كشفت مجموعة من الطلبة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية
والاجتماعية، السويسي، التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، فضيحة كبيرة بعد
انتباههم إلى وجود أسماء طلبة مرشحين لاجتياز الامتحان الشفوي الخاص بماستر
التسويق الاستراتيجي والتدبير التجاري المعمق، المقرر إجراؤه اليوم (الخميس) بمقر
الكلية، دون أن ترد أسماؤهم في لائحة الطلبة الذين اجتازوا الامتحانات الكتابية
الخاصة بالماستر نفسه في 13 شتنبر الماضي.
ووقفت "الصباح" على وجود 10 أسماء لطلبة
مرشحين للامتحانات الشفوية لم ترد أسماؤهم في لوائح الطلبة المرشحين لاجتياز
الامتحانات الكتابية التي نشرتها الكلية على موقعها الرسمي في شبكة الانترنيت.
واعتبر مجموعة من الطلبة في اتصالهم ب"الصباح"
أن هذه الفضيحة تكشف وجود "فضائح أكبر" يجب فتح تحقيق فيها. وأن طريقة
انتقاء طلبة الماستر تشوبها الكثير من الخروقات، فيما أشار آخرون إلى "بيزنس
مثمر" لابد من فتح تحقيق جدي فيه وكشف "الشبكات" التي تقف وراءه.
وقال مصدر من الطلبة إن اتصالات جرت بإدارة الكلية
ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر لتنبيههما إلى هذا
"الخطأ" الجسيم، ملحين على ضرورة كشف الحقيقة ورد الحقوق إلى أصحابها،
من باب المساواة، على الأقل.
وتساءل الطلبة في اتصالهم مع "الصباح" عن المسؤولين
عن هذه التلاعبات التي تضرب مبدأ تكافؤ الفرص في العمق، بل تنشر ثقافة المساومة
والتفضيل والفساد في الجامعة المغربية.
وربطت "الصباح"، منذ أول أمس (الثلاثاء)، الاتصال
بالحسين الداودي، وزير التعليم العالي العالي، الذي كان مشغولا في اجتماع رسمي بمؤسسة
محمد الخامس للأعمال الاجتماعية، قبل أن نربط اتصالا آخر بأحد مستشاريه الذي
أحالنا على عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، السويسي.
ونفى مصدر من الكلية وجود نية للتحايل أو محاباة طلبة
على حساب آخرين، وهو أمر عار من الصحة، حسبه، ولا يمكن أن يقع بأي حال من الأحوال
في مؤسسة علمية تحظى باحترام واسع وطنيا ودوليا.
وأكد المصدر نفسه أن الكلية دأبت، منذ سنوات، على
الاستعانة بعرف لضمان أكبر مشاركة ممكنة للطلبة في شعب الماستر المقترحة، موضحا أن
أسماء عدد من الطلبة لم ترد في لائحة المترشحين للامتحانات الكتابية المنشورة على موقع
الانترنيت، ويمكن أن ترد في لوائح المترشحين للامتحانات الشفوية.
وقال المصدر نفسه إن المحدد في العليمة ليس اللوائح، بل
محاضر الحضور والنقاط والأسماء والتقارير التي تتوفر عليها الكلية، والتي تثبت أن
المترشحين في الامتحانات الشفوية اجتازوا بنجاح الامتحانات الكتابية يوم 13 شتنبر
الماضي.
وأوضح المصدر نفسه أن عملية قرصنة، الوزارة على علم بها،
تعرض لها موقع الكلية نهاية الشهر الماضي، ما حال دون وضع ترشيحات عدد من الطلبة
ما بين 28 و31 غشت الماضي، ما تم تداركه بالسماح لهم باجتياز الامتحانات الكتابية
بشكل قانوني تشهد عليه محاضر رسمية، بالتالي، يعتبر طبيعيا أن تظهر أسماؤهم في
لوائح المترشحين للشفوي، ولا تظهر في لوائح الكتابي بسبب هذا العطب".
جمال الخنوسي يوسف الساكت
