الكاتب المغربي الطاهر بنجلون لصوت الناس :
قضية الرسوم الكاريكاتورية جاءت لتكرس الشرخ العميق بين الشمال و الجنوب
يعتبر حضور الكاتب المغربي المعروف الطاهر بنجلون للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء في دورته الثانية عشر الحدث المميز إضافة لحضور كل من فيليب كلوديل ومارك ليفي. ويكفي أن يلاحظ المتتبع الحضور المكثف للجمهور في كل ظهور له وإقبالهم على روايته الجديدة "الرحيل" (Partir) . الطاهر بنجلون يعتبر في الوقت الراهن سفير الأدب المغربي . مكانة يعززها حضوره المستمر وإبداعه الغزير، وانشغاله بقضايا وهموم وطنه. في الحوار التالي الذي خص به جريدة «صوت الناس» حدثنا عن روايته الجديدة وعن أزمة الكتاب والقراءة وعن المغرب وهمومه وتطلعاته.
** في البداية نتحدث عن روايتكم الجديدة "الرحيل" لماذا هذا العنوان الحزين؟
السبب الأساسي لذلك هو أن الموضوع مؤلم لأن فعل Partir في اللغة الفرنسية له عدد كثير من المعاني وكلها تحمل شكلا من العنف . الرحيل يعني أن تترك أشياء في مكانك الأصلي ، وفي نفس الوقت جزء من الهوية. أفضل "المغادرة" أي يغادر الشخص هويته ويظن أنه بهذا الفعل يتغلب على الواقع ويحاول أن يصلح إعوجاجه. كلمة "Partir" تحمل كل هذه المعاني وتختزلها وهو ليس رواية عن المنفى فقط بل رواية عن معاناة شخوص تعتبر نفسها ليست في المكان اللائق بها. والهجرة هي فقط وجه من وجوه الفشل والإخفاق الذي يتخبط فيه الشباب الذين درسوا في الجامعات والمعاهد العليا ولكن للأسف الأوضاع الاقتصادية للبلاد في التسعينات وحتى اليوم أيضا لم تجعله ينجح في مشروع إثبات الذات والحق والوجود. حتى أن الحالة المزرية لهؤلاء الشباب تجعلهم يعتمدون على الآخرين لتوفير أبسط الحاجيات وهذا ما يدفعهم للتفكير في حلول خطرة.
* بالنسبة للمعاناة التي تحدثتم عنها ، فقد كنتم تنقلونها برؤية أو منظار من الضفة الأخرى . أما في الرواية الأخيرة فإنكم تنقلونها من جهة البلد الأصلي. لم هذا التحول؟
** أنا لاحظت بألم ما يحدث من معاناة لشريحة واسعة من المواطنين يعجزون عن توفير أبسط ظروف العيش. من قبل كنا نتحدث عن العمال المهاجرين الذين كانوا يغادرون البادية متوجهين إلى المدينة ليبيعوا قوتهم و مجهودهم العضلي لأنهم غير متعلمين و ليست لهم شواهد .أما الآن فالأمور تطورت والمغاربة بدلوا مجهودا كبيرا من أجل الدراسة والتعلم ، واضطرتهم الظروف للهجرة لأنه ليس هناك بديل آخر. روايتي في معناها العميق تقول إن الهجرة ليست حلا مناسبا أو ليست حلا على الإطلاق. ولا أظن أن مستقبل المغرب ومصيره يكمن في الهجرة. لقد كانت هذه الخطوة في زمن ما حلا أملاه الاستعمار نظرا لحاجته لليد العاملة أما الآن فقد تغيرت الأمور وعلينا أن نبحث لأنفسنا عن حلول أخرى والتي يمكن أن نبلورها داخليا أو من خلال مساعدات من الخارج والتفاوض مع الاتحاد الأوربي.
* البعض يلاحظ على أعمالكم الأدبية أنها تكرس نفس النظرة والتصور للمغرب الذي يحتضر ويموت وليس مغرب الممكن والتطلعات.
** إني أعتبر أن دور المبدع و الأديب ليس هو تنظيم الحفلات والزغردة وراء المنجزات. الكاتب والروائي يبحث دائما عن حالة توتر لأن التوتر هو الذي ينتج أدبا. فليس هناك عمل إبداعي مهم ينتج في ظل السعادة والهناء. الكاتب يبحث في العراقيل والمشاكل لأنها هي موضوعه المفضل الذي يمس مشاكل وقلوب الناس. هذا هو منطلق الكتابة. ودور الأدب هو الازعاج والتنديد باعتباره شاهد على ما يقع. المجتمع السعيد ليس في حاجة لأديب.
* لنتحدث عن عالم الكتاب ككل. لقد كتب الإيطالي أومبرتو إيكو من قبل عن ما سماه بـ"انتقام الكتب" والحضور المكثف الذي لاحظناه في المعرض يثبث هذه المقولة أي عودة الاهتمام بالكتاب بالرغم مما كان يقال من قبل على أن نهايته ستكون على يد الحاسوب والأنترنيت.
** أنا لم أكن قط مع هذا الطرح ولم أفكر إطلاقا أن الكتاب سينتهي يوما ما خصوصا مع ظهور التكنولوجيا الجديدة، صحيح أن الشباب منجدبون بهذا النوع من الأدوات التي نعترف بروعتها وجاذبيتها لكن دائما الأصل والعودة للأصل المتمثل في الكتاب. نحن كلنا نتاج للكتاب لا العالم الغربي ولا العالم الإسلامي.
وأنت ترى الآن كيف أن المس بمقدساتنا الإسلامية من خلال الكاريكاتيرات أثار ضجة في العالم لأنها بالخصوص مست كتابا وكلمة وخطابا.
وأنا كنت سعيدا جدا عندما رأيت إقبال أطفال صغار وشباب ومراهقين على معرض الكتاب . علينا أن نقوم بتعبئة في جميع أنحاء المغرب من أجل تحفيز المغاربة على القراءة وتربية تقليد وطقس للقراءة والكتاب والناشئة هم جيل المستقبل ومغرب الغد وإذا أعطيناهم حب الكتاب وعرفوا أهميته فلا خطر إذاك على الكتاب كوسيلة للتواصل.
* تحدثتم عن أهمية القراءة وقدمتم دعوة من أجل تكوين ناشئة تقرأ هل هو اعتراف بأزمة؟
** الأزمة لا تقتصر على المغرب فقط بل هي ممتدة في العالم العربي ككل وتمس أوربا بشكل طفيف. لقد شاركت في ندوة بإحدى الدول العربية حول أزمة القراءة . وكان متواجدا بها مجموعة من الروائيين المصريين واللبنانيين.. الكل يشكو من نذرة القراء ويتحدثون عن قلة المبيعات. لكن يجب ملاحظة أمر مهم يكمن في أن الكتاب في العالم العربي لا يجب أن يقاس برقم المبيعات، لأن الكتاب عندما يدخل بيتا عربيا فإنه يصبح في متناول عائلة بأكملها والجيران أيضا ، وذلك نظرا لضعف القدرة الشرائية. هناك حقيقة مشكل العزوف عن القراءة ، ولكن أيضا هناك قراء لا نعرفهم ويوجدون خارج الإحصاءات التقليدية.
* هناك من يقول أن أزمة القراءة كرستها أزمة الكتابة، لأنه يلاحظ إقبال مثلا على كتابتكم وكتابات أسماء أخرى قليلة فقط.
* في الحقيقة لا يمكن أن أجزم في هذا الأمر لأن إطلاعي على الأدب المغربي قليل بحكم إقامتي في فرنسا، أما فيما يخص مسألة الإقبال على كتبي والحضور الكثيف للقراء في اللقاءات التي أعقدها، فأنا أفسرها بالخصوص بفراغ الحياة الثقافية هنا. فمثلا من الممكن أن يعقد كاتب كبير لقاء مفتوحا مع الجمهور في باريس ولن يحضره إلا قلة قليلة من المتتبعين لأن باريس تزخر بالحركة الثقافية واللقاءات المتنوعة والمختلفة. ونفس الكاتب يمكن أن يحقق نجاحا باهرا في أي مدينة أخرى في جميع أنحاء فرنسا لأن الجمهور متعطش لمثل هذه التظاهرات ويعتبرون وجوده "حدثا" مميزا . وأنا بطبيعتي أفضل الحديث واللقاء مع الأطفال والصغار في المدارس الابتدائية وحتى الإعدادية لأحدثهم عن مشاكل كالعنصرية وغيرها.
* تستعدون لإصدار عمل جديد اسمه "يما" مترجم للإيطالية أولا تم سيرى النور بنسخته الأصلية الفرنسية الفرنسية سنة 2007 عن دار النشر غليمار. هل يمكن أن نعرف المزيد.
** في الحقيقة هذا العمل بدأت في كتابته منذ سنة 2000 أي انطلاقا من مرض والدتي إلى وفاتها يرحمها الله إنها سيرة ذاتية متخيلة. وأضرب لكم موعدا السنة القادمة لنتحدث حولها.
* نتحدث الآن إذا سمحتم عن موضوع العولمة . بعيدا عن الجانب الاقتصادي والاستراتيجي ، نريد الحديث عنها على المستوى الثقافي. إنا نلاحظ أن عملية التوحيد الثقافي تشتغل بقوة قاهرة . وفي نفس الوقت هناك رد فعل يتميز بفس العنف. فإذا كان المشروع الأول يتبنى مشروع التوحيد تحت الهيمنة الأمريكية فإن الاستراتيجية الثانية ترفع أعلام الهوايات اللغوية والأثنية الدينية أو ما يسمى في فرنسا بالخصوصية الثقافية. أنتم كمثقف متعدد الانتماءات كيف تنظرون لهذا الإشكال.
* أنا مع الخصوصية الثقافية لكل بلد ، لأننا لا يمكن أن نحارب العماليق الأمريكيين وكما يتحكمون في السينما الآن تخيل كيف سيكون الأمر مع الكتاب !! سيوزعون ملاييرالنسخ مصنوعة بالأساس وليست مصاغة بشكل إبداعي أدبي منبعها القلب. سوف يجعلون من العمل الأدبي تقنية تنجز كتابا تحت الطلب وبشروط معينة والمؤلف غير مهم يمكن أن يضعوا أي اسم للترويج . والعمل الإبداعي ينجز من طرف يد عاملة كما هو الأمر في معمل لأي منتوج استهلاكي.
حاوره جمال الخنوسي
قضية الرسوم الكاريكاتورية جاءت لتكرس الشرخ العميق بين الشمال و الجنوب
يعتبر حضور الكاتب المغربي المعروف الطاهر بنجلون للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء في دورته الثانية عشر الحدث المميز إضافة لحضور كل من فيليب كلوديل ومارك ليفي. ويكفي أن يلاحظ المتتبع الحضور المكثف للجمهور في كل ظهور له وإقبالهم على روايته الجديدة "الرحيل" (Partir) . الطاهر بنجلون يعتبر في الوقت الراهن سفير الأدب المغربي . مكانة يعززها حضوره المستمر وإبداعه الغزير، وانشغاله بقضايا وهموم وطنه. في الحوار التالي الذي خص به جريدة «صوت الناس» حدثنا عن روايته الجديدة وعن أزمة الكتاب والقراءة وعن المغرب وهمومه وتطلعاته.
** في البداية نتحدث عن روايتكم الجديدة "الرحيل" لماذا هذا العنوان الحزين؟
السبب الأساسي لذلك هو أن الموضوع مؤلم لأن فعل Partir في اللغة الفرنسية له عدد كثير من المعاني وكلها تحمل شكلا من العنف . الرحيل يعني أن تترك أشياء في مكانك الأصلي ، وفي نفس الوقت جزء من الهوية. أفضل "المغادرة" أي يغادر الشخص هويته ويظن أنه بهذا الفعل يتغلب على الواقع ويحاول أن يصلح إعوجاجه. كلمة "Partir" تحمل كل هذه المعاني وتختزلها وهو ليس رواية عن المنفى فقط بل رواية عن معاناة شخوص تعتبر نفسها ليست في المكان اللائق بها. والهجرة هي فقط وجه من وجوه الفشل والإخفاق الذي يتخبط فيه الشباب الذين درسوا في الجامعات والمعاهد العليا ولكن للأسف الأوضاع الاقتصادية للبلاد في التسعينات وحتى اليوم أيضا لم تجعله ينجح في مشروع إثبات الذات والحق والوجود. حتى أن الحالة المزرية لهؤلاء الشباب تجعلهم يعتمدون على الآخرين لتوفير أبسط الحاجيات وهذا ما يدفعهم للتفكير في حلول خطرة.
* بالنسبة للمعاناة التي تحدثتم عنها ، فقد كنتم تنقلونها برؤية أو منظار من الضفة الأخرى . أما في الرواية الأخيرة فإنكم تنقلونها من جهة البلد الأصلي. لم هذا التحول؟
** أنا لاحظت بألم ما يحدث من معاناة لشريحة واسعة من المواطنين يعجزون عن توفير أبسط ظروف العيش. من قبل كنا نتحدث عن العمال المهاجرين الذين كانوا يغادرون البادية متوجهين إلى المدينة ليبيعوا قوتهم و مجهودهم العضلي لأنهم غير متعلمين و ليست لهم شواهد .أما الآن فالأمور تطورت والمغاربة بدلوا مجهودا كبيرا من أجل الدراسة والتعلم ، واضطرتهم الظروف للهجرة لأنه ليس هناك بديل آخر. روايتي في معناها العميق تقول إن الهجرة ليست حلا مناسبا أو ليست حلا على الإطلاق. ولا أظن أن مستقبل المغرب ومصيره يكمن في الهجرة. لقد كانت هذه الخطوة في زمن ما حلا أملاه الاستعمار نظرا لحاجته لليد العاملة أما الآن فقد تغيرت الأمور وعلينا أن نبحث لأنفسنا عن حلول أخرى والتي يمكن أن نبلورها داخليا أو من خلال مساعدات من الخارج والتفاوض مع الاتحاد الأوربي.
* البعض يلاحظ على أعمالكم الأدبية أنها تكرس نفس النظرة والتصور للمغرب الذي يحتضر ويموت وليس مغرب الممكن والتطلعات.
** إني أعتبر أن دور المبدع و الأديب ليس هو تنظيم الحفلات والزغردة وراء المنجزات. الكاتب والروائي يبحث دائما عن حالة توتر لأن التوتر هو الذي ينتج أدبا. فليس هناك عمل إبداعي مهم ينتج في ظل السعادة والهناء. الكاتب يبحث في العراقيل والمشاكل لأنها هي موضوعه المفضل الذي يمس مشاكل وقلوب الناس. هذا هو منطلق الكتابة. ودور الأدب هو الازعاج والتنديد باعتباره شاهد على ما يقع. المجتمع السعيد ليس في حاجة لأديب.
* لنتحدث عن عالم الكتاب ككل. لقد كتب الإيطالي أومبرتو إيكو من قبل عن ما سماه بـ"انتقام الكتب" والحضور المكثف الذي لاحظناه في المعرض يثبث هذه المقولة أي عودة الاهتمام بالكتاب بالرغم مما كان يقال من قبل على أن نهايته ستكون على يد الحاسوب والأنترنيت.
** أنا لم أكن قط مع هذا الطرح ولم أفكر إطلاقا أن الكتاب سينتهي يوما ما خصوصا مع ظهور التكنولوجيا الجديدة، صحيح أن الشباب منجدبون بهذا النوع من الأدوات التي نعترف بروعتها وجاذبيتها لكن دائما الأصل والعودة للأصل المتمثل في الكتاب. نحن كلنا نتاج للكتاب لا العالم الغربي ولا العالم الإسلامي.
وأنت ترى الآن كيف أن المس بمقدساتنا الإسلامية من خلال الكاريكاتيرات أثار ضجة في العالم لأنها بالخصوص مست كتابا وكلمة وخطابا.
وأنا كنت سعيدا جدا عندما رأيت إقبال أطفال صغار وشباب ومراهقين على معرض الكتاب . علينا أن نقوم بتعبئة في جميع أنحاء المغرب من أجل تحفيز المغاربة على القراءة وتربية تقليد وطقس للقراءة والكتاب والناشئة هم جيل المستقبل ومغرب الغد وإذا أعطيناهم حب الكتاب وعرفوا أهميته فلا خطر إذاك على الكتاب كوسيلة للتواصل.
* تحدثتم عن أهمية القراءة وقدمتم دعوة من أجل تكوين ناشئة تقرأ هل هو اعتراف بأزمة؟
** الأزمة لا تقتصر على المغرب فقط بل هي ممتدة في العالم العربي ككل وتمس أوربا بشكل طفيف. لقد شاركت في ندوة بإحدى الدول العربية حول أزمة القراءة . وكان متواجدا بها مجموعة من الروائيين المصريين واللبنانيين.. الكل يشكو من نذرة القراء ويتحدثون عن قلة المبيعات. لكن يجب ملاحظة أمر مهم يكمن في أن الكتاب في العالم العربي لا يجب أن يقاس برقم المبيعات، لأن الكتاب عندما يدخل بيتا عربيا فإنه يصبح في متناول عائلة بأكملها والجيران أيضا ، وذلك نظرا لضعف القدرة الشرائية. هناك حقيقة مشكل العزوف عن القراءة ، ولكن أيضا هناك قراء لا نعرفهم ويوجدون خارج الإحصاءات التقليدية.
* هناك من يقول أن أزمة القراءة كرستها أزمة الكتابة، لأنه يلاحظ إقبال مثلا على كتابتكم وكتابات أسماء أخرى قليلة فقط.
* في الحقيقة لا يمكن أن أجزم في هذا الأمر لأن إطلاعي على الأدب المغربي قليل بحكم إقامتي في فرنسا، أما فيما يخص مسألة الإقبال على كتبي والحضور الكثيف للقراء في اللقاءات التي أعقدها، فأنا أفسرها بالخصوص بفراغ الحياة الثقافية هنا. فمثلا من الممكن أن يعقد كاتب كبير لقاء مفتوحا مع الجمهور في باريس ولن يحضره إلا قلة قليلة من المتتبعين لأن باريس تزخر بالحركة الثقافية واللقاءات المتنوعة والمختلفة. ونفس الكاتب يمكن أن يحقق نجاحا باهرا في أي مدينة أخرى في جميع أنحاء فرنسا لأن الجمهور متعطش لمثل هذه التظاهرات ويعتبرون وجوده "حدثا" مميزا . وأنا بطبيعتي أفضل الحديث واللقاء مع الأطفال والصغار في المدارس الابتدائية وحتى الإعدادية لأحدثهم عن مشاكل كالعنصرية وغيرها.
* تستعدون لإصدار عمل جديد اسمه "يما" مترجم للإيطالية أولا تم سيرى النور بنسخته الأصلية الفرنسية الفرنسية سنة 2007 عن دار النشر غليمار. هل يمكن أن نعرف المزيد.
** في الحقيقة هذا العمل بدأت في كتابته منذ سنة 2000 أي انطلاقا من مرض والدتي إلى وفاتها يرحمها الله إنها سيرة ذاتية متخيلة. وأضرب لكم موعدا السنة القادمة لنتحدث حولها.
* نتحدث الآن إذا سمحتم عن موضوع العولمة . بعيدا عن الجانب الاقتصادي والاستراتيجي ، نريد الحديث عنها على المستوى الثقافي. إنا نلاحظ أن عملية التوحيد الثقافي تشتغل بقوة قاهرة . وفي نفس الوقت هناك رد فعل يتميز بفس العنف. فإذا كان المشروع الأول يتبنى مشروع التوحيد تحت الهيمنة الأمريكية فإن الاستراتيجية الثانية ترفع أعلام الهوايات اللغوية والأثنية الدينية أو ما يسمى في فرنسا بالخصوصية الثقافية. أنتم كمثقف متعدد الانتماءات كيف تنظرون لهذا الإشكال.
* أنا مع الخصوصية الثقافية لكل بلد ، لأننا لا يمكن أن نحارب العماليق الأمريكيين وكما يتحكمون في السينما الآن تخيل كيف سيكون الأمر مع الكتاب !! سيوزعون ملاييرالنسخ مصنوعة بالأساس وليست مصاغة بشكل إبداعي أدبي منبعها القلب. سوف يجعلون من العمل الأدبي تقنية تنجز كتابا تحت الطلب وبشروط معينة والمؤلف غير مهم يمكن أن يضعوا أي اسم للترويج . والعمل الإبداعي ينجز من طرف يد عاملة كما هو الأمر في معمل لأي منتوج استهلاكي.
حاوره جمال الخنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق