملاحقة الأزواج (couples)، لكن بائعة الورود في عين الدياب أقرب إلى بائعة الخبز البئيسة منه إلى أي شيء آخر، فإضافة إلى أسمالها البالية تتعمد رسم ملامح البؤس والمسكنة و"تقطاع القلب".
الكورنيش بدوره سوق للحيوانات أيضا، إذ يقف بعض المراهقين على جنبات الطريق يعرضون على راحات أيديهم جراء، انتزعت من أمهاتها، دوختها رائحة "المازوط" وسرعة حركة السير.
لكن مذاق "الذرة" و"لحية أبي" لا يمكن أن تنسي الزوار حالة الكورنيش التي تشبه حالة المدن العراقية بعد القصف، غبار وأتربة وازدحام.
ذهبت صورة الكورنيش الجميلة والسنوات الوردية للمحلات التي تنتشر على طول الساحل، وحلت محلها أيام عجاف تعيشها النوادي والكباريهات والمطاعم.
وخلفت إعادة التأهيل التي يعرفها الكورنيش ضحايا من نوع خاص، لم تؤثر عليهم الأزمة العالمية بقدر ما جففت ينابيع رزقهم حالة الكورنيش، وفرار قوافل الحافلات السياحية، وهجرة الزبائن الذين انفضوا إلى محلات أخرى في أماكن مختلفة بالمدينة.
الفنانون والفنانات الذين اعتادوا العمل في نوادي الكورنيش وجدوا أنفسهم، بين ليلة وضحاها، في "شوماج تيكنيك" بعد أن تخلى عنهم مشغلوهم بسبب كساد الحال وبوار المحلات، فسكتت حناجر المغنين والمغنيات بعد أن كانت تبح بالغناء الليل كله، وسكنت صدور وأرداف الراقصات بعد أن كان "يتهد حيلها" بالهز إلى الساعات الأولى من الصباح.
لقد وجد الفنانون أنفسهم أمام سنة بيضاء، سنة من الأشغال "الشاقة" في الكورنيش ينضاف إليها حلول شهر رمضان المقبل بموازاة مع شهر غشت الذي يعتبر الفترة الأكثر مردودية في السنة.
ومهما وعد المسؤولون وأصحاب القرار في المدينة على قرب انتهاء الأشغال، فإن أصحاب الملاهي والفنادق لا يثقون في المواعيد العرقوبية التي يحددونها فأغلقوا محلاتهم وقام بعضهم بإجراء إصلاحات داخلها.
لكن، ولحسن الحظ، يرفع بعض "المرضيين والمرضيات" أكف الضراعة ليلا ونهارا ليدعوا مع "عماد النتيفي" منشط برنامج "سهران معاك الليلة"، بالصحة والعافية وطول العمر، لأنه "تايتفكرهم" بين الحين والآخر ليشاركوا في حمى ليلة السبت التي تحمل اسم "سكران معاك الليلة"، على قناة "زيد دردك عاود دردك"، إذ لا يستقيم فيها الفن والغناء إلا بوجود نجوم "القعدة" وصفوف الشيخات وحضور "الكارديولوك" (الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين)، صاحب أغنية "عندي قليب واحد".
ولسان حال الجميع يقول: لقينا الخير في دوزيم وما لقيناهش في مجلس المدينة!
جمال الخنوسي
في كورنيش عين الدياب بمدينة الدار البيضاء تتعايش مهن عجيبة، متكاملة أحيانا ومتناقضة في كثير من الأحيان. ويجد الزائرون أنفسهم محاطين بمجموعة من الباعة الثابتين والمتجولين كل حسب اختصاصه وسلعته. وتصل محاولات البيع والإقناع إلى حد التحرش والإزعاج، وتجعل جمال الكورنيش يختفي فجأة مع "تبرزيط" البائعين والبائعات وإلحاحهم غير المبرر.
في أيام العطل ونهاية الأسبوع، يصبح الكورنيش غاصا بالزوار. وإلى جانب العشاق والعائلات، يتكاثر أطفال يمتهنون بيع الورود وملاحقة الأزواج (couples)، لكن بائعة الورود في عين الدياب أقرب إلى بائعة الخبز البئيسة منه إلى أي شيء آخر، فإضافة إلى أسمالها البالية تتعمد رسم ملامح البؤس والمسكنة و"تقطاع القلب".
الكورنيش بدوره سوق للحيوانات أيضا، إذ يقف بعض المراهقين على جنبات الطريق يعرضون على راحات أيديهم جراء، انتزعت من أمهاتها، دوختها رائحة "المازوط" وسرعة حركة السير.
لكن مذاق "الذرة" و"لحية أبي" لا يمكن أن تنسي الزوار حالة الكورنيش التي تشبه حالة المدن العراقية بعد القصف، غبار وأتربة وازدحام.
ذهبت صورة الكورنيش الجميلة والسنوات الوردية للمحلات التي تنتشر على طول الساحل، وحلت محلها أيام عجاف تعيشها النوادي والكباريهات والمطاعم.
وخلفت إعادة التأهيل التي يعرفها الكورنيش ضحايا من نوع خاص، لم تؤثر عليهم الأزمة العالمية بقدر ما جففت ينابيع رزقهم حالة الكورنيش، وفرار قوافل الحافلات السياحية، وهجرة الزبائن الذين انفضوا إلى محلات أخرى في أماكن مختلفة بالمدينة.
الفنانون والفنانات الذين اعتادوا العمل في نوادي الكورنيش وجدوا أنفسهم، بين ليلة وضحاها، في "شوماج تيكنيك" بعد أن تخلى عنهم مشغلوهم بسبب كساد الحال وبوار المحلات، فسكتت حناجر المغنين والمغنيات بعد أن كانت تبح بالغناء الليل كله، وسكنت صدور وأرداف الراقصات بعد أن كان "يتهد حيلها" بالهز إلى الساعات الأولى من الصباح.
لقد وجد الفنانون أنفسهم أمام سنة بيضاء، سنة من الأشغال "الشاقة" في الكورنيش ينضاف إليها حلول شهر رمضان المقبل بموازاة مع شهر غشت الذي يعتبر الفترة الأكثر مردودية في السنة.
ومهما وعد المسؤولون وأصحاب القرار في المدينة على قرب انتهاء الأشغال، فإن أصحاب الملاهي والفنادق لا يثقون في المواعيد العرقوبية التي يحددونها فأغلقوا محلاتهم وقام بعضهم بإجراء إصلاحات داخلها.
لكن، ولحسن الحظ، يرفع بعض "المرضيين والمرضيات" أكف الضراعة ليلا ونهارا ليدعوا مع "عماد النتيفي" منشط برنامج "سهران معاك الليلة"، بالصحة والعافية وطول العمر، لأنه "تايتفكرهم" بين الحين والآخر ليشاركوا في حمى ليلة السبت التي تحمل اسم "سكران معاك الليلة"، على قناة "زيد دردك عاود دردك"، إذ لا يستقيم فيها الفن والغناء إلا بوجود نجوم "القعدة" وصفوف الشيخات وحضور "الكارديولوك" (الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين)، صاحب أغنية "عندي قليب واحد".
ولسان حال الجميع يقول: لقينا الخير في دوزيم وما لقيناهش في مجلس المدينة!
جمال الخنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق