كشفت مصادر متطابقة ل"الصباح" أن القناة
الثانية (دوزيم) منحت الشرطي البلجيكي، إسماعيل السعيدي، المتحدر من أصول مغربية،
فرصة جديدة من أجل إخراج فيلم تلفزيوني تحت عنوان "سوان أدوميسيل"
(علاجات في البيت) رغم الأحداث المؤسفة التي شهدها تصوير مسلسله الأخير
"رحيمو" والفضائح التي أثيرت حوله ووصل العديد منها إلى القضاء.
وكشفت المصادر ذاتها، أن زوجة المخرج، التي تعمل شرطية
بدورها في بلجيكا، تعمل "متخصصة ماكياج" في بلاطو المسلسل الذي انتهى
تصويره أخيرا.
وبرز اسم إسماعيل السعيدي إثر فضيحة المسلسل الذي أخرجه
في وقت سابق تحت عنوان "رحيمو" من بطولة محمد نظيف ومنى فتو سنة 2008،
إذ لم يحظ أي عمل من قبل بالاهتمام نفسه الذي حظي به المسلسل، ولم يرافق تصوير
مسلسل من قبل لغط وصراع كما هو الحال بالنسبة إلى هذا العمل· صراع فضحته وفرة
الأموال والمبلغ المحدد للإنتاج الذي بلغ 9 ملايين درهم، دون احتساب ملايين الإشهار
الذي تم "تهريبه" بين المشاهد (لصالح عائشة، ولوريال، وكوكا كولا،
وفينيزيا آيس، وسبور بلازا، وبيغ شوت بروديكسيون، وكيوتوم، وسانيراما، وفندق
المنزه)·
وبدأت فكرة المسلسل المذكور بعد النجاح النسبي الذي حققه
الفيلم التلفزيوني "رحيمو"، والتواصل الذي تم مع الجالية المغربية
ببلجيكا وأوربا عامة. كما تزامن العرض مع الزيارة التي قامت بها الوزيرة البلجيكية
فضيلة لعنان إلى المغرب وبالتالي تم "التفكير" في مسلسل
"رحيمو" مقتبس عن الفكرة الرئيسية للفيلم. وتقول مصادرنا إنه تم الحسم
في هذا الأمر بشكل متسرع في إحدى الحفلات بشكل شخصي بين مخرج العمل إسماعيل
السعيدي ومدير القناة الثانية، آنذاك، مصطفى بن علي. وأن المخرج تلقى الموافقة دون
إطلاع القناة على سيناريو الثلاثين حلقة أو خضوعها للمسطرة العادية لكل الأعمال التلفزيونية،
وإطلاع لجنة للقراءة، فيما كشف البلجيكي كسافيي ديجاردان، الذي عمل بدوره في مسلسل
"رحيمو"، أن السعيدي يتمتع ب"مساندة لا مشروطة من مسؤول بمديرية
الدراما".
وأسقط المسلسل مجموعة من الضحايا: لائحة طويلة من
الأسماء ذنبهم أنهم عملوا في "رحيمو" أولا، وطالبوا بحقوقهم ثانيا. فكانت
قضايا كل من محمد نظيف الذي طالب بأجره وتم الانتقام منه بترويج مقطع فيديو نعت
ب"الفاضح" مقتطف من الزيارة التي قام بها فريق المسلسل إلى بانكوك،
وقضية منى فتو التي اشتكت من تحرشات وأشياء أخرى ولم يفك "حريرتها"
سوى تدخل حسن النفالي من الإئتلاف المغربي وقيامه بوساطة
بين الممثلين المشتكين والقناة الثانية والمخرج والشركة المنتجة. وقضية كريمة فلاح
المكلفة بالمونتاج التي تم الاعتداء عليها، ورفعت دعوى قضائية بسبب مطالبتها
بالأجر المتأخر. وقضية نوال أنصار التي اتهمت بسرقة "معدات" عندما طالبت
هي الأخرى بمستحقاتها، في حين أن "القرص الصلب" الذي كانت تستعمله في
عملية مونتاج الصوت كانت تصحبه معها إلى منزلها بعلم الجميع. كل هذه حكايات
استفضنا في الحديث عنها في أعداد سابقة من "الصباح"، بالإضافة إلى قضية "البلاجكة" الذين تركوا الجمل
بما حمل، ورحلوا إلى ديارهم محبطين، منهم من رفع دعوى قضائية مازالت قائمة إلى
اليوم. وقضية عبد الفتاح لحويسي الذي كان مكلفا بالإنتاج واتهم هو أيضا بالسرقة،
فقط لأنه طالب بمغادرة السلسلة والعمل في إنتاج كندي يصور بالمغرب، وهو أمر تم
إقراره بشكل صريح في العقد المبرم بين لحويسي وشركة الإنتاج، وانتقاما منه تم
تلطيخ سمعته بتهمة تقديم فاتورات مزورة، وعرقلة التصوير من خلال استعانته بعصابة
"وهمية" من "الفتوات" و"البلطجية".
ويستغرب بعض ضحايا "المسلسل ومخرجه"، كيف أن
القناة سمحت لنفسها بمنح البوليسي البلجيكي فرصة ثانية بعد كل ما حدث في تجربته
الأولى مع القناة، مشيرين إلى أن المعني بالأمر يخبر المحيطين به أنه يملك
"ركيزة" قوية داخل القناة تمنحه ما يريد!
جمال الخنوسي