عمر سليم يقدم طبقا ثقافيا بتوابل مغربية
تعرض القناة الثانية برنامجا ثقافيا باللغة الفرنسية ( arts et lettres ) ينشطه عمر سليم مساء كل آخر اثنين من الشهر. البرنامج عمره ثلاث سنوات من الخبرة ، وتوفق كثيرا في اختيار مواضيع جذابة و متنوعة المضامين آخرها كان حول الكوميديا بحضور الطيب الصديقي و حميدو عبد الرؤوف و صلاح الدين بنموسى . و حلقة أخرى كان موضوعها الطبخ المغربي وضمت كلا من عبد الرحيم بركاش وشميشة وغيرهما . يقول عمر سليم مقدم البرنامج إن فكرته و كان ينتظر الوقت المناسب لإنجازها لأن مثل هذه البرامج نادرة في القناتين المغربيتين ، بالإضافة إلى أن المغرب اكتشف أن الثقافة يمكن لها أن تكون محركا اقتصاديا واجتماعيا وتخلق انتعاشا عاما . وقدم مهرجان الصويرة كمثال حيث خلق رواجا سياحيا واقتصاديا واجتماعيا لا يستهان به ، وأصبحت مدينة كالصويرة معروفة في جميع أنحاء العالم بمهرجان كناوة مثلا .
ولابد من الاعتراف بأن قسطا وافرا من جاذبية البرنامج مصدرها لباقة عمر سليم وحسن تدبيره للقاءات والتي أخذها عن تجربة طويلة في إذاعة ميدي 1 وكمدير برامج في القناة الثانية . حيث قام بمهام مختلفة وقدم برامج متنوعة في ميدي 1 . و من ذكرياته الطريفة أنه غطى القمة العربية الاستثنائية سنة 1987 وبعدها بالضبط قدم مباراة رياضية في كرة القدم!! ويضيف سليم بأن التعامل مع الراديو أصعب بكثير من التلفزيون لأن المسألة ليست تقنيات أو لوجستيك بل في الأول يجب نقل الأحاسيس اعتمادا على الصوت فقط بينما في الثاني فهناك بالإضافة للصوت ، الصورة و الديكور والضوء وغيرها من المؤثرات. فالتلفزيون له إشعاع لا تملكه الإذاعة ، حيث يعتبر المهنيون سنة واحدة في التلفزيون تقارب خمس سنوات في الإذاعة.
لكن الملاحظ هو أن البرامج الثقافية (وغير الثقافية أيضا) الناطقة باللغة العربية كتب عليها قالب متخشب و مصطنع ولغة "عالمة" لا تجذب أحدا ولا تخاطب أحدا وتناجي نخبة لا تفهمها بالأساس. فهل من الضروري للبرنامج الثقافي أن لا يفهمه أحد حتى يكون "ثقافيا" ويغرق في المفاهيم العرنسية المشوهة ؟ يقول سليم إنه اختيار اللغة الفرنسية لأنه متمكن منها ويتقنها . إضافة إلى أن جل أطوار دراسته كانت باللغة الفرنسية انطلاقا من البعثة الفرنسية مرورا ب "ليسي ليوطي" ووصولا إلى جامعة السربون الباريسية. ويضيف مازحا أن طريقة نطقه بالعربية "عروبية" جدا و ستنفر المشاهدين في خمس ثواني لا محالة!!
إن اللغة الفرنسية حسب عمر سليم لغة سهلة في التواصل مثلها مثل اللهجة الدارجة فهي أيضا مرنة إلا أنها محتاجة لنوع من الاهتمام و الرعاية. أما اللغة العربية فهي لغة جميلة ومتينة ولغة شعر و تحمل صورا تنطق بالجمال، إلا أنها صعبة وأمامها عدة عراقيل في بلد يعاني 50% من ساكنته من الأمية. وقد نجحت قلة من المنشطين المغاربة تجاوز هذه العقبة كنسيمة الحر وعتيق بنشيكر. ويرى سليم أنه على مقدمي البرامج التعامل "بلغة ثالثة" تجمع بين العربية البسيطة السلسة و الدارجة السهلة و المفهومة.
و من مميزات برنامج "فنون و آداب" انضباط الحوار و صرامته و التزامه بنقط متعددة ومختلفة معدة سلفا دون السقوط في النمطية أو الشراسة التي نلحظها في برامج قنوات أخرى حوارية وصدامية التي تعتمد على "صراع الديكة". و عندما تستفز عمر سليم بالقول أن برنامجه تقليد للبرنامج الفرنسي الشهير "حساء الثقافة" و مقدمه برنار بيفو يتهرب في لباقة ضاحكا: هل تعلم أن برنار بيفو كان معلقا رياضيا!! على أي حال طبختنا الثقافية نحن أيضا ممتعة و تحتاج للتشجيع.
جمال الخنوسي
تعرض القناة الثانية برنامجا ثقافيا باللغة الفرنسية ( arts et lettres ) ينشطه عمر سليم مساء كل آخر اثنين من الشهر. البرنامج عمره ثلاث سنوات من الخبرة ، وتوفق كثيرا في اختيار مواضيع جذابة و متنوعة المضامين آخرها كان حول الكوميديا بحضور الطيب الصديقي و حميدو عبد الرؤوف و صلاح الدين بنموسى . و حلقة أخرى كان موضوعها الطبخ المغربي وضمت كلا من عبد الرحيم بركاش وشميشة وغيرهما . يقول عمر سليم مقدم البرنامج إن فكرته و كان ينتظر الوقت المناسب لإنجازها لأن مثل هذه البرامج نادرة في القناتين المغربيتين ، بالإضافة إلى أن المغرب اكتشف أن الثقافة يمكن لها أن تكون محركا اقتصاديا واجتماعيا وتخلق انتعاشا عاما . وقدم مهرجان الصويرة كمثال حيث خلق رواجا سياحيا واقتصاديا واجتماعيا لا يستهان به ، وأصبحت مدينة كالصويرة معروفة في جميع أنحاء العالم بمهرجان كناوة مثلا .
ولابد من الاعتراف بأن قسطا وافرا من جاذبية البرنامج مصدرها لباقة عمر سليم وحسن تدبيره للقاءات والتي أخذها عن تجربة طويلة في إذاعة ميدي 1 وكمدير برامج في القناة الثانية . حيث قام بمهام مختلفة وقدم برامج متنوعة في ميدي 1 . و من ذكرياته الطريفة أنه غطى القمة العربية الاستثنائية سنة 1987 وبعدها بالضبط قدم مباراة رياضية في كرة القدم!! ويضيف سليم بأن التعامل مع الراديو أصعب بكثير من التلفزيون لأن المسألة ليست تقنيات أو لوجستيك بل في الأول يجب نقل الأحاسيس اعتمادا على الصوت فقط بينما في الثاني فهناك بالإضافة للصوت ، الصورة و الديكور والضوء وغيرها من المؤثرات. فالتلفزيون له إشعاع لا تملكه الإذاعة ، حيث يعتبر المهنيون سنة واحدة في التلفزيون تقارب خمس سنوات في الإذاعة.
لكن الملاحظ هو أن البرامج الثقافية (وغير الثقافية أيضا) الناطقة باللغة العربية كتب عليها قالب متخشب و مصطنع ولغة "عالمة" لا تجذب أحدا ولا تخاطب أحدا وتناجي نخبة لا تفهمها بالأساس. فهل من الضروري للبرنامج الثقافي أن لا يفهمه أحد حتى يكون "ثقافيا" ويغرق في المفاهيم العرنسية المشوهة ؟ يقول سليم إنه اختيار اللغة الفرنسية لأنه متمكن منها ويتقنها . إضافة إلى أن جل أطوار دراسته كانت باللغة الفرنسية انطلاقا من البعثة الفرنسية مرورا ب "ليسي ليوطي" ووصولا إلى جامعة السربون الباريسية. ويضيف مازحا أن طريقة نطقه بالعربية "عروبية" جدا و ستنفر المشاهدين في خمس ثواني لا محالة!!
إن اللغة الفرنسية حسب عمر سليم لغة سهلة في التواصل مثلها مثل اللهجة الدارجة فهي أيضا مرنة إلا أنها محتاجة لنوع من الاهتمام و الرعاية. أما اللغة العربية فهي لغة جميلة ومتينة ولغة شعر و تحمل صورا تنطق بالجمال، إلا أنها صعبة وأمامها عدة عراقيل في بلد يعاني 50% من ساكنته من الأمية. وقد نجحت قلة من المنشطين المغاربة تجاوز هذه العقبة كنسيمة الحر وعتيق بنشيكر. ويرى سليم أنه على مقدمي البرامج التعامل "بلغة ثالثة" تجمع بين العربية البسيطة السلسة و الدارجة السهلة و المفهومة.
و من مميزات برنامج "فنون و آداب" انضباط الحوار و صرامته و التزامه بنقط متعددة ومختلفة معدة سلفا دون السقوط في النمطية أو الشراسة التي نلحظها في برامج قنوات أخرى حوارية وصدامية التي تعتمد على "صراع الديكة". و عندما تستفز عمر سليم بالقول أن برنامجه تقليد للبرنامج الفرنسي الشهير "حساء الثقافة" و مقدمه برنار بيفو يتهرب في لباقة ضاحكا: هل تعلم أن برنار بيفو كان معلقا رياضيا!! على أي حال طبختنا الثقافية نحن أيضا ممتعة و تحتاج للتشجيع.
جمال الخنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق