أكدت وزيرة الصحة، ياسمينة بادو، أنها عرضة لهجوم ضار من "بعض الجهات"، لأنها تحط أصبعها على مكامن الخلل وتهدد بالتالي مصالح "مجموعة" تستفيد من الفوضى وسوء التسيير وغياب التنظيم والشفافية.
وأشارت بادو، التي حلت ضيفة على "نادي ليكونوميست" صباح أمس (الجمعة)، أنها حققت قطيعة جذرية مع الماضي وإرثه الثقيل منذ سنتين، ووضعت بدلها ثقافة جديدة تنبني على الجودة وتسطير الأهداف والمرامي.
وفي سياق حديثها عن "ثقافة النتائج" قالت الوزيرة إن تدبير المستشفيات العمومية سيدخل قريبا مرحلة جديدة من خلال إقحام مسيرين حقيقيين مؤهلين ومكونين لهذا الغرض، وتتخرج أول دفعة تضم 30 إطارا في يونيو المقبل، "لقد أصبح المستشفى شركة يجب تسييرها بهذا المنطق"، تقول الوزيرة.
وبخصوص تدبير الوزارة لجائحة إنفلونزا الخنازير، ردت بادو أن النقاش حول الموضوع مازال ساخنا حتى داخل المنظمة العالمية للصحة، منبهة إلى أن من واجبها كوزيرة اتخاذ جميع تدابير الحيطة والحذر، "لأن الأمر يخص صحة المواطنين ولا يمكن بأي شكل من الأشكال التهاون فيها أو التلاعب بها".
وقالت الوزيرة إن من واجبها طمأنة المواطنين، فكان من الضروري اتخاذ هذا الإجراء الوقائي والاحترازي، "إذ كنا من أوائل الدول التي توصلت بكميات منه، ورغم أن حملة التطعيم لم تلق الإقبال المنتظر، لما صاحبها من تضخيم إعلامي لآثاره الجانبية، فقد تم تلقيح حوالي 850 ألف شخص". وقالت الوزيرة إنه "أمام توقعات منظمة الصحة العالمية، وأمام تزايد عدد الوفيات في العالم كان لزاما على بلادنا أن تتخذ تلك الإجراءات والتدابير لمواجهة أنفلونزا الخنازير، تحسبا لحماية المواطنين وتجنيب بلادنا جائحة كانت نتائجها وخيمة لو حدث ما كان متوقعا ... لقد جاءت إنفلونزا الخنازير بالقوة المنتظرة وليس بالخطورة المنتظرة".
وقالت وزيرة الصحة إن المغرب لم يتوصل بكمية التلقيح كاملة، إذ أن الكمية التي تبقت الآن لا تصل إلى مليون لقاح، في وقت تفاوضت فيه الوزارة مع الشركة المصنعة للدواء من أجل تحويل 50 في المائة من الطلب المغربي إلى لقاحات من نوع آخر على رأسها لقاح الإنفلونزا الموسمية.
وفي السياق ذاته، أكدت بادو أنه أثناء توقيع وزارة الصحة على طلبيات تلقيح إنفلونزا الخنازير لم تكن في موقف قوي يسمح لها بالتفاوض، لأن الأمر كان مقتصرا على خيارين فحسب، هما أن تشتري اللقاح أو تحرم منه نهائيا، مشيرة في الآن ذاته إلى أن المغرب استفاد من أقل سعر معروض في تلك الأثناء.
وحول عدم اكتراث وزارة الصحة بتنبيهات بعض الأصوات العقلانية التي رفضت التهويل في جائحة إنفلونزا الخنازير ردت بادو أن الوزارة كانت منفتحة على جميع الآراء، كما استشارت خبراء مغاربة في علم الأوبئة كانت وجهة نظرهم تصب في المنحى نفسه الذي ذهبت إليه الوزارة، ثم أصافت، "لو تكرر أمر إنفلونزا الخنازير سأقوم بالتدابير نفسها".
جمال الخنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق