رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري قال إن القناة الإسبانية يحركها جرح تاريخي لم يلتئم
وصف أحمد الغزلي، رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، جزءا من الإعلام السمعي البصري الإسباني ب"المتخلف". وقال الغزلي، في حوار صحافي مع "الصباح" سينشر لاحقا، "أستغرب كيف أن بلدا أحمل له كل التقدير والإعجاب يتضمن قناة تلفزيونية تتميز بكل هذه الرداءة" في إشارة إلى القناة الإسبانية "أنتينا 3" وتعاملها المضلل مع الأحداث التي شهدتها مدينة العيون أخيرا. وأضاف، "هذه قناة لا يمكنها أن توفر حتى الحد الأدنى من التعامل الديونطولوجي مع الخبر، خصوصا أن الأمر يتعلق بجار تربطه مع إسبانيا علاقة متميزة ومتقدمة".
وأكد رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري أن كيفية تعامل الإعلام السمعي البصري الإسباني مع أحداث العيون خارج اختصاص الهيأة باعتبارها مؤسسة ضبط وطنية مغربية لها ضوابط تتحكم في أدائها، واختصاصها ينحصر في وسائل الإعلام التي تبث من داخل التراب الوطني.
وأضاف الغزلي، "أما باعتباري متتبعا ورجل اختصاص، فتعامل بعض وسائل الإعلام الاسباني السمعي البصري متخلف، لأن الصورة التي يحملها المغاربة عن اسبانيا، والمسار الذي قطعته في تحولاتها بعد الجنرال فرانكو، بالنسبة إلى العديد من الفاعلين والاقتصاديين والسياسيين، يجعلها نموذجا في بعض معالم الديمقراطية وفي الانفتاح والتطور الاقتصادي والاندماج مع أوربا. إنها بالنسبة إلينا جار يحتدى به، ويمكن أن نستلهم منه بعض الأشياء".
وأشار الغزلي أنه اعتبارا لهذه الأمور "تربطنا علاقات فردية مع مسؤولين إسبانيين ذات قيمة عالية، وعلاقاتنا متميزة باعتبار أننا ننتمي إلى محيط سوسيو ثقافي واحد. وأنا شخصيا تربطني علاقة طيبة ومتميزة مع كل رؤساء هيآت التقنين الجهوية في إسبانيا خصوصا كطالونيا ومنطقة الأندلس".
وأكد الغزلي في حواره مع "الصباح" أن إسبانيا، خلافا للمغرب، لا تتوفر على مؤسسة ضبط وطنية، "ولو كان الأمر كذلك، لكنا لفتنا انتباهها في إطار انتمائنا إلى الشبكة الأورومتوسطية لنقول لها إن إعلامها متخلف أكثر من اللازم... لسوء الحظ ليس لدينا مخاطب يحمل هذه الصفة وهذا الاختصاص".
ونفى الغزلي أن يكون تعامل القناة الاسبانية "أنتينا 3" مع أحداث العيون خطأ تقنيا، معتبرا إياه "موقفا عدائيا وخطوة متعمدة".
وعلل الغزلي موقفه من "أنتينا 3" بأن حملة القناة الاسبانية تنبني على توجهات متخلفة: "فهي وسيلة إعلامية تعيش في كنف اليمين الاسباني، ويحركها جرح تاريخي لم يلتئم بعد، ليس في ارتباط مع التاريخ المعاصر وقضية الصحراء فحسب، بل بتاريخ الأندلس القديم. أضف إلى ذلك الإهانة التي لحقت بهم خلال المسيرة الخضراء. لا يمكن إلا نصف هذا الصنف من الإعلام بالتخلف. ف "أنتينا 3" تعبر عن موقف معاد للمغرب يحمل الحقد والعنصرية، وتلعب على الوتر الحساس الشعبوي (21 في المائة من حصص المشاهدة في إسبانيا وثالث قناة في الترتيب العام)، إنها أداة في يد الحزب الشعبي الاسباني في إطار حملته الانتخابية".
جمال الخنوسي
أحمد الغزلي (أرشيف)