أخصائية الصحة الجنسية أرجعت الوضع إلى غياب التربية الجنسية و"العيب والحشومة"
نفت البروفيسور نادية القادري، الطبيبة النفسانية، والأستاذة في الصحة الجنسية بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، والمسؤولة عن الدبلوم الجامعي في الصحة الجنسية، وجود أي "خصوصية" في المشاكل الجنسية لدى المغاربة، بل إن نسب ما يشكو منه المغاربة من اضطرابات جنسية، متقاربة مع النسب الموجودة في المجتمعات الأخرى.
وأضافت القادري أن المغاربة يشكون من اضطرابات في الانتصاب والقذف المبكر والقذف المتأخر. أما المغربيات فلهن مشاكل مع الوصول إلى الرعشة الكبرى، أي أنهن لا يشعرن باللذة الكاملة، أضف إلى ذلك مشاكل العلاقات الزوجية (الرجل والمرأة)، إذ تبرز بشكل جلي على المستوى الجنسي وتطفو على السطح لتزيد من حدة التوتر والقلق.
وأكدت أستاذة الصحة الجنسية بكلية الطب والصيدلة، أن المجتمع المغربي يشكو من الأعراض ذاتها التي تشكو منها المجتمعات الأخرى (بحالنا بحال غيرنا)، "لا يمكنني أن أقول إن المغاربة يعرفون مشاكل بنسب أكبر في قضية اضطرابات الانتصاب أو غيرها، ومن يأتي لزيارة الأخصائي في الصحة الجنسية، يأتي غالبا من أجل مشكل آخر يخفي به المشكل الحقيقي الذي يعانيه، وعندما يحس بنوع من الارتياح والأمان، إذاك نصل إلى المشكل الحقيقي".
إلا أن الطبيبة النفسانية تلح على أن المغاربة يجدون صعوبة كبيرة في التحدث عن حياتهم الجنسية لأنهم ليسوا معتادين على ذلك، أضف إلى هذا غياب التربية الجنسية وما يقال من تعابير "العيب والحشومة..." والتصورات الخاطئة عن الدين، معتبرة أن الجمع خلال جلسات العلاج بين المرأة والرجل على السواء أمر مستحب جدا، بيد أن الطبيب في مثل هذه الحالات يجب أن يتحلى بخبرة كبيرة وحنكة فائقة، لأنه سيجد نفسه لا محالة وسط "ساحة معركة"، نظرا لحساسية الموضوع. وغالبا ما تأتي المرأة أولا للإفصاح عن مشاكلها، أو عندما تقارب العلاقة الثنائية على التفسخ أو الطلاق، فتصبح زيارة أخصائي الصحة الجنسية آخر باب يطرقانه لإنقاذ العلاقة قبل النهاية المحدقة.
وترى القادري أن اضطرابات الانتصاب من أهم الأعراض التي يشكو منها المغاربة، "الانتصاب أمر مهم في الحياة الجنسية لأن له أسباب متفرعة تشمل ما هو فيوسيولوجي وما هو نفسي ... تخيل معي رجلا يعاني اضطرابات في الانتصاب، سيكون الأمر لا محالة مفزعا بالنسبة إليه...".
وشددت الأخصائية النفسانية على أن أهم ما يجب أن يميز العلاقة بين الطبيب ومريضه هو الثقة، "يجب أن يشعر المريض بأننا نتفهم حالته، وأن كل ما يبوح به يدخل ضمن السر الطبي الذي لا يمكن إفشاؤه لأنه أمام طبيب متمرس ذو تكوين خاص، لا تسمح له أخلاقيات مهنته بتجاوز أسرار المرضى لأسوار عيادته".
والأخصائي في الصحة الجنسية هو طبيب من الممكن أن ينتمي إلى تخصصات متعددة (اختصاصي في التوليد أو في المسالك البولية أو الطب العام أو طبيب نفساني)، يقوم بتكوين إضافي على مدى سنتين من أجل تعميق معرفته بالصحة الجنسية وكل التخصصات والتيمات المتصلة بها.
ونفت الأخصائية في الصحة الجنسية أن يكون لهذا التخصص عراقيل من نوع مختلف، مفضلة الحديث عن "خصوصية" تكمن في أن للمشكل الجنسي تمظهرات مختلفة وأسبابا متشعبة يجب أخذها بعين الاعتبار مثل الجوانب الاجتماعية والفيسيولوجية والنفسية، "عندما يشكو مريض ما من حرقة في المعدة، فإن الطبيب يذهب مباشرة إلى مكمن الداء، خلافا للأخصائي في الصحة الجنسية فيجب عليه التعامل مع عوامل فاعلة متعددة".
بوكس
عسر الجماع: الصمت المفضي إلى الطلاق
أكدت البروفيسور نادية القادري الأخصائية في علم الجنس على وجود العديد من الحالات التي تشكو من عسر الجماع أو "Le vaginisme"، وهو حالة ناتجة عن تقلص غير إرادي بعضلات المهبل، سببها الخوف من العملية الجنسية، إذ تعتقد الفتاة أن إيلاج القضيب سيؤلمها.وترى الطبيبة النفسانية أنه بدل استشارة الأخصائي، يلجأ الكثيرون إلى المشعوذين أو سبل أخرى مانحين مثل هذه الاضطرابات أسماء مختلفة مثل "التقاف" أو غيره. ويمكن أن تمكث المرأة المتزوجة عذراء على مدى سنتين أو ثلاث سنوات.
ويعود الزوجان إلى أخصائي الصحة الجنسية في آخر المطاف عندما يصلان إلى مستوى حرج، إذ يطلب الرجل إما الممارسة مع زوجته أو الطلاق.
ويمكن أن تكون أسباب عسر الجماع تعود إلى ماض مؤلم أو ظروف عاطفية واجتماعية خاصة بكل شخص، وربما يكون السبب تعرض الفتاة لمحاولة اغتصاب، أو نتيجة تربية قاسية تعطي نظرة سوداء على كل ما له علاقة بالجنس، وبالجهاز التناسلي. أو بتناقل الأحاديث بين الفتيات أن الجماع مؤلم، أو ربما رسمت الفتاة بذهنها الرجل كشخص قاس وعدواني.و نادرا ما يكون سببه موضعي، مثل حالات غشاء البكارة القاسي الذي لا يتمزق، أو سبب مرضي بالمهبل مثل التهاب أو تشوه بالمهبل كحجاب معترض يمنع الإيلاج. وفي مثل هذه الحالات يطلب من المرأة إجراء فحص طبي لاستبعاد هذا الأمر، علما أن الفحص الطبي هو أيضا صعب فيلجا الأطباء إلى فحص تحت التخدير العام من أجل التأكد من عدم وجود حجاب مهبلي أو بكارة مقاومة.وينصح في خطوة ثانية مناقشة الأمر مع طبيب نفساني لكي يساعدها على تحليل السبب و محاولة معالجة حالة الخوف ومقاومة التشنج الناجم عنه.جمال الخنوسي
نفت البروفيسور نادية القادري، الطبيبة النفسانية، والأستاذة في الصحة الجنسية بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، والمسؤولة عن الدبلوم الجامعي في الصحة الجنسية، وجود أي "خصوصية" في المشاكل الجنسية لدى المغاربة، بل إن نسب ما يشكو منه المغاربة من اضطرابات جنسية، متقاربة مع النسب الموجودة في المجتمعات الأخرى.
وأضافت القادري أن المغاربة يشكون من اضطرابات في الانتصاب والقذف المبكر والقذف المتأخر. أما المغربيات فلهن مشاكل مع الوصول إلى الرعشة الكبرى، أي أنهن لا يشعرن باللذة الكاملة، أضف إلى ذلك مشاكل العلاقات الزوجية (الرجل والمرأة)، إذ تبرز بشكل جلي على المستوى الجنسي وتطفو على السطح لتزيد من حدة التوتر والقلق.
وأكدت أستاذة الصحة الجنسية بكلية الطب والصيدلة، أن المجتمع المغربي يشكو من الأعراض ذاتها التي تشكو منها المجتمعات الأخرى (بحالنا بحال غيرنا)، "لا يمكنني أن أقول إن المغاربة يعرفون مشاكل بنسب أكبر في قضية اضطرابات الانتصاب أو غيرها، ومن يأتي لزيارة الأخصائي في الصحة الجنسية، يأتي غالبا من أجل مشكل آخر يخفي به المشكل الحقيقي الذي يعانيه، وعندما يحس بنوع من الارتياح والأمان، إذاك نصل إلى المشكل الحقيقي".
إلا أن الطبيبة النفسانية تلح على أن المغاربة يجدون صعوبة كبيرة في التحدث عن حياتهم الجنسية لأنهم ليسوا معتادين على ذلك، أضف إلى هذا غياب التربية الجنسية وما يقال من تعابير "العيب والحشومة..." والتصورات الخاطئة عن الدين، معتبرة أن الجمع خلال جلسات العلاج بين المرأة والرجل على السواء أمر مستحب جدا، بيد أن الطبيب في مثل هذه الحالات يجب أن يتحلى بخبرة كبيرة وحنكة فائقة، لأنه سيجد نفسه لا محالة وسط "ساحة معركة"، نظرا لحساسية الموضوع. وغالبا ما تأتي المرأة أولا للإفصاح عن مشاكلها، أو عندما تقارب العلاقة الثنائية على التفسخ أو الطلاق، فتصبح زيارة أخصائي الصحة الجنسية آخر باب يطرقانه لإنقاذ العلاقة قبل النهاية المحدقة.
