أخصائي جراحة المسالك البولية قال إن الرجال أصبحوا يتحدثون بسهولة عن مشاكلهم والنساء يلححن على مرافقة أزواجهن
---------------------------------------
أكد الدكتور منير شريف شفشاوني، اختصاصي في أمراض وجراحة الكلي والمسالك البولية على أهمية الدراسة التي أجراها مختبر "بايير شيرين فارما"، مشيرا إلى
التقدم الذي أحرزه المجتمع المغربي في تعامله مع المسألة الجنسية، إذ أن الرجال يأتون للحديث عن مشاكلهم، والنساء يلححن على مرافقة أزواجهن، وكثيرا ما يفاجأ بالموقف القوي للمرأة مقارنة بالرجل، ودفاعها عن حقوقها الجنسية، ورغبتها في تحسين مستوى الأداء الجنسي، نظرا لاختلاف تصورها حول العلاقة الجنسية.
---------------------------------------
- ما هي الخلاصة الأساسية التي يمكن أن نستشفها من هذه المعطيات الرقمية؟
أهم شيء هو أن المغاربة لم يعد يمثل الجنس بالنسبة إليهم، موضوعا طابو، وبأنهم أصبحوا يتعاملون معه بنوع من التفتح، وهذه الدراسة تؤكد ذلك، فالأزواج أصبحوا يتحدثون عن حياتهم الجنسية بطلاقة، وهي خطوة كبيرة قام بها المجتمع المغربي خلال السنوات العشر الأخيرة. ويمكننا الحديث، في هذا الصدد، عن مرحلة ما قبل الفياغرا ومرحلة ما بعدها.
- إلى ماذا تعزون هذا التطور؟
أولا إلى الإعلام الذي سلط الضوء خلال السنوات الأخيرة على الموضوع، وسهولة الوصول إلى المعلومة، وإلى الأفلام والتلفزيون والراديو.. كل هذا جعل الجنس يخرج من دائرة الطابو ...
- مع ذلك يجد المغاربة صعوبة في الحديث عنه ...
لا أعتقد ذلك، فخلال مزاولة عملي لا أحس بهذا بتاتا، الرجال يأتون للحديث عن مشاكلهم والنساء يلححن على مرافقة أزواجهن، وكثيرا ما يفاجئني الموقف القوي للمرأة مقارنة بالرجل، ودفاعها عن حقوقها الجنسية، ورغبتها في تحسين مستوى الأداء الجنسي، لأن تصورها حول العلاقة الجنسية مختلف.
- أين يكمن هذا الاختلاف؟
الاختلاف يكمن في تصور المرأة والرجل للذة الجنسية، وأظن أنه من بين المشاكل الأساسية في المغرب هو تحديد مفهوم الرعشة الجنسية (L’orgasme) مثلا، ويمكن أن ننظر إلى مجموعة من الأرقام والإحصاءات التي تضمنتها الدراسة التي بين أيدينا، وهي أرقام مدهشة، لنرى مثلا السؤال المتعلق بعدد الرعشات الجنسية التي يمكن أن يصل إليها الرجل خلال اتصال جنسي واحد، (وعندما نتحدث عن رعشة جنسية نتحدث بالضرورة عن قذف)، ف 70 في المائة من المستجوبين قالوا إنهم يقذفون مرات عديدة خلال اتصال جنسي واحد، وهذا شيء مستبعد جدا حتى لا نقول مستحيل.
وأدهشني أكثر أن مثل هذه الأرقام نجدها أيضا عند رجال في الفئة العمرية الممتدة بين 40 و60 سنة. علما أن القدرة الجنسية تتناقص ابتداء من الأربعين من العمر. إضافة إلى أن المستجوبين هم من سكان مدينة الدار البيضاء، ونحن نعرف جميعا ما يعنيه ذلك من تعب وقلق نفسي في مدينة مثل العاصمة الاقتصادية.
- لنعد إلى موضوعنا السابق، لماذا لم يعد الجنس موضوعا طابو؟
نعم، هناك أمر أساسي متعلق هذه المرة بالأطباء الذين أصبحوا يقومون بخطوات إلى الأمام من أجل تشجيع مرضاهم على الحديث والبوح، وكما يسأل الطبيب مريضه هل تشكو من مرض مزمن مثل السكري أو ضغط الدم، أصبح من المتداول أن يسأل الطبيب مريضه هل تشكو من اضطرابات في الانتصاب أو غيرها. وهذه نتيجة حتمية للتكوين الذي خضع له الأطباء خصوصا أطباء الطب العام.
- هناك رقم آخر مدهش في هذه الدراسة يتعلق بمدة الاتصال الجنسي التي تتراوح بين 31 و60 دقيقة...
صحيح، لكن ربما يتم احتساب فترة الإعداد وفترة التهييء الأولي، ومع ذلك يبقى رقما مبالغا فيه.
هناك رقم آخر مثير للانتباه، ويتعلق بوتيرة الاتصال الجنسي كل أسبوع إذ أن المستجوبين بين 30 و40 سنة قالوا إنهم يقومون بذلك من ست إلى سبع مرات أسبوعيا، والفئة ما بين 40 و50 سنة من 2 إلى 3 مرات أسبوعيا. وإذا قارنا أرقام هذه الدراسة مع دراسات أخرى في فرنسا مثلا فالأمر مختلف كثيرا ومبالغ فيه.
- ألا تدفع مثل هذه الأرقام المبالغ فيها إلى التعامل مع هذه الدراسة بنوع من الحذر؟
أظن أن الجواب على مثل هذه الأسئلة يجب أخذه بكثير من الحذر، لكن هذا لا يمنعنا من التأكيد على أهمية الدراسة والنتائج التي تتضمنها ألحظها يوميا أثناء مزاولة عملي.
يجب أن لا ننسى أن كل حالة هي حالة خاصة نخصص لها نحن الأطباء 30 إلى 40 دقيقة من أجل الحديث والفحص وإجراء التحاليل. يجب أن لا ننسى أن اضطرابات الانتصاب ليست إلا قطعة الجليد الظاهرة على السطح بينما تخفي في الحقيقة أمراضا أخرى أكثر خطورة هي أمراض القلب والشرايين وآخر الأبحاث الطبية أثبتت أن اضطرابات الانتصاب تسبق بعشر سنين أمراض القلب والشرايين، خصوصا بالنسبة للأشخاص ما بين 40 و50 سنة، المدخنين، الذين يشكون من السمنة والقلق الدائم.
- والحل؟
الحل هو الكشف، لا بد من التأكيد وإعادة التأكيد على ضرورة الكشف وزيارة الطبيب في حالة وجود أعراض واضطرابات، ولابد من التنبيه أن زيارة الصيدلي واستشارته غير كافية ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات وكوارث لا تحمد عقباها.
------------------------------------
في سطور
- الدكتور منير شريف شفشاوني اختصاصي في أمراض وجراحة الكلي والمسالك البولية.
- أستاذ مساعد سابق بالمركز الصحي الجامعي ابن سينا بالرباط.
- أستاذ مساعد سابق بالمركز الصحي الجامعي كوشان بباريس (فرنسا).
- عضو بالجمعية الفرنسية لأمراض المسالك البولية.
----------------------------------
أجرى الحوار جمال الخنوسي
الصور (خاص)
---------------------------------------
أكد الدكتور منير شريف شفشاوني، اختصاصي في أمراض وجراحة الكلي والمسالك البولية على أهمية الدراسة التي أجراها مختبر "بايير شيرين فارما"، مشيرا إلى
التقدم الذي أحرزه المجتمع المغربي في تعامله مع المسألة الجنسية، إذ أن الرجال يأتون للحديث عن مشاكلهم، والنساء يلححن على مرافقة أزواجهن، وكثيرا ما يفاجأ بالموقف القوي للمرأة مقارنة بالرجل، ودفاعها عن حقوقها الجنسية، ورغبتها في تحسين مستوى الأداء الجنسي، نظرا لاختلاف تصورها حول العلاقة الجنسية.
---------------------------------------
- ما هي الخلاصة الأساسية التي يمكن أن نستشفها من هذه المعطيات الرقمية؟
أهم شيء هو أن المغاربة لم يعد يمثل الجنس بالنسبة إليهم، موضوعا طابو، وبأنهم أصبحوا يتعاملون معه بنوع من التفتح، وهذه الدراسة تؤكد ذلك، فالأزواج أصبحوا يتحدثون عن حياتهم الجنسية بطلاقة، وهي خطوة كبيرة قام بها المجتمع المغربي خلال السنوات العشر الأخيرة. ويمكننا الحديث، في هذا الصدد، عن مرحلة ما قبل الفياغرا ومرحلة ما بعدها.
- إلى ماذا تعزون هذا التطور؟
أولا إلى الإعلام الذي سلط الضوء خلال السنوات الأخيرة على الموضوع، وسهولة الوصول إلى المعلومة، وإلى الأفلام والتلفزيون والراديو.. كل هذا جعل الجنس يخرج من دائرة الطابو ...
- مع ذلك يجد المغاربة صعوبة في الحديث عنه ...
لا أعتقد ذلك، فخلال مزاولة عملي لا أحس بهذا بتاتا، الرجال يأتون للحديث عن مشاكلهم والنساء يلححن على مرافقة أزواجهن، وكثيرا ما يفاجئني الموقف القوي للمرأة مقارنة بالرجل، ودفاعها عن حقوقها الجنسية، ورغبتها في تحسين مستوى الأداء الجنسي، لأن تصورها حول العلاقة الجنسية مختلف.
- أين يكمن هذا الاختلاف؟
الاختلاف يكمن في تصور المرأة والرجل للذة الجنسية، وأظن أنه من بين المشاكل الأساسية في المغرب هو تحديد مفهوم الرعشة الجنسية (L’orgasme) مثلا، ويمكن أن ننظر إلى مجموعة من الأرقام والإحصاءات التي تضمنتها الدراسة التي بين أيدينا، وهي أرقام مدهشة، لنرى مثلا السؤال المتعلق بعدد الرعشات الجنسية التي يمكن أن يصل إليها الرجل خلال اتصال جنسي واحد، (وعندما نتحدث عن رعشة جنسية نتحدث بالضرورة عن قذف)، ف 70 في المائة من المستجوبين قالوا إنهم يقذفون مرات عديدة خلال اتصال جنسي واحد، وهذا شيء مستبعد جدا حتى لا نقول مستحيل.
وأدهشني أكثر أن مثل هذه الأرقام نجدها أيضا عند رجال في الفئة العمرية الممتدة بين 40 و60 سنة. علما أن القدرة الجنسية تتناقص ابتداء من الأربعين من العمر. إضافة إلى أن المستجوبين هم من سكان مدينة الدار البيضاء، ونحن نعرف جميعا ما يعنيه ذلك من تعب وقلق نفسي في مدينة مثل العاصمة الاقتصادية.
- لنعد إلى موضوعنا السابق، لماذا لم يعد الجنس موضوعا طابو؟
نعم، هناك أمر أساسي متعلق هذه المرة بالأطباء الذين أصبحوا يقومون بخطوات إلى الأمام من أجل تشجيع مرضاهم على الحديث والبوح، وكما يسأل الطبيب مريضه هل تشكو من مرض مزمن مثل السكري أو ضغط الدم، أصبح من المتداول أن يسأل الطبيب مريضه هل تشكو من اضطرابات في الانتصاب أو غيرها. وهذه نتيجة حتمية للتكوين الذي خضع له الأطباء خصوصا أطباء الطب العام.
- هناك رقم آخر مدهش في هذه الدراسة يتعلق بمدة الاتصال الجنسي التي تتراوح بين 31 و60 دقيقة...
صحيح، لكن ربما يتم احتساب فترة الإعداد وفترة التهييء الأولي، ومع ذلك يبقى رقما مبالغا فيه.
هناك رقم آخر مثير للانتباه، ويتعلق بوتيرة الاتصال الجنسي كل أسبوع إذ أن المستجوبين بين 30 و40 سنة قالوا إنهم يقومون بذلك من ست إلى سبع مرات أسبوعيا، والفئة ما بين 40 و50 سنة من 2 إلى 3 مرات أسبوعيا. وإذا قارنا أرقام هذه الدراسة مع دراسات أخرى في فرنسا مثلا فالأمر مختلف كثيرا ومبالغ فيه.
- ألا تدفع مثل هذه الأرقام المبالغ فيها إلى التعامل مع هذه الدراسة بنوع من الحذر؟
أظن أن الجواب على مثل هذه الأسئلة يجب أخذه بكثير من الحذر، لكن هذا لا يمنعنا من التأكيد على أهمية الدراسة والنتائج التي تتضمنها ألحظها يوميا أثناء مزاولة عملي.
يجب أن لا ننسى أن كل حالة هي حالة خاصة نخصص لها نحن الأطباء 30 إلى 40 دقيقة من أجل الحديث والفحص وإجراء التحاليل. يجب أن لا ننسى أن اضطرابات الانتصاب ليست إلا قطعة الجليد الظاهرة على السطح بينما تخفي في الحقيقة أمراضا أخرى أكثر خطورة هي أمراض القلب والشرايين وآخر الأبحاث الطبية أثبتت أن اضطرابات الانتصاب تسبق بعشر سنين أمراض القلب والشرايين، خصوصا بالنسبة للأشخاص ما بين 40 و50 سنة، المدخنين، الذين يشكون من السمنة والقلق الدائم.
- والحل؟
الحل هو الكشف، لا بد من التأكيد وإعادة التأكيد على ضرورة الكشف وزيارة الطبيب في حالة وجود أعراض واضطرابات، ولابد من التنبيه أن زيارة الصيدلي واستشارته غير كافية ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات وكوارث لا تحمد عقباها.
------------------------------------
في سطور
- الدكتور منير شريف شفشاوني اختصاصي في أمراض وجراحة الكلي والمسالك البولية.
- أستاذ مساعد سابق بالمركز الصحي الجامعي ابن سينا بالرباط.
- أستاذ مساعد سابق بالمركز الصحي الجامعي كوشان بباريس (فرنسا).
- عضو بالجمعية الفرنسية لأمراض المسالك البولية.
----------------------------------
أجرى الحوار جمال الخنوسي
الصور (خاص)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق