أحدثت التصريحات التي أدلى بها وزير التربية الوطنية الفرنسي الأسبق، "لوك فيري"، خلال برنامج "لوكران جورنال"، يوم الاثنين الماضي، على القناة الفرنسية الخاصة "كنال بلوس"، رجة كبيرة داخل الأوساط الفرنسية والمغربية على حد سواء.
واتهم فيري خلال البرنامج الذي كان ينشطه المغربي علي بادو على "كنال بلوس" في موضوع صمت المحيط السياسي حول الانحرافات السياسية لبعض الزعماء والمسؤولين السياسيين الفرنسيين على خلفية قضية المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان المتهم في الولايات المتحدة الأمريكية باغتصاب عاملة بفندق، (اتهم) وزيرا فرنسا سابقا، لم يذكر اسمه، بأنه ضبط وهو يغتصب قاصرين بمراكش خلال ليلة منظمة خصيصا لممارسة الجنس الجماعي.
وأشار فيري الذي شغل منصب وزير التربية الوطنية ببلده ما بين 2002 و2004، إلى أن مسؤولين على أعلى مستوى في هرم السلطة ابتداء من الوزير الأول كانوا شهودا على الوقائع، وجرى التدخل لطمس الجريمة بعد إخبار القنصل الفرنسي بمراكش للسفير بالرباط الذي أخبر بدوره المسؤولين في باريس.
واعتمد فيري لتأكيد تصريحاته على ما نشرته مجلة "لو فيغارو مغازين" الصادرة هذا الأسبوع التي أشارت بدورها إلى الموضوع، مؤكدا أنه "تم ضبط وزير سابق وهو يمارس الجنس على أطفال صغار بمراكش"، قبل أن يضيف "نحن كلنا نعرف من يكون"، وعندما قاطعه منشط البرنامج قائلا "صراحة أنا لا أعرف من يكون" رد عليه فيري قائلا: "هذه القضية سمعتها من أعلى سلطة في الدولة، ومن الوزير الأول على الخصوص"، دون أن يذكر اسم الشخص الذي اتهمه ولا اسم الوزير الأول الذي أخبره بالقضية.
وعندما سئل فيري حول ما إذا كان يتوفر على أدلة تسند اتهامهم، اكتفى بالقول "حتما لا أتوفر عليها، لكن لدي شهادات مستقاة من أعضاء دواوين من أعلى مستوى تابعين لسلطات الدولة العليا". واستطرد فيري قائلا "لا أستطيع أن أكشف عن اسمه لأني أنا من سيتعرض للمساءلة وحتما سيحكم علي رغم أني أعرف أن القصة حقيقية".
وفي السياق ذاته، علمت "الصباح" أن نجاة أنور، رئيسة جمعية "ما تقيش ولدي"، قررت رفع شكاية في الموضوع ضد مجهول عن طريق المستشار القانوني للجمعية، مولاي مصطفى الراشدي، إلى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بمراكش اليوم (الخميس).
وقالت أنور في تصريح ل"الصباح"، "نحن نعتبر ما حدث استهزاء بكرامة المغاربة، وتملص الجاني من العقاب يعني أننا متواطئون، الأمر الذي ينم عن عقلية بعض المسؤولين الفرنسيين".
وتضيف أنور، "إيمانا منا بالعدالة وإنصاف الحق وبصورة المغرب التي لا يجب أن تمس، سنرفع الشكايات إلى الجهات المسؤولة في البلدين لفتح تحقيق نزيه يعري هذه الفضيحة ويكشف حقيقة هذه التصريحات، ويدفع في اتجاه محاكمة المسؤولين عن تلك الأفعال. ومن هذا المنبر ندعو المجتمع المدني الفرنسي والمغربي إلى أن يتبنى هذه القضية ويضغط من أجل الدفع بالأشياء إلى نهايتها. ونشير أننا بعيدون عن أي توظيف سياسي لتغليب طرف على آخر، ما نريد هو الحقيقة ومحاسبة الجناة في حال وجود جناة"، في إشارة إلى الصراعات التي تأججت بين اليمين واليسار الفرنسي أخيرا خصوصا مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية.
من جهته أشار موقع "آري سير إيماج" أن الوزير السابق المعني هو الاشتراكي "جاك لانغ" الذي شغل منصب وزير الثقافة بين 1981 و1986 ومجددا من 1988 إلى غاية 1993، وشغل منصب وزير التربية والتعليم بين 1992 و1993، ومجددا من 2000 إلى غاية 2002.
وهاجم مجموعة من السياسيين لوك فيري وتصريحاته، واتهموه بترويج إشاعات استغلت في وقت سابق من أجل إسقاط خصوم سياسيين.
وأدانت وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي، المتحدرة من أصول مغربية، تصريحات لوك فيري معتبرة إياها "عدم تبليغ عن جريمة" الذي يعاقب عنه القانون.
وفي السياق ذاته قال "ألان جوبي"، وزير الخارجية الفرنسي، إنه عندما يعلم المرء بوقائع جريمة يبلغ عنها الشرطة بدل الثرثرة في وسائل الإعلام.
جمال الخنوسي