عثرت شركة مكلفة بتهيئة الرصيف الثالث للحاويات بالميناء التجاري بالبيضاء على كمية من المتفجرات والذخيرة انتشلتها جرافات ضخمة تابعة للشركة المكلفة بعملية الحفر على عمق كبير.
وتم العثور على خراطيش من الذخيرة القديمة، وأظرفة خراطيش، وأسلحة قديمة من نوع أورليكون، وملقم بندقية قديم من نوع اسكاركو، وحاضن مدفع، والعديد من الأسلحة الأخرى التي لم تعرف هويتها نظرا لتآكلها.
وفي السياق ذاته حرر الدرك الملكي، في تواريخ مختلفة، عدة محاضر تخص الأسلحة والذخيرة التي عثر عليها عمال الحفر. وساهمت بشكل كبير في إتلاف معدات الجرف التي تستعملها الشركات العاملة في ورش تجهيز الميناء. كما أدت إلى توقف الأشغال نظرا لتهديدها حياة العاملين في الورش وضرورة حصول الشركة المعنية على إذن خاص من أجل الاستمرار في العمل.
وقالت مصادر "الصباح" إن الذخيرة والمتفجرات التي عثر عليها في عمق البحر تعود إلى زمن الحرب العالمية الثانية والمعركة الضارية التي دارت في ميناء "أنفا"، كما أن الأضرار التي لحقت بمعدات الحفر ربما سببها بقايا حطام الباخرة الحربية "بريموكي" التي دمرها سلاح الجو الأمريكي باسم الحلفاء في ميناء البيضاء في 8 نونبر 1942 في عملية أطلق عليها اسم "تورش" سحقت خلالها البحرية الفرنسية التي منيت بهزيمة حطمت معنوياتها.
والباخرة الحربية "بريموكي" التي بنيت سنة 1924 بميناء "بريست" كانت مفخرة للبحرية الفرنسية، ويحيل اسمها على بحار فرنسي شهير مات في معركة بطولية في القرن 16. ويبلغ طولها 108 أمتار، وتتميز بمدافعها الثمانية القوية (155 ملمترا)، و12 أنبوبا للطوربيدات. وخلف هجوم الحلفاء على الميناء حسب بعض المصادر 500 قتيل من بينهم قبطان الباخرة الحربية "بريموكي"، ليون ميرسيي الذي دفن في البيضاء.
وبدأت الأشغال تتوقف في الرصيف الجديد بين الفينة والأخرى بسبب تكرار حوادث العثور على المتفجرات، وتلف معدات الحفر والجرف بسبب ارتطامها بأسلحة صلبة أو ببقايا الباخرة الحربية منذ 18 ماي 2010.
وكان صاحب الجلالة أعطى انطلاقة أشغال تهيئة الميناء في وقت سابق ومن المنتظر أن يعطي انطلاقة بداية استغلال الرصيف الثالث في تاريخ لاحق.
ورغم محاولة الشركات المسؤولة عن تهيئة الرصيف الثالث للحاويات بالجهة الشرقية للميناء التجاري الالتزام بمواعد الاستلام فإن التوقف المتكرر حال دون ذلك، إضافة إلى أن التحديد الخاطئ لمكان حطام الباخرة الحربية جعل من المستحيل الاشتغال في "حقل للألغام" يهدد سلامة الجميع.
وفي الاتجاه ذاته، أشارت مصادر "الصباح" إلى تجاهل الوكالة الوطنية للموانئ للخطر الذي يهدد العاملين بالورش ومعدات الشركات باهظة الثمن الذي يشكل تعطلها خسارة تحسب بمبالغ كبيرة.
ولم تتحرك الجهات المسؤولة في الميناء من أجل توضيح ما يحدث في الورش أو تقديم معلومات عن مصدر المتفجرات، وبدل ذلك تركت شركات التجهيز تعمل في المجهول.
جمال الخنوسي