دومينيك دوفيلبان ابن مدينة الرباط يؤسس حزبا وسط حماس المهاجرين والمهمشين
عندما حل دومينيك دوفيلبان خلال شهر فبراير الماضي ضيفا على الدورة 16 للمعرض الدولي للكتاب، بدا الرجل قويا وواثقا من نفسه. فقد حكم القضاء لصالحه في الملف الشائك الذي جمعه مع رئيس الجمهورية الفرنسية "نيكولا ساركوزي"، صديق الأمس وعدو اليوم.
بعد سنوات من التعايش فجر السباق نحو الرئاسة في 2007 قضية "كلير ستريم" التي اتهم فيها دوفيلبان ب"تلاعبات سياسية كبيرة" استهدفت عدة شخصيات بمن فيهم ساركوزي، وبعد ملاحقته بتهمة "التواطؤ في التشهير" انتهت القضية بتبرئة ساحته من كل ما نسب إليه، فظهر الوزير السابق في مظهر البطل الذي تحاك حوله المكائد دون أن تنال منه دسائس الغدر، فيما تحول الرئيس إلى حقود ينصب الفخاخ لأصدقائه قبل أعدائه.
كان أول ظهور لدوفيلبان بعد تبرئته في العاصمة الاقتصادية، وهبت جموع غفيرة من المغاربة والفرنسيين للقائه في قاعة للندوات بالمعرض الدولي للكتب. تحدث الرجل بفخر في محاضرة تحت عنوان "الثقافة من أجل الحياة في العالم اليوم"،
وقرض الشعر، واقتبس من كبار الأدباء، واستحضر أعظم الفلاسفة، فحاضر أمام جمهور يبتسم لابتسامته، ويضحك لقفشاته، ويصفق لأفكاره. لقد بدا دوفيلبان حينها رئيسا أكثر من أي وقت مضى.
عاد دوفيلبان إلى الواجهة من جديد، خلال نهاية الأسبوع الماضي، إذ أعلن يوم أول أمس (السبت) في باريس، عن تأسيس حركة سياسية جديدة يعتزم من خلالها أن يطرح على اليمين "بديلا" عن عدوه اللدود الرئيس نيكولا ساركوزي.
ووصف دوفيلبان البالغ 56 سنة، الحركة الجديدة ب "الحرة والمستقلة والمنفتحة على الجميع وفوق كافة الانقسامات الحزبية". وأوضح دوفيلبان رؤيته قائلا، "لن نقبل أن تكرس حكومة ما الخوف من الآخر، الخوف من المهاجر، الخوف من الأجنبي، الخوف من الإسلام ... بهدف حرمان فرنسا غايتها، لا... لن نقبل أن تهرب حكومة ما إلى الأمام من المشاكل الأمنية. لقد سبق أن وقفت ضد هذا الهوس الذي قاد إدارة بوش إلى الحرب على العراق بعد الحادي عشر من شتنبر، إنه منطق الخوف نفسه الذي يعم اليوم الشرق الأوسط... إنه منطق الخوف نفسه الذي يفكك اليوم الإتحاد الأوروبي".
وحضر تأسيس الحركة العديد من الفرنسيين المتحدرين من الهجرة. وقال المغربي "عبد الرحمان بوحوت" رئيس الجمعية الإسلامية التي تدير مسجد "كليشي سو بوا" الذي جاء لمساندة دوفيلبان، "أحبه كثيرا فهو يتميز بشعبية واسعة في الأحياء الهامشية"، ثم يضيف مازحا، "إنه من مواليد الرباط". في إشارة إلى أن "ولد لبلاد"، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية سنة 2012، سيحظى بدعم أغلبية المغاربة والمهاجرين عموما.
ويذكر العديدون الخطاب التاريخي الذي ألقاه وزير الخارجية السابق أمام مجلس الأمن في فبراير 2003، عندما عبر بجرأة عن رفض فرنسا للحرب على العراق واستخدام القوة ضده، كما هاجم الإدارة الأمريكية، محذرا بأن ذلك سيشكل سابقة خطيرة على صعيد العلاقات الدولية.
جمال الخنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق