"هكذا كان ... الرجل المناسب في المكان السينمائي المناسب"، وهكذا افتتح حسن نرايس الكتاب الجديد الذي خصصه الصحافي لتخليد روح ناقد سينمائي كبير هو "نور الدين كشطي"، الذي رحل قبل سنة إثر حادثة سير وقعت في الطريق السيار الرابط بين مدينتي طنجة والقنيطرة.
واختار نرايس، الذي كان من المقربين إلى الناقد الراحل ويجمعهما هوس الصحافة وعشق الفن السابع، "نور الدين كشطي حلم وعشق .. ورحيل مفجع"، عنوانا للكتاب الذي يضم شهادات فنانين ونقاد على رأسهم محمد الشوبي، ومحمد سكري، وادريس الروخ، وأحمد سيجلماسي، ومحمد كلاوي وآخرون. يكتب نرايس في تقديم الكتاب، " الكل يحبه .. والكل يحترمه ويقدره ... يمكن الحسم بأنه كان صديقا لكل المخرجين بدون استثناء ولن يسع الكتاب كل شهاداتهم (...) نور الدين كانت له علاقات كثيرة في الميدان ويجمع الكل على لطفه وحبه المجنون لعالم الفن السابع ونضاله المستميت بالطموح والإرادة القوية والعمل الدؤوب".
وأشرف على هذا الإصدار مهرجان مرتيل السينمائي، في إطار دورته الحادية عشره (من 30 ماي إلى 4 يونيو الجاري) تخليدا لروح فقيد النقد السينمائي الذي خلف غيابه جرحا غائرا في كل النفوس، لأن كشطي "لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يبكي لفراق معشوقته التي أحبها حد الجنون. إنها السينما .... تأبط همومها، و أحزانها، وأحلامها، وإبداعاتها إلى أن غادرنا في غمرة حبها"، كما يقول نرايس، "أعطاها نور الدين كل ما في حوزته من جهد، وصحة، ووقت، ونضال. بل سخر لها حياته كاملة بكامل نكران الذات. قويا كان بطموحه وإيمانه العميق، وما اشتكى يوما، ولا مشى في ركاب المشتكين".
ويسترجع نرايس أعمال كشطي قائلا، "النقد السينمائي بالنسبة إلى العزيز نور الدين كشطي هو الرزانة، والجدية، والمعقولية، والمصداقية، واللغة الصادقة صدق صاحبها... المجاملة الزائدة تقتل الإبداع، والآراء السطحية والمواقف المتسرعة بدون ركائز قوية، وقراءات عميقة تفسد للنقد قضيته... والانطباعات الشخصية بدون قوام، ومرجعية، وأسس نقدية قد تجعل من الجمال قبحا، ومن القبح جمالا... هكذا تعلمنا من أستاذنا الجليل نور الدين كشطي الذي غادرنا فجأة مغادرة سينمائية ليبحث عن مكان هادئ يخلق فيه لحظة فرح مع صورة مخبأة هناك...
مقالاته هنا وهناك، بهذه اللغة أو تلك، تشبهه في العمق والدقة والوضوح ... حين تكون الفكرة، يأتي التعبير عنها بدون إطناب، أو فوضى، أو ضجيج، وبعيدا عن الكلمات النارية الفضفاضة... أحب أهل الفن السابع، وردوا إليه الحب بالسلام والتقدير.
كان الكل ينتظر وجهة نظر نور الدين حول هذا الفيلم أو ذاك، فمصداقية النقد البناء هاهنا... وبقي كما كان، وما بدل تبديلا، إلى أن مات داخل مملكة العشق السينمائي في لقطة تراجيدية لم يحذفها المونطاج. نم هنيئا مريئا يا نور الدين، فكلنا نحبك ... ولن ننساك...".
مقالاته هنا وهناك، بهذه اللغة أو تلك، تشبهه في العمق والدقة والوضوح ... حين تكون الفكرة، يأتي التعبير عنها بدون إطناب، أو فوضى، أو ضجيج، وبعيدا عن الكلمات النارية الفضفاضة... أحب أهل الفن السابع، وردوا إليه الحب بالسلام والتقدير.
كان الكل ينتظر وجهة نظر نور الدين حول هذا الفيلم أو ذاك، فمصداقية النقد البناء هاهنا... وبقي كما كان، وما بدل تبديلا، إلى أن مات داخل مملكة العشق السينمائي في لقطة تراجيدية لم يحذفها المونطاج. نم هنيئا مريئا يا نور الدين، فكلنا نحبك ... ولن ننساك...".
وتوفي كشطي في رابع يوليوز الماضي عندما كان الناقد الراحل عائدا رفقة المخرج يونس الركاب والممثلة هدى صدقي وزوجها الذي كان يقود السيارة من مدينة مرتيل، حيث حضروا مهرجانها السينمائي، حينما انقلبت بهم السيارة عند مدخل مدينة القنيطرة.
ونورالدين كشطي من مواليد 1955 ببركان وهو أب لطفلين. وتميز المرحوم بديناميكيته ومشاركته في أغلب المهرجانات السينمائية المغربية، وكان آخر عمل صحافي ونقدي قام به هو إشرافه على ملف حول "إشكالية السيناريو في السينما المغربية" لصالح مجلة "سيني- ماغ". واختير الراحل عضوا في لجان تحكيم عدة مهرجانات، من بينها لجنة تحكيم الصحافة في المهرجان الوطني للسينما في طنجة سنة 1995، وعضوا في لجنة النقد بالمهرجان الوطني لمراكش سنة 2001، وعضوا في لجنة التحكيم في المهرجان الدولي لفن الفيديو بالدار البيضاء في 2001 و2002.
ونورالدين كشطي من مواليد 1955 ببركان وهو أب لطفلين. وتميز المرحوم بديناميكيته ومشاركته في أغلب المهرجانات السينمائية المغربية، وكان آخر عمل صحافي ونقدي قام به هو إشرافه على ملف حول "إشكالية السيناريو في السينما المغربية" لصالح مجلة "سيني- ماغ". واختير الراحل عضوا في لجان تحكيم عدة مهرجانات، من بينها لجنة تحكيم الصحافة في المهرجان الوطني للسينما في طنجة سنة 1995، وعضوا في لجنة النقد بالمهرجان الوطني لمراكش سنة 2001، وعضوا في لجنة التحكيم في المهرجان الدولي لفن الفيديو بالدار البيضاء في 2001 و2002.
جمال الخنوسي