وترى القادري أن اضطرابات الانتصاب من أهم الأعراض التي يشكو منها المغاربة، "الانتصاب أمر مهم في الحياة الجنسية لأن له أسباب متفرعة تشمل ما هو فيوسيولوجي وما هو نفسي ... تخيل معي رجلا يعاني اضطرابات في الانتصاب، سيكون الأمر لا محالة مفزعا بالنسبة إليه...".
وشددت الأخصائية النفسانية على أن أهم ما يجب أن يميز العلاقة بين الطبيب ومريضه هو الثقة، "يجب أن يشعر المريض بأننا نتفهم حالته، وأن كل ما يبوح به يدخل ضمن السر الطبي الذي لا يمكن إفشاؤه لأنه أمام طبيب متمرس ذو تكوين خاص، لا تسمح له أخلاقيات مهنته بتجاوز أسرار المرضى لأسوار عيادته".
والأخصائي في الصحة الجنسية هو طبيب من الممكن أن ينتمي إلى تخصصات متعددة (اختصاصي في التوليد أو في المسالك البولية أو الطب العام أو طبيب نفساني)، يقوم بتكوين إضافي على مدى سنتين من أجل تعميق معرفته بالصحة الجنسية وكل التخصصات والتيمات المتصلة بها.
ونفت الأخصائية في الصحة الجنسية أن يكون لهذا التخصص عراقيل من نوع مختلف، مفضلة الحديث عن "خصوصية" تكمن في أن للمشكل الجنسي تمظهرات مختلفة وأسبابا متشعبة يجب أخذها بعين الاعتبار مثل الجوانب الاجتماعية والفيسيولوجية والنفسية، "عندما يشكو مريض ما من حرقة في المعدة، فإن الطبيب يذهب مباشرة إلى مكمن الداء، خلافا للأخصائي في الصحة الجنسية فيجب عليه التعامل مع عوامل فاعلة متعددة".
بوكس
عسر الجماع: الصمت المفضي إلى الطلاق
أكدت البروفيسور نادية القادري الأخصائية في علم الجنس على وجود العديد من الحالات التي تشكو من عسر الجماع أو "Le vaginisme"، وهو حالة ناتجة عن تقلص غير إرادي بعضلات المهبل، سببها الخوف من العملية الجنسية، إذ تعتقد الفتاة أن إيلاج القضيب سيؤلمها.وترى الطبيبة النفسانية أنه بدل استشارة الأخصائي، يلجأ الكثيرون إلى المشعوذين أو سبل أخرى مانحين مثل هذه الاضطرابات أسماء مختلفة مثل "التقاف" أو غيره. ويمكن أن تمكث المرأة المتزوجة عذراء على مدى سنتين أو ثلاث سنوات.
ويعود الزوجان إلى أخصائي الصحة الجنسية في آخر المطاف عندما يصلان إلى مستوى حرج، إذ يطلب الرجل إما الممارسة مع زوجته أو الطلاق.
ويمكن أن تكون أسباب عسر الجماع تعود إلى ماض مؤلم أو ظروف عاطفية واجتماعية خاصة بكل شخص، وربما يكون السبب تعرض الفتاة لمحاولة اغتصاب، أو نتيجة تربية قاسية تعطي نظرة سوداء على كل ما له علاقة بالجنس، وبالجهاز التناسلي. أو بتناقل الأحاديث بين الفتيات أن الجماع مؤلم، أو ربما رسمت الفتاة بذهنها الرجل كشخص قاس وعدواني.و نادرا ما يكون سببه موضعي، مثل حالات غشاء البكارة القاسي الذي لا يتمزق، أو سبب مرضي بالمهبل مثل التهاب أو تشوه بالمهبل كحجاب معترض يمنع الإيلاج. وفي مثل هذه الحالات يطلب من المرأة إجراء فحص طبي لاستبعاد هذا الأمر، علما أن الفحص الطبي هو أيضا صعب فيلجا الأطباء إلى فحص تحت التخدير العام من أجل التأكد من عدم وجود حجاب مهبلي أو بكارة مقاومة.وينصح في خطوة ثانية مناقشة الأمر مع طبيب نفساني لكي يساعدها على تحليل السبب و محاولة معالجة حالة الخوف ومقاومة التشنج الناجم عنه.جمال الخنوسي
Je ne connaissais pas ce site, mais j’aime bien l’idée et la philosophie.
ردحذفFeel free to visit my page - Meline