المنسق العام ل "كيف كيف" قال إن الجمعية استقبلت لاجئين من تندوف فروا إلى المغرب هربا من همجية بوليساريو
الجزء الثاني
أجرى الحوار جمال الخنوسي
الجزء الثاني
أجرى الحوار جمال الخنوسي
- لكم أتباع كثيرون في إسبانيا؟
- أغلب أعضاء الجهاز التنفيذي يوجدون في مدريد
- وماذا حدث بعد معركة تطوان؟
- نحن نعتبر ما حدث في تطوان انتصارا كبيرا لنا وفوزا، لأن القانون الجنائي المغربي يجرم الجنسمثلية، وينص الفصل 489 منه على عقوبات على السلوك الجنسي المثلي بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاثة أعوام، وبالغرامة من 120 إلى 1200 درهم. في حين هؤلاء المتهمون لم يقضوا كل هذه المدة في السجن، ونحن نعتبر ما حدث اعترافا من الدولة بأن هذا القانون لم يعد مناسبا للصورة الدولية للمغرب، إنه فوز للعقلانية على هذا القانون الظالم.
وبعد ذلك عشنا حالات لم تحظ بالاهتمام الإعلامي ذاته، وشهدنا حالات متفرقة في مكناس، وغيرها، تدخلنا كالعادة إلا أننا لم نشهر خطواتنا أو نعلن عنها.
- انتهت الأمور في نهاية المطاف كما أردتم ..
- (يضحك) بشكل سلمي، لا كما أردنا، فما نريد نحن هو "السلم الاجتماعي"
- انتصر موقفكم..
- انتصرت العقلانية، فالمغرب معروف بالاعتدال...
- لماذا لم تنتصر هذه العقلانية في أحداث القصر الكبير؟
- اسمح أن أقول لك إن ما وقع في القصر الكبير خطوة غير محسوبة. كما تعرف أنا متحدر من شمال المغرب، وقبل أن تنطلق الأحداث المأساوية، نصحنا الأطراف الرئيسية وطلبنا منهم توخي الحذر، رغم أن ما جرى في البداية مجرد طقوس لموسم يحيونه كل سنة في القصر الكبير.
- ليس أمرا جديدا
- بالمرة، مع ذلك كنا متحفظين تجاه ما يحدث، لأن مثل هذه الاحتفالات ومظاهر البهرجة، نرفضها في "كيف كيف"، لأننا لم نصل بعد في المغرب إلى مستوى يجعلنا نخرج في مثل هذه الاحتفالات، ونعلن للناس عن خياراتنا الجنسية، وبالتالي نستفز المجتمع، لأن الأمر لا يعدو أن يكون في نهاية المطاف إلا نوعا من الاستفزاز. فلا يمكننا أن نضع أزياء نسائية، ونخرج للناس لنقول لهم نحن موجودون ...
- أنت إذن تمثل التيار المعتدل داخل "كيف كيف"؟
- مجموعة "كيف كيف" أصلا معتدلة ...
- لكنك حدثتنا من قبل عن تيار راديكالي ينشط داخل المجموعة...
- المثليون المتطرفون موجودون في كل بقاع العالم، وفي المملكة المتحدة هناك مجموعة مسلحة من المثليين تقوم باغتيال المعادين للقضية المثلية، ويتكتلون في شكل لوبيات اقتصادية واجتماعية وسياسية، وفي المغرب لم تتشكل بعد مثل هذه اللوبيات باستثناء لوبي سياسي مازال في بدايته، أما تكوين لوبي اقتصادي يمكننا من التحكم في الحياة العامة فهو هدف مازال بعيد المنال.
- ماذا حقق لكم هذا اللوبي السياسي؟
- في المغرب؟
- نعم
- "ماشي بزاف" لأنه لم يتقو لدرجة تمكنه من تغيير الأمور
- من الممكن أن لا يغير الأمور، لكنه يدافع عن مصالحكم ويحقق مطالبكم
- الأحزاب السياسية المغربية أساسا ليست بالقوة المطلوبة، لنقل مثلا إن لنا أتباعا في حزب الاتحاد الاشتراكي الذي قاد الحكومة في وقت من الأوقات، لكن ماذا حقق لنا هذا الحزب أو حقق للمغرب؟ لا شيء..
- هل لكم أتباع فعلا أم تفترضون؟
- نحن لنا أتباع في كل الأحزاب السياسية .. وحزب الاتحاد الاشتراكي حزب كبير ويمكن أن يكون من بين منخرطيه أشخاص يتعاطفون معنا.
- لنعد إلى أحداث القصر الكبير، كنتم ترفضون أن يمر الاحتفال بالشكل الذي مرت به ...
- كنت حينها في مدريد، وانتقلت على الفور إلى القصر الكبير، وزرت "فؤاد وفؤاد" في الزنزانة. تكلمت معهما وهدأت من روعهما وأخبرتهم أننا نجري اتصالات مع مجموعة من السفارات وممثلي المجتمع المدني. كان خطابنا واضحا إليهما، "نحن لم نكن نوافقكما في خطوتكما لكننا لن ندعكما في محنتكما"، كنا نعي منذ البداية أن ما وقع في القصر الكبير ستكون له سلبيات أكثر من الإيجابيات.
- هل كان "فؤاد وفؤاد" من منخرطي "كيف كيف"؟
- لا، لم يكونا منخرطين، اسمح لي أن أقول لك إنهما لا يملكان حمولة ثقافية...
- لم يكونا مؤطرين جيدا..
- صحيح
- أوصلتم دعمكم إلى المتهمين
- تعاملنا مع القضية على أنها حالة إنسانية أكثر من أي شيء آخر. وليست هذه المرة الأولى التي قمنا فيها بمثل هذه الأعمال فنحن أناس وطنيون قبل كل شيء، وسبق لنا أن استقبلنا لاجئين من تندوف فروا إلى المغرب هربا من همجية بوليساريو، وهي إنجازات لم تتحدث عنها الصحافة.
- هذه فرصة لتحدثنا عنها
- إنهم أربعة لاجئين قضوا أسابيع في المشي على الأقدام فارين من التمييز الذي عانوه بسبب ميولهم الجنسية وجاؤوا إلى بلدهم الأصلي، بلد الحرية الذي يقبل المضطهدين من كل أنحاء العالم.
وخلال زيارتي هذه التقيت بسنغاليين وعرب لهم ثقافة جامعية واسعة، جاؤوا للاستقرار في المغرب لأنه يقبل الاختلاف، فارين من التمييز بسبب ميولهم الجنسية. أصبحنا في المغرب بلدا مستقبلا لأنه معروف بانفتاحه وتسامحه.
- ماذا عن العائدين الأربعة؟
- أخذناهم إلى العاصمة الاسبانية مدريد، وحكوا عن مأساتهم أمام وسائل الإعلام الاسبانية.
- كيف كان الاتصال بينكم؟
- اتصلوا بنا من تندوف، وأخبرونا بنواياهم، والعذاب الذي يعانون.
- وأين كان اللقاء الأول؟
- في مدينة العيون.
- متى حدث هذا؟
- قبل شهور قليلة.
- ماذا حدث في الندوة الصحافية؟
- لقد عرف الإسبان وكل من يدعم "بوليساريو" من حركات مثلية وغيرها، أن هؤلاء الانفصاليين همجيون ومتعصبون، وأن كيانا انفصالي في المنطقة سيكون بمثابة كارثة، وكائنا معاديا لحقوق الإنسان. كانت معركة وخرجنا منها منتصرين.
- بعد توالي الانتصارات كما تقول ألم تقوموا باتصالات من أجل الحصول على اعتراف رسمي كجمعية؟
- حاول أصدقاؤنا في كل من مكناس والرباط، وأجروا العديد من الاتصالات لكن الإجابة في نهاية المطاف كانت سلبية.
- كنتم تنتظرون مكافأة ...
- نحن نعرف أن المغرب لا يعادي المثليين، فهناك كاتب مغربي كبير اسمه عبد الله الطايع، وكذلك كاتب معروف يعيش في فرنسا اسمه "رشيد أو"، ومطرب مقيم في اسبانيا اسمه "حكيم" هو مغربي ومعروف بميولاته الجنسية. عدو المثلية ليس هو النظام ...
- بل العقليات كما قلت من قبل.
- نعم هناك من يعتقد أن المثليين أقل وطنية من الآخرين، ونحن أثبتنا أننا أكثر وطنية من البعض. من الممكن أن نطلب اللجوء إلى بلدان أخرى و"نفر بجلدنا" لكننا نحب بلدنا ونريد أن نمكث فيه.
- هل لكم إطار قانوني مواز تعملون من خلاله؟
- لم أفهم سؤالك؟
- يعني، أليست لكم جمعية ذات إطار قانوني معروف وهدف معلن لكنها تلعب دور "واجهة" لمجموعة ممنوعة؟
- بالفعل لنا جمعية نعمل من خلالها، لكني لا أستطيع الإفصاح عن اسمها. يجب أن يكون الأمر واضحا لدى الجميع: لا يمكننا تحقيق ما حققنا دون أن تكون لنا ركيزة اجتماعية حقيقية.
-----------
ماذا وقع في القصر الكبير؟
نقلت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان أحداث مدينة القصر الكبير وتداعياتها في تقرير نشر في 23 نونبر 2007 جاء فيه:
"نظم فؤاد فريرط حفلا تخللته طقوس وعادات معروفة وشائعة يومي 18 و 19 نونبر 2007 بدار مخصصة للاحتفالات والمناسبات الخاصة بحضور ما ينيف عن 150 شخصا (من بينهم 40 امرأة وأطفال).
بعد تنظيم هذا الحفل قدمت شكاية إلى السلطات العمومية لفتح تحقيق، واتخاذ الإجراءات الضرورية في حق "الشواذ" من طرف الهيآت السياسية والجمعوية: جماعة العدل والإحسان وحزب العدالة التنمية وحزب البديل الحضاري وفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقصر الكبير ومنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب.
عرفت مدينة القصر الكبير يوم 23 نونبر 2007 متابعة إعلامية كثيفة بعد انطلاق مظاهرات تخللتها حركات احتجاجية، وأحداث شغب، نتيجة ما سمي وقتئذ "زواج شواذ".
وحذر إماما مسجد وادي المخازن ومسجد سيدي الهزمري يوم الجمعة 23 نونبر 2007 في خطبتهما، من "تفشي ظاهرة المنكر في المجتمع مذكرين بغضب الله متى وقع التقاعس…".
خرجت جماعات مباشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة للتظاهر وهي تردد: "هذا عار، هذا عار، القصر الكبير في خطر.."
قام اثنا عشر(12) مواطنا في يوم 24 نوفمبر 2007 بتحرير عريضة أكدوا فيها أن حضورهم كان للاحتفال بليلة "كناوية"، وأودعوا العريضة بمقر مقاطعة القصر الكبير.
توجه جمع غفير إلى المكان الذي تم فيه الاحتفال المذكور، وتم رميه بالحجارة ووقع الهجوم على محل تجاري للمجوهرات باعتبار مالكه ممولا لحفل "زواج الشواذ".
توجهت جماعة إلى منزل فريرط وأحدثت به خسائر، مما اضطره للهروب إلى المستشفى بعد إصابته في رأسه ثم إلى مركز الشرطة طلبا للحماية. كما جرح رجل أمن بجروح بليغة نقل على إثرها إلى مستشفى بالرباط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق