آلة الدعاية والتشهير عصفت بمرشح في البرنامج وعرضت مستقبله للخطر
لمن لا يعرف منكم قصة "نيكولاف"، اسمحوا لي أن أرجع بكم قليلا إلى الوراء. اسمه الكامل "نيكولاف توموف بوريسلاف" بلغاري الجنسية، مقيم بالمغرب وأحد المشاركين السابقين في النسخة الأخيرة من برنامج "استوديو دوزيم". إلى هنا الأمر طبيعي بالنسبة إلى مراهق يسعى إلى "المجد" و"الشهرة" كما أوهمته بذلك الوصلات الإشهارية للبرنامج المعروف. لكن فجأة دخلت مجموعة "كيف كيف" التي تنصب نفسها ممثلا رسميا لمثليي المغرب على الخط، وأعلنت بشكل أرعن عن "مثلية" الشاب و"ضرورة دعمه". وعممت المجموعة في إطار حملاتها الدعائية رسالة تحت عنوان، "مشارك من ستوديو دوزيم .. مثلي!"، تحدثت فيها عن مثلية المشارك، و"تسخير فنه ونجوميته مستقبلا للدفاع عن القضية (تعني قضية المثليين)" وكأنه "جورج مايكل" أو "إلتون جون" أو حتى "فريدي ميركوري" زمانه.
البقية يعرفها الجميع، انطلقت أبواق الترويج من جهة ومدافع القصف وآلات التنكيل من جهة أخرى لتنهش لحم الشاب وتمرغ سمعته في الوحل، وسقط "بوريسلاف" واستوديو دوزيم والقناة الثانية برمتها ضحية رعونة مجموعة اسمها "كيف كيف"، وتهور إعلامي في التعامل مع "الحدث" وغدت القناة الثانية مطالبة فجأة بإجراء كاستينغ مخابراتي حول الميولات الجنسية للمرشحين (!؟).
إن التعامل مع مرشح استوديو دوزيم السابق من لدن بعض الأطراف، له اسم بغيض واحد هو "العنصرية"، عنصرية تجاه شخص ذنبه الوحيد أنه "مختلف". إنه شكل من أشكال التحريض ضد شاب يمكن أن نقول عنه إنه "مبنت" أو "محلون" أو أي وصف بئيس آخر من قاموسنا المبتذل، لكن مع الاحتفاظ بحق الرجل وكرامته، إذ لم يقل قط إنه مثلي أو له هذا التوجه، فكيف نعطي لأنفسنا الحق في وصفه بأنه (.....)، ونصدر الأحكام التي يمكن أن تنسفه وتهدد استمرار حياته الهادئة في مدينة صفرو.
صحيح أن مجموعة المثليين المغاربة، التي تنشط من إسبانيا، تتحمل مسؤولية كبيرة في ما يحصل للضحية. فكانت دعوة "كيف كيف" إلى دعمه "قبلة مسمومة" تلقاها المراهق ذو الاسم العصي في غفلة منه، إلا أن التعامل الإعلامي المتساهل مع المسألة، عن حسن أو سوء نية، زاد في تفاقم الوضع وعجل برحيله تفاديا ل"صداع الراس". ف"نيكولاف" بالنسبة إلى المجموعة الكيفكيفية التي تحترف التواصل، ضربة حظ وهدية من السماء كي تحقق برابغنداها المعتادة حول "أنشطة" وهمية في طنجة، ومؤتمرات "سرية" في مراكش، ومحاضرات في المريخ، ومجلة إلكترونية ليس لها من المجلة سوى الاسم... وغيرها من الخزعبلات التي ترددها كل يوم بشكل ببغاوي حتى تبقى في الواجهة، وتساهم في "إشعاعها" الوهمي، في حين عصفت "كيف كيف" بشاب لا يد له في المثلية ولا في غيرها.
لقد وجد "نيكولاف" المسكين نفسه بين مطرقة مجموعة تريد أن تتاجر به لتحقيق "انتصارات" وهمية، وسندان متربصين بالحرية والخيارات الشخصية للناس وقذفهم في "خصوصياتهم" (كما حدث ل"مليودة" المحجبة التي تعلم عاملات الهوى طرق الوقاية من داء السيدا، في وقت سابق).
لنتفق جميعا على أن هدف "كيف كيف" لم يكن قط مساعدة الشاب البلغاري الذي عاش 20 سنة في المغرب، لأن أي مغربي يعلم جيدا أن إعلان مثلية مرشح استوديو دوزيم هو عملية ذبح له، وطعنة من الخلف ووأد لمسيرته. إنها خطوة ساقطة من المجموعة المذكورة كي تركب "كتفي" البلغاري، أو أي منطقة أخرى من جسده، لتعرف بقضيتها وتصنع انتصاراتها الرخيصة على حساب الأبرياء الذين سيدفعون ثمنا باهظا.
جمال الخنوسي
ma cha2a lah
ردحذفc'est pas juste
ردحذفje pense qu'il faut s'excuser de ce jeune plus marocain que bulgaire qui a préféré vivre dans ce pays qu'il a aimé beaucoup
mais domage ni les marocains ni le maroc font du bien aux hommes propres est l'histoire confirme ça