أعادت الحملة الشرسة التي تطارد هذه الأيام فيلم المخرج عزيز السالمي ، "حجاب الحب"، إلى الأذهان ما وقع في وقت سابق مع فيلم المخرجة الشابة ليلى المراكشي، "ماروك".
من جديد انطلقت أبواق الكراهية وأعداء الفن للنيل من المخرج وفيلمه، في وقت لم يخرج فيه بعد إلى الجماهير، ولم يعرض في القاعات الوطنية، أي أن الأغلبية ممن يفتحون أفواههم الحاقدة لم يروا الفيلم بعد.
وإذا كان الجميع يعلم اليوم أن الذنب الذي ارتكبته المراكشي في وقت سابق، هو تصوير قصة حب بين مسلمة ويهودي، فإن ما اقترفته كاميرا السالمي هو تصوير قصة فتاة محجبة تقيم علاقة غير شرعية مع رجل.
وفي كلتا الحالتين فهي نماذج إنسانية موجودة في الواقع، فما المانع في أن تكون شخصيات لفيلم سينمائي!
إن النقاش الذي بدأت تثيره السينما المغربية يذكرنا أيضا بنقاش قديم، شهدته مصر في وقت سابق، ومعركة خسرها المتنورون في أرض الكنانة وهوليوود العرب، وكان فشلها في الحسم فيه، سببا في تراجع الفن السابع في هذا البلد الذي عاش الريادة عربيا على مدى عشرات السنين.
عاشت مصر الريادة لما كان فنانون مثل المرحوم يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وغيرهم يمارسون السينما و"بس"، وليس السينما النظيفة أو القذرة أو سينما العائلة أو غيرها من الأوصاف المبتذلة والمصطلحات المصنفة التي لا تمت لحرية الإبداع بصلة.
إن السينما طقس من الطقوس الاختيارية التي يتوجب علينا فهم ميكانيزماتها، فولوج السينما فعل إرادي ونوع من القبول والإذعان للاطلاع على وجهة نظر من الممكن أن تكون مطابقة أو مخالفة لوجهة نظر متفرج، وبالتالي يكون له القدرة على تكوين وجهة نظر خاصة في إطار احترام ذكاء المشاهد، وليس التعامل معه بمنطق رقابي شاذ، يجعل المتفرجين قاصري العقل، من خلال منح شرذة رقابية، كيفما كان نوعها، حق التقرير القبلي في مصير ما نشاهد أو لا نشاهد، وهو ما سيوصلنا إلى منطق فلسفي لا بد من التسليم به، "التفكير لا يفوض".
إن مغرب اليوم أمام محك حقيقي، يبقى مستقبل السينما المغربية رهينا بالحسم فيه.
"تكون أو لا تكون .. هذا هو السؤال".
من جديد انطلقت أبواق الكراهية وأعداء الفن للنيل من المخرج وفيلمه، في وقت لم يخرج فيه بعد إلى الجماهير، ولم يعرض في القاعات الوطنية، أي أن الأغلبية ممن يفتحون أفواههم الحاقدة لم يروا الفيلم بعد.
وإذا كان الجميع يعلم اليوم أن الذنب الذي ارتكبته المراكشي في وقت سابق، هو تصوير قصة حب بين مسلمة ويهودي، فإن ما اقترفته كاميرا السالمي هو تصوير قصة فتاة محجبة تقيم علاقة غير شرعية مع رجل.
وفي كلتا الحالتين فهي نماذج إنسانية موجودة في الواقع، فما المانع في أن تكون شخصيات لفيلم سينمائي!
إن النقاش الذي بدأت تثيره السينما المغربية يذكرنا أيضا بنقاش قديم، شهدته مصر في وقت سابق، ومعركة خسرها المتنورون في أرض الكنانة وهوليوود العرب، وكان فشلها في الحسم فيه، سببا في تراجع الفن السابع في هذا البلد الذي عاش الريادة عربيا على مدى عشرات السنين.
عاشت مصر الريادة لما كان فنانون مثل المرحوم يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وغيرهم يمارسون السينما و"بس"، وليس السينما النظيفة أو القذرة أو سينما العائلة أو غيرها من الأوصاف المبتذلة والمصطلحات المصنفة التي لا تمت لحرية الإبداع بصلة.
إن السينما طقس من الطقوس الاختيارية التي يتوجب علينا فهم ميكانيزماتها، فولوج السينما فعل إرادي ونوع من القبول والإذعان للاطلاع على وجهة نظر من الممكن أن تكون مطابقة أو مخالفة لوجهة نظر متفرج، وبالتالي يكون له القدرة على تكوين وجهة نظر خاصة في إطار احترام ذكاء المشاهد، وليس التعامل معه بمنطق رقابي شاذ، يجعل المتفرجين قاصري العقل، من خلال منح شرذة رقابية، كيفما كان نوعها، حق التقرير القبلي في مصير ما نشاهد أو لا نشاهد، وهو ما سيوصلنا إلى منطق فلسفي لا بد من التسليم به، "التفكير لا يفوض".
إن مغرب اليوم أمام محك حقيقي، يبقى مستقبل السينما المغربية رهينا بالحسم فيه.
"تكون أو لا تكون .. هذا هو السؤال".
جمال الخنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق